موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧٢

منازل أسرة ظوافير ومنازل بعض الفرسان وفى الجهة القبلية منها دار فاطمة حازمية ، وفى اتصالها الشرقى دار سيد جعفر الهاشمية ، وأمامها دار على موسى أفندى وبجانبها دار عامر الجعفر العلاف ، وبجانب دار عامر الجعفر طريق حديقة الهاشمية ، وأمام باب هذه الحديقة حوش عبيد (١) ، وأمامه خرابة أبى جود الحمدانى. ولكن بين حوش عبيد وخرابة أبى جود الحمدانى وشارع كاتبية. وحوش معيكة وحوش سنان فى هذا الشارع ، وفى نهايته عدة منازل وطاحونة وزاوية منسوبة إلى الشيخ محمد بن سانوسى ذات مئذنة وزقاق كاتبية مسدود.

وفى اتصال خرابة أبى جود الحمدانى حوش خيارى وأمام هذا الحوش بعض المنازل وطاحونة وعدة دكاكين وخرابة وقف أسعدية. ودور أبى الجود وأمامها دار الشريفة الهاشمية ، وعلى طرفها الشرقى زقاق السلطان ، وفى مدخل زقاق السلطان منزل كبير منسوب إلى المغاربة ، وبقربه منازل حيارى وسمان والشيخ أحمد الفقيه وأحمد الصابغ المصرى والعمارات (٢) المنسوبة لمبرة مراد الرابع العثمانية وبجانب هذه العمارة مجرى سيل أبو جيده ، وفى الجهة الغربية من هذا المجرى مخبز وبجانبه جسر سنان باشا وعندما يصعد فوق الجسر يرى فى مجرى الجسر من الحديد.

وبعض دور المجاروين فى جهة باب قباء لجسر سنان باشا وحوش عميرة (٣) وفى اتصاله زاوية السيد محضار وفى اتصال هذه الزاوية حوش متاع ، وفى الجهة القبلية لباب هذا الحوش مركز شرطة باب قباء وفى الجهة الشامية دار محمد بن صالح الحيدرى ، ومن المجرى إلى الجسر قنوات عين الزرقاء فمياه الثكنات السلطانية وعمارة المرادية ومياه أهالى محلة العنبرية ودور الإيجارية التى فى هذه الناحية والذين يسكنون فى ناحية تجرى وتسير مياهها فى هذه القنوات

__________________

(١) حوش عبيد من مبانى آل خيار المسقفة.

(٢) وإن كانت هذه العمارة فى غاية السعة إلا أنها ظلت فى حالة خراب وقد خصت لسكنى عساكر الهجين والخيالة.

(٣) يتألف حوش عميرة من مائة وخسمين حجرة ومن هذه الحجرات حجرات علوية ذات سطوح.

٤٤١

ومجرى السيل الذى فى الطرف الشامى للجسر من جبل سلع ومن بين طرق عين الزرقاء ومن الجهة الغربية لعين غرابية ثم يلتصق بمجرى سيل حمزة الواسع.

وبجانب جسر سنان باشا المشار إليه بركة القوافل المصرية وبجانب هذه البركة دار لطيف أفندى مترجم خزانة المديرية ، وفى الطرف الشامى من هذا المنزل دار مصطفى بلا جلى فوق مجرى السيل. وبجانبها البيوت العشرة وفى الجهة الغربية دار أحمد أفندى سالف الذكر وخلفها الحوش الكبير الجديد. وفى الطرف الشرقى من هذا الحوش حما مناخه. والبركة التى ذكرت آنفا حوض كبير وعميق وبما أنه كان يملأ أولا من عين الزرقاء سمى ببركة الحج الشامى.

وأمام البيوت العشرة بيوت الصعايدة العالية المنتظمة وخلف هذه البيوت زقاق السلطانية وفى هذا الزقاق بعض بيوت للإيجار وحديقة صيارى ومئذنة قديمة. وإن كانت هذه المئذنة مئذنة مسجد العمارة المرادية وبما أن المسجد قد انهدم واندرست ساحته وانعدمت فلا يؤذن فوق هذه المئذنة.

وهناك طريق يمتد من زقاق السلطانية إلى وادى «سح» ومن هنا إلى زقاق قشاشى وبعده إلى مناخة وزقاق طيار وفى زقاق طيار حديقة عبد القادر خوج وأمام هذه الحديقة دار على الصياد وبجانبها حوش درج فى الطرف الشمالى لحوش أبو شوشة.

وحوش طوطى وأحواش أخرى. ولما كان حوش أبى شوشة فى غاية الكبر ويشمل على أماكن ملاصقة للجهة الشامية من السور الخارجى وغرف كثيرة. وأمام دار المترجم أحمد نظيف أفندى مدرسة خاصكى السلطان وفى الجهة الشرقية من سيل أبى جيده وفى الجهة الشرقية من هذه المدرسة المخبز الميرى وأمامه باب حمام أحمد نظيف أفندى والمنازل التى يسكنها.

وبجانبها بعض المنازل القديمة وفى نهايتها المنزل (١) الذى وقفه المرحوم سليم

__________________

(١) يقيم فى هذا المنزل السيد علوى السقاف شيخ السادات العلوية.

٤٤٢

بك من حجاب السلطان عبد المجيد والد السلطان لسبيله وأمامه داران ومدرسة للصبية.

وأصبحت مدرسة خاصكى سلطان فترة ما دائرة حكومية ثم اتخذت مستشفى للعساكر السلطانية وفى داخلها حديقة صغيرة ومسجد ذات مئذنة فى غاية الظرف والجمال.

وفى الطرف الشرقى لتلك المنازل المذكورة ومدرسة الصبية بعض البيوت وفى نهايتها منزل آكاه أفندى من نقباء النظامية وبين المدرسة والمخبز الميرى حوش منصور وأمام هذا الحوش وفى الجهة الشامية من الطريق وبالقرب من جدار مسجد الغمامة (١) الكائن فى ميدان مناخة منازل صغيرة وفى شرق الطريق سالف الذكر دكاكين الخزانة النبوية وأمامها مركز شرطة خالدية وفى الجهة الغربية من مركز الشرطة دكاكين الخزانة النبوية أيضا مع منزل (٢) إمام مسجد غمامة ، وأمامه سبيل سليم بك ، وفى الطرف الشامى من هذا الطريق زقاق طريق حديقة الداودية الخاصة بشيخ الفراشين برى أفندى ، وفى الجهة الشرقية من هذا الزقاق منزل السيد علوى السقاف ، وفى الجهة الشرقية من هذا البيت منزل شيخ الفراشين برى أفندى وأبناء عمه ومن هذا البيت منازل مصفوفة تنتهى إلى باب الكرمة ، وفى الجهة التى تقابل مناخة لهذه المنازل ثلاثة أزقة منفصلة بعضها عن بعض.

وبجانب منزل برى أفندى خرابة خاصة بآل برزنجى وبجانبها مسجد منسوب إلى الصديق الأعظم وبجانبه عين الزرقاء التى تسمى عين مناخة.

وإن كان مسجد الصديق من المساجد التى كانت مصلى النبى صلى الله عليه وسلم وبما أنه من غير منبر لا يصلى فيه صلاة الجمعة وتؤدى صلاة الجمعة فى مسجد السعادة ومسجد غمامة ومسجد قباء ويغلق فى الأذان الأول مصارع بابى المصرى وباب الصغير.

__________________

(١) ولمسجد الغمامة اسم آخر هو مصلى العيد النبوى.

(٢) قد أشرف هذا المنزل على الخراب فجدده السلطان وجعله رصينا متينا

٤٤٣

وبجوار عين مناخة منهل آخر خاص بالنساء وبجانب هذا المنهل عدة دكاكين ومقهى.

ومن الدكاكين التى تواجه ميدان مناخة الذى على الطرف الشامى من هذا المقهى إلى مسجد سيدنا على والرباط صف من المنازل موقوفة بشروطه. لإقامة عبيد العين فجميع الذين يستخدمون فى أمور عين الزرقاء وقنواتها يسكنون فى هذه المنازل ، وفى طرف من مسجد على دار مفتى المدينة المنورة السابق عبد الرحمن إلياس بن تاج الدين ، وفى الطرف الآخر الطريق الذى ينقسم إلى زقاق الطيار وزقاق قشاشى.

وزقاق الطيار يمتد إلى حديقة حسين بافقيه العلوى ، وفى هذا الزقاق عدة أزقة مسدودة ، ومنازل تستأجر ومخابز وطواحين وبعض منازل فاخرة.

ولما كان زقاق قشاشى شارعا ينتهى إلى ناحية سح والزقاق السلطانى ويمكن المضى إلى أى مكان منه ، وزاوية قشاشى فى هذا الطريق. وبين زقاق الطيار وزقاق جعفر عدة منازل فى مواجهة السور الداخلى ونهاية زقاق الطيار المتسعة نهايته زقاق جعفر. وهذه النقطة مبدأ ميدان المناخة.

ومنزل قرة باش الذى يستأجر له باب ينفتح على زقاق الطيار وباب كبير ينفتح على ميدان المناخة. بين المنازل التى تواجه السور الداخلى. وهناك طريق يمتد من زقاق جعفر منازل كثيرة ويتجاوز منزل شيخ الفراشين والوصول إلى مسجد الغمامة ، رصيف يسميه أهل المدينة بلاطيا وطول هذا الرصيف بمقياس ذراع اليد من عتبة مسجد غمامة إلى عتبة باب السلام ألف ذراع. ويروى أنه كان فى القديم من باب السويقة إلى عتبة باب مصر رصيف واسع كالرصيف المذكور إلا أن هذا الرصيف قد اندرس الآن وبين مسجد غمامة وباب مصر وبين سبيل فاطمة أسواق عرفت مساحتها ومواقعها فى وجهة خاصة.

ينسب سبيل فاطمة لبعض الملوك إلا أن إدارته فى يد الأوقاف المصرية. وفى

٤٤٤

الطريق إلى حرم السعادة على يمين الشارع الذى يؤدى من الباب المصرى إلى باب السلام خمسة أزقة وعلى يساره ستة أزقة.

والأزقة التى على يمين الشارع ثلاثة منها طريق عام والاثنان طريق عام. والأربعة طريق خاص وأحد طرق الجهة اليمنى شارع مقعد بنى حسين. ويتشعب شعبتين تنتهى إحداهما إلى قصر السيد محمد جمل الليل الذى أمام مناخة وتنتهى الأخرى إلى المخازن الأميرية كل واحد منهما منتظمان ومزينان بمنازل منتظمة.

ويعد طريق مقعد بنى حسين بشعبتيه من الطرق الخمسة.

طريق المخزن الأميرى.

ويطلق أهل المدينة على هذا الطريق زقاق الشونة وهو أمام الخان الجديد الذى بناه السيد صافى حديثا ، ويتصل بأحياء الصالحية الذروان. وحارة الأغوات ، وبالطرق التى حول أطراف حرم السعادة الثلاثة ، وبعد زقاق الشونة أزقة الذرندى وبعده سقيفة الرصاص ، وبعده زقاق الحمزاوى.

وإن كان زقاق الذرندى طريق مسدود فشارع سقية الرصاص يؤدى إلى الحمام الذى فى ذروان وإلى الأماكن الأخرى المقصورة وزقاق الحمزاوى يؤدى إلى الأماكن المرغوبة فى الذهاب إليها. ولما كان فى زقاق الحمزاوى بعض دكاكين الخياطين فالاسم الآخر لهذا الشارع شارع الخياطين وإن كان زقاق الحمزاوى قريبا جدا من باب السلام إلا أن بينهما مدرسة بشير أغا.

وطرق الجهة اليسرى ابتداء من الباب المصرى أولها زقاق سوق الشروق ، والثانى زقاق العينية ، والثالث زقاق الدكة ، والرابع زقاق الشقرة والخامس زقاق الكبريت والسادس زقاق العياشة ، ولما كان بائعو العباءات يقيمون أسواقا فى زقاق الشروق قديما فإن الاسم الآخر لهذا الزقاق سوق العباية وما زال حتى الآن يفرش بائعو العباءات بضاعتهم فى هذا الزقاق. ومن سوق العباية يمضى إلى قبر أبى النبى سيدنا عبد الله بن عبد المطلب فى زقاق الطوال. ومرقد مالك بن سنان

٤٤٥

الأنصارى فى هذا الزقاق كذلك منازل السادة الأسعدية وأمام مرقد مالك بن سنان زقاق سقيفة الأمير وفى الجهة الشامية منه زقاق حماطة. وكان يطلق على زقاق الحماطه قديما مخاطة ، ومن الممكن الذهاب من هذا الطريق سواء أكان إلى الباب الشامى والباب الصغير أو الأماكن الأخرى.

زقاق الدكة أمام زقاق الشونة الذى يقع أسفل خان السيد صافى الجعفرى وزقاق الشقرة بجوار خان المذكور كذلك ، وزقاق الكبريت فى صف هذه الأزقة إلا أن هذه الأزقة الثلاثة أزقة مسدودة.

سوق العياشة : طريق ينتهى إلى باب الرحمة وساحة الباب الشامى ؛ وبين باب السلام وهذا الطريق منزل الأزميرلى وتحت هذا المنزل عين باب السلام وفى اتصاله المحمودية.

وفى الجهة الشامية من البلدة الطيبة شوارع رخامى ، كنانة ، مخيط وهذه الشوارع الثلاثة تتحد فى موقع ثنية المدينة التى تعرف فى زماننا بقصر يوسف باشا ، وتصبح طريقا متسعا.

وطريق رخامى يمضى إلى جهات حائط وحويط ، جبل شمر ، تيماء وطريق كنانة يمضى إلى وادى حمض ، وطريق مخيط إلى بلاد الشام وينبع البحر ومصر فالقوافل والزوار يسلكون هذا الطريق فى ذهابهم وإيابهم.

الأبواب : وللمدينة المقدسة ثلاثة أبواب : أحدها فى السور الخارجى والاثنان فى السور الخارجى أمام جبل سلع لذا يطلق عليه باب الجبل ، وباب الكرمة ويستخدم هذا الباب فى الدخول والخروج سكان جفرة المتصلة بجبل فقر من قبائل عنابة والمساجد الأربعة وأحامد وأصحاب الحدائق التى فى جهة سح وكذلك زوار غار بنى حرام والمساجد المذكورة. وكذلك الحيوانات التى تساق إلى المذبح الذى بجانب قبة السلام تدخل وتخرج من هذا الباب. يطلق على أحد بابى السور الداخلى : الباب الشامى ، وعلى الآخر باب السحيمى. والباب

٤٤٦

الشامى بجانب القلعة السلطانية وفى الجهة الشرقية منها وباب السحيمى مجمع مجارى ميضأة الحرم الشريف وللحجرة الشريفة باب واحد فى هذه الجهة ويعرف ويشتهر بالباب الشامى.

لما كانت دكة الأغوات فى الطرف الشامى من هذا الباب تخرج شمعدانات الحجرة المعطرة من هذا الباب فى ليالى رمضان عقب أداء صلاة التراويح.

والأطراف الثلاثة عيون ، جرف ، سيدنا حمزة التى تنتهى إلى مدينة الرسول من هذه الجهة تتحد عند الثنية التى يطلق عليها قرين بجوار داوودية والذى يصلون إلى هذه الثنية يكونون قد اتخذوا جبل سلع على يمينهم.

وبما أن جبل سلع فى موقع يشرف على منظر المدينة المنورة وجهاتها الأربعة وبما أن الأهالى قد تعودوا على الصعود فوقه للتنزه فى مواسم خاصة فعليه دكك كثيرة لجلوس الناس ، والضريح المذكور لسيدنا محمد زكى الدين الذى استشهد فى العصر العباسى فى المحل الذى يسمى أحجار الزيت فى سفوح ذلك الجبل وخلف القبة التى تحيط بمرقده حديقة على أغا العرزانى ، وفى الجهة القبلية منه منهل عين الزكى ، وفى الطرف الشرقى منه حديقة داود باشا والى بغداد الأسبق ، وفى الجهة الشرقية منها طريق سيدنا حمزة ، وفى الجهة الشرقية من هذا الطريق الشارع الذى ينتهى إلى بلدة أحمد بساطى ، وفى الطرف الشرقى من هذا الشارع ناحية صدقة وشارع النخيل الذى فى هذه الجهات وبعد ذلك موقف المحمل الشامى.

وحديقة داود باشا حديقة عظيمة للنخيل فيها قصر فخم وحوض كبير. وبناء على ما يرويه أهل المدينة أنه لا يوجد قصر فخم فى حدائق المدينة الطاهرة يضارع القصر الذى فى داخل حدائق داود باشا. وفى موقع المحمل الشامى مسجد يعرف باسم مسجد السبق وفى سفوح هذا الجبل الذى فى الجهة الغربية من هذا المسجد منازل دكانه.

وفوق قمة هذا الجبل قصر معلى المؤسس على بعض العقود. ولما جدد هذا

٤٤٧

القصر شيخ الحرم المرحوم شريف باشا ظل اسم القصر قرين شريف باشا ويذهب إليه الناس من حين لآخر حيث يتنزهون.

وفوق جبل سلع مسجد دكانة الصغير وأسفل هذا المسجد بعض الأكواخ الخاصة بفقراء العربان ، وعلى الجهة اليسرى منها بعض الخرائب وبعدها حديقة السبيل وسبيل والدة السلطان وبركة المحمل الشامى ، وفى الجهة القبلية من حديقة السبيل مقهى القواسين ، وتملأ بركة المحمل الشامى من آبار الحديقة.

فمن يتجاوزون مقهى القواسين كانوا قد وصلوا إلى الباب الشامى ، والباب المذكور من أعظم أبواب السور الداخلى ، وأشهرها ملاصق للقلعة السلطانية التى جددت فى خلال سنة ١٢٦٧ ه‍.

وفى مدخل عقد الباب الشامى مركز شرطة للعساكر النظامية وهذا المركز خاص لإقامة العساكر السلطانية الذين يحرسون هذ الباب وهو فى الجهة اليسرى للذين يدخلون من الباب الشامى إلى المدينة المقدسة.

المخافر : لما انهدم السور الخارجى للمدينة ولم يبق له أثر يسمى السور أنشئ عند كل باب للسور الداخلى مخفر. وقد أنشئت هذه المخافر لتكون مقر إقامة للأفراد الذين يتناوبون الحراسة فوق الأبراج التى فى محيط السور الخارجى. وإلى سنة ١٢٢٢ ه‍ لم يكن هناك سور خارجى للمدينة ولما أراد القائمون بأمور المدينة فى القرون الماضية أن يحافظوا على المدينة من تسلط أشقياء العربان بنوا بعض الأبراج على أطراف مناخة بين كل برج فاصلة قدر مائتى ذراع وعينوا لحراستها بعض المحافظين والحراس.

بنى محمد على باشا والى مصر بين الأبراج جدارا فأخذ مناخة داخل سور خاص وفتح فى الجهة الغربية باب العنبرية وفى الجهة القبلية باب قباء وفى الجهة الشرقية باب العوالى وفى الجهة الشامية باب الكومة ، ولما عين عساكر مصرية لحراسة هذه الأبواب سمى هذا السور بالسور الخارجى ، وكان جداره من اللبن. ولما انهارت كل جهات هذا السور رئى من الضرورى إقامة مخافر عند أبواب

٤٤٨

السور الداخلى. وفعلا نفذ هذا الأمر وجعلت المدينة المنورة تحت الحفظ والحراسة.

وقد أنشئت غير المخافر المذكورة ثلاثة مخافر فى ميدان مناخة وهى (١) خالدية ، (٢) سبيل باب الصغير ، (٣) خصكية ، ومخفر آخر فى رباط ابن زمن حيث مستشفى البلدية ، وأقيم فى كل مخفر من قبل محافظة المدينة المنورة عدد كاف من العساكر السلطانية.

ويوجد اليوم فى البلدة الطاهرة ثلاثة طوابير من العساكر السلطانية ويشتمل كل طابور على ثلثمائة وخمسين نفرا من المشاة وهناك طابوران من الضباط أحدهما من الفرسان وراكبى الهجين والآخر من المشاة ، وكل طابور منهما لا يقل عن مائتى نفر. وتصل مهماتهم وأسلحتهم ولوازمهم من باب السعادة عن طريق مرفأ ينبع.

وفى اتصال مخفر الباب الشامى مخبز ومقهى وسبيل عادلة سلطان. وفى اتصال ذلك السبيل حى عادلة سلطان وحدائق منسوبة إليها. ويتصل أحد أطراف حى السلطانة عادلة لمنهل عين الساحة ، والمنازل كلها فى هذا الحى بمشتملاتها من وقف المشار إليها السلطانة عادلة.

وعلى يمين الداخلين من الباب الشامى باب القلعة السلطانية. وبعده باب سجن النساء وبجانبه الدائرة الحكومية وأمام باب منهل عين الساحة. ثلاثة طرق.

والقلعة سالفة الذكر جددها شيخ الحرم أمين باشا بأمر صادر من قبل السلطان عبد العزيز وأقام فيها مخازن للذخيرة ، كما رمم حجرات الجند ومواقدهم الحديدية وحظائر الدواب والصهاريج وغير ذلك ، وفى القلعة نوعان من الماء أحدهما عذب والآخر مر وشرعتان وحديقة صغيرة. وفى اتصال الدائرة الحكومية سجن الذكور مع إدارته ومخالسة الضبطية. ويلقى أصحاب الجنايات

__________________

(١) الاسم الآخر لهذا الشارع الإودية.

(٢) شارع شجرية الذى بجانب المحكمة الشرعية التى صدرت الإرادة بتجديدها.

(٣) اسم الموضع الذى تغسل فيه جنازات الفقراء والغرباء.

٤٤٩

حسب القوانين فى هذا السجن إلا أن السادة وخطباء حرم السعادة والأئمة والمؤذنون من الذين يقتضى الأمر سجنهم لا يلقون فى السجن ، هؤلاء يؤدبون باعتقالهم وتوقيفهم فى منازلهم.

يقع أحد الطرق الثلاثة التى أمام عين الساحة على يمين الذين يتوجهون إلى باب العين المذكور وهذا الطريق يسمح بالتوجه إلى مناخة أو الجهات الأخرى.

الثانى من الطرق الثلاثة زقاق الخماطة الذى فى اتصال السور الداخلى ويمضى هذا الطريق إلى زقاق مالك بن سنان ومرقده إلى سقيفة الأميرة وزقاق الطوال وإلى سوق الشروق إلى الباب المصرى ومن الشارع الكبير إلى باب السلام والثلاثة من الأزقة المذكورة طريق حى الساحة الذى يعد أكبر طرق أحياء المدينة. ومنازل أغا باب السعادة تحسين أغا ومدير التعميرات السابق خورشيد والسيد صافى الجفرى وكاتب المحكمة السابق حسين هاشم فى حى الساحة الذى ينتهى إليه هذا الطريق. وإن كان فى هذا الحى منازل فخمة أخرى منتظمة ولكن منازل الأشخاص الذين ذكرت أسماؤهم لا مثيل لها فى المدينة فهى مرتفعة وكاملة.

وبالاتجاه من الساحة إلى باب السلام يقع زقاق حوش برى ، زقاق القفار ، زقاق سقيفة الأمير ، زقاق الطوال ، زقاق المدراسى ، زقاق حوش الجمال ، زقاق كومة حشيفة ، زقاق الوكالة ، زقاق حوش الجبرات على يمين طريق باب السلام ، كما يقع على الجانب الأيسر : زقاق جوارى ، زقاق حوش دكانة ، زقاق دار البيضاء ، زقاق الجيش ، زقاق عنبر أغا زقاق شجرية ، زقاق سقيفة شيخى ، زقاق باب الرحمة ، زقاق المديرية ، زقاق الحنابلة ، زقاق الشامى ، زقاق الفرن ، وزقاق شر شورة ويخرج من هذه الأزقة إلى الشوارع التى يقصد الذهاب إليها.

وفى الجهة الشرقية من البلدة الطيبة شارعان يطلق عليها حناكية ، طريق الخنق وأبو الرشيد نقطة التقاء هذين الطريقين عندما يسد الطريق السلطانى أى عندما يحاصر الأشقياء هذا الطريق فالزوار راكبوا الهجين يسلكون طريق الخنق.

وبابا مسجد السعادة اللذان يسميان باب جبريل وباب النساء ، وكذلك باب

٤٥٠

فاطمة الذى يدخل ويخرج منه خدم الحجرة المعطرة صباحا ومساء فى هذه الجهة.

ونقطة التقاء الطرق الشرقى ، موقع بجانب مسجد سيدنا على العرضى. وبعد ما تلتقى هذه الطرق فى أبى الرشيد تشكل بجانب عين السرانية شارعين ، وقوافل الحجاج تسير من الجهة الغربية لهذين الطريقين إلى مسراح حمزة ومنه إلى المدينة الطاهرة ، والمسافرون الآخرون ينزلون إلى زقاق الجنائز من منهل عين السرانية بطريق الحرة الشرقية إلى الموقع المسمى زرب البهتيم (١) بجانب مسجد الإجابة فى نهاية الحرة المذكورة ويقومون من هناك ويسيرون من الطرق التى بين أشجار النخيل والفرجة التى بين بقيع الغرقد وبقيع العمات بمحاذاته باب البقيع.

وهناك طريق آخر يمضى من زقاق الجنائز إلى ميدان مناخة ومن جانب قبة بقيع العمات ومن موقع صدقة إلى الباب المجيدى وأماكن أخرى. إلا أن المسافرين لا يسلكون هذا الطريق ويدخلون إلى المدينة من باب الجمعة رأسا ، وعلى يمين المخفر الذى فى داخل هذا الباب حارة الأغوات وعلى يسار المخفر طرق عدة تنتهى إلى مرقد سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق ومن هناك بطريق الأغوات إلى ذروان ومواقع أخرى.

وباب العوالى ، من جملة أبواب السور الخارجى فى هذه الجهة أيضا وفى الجهة الغربية من جدار بقيع الغرقد. ويسلك هذا الطريق عند الذهاب والإياب إلى قرية العوالى وذلك الباب ، وبين البلدة الطاهرة وقرية العوالى حدائق عديدة ومزارع وأشجار نخيل تنبت دون غرس.

والمنازل التى توجد على جانبى الطريق الذى بين باب الجمعة وحارة الأغوات على يمينها زقاق الرباط ، زقاق الصندل ، زقاق الشرك وعلى الجهة اليسرى زقاق رستمية ، وزقاق الديار العشرة.

__________________

(١) وتعنى زرب الموضع الذى يجتمع فيه البدو ، وثمة موضعين لاجتماع البدو ، أحدهما يسمى «زرب هيثم» والآخر يسمى «زرب بنى على».

٤٥١

والرباط الذى يوجد فى الزقاق الأول ، رباط الشيخ مظهر النقشبندى ، وليس فى المدينة المباركة رباط أكبر منه ، وحول الرباط المذكور كثير من المنازل والاحتفالات التى يقوم بها أغوات حجرة السعادة فى اليوم الرابع من عيد الفطر تقام فى المدرسة الرستمية الكائنة فى زقاق الرباط.

وزقاق الرستمية على الطرف الشرقى من منهل عين الزرقاء الذى فى حارة الأغوات. ودوائر شيخ الحرم النبوى فى شارع الديار العشرة ، ورباط سيدنا عثمان بن عفان وسبيل نور الدين ورباط العجم فى الطرف الشرقى من الشارع المذكور.

ويقع الطرف الشرقى من حرم السعادة أمام باب رباط العجم وركن زاوية سمان التى بين باب جبريل وباب النساء حنفية عشرة صنابير وقد أسست حتى يستطيع أن يجدد من يريدون أن يدخلوا فى المسجد الحرام وضوءهم إذا كانوا من غير وضوء.

الطريق المعروف الذى ينفصل عن شارع الحرة الشرقية إلى قرى قباء ، قربان ، عوالى ، فى الجهة القبلية للبلدة الطاهرة فالباب الصغير الذى فى السور الداخلى وباب قباء الذى فى السور الخارجى يقعان فى هذه الجهة من المدينة المقدسة الشهيرة.

والباب الصغير فى مناخة وبين السورين كما عرف آنفا ، والدائرة الحكومية فوق الباب المذكور والسجون الخاصة بالرجال والنساء بجانب الدائرة الحكومية ولكنها جهة القلعة السلطانية التى أسست فى عصر السلطان بن السلطان سليم خان.

وليس لحرم السعادة باب فى الجهة القبلية ، ولكن له نافذة مشبكة تنظر ناحية حديقة الديار العشرة ، ويطلق عليها نافذة مواجهة السعادة.

كما أن حجرة السعادة ليس لها باب فى هذه الجهة ولكن فوق شبكة حجرة السعادة باب صغير مشبك

محاذى لنافذة مواجهة السعادة وبما أن هذا الباب فى محاذاة الكوكب الدرى يعرف بين الناس بباب التوبة.

٤٥٢

ولكن ليس فى زماننا شخص يعرف أن ذلك الباب قد فتح إلى الآن.

ومجمع طرق الذين يأتون إلى البلدة النبوية المباركة منها من الجهة القبلية قرية قباء.

إذا ما أريد الخروج من قرية قباء يمر من أمام حديقة بئر أريس بطريق مسجد قباء ومن هناك إلى سبيل الشهيد نور الدين ومن هنا إلى نخيل بويرة ، بئر عذف ، بئر شدق ، بئر خاتم ، بئر قويم ، بئر برى ، بئر شميلة ، وبئر عصبة وليس لحدائق النخيل هذه مثيل لا فى قرية قباء أو فى المواقع الأخرى لمدينة طيبة المقدسة.

وفى الطرف الشامى لمسجد قرية قباء مقبرة خاصة بأهالى تلك القرية يروى بعض الناس أن ساحة هذه المقبرة عرصة موقع مسجد ضرار وهناك طريق من المقبرة المذكورة وينتهى إلى قرية قربان وفى الطرف الشامى لهذا الطريق إلى البوابة التى يطلق عليها باب قباء فى سور المدينة أراضى مزينة بكثير من الحدائق مزروعة بالنخيل أو أشجار النخيل التى تنبت ذاتيا وكل هذه ذات مناظر ساحرة تجلّ عن الوصف.

والمسافرون الذين يأتون من قرية قربان يمرون من بطحان الذى يعد مجرى سيل الوجيدة ، من باب قرية تحسين أغا التى فى طريق قباء ومن الجهة الغربية من طريق بلاد عمر زاهد الذى يقال له مغيسلة ومن الجهة القبلية لحديقة محمد بدوى ومن بين مجارى سيل رانون وسيل أبى جيده المرجلين ومن الحدائق العديدة التى تقع فى الجهة الشرقية من هذا الطريق ومن خرابة شيخ الحرم المرحوم أمين باشا. ويصلون إلى باب السور الخارجى وهذه الأماكن والجهات الخلفية للبعض حجرات حوش منصور وخاصة مسجد عمر الفاروق ودار خضر أفندى وعمارة مخاصلى التى اتخذت مستشفى للعساكر السلطانية. وتقع هذه الأماكن على يمين من يستقبلون مسجد السعادة من أمام باب السور الخارجى ويقع على يسارهم مخفر باب قباء وحوش متاع وحوش عميرة والمنازل التى تمتد إلى جسر سنان باشا.

٤٥٣

والذين يريدون أن يذهبوا من هذا المكان إلى حرم المسجد النبوى يعبرون جسر سنان باشا ويسيرون بطريق الجهة الشرقية إلى سوق الحبابة ومن هنا إلى الباب المصرى ثم يصلون إلى الحرم الشريف ، ومن يريدون أن يخرجوا من باب العنبرية بعد ما يعبرون الجسر سالف الذكر يسلكون بطريق الجهة الغربية باب العنبرية. انتهى.

حمام اله : اسم موضع بالقرب من بليدة حمام على وزن زكام موقع بين فرس وملل يشتهر باسم عميس الحمام.

حماضة : اسم بستان فى ديار بنى بياضه.

حمت : الاسم الآخر لجبل ورقان واسم عقبة فى طريق القدس الشريف.

حمراء الأسد : اسم موضع على بعد ثمانية أميال من المدينة فى جهة مكة المكرمة. واسم أشجار النخيل القريبة من قرية صفراء.

حنان : اسم تل رملى جبلى يقع على يمين من يذهبون إلى بدر.

حنذ : القرية التى كان يسكنها أحيحة (١) بن جلاح.

حورتان : اسم حورتين إحداهما حورة يمانية والأخرى حورة شمالية والحورة الشمالية فى جهة عفرة من وادى أشعر يقال لها حويرة.

والحورة اليمانية فى واد يطلق عليه ذى الهدى وكان اسمه القديم ذو الضلالة ، وأهدى شداد بن أمية الذهبى للنبى صلى الله عليه وسلم مقدارا من العسل فسأله النبى صلى الله عليه وسلم من أين أنت فقال له ما يشير إلى أنه من وادى ذو الضلالة فقال له النبى صلى الله عليه وسلم كلا كلا أنت من وادى الهدى وظل بعد ذلك اسم ذلك الوادى ذو الهدى.

حوضى : حوض فى تبوك.

حوض مروان : حوض فى وادى العقيق.

حوض هشام : حوض فى الحرة الغربية للمدينة.

__________________

(١) انظر : الإصابة ١ / ٢١ ـ ٢٢.

٤٥٤

حرف الخاء

خاخ : اسم قرية معروفة بروضة خارخ على يمين حمراء الأسد ، وكانت مقر محمد بن جعفر وعلى بن موسى الرضا ـ رضى الله عنهم ـ وأئمة آخرين ، وبناء على رأى الواقدى قرية «ظعينة» التى فى خارج المدينة المنورة أى قرية المرأة التى حملت الرسالة التى كتبها حاطب بن أبى بلتعة يخبر سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبى جهل بأن النبى صلى الله عليه وسلم يستعد للسفر إلى مكة المكرمه لفتحها ولكنّها قبض عليها وأخذت منها الرسالة.

استطراد :

قال بعض المؤرخين : إن حاطب بن أبى بلتعة كان قد أرسل رسالة مع مغنية تسمى سارة وكانت المغنية المذكورة جارية أبى عمرو بن هاشم بن عبد مناف ، وقد ذهبت إلى بلدة الرسول فى أثناء تجهيز النبى للجنود للرحلة الميمونة لفتح مكة ويعد لوازم السفر وقد أجابت على سؤال النبى الذى قال لها : «هل أتيت لتسلمى أم أتيت مهاجرة إلى المدينة».

فأجابت : «بعد أن مات صاحبى أصبحت فى ضيق من العيش» فأومأ النبى صلى الله عليه وسلم أن ما تقوله غير قابل للتصديق لأن مشركى قريش يراعون المغنيات وحديثها عن حاجتها غير مقنع ، فقالت المشار إليها «نعم أن ما تقوله صحيح إلا أن بعد موقعة بدر الكبرى لم يبق فى بيوت مكة ومنازل بكة مجال للفرح والسرور والبهجة. وقد تحول فرحهم وسرورهم وابتهاجهم إلى الغم والهم والكدر» ، وهكذا أظهرت المسكنة وبينت أحوال أهالى مكة وحكت أقوالهم ونالت عطايا النبى صلى الله عليه وسلم.

وإن كان حاطب بن أبى بلتعة كتب رسالته وأعطاها إياها وأخفت المذكورة الرسالة بين شعر رأسها ، وتحركت من المدينة المنورة متوجهة إلى مكة المكرمة إلا أن جبريل أنزل باسطا أجنحته وأخبر الرسول بالموضع كما أخبر أن سارة لم تصل بعد إلى منزل ذى الحليفة فاستدعى النبى صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب والزبير بن العوام ومقداد بن أسود فأمرهم كلهم معا وقال لهم : توجهوا الآن ناحية مكة

٤٥٥

وعند ما تصلون إلى روضة خاخ ستلقون سارة المغنية ومعها رسالة من حاطب بن أبى بلتعة بين فيها استعداداتنا وتدابير سفرنا نحو مكة ، لا بد وأن تأخذوها وتعودوا بها إلينا» ، وفعلا وصل المشار إليهم إلى روضة خاخ حيث تلاقوا مع سارة وأخذوا الرسالة وعادوا كما ذكرت فى كتب السير (١) بالتفصيل. وبناء على هذا فرواية الواقدى موضع نظر.

صورة الرسالة التى كتبها حاطب بن أبى بلتعة :

من حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكة اعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إليكم بجيش كالليل يسير كالسيل وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لينصرنه الله تعالى عليكم فإنه منجز له ما وعده فيكم ، فإن الله تعالى نصيره ووليه وقد أحببت أن تكون لى يد بكتابى إليكم.

وإن كانت صورة هذه الرسالة منقولة بشكل آخر ولما كانت هذه الصورة مسطورة فى صفحة ٣٦٧ من محمود السير فلم نجد حاجة لبيانها. انتهى.

خاص : واد فى خيبر فمزارع قصدى ، وحيدة ، سلالم ، كثيبة ، وطيخ فى هذا الوادى.

خب : نهر من وديان موضع كاثب فينزل من الموضع المذكور إلى أسفل ويمر من خلف حرة كثب يتصل بجانب قرية قباء من الأسفل.

خبان : اسم جبل بين معدن بقرة وفدك.

خبراء الغدق : اسم موضع فى ناحية صمان يشتمل على عشب سدر وهو كثير الماء الزرع.

خبراء صائف : اسم منزل بين الحرمين.

خرار : مكان فى الناحية الشامية من وادى مشعر وقعت هنا معركة سرية سعد بن أبى وقاص.

خزباء : منزل خاص ببنى سلمة بين مسجد القبلتين وموقع مزاد وقد سماه النبى صلى الله عليه وسلم مؤخرا صالحة.

خزما : اسم بئر فى وادى صفراء. خزيف : اسم واد يبدأ من موقع يقال له جار ويتصل بينبع البحر.

__________________

(١) انظر : الطبرى ٣ / ٤٨ ـ ٤٩ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ، الدور ص ٢١٣ ـ ٢١٤.

٤٥٦

(خزيم): طريق جبلى بين المدينة وبدر الكبرى. قد عاد النبى صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر من هذا الطريق.

خشب : اسم واد يقع على بعد ليلة من المدينة إلى جهة تبوك يقال له ذو خشب أيضا ، وكان لمروان بن الحكم قصر فى هذا الوادى.

«خشرمة» : واد قريب من ينبع البحر يمتد حتى ساحل البحر.

«خشين» : جبلان أحدهما أصغر من الآخر فى أراضى خشين.

خصى : كانا برجين فى الجهة الشرقية من مسجد قباء لبنى سليم وبنى الحارث.

خضيرة : اسم موضع خاص لبنى محارب فى قطعة نجد ، كانت سرية أبى قتادة أرسلت لهذا الموضع ـ وعلى رأى ـ اسم قرية من قرى جبل آره ـ وبناء على رأى ـ كان يقال لموضع خضرة فى الجاهلية عفرة فسماه النبى صلى الله عليه وسلم خضرة كما سمى شعب الضلالة شعب الهدى وبنى الزينة ب بنى الرشد.

«خضينت» : اسم نهر وقرية بين المدينة وينبع البحر. وعند البعض طريقان ينتهى أحدهما إلى ينبع والآخر إلى خشرمة.

«خفية» : اسم نهر فى وادى العقيق.

«خلائق» : جمع خليقة ، خلائق هذه ملك عبد الله بن أبى أحمد بن جحش وغير خليةة آل زبير وآل أبى أحمد أراض بعيدة من المدينة مقدار اثنى عشر ميلا. ولكل جزء منها يقال خليةة. ونهر العقيق يسقى أراضى خلائق هذه وكل خليقة تشتمل على مزارع كثيرة وأشجار نخيل وآبار عذبة لطيفة.

خلص : صحراء واسعة يروى موثوقا أن حكيم بن حزام رأى الملائكة ينزلون فى هذا الوادى يوم بدر.

«خل» : اسم منزل بين الحرمين وقريب من مزحج. ولما كان الطريق الذى ينتهى إلى قصر حرة ينفصل من هذا المنزل يقال لهذا القصر المذكور قصر خل أيضا.

«خم» : اسم بحيرة قريبة من جحفة والذى يسمى بغدير خم. ولما كان أحد الشجعان العرب يسكن بجانب تلك البحيرة ويستضيف المارين والعابرين سمى

٤٥٧

بهذا الاسم. وعند البعض اسم واد قريب من جحفة ولما كان هذا الوادى مشهورا عند أهل الجاهلية بأنه مقر الوباء ومركز الحمى كان أهاليه ينتقلون إلى البلاد والوديان الأخرى. حتى إن حافظ مندى قال : فالذى يولد فى قرية واقعة فى هذا الوادى إذا لم ينتقل إلى محل آخر لا يمكنه أن يعيش.

إلا أن جميع هذه الشرور قد زالت من أرض يثرب بعد الهجرة فظهر قدر النبى الجليل مثل الشمس. هناك فى الجهة الشرقية على مسافة ميل من غدير الخم موضع لا ينقطع المطر منه أبدا والسيول التى تتجمع من هذه الأمطار تجرى فى صورة دائمة من الأودية وتصب فى البحر ؛ لذا لا يتعرض من يمرون من هذه الأماكن للعطش.

خندق : اسم الخندق المشهور الذى أمر النبى صلى الله عليه وسلم بحفره قبل غزوة الأحزاب.

صورة حفر الخندق الذى حفر فى عصر الرسول (١) صلى الله عليه وسلم :

يرى المؤرخ المطرى والذين تابعوه من المؤرخين : بناء على المعلومات التى استقرأها من النبى صلى الله عليه وسلم حفر خندقا فى غاية الاتساع والعمق قبل وقوع غزوة الأحزاب الجليلة من فوق وادى البطحان إلى الجهة الغربية منه ، ومن الحرة الغربية إلى مصلى النبى صلى الله عليه وسلم ومن مصلى النبى صلى الله عليه وسلم إلى ساحة مسجد الفتح ، منها إلى الجبلين الصغيرين الواقعين فى الجهة الغربية من وادى البطحان ، وجعل جبل السلع فى الخلف ونصب الخيمة النبوية بجانب مسجد الفتح ـ وعلى قول على جانب من جوانب وادى ذباب ـ وعلى هذا التقدير تكون الجيوش الإسلامية قد ظلوا فى جهة جبل السلع وأحزاب المشركين فى جهة جبل أحد.

ولكن ابن سعد والإمام البيهقى ذهبوا إلى خلاف هذا الرأى وقالوا. قد بدئ فى حفر الخندق من جهة من جانب محلات بنى حارثة حليف بنى عبد الأشهل أى من جهة الحرة الشرقية إلى الحرة الغربية إلى جانب محلة بنى سلمة التى تقع فى سفح جبل بنى عبيد ومساجد الفتح وقد قسم هذا الموقع أجزاء ووزع كل جزء ليحفره جماعة من الصحابة الكرام.

__________________

(١) انظر فى غزوة الخندق : سيرة ابن هشام ٣ / ٢٢٦ ، مغازى الواقدى ٣٦٢ ، وابن سعد ٢ / ١ / ٤٧ تاريخ الطبرى ٢ / ٥٦٤. وغيرها.

٤٥٨

وعلى هذا بدأ المهاجرون الكرام فى الحفر من ناحية راتج إلى موقع ذباب والأنصار من ذباب إلى جبل بنى عبيد موقع منازل بنى سلمة وأفراد بنى دينار من محلة بنى سليمة إلى محاذاة منزل ابن أبى سلول وبنو عبد الأشهل حفروا إلى محلة منازل بنى حارثة التى تقع فى الطرف الشرقى من موقع ذباب وعمقوها. وبناء على هذا التعريف أن الخندق المذكور كان فى الجهة الشامية من المدينة المنورة وهذا المكان يمتد من الحرة الشرقية إلى الحرة الغربية ولما كانت تلك الجهات محاطة بالمبانى والأشجار وجبال متسلسلة فهجوم العدو من تلك الجهة غير ممكن. وما زالت خرائب الخندق الذى حفر فى ذلك الوقت قائمة فالماء الذى جلب من قرية قباء قد أمر من داخل تلك الخرابة وأوصل إلى حديقة سح التى حول مساجد الفتح. وملئت حفرة الخندق وغرس عليها أشجار النخيل وأصبحت أرضها سطحا مستويا. ومن المحقق أن ٣٠٠٠ آلاف من الصحابة قد عملوا فى عمليات الحفر ولكن اختلف فى صورة الفتح. وبناء على أشهر الأقوال وأصحها أن النبى صلى الله عليه وسلم تحرك من المدينة المنورة بثلاثة آلاف صحابى. ونصب خيامه بين جبل سلع ودار السكينة حيث أقام وقرر بناء على عرض جناب سلمان ورأيه حفر خندقا عميقا فى المكان الذى يحتمل هجوم المشركين من جهته على أن يكون عرضه وعمقه خمسة أذرع ، وفرق لكل عشرة أنفار من الصحابة أربعين ذراعا من الأرض ، واستصوب أن يستعير أدوات الحفر من يهود بنى قريظة الذين كانوا فى حالة صلح مع المسلمين ، وكما عرف أعلاه قد عرف كل قبيلة المحل الذى ستحفره بدءوا فى الحفر معا وأتموا الحفر فى ست ليال أو أربع وعشرين أو فى عشرين ليلة وكملوا.

وبناء على هذا الحساب أن طول الخندق كان ٠٠٠ ، ١٢٠ مائة وعشرين ألف ذراع.

ولما تم حفر الخندق وصلت أحزاب المشركين وحاصروا المسلمين خمسة عشر يوما أو عشرين ليلة أو شهرا كاملا وأشعلوا نار الوغى. كما فصل فى كتب السير وفى نهاية الأمر عادوا منهزمين.

إن ما نقله جماهير أئمة السير وما كتبوه تحت عنوان معجزة الخندق الجليلة فى

٤٥٩

حق الصخرة التى قاومت الكسر انبثق فى كسرها معجزات غيبية كثيرة وفتوحات عظيمة.

وقد ظهرت تلك المعجزة أسفل الموقع الذى يطلق عليه ذباب أو بجانب جبل بنى عبيد. وكان فى موقع الصخرة التى كانت سببا فى ظهور المعجزة عبد الله بن عمرو بن عوف وسلمان ونعمان بن مقرن ـ رضى الله عنهم ـ فلم يوفقوا فى نقب أو شق تلك الصخرة فأوكلوا المسألة إلى النبى صلى الله عليه وسلم بوساطة حضرة سلمان فشرف النبى صلى الله عليه وسلم وحطم تلك الصخرة كما ذكر فى كتب السير مفصلا وهكذا أظهر معجزة الخندق العظيمة.

والموقع الذى حدثت فيه غزوة الأحزاب هو المكان الذى يستقر فيه الآن المساجد الأربعة على بعد نصف ساعة فى خارج المدينة. والموقع الذى يسمى الآن مسجد الفتح هو المكان الذى نصبت فيه الخيمة النبوية ونزلت فيه سورة الفتح بناء على قول.

والمساجد الثلاثة الأخرى يطلق على واحد منها مسجد أبى بكر الصديق وعلى الآخر مسجد على وعلى الثالث مسجد سلمان كما كتب فى الصورة الثالثة من الوجهة الثالثة.

وبناء على عقيدة أهل المدينة فإن ساحة تلك المساجد الثلاثة كانت المواقع التى نصب عليها المشار إليهم خيامهم. وبما أن مؤرخى المدينة لم ينقلوا أى قول بخصوص هذا الموضوع فنحن نتردد فى قبول ذلك وتصديقه. ولكنه لا شك أن مسجد الفتح قد أقيم على الساحة التى نصب عليها النبى صلى الله عليه وسلم خيمته.

خيبر : بلد لا نظير لها من حيث وجود رياض وفيرة ومزارع وحصون كثيرة وهو ولاية كبيرة على بعد ثلاثة أيام من مدينة الرسول ، وعلى يسار الذاهبين إلى المدينة من الشام. ويظن أن خيبر فى اللغة اليهودية بمعنى قلعة وبناء على ذلك يطلقون على قلاع الولاية المذكورة خيابر وهذا التعبير ليس وجه تسميتها بخيبر ، لأن تسميتها بخيبر يعود إلى أن أخا الشخص الذى يدعى يثرب وهو خيبر بن قائنة بن مهليل بن أرم بن عبيل نزل فى أرض خيبر وأقام فيها ، وأقام النبى صلى الله عليه وسلم

٤٦٠