موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٢

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٢

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤

نظم

اسمع منى صفة المدعا

فقد استجيب الدعاء هنا

على رأس هذا الطريق عند الوصول

توقف الرسول من أجل الدعاء

إن تراب طريقه أفضل من دواء العين

لعين الروح منه الجلاء

إن ذلك الرمل الذى وقع فى هذا العمر

كل حبة منه درة ثمينة

إن شوكه ورود ورياحين

إنه إنسان العين

هداه يحيى الموتى

وهو راحة للخاطر المحزون

أزرف الدمع من أهداب عينك

وافتح فاك وسل الله حاجتك

(فتوح الحرمين)

الأثر الثانى والثلاثون : مسجد البيعة :

يقع مسجد البيعة فى الجهة الشامية من مكة المكرمة وعلى بعد رمية سهم من العقبة التى تشير إلى حدود منى ، وفى جهة مكة ويظل على شمال الشخص الذى يذهب إلى منى ، وأمام جبل صراصر ومقبرة أحمد المهدلى ، وإن مساحته من الجهة الشمالية ثمانية وخمسون قدما والجهة الجنوبية منه ستة وأربعون والجهة الشرقية مائة والجهة الغربية مائة وثمانية أقدام ومكشوف السقف.

قد بايع النبى صلى الله عليه وسلم ، فى موقع هذا المسجد سبعون من أعاظم الأنصار الكرام أو ثلاثة وسبعون ، كما يذكر أصحاب السير ، وكان مع النبى عمه عباس فى السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية ، وعقب ذلك نادى شيطان اسمه «أزب العقبة»

٤٠١

قائلا يا قوم قريش!! إن حجاج قبيلتى الأوس والخزرج بايعوا محمدا ، وعزموا على تقديم العون له فى كل الأمور وشوش أفكار قريش تشويشا ، وإن كانت قريش أرادت أن تمد إلى الأنصار يد الأذية والتسلط.

إلا أن الأصحاب الكرام دافعوا عن أنفسهم بإلقاء ، خطب تشتمل على التهديد ، وأظهروا الحسام عند خصامهم لشرذمة المشركين الحقيرة ، وظهروا بأنهم متفقون ومتعاهدون مع كثير من أقوام العرب والعجم للدفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم ، وهكذا نجوا من شرارة الثأر التى أوقدها «أزب العقبة» بعون الله خير الحافظين ، وعادوا إلى ديارهم.

وإن كان أهل مكة يطلقون على هذا المسجد «مسجد العشرة» ويذهبون إلى أن هذا المسجد مسجد «العشرة المبشرين» إلا أن هذا الرأى ظاهر الخطأ ؛ لأن المسجد المذكور شهد بيعة نقباء الأنصار الذين أتوا قبل الهجرة من المدينة المنورة وأسلموا وهم : أسعد بن زرارة (١) وعوف ومعاذ (٢) ابنا عفراء (٣) ، رافع بن مالك (٤) ، العباس بن عبادة (٥) ، منذر بن عمر (٦) ، عبادة بن الصامت (٧) ، يزيد بن ثعلبة (٨) ، عقبة بن عامر (٩) قطبة بن عامر بن حديدة (١٠) أبو الهيثم بن التيهان (١١) عويم بن ساعدة ذكوان بن عبد قيس الزرقى.

إذا ما نظر إلى حكم الصورة الثانية من الوجهة الخامسة لمرآة المدينة نجد أن حكم هذه الرواية ضعيف أيضا.

لأن اليوم الذى بايع فيه النقباء كان معهم ثلاثة وسبعون من رفقائهم ، وإذا كان المراد من مسجد العشرة نقباء الأنصار العشرة الذين وجدوا فى يوم البيعة ، فإن المكان لم يحظ بهؤلاء النقباء فقط وفى الواقع إن كلمة العشرة ، تورد على خاطرنا أن أرض هذا المسجد هى مكان بيعة العشرة أشخاص الذين بايعوا النبى ، وإذا حكمنا بصحة هذه الخواطر ، فيقتضى الأمر أن يكون هؤلاء من أصحاب البيعة الثانية (١) التى وقعت بعد الولادة النبوية باثنين وخمسين سنة ، لأن البيعة المذكورة قد تمت فى موقع مسجد العشرة ، وكان عدد المبايعين عشرة أشخاص

__________________

(١) أنظر فى بيعة العقبة ابن هشام ٢ / ٨١ ، وابن سعد ١ / ١ / ١٤٨ ، والطبرى ٢ / ٣٦٠ ، وجوامع السيرة لابن حزم ص ٧٤ ، وابن كثير ٣ / ١٥٨ ، والدرر لابن عبد البر ص ٦٧ ـ ٧٤. وغيرها.

٤٠٢

مدنيين ، ولكننا إذا نظرنا إلى العبارة التى كتبت على حجر ذلك المسجد والتى تقول : إن المنصور العباسى أمر ببناء هذا المسجد مسجد البيعة الذى شهد أول بيعة بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نرى أنها تؤيد صحة القول الأول والله أعلم بالصواب.

قد بنى هذا المسجد أبو جعفر المنصور البغدادى فى سنة ١٤١ ه‍ مكشوف السقف ، وعنى المعتصم بالله بترميمه وتعميره ، وجدده فى سنة ٩٦٣ ه‍ دفتر دار مصر إبراهيم بك بضم بعض القباب فى ناحية القبلة من حرارة الشمس ، ومازال إلى الآن مكشوفا إلا أماكن القباب وقد حددت جهاته الأربعة بحائط متين ولا مئذنة له.

الأثر الثالث والثلاثون : مسجد النحر (١)

هو هذا المعبد الذى يسمى بمسجد المنحر فى وسط الجهة الشرقية من صحراء منى ، وبين الجمرة الأولى والجمرة الثانية وفى اتصال دار المنحر ، وطول أرضه ثلاثة وستون قدما ، وعرضها تسعة وأربعون قدما ، وبما أنه بين الحجرة الأولى والحجرة الثانية يظل فى الجهة اليمنى للمتوجه إلى عرفات.

وإن كان بانيه مجهولا فقد عمره فى سنة ٦٤٥ ه‍ صاحب اليمن الملك منصور ، وأقام بالناحية القبلية صفا من القباب وترك الباقى مكشوفا ، وإذا نظرنا إلى ماحك على الحجر الذى فى داخله نعرف أن رئيس قافلة الأنبياء (عليه وعليهم التحايا) قد ضحى فى مكان هذا المسجد فى حجة الوداع بعد أداء صلاة الضحى ونحر بنفسه (٦٣) جملا وضحى بالواسطة (٢) (٣٧) جملا.

الأثر الرابع والثلاثون : مسجد الخيف :

مسجد الخيف بين جبل ثبير والجبال التى تقابله وتواجهه. أى أنه معبد كبير وموجود فى الجهة الشمالية من ميدان منى وفى وسطه كل من جهتيه الشمالية والغربية أربعمائة وخمسون قدما ، وكل من جهتيه الشرقية والجنوبية ثلاثمائة وتسعون قدما ، وقد غطيت جهته الجنوبية بقباب عالية وجهاته الباقية مكشوفة.

وفى وسط ساحته تماما قبة كبيرة على شكل الخيمة ، ويروون أن تحت القبة

__________________

(١) يقال لهذا المسجد «مسجد المنحر» أيضا.

(٢) الواسطة هو على بن أبى طالب.

٤٠٣

التى على شكل الخيمة كان المكان الذى نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه مدفن أنبياء ، ولأجل ذلك يطلق على تلك القبة «قبة الأنبياء» وقد رفعت تلك القبة على أعمدة مكشوفة وداخلها يزار ، وللمسجد مئذنة تقع على شمال الداخل فى المسجد من بابه الكبير ويزعمون أن آدم ـ عليه السلام ـ مدفون تحت أساس هذه المئذنة.

خبر :

كان قد صلى على جنازة آدم ـ عليه السلام ـ ابنه «شعيب» عليه السلام ، وأنه قد دفن فى جبل أبى قبيس أولا ، إلا أن نوح ـ عليه السلام ـ أخذه فى سفينته أثناء الطوفان ، وبعد الطوفان دفنه فى المكان الذى فيه مسجد الخيف ، ويدعى المؤرخون أن قاعدة تلك المئذنة فوق سرة آدم عليه السلام.

وكان للمسجد أولا عشرون بابا ، والآن قد سد ثمانية عشر من أبوابه وبقية نواحى المسجد مجهولة إلا أنه أصلح وعمر مرة من قبل كل من : أبى جعفر المنصور البغدادى فى سنة ١٥٩ ه‍ ، والمستنجد بالله ابن المقتفى بالله العباسى فى سنة (٥٥٩ ه‍) ، وأخيرا من وزير الملك العادل نور الدين زنكى الذى أحاط المدينة المنورة بسور ، وأنقذ سكانها من هجمات الأشقياء وهو جمال الدين محمد أبى منصور الأصفهانى ، وجدده السلطان قايتباى المصرى أيضا فى سنة (٨٨١ ه‍) فصار رصينا متينا ، وبنى تلك القبة الجميلة التى على شكل الخيمة ، وأشار إلى أن الأرض التى تحت القبة كانت مصلى للنبى صلى الله عليه وسلم ، كما أن المرحوم قايتباى هدم الجدران القديمة التى على أطراف المسجد الأربعة ، وبناها من جديد ، وصنع أربعة أبواب متينة ومحرابا ، كما بنى قبة ذات ثلاثة طوابق للمئذنة ، كما بنى بجوارها دارا لإقامة أمير الحجاج ، وجعل على بابه سبيلا وصنع فى داخل المسجد صهريجا يملأ بماء المطر ويمد السبيل بالماء ثم صنع له بابا كبيرا يفتح إلى جبل عرفات وبابا صغيرا يفتح إلى ناحية غار المرسلات ، وقد طرأ تغيير على الترميمات التى حدثت من قبل وقد تغيرت أطرافه جميعا فى التعميرات التى حدثت فيما بعد ، ولم يبق فى زماننا هذا إلا باباه وقبابه والقبة التى على شكل الخيمة.

٤٠٤

مسجد الخيف معبد فى غاية اللطف ومكان مبارك مقدس إذ قال النبى صلى الله عليه وسلم ، حسب ما سطر فى معجم البلدان : «حج إلى بيت الله سبعون نبيا وكلهم طافوا بالكعبة ثم صلوا فى مسجد الخيف ، إذا استطعتم أن تصلوا فيه كلما أتيحت لكم الفرصة فلا تفوتوا ذلك» كما اشتهر بين العلماء ما قاله أبو هريرة «ولو كنت من أهل مكة لكنت ذهبت إلى منى كل ليلة سبت لأداء الصلاة فى مسجد الخيف».

يقول مؤلف بهجة التقوى : «أربعمائة نبى دفنوا فى مسجد الخيف» كما يروى الإمام الأزرقى أن وسط هذا المسجد مئذنة ذات إحدى وأربعين درجة وأن لها ثمانى شرفات ، كانت ساحة مسجد الخيف من الأماكن المقدسة فى جاهلية العرب أيضا ؛ لذا كانوا يجتمعون فيها وفى مكان قريب منها كانوا يقسمون للقيام بعضهم ضد بعض ، ومن هذا القبيل قد اجتمع فى هذا المكان «بنو كنانة» وقبائل قريش وتحركوا ضد أبناء بنى هاشم وعبد المطلب وتعهدوا باليمين ألا يتعاملوا معهم ببيع وشراء وألا يتزاوجوا منهم ، وهكذا أقسموا على الكفر.

الأثر الخامس والثلاثون : مسجد الكبش

يقع مسجد الكبش على يسار الذاهب من منى إلى عرفات وفى سفوح جبل ثبير وهو مكشوف السقف وجهتاه الشمالية والجنوبية فى طول ثمانية عشر قدما ، وجهتاه الغربية والشرقية اثنين وعشرين واثنا عشر قدما ، لما كان الموقع المذكور هو المكان الذى ألقى فيه إسماعيل على وجهه للذبح ، لذا يعرف بين الأهالى بمذبح إسماعيل ومسجد إسماعيل ، والحجر الأسود الذى ضربه إبراهيم ـ عليه السلام ـ بسكينة وفلقه قطعتين ظاهر أمام المسجد ، ويتصل هذا المصلى من جهته الشمالية بغار يسمى غار الفتح ، وخلف مصلى هذا الغار صخرة كبيرة مجوفة تسمى «صخرة عائشة» والجهات الشمالية والشرقية لداخل هذه الصخرة واحد وعشرون

٤٠٥

قدما ، وجهاته الغربية والجنوبية عشرون قدما ، ويروى أن النبى صلى الله عليه وسلم ، كان يتعبد فى داخل الغار المذكور كما أن زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كانت تعتكف فى داخل الصخرة المذكورة.

قبة الكبش :

هى فى الجهة المكية للمغارة التى سبق ذكرها وفى سفوح جبل ثبير التى تمتد نحو جمرة العقبة ، وهذه القبة على أربعة أعمدة ومكشوفة الجوانب وبما أن هذه القبة اشتهرت بأنها مكان نزول كبش إسماعيل فتعرف بين الأهالى بقبة الكبش ، ومساحة المسطح الداخلى لقبة الكبش أربعة عشر قدما عرضا ، وطولا خمسة عشر قدما ، وأنزل كبش إسماعيل بعد الطوفان ب ١١٩٢ سنة كما بينه المؤرخون.

الأثر السادس والثلاثون : مسجد المرسلات :

يقع مسجد المرسلات فى الجهة الجنوبية من مسجد الخيف أى فى الجهة اليمانية لمنى وفى سفح جبل ، وهو مصلى من غير أبنية ، إنه الساحة التى نزلت فيها سورة المرسلات الجليلة ، جهتاه الشمالية والجنوبية كل واحدة منهما ستة وعشرون قدما ، والجهة الشرقية ستة عشر قدما ، والجهة الغربية اثنا عشر قدما.

هذا المسجد مغارة عادية وفى سقفها حجر ، وفى صدر هذا الحجر أثر رأس النبى ، وما زال ظاهرا إلى الآن ، إن الأرض المذكورة جوف صخرة هائلة فى سفح الجبل الذى يقابل جبل ثبير.

حينما شرف الرسول الكريم ، شمس السماوات ، هذا الغار يوما لمست رأسه الشريفة ذلك الحجر فما كان من الحجر إلا أن لان مثل العجين حتى لا يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنذ ذلك ظل أثر رأسه الشريفة فيه ، ويتبرك الزوار بمس ذلك الأثر برءوسهم حتى ينجوها من نار جهنم ، وكل شىء مأمول من الله سبحانه تعالى.

يروى المحب الطبرى عن خادم الرسول صلى الله عليه وسلم «عبد الله بن مسعود» أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حينما كان يشرف «منى» ، كان يقيم فى هذا الغار ، وفى يوم من الأيام

٤٠٦

أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم ، سورة المرسلات ، وأخذ ابن مسعود يتلقى تلك السورة من فم الرسول مباشرة ، وفجأة ظهرت أفعى عظيمة الجسم وهجمت على الذين كانوا معه ، وبذل الجهد لقتل هذه الأفعى إلا أنها نجت بالهروب ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندئذ «إن الله قد كف شرها عنكم كما كف شركم عنها».

يقول الإمام الفاسى ، بينما كان مجد الدين فيروزآبادى جالسا مع جماعته فى الغار وكانوا يتلون سورة المرسلات ظهرت حية ، وهجمت عليهم ولكنها لم تتحمل مقاومة الناس فهربت ، وفى رواية أخرى أن تلك الأفعى كانت من طائفة الجن فلم يسمح النبى صلى الله عليه وسلم بقتلها ، فعاشت تلك الحية حتى زمن الشيخ مجد الدين فيروزآبادى.

الأثر السابع والثلاثون : مسجد إبراهيم :

يعرف مسجد إبراهيم باسم «مسجد نمرة» إن هذا المسجد يقع فى الساحة الواسعة لعرفات وهو المكان المبارك الذى يصلى فيه الحجاج صلاتى الظهر والعصر جمعا ، وعلى يمين جبل الرحمة.

عمره السلطان قايتباى المصرى سنة ٨٧٣ ه‍ ، وبنى مظلتين ليستظل تحتهما الحجاج ، كما أنه أمر بإقامة العلامتين اللتين يطلق عليهما «العلمان» بالقرب من ذلك المسجد لتحديد حدود عرفات ، والجزء الأمامى الذى يسع لستة صفوف من المصلين مغطى ، والباقى مكشوف ، وفى الجهة الشرقية ستة أبواب كبيرة وعلى جهاته الأربعة جدار يعلو أربعة أمتار وفوق محرابه قبة.

ومحيط جهاته الأربعة مائتان وثمانون قدما. وله صهريج محكم الصنع يسقى الحجاج ويملأ من مجرى عين زبيدة.

نصيحة

لما كان ذلك المشهد بعيدا عن محل الوقوف مسافة نصف ساعة ولما كان من الأولى أن يمضى إلى المسجد فى وقت الزوال حينما تشتد حرارة الشمس فيوصى الذين يذهبون هناك أن يحافظوا على أجسامهم ؛ لأن الحرارة فى عرفات تصل إلى (٣٩) درجة تحت الخيمة ؛ لذا يصاب الحجاج بضربة شمس قد تؤدى إلى شرور كثيرة.

حتى يروى أن أحد الحجاج حينما كان يغسل غياره عاريا انتفخ جلد ظهره كأنه صب عليه ماء مغلى.

٤٠٧

الأثر الثامن والثلاثون : مسجد المشعر :

يقال لمسجد المشعر مسجد آدم أيضا وهو فى مكان مقابل جبل قزحة فى ساحة المزدلفة والتى تبعد عن مسجد إبراهيم بثلاثة أميال ، أى فى الجهة اليمانية للموقع الذى يطلق عليه المزدلفة ، وعرض أرضه المباركة عشرة أقدام ، وطوله مائة قدم ، وله محراب ومئذنة وسبعة أبواب ، وهو مستطيل الشكل ويصعد إليه من جهاته الثلاثة بسلالم وعند البعض أن جبل القزحة كله يعد من المزدلفة.

المزدلفة :

مأخوذة من الإزدلاف بمعنى الاجتماع ، وسبب تسميته بذلك أن الحجاج يجتمعون مع بعضهم فى هذا المكان ، أو أن آدم ـ عليه السلام ـ قد اجتمع بحواء ـ رضى الله عنها ـ فى هذا المكان ، أو أن الحجاج يصلون إليه فى زلفة من الليل ، فى قمة جبل قزح مكان لإيقاد النار وكان العرب قديما يوقدون فيه النار ظانين أنه موقد (آدم) عليه السلام.

المأزمين :

مأزم على وزن منزل وتثنية هذه الكلمة مأزمين ، يطلق المأزم على كل شىء يضيق ويتداخل ، وبما أن ما بين عرفات والمزدلفة مكان ضيق لذلك سمى بهذا الاسم.

ويطلق على هذا الموقع اللطيف «المأزمان» بتثنية الكلمة ، ويقال كذلك للموقع الذى بين منى ومكة ، «المأزمان» لأن طرفيه جبال والحجاج الذين يعودون من عرفات يؤدون صلاة المغرب والعشاء فى المزدلفة جمعا.

٤٠٨

المشاعر :

يطلق المشاعر على المكان الذى يوجد فى داخل العلامات والأعلام التى وضعت لتحديد حدود عرفات ، وكان العرب جميعا يقضون وقفة عرفات فى المشاعر بينما قريش كانت تقف فى داخل الحرم الشريف ، وقد رفض النبى صلى الله عليه وسلم ، أصول أهل الجاهلية وفعلهم ، فأمر بأن يقف جميع الناس فى داخل المشاعر.

نصيحة :

بما أن هذا المكان بارد ليلا نوعا ما فيجب أن يحافظ الحاج على نفسه حتى لا يصاب بمرض.

* * *

٤٠٩

الأثر التاسع والثلاثون : مسجد الصخرة

مسجد الصخرة فى عرفات وهو متصل بجبل الرحمة وفى داخل الصخور والمسجد المذكور مصلى فى طول ثلاثين قدما وعرضه ثمانية أقدام ، ويروى أنه المكان الذى وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأثر الأربعون : مسجد جبل عرفات :

هو المكان الذى يلقى فيه شيخ مكة المكرمة خطبة عرفات.

لازمة :

يوم الوقفة هو اليوم التاسع من ذى الحجة من كل سنة ، ولما كانت الأيام العشرة الأولى من أفضل الأيام ؛ لذا كانت الطاعات والعبادات فيها أفضل من الطاعات والعبادات فى الأيام الأخرى.

وبناء على القول الصحيح المنقول عن الإمام النيسابورى أن الأيام العشر من ذى الحجة أفضل الأيام وأحبها إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بعد أيام رمضان ، وقد نجا موسى ـ عليه السلام ـ من فرعون فى هذه الأيام ، وقيل فى هذه الأيام توبة أبى البشر آدم ـ عليه السلام ـ وفداء إسماعيل ـ عليه السلام ـ وهود ونوح ـ عليهما السلام ـ وقد صادف الأيام العشر الأولى لذى الحجة رسالة نبينا ، وبيعة الرضوان وفتح خيبر ووقفة الحديبية ، ونزول الآية الجليلة (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) (الفتح : ٢) واكتساء جميع الحجاج ملابس الإحرام ، إن كل هذا لدليل قاطع على أفضلية هذه الأيام ، إن صيام يوم واحد فى هذه الأيام العشر الأولى يساوى صيام ألف يوم من الأيام الأخر ، والذى يحيى ليلة واحدة من لياليها تساوى طاعات وعبادات الحجاج والمعتمرين لسنين طويلة ، وإن

٤١٠

كان صوم هذه الأيام مستحبا وغاية فى القبول لدى الله ، فيجب ألا يصوم الحجاج فى اليوم التاسع منها ؛ لأن الصوم سيورث الفتور والضعف للحجاج الكرام ، ويحول دون أداء شعائرهم كما يجب.

إن خير الأدعية المأثورة فى هذا اليوم «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير» وكان نبينا صلى الله عليه وسلم ، والأنبياء جميعا يواظبون على هذا الدعاء فى يوم عرفه. انتهى.

مساحة مسجد عرفات ثلاثون قدما فى الطول ، وثمانية وعشرون قدما فى العرض ، ويبدأ من حدود عرفات ويبعد عن الموقف الشريف ميلا واحدا. إن المكان الذى يطلق عليه موقف الإمام أعلى من سطح الأرض ، ولم يكن له طريق يصعد إليه وينزل منه بسهولة ؛ لذا جعل جمال الدين الأصفهانى له سلما ذا خمس درجات أو عشر ؛ وأنقذ الناس من مشقة الصعود إلى الجبل ثم حفر عدة أحواض ، وأنقذ الناس من مشقة العطش.

وبما أنه لم يكن فى الأول سلما ولا حوض ماء كان النساء يعانون من العطش ومن الصعود والنزول إلى مسجد الجبل عند الزيارة.

عرفات :

وعرفة اسم المكان الذى يقف فيه الحجاج يوم عرفة ، أو هو اسم الجبل الذى بنى عليه مسجد عرفات ويبعد عن مكة المكرمة اثنى عشر ميلا.

فى قمة هذا الجبل وفى الجهة الشمالية من مسجد عرفات وهو بناء قديم ، ويعرف هذا المكان على أنه مطبخ سيدنا آدم ، ويفهم من هذا أن آدم ـ عليه السلام ـ تلاقى مع زوجته حواء ـ رضى الله عنها ـ فى هذا المكان ، وعندما أتم بناء بيت الله وكان حينئذ قد أتم مائة سنة منذ أن هبط على وجه الأرض.

إن حجم جبل عرفات أصغر من جميع جبال الحرمين ، ولكن قدره ومنزلته أعلى من جميع الجبال فى العالم ، كما يفهم من مضمون هذه القصيدة.

إن هذا الجبل الذى يسمى «عرفات»

أكثر انخفاضا من جميع الجبال

وإن كان فى صورته من الجبال أصغر

إلا أنه فى المعنى أكبرها جميعا

٤١١

امتلأ برحمات الله حجرها

يجتمع الإنس والجن حولها

إنها قمة كقمة الجبل سمت

أقامت خيمة نور القمر أشعت

حولها من الجمال أفواج وأفواج

وكأنما هى فى البحر أمواج

أكثر اتساعا من صدور من يحجون

وكل من فيها كلهم بعملهم مغولون

ولكن خارج الأرض الحرام

لتلك القوافل مقام كسوة مصر بالتمام

وفى الوسط محمل مسكى آخر

على رأسه ظله تظهر

لا تحسبن أنك تشاهد فيه الرمال

إنما فيه الجواهر والماء الزلال

لقد انبجس من سفح الجبل ينبوعها

إن من ماء الصفا ماؤها

مبرة آدم فى شمال الجبل

وفيه لسكنى الفقير محل

«فتوح الحرمين»

تصدى الإمام الكرمانى شارح البخارى لتعريف كلمة عرفات وقال : إن عرفات أماكن متعددة وهو اسم المكان الذى يقف فيه الحجاج ، وعرفه اسم اليوم الذى يسبق عيد الأضحى ، ولهذا أراد أن يخصص هذا الاسم لمكان واحد ، لهذا الجبل إلا أنه قد جانب الصواب ، لأن هناك من نقل روايات كثيرة فى وجه تسمية عرفات منها أن آدم ـ عليه السلام ـ وحواء نزل كل واحد منهما فى مكان بعيد عن الآخر ، وبعد مدة تلاقيا فى هذا المكان ، ولذا سمى المكان بعرفات ، وقول

٤١٢

آخر أن جبريل ـ عليه السلام ـ علم فى هذا المكان آدم ـ عليه السلام ـ مناسك الحج ، ووضح له أن عرفات آخر مشاعر الحج ، فأراد أن يتأكد من فهمه فسأله قائلا : «أعرفت؟ أعرفت؟» ، فأخذ الجواب «عرفت ، عرفت» وهذا هو سبب تسميته بعرفات. وقول أخر بما أن عرفات من الأراضى المقدسة وكأنه قد عرف أى طيّب برائحة طيبة فأطلق عليها هذا الاسم ، وهناك أقوال أخرى كثيرة فى هذا الموضوع.

وبما أن ذكر غير هذه الأقوال وتفصيلها سيدعو إلى الملل ، آثرنا أن نكتفى بما ذكرناه.

٤١٣

نصيحة

فى عرفات غير عين «زبيدة الجارية» عدة أحواض ولكن هناك طائفة تسمى «تكرورى» وغيرها من الجهلة يغسلون فى هذه الأحواض ملابسهم وقلة منهم أيضا يستحمون فيها مما يكدر مياه الأحواض حتى لا يستطيع الإنسان أن يمنع نفسه من الاشمئزاز عند رؤيتها. لذا فعلى الحجاج الكرام أن يمتنعوا قدر الإمكان من الشرب من مثل هذه المياه.

رواية :

إن جبل عرفات جبل مقدس مبارك إلى أبعد درجة ، ومهما رويت عنه من روايات تصدق مع شدة غرابتها ومع ذلك فالحجاج يروون عنه بعض الروايات التى لا تستقيم مع ذوى الألباب.

ومن قبيل هذا ما ذكروا من أنه فى عام ١٣٠٠ وفى يوم عرفة أن حادثا غريبا قد وقع ، وهو أن صاعقة سقطت على سطح جبل الرحمة فأحرقت بضعة أشخاص وشوتهم ، وعند التدقيق والمعاينة قد تبين أن المحروقين كانوا من المجوس ، وأضاف حجاج إستانبول أن حكمة سقوط الصاعقة كانت للقضاء على هؤلاء الأشخاص ، وبما أننى لم أصدق هذا الحادث بأى شكل من الأشكال ، فبعثت إلى أحد الأشخاص الذين أثق فيهم فى مكة المكرمة أستوضحه الأمر فجاء الرد كالتالى :

الجواب

استلمت رسالتكم التى تستوضح عن الصاعقة التى سقطت عند سفح جبل عرفات فى يوم الوقفة ، وعدد من أهلكتهم وهذه هى حقيقة الأمر :

لم يكن الحجاج قد وقفوا فى عرفات بعد فقامت السماء ودون أن يكون هناك برق ولا رعد ثم جاءت صاعقة من ناحية البحر إلى القرب من جبل الرحمة

٤١٤

والأحواض ، حيث سقطت برعد ودوى شديد وقتلت مسلما هنديا وجملين ، هذه هى حقيقة الحادث أما ما قيل عن المجوس أو النصرانى فمختلق ، وفى الواقع أننى لم أكن هناك حينما وقع الحادث ، ولكننى بمجرد أن استلمت رسالتك اهتممت بالأمر ، وتحريت عنه فسألت عن الموضوع من السيد الوالى والآخرين ممن أثق فيهم. وكان الباشا الوالى يتناول طعامه حينما سقطت الصاعقة بجانب خيمته ففزع فزعا شديدا».

وقد تحقق لى أن القصة لا أصل لها من هذه الرسالة التى وصلتنى من مكة.

الأثر الحادى والأربعون : مسجد جعرانة :

يقع مسجد جعرانة بين مكة المكرمة وبلد الطائف ؛ إلا أنه أقرب إلى مكة من الطائف وعلى بعد ثمانية عشر ميلا وعلى جانب وادى «جعرانة». وبما أنه لقب ريطة بنت سعد بن زيد بن عبد مناف والتى أشير إليها بالآية الكريمة (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها) (النحل : ٩٢) وأنها قد اختارت الاستيطان فى هذا المكان ، فالمكان مشهور بلقبها.

وكان يقال لها الخرقاء كما تصرح بذلك الآية الكريمة لأنها كانت تأمر جواريها من الصبح إلى الظهر بغزل خيوط الصوف والوبر ، وتنقضها بعد الظهر. وهكذا تقضى أيامها فى الغزل والنقض ؛ لذا اتخذت مثلا للحماقة بين العرب. وزع بطل قوافل الأنبياء (عليه أعظم التحايا) غنائم غزوة حنين فى العام الثامن الهجرى فى هذا المكان ، وفى يوم الأربعاء الثانى عشر من ذى القعدة من نفس السنة لبس ملابس الإحرام ، ومضى نحو مكة المكرمة حيث أدى مناسك العمرة. إنه مكان مبارك سعيد.

وقد ثبت بأقوال النبى صلى الله عليه وسلم ، أن سبعين نبيا قد أحرموا من هذا المكان للعمرة ، وفى جعرانة بئر مأثورة مباركة ذات مياه خفيفة عند الشرب وقد حفر النبى صلى الله عليه وسلم ، هذا النهر بيديه الكريمتين والصحابة الكرام ، وأحاطوها بالحجارة لأنه حينما حفر فى هذا المكان انبجس الماء ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد حفر فى هذا المكان قدر شبر فانفجر الماء فروى عطشه ، وأحاط الأصحاب البئر بالحجارة وقد زاد عمقها يوما بعد يوم حتى أصبحت من الآبار المباركة ، ومازال الناس يتبركون بها إلى يومنا هذا وليس بالجانب اليمانى من الطائف بئر ماؤها أعزب وأخف من هذه البئر.

٤١٥

الأثر الثانى والأربعون : مسجد الفتح :

يقع فى وادى المر بالقرب من الحجون. وقد عمر هذا المسجد الشريف صاحب مكة الشريف أبو نمى ، وبعده السيد حناش بن راجح وقد صلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فى هذا المكان المبارك.

الأثر الثالث والأربعون : مسجد المتكأ :

قد خربت أبنية مسجد المتكأ ولم يتبق أحد يعرف مكانه ، ولكن المحب الطبرى يدعى أنه فى أطراف جهة تسمى «الجياد» يروى أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى فى هذا المحل ثم اتكأ إلى مكان ما واستراح.

الأثر الرابع والأربعون مسجد الجنيد :

يقع مسجد الجنيد فوق الجبل الأحمر الملاصق لمنازل مكة خلف جبل قعيقعان ، وبناء على قول سعد الدين الإسفرايينى أن هذا المكان كان مصلى جنيد البغدادى وإبراهيم بن الأدهم (قدس الله أسرارهما) لذا يستجاب الدعاء الذى يرفع إلى الله فى هذا المكان ، هذا المكان ليس مسجدا بمعنى الكلمة ولكنه حفيرة على الأرض ، وكان مكان التجلى للجنيد وقد سبق ذكره فى موضوع جبل أبى قبيس.

الأثر الخامس والأربعون : مسجد الإجابة :

يقع هذا المكان بالقرب من مكان يسمى (ثنية الأذاخر) الواقع على يسار الذاهب إلى منى أى فى مكان يقال له «معابدة» فى الناحية الشامية لمكة المكرمة ، وعلى يسار من يستقبلون «ثنية الأذاخر» وإن كان لم يبق أثر لخرائبه ؛ إلا أن فوق أرضه حجر قد حك عليه عبارة (إنه مسجد الإجابة) ، ويحتمل أن يكون المحل

٤١٦

الذى يوجد فيه ذلك الحجر مكان مسجد الإجابة.

وقد بنى فوق أرضه فى سنة (٧٢٠ ه‍) مسجد لطيف مازال قائما. وأخذ العربان يبنون حول هذا المكان المنازل والبيوت حتى تحول إلى حى مما يؤيد رأى الأهالى فى كون هذا المكان ساحة مسجد الإجابة.

يروى :

أن النبى صلى الله عليه وسلم قد صلى صلاة العصر على أرض خالية لمسجد كائن فى مكان يطلق عليه كندرة فى زقاقه القطب.

وقد بنيت فوق هذه الأرض محال ومنازل ولما لم يسترح سكانها حين إقامتهم فيها وترك المكان خاليا ، ثم حولت إلى مسجد. وفى (محاطة) و (قرن مقلة) أرض مسجدين ، ويروى أن هذه الأماكن كانت بيعته لأهل مكة يوم الفتح كما يروون أن المسجد الذى فى داخل مستشفى الغرباء من المساجد المأثورة.

الزوايا الشريفة

إفادة خاصة :

فى مكة المعظمة زوايا شريفة وإنها مجمع أولياء الله الصالحين والروحانيين ، لذلك بينا أسماءها وأماكنها حتى نسهل لمحبى زيارتها طريق زيارتها فى الجدول الآتى :

الزوايا

الأسماء

الجهات

١ ـ

على القارى

بابها متصل بمقبرة المعلا والحجون.

٢ ـ

الشيخ عبد الوهاب الكبير

فى مكان يطلق عليه حجون.

٣ ـ

الشيخ عبد الوهاب الصغير

فى شعبة النور من مقبرة المعلا.

٤ ـ

ابن عليوان

فى المقبرة السلمانية فى المعلا.

٥ ـ

العباسيين

فى الجهة الغربية لمكان يسمى تقا.

٦ ـ

العبادى

فى المحل المسمى فلق.

٧ ـ

الرفاعى

فى الجهة الغربية لسوق المعلى.

٤١٧

الزوايا

الأسماء

الجهات

٨ ـ

الامام النسفى

فى الجهة الغربية لسوق المعلى.

٩ ـ

على البدرى

فى الجهة الغربية لشعب عامر.

١٠ ـ

عبد القادر الكيلانى

فى الجهة الغربية للمدعى.

١١ ـ

الإمام الطبرى

فى موضع سوق الطبرى فى مدعى.

١٢ ـ

الشيخ السمان

فى الجهة الغربية لباب الزيادة.

١٣ ـ

العادلى

فى حى الشامية.

١٤ ـ

أحمد البدرى

فى جودرية.

١٥ ـ

صاحب الجوهرة السلطانى

فى اتصال معسكر «غيرتيه»

١٦ ـ

تاج الدين

فى الجهة الغربية من جب الهندية.

١٧ ـ

الشيخ المسافر

فى حى الشبيكة.

١٨ ـ

عيد روسى

فى حى الشبيكة.

١٩ ـ

المحجوب

فى حى الشبيكة.

٢٠ ـ

خالد بن الوليد

فى الجهة الغربية لحارة الباب.

٢١ ـ

الشاه محمود

فى الجهة الغربية لجرول.

٢٢ ـ

شهداء الفتح

فى مقبرة الشهداء.

٢٣ ـ

سيدنا عمر الفاروق

فى الجهة اليمانية لجبل عمر.

٢٤ ـ

سيد الحداد

فى الجهة اليمانية من جياد.

٢٥ ـ

محمد بن عيسى

كائن فى الصفا.

٢٦ ـ

الشيخ الجزولى

مؤلف دلائل الخيرات فى القشاشية.

٢٧ ـ

بهاء الدين

واقع فى سوق الليل.

٢٨ ـ

الشيخ هارون

فى لصق دائرة الإمارة فى سوق الليل.

٢٩ ـ

الشيخ الشاذلى

فى وادى شطا فى حى القلعة.

* * *

٤١٨

يقول المؤرخ الأزرقى فى تاريخه أن عدد جبال مكة المكرمة يبلغ اثنى عشر ألفا وكتب مؤلف «البحر العميق» أن قمم الجبال التى ذكرها الأزرقى تميل ناحية مكة المكرمة وكعبة الله كأنها تسجد ، وهذه الحقيقة تتضح لمن يلقى نظرة على الكعبة من فوق قمة ثبير ، ويذكر أنه قد تحقق من ذلك بنفسه.

يقول ابن النقاش من المفسرين الكرام أن صدور هذه الجبال تكنز الذهب والفضة وكثيرا من المجوهرات الأخرى وستنكشف لمن وعد من الله ـ سبحانه وتعالى ـ وكتب أغلب المؤرخين مقالات طويلة فى أوصاف هذه الجبال ومدحها والثناء عليها ولشدة الأسف قد نسيت أسماء هذه الجبال مع مرور الزمن ، وغفل الناس عن فضائلها لذا فنحن اكتفينا بذكر أشهرها.

الأثر السادس والأربعون : جبل أبى قبيس :

جبل أبى قبيس أحد الأخشبين وقد سمى بهذا الاسم نسبة لأحد الحدادين من قبيلة «مذحج» الذى صعد فوق هذا الجبل ونصب خيمة وأقام فيها. وهذا الجبل يقع فى الجهة الجنوبية التى تميل إلى الشرق من البيت الحرام ، أى فوق جبل الصفا المقدس الذى يقع فى الجهة الشرقية من مكة المكرمة ، ويروى أنه أقدم الجبال خلقا.

نظم

لعدم ثبات الأرض جعل ذو الجلال

جعل فى كل ناحية الجبال

أول جبل على وجه الأرض استقر

كأنه الفص فى الخاتم قر

وقد زين أكثر من نصف هذ الجبل بالمنازل ، واستقر فوق ذروته مسجد يسمو

٤١٩

نحو السماء ، وبما أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد حفظ الحجر الأسود على قمة هذا الجبل قد عرف قديما بجبل الأمن ، ويروى المؤرخون فى سبب التسمية ثلاثة أقوال :

الأول : ما ذكر من أن الحداد قد أقام فوق قمته.

السبب الثانى : أن الجبل المذكور أخبر إبراهيم ـ عليه السلام ـ بوجود الحجر الأسود فيه.

والسبب الثالث : أن قبيس قد فرق بين عمرو بن مضاض وعشيقته «منية» وقطعت «منية» صلتها بعمرو الذى كان يحبها حبا جنونيا فنذر أن يقتل قبيسا ، ويقضى عليه وكان قبيس قد اطلع على نذر عمرو بقتله ، فهرب من خوفه إلى جبل أبى قبيس ، ولم يعد مرة أخرى فسمى الجبل بجبل أبى قبيس.

والقول المصدق لدى الجمهور هو القول الأول أما القولان الآخران فلا يعتد بهما لدى أهل مكة ، وخلق هذا الجبل قبل الجبال الأخرى ، ووقعت معجزة شق القمر فوق هذا الجبل. وبناء على أشهر الأقوال ، أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قد دعا الناس للحج من فوق قمة هذا الجبل. ومن الأقوال الموثوقة أن الكعبة الشريفة ستزين مثل العروس فوق هذا الجبل مسجد بدون مئذنة من قبل «إبراهيم القيس» وكل واحد من طولى أرضه ثلاثون قدما ، وكل واحد من عرض أرضه عشرون قدما ، وقد عمره فى سنة ٩٧٧ أحد الخيرين من الهنود ، وأضاف له مئذنتين وقبة.

وقد صلى النبى صلى الله عليه وسلم على ساحة هذا المسجد فى يوم فتح مكة ، كما أن بلالا ـ رضى الله عنه ـ قد أذن فوقه فى ذلك اليوم البهيج ، وموقع محراب هذا المسجد هو المكان الذى وقف فيه بلال للأذان كما أن المكان الذى أمامه حيث توجد حجرة هو المكان الذى حفظ فيه الحجر الأسود فى طوفان نوح ـ عليه السلام ـ وعلى قيد (٢٠٠٠) خطوة من الجهة الشرقية لذلك المسجد مرتفع محاط بشىء قديم ، ولكن أحد أصحاب البر والإحسان بنى حوله فى سنة ١٢٩١ ه‍ جدارا فى ارتفاع ذراع ، ونصف وهكذا حفظه من كل سوء.

٤٢٠