موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٢

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ٢

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤

٢ ـ باب النبى :

ويطلق على باب النبى باب النساء وباب الجنائز أيضا. وإن لهذا الباب عقدين و ٢٤ شرفة ، وخربت هذه الشرفات القديمة ، وعند تجديد الباب اكتفى بتجديد الشرفات فقط ، والشرفات الحالية من آثار التعمير الجديد ، وبما أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يشرف دار السيدة خديجة ـ رضى الله عنها ـ خارجا من هذا الباب سمى بباب النبى.

٣ ـ باب العباس :

أسس باب العباس على ثلاثة عقود ويعرف بباب الجنائز أيضا ، وبما أنه كان يقابل دار العباس بن عبد المطلب لذا سمى فى وقتنا هذا باب العباس ، وما يطلق عليهما الميلان الأخضران قد وضعا خارج هذا الباب.

٤ ـ باب على :

لباب على ثلاثة عقود و ١٥ شرفة. ويشتهر بين المؤرخين بباب بنى هاشم ، وجدد على أكمل وجه ، إلا أن كتب التاريخ تخبرنا بأن حالته القديمة كانت فى شكل أكثر نظاما ومتانة.

الأبواب الجنوبية

١ ـ باب بازان ٢ ـ باب البغلة ٣ ـ باب الصفا ٤ ـ باب الجياد ٥ ـ باب مجاهد ٦ ـ باب مدرسة الشريف عجلان ٧ ـ باب أم هانئ.

لكل واحد منها تسع درجات داخلية وخمس درجات خارجية.

١ ـ باب بازان :

وقد اشتهر هذا الباب بباب بازان لقربه من البئر الذى يطلق عليها عين بازان ، وكان يطلق عليه فى الجاهلية باب بنى عائذ كما هو مذكور فى كتب التاريخ القديمة. ولباب بازان عقدان و (١٦) شرفة وقد جدد على شكل جميل.

٢٦١

٢ ـ باب البغلة :

وكان يطلق على هذا الباب فى صدر الإسلام باب بنى سفيان بن أسد وباب الخياطين. ولباب البغلة عقدان وبدون شرفة.

٣ ـ باب الصفا :

وكان أصل اسمه باب بنى مخزوم ، وهو مواجه لباب الصفا لذا أطلق عليه باب الصفا ، ولهذا الباب ٥ أكمار و ٣٩ شرفة. ومن ينظر إلى شكله يتأكد أن هذا الباب أعظم أبواب الحرم الشريف من حيث الشكل ومتانة البناء والحسن والكبر.

٤ ـ باب الجياد :

لباب الجياد كمران و ١٩ شرفة ، وقد جدد على شكل جديد ، يطلق على هذا الباب بين الأهالى باب الجياد الصغير.

٥ ـ باب مجاهد :

لباب مجاهد كمران و ٢٠ شرفة ، وباب الرحمة ، اسم آخر لهذا الباب ، وهذا الباب قد جدد تماما مثل باب الجياد. بما أن هذا الباب أو باب الجياد كانا ينسبان لقبيلة بنى مخزوم فكان أفراد هذه القبيلة يدخلون ويخرجون من هذين البابين.

٦ ـ باب مدرسة الشريف عجلان :

ولهذا الباب كمران وعشرون شرفة ، وكان فى القديم يسمى بباب بنى تميم وباب العلاقين ، وبما أنه كان متصلا بالمدرسة التى بناها الشريف عجلان اشتهر بباب مدرسة الشريف عجلان ، وجدد على شكل فى غاية الجمال.

٧ ـ باب أم هانىء :

كان اسم هذا الباب قديما باب ملاعين وباب الولوج وباب العروج وباب

٢٦٢

الجياد الكبير (١) وباب أبى جهل. وبما أنه كان متصلا بدار أم هانئ بنت أبى طالب ـ رضى الله عنها ـ أطلق عليه فيما بعد اسم باب أم هانئ ، وعندما جدد عمّر بطريقة متينة وله كمران وثلاث عشرة شرفة.

كانت دار أم هانئ متصلة بالجهة الجنوبية ، ويسار هذا الباب وفى النهاية بنى على أرضها مدسة (٢) ، وبما أن معجزة المعراج قد وقعت فى الليلة التى كان النبى صلى الله عليه وسلم نائما فى هذه الدار لذا فزيارة هذه الدار واجبة لعشاق محمد صلى الله عليه وسلم ، أم هانئ المشار إليها أخت سيدنا على وكريمة عم النبى صلى الله عليه وسلم ، أبى طالب ، اسمها الحقيقى هند أو جميلة أو عاتكة أو حمامة أو رملة أو فاطمة أو فاختة ولكنها اشتهرت بكنيتها لابنها هانئ من زوجها هبيرة بن عمرو المخزومى ، وقد هرب هبيرة بن عمرو فى يوم فتح مكة رافضا الإسلام إلا أنه دخل فى الإسلام فى نفس اليوم. وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم ، ٤٦ حديثا.

ولما كان زوج أم هانئ مشركا عزم على البقاء فى مكة فأراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يطيب خاطرها بعرض شرف الزواج به إلا أنها اعتذرت عن الزواج خوفا من عدم قيامها بواجبات الزوجة لكثرة أولادها.

الأبواب الغربية :

الأبواب الغربية هى ١ ـ باب خزورة ٢ ـ باب إبراهيم ٣ ـ باب العمرة.

ولكل هذه الأبواب ٤ درجات خارجية ١١ درجة داخلية.

١ ـ باب حزورة :

وله كمران وليست له شرفات ، وبما أنه لم يكن فى حاجة للتعمير ترك على

__________________

(١) الأجياد الصغيرة والكبيرة اسم حيين فى مكة ويقال فى سبب تسميتهما روايتان :

الأولى : تربية الجياد الأصيلة فى هذا الحى وعلى هذا التقدير يلزم أن يكون لفظ أجياد جمع كلمة «جيّد».

الثانية : فى يوم ما قطعت فى هذين الحيين أعناق مائة رجل وعلى هذا يلزم أن يكون جمع كلمة «جيد».

(٢) وإن كان هذا المكان قد تحول إلى المدرسة إلا أن أكثر مدارس مكة قد تحولت إلى وكالات ، كذلك هذه المدرسة وأجرت. وبينما كنت فى مكة كان يسكن فى مدرسة أم هانئ مفتى الشافعية أحمد دحلان وكان منزلا طويلا جميلا وقد بنى أمامه والى مصر الأسبق محمد على باشا مبنى كبيرا.

٢٦٣

حاله القديم ، وحزورة اسم والدة وكيع بن سلمة من أمراء مكة المكرمة ، عندما توفيت أم وكيع دفنها بالقرب من ذلك الباب ؛ ولذلك اشتهر هذا الباب بباب حزورة. وكان اسمه القديم باب بنى حكيم بن حزام ، باب بنى الزبير بن العوام وباب الخزاميه وأطلق عليه مؤخرا اسم باب حزورة ، وفيما بعد باب الوداع وعند البعض كانت حزورة اسم سوق فى الجاهلية وعندما وسعت ساحة المسجد الحرام ضمت أرض هذه السوق إلى المسجد الحرام ، ولما بنيت مئذنة باب الوداع على ساحة هذه السوق فقيل للباب الذى كان متصلا بالمئذنة باب حزورة.

ويقال فى رواية أخرى إن (وكيع) بن سلمة كان والى مكة واقتضى الأمر أثناء ولايته تعمير بعض أماكن الحرم الشريف ، ولما كلف بأعمال البناء بنى لنفسه بجانب باب حزورة قصرا خاصا به ، وقد اعتاد أن يقيم فى هذا القصر من حين لآخر لأداء مهمته ، وكان قد عين غلاما يسمى حزورة لحراسة هذا القصر لذا اشتهر ذلك الباب باسم هذا الغلام ، وبما أن الحجاج يخرجون من هذا الباب بعد أداء طواف الوداع كان ذلك سببا بتسميته بباب الوداع ، ومن الأصول المرعية الآن أن يغادر الحجاج مكة المكرمة بعد إتمام طواف الوداع بشرط ألا يدخلوا الحرم الشريف بعد ذلك.

من معتقدات الأداء والمطوفين أن الشخص الذى يتم طواف الوداع عند باب الوداع ، ثم يعود من داخل الحرم إلى باب إبراهيم ويخرج منه ثم يسافر إلى بلاده فهذا يجعل هذا الحاج يعود مرة أخرى لأداء الحج ، هذا العمل من الأمور المجربة والذين يراعون هذا النظام لابد أن يعودوا مرة أخرى لأداء الحج ، ومن الأمور التى لا تحتاج إلى الدليل أو البرهان أن الأشخاص الذين يرون تلك الأماكن المقدسة رؤية العين يتمنون أن يروا تلك الأماكن مرات عديدة.

ولذا يخرج الأدلاء الحجاج من باب إبراهيم.

وأنا مؤلف هذا الكتاب وإن كنت ودّعت البيت خارجا من ذلك الباب ،

٢٦٤

ولكننى إلى الآن لم أنل أملى فى زيارة بيت الله مرة أخرى. وأسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يقدر لى ذلك.

٢ ـ باب إبراهيم :

كان يقال لهذا الباب باب إبراهيم أبو عبيدة البكرى ، ويشتهر باسم شخص كان يمارس الحياكة بجانبه اسمه إبراهيم ، وكان الشيخ سعد الدين الإسفرائينى صاحب كتاب نسبة الأعمال ومؤلفه مقتنعا أن الحائك إبراهيم كان من أصفهان ، ولكن بعض الأفاضل قالوا إن المقصود بإبراهيم هنا هو حضرة الخليل (عليه السلام) ، ولكن الإمام الأزرقى سمع هذا القول قائلا إن الباب المذكور كان معروفا بباب الخياطين عند الأوائل ، وبناء على ادعاء الإمام الأزرقى أن اسم ذلك الباب كان باب الخياطين قديما وكان له مدخلان وبنى أخيرا فى عهد السلطان الغورى فوق كمرتين قصر مشيد ، وعند عمارته قد جدد طبقا لشكله القديم وله الآن مدخل ذو كمر واحد والقصر الذى فوقه خصص لإقامة رؤساء السادات.

٣ ـ باب العمرة :

إن لهذا الباب كمر وثمانى شرفات وكان اسمه القديم باب بنى سهم ، وبما أنه أصبح من عادة البلد أن يخرج ويدخل الحجاج الذين يذهبون إلى التنعيم من هذا الباب يسمى ذلك الباب بباب العمرة ، وقد جدد على أجمل شكل وأحسن هيئة.

الأبواب الشمالية

الأبواب الشمالية وهى : ١ ـ باب السدة ٢ ـ العجلة ٣ ـ باب القطبى ٤ ـ باب دار الندوة الزائد ٥ ـ باب الدريبة.

ولكل واحد من هذه الأبواب ثلاث عشرة درجة داخلية وأربع درجات خارجية.

٢٦٥

١ ـ باب السدة :

كان يطلق على هذا الباب قديما باب عمرو بن العاص ، الباب العتيق ، والآن يعرف باسم (باب السدة) ، وله ثمانى شرفات وكمر واحد وعند تعمير الحرم الشريف قد هدم تماما وبني من جديد.

٢ ـ باب العجلة :

يعرف هذا الباب بباب البسيطة أيضا لوجوده متصلا بمدرسة عبد الباسط. وله كمر واحد وتسع شرفات وقد بنى من جديد فى عصر السلطان سليمان خان.

٣ ـ باب القطبى :

إن هذا الباب مبنى تحت كمر واحد وفى الجهة الغربية من باب الندوة الزائد ، وبما أنه لم يكن فى حاجة إلى الترميم ترك على حاله القديم.

٤ ـ باب الندوة الزائد :

لهذا الباب كمران و ٢٢ شرفة ، ويقع بالجانب الشمالى لباب القطبى ، وقد أضاف قاسم بك الذى كان أمين البناء عند بناء المدارس الأربع السليمانية كمرا آخر فتغير شكله القديم. وعندما كان يجدد الحرم الشريف انهارت تلك الأكمار الثلاثة فبنى على كمرين وفق الرسم القديم ، وصنع له اثنين وعشرين شرفة بغية التزيين.

وبما أن شيبة بن عثمان قد اعتاد أن يدخل ويخرج من ذلك الباب قد عرف فى الأول «بباب دار بنى شيبة بن عثمان».

٥ ـ باب الدريبة :

إنه باب تحت مبانى المدرسة السليمانية ذو كمر واحد وقريب من باب السلام وفى اتصال المدرسة السليمانية. وقد جدده أمين بناء المدرسة السليمانية على كمر واحد.

٢٦٦

الصورة الخامسة

تعريف مفصل لمآذن المسجد الحرام

وعددها ومقدميها وعدد مآذن مكة المعظمة وأماكن وجودها

للمسجد الحرام سبع مآذن فى زماننا وتسمى مئذنة ، باب العمرة ، ومئذنة باب السلام ، ومئذنة باب على ، ومئذنة باب الوداع ، ومئذنة باب الندوة الزائدة ، ومئذنة قايتباى ، ومئذنة السليمانية ، وجميع هذه المآذن موجودة الآن ويؤذن فوقها الأذان المحمدى.

١ ـ مئذنة باب العمرة :

وإن لم ليكن معروفا الذى بنى مئذنة باب العمرة إلا أن أول من جددها (١) هو أبو جعفر المنصور الدانقى من خلفاء بنى العباس. وقد أصلحها ودعمها محمد الجواد بن على بن منصور الأصفهانى وزير صاحب الموصل فى سنة مائة خمس وخمسين ، وهدمها السلطان سليمان خان فى سنة (٩٣١) وجددها السلطان مراد الثالث ، وكان شكلها قبل هدمها مثل مآذن مصر القاهرة إلا أنها كانت قديمة فهدمت حتى أسسها الأرضية ، وبنيت على طرز مآذن الممالك الرومية ، وللمئذنة الجديدة شرفتان وعلى شكل مسدس وفى غاية الجمال من حيث البناء.

وفى عهد الإمام الفاكهى كان رئيس مؤذنى الحرم الشريف يبدأ الأذان من مئذنة باب العمرة ، وكان مؤذنو سائر المآذن يقتدون به واستمرت هذه الحالة إلى عهد تقى الفاسى المكى من المؤرخين الكرام ، وأخذ المؤذن الإمام من ذلك العهد يؤذن من فوق مئذنة باب السلام والآخرون يقتدون به ، وفى عصرنا هذا يؤذن

٢٦٧

رئيس المؤذنين الشافعى المذهب من المحفل الشافعى الكائن فوق بئر زمزم وبعده مؤذن باب الوداع ويقتدى بقية المؤذنين بهما.

والمنظومات الجميلة الحسنة الشاملة مثل التسبيح والتمجيد والتذكير والتوديع تجرى مثل ما هو مكتوب.

الأوراد التى تقرأ على المآذن فى الليالى

قد حصلت على نسخة تحتوى على الأوراد والأذكار التى تقرأ فوق مآذن الحرم الشريف قرب الصبح. ولما توقعت أن تكون مفيدة رأيت إدراجها وكتابتها.

* * *

٢٦٨

الصورة الصحيحة للذكر والتهليل

اللتين يقرؤهما المؤذنون فى آخر الليالى على مآذن الحرم الشريف

لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله (٣ مرات) ، لا إله إلا الله ولا نؤمن إلا بالله (٣ مرات) ، لا إله إلا الله ولا نتوكل إلا على الله (٣ مرات) ، لا إله إلا الله ولا نستعين إلا بالله (٣ مرات) ، لا إله إلا الله أمانا وخوفا من عذاب الله (٣ مرات) ، لا إله إلا الله يا قومنا أجيبوا داعى الله (٣ مرات) ، لا إله إلا الله الكريم الذى إذا سئل أعطى إذا استعين أعان لا إله إلا الله الحكيم الكريم الذى إذا قطر قطرة من بحر جوده وكرمه ملأ بها الأكوان.

لا إله إلا الله الحكيم الكريم الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، لا إله إلا الله يا سعادة من قام من منامه ولذيذ أحلامه وذكر الله العظيم بقلبه ولسانه ، وقال لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله النبى الصادق الفاتح الخاتم ، وسيلتنا العظمى إلى الله يوم العرض على الله ، هذه الشهادة عليها نحيا وعليها نموت وبها نبعث إن شاء الله من الآمنين الفائزين المستبشرين برحمة الله وكرمه ، ما شاء كان وما لم يشأ ربنا الكريم لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

إخطار :

فى ختام التكبير سالف الذكر يقرأ الاستغفار الذى سيكتب فيما بعد ، وبعد الاستغفار يدور بالمئذنة عشرين مرة وفى كل دورة يقرأ التسابيح الشريفة وعقب الدورة العشرين يؤذن أذان الصباح. انتهى.

٢٦٩

الصورة الشريفة للاستغفار

أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه ، وأسأله التوبة والمغفرة لى ولوالدى ولمن أحسن لى ولمن أساء إلى ولأصحاب الحقوق على ، ولجميع المؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا يا رب سميع قريب مجيب الدعوات ، القائل تعالى فى محكم الآيات البينات على لسان محمد سيد السادات (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (التوبة : ٢١ ـ ٢٢).

١ ـ تسبيح الدورة الأولى :

سبحانه وتعالى إله عزيز جبار وملك عفو غفور قوى قادر مقتدر قهار.

للذنوب غافر

وللعيوب ساتر

وللقلوب المنكسرة جابر وناصر

سبحانه وعلى الجبابرة ملك جبار

٢ ـ تسبيح الدورة الثانية :

سبحان من أوهب الليل وأوجد النهار

وأظهر العلامة وشعشع الأنوار

الرعد يسبحه بصوته الهدار

والبرق يلمع من خيفته كلما أومض واستنار

يتجلى ربنا فى الأسحار

وينادى المنادى جلّ المنادى

أيا عبادى! أنا الغفار

يا عبادى! أنا الستار

٢٧٠

يا عبادى! أنا القهار

يا عبادى! أنا خالق الليل والنهار

العارفون واقفون على قدم الخوف والافتقار

لا يستقر لهم قرار

كلما جدوا وجدوا وكلما جاهدوا

شاهدوا جمال وكمال من لا تدركه الأبصار

٣ ـ تسبيح الدورة الثالثة :

سبحان من لا تدركه الأبصار

ولا تحيط بعظمته الأفكار

ولا يغيره الليل ولا يبدله النهار

وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير

الحليم المنعم الستار وهو مولانا

ومولاكم ، فنعم المولى ونعم النصير

٤ ـ تسبيح الدورة الرابعة :

أحاط ربنا الكريم بكل شىء علما

ووسعت رحمته كل شىء عددا وكرما

ومغفرة منه وحلما

سبحانه رفع السماء قدرته

وبسط الأرضين بحكمته

وأجرى السماء

وعلم آدم الأسماء

سبحانه أحصى كل شىء عددا

٢٧١

٥ ـ تسبيح الدورة الخامسة :

يقول إله العرش جل جلاله

لعبد نشأه فى العبادة انتشاء

تذكر جميلى مذ خلقتك مضغة

ولا تنس تصويرى ولطفى فى الحشاء

وسلم إلى الأمر وأعلم بأننى

أنفذ أحكامى ، وأفعل ما أشاء

(إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٥) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ) آل عمران (٥ ـ ٦).

٦ ـ تسبيح الدورة السادسة :

فعال لما يريد قادر ربنا الكريم على ما يشاء

له الملك والقضاء

وله الحمد والثناء

وله العزة والبقاء

وبيده الخير والجود والتوفيق والعطاء

ونسأله العفو عما سلف ومضى

وهو سريع الرضا

سبحانه لا دافعا لله فيما قضى.

٧ ـ تسبيح الدورة السابعة :

كن عن همومك معرضا

أسلم سلم أمورك للقضاء

وابشر بخير عاجل

تنسى به ما قد مضى

٢٧٢

فلربما اتسع المضيق

وربما ضاق الفضا

ولرب أمر متعب لك فى عواقبه رضا

الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى

الله يفعل ما يشاء

فلا تكن معترضا

٨ ـ تسبيح الدورة الثامنة :

يا من إذا أبصرنى معرضا

وليس فعلى عنده مرتضى

بحرمة التوحيد ويا سيدى! يا رب : أنت

الذى تسمع لى بالرضا

دبر أمورى أنا وجميع المسلمين ، يا رب!

يا من إذا دبر أمرا قضى.

٩ ـ تسبيح الدورة التاسعة :

يأيها الراضى بأحكامنا

لا بد أن تحمد عقبى الرضا

فوضى إلينا الأمر مسلما

فالراحة العظمى لمن قد فوضا

إن تعلقت بأسبابنا

فلا تكن عن بابنا معرضا

من كل من يأتى وما قد مضى

لا ينعم المرء

حتى يرى الخيرة فيما مضى.

٢٧٣

١٠ ـ تسبيح الدورة العاشرة :

العمر ولى والزمان قد انقضى

أترى يسامحنا الكريم بما مضى

وعلى دين قد عجزت عن الوفاء.

ومتى ديونى يا إلهى تقتضى؟

وأفوز من ذاك الجناب بنظرة

وأرى سواد الصحف أصبح أبيضا

يا قلب مالك راحم إلا الذى

لما أسأت وثبت عامل بالرضا

يا قلب لا تغفل إذن عن بابه

إياك عن أبوابه أن تعرض

لو كنت لازمت الوقوف ببابه

لكساك من إحسانه حلل الرضا

لكن غفلت وبات طرفك نائما

يا ليته عن ربه لا يغمضا

١١ ـ تسبيح الدورة الحادية عشرة :

إليك بسطت الكف ، أسألك الرضا

أنت الذى تعفو وتغفر ما مضى

أنت الذى ترجى لكل مهمة

إذا ضاقت الأفلاك متسع الفضا.

١٢ ـ تسبيح الدورة الثانية عشرة :

أتيت إلى مولاى أسأله الرضا

ووقفت على أبوابه متعرضا

وقدمت تقصيرى وذلى وفضاحتى

وما كان منى فى الزمان الذى مضى

٢٧٤

فعاملنى مولاى بلطف

وقال لك البشرى غفرت الذى مضى

فمن مثله فى الكون يخشى ويرتجى

إذا ضاق بالملهوف متسع الفضا

يعذب تعذيبا ويعفو تكرما

وليس للمخلوق أن يتعرضا

ويا سيدى قد ضاع عمرى باطلا

وولى زمانى فى المعاصى وانقضى

فإن كان ذنبى عن جنابك معرضا

فعفوك يأتى بالأمان وبالرضا

ومالى شفيع غير جاه محمد

نبى الهدى أزكى رسول ومرتضى

عليه سلام الله ما هبت الصبا

وما لاح نجم فى السماء وقد أضا

١٣ ـ تسبيح الدورة الثالثة عشرة

لا دافعا لله فيما قضاه وحكم

ولا مانعا له فيما أعطاه وقسم

ربنا يفعل فى ملكه ما يريد

وبحكم فى خلقه بما يشاء ويرضى

جل سبحانه فسبحان الله

١٤ ـ تسبيح الدورة الرابعة عشرة :

ليس لله شريك فى الملك

ولا مدبر له فى الأمور

لا يرجو ثوابا

٢٧٥

ولا يهاب عقابا

ولا على باب جوده وكرمه حاجبا ولابوابا

كل نعمة من الله الكريم فضل

وكل نعمة منه عدل

ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون

١٥ ـ تسبيح الدورة الخامسة عشرة :

لا إله إلا الله تبارك

وتعالى واحد مفرد فى ملكه

لا شريك له ولا صنو له ولا ند له

هو الحنان المنان الرحيم الرحمن

الذى لا إله إلا هو الحى

جل الباقى سبحانه وما سواه

١٦ ـ تسبيح الدورة السادسة عشرة :

يا رب عفوك أسأل حلمك أسال

جودك أسال رضاك أسال

وبسيدنا محمد أتوسل

يا رب عبد ضعيف واقف ببابك يسأل

وبالذنوب مثقل اغفر ذنوبى

وسامح يا خالقى وتفضل.

١٧ ـ تسبيح الدورة السابعة عشرة :

قم فى الدّياجى وناجى مولاك ما شئت فاسأل

وادع بقلب سليم لعلك تنجو وتقبل

واصف وصافى ووحّد مولى علينا أنعم وتفضّل

معطى العطايا كريم بالخير أنعم فأجزل

٢٧٦

١٨ ـ تسبيح الدورة الثامنة عشرة :

سبحان من أنعم فأجزل

حكم فعدل ولم يبخل

وجاد ربنا الكريم على عباده وتفضل

يقول القائل فى حق عظمته ولا يتأول

سبحان ربنا الحليم الكريم

العظيم هو الأول

١٩ ـ تسبيح الدورة التاسعة عشرة :

يا أول قبل كل أول

وآخر ، ما له محول

سبحان الكريم فلا يبخل

سبحان القديم فلا يتحول

يا رب عبد ضعيف واقف بالباب يسأل

أنعم علينا بجودك وإحسانك يا خالقى وتفضل

يا من هو قبل كل أول.

٢٠ ـ تسبيح الدورة العشرين :

أول بلا بداية

وآخر ما له نهاية

سبحان رب البرايا

سبحان معطى العطايا

سبحان كاشف الضر والبلايا

سبحان من له اللطف والعناية

وبيده الخير والجود والتوفيق والهداية

سبحان من له فى كل شىء آية

٢٧٧

تدل على أنه هو (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد : ٣) ، (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (الزمر ٧٥) ، (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب : ٥٦).

لازمة

قد اتخذ الجهر بالتسبيح عادة متبعة فى عهد موسى (عليه السلام) واستمرت هذه العادة الطيبة إلى عهد داود (عليه السلام).

وكان داود (عليه السلام) يعين من يقومون بالتسبيح من ثلث الليل الأخير إلى طلوع الفجر ، واستمرت هذه السنة إلى أن خرب بيت المقدس ، وقد أبطل اليهود العمل بالشريعة اليهودية ، إذ قاموا ضد السيد المسيح رافضين دعوته ، وأوقفت هذه السنة الطيبة إلى أن اعتكف مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار الصحابى الجليل فى مسجد عمرو بن العاص فى مصر.

عين مسلمة فى سنة ٤٤٨ الهجرية واليا على مصر من (١) قبل معاوية فذهب فى حينه إلى مصر ، ورأى أن جامع عمرو بن العاص فى حاجة إلى تعمير وتصليح فعمره جيدا ، وألحق به مئذنة (٢) وعقب ذلك اعتكف فى المسجد إلا أنه انزعج من صوت الناقوس ، وقص ذلك لشرحبيل بن عامر الذى فكر فى حل فريد إذ أخذ يؤذن من منتصف الليل إلى الصباح ، إذ هو كان مؤذن المسجد ، وهكذا أبهج مسلمة بن مخلد ، ودامت هذه العادة إلى عهد أحمد بن طولون الذى عين أشخاصا كثيرين بأجر من الأوقاف ، ووضع سنة قراءة الذكر والتسبيح إلى الصباح ، ولما ترك صلاح الدين الأيوبى الحرية لمؤذنى المساجد ؛ أخذوا يسبحون ويذكرون وفق المذهب الأشعرى.

__________________

(١) ابن مخلد هو الحاكم الرابع المرسل إلى مصر من طرف بنى أمية.

(٢) هى أول مئذنة أنشئت فى الإسلام.

٢٧٨

وإن كان المؤذنون إلى الآن يذكرون ويسبحون من فوق المآذن فى مصر والشام إلا أنهم لا يؤذنون من المساء إلى الصباح كما كان يحدث فى عهد صلاح الدين ، بل يسبحون قبيل الفجر بقليل ، وفى مكة المكرمة يبدءون الذكر فى آخر الليل ، ولا توجد فى البلاد الإسلامية الأخرى عادة الذكر والتسبيح ، إلا أنهم يمجدون الله فى ليالى رمضان. «محاضرة الأوائل».

٢ ـ مئذنة باب السلام :

بانى هذه المئذنة غير معروف وكان المهدى بن منصور من الخلفاء العباسيين حينما وسع المسجد الحرام فى سنة (١٦٢) قد جدد هذه المئذنة أيضا جاعلا لها شرفتين ، إلا أن بعض المؤرخين ادعوا أن المهدى لم يجدد هذه المئذنة بل بناها إذ لم تكن هناك مئذنة من قبل.

ولما كانت هذه المئذنة قد خربت مع مرور الزمن هدمها الملك الناصر فرج بن برقوق وبناها من جديد فى سنة (٨١٠ ه‍) ، وجددها وعمرها السلطان مراد خان الثالث (٩٣٨ ه‍) ، ومازالت تلك المئذنة محتفظة بطرز بنائها الذى بناها عليه المشار إليه.

وهى مستديرة إلا أن قلنسوتها على طرز مآذن البلاد العربية ، وعلمها مثل أعلام مساجد إستانبول ، لذا كان شكلها غريبا.

خبر مهم

إن وجود هلال على قلنسوات المآذن ليس من الأمور الشرعية بل هو عادة اتخذت من قبل ظهور الإسلام ، وقد صادف هجوم الملك فليبوس أبى الاسكندر الأكبر على مدينة إستانبول الليلة التى طلع فيها الهلال ، وسر سكنتها من هذا وعدوا طلوع الهلال فألا حسنا ، فأصبح من عاداتهم اتخاذ رسم هلال على أعلامهم ، وانتقلت هذه العادة إلى القياصرة ، وبعدهم إلى سلاطين المسلمين فاتخذوا هلالا على راياتهم وعلى قمة قلنسوات المآذن ، وقد انتشرت هذه العادة بالتدريج فى جميع الممالك الإسلامية. انتهى.

٢٧٩

٣ ـ مئذنة على (١) :

وإن كان باب على مجهولا ، إلا أنها كانت قديما ذات شرفة واحدة ، وقد عمر المهدى العباسى مئذنة باب على حينما عمر مئذنة باب العباس فى سنة (١٦٢ ه‍). وإن أشار بعض المؤرخين أن بانى هذه المئذنة هو المهدى العباسى إلا أنهم لم يستطيعوا أن يؤيدوا أقوالهم بأدلة قوية. وانهارت تلك المئذنة بفعل الزمان ، وبناها السلطان سليمان بحجر الشمليس الأصفر على طرز مآذن بلاد الروم بعد أن هدمها تماما ، وهى الآن على ذلك الشكل.

٤ ـ مئذنة باب الوداع :

بناها المهدى العباسى من خلفاء بنى العباس. وهى ذات شرفتين وقد عمرت المئذنة فى عهد شعبان بن حسين صاحب الموصل جزءا فجزءا ، وفى سنة (٧٧١ ه‍) انهارت هذه المئذنة من نفسها دون أن تسبب أضرارا لأحد. وقد بدأ حاكم الموصل أشرف بن شعبان فى تجديدها فى نفس السنة ، وأتمها فى شهر المحرم الحرام سنة (٧٧٢ ه‍) وعمرت فى سنة (٩٨٣ ه‍) فى عهد السلطان مراد خان الثالث ، ومازالت محتفظة بشكلها الذى صنعت عليه ، وهى مثمنة الشكل غاية فى الجمال.

٥ ـ مئذنة باب الزيارة :

بانى مئذنة باب الندوة الزائد هو المعتضد بالله العباسى وهى ذات شرفتين.

وقد هدمها الملك الأشرف برسباى المصرى فى سنة (٨٣٨ ه‍) وبناها من جديد وعمرها وأصلحها السلطان مراد خان الثالث فى سنة (٩٨٣ ه‍) تصليحا جيدا ، ومازالت قائمة على حالها بعد أن عمرت وأصلحت.

__________________

(١) نسبة إلى سيدنا على بن أبى طالب (رضى الله عنه).

٢٨٠