موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧٢

بطحان : يطلق على الصحراء التى تستقر فيها مساجد الفتح.

بطن نخلة : يطلق على بطن نخلة على حديقة النخيل التى تقع على مسافة يومين من المدينة المنورة فى ناحية فيه ، وحول حديقة النخيل هذه أكثر من ثلاث مائة بئر ذات مياه عذبة والوادى الذى فيه يلتصق بطريق وادى ربذة.

بعاث : الاسم القديم لموضع قوران وفى الجهة العليا للموضع الذى يطلق عليه دلال وعلى بعد ميلين من قرية بنى قريظة من جهة المدينة. وعند البعض اسم حصن منسوب لبنى قريظة أو حديقة نخيل.

بعد أن قتل محمد بن مسلمة واليهودى كعب بن الأشرف مر بقيبيلة بنى قريظة ثم بموقع بعاث وهكذا إلى رنوة عريض ومن هناك عاد إلى المدينة المنورة.

بعبع : كان اسم حصن فى قرية قباء.

بغيبغة : اسم بئر قريبة من موقع رشاء. ويطلق على الساحة التى فيها هذه البئر ب غيبات أيضا.

عند ما شرف على بن أبى طالب ينبع البحر حفر كثيرا من الآبار فى ساحة بغيبات ، ووقفها ، وحدائق النخيل التى غرست فى عهده كانت تسقى من الآبار المذكور ونذر سنويا ألف وسق من البلح.

توضيح :

الوسق : يستوعب ستين صاعا ـ أو يقال لحمل بعير وبناء على القول الأول أن (٣٢٠) رطلا عند الحجازيين و (٤٨) رطلا عند العراقيين والرطل (١٢) أوقية والأوقية (٤١) درهما. ولكن هذا الحساب بناء على الرطل الشامى لأن الرطل العراقى أزيد (١٢٨) درهم.

قد أعطى ريحانة الرسول جناب حسين بن على حدائق نخيل بغيبات لعبد الله بن جعفر بن أبى طالب بشرط ألا يزوج ابنته ليزيد ابن معاوية وقال : «تستطيع أن تسوى بمحاصيل هذه الحدائق ديونك وأن تدبر أمور معيشة أهلك».

٤٢١

وقد تملك واستولى على هذه الحدائق بنو هاشم فيما بعد ولكن عبد الله بن حسن بن وضح الأمر إلى مقام الخلافة فرد إلى وقف على بن أبى طالب وأخذ من يد بنى هاشم. وأن أبا جعفر المنصور قد استولى عليها فى زمن خلافته إلا أن الخليفة المهدى أعادها لحسين بن زيد بن حسن. ويرى البعض أن حدائق بغيبات ظلت إلى عهد المأمون فى يد بنى عبد الله بن جعفر فأعادها المأمون إلى بنى فاطمة وأعطى لبنى عبد الله حديقة نخيل أخرى.

بقال : اسم موضع فى داخل المدينة المنورة ، والمنازل التى فى هذه المنطقة تجاور بعضها بقيع الغرقد وبعضها يجاور بقيع الزبير.

بقعاء : على وزن صفراء اسم ذى القصة القديم والتى تبعد عن دار الهجرة أربعة وعشرين ميلا وهو الموقع الذى جهز أبو بكر فيه الجنود لإرسالهم ضد العرب المرتدين.

بقع : بضم الباء وفتح القاف اسم بئر واقعة فى موضع سقيا.

بقيع بطحان : اسم موضع فى وادى بطحان.

بقيع الجنجنة : اسم شجرة تنبت دون غارس ذاتيا ، حيث أعد طين لبنات المسجد النبوى ، وكان فى ناحية مشهد إبراهيم فى بقيع الغرقد.

بقيع الخيل : اسم موضع فى الجهة الشرقية أو الجنوبية من مصلى العيد (يقال له الآن مسجد النبى ويشتهر الآن ببقيع المصلى.

بقيع الزبير : فى محلة بنى غنم اسم محل حيث كانت منازل الزبير بن العوام فى الجهة الشرقية من موقع البقال سالف الذكر ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد أقطعه للزبير بن العوام ويروى أن الميدان الذى فى طريق الغرقد من المنازل الزبيرية.

بقيع الغرقد : اسم المقبرة التى يقال لها جنة البقيع وكانت ساحة هذه المقبرة قبل الهجرة غابة من أشجار الغرقد. قد أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقطع الأشجار واتخذه مقبرة.

٤٢٢

بكرات : تطلق على بعض الربا التى فى مرعى ضرية.

بلاكت : على وزن مناظر يطلق على موقع فى بطن إضم.

بلحان : كان اسم حصن بموقع سجيرة.

بليدة : بلدة اسم موقع قريب من مكان يطلق عليه فقير من وديان جبل أشعر ، وينسب لعلى بن أبى طالب.

بواطان : اسم جبلين مدببين فى الجهة الشامية من جبل أشعر وهذان الجبلان جبل واحد فى الواقع ولما كان له قمتان مزدوجتان أطلق عليه هذا الاسم.

بضيعة المثنى : وبين هذه الجبال طريق جبلى ضيق قد سار النبى صلى الله عليه وسلم من هذا الطريق فى غزوة العشيرة.

بويرية : اسم البئر التى حفرها أولاد الحارث بن الخزرج لدى حدائق النخيل.

بويرتة : وان كان بئر صغير بجانب حدائق نخيل بنى النضير ولكن بناء على رواية صحيحة أنه اسم جدول فتح لبئر بويرتة لدى حدائق نخيل القبيلة المذكورة. ولم يكن هذا الجدول فى وقتنا فى بويرتة التى فى الجهة القبلية الغربية من مسجد قباء.

بويلة : على وزن رويدة اسم مرج واقع فى قرية بنى النضير.

بيداء : اسم موقع بين ذى الحليفة ودارة مفرح. وفى هذا المكان علم مركوز ويروى أن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال فى حق هذا العلم «العلامة المركوزة فى موقع بيداء وضعت إشارة أن هذا المكان مخرج الإمام المهدى».

بيسان : على وزن ميدان اسم ماء مر بين خيبر والمدينة المنورة ونزل النبى صلى الله عليه وسلم بجانب تلك البئر فى غزوة ذى قرد وسماه بعمان ووصف حلاوة وعذوبة ذلك الماء فتحول طعم الماء واكتسب لذة وعذوبة وأصبح ماء فى غاية العذوبة واللطف فاشتراه جناب طلحة ووقفه.

٤٢٣

حرف التاء

تبوك : على وزن صبور اسم موضع مشهور وعلى اثنتى عشرة مرحلة من دار الهجرة فى جهة الشام ويقع بين الشام ووادى القرى. وفى ذلك المكان حديقة وبستان منسوبان للنبى صلى الله عليه وسلم. ذهب النبى صلى الله عليه وسلم فى السنة التاسعة الهجرية قاصدا غزوة تبوك ونصب خيامه بجانب البئر التى فى موضع تبوك.

حيث قام وأمر أصحابه بألا يمدوا أيديهم للبئر سالفة الذكر إلا أن اثنين من الصحابة الكرام لم يسمعا التنبيه الذى صدر من النبى صلى الله عليه وسلم وبما أنهما قد عرفا أن ماء تلك البئر قليل وغير كاف وأرادا أن يعمقا البئر لإكثار مائه ووجدا عصا وأخذا يقلبان ماءها فرآهما النبى صلى الله عليه وسلم وقال لهما «مازلتما تبكوانها فسميت تلك البئر تبوك».

وبعد أن حذر النبى صلى الله عليه وسلم المشار إليهما ومنعهما من تقليب مياه تلك البئر بقوله «مازلتما تبكواها» ثم ضرب بحربته إلى ثلاثة أماكن من تلك البئر حيث تفجر من هذه الأماكن الثلاثة ماء فى غاية اللذة واللطف فغسل وجهه ثم صب الماء المستعمل فى البئر.

تربان : على وزن عربان موقع بين ذات الجيش وملل.

ترعة : اسم واد فى ناحية فدان وهو من أوقاف على بن أبى طالب ويتصل بالجهة القبلية لموضع إضم.

تسرير : اسم واد فى مرعى ضرية.

تضارع : على وزن مضارع اسم بحيرة بموضع فى العقيق.

تعار : على وزن كبار اسم جبل يقع فى الجهة القبلية لموضع وابلى

تعهن (١) : على وزن دشمن اسم ماء على بعد ثلاثة أميال من موضع سقيا فى جهة مكة.

تمنى : على وزن تغنى موضع فى طريق عقبة هرشى يقال للجبال التى بجانبها جبال بياض.

__________________

(١) تقدّم ضبطه فى أول هذه الصورة. راجع (أجرد).

٤٢٤

تناضب : على وزن برابط طريق جبلى يبدأ من منزل داود وينتهى إلى وادى العقيق.

تبدو : على وزن هيئت اسم من أسماء دار الهجرة كما يطلق على واد من وديان أجرد.

كما يطلق على جبل فى بلاد جهينة تبدد وبجانب هذا الجبل عدة آبار.

تيس : على وزنت بيك اسم حصن تتحصن به قبيلة بنى عتبان التى تنتهى إلى بنى ساعدة.

تيم : على وزن كرم اسم جبل يقع فى الجهة الشرقية من المدينة المنورة.

تيماء : بلدة ملحقة بالمدينة المنورة على بعد ثمانى مراحل منها.

حرف الثاء

ثاجة : اسم ماء فى موقعى حرض وحراضى.

ثاقل : اسم جبلين أحدهما صغير والآخر كبير بين الحرمين وبينهما طريق جبلى.

بثار : على وزن صغار اسم موضع مشهور قتل فيه عبد الله بن أنيس الذى وقع فى أسر ابن رزام اليهودى.

زفاف صفية رضى الله عنها تزوج النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة خيبر من زينب بنت حيى بن الأخطب ولما وصل إلى موقع بثار سالف الذكر وهو عائد أراد أن يدخل عليها. فخالفت المشار إليها الإرادة النبوية. ولما وصلا إلى منزل صهبا ومالوا إلى جهة دومة الجندل وانعطفا نحوها فرضيت وأطاعت الرسول صلى الله عليه وسلم قائلة : «أرجو ألا تكون قد غضبت من حركتى الأنانية فى المنزل المذكور ، لأن ذلك المكان كان قريبا من بلاد اليهود فلم يكن بعيدا أن يصل أذى تلك الفئة المكروهة إلى سيد البشر. والآن قد عرفت أن أهالى القرى والبلاد التى تحيط بنا كلهم تحت طاعتك

٤٢٥

ولن يستطيع اليهود أن يؤذوك هنا» وهكذا مهدت بهذه الكلمات لجبر خاطر الرسول صلى الله عليه وسلم.

اسم المشار إليها زينب وأبوها حيى بن أخطب بن سعنه بن ثعلبة بن عبيد بن كعب ابن الخزرج بن أبى حبيب ابن النصير بن النحام وأمها برة بنت سموأل. ولما اصطفاها الرسول صلى الله عليه وسلم من غنائم خيبر سماها صفية. ولم ترد جناب صفية أن تسلم فى أول الأمر إلا أنها بعد مرور عدة أيام عرضت رغبتها فى الدخول فى الإسلام ، وكانت خيوط سلسلة نسب أبيها حيى بن أخطب تنتهى مع بنى قريظة وبنى النضير وبنى قينقاع إلى سبط لاوى بن يعقوب أى ترتبط بهارون عليه السلام وكان من عظماء هذه القبائل وفى ليلة زفافها ، تولى حراسة خيمة النبى صلى الله عليه وسلم أبو أيوب الأنصارى مسلحا حتى الصباح.

وخرج النبى صلى الله عليه وسلم فى فترة ما من خيمته ولما رأى أبا أيوب الأنصارى يتجول حول خيمته متسلحا فسأله عن سبب ذلك. فقال له «يا رسول الله! بما أن صفية حديثة السن. وأنك قد قتلت أقاربها أباها وزوجها ربما تكون متأثرة ومتألمة بهذا وقد تحاول نتيجة لهذا أن تقصدك بشر ولما فكرت فى هذ الأمر جفا النوم عينى وقررت أن أقوم بحراستك تاركا الراحة والنوم». ولما سمع الرسول هذا الرد فرد عليه قائلا «اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظنى».

وظل أبو أيوب الأنصارى طول حياته تحت وقاية ربه الذى لا ينام. ونتيجة لهذا الدعاء أصبح مرقده المقدس تحت حراسة سكان باب السعادة حيث يتوسلون بروحه السامية فيلتمسون البركة والشفاء. يروى أن حتى النصارى كانوا يذهبون إلى قبره متبركين به ويستسقون المطر به وذلك قبل فتح إستانبول.

ثراء : اسم موقع بجانب واد يسمى جى بين موضعى صفراء ورويثة.

ثريا : اسم ماء مشهور لموقع ضبا فى مرعى ضرية. وإن هذا الماء ينسب إلى قبيلة بنى محارب التى تسكن فى جبيل شعبى.

٤٢٦

ثعال : اسم طريق بين رويثة والروحاء.

الثمال : اسم المحجر الذى يطلق عليه صخرات اليمام.

الثمغ : اسم ملك بالقرب من كومة بنى الحمراء فى الجهة الشمالية للمدينة وهو من غنائم يهود بنى حارث وكان من حصة عمر بن الخطاب فوقفه بمجرد أن أخذه.

وعلى رواية أن عمر الفاروق وقف الملك المذكور أولا ثم وقف مؤخرا ما اغتنمه من أراضى خيبر.

ورغم أن هذا القول صحيح يحتمل أن يكون ثمغ اسم لموضعين.

ثنية البول : وهو طريق جبلى بين المدينة المنورة وذى خشب.

وثنية الحوض : وهو طريق جبيل يقع أسفل الموقع المدرج فى مجرى وادى العقيق. ولوجود حوض لمروان بن الحكم بجانب الثنية المذكورة. فقد أطلق على هذا الطريق ثنية الحوض.

ثنية الشريد : وهو طريق جبلى فى وادى العقيق ولوجود كثير من بساتين الفاكهة لأحد الأشخاص من بنى سليم إلى جانب ثنية الشريد ، فقد ملكها سيدنا معاوية لفترة. وهى على يمين الطريق الذى سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم فى رحلته إبان رحيله إلى المدينة المنورة.

ثنية العثعث : وهى تل من تلال جبل حفن بالمدينة تقع بين قاعد المدينة المسماة حصن الأمير وجبل سليع.

ثنية مدران : وهى طريق يقع إلى جوار مسجد تبوك.

ثنية مرة : طريق يقع إلى جوار البئر المجاورة للموضع المسمى الأحياء فى ضواحى رابغ ، وقد حارب عبيدة بن الحرث فى هذا الموضع.

ثنية المرار : وهى طريق جبلى ينتهى بالحديبية.

٤٢٧

ثنية الوداع : وهى طريق قريب من جبل سلع فى الجهة الشامية لدار الهجرة.

بين مسجد الراية ومشهد النفس الزكية وكان خلف هذا الطريق فى أول أمره سوف يودع جنود المدينة المنورة الذاهبين لغزوة تبوك بجوار هذا الطريق فقدسمى بثنية الوداع. واشتهر بهذا الاسم ويروى أن ثنية الوداع اسم يعود إلى الجاهلية لأنه على حد زعم اليهود فان من يدخلون المدينة فى ذلك الوقت كان يصيبهم المرض ويموتون.

ومن لم يمت وكتبت له النجاة ، فإنه لن يعود أدراجه من الثنية المذكورة ، ولهذا فإنه لو شاهد أهالى يثرب ضيفا عائدا إلى ثنية الوداع ، كانوا يقولون له متفكهين استودعناك الوباء ، فلا يحق من بعد ذلك.

ولدى البعض هو اسم المكان الذى يسلكه الذاهبون من المدينة بالوداع وعل يرأى أنه المكان الذى ودع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته.

وفى عام ١٢١٤ حفر كور يوسف باشا والى جده هذه الثنية وساوها ، وبنى فيها قصرا له ثلاث قباب أطلق عليه قصر يوسف باشا ، وذلك الطريق ممهد ومستوى إلى أقصى درجة.

حرف الجيم

جار : اسم قرية فى جهة البحر الأحمر على مسافة أربعين ساعة بطريق الإبل.

جاعس : كانت قلعة خاصة بقبيلة بنى حرام غرب مساجد الفتح.

جبار : على وزن كبار اسم موضع داخل حدود غطفان.

جبانة : على وزن خردانة جبانة بالقرب من موضع ذباب.

جبل بنى عبيد : جبل يقع فى قرية بنى عبيد فى الجهة الغربية من مساجد الفتح.

جثجانة : على وزن مستانة اسم موضع بالقرب من وادى العقيق.

٤٢٨

جحّاف : على وزن شفّاف اسم مزرعة فى الجهة المسماة سميحة بالمدينة المنورة.

جحفة : على وزن مهرة اسم قرية على بعد خمس مراحل من المدينة المنورة.

جداجد : صحراء مستوية للغاية بين الموضعين اللذين يسميان ذى كثب واجرر.

جد الأثافى : بئر قديمة فى وادى العقيق ، وأثافى على وزن منادى جمع أثفية والأثفية تطلق على الحجارة التى تتخذ موقدا ومعناها حجر النار.

ذو الجدار : اسم موقع على بعد ستة أميال من المدينة من جهة قباء ومن هذا المكان يبدأ سيل بطحان.

جذمان : على وزن نعمان اسم موضع فى بلاد أدس ولهم فى هذا المكان حصن متين لما حارب تبع الحميرى أهل المدينة ـ وهذا القتال من نتائج وقعة مالك بن عجلان ، قطع النخيل الذى فى هذا المكان والآن هناك نخلة واحدة يقال لها جرمان ولعلها تصحيف جذمان.

جراديج : اسم القمم السوداء التى بين السويقة والمثغر.

جرف : اسم موقع على بعد ثلاثة أميال من ناحية الشام ويختلط بصحراء بئر روبة.

ووجه تسميته قول تبع اليمانى : «هذا جرف الأرض» بينما كان يمر من هناك قد توفى مقداد بن الأسود فى هذا المكان فنقل إلى البقيع حيث دفن وقد صلى على جنازته عثمان بن عفان.

جر هشام : اسم السبيل الذى بناه هشام بن إسماعيل فى وادى العقيق.

جزل : وإن كان معناه الحطب الجاف إلا أنه اسم نهر يلتقى فى ذى المروة بنهر إضم.

٤٢٩

جاف : اسم موقع يضم بساتين مرغوبة ورياض ممدوحة فى عوالى المدينة.

جفر : اسم بئر فى ناحية مرعى ضرية واسم ماء قريب من فرش ملل.

جلس : اسم محل فى الأراضى النجدية.

جماوات : اسم ثلاثة جبال فى وادى العقيق وسطحها مستو الآن معنى جما غير مدببة.

جمدان : اسم جبل فى وادى أزرق بينما كان النبى صلى الله عليه وسلم يمر من وادى أزرق قال أرى حضرة موسى يمر من هذا الطريق ملبيا ويهبط إلى جبل جمدان.

جموم : اسم موضع فى ناحية الموضعين اللذين يطلق عليهما كشب ومران فى ناحية قباء.

جمة : الماء الجارى الذى سماه النبى صلى الله عليه وسلم قسمة الملائكة فى خيبر.

إن قسمين من هذا النهر إلى جهة وقسم منه إلى جهة أخرى ولحكمة ما فى صورة إذا ما رميت فى منبع هذا النهر ثلاث تمرات تذهب اثنتان منهما حيث يجرى الثلث الآخر والغرابة فى أن أحدا لم يستطع أن يزيد أو ينقص المياه فى أحد المجريين بتغيير المجرى أو خلط المياه.

جناب : اسم موضع بين فيد وأراضى خيبر.

جنفا : على وزن معما ماء جار من مياه بنى فزارة بين خيبر وفيد كذلك.

جنينة : على وزن رويده اسم موضع بين وادى القرى وتبوك واسم الحديقة المسمى ب «روضة الجنينة» بين مرعى ضرية وحزن بنى يربوع.

جواء : اسم ماء جار فى مرعى ضرية.

جوانبه : اسم موضع بين جبل أحد والمدينة المنورة وفى جهة الحرة الشرقية.

جيار : اسم مكان فى خيبر.

٤٣٠

ذات الجيش : اسم موضع على بعد ستة أو عشرة أميال من ذى الحليفة فى جهة بدر. عندما ذهب النبى صلى الله عليه وسلم إلى بدر فمر بهذا الموقع.

ذو الجيفة : اسم قرية على حدود تبوك.

جى : اسم موضع بين موقعى عرج ورويثة وهنا تنتهى حدود جبل ورقان. كان فى هذا المكان بعض المنازل وبئران مياههما عذبة وقد اقتحمها سيل بينما أهلها نيام وأغرقهم جميعا وتخربت بيوت القرية.

حرف الحاء

حاجر : موضع يقع فى غرب نقاء وهو من أودية العقيق وينتهى إلى تل يسمى بره وهو موضع نزه جميل وكان شعراء السلف يمتدحونه.

وإن كان فى صحراء نقاء موضعان يطلق عليهما حاجز البيداد حاجز الثناء ولكن عندما يطلق حاجز مجردا لا يشمل الآخرين.

حاطب : على وزن طالب اسم طريق بين خيبر والمدينة المنورة.

حبره : على وزن دجلة اسم برج فى داخل دار الهجرة كما أنه اسم قرية منسوبة إلى جماعة بنى قينقاع واسم موقع قريب للعلافين فى المدينة المنورة.

حلس : على وزن عنف اسم الموقع الذى اندلعت منه نار الحجاز المنذرة.

حبيش : على وزن قبيس كان حصنا على جبل قريب من قرية بنى عبيد.

حجاز : يطلق على القطعة المقدسة التى تشتمل على مكة المعظمة والمدينة المنورة وملحقات اليمن وعلى قول الأصمعى يطلق على الأرضى المحاطة بقمم حرة ليلى وحرة واقم وحرة نار ـ وبناء على هذا يلزم أن تكون قرية بنى سليم المحاطة بجبال متصلة ومنفصلة كاملة بداخل قطعة الحجاز ويستدل على هذا المؤرخون القدامى بأن النبى صلى الله عليه وسلم وقف على ثنية تبوك فأشار إلى جهة الشام قائلا هنا الشام وأشار إلى جهة المدينة وهنا اليمن وبناء على هذا يقتضى أن يكون

٤٣١

الحجاز من القطعة اليمانية إلا أن هناك من يعتقد أن نصف المدينة من الحجاز والنصف الآهر من أراضى تهامة.

حجر : على وزن فكر قرية من محاذاة الموضع المشهور باسم «أوخصيته» وفى هذه القرية آبار كثيرة ومياه جارية منسوبة لبنى سليم ويروون أن أمامها جبل صغير يسمى قنة الحمر وتعرف تلك القرية فى زماننا بحجرية.

حديلة : على وزن جديدة اسم القرية التى تسكنها جماعة بنى حديلة.

حراض : على وزن نحاس اسم واد من وديان أشعر التى تقع على الجهة الشامية من موضع حورة.

حربى : اسم المحل الذى كان يمتد من جنب مسجد القبلتين إلى موقع يسمى بمزاد وهذا الاسم اسمه القديم وقد غيره النبى صلى الله عليه وسلم باسم صلحة.

حرض : الاسم الآخر للوادى الذى يطلق عليه ذو حرض بالقرب من جبل أحد.

حرة أشجع : اسم المحل الذى بجانب حرة النار وهى ذى حجارة سوداء.

إخطار :

يسمى العرب الموضع الذى احترقت حجارته وتفتتت بالحرة ، وبوادى قطعة الحجاز لكل قبيلة حرة خاصة حيث يقيمون فى أيام الصيف ناصبين خيامهم وبعد أن يمضوا فصل الشتاء يعودون إليها مرة أخرى ويسمون الجمال التى ترعى فى هذه الأماكن حرى :

حرة بنى بياضة : بجانب حرة المدينة المنورة الغربية

حرة حقل : فى وادى أزه.

حرة الحوض : بجانب حوض زبالة بن أبيه الذى بين وادى العقيق ودار الهجرة.

حرة راحل : فى بلاد بنى عبس.

حرة رجلة : فى المكان الذى يسمى بلاد بنى القين بين الشام والمدينة والمنورة.

٤٣٢

حرة رماح : فى المحل الذى يسمى دهناء.

حرة زهرة : فى حرة واقم.

حرة بنى سليم : فى أسفل المواقع الذى يسمى قاع وعلى الطرف الشرقى من مرعى البقيع.

حكمة

بناء على تدقيق مؤلف نخبة الدهر وبيانه أن غير سواد حجارة حرة بنى سليم فوجوه سكانها أيضا ذو سواد شديد ، حتى حيواناتهم إلى كلابهم سوداء اللون. ولما كانت هذه الحالة من خاصية تلك الحرة فإذا ما أخذ حيوان أبيض من الخارج واستخدم تغير لونه فى فترة قصيرة فيسود والله على كل شىء قدير.

حرة شوران : فى وسط وادى مهزور.

حرة عباد : فى أسفل المدينة المنورة.

حرة عضيدة : فى غرب وادى بطحان.

حرة قباء : فى الجهة القبلية لدار الهجرة.

حرة ليلى : قمة فى بلاد بنى مرة بن غفطان وبين وادى القرى والمدينة المنورة. ولحرة بنى مرة ينابيع كثيرة ومنابت نخيل.

حرة معاصم : فى موقع ذى الجدر ومبدأ مجرى نهر بالحان.

حرة ميطان : جبل فى الطرف الشرقى من بلاد بنى قريظة.

حرة النار : فى ناحية خيبر وفى مكان قريب من حرة ليلى ، وعند البعض بين وادى القرى وبلدة تيماء ومن المحتمل أن تكون حرة فداء.

وقد أطفا خالد بن سنان النار التى اشتعلت فى الحرة المذكورة دون أن تمتد شرارتها إلى الجهات الأخرى.

ويعتقد بعض المؤرخين أن النار المذكورة ظهرت فى الجبل الواقع فى حرة الأشجع وأن هذه النار ـ على حد قول المؤرخين المتقدم ذكرهم ـ قد اشتعلت وتأججت بحيث انبعثت أضواؤها إلى وادى رندة الذى يبعد ثلاث ليال ، بحيث كانت الجمال التى ترعى فى هذا الوادى لا ترى من شدة الضوء.

٤٣٣

وإن لم يعين المؤرخون تاريخ ظهور تلك النار ، إلا أنه من المحتمل أن يكون ذلك فى عهد الفاروق عمر ـ رضى الله عنه ـ إذ إنه رأى شخصا غريبا فى المدينة فسأله : «ما اسمك؟» فقال : «أنا حمزة بن شهاب» فقال له وما بلدك؟ ققال «أبى من قبيلة حرقة وأسكن فى حرة النار الكائنة فى ذات اللظى» ، فقال له «إن الحرة قد احترقت». وبهذه الإشارة أخطره بظهور النار. ولما علم حمزة بن شهاب بهذا الخبر عاد إلى قريته دون إبطاء فرآها قد تخربت من جراء النيران المشتعلة.

وحرة واقم : اسم قمة فى الجهة الشرقية من دار الهجرة. وكان بنو الأشهل قد بنو إلى جانب هذه الحرة برجا سموه برج واقم ؛ وإلى هذا مرد تسميتها بذلك الاسم. وتقال لهذه الحرة حرة بنى قريظة وحرة زهرة أيضا والمقتلة الهائلة التى حدثت كانت فى هذا الموقع كما عرف فى الصورة التاسعة من الوجهة الثالثة.

حرة الوبرة : على ثلاثة أميال فى الجهة الغربية من المدينة وتلى وادى العقيق ، وينسب قصر عروة ومزارع هذا القصر فى خيف الوبر الذى ينسب إلى الحرة المذكورة.

حزرة : اسم الوادى الذى يقيم فيه بنو عبد الله بن الحصين الأسلمى وقبيلته.

وفى نهاية قرية بنى عبد الله نهر مشهور والذى ينتهى إلى فقارته من وديان أشعر.

حزن : طريق بين خيبر والمدينة ولم يستصوب النبى صلى الله عليه وسلم أن يسلك هذا الطريق بل طريق مرحب.

حساء : وإن كان معروفا بأنه موضع فى ديار بنى أسد ، ولكن إذا ما نظر إلى شعر عبد الله بن رواحة الآتى ، إذ ذكر المشار إليه حساء لما كان ذاهبا إلى مؤتة من الشام يلزم أن يكون الموضع المذكور فى طريق مؤتة.

إذا أدّيتنى وحملت رحلى

مسيرة أربع بعد الحساء

فشأنك أنعم وخلاك ذمّ

٤٣٤

ولا أرجع إلى أهلى ورائى (١)

حسنى : اسم جبل قريب من ينبع البحر ، واسم صحراء بين موضعى عذيبة وخار ، واسم حديقة من الأوقاف النبوية.

حسيكة : محل واقع فى الجهة الغربية من موضع ذباب وكان فى الجاهلية مقر اليهود. تطلق الحسيكة أيضا على الحدائق التى بجانب قصر ابن شمعل والى الناحية التى يوجد فيها قصر ابن عمر فى أراضى ابن ماقية. وكلها أسفل المكان الذى يسمى جرف.

حشاء : الاسم الآخر لجبل الإيوان ويروى أنه اسم موضع فى الجهة اليمنى من وادى آره.

حشان : اسم برج يطل على الجهة اليمنى للذاهبين إلى مقبرة الشهداء فى أحد.

وحشاشين : اسم قرية منسوبة إلى بنى قينقاع وكان حصن طلحة بن أبى طلحة الأنصارى فى بستان متصل ببستان عبد الرحمن بن عوف فى الجهة الشامية من مدينة الرسول.

حضرة : اسم موضع على ثلاث مراحل فى خارج المدينة ، وكان اسمه القديم عفره فبدله الرسول صلى الله عليه وسلم بحضرة. رجا سكان ذلك المكان أن يجدما حلا لعلة الوباء الذى يظهر فى مساكنهم بكثرة وأن ينقذهم منه ، فقال لهم «هاجروا إلى مكان طيب الهواء والماء». فقالوا له : «كيف يمكننا أن نترك مكانا كان موطن أبائنا وأجدادنا؟ وقد دبرنا لأهلنا وعيالنا البساتين والمنازل كما دبرنا مآكل دوابنا وأماكن إيوائها واستطعنا أن نتدبر طريقة معيشتنا إلى درجة ما» وهكذا عرضوا عذرهم فى عدم مغادرة مساكنهم وعندئذ قال لهم عمر بن الخطاب : «إذن فلا بد أن تبحثوا عن مكان قريب من مفازتكم لتنتقلوا هناك وأن تتناولوا فى الصباح قليلا من زيت الزيتون واستعملوا بعض العطور ولا تمشوا حافيى الأقدام ولا تناموا نهارا» ، وبين هلم فى صورة حكيمة أنهم إذا راعوا القواعد الصحية بإمكانهم أن ينجو من الوباء.

__________________

(١) البيتان فى الطبرى ٣ / ٣٨.

٤٣٥

حضير : فى أول عقيق وهو موضع ذو آبار ومزارع متعددة وأرض مستوية.

حفياء : موضع على بعد ستة أميال أو على سبعة أميال من المدينة ويروى حيفا أيضا وفى أسفل الموضع المسمى غابة.

حفير : اسم ماء فى ديار بنى سعيد وأطرافه محاطة بحدائق الخيل ، واسم محل بين الحرمين.

وحفير المشهور فى زماننا موقع بين ذى الحليفة وملل.

حقل : يطلق حقل على ثلاثة مواقع يقال للأول «أرة الصحراء» الحقل ، وللآخر روضة حقل ، وللثالث حرة حقل.

حلاء : على وزن نساء عدة جبال جرداء فى القرب من جبل ميطان الواقع فى محاذة موقع شوران لا ينبت فوق هذه الجبال الأشجار أو ما يشبهها.

حلا : بأصعب وهو عبارة عن جبال حلا يرد من هنا سيول نهر بطحان.

حليت : اسم جبل عظيم بجانب مرعى فيد وهذا الجبل أعلى الجبال التى فى هذه الناحية غير جبل شعبى وفوقه منجم ذهب اقتحمه ماء ويروى أن فى القديم قد أخرج من هذا المنجم ذهب وفير.

حليف : على وزن زبير ، اسم منزل فى داخل قطعة نجد وعندما خرج بنو كلاب من المدينة سكنوا فى هذا المنزل.

حليفة : اسم نبات معروف إلا أنه اسم نهر فى وادى العقيق واسم موضع بين ذات العراق وجادة ، واسم منزل بين المدينة وتبوك ، ويحرم حجاج المدينة فى ذى الحليفة. ويطلق أهل المدينة على منزل الحليفة بئر على ويعتقدون أن حضرة على قاتل طوائف الجن فى هذا المنزل ولا أصل لهذه الحكاية. ولما كان الماء الذى فى حليفة بئر جماعة قبيلة مزينة فنسبة هذه البئر إلى على بن أبى طالب خطأ ، ولا يعرف ذلك المنزل بالحليفة فقط بل يشتهر باسم ذى الحليفة إلى المدينة.

٤٣٦

قال ابن إسحاق إن المدينة على بعد خمسة أميال ونصف من ذى الحليفة الذى يقع فى جهة مكة ، كما سطر على اللافتة التى ركزت فى ذى الحليفة أن المسافة من المدينة إلى ذى الحليفة خمسة أميال ونصف ميل. وهناك لافتتان فى جهة مكة فى ذى الحليفة وهذا المكان يبعد عن المدينة ستة أميال. لأن فى كل من مدخل ذى الحليفة ومخرجه علمان ولافتتان. وحكم ابن صلاح أن المسافة بين المدينة وذى الحليفة ثلاثة أميال. إلا أن ابن حزم قال : إننى قست المسافة من عتبة باب السلام للمسجد النبوى إلى عتبة مسجد الشجرة فى ذى الحليفة فوجدتها (٩٧٣٢) ذراعا. وإذا ما نظرنا إلى هذا القول نجد أن المسافة بين المدينة وذى الحليفة خمسة أميال وثلثا ميل إلا مائة ذراع. وإن هذه الرواية أقرب إلى الصحة.

استطراد :

توجد طرق متعددة للدخول إلى البلدة النبوية الطاهرة من الخارج فى جهاتها الأربع وكل قافلة تسير وفق الطريق الذى يناسبها ، وكل الطرق فى الجهة الواحدة تتصل فى نقطة واحدة.

الجهة الغربية :

إن الطرق التى توجد فى هذه الجهة هى : سلطانى ، ملف ، فرع ، غابر وكلما تقترب هذه الطرق من المدينة المنورة تلتصق بعضها ببعض وعندما تصل إلى موقع ذى الحليفة (بئر على) تتحد الطرق الأربعة وتكون طريقا واسعا عظيما. وباب العنبرية من أبواب حصن المدينة الخارجى يقع فى هذه الجهة بين تكية المرادية والمعسكر السلطانى. وبناء على هذا فقوافل الحجاج والزوار والتجار تدخل وتخرج على الدوام من هذا الباب ويبيت محمل مصر مع جنوده فى مكان قريب من هذا الباب. والباب الذى فى هذه الجهة من داخل الحصن أجمل وأشهر من الأبواب الأخرى وبما أنه بين بعض الأسواق اشتهر بالباب المصرى.

٤٣٧

وإن كان الرصيف الذى بين مسجد السعادة ومسجد الغمامة ممتدا إلى الباب المصرى ؛ إلا أن الجهة التى من مسجد الغمامة إلى الباب المذكور قد اندرست واختلط ترابها بحجارتها لا يعرف أنه رصيف.

ولمسجد السعادة النبوية بابان فى الجهة الغربية وللحجرة المعطرة باب واحد. وأحد أبواب مسجد السعادة باب السلام والآخر باب الرحمة وإذا قارنا بين السلام من حيث الحجم والزينة والأبواب الأخرى فنجد أنه فى الدرجة الأولى وباب الرحمة فى الدرجة الثانية. ويطلق على الباب الذى فى هذه الجهة للحجرة المعطرة : باب الوفود ، وكلما فتح هذا الباب يستخرج من الحجرة المعطرة المصحف العثمانى الذى يحفظ فيها ويتلى. ويشترط فى ذلك أن يكون من يتلوه من العلماء الصالحين. لأن كل من يتلوه يموت فى اليوم الثالث ، إذا لم يمت فى اليوم الثالث يكاد أن يكمل سنة واحدة. وقد تلاه السيد عبد الله الدراجى التونسى والسيد محمد ابن السانوسى الفاسى والشيخ عبد الغنى الهندسى النقشبندى وارتحل الثلاثة فى ظرف سنة واحدة عن دنيانا وكانوا كلهم من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين.

وإن يشتهر بين الأهالى أن ذلك المصحف هو المصحف الذى كان فى يد عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ حين استشهاده إلا أن هذا الظن خاطئ. وفى الحجرة المعطرة مصحف آخر يدعون أنه قد كتب من قبل حضرة على بن أبى طالب ـ كرم الله وجهه ـ وقد كتب الاثنان على ورقة خضراء بخط كوفى. إلا أن خط المصحف الذى ينسب إلى سيدنا على أرق وأدق من الآخر.

والمسافرون الذين يقومون من بئر على ذاهبين إلى المدينة المنورة يجعلون جبل عير على يمينهم وقمم جماوات على يسارهم ويمرون من الطرف الشامى لمجرى سيل العقيق ويصلون إلى أراضى أبى بريقة المتصلة بالجهة الشامية من جبل عير.

وهناك حقول مزروعة وحدائق نخيل صغيرة وماء عين السرانى. ولكن مجرى عين السرانى قد حفر حديثا فلم تنبت بعد حدئق النخيل على طرفيها.

٤٣٨

فالذين يقومون من منزل أبى بريقه يصلون إلى الحرة الغربية ومن هنا إلى مدرج. وإن كان فى الحرة الغربية بناء قديم يطلق عليه عوام الناس قلعة اليهود إلا أن هذا المبنى قصر بنى فى عهود بنى أمية لحبس شخصية كبيرة وتوقيفه فما يذهب إليه العوام غير صحيح.

كان يقال لمدرجة فى الأوائل نقب بنى دينار والبئر المشهورة التى يطلق عليها بئر عروة فى الجهة اليسرى من منزل مدرج ففى جهة منه أراض لزراعة الشمام والبطيخ والجهة الأخرى مجرى نهر العقيق. ويخرج من هذا المجرى إلى مدرج إلى الأمام ففى الجهة اليمنى بناء قديم وبركة ومزارع غير معمورة يعرف ذلك البناء باسم سبيل قائد.

وعلى القمة التى تقع فى نهاية الموقع الذى يقال له رقيقين من مدرج مسجد المنارتين الذى يطلق عليه قبة الخضر وبعد أن يتجاوز المسافرون قبة الخضر يدخلون إلى أراضى نقاء التى زرع جهاتها اليمنى بالذرة وحديقة أم الرحم وجهاتها اليسرى قد زينت بمزارع بئر الوردى وبئر زمزم ومزارع أخرى والمسجد الذى يطلق عليه قبة الروس مسجد السقيا وهو فى وسط وادى نقا وبئر سقيا أيضا فى الجهة القبلية من ذلك المسجد.

كان شخص من مجاورى المدينة الطاهرة يسمى عبد الله عرب الميمنى اشترى مزرعة صغيرة فى منزل نقا. وقد استصلح هذه المزرعة وبنى على الجهة التى تقابل الطريق منزلا واسعا وحفر حوضا كبيرا. وأقام على جوانب هذا الحوض مساقى صغيرة تشرب منها الدواب كما صنع مخزنا خاصا بالعمال الذين يعملون فى المزرعة على الجهة الغربية من ذلك المنزل. وكان المارون وعابرو السبيل يسقون حيواناتهم ثم يستريحون فى ذلك المنزل ويستظلون.

هناك فى الجهة اليسرى من مسجد السقيا مزرعة وتنسب هذه المزرعة للسيد أحمد الرفاعى والذين يتجاوزون هذه المزرعة يصلون بعد مدة قصيرة إلى باب عنبرية.

٤٣٩

وبجانب باب العنبرية ركن المعسكر السلطانى والثكنات. وأمام هذه الثكنات طريق واسع على يمين الثكنات السلطانية مبانى مستشفى الغرباء التى بدأ العمل فيها ولكنها تركت قبل إتمامها ، وعلى شمال تلك المبانى السور الداخلى وحديقة قاضى ينبع السابق إبراهيم عداد وطريق آخر يؤدى إلى سنح والمساجد الأربعة وإلى نواحى جرف وعقاب والقبلتين وإلى المواقع المختلفة فى خارج المدينة.

وإذا ما ترك هذان الطريقان ودخل من باب العنبرية يقع فى الجهة اليمنى من الباب باب ثكنات الجنود وعلى الجهة اليسرى عمارة والى مصر الأسبق محمد على باشا وإذا ما تجاوزناهما نكون قد دخلنا فى العنبرية.

ولما كان شارع العنبرية أوسع طرق البلدة الطاهرة وأكبرها انتظاما فالحجاج والزوار وقوافل التجار يدخلون دائما من هذا الباب ويخرجون ولما كان ماؤه وهواؤه معتدلين وجيدين فهذا المكان دائم الازدحام.

وعلى الطرف القبلى من هذا الطريق : حوش ظوافير الذى يشتمل على ستين حجرة ذات باب تحتانى.

وأمامه حوش الراعى الذى يشتمل على مائتى حجرة (١) وبجانب هذا الحوش مسجد صغير المئذنة رباط جديد ، وفى اتصال الرباط طاحونة آلية ومنزل خاص لمن يديرون هذه الطاحونة من العمال وبجانب المنزل مقهى وتلك الطاحونة مع جميع مشتملاتها وقف أغا باب السعادة المرحوم بهرام أغا.

وكان أمام الطاحونة منزل شيخ الحرم النبوى الأسبق المرحوم خالد باشا. وبما أنه احتيج إليه لوضع مشتملات الطاحونة المذكورة اشتراه بهرام أغا.

وكان أمام المقهى المتصلة بدائرة الطاحونة منزل أحمد أغا من الأهالى ، وكان لهذا الحوش ستون حجرة وفناء واسع.

وبجانب باب حوش أحمد أغا دار زوجة أغا الطابور حافظ أفندى وأمامها منازل كبيرة ملك أسرة ظوافير وحوش طويل ، وحوش أبى جنب ، وفى اتصالهما

__________________

(١) وبعض حجرات حوش ظوافير سفلية ولكن أكثرها علوية.

٤٤٠