وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]

وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٨
الجزء ١ الجزء ٢

(يُخْرِجُ الْخَبْءَ).

أي : غيب السموات والأرض.

وقيل : خبء السموات المطر ، وخبء الأرض النّبات.

(فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).

أي : من السموات ، وجاز ذلك ؛ لأنّ ما أخرج من الشيء فهو فيه قبل الإخراج.

(قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ). (٤٠)

أي : تديم النظر حتى يرتد الطرف كليلا.

ويقال : لأنّ الجنّ كرهت بلقيس ، لئلا يجتمع علمها إلى علمه ، فيزداد كدّها فذكرتها بقبح رجلها ورمتها في عقلها ، فأمر سليمان بتغيير شيء من عرشها فقالت :

(كَأَنَّهُ هُوَ). (٤٢)

بل هو ، على حدّ قولهم : (أَهكَذا عَرْشُكِ). (٤٢)

ـ ورأى قدميها أحسن قدم ، حين ظنّت صرح الزجاج ماء ، فكشفت عن ساقيها. وصرح الدّار وباحتها وساحتها واحد ، وهي ههنا بركة من الزجاج ، وفي شعر الهذليين : بناء مرتفع :

٨٥٨ ـ على طرق كنحور الركا

ب تحسب أعلامهنّ الصّروحا

٨٥٩ ـ بهنّ نعام بناه الرجال

تلقي النقائض فيه السّريحا (١)

__________________

(١) البيتان لأبي ذؤيب الهذلي ، وهما في ديوان الهذليين ١ / ١٣٦ ؛ والثاني في مجاز القرآن ٢ / ٩٥ وقد خلط شطر الأول بعجز الثاني ، وتفسير الطبري ٢٠ / ٤٥ ؛ وتفسير القرطبي ١٣ / ٢١٩ ؛ واللسان : نعم ، والعين ٣ / ٣٠.

١٤١

(حَسِبَتْهُ لُجَّةً). (٤٤)

اللجّة : معظم الماء.

(صَرْحٌ مُمَرَّدٌ).

الممرّد : المملّس.

(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ). (٤٧)

تمتحنون بطاعة الله ومعصيته.

(تَقاسَمُوا). (٤٩)

تحالفوا.

(عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ). (٥١)

(أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) على الاستئناف ، ومعناه : بيان العاقبة.

ـ الجزء العشرون ـ

(فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ). (٦٠)

ذوات بهجة ، كقول الأعشى :

٨٦٠ ـ وسوف يعقبنيه إن ظفرت به

ربّ كريم وبيض ذات أطهار

٨٦١ ـ لا سرّهنّ لدنيا ضائع مذق

وكاتمات إذا استود عن أسراري (١)

(بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ). (٦٦)

أي : تدارك ، فأدغمت التاء في الدال ، واجتلبت ألف الوصل للابتداء.

تقول : أدركت الشيء وتداركته وادّاراكته : إذا لحقته.

والمعنى : أحاط علمهم في الآخرة بها عند مشاهدتهم أحوالها وأهوالها ، وكانوا في الشك منها.

__________________

(١) البيتان في ديوانه ص ٧٠. والأول في معاني الفرّاء ٢ / ٢٩٧.

١٤٢

وقيل : بل هو تلاحق علمهم وتساويه بالآخرة في الدنيا ، ممّا ذكره الله في العقول من وجوب جزاء الأعمال ، ومما جاءت به الرسل.

(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها).

من وقت ورودها.

(بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ). (٦٦)

أي : تاركون مع ذلك التأمل.

(رَدِفَ لَكُمْ). (٧٢)

تبعكم ودنا منكم.

واللام ينبغي أن يقتضي زيادة تتابع واتصال مع الدنو ، كما قال طلحة بن عبد الرحمن :

٨٦٢ ـ تقول سلمى : أراك شبت ولم

تبلغ من السنّ كنهها فلمه

٨٦٣ ـ يا سلم إنّ الخطوب إذ دنت لي

شاب رأسي وكان كالحممه (١)

(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ). (٨٢)

وجب الغضب.

وقيل : حقّ القول بأنّهم لا يؤمنون.

(أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ). (٨٢)

وسئل عليّ رضي الله عنه عن دابة الأرض فقال : والله ما لها ذنب وإنّ لها للحية (٢). وهذا يدل على أنه من الإنس.

__________________

(١) البيتان في نسب قريش للزبيري ص ٢١٦.

(٢) انظر تفسير ابن كثير ٣ / ٣٢٣.

١٤٣

وقال ابن عباس : هي دابّة ذات زغب وريش ، لها أربع قوائم ، يخرج من وادي تهامة (١).

(فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ).

أسرع إلى الإجابة ، كقول كلحبة :

٨٦٤ ـ فقلت لكأس : ألجميها فإنّما

نزلنا الكثيب من زرود لتفزعا (٢)

(إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ). من البهائم ومن لا ثواب له ولا عقاب.

ومن حمله على الفزع المعروف من الخوف كان الاستثناء للملائكة والشهداء (٣).

(وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً). (٨٨)

أي : في يوم القيامة ، لأنها تجمع وتسيّر.

وكلّ شيء إذا عظم حتى غصّ منه الهواء تكون في العين واقفة وهي سائرة. كما قال الجعدي :

٨٦٥ ـ بأرعن مثل الطّود تحسب أنّه

وقوف لحاج والرّكاب تهملج (٤)

* * *

__________________

(١) أخرج أحمد والترمذي وحسّنه والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم ، وتخطم أنف الكافر بالعصا ، حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر». المسند ٢ / ٢٩٥ ، وعارضة الأحوذي ١٢ / ٦٣ ، والمستدرك ٤ / ٤٨٥. ـ أما حديث ابن عباس الذي ذكره المؤلف فقد أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر ، وزادوا : [فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيّض لها وجهه ، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسوّد. بها وجهه]. راجع الدر المنثور ٦ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢ ، وتفسير ابن كثير ٣ / ٣٢٣.

(٢) البيت في المفضليات ص ٣٢ ونوادر أبي زيد ص ١٥٣ ؛ والكامل للمبرّد ص ٣ ونسبه لجرير ، وهو وهم ؛ والأضداد لابن الأنباري ص ٢٤٧.

(٣) أخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن أبي هريرة في الآية قال : هم الشهداء.

(٤) البيت في تفسير القرطبي ١٣ / ٢٤٢ ؛ وتفسير الطبري ٢٠ / ٢١ ؛ وتفسير روح المعاني ٢٠ / ٣٤ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٨٩١. أي : من كثرتهم تحسب أنهم وقوف وركابهم تسير.

١٤٤

(سورة القصص)

(وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً). (٤)

فرقا.

أي : فرّق بني إسرائيل ، فجعلهم خولا للقبط.

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَ). (٥)

واو الحال ، أي : يقصد فرعون أمرا في حال إرادتنا لضده.

(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى).

ألهمناها (١).

وقيل : إنّه كان رؤيا منام.

(فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ). (٧)

أي : خفت أن يسمع جيرانك صوته.

وكان موسى ولد في عام القتل ، وهارون في عام الاستحياء.

وذلك أنّ بني إسرائيل لما تفانوا بالقتل قالت القبط : خولنا منهم ، وقد فنيت شيوخهم موتا وأولادهم قتلا.

__________________

(١) وهذا قول ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم عنه. ـ وعن قتادة قال : وحي جاءها عن الله ، قذف في قلبها ، وليس بوحي نبوة.

١٤٥

وفي الآية خبران وأمران ونهيان وبشارتان (١).

وحكى الأصمعي قال : سمعت جارية معصرة تقول :

٨٦٦ ـ أستغفر الله لذنبي كلّه

قتلت إنسانا بغير حلّه

٨٦٧ ـ مثل الغزال ناعما في دلّه

فانتصف الليل ولم أصلّه

فقلت : قاتلك الله ما أفصحك :

فقالت : أو فصاحة بعد قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)(٢).

(فَالْتَقَطَهُ). (٨)

أخذه فجأة. قال الراجز :

٨٦٨ ـ ومنهل وردته التقاطا

لم ألق إذ وردته فرّاطا (٣)

(وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً). (١٠)

أي : من كلّ شيء إلا من ذكر موسى.

وقيل : من موسى أيضا ، لأنّ الله أنساها ذكره ، وربط على قلبها ، وآنسه.

__________________

(١) أما الأمران فقوله «أرضعيه» و«فألقيه» ، وأما الخبران فقوله : «وأوحينا» و«فإذا خفت». وأما البشارتان فقوله : «إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين». وأما النهيان فقوله : (وَلا تَخافِي) (وَلا تَحْزَنِي).

(٢) البيتان مع القصة في تفسير القرطبي ١٣ / ٢٥٢ ؛ وديوان المعاني ١ / ٣١٦ ؛ وتفسير الماوردي ٣ / ٢١٧.

(٣) الرجز ينسب إلى أبي النجم وهو في ديوانه ص ٥٦. وينسب إلى نقادة الأسدي ، وقيل : لرجل من بني مازن. وهو في اللسان مادة : لقط ، والمشوف المعلم ٢ / ٧٠١. وشطره الأول في تفسير القرطبي ١٣ / ٢٥٢.

١٤٦

(إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ). (١٠)

لما رأت الأمواج بلغت التابوت ، فكادت تصيح.

(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ). (١١)

اتّبعي أثره لتعلمي أمره.

(فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ).

عن جانب ، كأنها ليست تريده.

والجنب والجنابة : البعد. قال :

٨٦٩ ـ وإني لظلّام لأشعث بائس

عرانا ، ومقدور أتانا به الفقر

٨٧٠ ـ وجار قريب الدّار أو ذي جنابة

بعيد محلّ الدار ليس له وفر (١)

أي : أظلم النّاقة وأنحر فصيلها لأجل هؤلاء.

(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ). (١٢)

تحريم منع لا شرع. قال امرؤ القيس :

٨٧١ ـ جالت لتصرعني فقلت لها : اقصري

إني امرؤ صرعي عليك حرام (٢)

أي : ممتنع.

(مِنْ قَبْلُ).

أي : من قبل مجيء أخته.

ومن ألطاف الله لنبيّه موسى استخدم له عدوّه في كفالته وتربيته ، وهو يقتل القتل الذريع لأجله.

__________________

(١) البيتان في الوساطة بين المتنبي وخصومه ص ٤١٩. يريد : إني أظلم الناقة فأنحر فصيلها لأجل هذا الأشعث والجار. أظلمت الناقة : نحرت من غير علّة.

(٢) البيت في ديوانه ص ١٥٧ ؛ ومغني اللبيب ص ٨٩٢ ؛ وتذكرة النحاة ص ١٣. ولم يعرف نسبته المحقق الدكتور عفيف عبد الرحمن.

١٤٧

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ). (١٤)

الأشدّ لا واحد له من لفظه.

وقيل : واحدة : شدّة ، كنعمة وأنعم ، أو : شدّ ، كفلس وأفلس ، أو : شدّ ، كما يقال : هو ودي (١) ، والجمع : أودّ.

(وَاسْتَوى).

استحكم وانتهى شبابه.

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ). (١٥)

نصف النهار في وقت القائلة.

(فَوَكَزَهُ مُوسى).

دفعه بجميع كفه.

(فَقَضى عَلَيْهِ).

قتله.

(قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ).

لأنّ الغضب من نفخ الشيطان.

(فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ). (١٨)

الإسرائيلي الذي خلّصه موسى استغاث به ثانيا على آخر من القبط ، فقال له موسى :

(إِنَّكَ لَغَوِيٌ).

أي : للقبطي ، فظنّ الإسرائيلي أنه عناه ، فقال :

(أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ) (١٩)

وسمعه القبطي فعرف أنه قاتل المقتول أمس ، فسعى به.

__________________

(١) الودي : الموادّ.

١٤٨

(يَأْتَمِرُونَ بِكَ). (٢٠)

يتشاورون في قتلك.

وقيل : يأمر بعضهم بعضا.

(وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ). (٢٣)

تطردان.

وقيل : بل تحبسان ، أي : تمنعان غنمهما الورود ، كما قال سويد بن كراع :

٨٧٢ ـ أبيت بأبواب القوافي كأنّما

أذود بها سربا من الوحش نزّعا (١)

(لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ). (٢٣)

ينصرف الرّعاة. ويصدر قريب من يصدر ، لأنّ الرعاة إذا صدروا فقد أصدروا ، وإذا أصدروا فقد صدروا إلا أنّ المفعول في «يصدر الرعاء» محذوف ، كما في قوله : «لا نسقي».

(عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ). (٢٧)

وإن كان الصداق لها لأنّ مال الولد في الإضافة للوالد ، وكذلك استيفاء صداقها إلى والدها وإن كانت ساكتة.

(لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ). (٢٩)

جذوة : قطعة ، من : جذوت الشيء : قطعته.

قال الشاعر :

__________________

(١) البيت في الأغاني ١١ / ١٢٣ ؛ ولسان العرب مادة : بوب ؛ وتفسير القرطبي ١٣ / ٢٦٨. واستعار الشاعر الأبواب للقوافي. وهو في شرح مقامات الحريري ١ / ٧٢ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ١٠١.

١٤٩

٨٧٣ ـ وألقى على قبس من النّار جذوة

شديدا عليها حميها والتهابها (١)

وقيل : الجذوة : خشبة في رأسها نار ، كما قال ابن مقبل :

٨٧٤ ـ باتت حواطب ليلى يلتمسن لها

جزل الجذا غير خوّار ولا دعر (٢)

(وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ). (٣٢)

أي : اضمم يدك إلى صدرك يذهب الله ما بك من الفرق.

وقيل : إنه على التوطين والتسكين ، كما يقال : ليسكن حاشك ، وليفرخ روعك ، لما كان من شأن الخائف أن يرتعد جسده ، ويخفق صدره ، كما قال حارثة بن بدر الغدّاني :

٨٧٥ ـ وقل للفؤاد إن نزا بك نزوة

من الرّوع : أفرخ أكثر الرّوع باطله (٣)

وفي الرّهب لغات :

الرّهب والرّهب ، كالضعف والضعف.

والرّهب والرّهب كالبخل والبخل.

والرّهب والرّهب كالمعز والمعز.

وكان الرّهب أقوى لاطّراده على أصلين.

(فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً). (٣٤)

عونا.

__________________

(١) البيت في تفسير القرطبي ١٣ / ٢٨١ من غير نسبة ؛ والبحر المحيط ٧ / ١٠٣.

(٢) البيت في أساس البلاغة ص ٥٥ ؛ وتفسير القرطبي ١٣ / ٢٨١ ؛ وشواهد الإيضاح ص ٤٤٩ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ١٠٣ ؛ وتفسير الطبري ٢٠ / ٤١ ؛ وديوانه ص ٩١.

(٣) البيت تقدم برقم ١٥. وهو أيضا في التذكرة السعدية ص ٢٢١.

١٥٠

وقال مسلم بن جندب (١) : ردءا : زيادة ، واستشهد بقول حاتم :

٨٧٦ ـ تجد فرسا ملء العنان وصارما

حساما إذا ما هزّ لم يرض بالهبر

٨٧٧ ـ وأسمر خطّيا كأنّ كعوبه

نوى القسب قد أربى ذراعا على العشر (٢)

أي : زاد.

والحكمة في تكرير هذه القصص :

١ ـ أنّ المواعظ يجب تكريرها على الأسماع ، لتقريرها في الطباع.

والثاني : أنّ فيه التحدي إلى الإتيان بمثله ، ولو بترديد بعض هذه القصص.

والثالث : تسلية النبيّ وتحسير الكافرين حالا بعد حال.

الرابع : أنّ العرب من شأنها توارد المعنى الواحد بالألفاظ المختلفة ، وتجلو الأعراض للتفقّه في المعارض المختلفة ، وبها فضّلت على سائر الألسنة.

ألا ترى أنّ الشعراء كيف تداولوا نواظر الغزلان وعيون الجآذر ، بحيث لا يكاد يخلو منها تشبيب ، وكلّها مقبول معسول.

وهل بين قول امرىء القيس :

٨٧٨ ـ تصدّ وتبدي عن أسيل وتتقي

بناظرة من وحش وجرة مطفل (٣)

__________________

(١) مسلم بن جندب أبو عبد الله الهذلي مولاهم المدني القاص ، تابعي مشهور ، عرض على عبد الله بن عياش ، وعرض عليه نافع ، ويقال : روى عن أبي هريرة وحكيم بن حزام ، وهو الذي أدّب عمر بن عبد العزيز وكان من فصحاء أهل زمانه ، قال الذهبي : ما علمت فيه جرحة. مات سنة ١١٠ ه‍. انظر غاية النهاية ٢ / ٢٩٧.

(٢) البيتان في ديوانه ص ٤٦. والثاني في تفسير القرطبي ١٣ / ١٨٦ ؛ والبيتان والتبيين ٣ / ٤٨ ؛ وخزانة الأدب ١ / ١٥ ؛ ونسبه البغدادي لعتبة بن مرداس ، وقال المحقق عبد السّلام هارون : هو عتيبة بن مرداس. اه. والصحيح أنه لحاتم.

(٣) البيت من معلقته ، وهو في ديوانه ص ١١٥ ؛ وشرح المعلقات للنحاس ١ / ٢٢.

١٥١

وقول عديّ :

٨٧٩ ـ وكأنّها بين النساء أعارها

عينيه جؤذر من جآذر جاسم (١)

إلا اتفاق الغرض من كلّ الوجوه ، مع اختلاف الكسوة الأنيقة ، والعبارة الرشيقة ، وكلّ واحد منهما قصد التشبيه بشيء واحد ، هذا بعيون وحش وجرة ، وذاك بعيون جآذر جاسم ، مع أنّ الظباء لا يختلف عيونها ، وإن كان ربما يختلف بعض أخلاقها وألوانها.

(وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ). (٤٧)

هو من الجعل بمعنى الوصف ، كقولك : جعلته رجل سوء.

وقيل : إنّ ذلك بعد الحشر حيث يقدمون الكافرين إلى النار ، كأنهم يدعونهم ويقودونهم إليها. قال جبيهاء الأشجعي :

٨٨٠ ـ ولو أشليت في ليلة رجبيّة

بأوراقها هطل من الماء سافح

٨٨١ ـ لجاءت أمام الحالبين وضرعها

أمام صفاقيها مبدّ مكاوح (٢)

فجعلها إماما لتقدمها.

(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ). (٤٢)

من الممقوتين.

وقيل : المشوّهين بسواد الوجوه وزرقة العيون.

يقال : قبحه الله وقبّحه.

__________________

(١) البيت لعدي بن الرقاع. وهو في اللسان مادة : جسم ؛ وشرح مقامات الحريري ١ / ١١ ؛ والأغاني ٨ / ١٧٢.

(٢) البيتان من قصيدته المفضلية. وهما في المفضليات ص ١٦٨ ؛ والحيوان ٥ / ٤٩٢. وقوله : أشليت : دعيت ، يعني للحلب. الصفاقان : ما اكتنف الضرع من عن يمين وشمال إلى السرة ، المبدّ : الذي يتوسع ما بين رجليها لعظمه ، المكاوح : المغالب. أراد أنّ ضرعها يضرب ساقيها إذا تمشي.

١٥٢

(وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ). (٤٨)

جوابه في التقدير : لما أرسلنا رسولا.

(سِحْرانِ تَظاهَرا). (١)

أي : موسى ومحمد عليهما الصلاة والسّلام.

وذلك حين بعث أهل مكة إلى يهود فأخبروهم بنعته ، وأوان مبعثه من كتابهم.

(ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ). (٦١)

من المزعجين.

وقيل : من المحضرين للجزاء ، أو إلى النار.

(ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ). (٧٦)

من الثّقل.

يقال : ناء إذا مال ، ومنه : النّوء ، وهو الكوكب إذا مال عن العين للغروب.

قال الهذلي :

٨٨٢ ـ وأربد يوم الجزع لمّا أتاكم

وجاركم لم تنذروه ليحذرا

٨٨٣ ـ كشفت غطاء الحرب لمّا رأيتها

تنوء على صغو من الرأس أصعرا (٢)

 ـ وقال أبو عبيدة : هو من المقلوب.

أي : العصبة لتنوء بالمفاتح (٣). أي تنهض بها ثقيلا.

__________________

(١) قرأ «سحران تظاهرا» عاصم وحمزة والكسائي وخلف ، والباقون «ساحران».

(٢) البيتان لحذيفة بن أنس الهذلي ، وهما في شرح ديوان الهذليين ٢ / ٥٥٨. وقوله : على صغو : على ميل ، ويروى بالضاد. أي : الجانب. وفي المخطوطة [صغر] بدل [صغو] وهو تصحيف.

(٣) انظر مجاز القرآن ٢ / ١١٠.

١٥٣

ومذهب الخليل في النوء هذا ـ وهو اختيار الزّجاج ـ :

أنّ النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم ، لأنّ المطر نهض مع سقوط الكوكب. فإذا ثبت ذلك فالمقلوب كثير في كلامهم.

قال الحطيئة :

٨٨٤ ـ فلمّا خشيت الهون والعير ممسك

على رغمه ما أمسك الحبل حافره (١)

أي : أمسك الحبل حافره ، فقلب ، وقال الآخر :

٨٨٥ ـ كانت فريضة ما تقول كما

كان الزناء فريضة الرّجم (٢)

وقال البعيث :

٨٨٦ ـ ألا أصبحت خنساء جاذمة الوصل

وضنّت علينا والضّنين من البخل (٣)

(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ). (٧٦)

أي : البطرين. قال الغنوي :

٨٨٧ ـ لقد أردى الفوارس يوم حسيّ

غلاما غير منّاع المتاع

٨٨٨ ـ كانت فريضة ما تقول كما

ولا جزع من الحدثان لاع (٤)

ومثله لهدبة بن خشرم :

٨٨٩ ـ ولست بمفراح إذا الدّهر سرّني

ولا جازع من ريبه المتقلّب

__________________

(١) البيت في ديوانه ص ١٠٠ ، وتفسير القرطبي ١٤ / ٨٤ ؛ وتأويل مشكل القرآن ص ١٩٤ ؛ ونقد الشعر ص ٢٠٩.

(٢) البيت للنابغة الجعدي. وهو في مجاز القرآن ١ / ٣٧٨ ؛ وتفسير القرطبي ١٠ / ٢٥٣ ؛ واللسان مادة : زنى ؛ والإنصاف ص ١٦٥.

(٣) البيت في اللسان مادة جذم ، ومادة ضنّ ، والخصائص ٢ / ٢٠٢ ؛ والمسائل الحلبيات ص ١٩٨ ؛ والأضداد لابن الأنباري ص ٨٤ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ١٦.

(٤) البيتان تقدّما في ١ / ٣٤٦.

١٥٤

٨٩٠ ـ ولا أتمنّى الشرّ والشرّ تاركي

ولكن متى أحمل على الشرّ أركب (١)

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ). (٧٩)

في موكب على بغلة شهباء بمركب ذهب في لباس أرجواني.

(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ). (٨١)

وقال موسى : يا أرض خذيه فابتلعيه ، وكان ابن عمّه ، فقال بنو إسرائيل : أهلكه ليرثه فخسف بداره وجميع أمواله.

(وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ). (٨٢)

قيل : إنّ «وي» مفعول ، وهو اسم سمّي به الفعل.

أي : أعجب ، ثم ابتدأ وقال : كأنّ الله يبسط.

وقيل : إنّه ويك ، ومعناه : ألم تر ، أو : ألم تعلم ، أو معناه : ويح أو : ويلك.

والمراد بالجميع التنبيه.

قال زيد بن عمرو بن نفيل في «وي» مفصولا :

٨٩١ ـ سألتاني الطلاق أن رأتاني

قلّ مالي قد جئتماني بنكر

٨٩٢ ـ وي كأن من يكن له نشب يح

بب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ (٢)

وقال عنترة في ويك :

__________________

(١) البيتان في الشعر والشعراء ص ٤٦٤ ولهما قصة ؛ والحماسة البصرية ١ / ١١٤ ؛ والكامل ٢ / ٣٠٤ ؛ والأول في تفسير القرطبي ١٣ / ٣١٣ ولم ينسبه المصحح ، ومجاز القرآن ٢ / ١١١.

(٢) البيتان في مجاز القرآن ٢ / ١١٢ ؛ وتفسير الطبري ٢٠ / ٧٠ ؛ وتفسير القرطبي ١٣ / ٣١٨ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ٤١٠ ؛ والثاني في معاني الفرّاء ٢ / ٣١٢.

١٥٥

٨٩٣ ـ ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

قيل الفوارس ويك عنتر أقدم (١)

ونظير هذه الكلمة في توجه اللفظ الواحد إلى صورتين قول امرىء القيس :

٨٩٤ ـ ونطعنهم سلكى ومخلوجة

كرّك لأمين على نابل (٢)

أي : رد لأمين ، وهما سهمان على نابل ، وذلك أن يعترض من صاحب النبل شيئا منه فيتأمله ، ثم يرده إليه ، فيقع بعضه كذا وبعضه كذا.

وفي رواية أخرى [كرّ كلأمين على نابل].

أي : كما تقول له : ارم ارم.

فالمراد بالرواية الأولى اختلاف الطعنتين ، والثانية السرعة والعجلة.

ـ والأصمعي ينشد بيت المثقب :

٨٩٥ ـ أفاطم قبل بينك متّعيني

ومنعك ما سألت كأن تبيني (٣)

وابن الأعرابي :

ومنعك ما سألتك أن تبيني (٤)

__________________

(١) البيت من معلقته. وهو في ديوانه ص ٣٠ ؛ وشرح المعلقات للنحاس ٢ / ٤٥ ؛ وتفسير القرطبي ١٣ / ٣١٩ ؛ ومعاني الفراء ٢ / ٣١٢ ؛ وتفسير الطبري ٢٠ / ١٢١.

(٢) البيت في ديوانه ص ١٣٤ ؛ واللسان مادة نبل ، ومجالس ثعلب ص ١٤٣. قال ابن سيده : روى بعض أهل العلم عن رؤبة قال : سألناه عن قول امرىء القيس : (ونطعنهم ...) فقال : حدثني أبي عن أبيه قال : حدثتني عمتي وكانت في بني دارم فقالت : سألت امرأ القيس وهو يشرب طلاءة مع علقمة بن عبدة ما معنى : (كرّك لأمين على نابل)؟ فقال : مررت بنابل وصاحبه يناوله الريش لؤاما وظهارا فما رأيت أسرع منه ولا أحسن ، فشبهت به.

(٣) البيت من مفضليته ، وهو مطلع القصيدة. وهو في أمالي اليزيدي ص ١١١ ؛ والمفضليات ص ٢٨٨ ؛ وخزانة الأدب ١ / ٢٦٧.

(٤) وهذه الرواية في الشعر والشعراء ص ٢٥٠.

١٥٦

وأبو زيد يقول في قول الشاعر :

٨٩٦ ـ وأطلس يهديه إلى الزاد أنفه

أطاف بنا والليل داجي العساكر

٨٩٧ ـ فقلت لعمرو صاحبي إذ رأيته

ونحن على خوص دقاق عواسر (١)

إنه عوى الذئب فسر أنت.

وغيره يقول : إنّ «عواسر» صفة الدقاق.

وقول الهذلي :

٨٩٨ ـ فلا والله نادى الحيّ ضيفي

هدوّا بالمساءة والعلاط (٢)

قيل عنه : إنه نادى الضيف.

وقيل : إنه لا يؤذون ضيفي.

ـ ولهذه الأبيات نظائر ، وقد كنّا أفردنا لها نظمها ونثرها كتابا.

والآن إذ أجممنا الطبع بشيء منها عدنا إلى التفسير :

(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ). (٨٥)

أنزل على لسانك فرائضه.

وقيل : حمّلك تبليغه.

(لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ).

أي : مكّة.

نزلت بالجحفة حين عسف به الطريق إليها فحنّ.

__________________

(١) البيتان في الخصائص ٣ / ٨٩. يريد بالخوص الدقاق : الرواحل التي قد جهدها السير.

(٢) البيت للمتنخّل الهذلي. وهو في شرح أشعار الهذليين ٣ / ١٢٦٩ ؛ واللسان مادة علط ؛ وغريب الحديث للخطابي ١ / ٤٥٨ ؛ والعلاط : الذكر بسوء.

١٥٧

(وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ). (٨٦)

أي : لكن رحمة.

(كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ). (٨٨)

إلا ما أريد به وجهه (١).

ومن حمل وجه الشيء على نفسه استشهد بقول أحمر بن جندل :

٨٩٩ ـ ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة

فأفلت منها وجهه عتد نهد (٢)

__________________

(١) وقال اللقاني في جوهرته :

وكلّ شيء هالك قد خصصوا

عمومه فاطلب لما قد لخّصوا

 ـ وقد وردت أحاديث باستثناء بعض الأمور كالروح وعجب الذنب وأجساد الأنبياء والشهداء والعرش والكرسيّ والجنة والنار والحور العين ، وقد نظم الجلال السيوطي ثمانية منها بقوله :

ثمانية حكم البقاء يعمّها

من الخلق والباقون في حيّز العدم

هي العرش والكرسيّ نار وجنة

وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم

وعلى هذا فتكون الآية من قبيل العام المخصوص.

(٢) البيت في أمالي المرتضى ١ / ٥٩٢. وفي أمالي المرتضى أحمد بن جندل ، وهو تصحيف ، وأحمر بن جندل هو أخو سلامة بن جندل.

١٥٨

(سورة العنكبوت) (١)

(الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ). (٢)

أي : بالأوامر والنواهي (٢).

وقيل : في أموالهم وأنفسهم (٣).

و«أن» الأولى في موضع النصب لوقوع الحسبان عليه.

والثانية في موضع الخفض. أي : لأن يقولوا.

(فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ). (٣)

فليظهرنّ الله لرسوله.

وقيل : فليميزنّ الله.

وقيل : يعلمه كائنا واقعا. وقيل : يعلمه كائنا غير واقع.

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا). (٤)

أن يفوتونا.

(فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ). (١٠)

__________________

(١) عن ابن عباس قال : نزلت سورة العنكبوت بمكة.

(٢) وعن قتادة قال : نزلت هذه الآيات في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة ، وهؤلاء الآيات العشر مدنيّات ، وسائرها مكي.

(٣) وهذا قول مجاهد ، أخرجه عنه الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير.

١٥٩

في قوم من مكة أسلموا ، فلمّا فتنوا وأوذوا ارتدّوا.

(اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ). (١٢)

لفظه أمر ومعناه الجزاء.

أي : اكفروا فإن كان عليكم شيء فهو علينا (١).

(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ). (١٣)

أي : أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم.

ـ وقيل : إنها أوزار السنن الجائرة.

(فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً). (١٤)

هذا أفخم في اللفظ ، وأحسن في النظم من القول : تسعمائة وخمسين عاما.

(ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ). (٢٠)

مصدر من غير صدره ، وتقديره : ثم الله ينشىء الخلق فينشؤون النشأة الآخرة.

(يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ). (٢١)

قيل : بالانقطاع إلى الدنيا.

وقيل : بسوء الخلق.

(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ). (٢٢)

أي : ولا في السماء لو كنتم فيها.

__________________

(١) أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم ، قالوا : لا نبعث نحن ولا أنتم ، فاتبعونا ، فإن كان عليكم شيء فعلينا.

١٦٠