وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]

وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٨
الجزء ١ الجزء ٢

(وَرَبَتْ).

انتفخت.

وقيل تضاعفت ، وقيل : ارتفعت وطالت ، كما قال الفرزدق :

٧٦٤ ـ لجارية بين السّليل عروقها

وبين أبي الصهباء من آل خالد

٧٦٥ ـ أحقّ بإغلاء المهور من التي

ربت وهي تنزو في حجور الولائد (١)

(مِنْ كُلِّ زَوْجٍ).

من كل نوع ، وقيل : لون.

(بَهِيجٍ).

يبهج من رآه.

(ثانِيَ عِطْفِهِ). (٩)

لاوي عنقه ، ومعناه : التكبر ، كما قال الشماخ :

٧٦٦ ـ نبّئت أنّ ربيعا أن رعى إبلا

يهدي إليّ خناه ثاني الجيد

٧٦٧ ـ فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي

لا يعنفنّك إفراعي وتصعيدي (٢)

(لَيْسَ بِظَلَّامٍ). (١٠)

إنما جاء على بناء المبالغة ، وهو لا يظلم مثقال ذرّة ؛ لأنّ أقلّ قليل الظلم منه مع علمه بقبحه واستغنائه عنه كأكثر الكثير منا.

__________________

(١) البيتان في ديوانه ص ١٤٠ ؛ وفي ديوان جرير ص ٢٠ ؛ والأغاني ٩ / ١٨ ؛ والأفعال [استدراك] ٣ / ٦٠ ، ولم يقف المحقق عليهما. وهما تعريض بزوجته النوار وكانت أمها وليدة. والأول في شرح السبع الطوال لابن الأنباري ص ١٩ ، ولم ينسبه المحقق عبد السّلام هارون.

(٢) البيتان في ديوانه ص ١١٥. والأول في مجاز القرآن ٢ / ٤٦ ؛ والمعاني الكبير ١ / ٤٩٦ ؛ والاقتضاب ص ٤١٨. والثاني في اللسان والصحاح مادة : فرع ، وروح المعاني ٤ / ٩١ ؛ ونوادر أبي زيد ص ١٨٦.

٨١

سبب النزول أنهم لم يعرفوا وجوه التراب ، وأقدار الأعراض في الآخرة ، ولا ما في الدنيا من اختلاف المصالح باختلاف الأحوال ، فعدّوا شدائد الدنيا وضنك معيشة البعض ظلما.

(عَلى حَرْفٍ). (١١)

شك.

وقيل : على ضعف ، أي : في العبادة ، مثل القائم على حرف.

وما يلي الآية أحسن تفسير للعبادة على حرف.

(يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ). (١٣)

تقديره تأخير «يدعو» ، ليصح موضع اللام.

لمن ضرّه أقرب من نفعه يدعو. قال :

٧٦٨ ـ خالي لأنت ومن جرير خاله

ينل العلاء ويكرم الأخوالا (١)

أي : لأنت خالي ، فأخّر لام الابتداء.

وقيل : إنّ «يدعو» موصول بقوله :

(هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ). (١٢)

يدعو لمن ضرّه ، مبتدأ ، وخبره : (لَبِئْسَ الْمَوْلى).

(أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) (١٥)

أي : محمدا ، فليتسبب أن يقطع عنه النصر من السماء.

وقيل : هذا كما يقال للحاسد المغيظ : اختنق.

__________________

(١) البيت لم يعلم قائله. وهو في تفسير القرطبي ١٢ / ١٩ ؛ وشرح ابن عقيل ١ / ٢٣٧ ؛ واللسان مادة : شهرب ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ٣٢٣.

٨٢

وقال أبو عبيدة : إنّ النصر المطر ، من قولهم : أرض منصورة (١).

وسياق الآية ، وقوله : (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) يمنع من هذا القول.

(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ). (١٦)

أي : هذا الأسلوب الواضح ، والنظم المعجز.

أو : كما بيّنا لكم الآيات في خلقكم وأحيينا الأرض لأرزاقكم ، فكذلك هديناكم بما أنزلناه.

(إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ). (١٧)

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) خبره : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ). قال :

٧٦٩ ـ إنّ الخليفة إنّ الله سربله

سربال عزّ به ترجى الخواتيم (٢)

(هذانِ خَصْمانِ). (١٩)

أهل القرآن وأهل الكتاب.

وعن أبي ذر أنها نزلت في مبارزي بدر (٣).

(قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ).

أي : تحيط بهم النار إحاطة الثياب.

(يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ). (٢٠)

__________________

(١) راجع ما كتبناه في المقدمة عن ذلك : ١ / ٤٩ ، وانظر مجاز القرآن ، ٢ / ٤٦.

(٢) البيت لجرير يمدح عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك. وهو في تفسير القرطبي ١٢ / ٢٣ ؛ وديوان جرير ص ١٠٨. ويروى [تزجى] بالزاي وبالراء.

(٣) أخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي عن عليّ رضي الله عنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة. قال قيس بن عبادة : فيهم نزلت (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : هم الذين بارزوا يوم بدر عليّ وحمزة وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. انظر فتح الباري ٨ / ٤٤٣.

٨٣

يذاب.

وقيل : ينضج.

(كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها). (٢٢)

قيل : إنّ النار ترميهم إلى أعلاها حتى يكادوا يخرجون منها ، فيقمعهم الزبانية بالمقامع إلى قعرها.

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ). (٢٥)

عطف المستقبل على الماضي ، لأنه في تقدير : وهم يصدون. بمعنى : من شأنهم الصدّ كقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ)(١).

(سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ).

سواء رفع بالابتداء (٢) ، والعاكف خبره.

قال الشيخ عبد الحميد رحمه‌الله (٣) : إنّما صلح مع تنكيره الابتداء ، لأنه كالجنس في إفادته العموم ، الذي هو أخو العهد ، فكان في معنى المعرفة.

ـ ويجوز أن يكون «سواء» خبرا مقدّما على المبتدأ ، وهو العاكف.

أي : العاكف والبادي فيه سواء.

والعاكف : المقيم. والبادي : الطارىء.

ولهذه الآية لم يجوّز بيع دور مكة (٤).

__________________

(١) سورة الرعد : آية ٢٨.

(٢) قرأ «سواء» بالرفع جميع القراء إلا حفصا فقرأ بالنصب. الإتحاف ص ٣١٤.

(٣) تقدمت ترجمته ١ / ٢١.

(٤) قال الجصاص : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مكة حرّمها الله لا يحلّ بيع رباعها ، ولا إجارة بيوتها. وعن علقمة بن نضلة قال : كانت رباع مكة في زمان رسول الله وزمان أبي بكر وعمر وعثمان تسمّى السوائب ، من احتاج سكن ، ومن استغنى أسكن. وعن ابن عمر أنّ عمر نهى أهل مكة أن يغلقوا أبواب دورهم دون الحاج. ـ

٨٤

(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ).

أي : ومن يرد صدّا بإلحاد : ميل عن الحق ، ثمّ فسّر الإلحاد بظلم ، إذ يكون إلحاد وميل بغير بظلم ، فلذلك تكرّرت الباء.

(وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ). (٢٦)

قرّرنا ، وقيل : عرّفنا.

قال السدي : كان ذلك ريح هفافة كنست مكان البيت يقال الخجوج (١).

وقيل : سحابة بيضاء ، أظلّت على مقدار البيت.

(يَأْتُوكَ رِجالاً). (٢٧)

جمع الرّجل.

(وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ).

يأتين : ذهب به إلى معنى الرّكاب.

أو : قوله : (كُلِّ ضامِرٍ) تضمّن معنى الجماعة.

(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

__________________

ـ قال أبو حنيفة : لا بأس ببيع بناء بيوت مكة وأكره بيع أراضيها اه. أحكام القرآن باختصار ٣ / ٢٢٩. قلت : والحديث الذي ذكره أخرجه ابن مردويه عن ابن عمر أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : مكة مباحة لا تؤجر بيوتها ولا تباع رباعها. ـ ومذهب الشافعي الجواز في ذلك وحمل ذلك على الحرم فقط فهو في الحرمة سواء لكل الناس لأنّ الله يقول : (وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ). ـ وقال ابن العربي : وهذا ينبني على أصلين : أحدهما : أن دور مكة هل هي ملك لأربابها أم هي للناس؟ الثاني : ينبني عليه هذا الأصل ، وهو أنّ مكة هل افتتحت عنوة أو صلحا؟ راجع أحكام القرآن ٣ / ١٢٧٥.

(١) انظر تفسير الطبري ١٧ / ١٤٣.

٨٥

الفجّ : الطريق بين الجبلين. والعميق : البعيد.

(فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ). (٢٨)

أيام العشر ، عن ابن عباس.

والنحر ويومان بعده ، عن ابن عمر.

(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ). (٢٩)

حاجتهم من مناسك الحج ، عن مجاهد (١).

وحقيقته : قشف الإحرام ؛ لأنّ التفث في اللغة الوسخ.

وقضاؤه بالتنظف بعده من الأخذ من الأشعار وتقليم الأظفار.

(بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).

من الطوفان.

وقيل : من استيلاء الجبابرة.

وإنّما أسكنت (ثُمَّ لْيَقْضُوا) و (وَلْيُوفُوا) لأنّ حروف العطف كأنها من نفس ما دخلت عليه ، فاستثقل توالي الحركات في كلمة ، كما سكن بعد ألف الوصل في قولك : ثمّ امرؤ وامرؤ.

(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ). (٣٠)

«من» لتبيين الجنس لا للتبعيض.

(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ). (٣١)

شبّه انقطاع عصمه وذممه كلها بحال من خرّ من السماء ، فمزّقته الطيور وهوت به الرياح.

(وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ). (٣٢)

مناسك الحج.

__________________

(١) انظر تفسير مجاهد ص ٤٢٣.

٨٦

وقيل : يعظم البدن المشعرة ، أي : يسمّنها ويكبّرها.

(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى). (٣٣)

إلى أن تقلّد.

وقيل : تنحر.

(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً). (٣٤)

عيدا أو ذبائح.

وقيل : حجا.

(وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ). (٣٤)

المطمئنين بذكر الله.

(الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ). (٣٥)

الوجل : إنما يكون عند خوف الزيغ ، والذهاب عن أداء حقوقه.

والطمأنينة تكون عن أصح اليقين وشرح الصدر بمعرفته.

وكلّ واحدة من الحالين غير الأخرى ، فلذلك حسن الجمع بينهما مع تضادهما في الظاهر. ومثله قوله تعالى : (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ)(١).

(وَالْبُدْنَ). (٣٦)

الإبل المبدّنة بالسّمن.

بدّنت الناقة : سمّنتها ، ثم قيل لكلّ إبل وبقر : بدنة.

(مِنْ شَعائِرِ اللهِ).

معالم دينه.

__________________

(١) سورة الزمر : آية ٢٣.

٨٧

(فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَ). (٣٦)

مصطفّة بعقولها.

(فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها).

سقطت ، قال الشمّاخ :

٧٧٠ ـ حلفت يمينا بالذي وجبت

له جنوب المطايا والجباه السّواجد (١)

(وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ).

القانع : الذي ينتظر الهدية ولا يسألها.

والمعترّ : الذي يأتيك سائلا ، كما قيل :

٧٧١ ـ سلي الطارق المعترّ يا أمّ مالك

إذا ما اعترى لي بين قدري ومجزري

٧٧٢ ـ أأبدل بشري أنّه أوّل القرى

وأجعل معروفي له دون منكري (٢)

وقيل : على العكس من ذلك ، وإنّ القانع : من القنوع.

والقنوع : السؤال ، والقناعة : الرضى ، قال الشمّاخ :

٧٧٣ ـ لمال المرء يصلحه فيغني

مفاقرة أعفّ من القنوع

٧٧٤ ـ يسدّ به نوائب تعتريه

من الأيام كالنّهل الشّروع (٣)

__________________

(١) البيت ليس له ، وهو لكثير في ديوانه ص ٣٢١ ، من قصيدة يرثي بها عبد العزيز بن مروان.

(٢) البيتان للعجير السلوي يخاطب امرأته لأنه تلومه في بذل ماله ، وهو الأصح ، وقيل : هما لعروة بن الورد ، وهو الأشهر وهما في الأغاني ١١ / ١٤٩ ؛ وفيه [أأبسط وجهي أنه أوّل القرى] ؛ وأمالي الزجاجي ص ٢٠٤ ؛ وشرح الحماسة للتبريزي ٤ / ٦٥ ؛ وغريب الحديث للخطابي ٢ / ٥١ ؛ وديوان عروة ص ٤٤.

(٣) البيتان في ديوانه ص ٢٢١ ـ ٢٢٢. والأول في تفسير القرطبي ١٢ / ٦٤ ؛ واللسان والصحاح مادة : قنع ؛ وفصل المقال ص ٢٣٥ ؛ وشرح فصيح ثعلب ١ / ٢٢٤. والثاني في اللسان والتاج مادة : شرع.

٨٨

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). (٣٩)

أول آية نزلت في القتال.

(وَبِيَعٌ). (٤٠)

كنائس النصارى.

(وَصَلَواتٌ).

كنائس اليهود ، وكانت صلوتا فعرّبت بالصلاة.

وأنشد ابن الأنباري :

٧٧٥ ـ فاتق الله والصلاة فدعها

إنّ في الصّوم والصّلاة فسادا (١)

فالصلات بيعة اليهود.

والصوم ذرق النعامة (٢).

(وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ). (٤٥)

أي : أهلكنا الحاضرة والبادية ، فخلت القصور من أربابها ، والآبار من ورّادها.

والمشيد : المجصّص. والشّيد : الجصّ.

وقيل : هو المبني بالحجارة ، كما قال عديّ بن زيد :

٧٧٦ ـ فجعل المشيّد بالمرمر مجلّلا بالك

لس والجصّ ليس إلا طين مكلّس (٣)

 ـ قال ـ وهو في معنى الآية ـ :

٧٧٧ ـ وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة

تجبى إليه والخابور

__________________

(١) البيت أنشده ابن الأنباري في الأضداد ص ٢٩٧ ؛ والجواليقي في شرح أدب الكاتب ص ١٧.

(٢) قال ابن منظور : وصام النعام إذا رمى بذرقه ، وهو صومه ، وفي المحكم : صام النعام صوما : ألقى ما في بطنه ، والصوم : عرّة النعام ، وهو ما يرمي به من دبره. راجع اللسان : صوم.

(٣) البيت ليس في ديوانه.

٨٩

٧٧٨ ـ شاده مرمرا وجلّله كل

سا وللطير في ذراه وكور

٧٧٩ ـ تفكّر ربّ الخورنق إذ أشر

ف يوما وللهدى تفكير

٧٨٠ ـ سرّه ملكه وكثرة ما يملك

والبحر معرضا والسّدير

٧٨١ ـ فارعوى قلبه وقال : ما غب

طة حيّ إلى الممات يصير

٧٨٢ ـ وبنو الأصفر الكرام ملوك الرو

م لم يبق منهم مذكور

٧٨٣ ـ ثمّ أضحوا كأنّهم ورق

جفّ فألوت به الصبا والدّبور (١)

(وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). (٤٦)

بيان أنّ محل العلم القلب ، ولئلا يقال : إنّ القلب يعنى به غير هذا العضو ، على قولهم : القلب لبّ كلّ شيء.

(وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ). (٤٧)

أي : يجمع له عذاب ألف سنة فيما شاء الله من مقدار يوم وأقلّ من ذلك أو أكثر ، وكذلك نعيم أهل الجنّة.

(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ). (٥١)

طالبين للعجز ، كقولك : غالبته وقاتلته : إذا طلبت غلبه وقتله.

وقيل : مسابقين ، كأنّ المعاجز يجعل صاحبه في ناحية العجز منه كالسابق.

(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ). (٥٢)

الرسول يعمّ البشر والملائكة.

__________________

(١) الأبيات لعدي بن زيد. وهي في الشعر والشعراء ص ١٣٠ ؛ والعقد الفريد ٣ / ١٢٦ ؛ والحماسة البصرية ١ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩ ؛ والاختيارين ص ٧١٠ ـ ٧١٥. الحضر : مدينة بالجزيرة كان ملكها ساطرون.

٩٠

والنبيّ يخصّ البشر.

وقيل : الرسول : الشارع ابتداء.

والنبيّ : الحافظ شريعة غيره.

(إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ).

قال جعفر بن محمد (١) : كلّ نبيّ يتمنى إيمان قومه ، فيلقي الشيطان في أمنيته بما يوسوس إلى قومه (٢).

(ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ).

وقيل على هذا القول : إنّ وسوسة الشيطان يجوز أن يكون للنبيّ ، بما يلقي في أمنيته من اعتراض الهموم والخطرات المزعجة ، عند تباطؤ القوم عن الإيمان ، وتسارعهم إلى الصد والعدوان ، أو عند تأخر نصر الله له على قومه.

ـ وإن حملت الأمنية على التلاوة ، فيجوز أن يكون الشيطان الملقي في التلاوة من شياطين الإنس ، فإنه كان من المشركين من يلغو في القرآن.

(فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ).

ويبيّن إبطاله.

(ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ).

__________________

(١) هو الإمام جعفر الصادق أحد الأئمة الاثني عشرية ، لقب بالصادق لصدقه في مقالته ، كان من سادات أهل البيت ومن أجلاء التابعين ، توفي بالمدينة سنة ١٤٨ ه‍ ودفن بالبقيع.

(٢) قيل : إنّ كل رسول يتمنى إسلام المرسل إليهم وهدايتهم حرصا على أمر الله ، وشفقة عليهم ، فإذا تمنى هذا ألقى الشيطان في قلوب المرسل إليهم نقيض ما تمناه ضلالا وكفرا ، فينقض الرسول بذلك ، ثمّ ينسخ الله ما يلقي الشيطان في قلوب المرسل إليهم من المعاصي والكفر والتكذيب.

٩١

عن أن يجوز فيها تمويه أو تلبيس.

وما روي في سبب النزول أنّ النبيّ عليه‌السلام قرأ : «ومناة الثالثة الأخرى ، تلك الغرانقة الأولى ، وإنّ شفاعتهنّ لترتجى».

إن ثبت ـ وما ينبغي أن يثبت ـ لم يكن فيه ثناء على أصنامهم ، لأنّ مخرج الكلام على زعم المخالف رواية لا على التحقيق والتسليم (١).

وهو في القرآن وفي مذهب العرب شائع ذائع ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ)(٢).

أي : نزّل عليه الذكر على زعمه ، وعند من آمن به.

لو كان عند القائل لما كان عنده مجنونا.

وقوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)(٣).

أي : عند نفسك وفي قولك ، وكما قال بعض شعراء اليمن في هجائه جريرا :

٧٨٤ ـ أبلغ كليبا وأبلغ عنك شاعرها

أنّي الأغرّ وأني زهرة اليمن (٤)

فأجابه (٥) :

__________________

(١) قال ابن عطية : وهذا الحديث الذي فيه «هي الغرانيق العلا» وقع في كتب التفسير ونحوها ، ولم يدخله البخاري ولا مسلم ، ولا ذكره ـ في علمي ـ مصنّف مشهور. وقال لقاضي عياض : يكفيك أن هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه بسند صحيح سليم متصل ثقة ، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون والمولعون بكل غريب ، والمتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم. اه. ـ والذي يبطله ويدحضه قوله تعالى : (وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ) فهذا شاهد في الآية بعصمة الوحي من تطرق الشيطان.

(٢) سورة الحجر : آية ٦.

(٣) سورة الدخان : آية ٤٩.

(٤) البيت في المسائل العسكريات للفارسي ص ٧٤ ؛ والخصائص ٢ / ٤٦١ ؛ وسر صناعة الإعراب ١ / ٤٠٥ ؛ وهو لزهرة اليمن.

(٥) سقطت من المخطوطة.

٩٢

٧٨٥ ـ ألم تكن في رسوم قد رسمت بها

من حاز موعظة يا زهرة اليمن (١)

أي : على زعمك.

(يَوْمٍ عَقِيمٍ). (٥٥)

شديد لا رحمة فيه.

وقيل : فرد لا يوم مثله.

وقيل : هو بدر.

(فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ). (٦٧)

نهي لهم عن منازعته ، وكانت منازعتهم أن قالوا في الذبائح : أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟

(وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ). (٧٣)

وإن يسلبهم الذباب بإفساده بطعامهم وثمارهم (٢).

وقيل : كانوا يلطّخون أصنامهم بالعسل فيقع عليه الذباب

(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ). (٧٦)

أول أعمالهم.

(وَما خَلْفَهُمْ).

آخرها.

* * *

__________________

(١) البيت لجرير يرد عليه ، وقد جعلا في المخطوطة متصلين من غير تمييز. وهو في ديوانه ص ٥٦٩ ؛ والمسائل العسكريات ص ٧٥ ؛ وسر صناعة الإعراب ١ / ٤٠٥ ؛ والمسائل الحلبيات ص ٨٢.

(٢) وفي هذه الآية إعجاز علميّ ، حيث ثبت علميا أنّ الذباب إذا أخذ شيئا من الطعام فإنه يفرز عليه بعض المواد فيحلّله مباشرة.

٩٣
٩٤

(سورة المؤمنون) (١)

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ). (١)

عن ابن عبّاس : فازوا بما طلبوا ، ونجوا ممّا هربوا.

(فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ). (٢)

خائفون بالقلب ، ساكنون بالجوارح.

(لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٤)

لما كانت الزكاة توجب زكاء المال ، كان بلفظ الفعل أليق به من لفظ الأداء والإخراج.

(يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ). (١١)

والفردوس : أعلى الجنان.

قال قطرب ـ واستشهد بقول ذي الرّمة ـ :

٧٨٦ ـ يا صاحبيّ انظرا آواكما درج

عال وظلّ من الفردوس ممدود

__________________

(١) أخرج عبد الرزاق وأحمد والترمذي والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب قال : كان إذا أنزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدويّ النحل ، فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة فرفع يديه فقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وارض عنا وأرضنا ، ثم قال : لقد أنزلت عليّ عشر آيات ، منّ أقامهنّ دخل الجنة : ثم قرأ : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) حتى ختم العشر. المسند ١ / ٣٤ ، والعارضة ١٢ / ٣٤ ، والمستدرك ٢ / ٣٩٢.

٩٥

٧٨٧ ـ هل تبصران حمولا بعد ما اشتملت

من دونهنّ حبال الأشيم القود (١)

(مِنْ سُلالَةٍ).

أي : سلّ كلّ إنسان من ظهر أمه.

(مِنْ طِينٍ). (١٢)

من آدم عليه‌السلام.

وسلالة كلّ شيء وسليلته : خلاصته.

قالت امرأة :

٧٨٨ ـ وهل هند إلا مهرة عربية

سليلة أفراس تجلّلها بغل

٧٨٩ ـ فإن نتحت مهرا كريما فبالحرى

وإن يك إقراف فما أنجب البغل (٢)

(ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً). (١٣)

والنطفة : الماء الذي منه الولد.

وأصله الماء الصافي. قال عمارة :

٧٩٠ ـ ولن يلبث التخشين نفسا كريمة

عريكتها أن يستمرّ مريرها

٧٩١ ـ وما النفس إلا نطفة في قرارة

إذا لم تكدّر كان صفوا غديرها (٣)

__________________

(١) البيتان في ديوانه ص ١٨٢. الحمول : الإبل تحمل عليها النساء ، الحبال : حبال الرمل ، القود : الطوال ، الأشيم : موضع.

(٢) البيتان لهند بنت النعمان بن بشير. وهما في العقد الفريد ٧ / ١٠٨ ؛ وشرح فصيح ثعلب ١ / ١٨٤ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ٥٥.

(٣) البيتان في الكامل للمبرد ١ / ١٩ ، وهما لعمارة بن عقيل. وفي المخطوطة [عنفوا] بدل [صفوا] وهو تصحيف. ونسبهما الزمخشري لعقيل بن بلال بن جرير ، والثاني في الفائق ٣ / ١٨٠ ؛ وزهر الآداب ٢ / ٥١٣. والقرارة : المطمأن يستقر فيه الماء من المطر.

٩٦

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً). (١٤)

والعلقة : الدم الطري. قال أبو محجن الثقفي :

٧٩٢ ـ هل أطعن الطّعنة النجلاء عن عرض

وأكتم السرّ فيه ضربة العنق

٧٩٣ ـ وأشهد المأزق المخشيّ غمّته

وعامل الرمح أرويه من العلق (١)

(فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً).

والمضغة : القطعة من اللحم. قال زهير :

٧٩٤ ـ تلجلج مضغة فيها أنيض

أصلّت فهي فوق الكشح داء

٧٩٥ ـ عضضت بنيئها وبشمت منها

وعندي لو طلبت لها شفاء (٢)

(فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً).

وجمعت العظام مع إفراد أخواتها المتقدمة ، لاختلافها بين صغير وكبير ، ومدوّر وطويل ، وصلب وغضروف.

(ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ).

بنفخ الروح فيه.

وقيل : بإنبات الشعر والأسنان.

وقيل : إنّ ذلك الإنشاء هو في السنة الرابعة ؛ لأنّ المولود في سني الترقية بعد حدّ النقصان والتهيّوء للتمام.

__________________

(١) البيتان في عيون الأخبار ؛ والأغاني ٢١ / ١٤٢ ؛ والزهرة ٢ / ٧٣٦ والأول في الجليس الصالح ١ / ٢٩٧ ؛ والعقد الفريد ١ / ٧٨.

(٢) البيتان في ديوانه ص ١٤. والأول في الكامل ١ / ص ١٠ واللسان مادة : صلل ، والموازنة ص ٢٤٣ ؛ والعين ٧ / ٦٢. وقوله : أنيض. أي : لم تنضج ، ومن أمثال العرب : الحق أبلج والباطل لجلج. أي : يتردد فيه صاحبه فلا يصيب مخرجا.

٩٧

والشيء قبل التمام في حيّز العدم ، ولهذا إنّ المبرزين في علم الفراسة والتنجيم لا ينظرون في أخلاق الطفل وأحواله ، ولا يصححون مواقع النجوم على ميلاده إلا في السنة الرابعة ، فيأخذون الطالع وصور الكواكب من هناك.

(وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ). (١٧)

سبع سموات ، لأنها طريق الملائكة.

وقيل : لأنها طباق بعضها فوق بعض.

يقال : أطرقت النعل : إذا خصفتها وأطبقت بعضها على بعض.

قال تأبط شرا :

٧٩٦ ـ بادرت قنّتها صحبي وما كسلوا

حتى نميت إليها بعد إشراق

٧٩٧ ـ بشرثة خلق يوقى البنان بها

شددت فيها سريحا بعد إطراق (١)

(سَيْناءَ). (٢٠)

على وزن فيعال ، نحو : ديّار وقيّام.

وسيناء وسيناه على وزن فيعال ، مثل : ديماس وقيراط.

والفتح أقوى ؛ لأنه لا فعلاء غير منصرف.

وقيل : بل الكسر ، كقوله تعالى : (وَطُورِ سِينِينَ)(٢).

(تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ).

قيل : إنّ الباء زائدة ، وتكثر زيادتها في كلامهم ، مثل قول الهذلي :

٧٩٨ ـ ألا يا فتى ما نازل القوم واحدا

بنعمان لم يخلق ضعيفا مثبّرا

٧٩٩ ـ أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها

وإن شمّرت عن ساقها الحرب شمّرا (٣)

__________________

(١) البيتان في ديوانه ص ١٣٩ ـ ١٤١ والمفضليات ص ٣٠. شرثة خلق : نعل ممزقة ، والسريح : السيور التي تشد بها النعل.

(٢) سورة التين : آية ١.

(٣) البيتان لحذيفة بن أنس الهذلي. ـ

٩٨

أي : عضته الحرب.

وقال آخر :

٨٠٠ ـ قد هراق الماء في أجوافها

وتطايرن بأشتات شقق

٨٠١ ـ وأثار النقع في أكسابها

مثل ما شقق سربال خلق (١)

أي : تطايرن أشتاتا.

وعندنا لا يحكم لشيء بكونها زيادة وله معنى ما.

وللباء هنا معاني صحيحة :

أحدها : أنّ تقديره : تنبت ما تنبت والدهن فيها ، كقول ثعلبة بن حزن :

٨٠٢ ـ ومستنّة كاستنان الخرو

ف قد قطّع الحبل بالمرود

٨٠٣ ـ دفوع الأصابع ضرح الشمو

س نجلاء ، مؤيسة العوّد (٢)

والمعنى : أنه قطعه والمرود فيه.

ـ والثاني : أنّ إنباتها الدهن بعد إنبات الثمر الذي يخرج الدهن منه ، فلمّا كان الفعل في المعنى تعلّق بمفعولين يكونان في حال بعد حال ، وهما الثمر والدهن احتاج إلى تقويته بالباء.

ـ والثالث : إذا أنبت جاء لازما مثل نبت فيعدّى بحرف الصفة.

قال زهير :

٨٠٤ ـ رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم

قطينا لهم حتّى إذا أنبت البقل (٣)

__________________

ـ وهما في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٥٥٦. وقوله : مثبّرا : محدودا لا يصيب خيرا ، ويروى [منتّرا].

(١) الرجز لعدي بن زيد ، والأول في ديوانه ص ١٤٩ ، وإعراب ثلاثين سورة ص ١٥٣.

(٢) البيتان في معاني الحروف للرماني ص ٣٩ ؛ والحيوان ٦ / ٤١٤ ولم ينسبهما المحققان البيت الأول في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٨٥ ؛ والمخصص ٦ / ١٣٧ ؛ واللسان مادة نبت والكامل ١ / ٣٢٠.

(٣) البيت في ديوانه ص ٦٢ ، وتفسير القرطبي ١٢ / ١١٦ ؛ ومعاني الفراء ٢ / ٣٣ ، ومعاني الحروف للرماني ص ٤٠ ؛ والأفعال ٣ / ١١٩.

٩٩

ـ وروى ابن درستويه (١) أنّ الدهن المطر الليّن.

(وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ).

إدام.

قال عليه‌السلام : «الزّيت شجرة مباركة فائتدموا به وادّهنوا» (٢).

(يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ). (٢٤)

يكون أفضل منكم.

قال القطامي :

٨٠٥ ـ هم القوم الذي علمت معدّ

تفضّل فوقها سعة وباعا (٣)

(أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا). (٢٧)

على ما نمثله لك بالوحي.

وقيل : معناه أن يصنعه وهو واثق بحفظ الله له ، ورؤيته إياه فلا يخاف قومه.

__________________

(١) هو عبد الله بن جعفر ، نحويّ جليل القدر ، روى عن المبرد وابن قتيبة ، وتصانيفه في غاية الجودة والإتقان ، له «شرح الفصيح» وطبع منه الجزء الأول في بغداد ، و«المقصور والممدود» توفي سنة ٣٤٧ ه‍.

(٢) الحديث أخرجه الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي أسيد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كلوا الزيت وادّهنوا به ؛ فإنه من شجرة مباركة». المستدرك ٢ / ٣٩٨. وأخرجه أحمد والترمذي بلفظ [كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك]. المسند ٣ / ٤٩٧ ، والترمذي ١٨٥٣. وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكر عندها الزيت فقالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمر أن يؤكل ، ويدهن ويستعط به ، ويقول : إنه من شجرة مباركة. ـ وأخرج الطبراني عن شريك بن سلمة قال : ضفت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة ، فأطعمني كسورا من رأس بعير بارد ، وأطعمنا زيتا ، وقال : هذا الزيت المبارك الذي قال الله لنبيّه. راجع كشف الخفاء ١ / ٤٤٢ ؛ والمقاصد الحسنة ص ٣٢٥ ؛ والدر المنثور ٦ / ٢٠٣.

(٣) البيت في الأغاني ٢٠ / ١٢٩ ؛ وديوانه ص ٤٠.

١٠٠