موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٤

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٧٢

أخيه إبراهيم بن عبد الله ، وكان الشاميون يحبونه ويرعونه. قال رباح بن عثمان فى الرسالة التى كتبها إلى أبى جعفر : إن الشاميين يرعون أبا عبد الله بدرجة لا يمكن تعريفها ويسمعون كلامه ويطيعونه ؛ لذا يخاف أن يرعى هذا الخلافة أيضا على هذه الفقرة المضرة المفجعة لقلبه أمره المنصور بأن يؤخذ مع آل حسن بن على رضى الله عنهم ويشاركهم مصيرهم.

ولما وصل المسجونون الذين أرسلهم رباح بن عثمان مقيدين فى السلاسل إلى بغداد أحضرهم أبو جعفر كلهم مرة واحدة وعرى أبا عبد الله من ملابسه تماما وتجرأ على أن يأمر بضرب أبى عبد الله مائة وخمسين على جسمه الذى يشبه الفضة المحلاة على جسمه الرقيق اللطيف. وأصابت إحدى ضربات السوط عينه ففقئت وانطفأ نورها ثم ضرب مائه سوط على رأسه فاسود جسده المنير وكأنه جسم زنجى وترك فى هذه الحالة إلى جانب أخيه عبد الله فى السجن.

ولما رأى عبد الله هذه الحالة المستهجنة صرخ قائلا : «أبا جعفر ... أعاملنا الأسرى الذين أخذناهم منكم فى غزوة بدر مشركين بهذه الحقارة!!؟؟» وتهور المنصور الغدار وخجل من هذا الكلام وهذه التورية فأمر بإلقائهم كلهم فى السجن الذى هيئ لهم والذى يعرف بالهاشمية.

وكان سجن الهاشمية سجنا فظيعا ، ولا يسمع فى داخله لا صوت الأذان ولا يعرف وقت حلول الصلاة.

ولما كان محمد بن إبراهيم ابن الحسن المسمى بالديباج الأصفر ذا ملاحة وحسن وجمال مسجونا مع الأشخاص المكبلين المسجونين كان أهل العراق يذهبون لزيارته ورؤيته جماعات جماعات وخاف المنصور من ازدحام الزائرين والمشاهدين حتى لا تظهر وعوته بين هؤلاء المسجونين فأحضر الديباج الأصفر ، وهدده قائلا : سأقضى عليك بموت لم ير مثيله ، ثم حصره بين عمودين وعذبه عذابا شديدا حتى مات أو على قوله قتله بإلصاقه على جدار وقتل جميع المسجونين الهاشميين بطريقة غير لائقة.

٣٠١

كان أهل خراسان يرجون أن يعفى عن محمد الأموى ويطلق سراحه فما كان من أبى جعفر الذى لا يستحى إلا أن قطع رأس المشار إليه وهو غاضب وأرسله إلى الخزان وبهذا ملأ قلوب الخراسانيين ومحبى أهل البيت بالحزن والألم.

ولما رأى عبد الله بن حسن استشهاد محمد بن عبد الله الأموى بعد أن طلب الخراسانيون إطلاق سراحه بعد عفو : «إنا لله وإنا إليه راجعون ، إنا كنا آمنين من كل شئ فى عهد الأمويين بفضل قرابتنا لمحمد بن عبد الله ، ولما تحولت السلطة إلى ناحيتنا قتل محمد بن عبد الله معذورا بالسيف ، هل يمكن ألا يتعجب الإنسان من هذا».

ولما وصل ظلم المنصور وإهانته لهذه الدرجة حكم أنس بن مالك صاحب أحسن المسالك بأن أبا جعفر من الطغاة والبغاة وحتى أعلن فى داخل المدينة قائلا : «يا سكنة دار السكينة! ليس طبيعيا أن تعرضوا بيعتكم لأبى جعفر المنصور! وقد تحقق أن المنصور من الطغاة. والآن يجوز خلعه من الخلافة ومبايعة محمد بن عبد الله! وانسحب إلى داره».

وخرج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسين بن على بن أبى طالب المعروف بلقب النفس الزكية بناء على إفادة الإمام مالك وبتحريض ومعاونة خمسين شخصا من أهل المدينة وفى خلال سنة ١٤٥ ه‍ ضد الدولة العباسية وهجم على الدائرة الحكومية وقبض على رباح بن عثمان وألقاه فى السجن. ثم صعد على منبر السعادة ، وأعلن أن الخلافة حقه الصريح وأن غرضه من الخروج وتوليه الخلافة هو أمن البلاد وراحة القلوب وبهذا استطاع أن يدخل أغلب أهالى المدينة تحت انقياده وطاعته.

وضرب عيسى بن موسى عم المنصور الإمام مالك بسبب إثارة الناس وتحريضهم على مبايعة محمد بن عبد الله وترغيبهم فيها وبين لهم أن الشرع يسيغ هذا العمل ، وإلا فالإمام مالك لم يطلق لسانه فى أبى جعفر كما أنه لم يقاتل عيسى بن موسى.

٣٠٢

وكان محمد بن عبد الله بعد ما أدخل أهالى المدينة فى دائرة بيعته ساق مقدارا كافيا من الجنود للاستيلاء على مكة المعظمة وبلاد اليمن وسواد الشام ولم يلق سمعا لما بعثه أبو جعفر من رسائل مهددة ، وإن كان محمد بن عبد الله لم يستطع أن يستولى على بلاد الشام إلا أنه أقلق بخروجه أبا جعفر المنصور وبحث عن حل سريع لحل هذه المشكلة فأمد والى الكوفة عيسى (١) بن موسى المعروف بقسوة القلب بأربعة آلاف من الجنود إلى المدينة المنورة وأمره بأن يقتل محمدا بن عبد الله وكل من تبعه واحدا تلو آخر.

وكان من الممكن أن يقاوم محمد بن عبد الله مع أهالى دار العزة المدينة المنورة عيسى بن موسى. ولكن كان عيسى بن موسى قد هدد أهالى المدينة بإرسال رسائل مزورة لهم ، وبما أن وقعة حرة واقم لم تزل فى ذاكرتهم أخذوا ينسحبون من جانب محمد بن عبد الله واحدا إثر الآخر. ودفعوا ذلك الشخص العالى القدر بثلاثمائة من المغاوير الأبطال أمام أربعة آلاف من سفاحى بغداد.

ولما رأى محمد بن عبد الله أن الذين تحت تبعيته أخذوا يهربون إلى جهة ما وأخذت قوته تنقص شيئا أخذ يحفر فى أطراف المدينة خنادق عميقة من شدة ولهه وحيرته ويقول من شدة يأسه «كل من لا يرد أن يحارب المنصور فليغادرنى» ومع مرور الزمن من تناقض عدد جنوده حتى لم يبق بجانبه إلا ثلاثمائة من الفدائيين ، وكان والى الكوفة ظالما غشوما ومشهورا بعداوته لآل النبى صلى الله عليه وسلم فأقام معسكره خارج المدينة المنورة وبعث يقول : يجب أن يتخلى محمد بن عبد الله عن فكرة الخلافة وأن يطيع وينقاد لأبى جعفر المنصور وأن ينسحب من حوله تاركين محمدا بمفرده وأن الذين لا ينسحبون من حوله سيندمون فى نهاية الأمر. ولما رأى أن محمد بن عبد الله مازال متمسكا بفكرته كما أن الفدائيين الذين حوله ما زالوا ثابتين بجانبه اغتاظ غيظا شديدا وتجرأ على أن يسوق من تحت إمرته من السفاحين إلى داخل المدينة المنورة وأخذ يحارب وهو يسب محمدا بن عبد الله بن حسن بن حسين بن على بن أبى طالب علنا بصوت عال.

__________________

(١) وكان عيسى بن موسى ولى عهد المنصور وعمه كذلك.

٣٠٣

وإن كان محمد بن عبد الله حمل على العدو مع من استعدوا لفدائه بأرواحهم وكانوا ثلاثمائة من الأبطال الشجعان وأشعلوا نار الحرب وأقدموا على أعداء آل نبى الله وقتلوا كثيرين منهم ، إلا أنه فى عاقبة الأمر استشهد فى مكان يطلق عليه أحجار الزيت بعد أن طعن ، وقد حدث هذا الحادث المؤسف المؤلم بعد العصر من شهر رمضان فى الرابع عشر منه ، وقد أهلك محمد بن عبد الله وهو متقلد ذا الفقار الحيدرى سبعين نفرا من سفاحى بغداد وحاز بهذا إعجاب أصدقائه وأعدائه كذلك ؛ رضى الله عنه.

وأخذ ذا الفقار الذى كان فى يد محمد عبد الله عيسى بن موسى وأرسله إلى المنصور فتوارث هذا السيف الخلفاء العباسيون مدة طويلة ، وضرب أحد بنى عباس كلبا على سبيل التجربة بهذا السيف ، وبما أن ضرب الكلب بهذا السيف كانت من الحركات المستهجنة فانكسر ذلك السيف ولم يستعمل بعد.

وأرسل عيسى بن موسى سفاك الدماء رأس محمد بن عبد الله إلى بغداد كما أرسل جسمه إلى مشهده الذى دفن فيه ، وبعد أن أرسل السادات والأشراف الذين بايعوا محمدا بن عبد الله إلى مكان ما فى خارج المدينة وصلبهم فى صفين ، وبعد ثلاثة أيام ألقاه فى الخندق الذى حفره فى مقبرة اليهود وغطاهم بالحجارة والتراب وأسند ولاية دار العز إلى كثير بن حصين لأن رباح بن عثمان كان قد قتل فى أثناء استشهاد محمد بن عبد الله فى سجنه ـ وعاد إلى دار الخلافة بغداد فى التاسع عشر من شهر رمضان.

ولما وصل رأس محمد بن عبد الله إلى بغداد سر المنصور سرورا لا مزيد عليه وأمر أن يشهر به بالطواف فى جميع مراكز القضاء وعين عبد الله بن الربيع واليا على المدينة بعد أن عزل كثير بن حصين حتى يقبض على أشراف المدينة وساداتها واحدا تلو الآخر ويرسلهم إلى بغداد. ولم تكن بين العلويين الكرام والعباسيين إلى السنة المذكورة أى نوع من العداوة ولم تكن هناك أية مشكلة تبعثه على نفرة

٣٠٤

بعضهم من البعض. وقد ألقى سلوك المنصور بين أولاد الأخوين عداوة حتى إن الأحداث الأليمة أحدثت فى الأكباد الإسلامية جرحا لن يلتئم حتى صباح الحشر. لأن المنصور السفاح قتل غدرا فى تلك السنة محمد بن عبد الله وأخاه إبراهيم ووالدهما البالغ من العمر سبعين عاما عبد الله بن حسن المثنى بن حسن بن على بن أبى طالب وأخا عبد الله حسن بن الحسين وأخاه لأم محمد بن عمر بن عثمان بن عفان فى سنة ١٤٥.

وبما أن عبد الله بن حسن بن على كان من أعاظم علماء المدينة موصوفا بالزهد والصلاح وفقيها معروفا فكان ملوك الأمويين يحترمونه ويرعون جانبه ويجلونه كل الإجلال كما أن السفاح أبا العباس أظهر تبجيله له بإرسال مليون درهم من العطية ، ولكن لشدة الأسف أن خلفه المنصور المغرور أضاع قدر المشار إليه الجليل وأظهر دناءئه.

وصلى على عبد الله بن حسن أخوه حسن بن حسن كما صلى عليه أخوه لأمه محمد بن عمر بن عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنهم أجمعين.

٣٠٥

فى ذكر جبل أحد وشهداء غزوة أحد

وبما أن جبل أحد قد خلق منفصلا عن الجبال التى حوله سمى بجبل أحد. وبما أن حضرة هارون ـ عليه السلام ـ مدفون فى هذا الجبل مما ميز هذا الجبل عن الجبال الأخرى.

كلما كان النبى صلى الله عليه وسلم يأوى إلى جبل أحد كان يقول «أحد يحبنا ونحن نحب أحد» وقال مرة «جبل أحد فوق باب من أبواب الجنان ، ويحبنا ونحن نحبه أيضا» ، وهذا الجبل يعنى «جبل عير» يبغضنا ونحن نبغضه إلا أنه فوق باب من أبواب النار». وقال مرة أخرى «أحد على ركن من أركان الجنة ، وعير على ركن من أركان جهنم» ومرة أخرى «أربعة جبال من جبال الجنان وأربعة أنهار من أنهار الجنة وأربع ملاحم من الجنان ، وأحد الجبال الأربعة جبل أحد ويحبنا ونحن نحبه! وأحدها ورقان والثالث طور والآخر لبنان».

والذين كانوا بين الجبل الذى حدثت فيه غزوة أحد والذى وصف فى الأحاديث وبين الجهة الشامية من الوادى الذى بين المدينة وأحد ونالوا الشهادة ومرتبتها العالية صدر الأمر بأن يدفنوا فى مكان مناسب من ميدان القتال فجمعهم كلهم ودفنوا اثنين اثنين أو ثلاثة ثلاثة فى قبر واحد ، ولما كانت بعض الجنازات قد رفعت من أماكنها من قبل أهلها قبل أن يسمعوا الأمر النبوى ، فدفنوا جنازاتهم حيث ورد الأمر النبوى بملابسهم.

لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان قد تفضل قائلا : بما أننى مطلع على جميع أحوال شهداء أحد هؤلاء فإننى سأشهد على حسن حالهم يوم القيامة فلفوهم بملابسهم وادفنوهم حالا ، ومن كان فيهم أكثر حفظا للقرآن ضعوه فوق الآخر فى اللحد وادفنوا اثنين فاثنين فى قبر واحد أو ثلاثة فثلاثة ، والسبب فى وضع أكثر من

٣٠٦

جنازة فى قبر واحد والإذن به ما عرض على النبى صلى الله عليه وسلم من شكوى فى صعوبة حفر قبر لكل واحد من الشهداء ، بناء على ما نقله الإمام الزهرى. وفى الواقع قد أصيب الأنصار فى ذلك اليوم بجراحات عديدة ومشاق شديدة ومن هنا كان قد اشتكى للرسول صلى الله عليه وسلم من صعوبة حفر قبر لكل شهيد. فرحمهم النبى صلى الله عليه وسلم وأشفق عليهم وأمرهم بأن يدفنوا فى كل قبر أكثر من واحد اثنين أو ثلاثة قائلا : عمقوا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة.

وقبور الشهداء الذين دفنوا فى وادى أحد الاثنين أو الثلاثة معلومة الآن ولكن مواقع الشهداء الذين رفعوا من ميدان القتال أو مدافنهم كانت مجهولة إلى سنة ١٢٦٨ ه‍.

ولكن مصطفى عشقى أفندى من المجاورين الكرام استطاع أن يعثر على مدافن هؤلاء الشهداء وأحاطها بجدار فى ١٢٦٨ ه‍ حتى عندما كان يحفر أساس هذا الجدار ظهر قبر وكان فى داخله نعش كان صاحبه قد استغرق فى نوم هادئ هذا ما رآه العمال الذين وجدوا هناك.

وجدد الجدار الذى بناه عشقى أفندى فى سنة ١٢٧٥ ه‍ وكتب فوق بابه القطعة الآتية.

القطعة الشعرية

لأحد هنا مرقد الشهداء

إن زرته فاقرأ الفاتحة وارفع الدعاء

ومن لهذا البناء من المجددين

شفاعة النبى فى يوم الدين

كان النبى صلى الله عليه وسلم يزور كل سنة قبور شهداء أحد ويقف فى حرة واقم حيث ترى القبور من هناك يقول : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد : ٢٤).

٣٠٧

وبعد ذلك ودع كل واحد منهم كأن هؤلاء يتمتعون بالحياة.

كانت فاطمة ـ رضى الله عنها ـ تزور قبر حمزة ـ رضى الله عنه ـ مرة كل يومين وتبذل جهدا لتضع علامة خاصة حتى لا ينسى القبر الجليل. وفى ليلة كل جمعة تذهب وتصلى طويلا وتبكى مدة طويلة وتعود ، وقد رعت هذا النظام إلى أن توفيت ، وكلما كان النبى صلى الله عليه وسلم يزور مقبرة شهداء أحد يقول : من يزورهم ومن يسلمون عليهم يردون عليهم السلام.

وهناك حكايات جمة تؤيد هذا الحديث الجليل وتروى بسند جيد ما قالته خالة عطاف بن خالد : «إننى زرت شهداء أحد ، فردوا على سلامى ثم سمعت صوتا هاتفا يقول : «نحن نعرفكم كما تعرفون بعضكم بعضا» فأغمى علىّ من شدة حيرتى». وروت فاطمة بنت خريمة قائلة كنا نمر مع أختى من ميدان معركة أحد وكانت الشمس قد غربت فأخذت أختى وتوجهت معها لزيارة مشهد حمزة ـ رضى الله عنه ـ وبعد الوصول قلت «السلام عليك يا عم رسول الله» فسمعت أنه يرد السلام قائلا وعليكم السلام ورحمة الله هذا» ما يروونه.

بناء على رواية الإمام البيهقى محركا السند من هشام بن محمد العمرى كان ابن عمر يقول : «خرجنا مع أبى يوم الجمعة قبل شروق الشمس لزيارة قبور الشهداء! ولما دخلنا المقبرة قال والدى بصوت عال : السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» وسمع عقب ذلك صوتا يقول «وعليك السلام يا أبا عبد الله» فقال لى «أنت الذى تجيب» فقلت له «لا إن صاحب القبر هو الذى رد على سلامك ثم أخذنى فى الجهة اليمنى منه فسلم على كل قبر فرد كل صاحب قبر السلام ثلاث مرات ، فتعجب والدى من هذه الحالة الغريبة فعرض شكره وثناءه على الله سبحانه وتعالى ـ وهو ساجد».

وبناء على تحقيق أئمة السير أنه قد استشهد فى معركة أحد سبعون نفسا نفيسة فدفن أكثرهم فى ميدان المعركة فى أحد وبعضهم فى بقيع الغرقد وبعضهم فى داخل حصن المدينة.

٣٠٨

ودفن عبد الله بن جحش ابن أخت حضرة حمزة مع مصعب بن عمير (١) فى الضريح المعروف باسم مشهد حمزة وفى قبر واحد.

واستشهد جناب حمزة أمام ربوة صغيرة حمراء لجبل أحد الذى يطلق عليه بطن الوداى وظل حيث صرع (٢) فحمله النبى صلى الله عليه وسلم حيث قبره المقدس وكفنه فى بردته الشريفة ثم عثر على مصعب بن عمير فدفنهما معا فى قبر واحد ؛ وبناء على بعض الأقوال أن المكان الذى دفن فيه المشار إليهما كان المكان الذى استشهد فيه عبد الله بن جحش فدفن الثلاثة معا. وخرج بعد المؤرخين هاتين الروايتين وقالوا إن حمزة دفن فى قبر منفرد ودفن جناب مصعب بن عمير مع عبد الله بن جحش فى قبر واحد معا إلا أن الزوار بناء على العادة القديمة يسلمون على الثلاثة معا محتاطين للأمر.

سهل بن قيس (٣) رضى الله عنه ـ : ينتمى سهل بن قيس إلى أفراد بنى سلمة وهو مدفون بين قبر حمزة بن عبد المطلب وبين جبل أحد أى فى الجهة التى تصادف الجهة الشمالية لقبر حمزة.

عمرو بن الجموح رضى الله عنه (٤) : دفن عمرو بن الجموح مع عبد الله بن عمرو بن حرام (٥) فى قبر واحد على جانب مجرى السيل. ولما كان السيل قد حفر قبر المشار إليهما فأخرج جسدهما المبارك بعد معركة أحد بست وأربعين سنة نقلا إلى مكان آخر حيث دفنا وكان جثمانهما غضين طريين كأنهما قد توفيا منذ لحظة ولم تتغير بشرتهما قدر ذرة والذين نالوا شرف زيارتهما ظنوا أنهما يبتسمان.

وظلت يد عبد الله بن عمرو بن حرام فوق جرحه بعد موته. فنزلوها بجانبه لأجل التجربة لأن جسده المبارك لم يكن قد تجمد مثل أجساد سائر الأموات أينما حركته كان يتحرك بسهولة. ولما وضعت يده بجانبه أخذ جرحه ينزف وظل ينزف

__________________

(١) أرسل مصعب بن عمير قبل الهجرة إلى المدينة المنورة ليعلم سابقى الأنصار المسائل الدينية ويؤمهم فى الصلاة ويخطب فيهم فأسلم ثلثا الأنصار الكرام تقريبا على يديه.

(٢) فى هذا المكان الآن قبة لطيفة ويعرف بمصرع حمزة.

(٣) الإصابة ٣ / ١٤٢.

(٤) الإصابة ٤ / ٢٩٠.

(٥) والد جابر بن عبد الله رضى الله عنهما. انظر : الإضافة ٤ / ١١٠.

٣٠٩

فترة كأنه جرح جديد ، فقلق الذين تجرءوا على إنزال يده ولم يجدوا بعد السعى وسيلة لإيقاف النزيف ، وفى النهاية وضعوا يده فوق جرحه وبهذا وفقوا فى إيقاف النزيف.

خارجة بن زيد (١) ـ رضى الله عنه : دفن خارجة بن زيد مع سعد بن الربيع ونعمان بن مالك عبادة بن الخشخاش فى قبر واحد. والمرقد السامى حيث دفنوا فى الجهة الغربية من قبر حضرة حمزة على بعد خمسمائة ذراع أى على الربوة التى فى الجهة الغربية من مجرى السيل يظل مجرى السيل فى الجهة القبلية لذلك القبر.

ولما كان ابن عمرو بن الجموح خلاد وأبو أيمن مولى عمرو بن الجموح (٢) فوق تلك الربوة فالزوار عندما يزورون هذا المكان يسلمون على هؤلاء الأشخاص الثمانية ، أى يذكرون فى ذلك المحل المقدس أسماء عمرو بن جموح ، عبد الله بن عمرو بن حرام ، خارجة بن زيد ، سعيد بن الربيع ، نعمان بن مالك ، عبادة بن الخشخاش ، أبو أيمن مولى عمرو بن الجموح خلاد بن بن عمرو بن الجموح رضى الله عنهم ـ ويسلمون على كل واحد منهم منفردين.

وغير هؤلاء من الأصحاب الكرام الذين استشهدوا فى ملحمة أحد وقبورهم مجهولة.

وإن كانت بين جبل أحد وضريح حمزة مقبرة قد سورت أطرافها فهى ليست من قبور الشهداء. إن هذه المقبرة قبور الشحاذين هاجروا إلى المدينة فى عهد هشام بن عبد الملك وظلوا بجانب مقابر الشهداء إلى آخر حياتهم وعندما ماتوا دفنوا فى هذه المقبرة. وليست هذه المقبرة مقبرة الشهداء ، ويلزم أن تكون قبور الشهداء على الجهة الغربية من مجرى السيل. والسبب فى هذا الظن الخاطئ للأهالى إحاطة شاهين الشجاعى مقبرة الأعراب بسور ظنا منه أنها مقبرة الشهداء. واستمر هذا الظن مع الزمن حتى اعتقد أن الشهداء مدفونون داخل هذا السور ، لذا كلما هدم جدد من قبل أصحاب الخيرات.

__________________

(١) الإصابة ٢ / ٨٤.

(٢) الإصابة ٧ / ١٢.

٣١٠

وقد ذكر أعلاه أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بدفن الشهداء حيث استشهدوا كما أمر بدفن الذين رفعوا من ميدان المعركة حيث سمعوا الأمر النبوى ، وفعلا دفن الذين رفعوا أجساد شهدائهم حيث بلغهم الأمر النبوى ، بدون تأخير. حتى دفن جثمان مالك بن سنان ـ رضى الله عنه ـ فى مكان يسمى أحجار الزيت فى سوق العباءات كما دفن بعضهم فى مقابر بنى سليم وبنى زريق وقباء لأنهم كانوا قد سمعوا بالأمر النبوى فى هذه الأماكن.

لم نستطع أن نحصل على رواية توضح الذين دفنوا فى مقبرة بنى سليم ، إلا أنه بناء على تحقيق رجال ثقاة أن رافع بن مالك الزرقى مدفون فى مقبرة بنى زريق وعبد الله بن سلمة ومجدر بن الزياد قد دفنا فى مقبرة قرية قباء.

لاحقة

حينما جرح مالك بن سنان فى ميدان المعركة يئس من الحياة وعاد إلى المدينة المنورة حتى يتلاقى مع والدته مرة أخرى ولكنه عندما وصل إلى مكان ضريحه الآن وقع وارتحل عن دنيانا ، ورد هذا فى بعض الكتب واشتهر بين الناس حتى وصلت هذه الرواية لدرجة التصديق إلا أن الإمام السمهودى لم يهتم بذلك القول وأهمله تمام الإهمال. وإذا ما نظرنا إلى أن المذكور من سكان المدينة المنورة ومؤرخ المدينة يلزم ألا يكون لتلك الرواية أصل.

واختلف المؤرخون فى تحديد شهداء أحد إذ قال بعضهم أنهم (٦٣) وقال الآخرون أن عددهم (٧٠) وقال بعضهم أن عددهم خمسة وسبعون أربعة منهم من المهاجرين وستة وستون منهم من الأنصار ، والقول الثانى مصدق عند الأكثر. ورأينا من واجبنا ذكر أسمائهم هنا متبركين.

أسماء شهداء أحد السامية :

١ ـ حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (وحمزة من بطن هاشم بن عبد مناف وقد قتل بحربة غلام جبير بن مطعم : الوحشى).

٢ ـ عبد الله بن جحش (من بطن بنى أمية بن عبد شمس).

٣١١

٣ ـ مصعب بن عمير (من بطن بنى أسد بن خزيمة المنتهى إلى بنى عبد الدار وقاتله عبد الله بن قمئة الليثى).

٤ ـ شمّاس بن عثمان «من بطون بنى مخزوم ، هؤلاء الأربعة الذين ذكروا من المهاجرين الكرام وستة وستون سيذكرون فيما بعد من قبائل الأنصار الكرام).

٥ ـ عمرو بن معاذ بن نعمان.

٦ ـ حارث بن أنس بن رافع.

٧ ـ عمارة بن زياد بن السكن.

٨ ـ سلمة بن ثابت بن وقش.

٩ ـ عمرو بن ثابت بن وقش.

١٠ ـ ثابت بن وقش.

١١ ـ رفاعة (وعلى قول) رباعة بن وقش.

١٢ ـ اليمان حسيل بن جابر (هذا الشخص هو أبو حذيفة اليمانى واستشهد خطأ من قبل الأصحاب وسددت ديته).

١٣ ـ صيفى بن قيظى بن عمرو.

١٤ ـ خباب بن قيظى.

١٥ ـ عباد بن سهل.

١٦ ـ حارث بن أوس بن معاذ.

هؤلاء الأشخاص الاثنا عشر من قبيلة بنى عبد الأشهل.

١٧ ـ إياس بن أوس بن عتيك الأشهلى.

١٨ ـ عبيد (وعلى رأى) عتيك بن التيهان.

١٩ ـ حبيب بن زيد بن تميم (هؤلاء الأشخاص الثلاثة من أهل راتج).

٢٠ ـ زيد بن حاطب بن أمية بن رافع (المشار إليه هذا من قبيلة بنى ظفر).

٢١ ـ أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد (أو يزيد).

٣١٢

٢٢ ـ حنظلة الغسيل ابن أبى عامر صيفى بن نعمان (من قبيلة بنى عمرو بن عوف وبنى ضبعة قد قتل حنظلة شداد بن الأسود).

٢٣ ـ أنيس بن قتادة (المشار إليه من بطن عبيد بن زيد)

٢٤ ـ أبو حبة (١) بن عمرو بن ثابت (المشار إليه أخو سعد بن خيثمة لأمه)

٢٥ ـ عبد الله بن جبير بن نعمان (كان رئيس الرماة فى جبل عينى وينتمى مع أبى حبة من أفراد قبيلة بنى ثعلبة بن عمرو بن عوف)

٢٦ ـ خيثمة أبو سعد بن خيثمة (من قبيلة بنى سلمة بن امرئ القيس بن مالك بن أوس)

٢٧ ـ عبد الله بن سلمة (من طائفة بنى عجلان وكان حليف بنى ثعلبة بن عمرو بن عوف)

٢٨ ـ وسيع بن حاطب (وعلى رأى) سبيع بن حاطب بن الحارث ابن قيس (من قبيلة بنى معاوية بن مالك)

٢٩ ـ عمرو بن قيس بن زيد

٣٠ ـ قيس بن عمرو بن قيس بن زيد

٣١ ـ ثابت بن عمرو بن زيد

٣٢ ـ عامر بن مخلّد (من بطن بنى النجار المنتهى إلى بنى سواد بن مالك بن غنم)

٣٣ ـ أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقيف بن مالك بن مبذول

٣٤ ـ عمرو بن مطرف بن علقمة (هذان من بطن بنى مبذول)

٣٥ ـ علقمة بن عمرو بن ثقيف بن مالك بن مبذول

٣٦ ـ أوس بن ثابت بن المنذر (هو أخو حسان بن ثابت من قبيلة ابن عمرو بن مالك)

٣٧ ـ أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن النجار (من بطن بنى عدى النجار)

٣٨ ـ قيس بن مخلد

٣٩ ـ كيسان (هو عبد قيس بن مخلد ، هو وسيده من طائفة بنى مازن بن النجار)

__________________

(١) ويقال فيه أبو حنة ـ بالنون ـ ، وأبو حية ـ بالياء.

٣١٣

٤٠ ـ سليم بن الحارث

٤١ ـ نعمان بن عبد عمرو (هؤلاء كذلك من بطن بنى مازن بن النجار)

٤٢ ـ خارجة بن زيد أبى زهير

٤٣ ـ سعد بن الربيع بن عمرو بن أبى زهير (هذان مدفونان فى قبر واحد)

٤٤ ـ أوس بن الأرقم بن زيد بن قيس (هؤلاء الثلاثة من قبيلة بنى الحارث بن الخزرج)

٤٥ ـ مالك بن سنان بن عبد بن أبجر والد أبى سعيد الخدرى

٤٦ ـ سعيد بن سويد بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر

٤٧ ـ عتبة بن ربيع بن رافع بن معاوية (هؤلاء الثلاثة من بنى خدرة من بطون بنى الأبجر)

٤٨ ـ ثعلبة بن سعد بن مالك الساعدى

٤٩ ـ ثقيف بن فروة بن البدن (هؤلاء من بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج)

٥٠ ـ عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة

٥١ ـ ضمّرة الجهنى (هو حليف بنى طريف هو وعبد الله بن عمرو من بطون بنى طريف)

٥٢ ـ نوفل بن عبد الله

٥٣ ـ عامر بن عبادة بن نضلة بن مالك بن عجلان

٥٤ ـ نعمان بن مالك بن ثعلبة

٥٥ ـ مجذّر بن زياد (حليف سنان بن مالك)

٥٦ ـ عبادة بن الخشخاش (هؤلاء الخمسة من بنى عمرو بن عوف بن الخزرج المنتهى إلى مالك بن عجلان وقد دفن نعمان بن مالك ومجدر وعبادة فى قبر واحد)

٥٧ ـ رفاعة بن عمرو بن الجموح

٥٨ ـ عبد الله بن عمرو بن الجموح

٥٩ ـ عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام (قد دفنا فى قبر واحد)

٣١٤

٦٠ ـ خلاد بن عمرو بن الجموح

٦١ ـ أبو أيمن (وهؤلاء الأربعة من بطن بنى سلمة المنسوب إلى بنى حرام)

٦٢ ـ سليم بن عمرو بن حديدة

٦٣ ـ عنترة مولى سليم بن عمرو بن حديدة.

٦٤ ـ سهل بن قيس بن أبى كعب بن القين (هؤلاء من طائفة سواد بن غنم)

٦٥ ـ ذكوان بن عبد قيس

٦٦ ـ عبيد بن المعلى (هؤلاء من قبيلة بنى زريق بن عامر)

٦٧ ـ مالك بن نميلة (حليف بنى معاوية بن مالك)

٦٨ ـ حارث بن عدى بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة (من قبيلة خطمة مزينة اسمه عبد الله بن جشمه بن مالك بن أوس)

٦٩ ـ مالك بن إياس بن عدى (من بطن بنى سواد بن مالك)

٧٠ ـ عمرو بن إياس (من بطون بنى سالم بن عوف)

قد نال هؤلاء الرجال الكرام رتبة الشهادة العالية فى هذه المعركة الأليمة وحازوا قصب السبق ، كما مات من قدماء المشركين ١٢ شخصا أو ثلاثة عشر على قول آخر بسيوف المسلمين واستقروا فى جهنم.

وكان ينتمى أثنا عشر شخصا منهم إلى قريش التى تنحدر من نسل شخص عبد الدار بن قصى واثنان منهم من بطن بنى أسد بن عبد العزى بن قصى وأربعة منهم من بطن بنى مخزوم بن يقظة واثنان منهم من بطن بنى جمح بن عمرو والاثنان الآخران من بطن بنى عامر بن لؤى ومن هلكوا من بطن بنى عبد الدار كانوا من حاملى ألوية جيوش الكفار.

أسماء القتلى المشركين.

١ ـ طلحة بن أبى طلحة (اسم أبى طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عبد الدار وقتل ابنه طلحة بسيف على بن أبى طالب).

٣١٥

٢ ـ عثمان بن طلحة (أخو طلحة سالف الذكر قتل بسيف حمزة)

٣ ـ أبو سعيد بن أبى طلحة (أخو طلحة أيضا بسيف على فى رواية وفى قول آخر قتل بيد سعد بن أبى وقاص)

٤ ـ مسافع بن طلحة

٥ ـ جلاس بن طلحة (هؤلاء أبناء طلحة المقتول وقتلوا بسيف عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح)

٦ ـ كلاب بن طلحة

٧ ـ حارث بن طلحة (هؤلاء كذلك أبناء طلحة وقتلوا بسيف حليف بنى ظفر قزمان. وعلى قول آخر أن قاتل كلاب هو عبد الرحمن بن عوف)

٨ ـ أرطاة بن عبد شرحبيل بن عبد مناف بن عبد الدار (قاتل هذا حمزة بن عبد المطلب)

٩ ـ أبو يزيد بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار أخو مصعب بن عمير (مقتول قزمان سالف الذكر)

١٠ ـ شريح بن قارصة (لا يعرف اسم قاتله)

١١ ـ صؤاب (كان عبد شريح وقتله كذلك قزمان وعلى قول آخر قتله على بن أبى طالب أو سعد بن أبى وقاص أو أبو دجانة)

١٢ ـ قاسط بن شريح بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار (قاتل هذا أيضا قزمان إن هؤلاء المشركين الاثنا عشر من بطن قريش ينتهى نسبهم إلى بنى عبد الدار وكان طلحة حامل علم قريش ولما قتل هؤلاء والذين ذكرناهم أخذوا الراية من طلحة واحدة أثر الآخر وهلكوا جميعا)

١٣ ـ عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد (قاتله على بن أبى طالب)

١٤ ـ سباع بن عبد العزى بن نضلة الخزاعى

١٥ ـ هشام بن أبى أمية بن المغيرة (كان هذا الشخص حليف بنى أسد وقتل من قبل حمزة بن عبد المطلب وهو مع عبد الله بن حميد بن بطن بنى أسد بن عبد العزى بن قصى)

٣١٦

١٦ ـ وليد بن العاص بن هشام بن المغيرة (ومع هؤلاء اثنان أيضا لا يعرف اسميهما والأربعة من بطن بنى مخزوم بن يقظة وقاتلهم جميعا قزمان)

١٧ ـ عمرو بن عبد الله بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح (وهذا الرجل يسمى أبا عزة وهو شاعر ناقض للعهد)

١٨ ـ أبى بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح (واثنان من هؤلاء من بطن بنى جمح بن عمرو وقتلا بالسيف النبوى)

١٩ ـ عبيدة بن جابر

٢٠ ـ شيبة بن مالك بن المضرب (هؤلاء من بطن عامر بن لؤى وقتد قزمان ، وعلى وقول قتل عبيدة بن جابر عبد الله بن مسعود)

صرح ابن إسحاق بهذه الأسماء وروى أنهم قتلوا فى يوم أحد وأضاف الإمام القسطلانى لجملة هؤلاء ثلاثة أشخاص فبلغ عدد المشركين إلى ثلاثة وعشرين ولكنه لم يحدد أسماءهم.

٣١٧
٣١٨

الوجهة السابعة عشرة

تضم ثلاث صور

تعرض مواسم وأسواق المدينة المنورة ومحاسن أهلها

وترى وتحصى الآبار والعيون المنسوبة إلى

النبى صلى الله عليه وسلم

٣١٩
٣٢٠