وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ١

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]

وضح البرهان في مشكلات القرآن - ج ١

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي [ بيان الحق النيسابوري ]


المحقق: صفوان عدنان داوودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القلم ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨
الجزء ١ الجزء ٢

ـ وذكر القفطي في ترجمة «يونس بن حبيب» شيخ سيبويه المتوفى سنة ١٨٢ ه‍ أنّ له كتابا في القرآن اسمه «معاني القرآن» (١).

فعلى هذا يكون يونس بن حبيب أول من ألّف من اللغويين والنحويين في ذلك ، ولكن لم نجد خبرا عن هذا الكتاب ، ولعلّه أتلف فيما أتلف على يد التتار.

ـ كما ذكر القفطي أيضا في ترجمة أبي جعفر الرؤاسي شيخ الكسائي المتوفى سنة ١٨٧ ه‍ أنّ له كتاب «معاني القرآن».

وقال القفطي : ويروى إلى اليوم (٢).

والقفطي متوفى في القرن السابع الهجري في سنة ٦٢٤ ه‍ ، وهذا يعني أن الكتاب شاع ذكره وانتشر. ولم نجد خبرا عن هذا الكتاب ، ولعلّه موجود في إحدى مكتبات العالم.

ثم تشعّبت العلوم وتشعّبت مذاهب الخلاف الفقهي ، وأثيرت مسائل الكلام ، وقامت الفرق الإسلامية بنشر مذاهبها والدعوة إليها ، وترجمت كثير من كتب الفلاسفة ، فامتزجت كلّ هذه العلوم وما يتعلق بها من أبحاث بالتفسير :

ـ ففي العلوم الأدبية : ضعفت السليقة العربية ، لاختلاط العرب بالعجم ، فاحتيج إلى مزج هذه العلوم بالتفسير لفهم ألفاظ القرآن ، والوقوف على بلاغته.

ـ وفي العلوم الكلامية : ظهرت الفرق واستدلّت كلّ فرقة بآيات القرآن ، فاضطر العلماء إلى الكلام على ذلك في التفسير ، ليميزوا المقبول من المردود ، وما يدلّ عليه القرآن مما لا يدل عليه.

__________________

(١) راجع إنباه الرواة ٤ / ٧٧.

(٢) راجع إنباه الرواة ٤ / ١٠٧.

٢١

ـ وفي العلوم الفقهية : توسع علم الفقه وتبحّر العلماء فيه ، فعني المفسرون بمزجها في تفاسيرهم ليعلم مأخذ الأحكام ، ولتكون متمّمة للناحية التشريعية ، وشارحة للقرآن.

فصار التفسير ثلاثة أنواع :

١ ـ التفسير بالمأثور كما مرّ ذلك ، وأشهر التفاسير فيه تفسير ابن جرير الطبري ، وتفسير ابن كثير ، والدر المنثور للسيوطي ؛ وتفسير ابن أبي حاتم.

٢ ـ التفسير بالرأي ، والمراد بالرأي : الاجتهاد. أي : تفسير القرآن بالاجتهاد ، بعد معرفة المفسّر لكلام العرب ومناحيهم في القول ، ومعرفة الألفاظ العربية ووجوه دلالتها ، واستعانته في ذلك بالشعر الجاهلي ووقوفه على أسباب النزول ، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ.

وأشهر التفاسير في ذلك :

١ ـ تفسير الفخر الرازي ، وهو مطبوع في ستة عشر مجلدا ، والغالب عليه علم الكلام ، والرد على أهل المذاهب الباطلة ، والآراء العاطلة.

٢ ـ وتفسير القاضي البيضاوي في مجلد كبير مطبوع وعليه حواش كثيرة ، منها :

ـ حاشية الشيخ زاده ، وهي من أفضل الحواشي على البيضاوي ، وهو مطبوع في أربع مجلدات كبار.

ـ وحاشية الخفاجي ، وهو مطبوع في ثمان مجلدات.

٣ ـ وتفسير الزمخشري ، واسمه «الكشاف» وهو مطبوع في أربع مجلدات.

قال ابن خلدون : ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير

٢٢

كتاب الكشاف للزمخشري ، إلا أنّ مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائد ، فيأتي بالحجاج على مذاهبهم الفاسدة (١).

وقال بعض العلماء : ما أظهر بلاغة القرآن إلا الزمخشري في تفسيره ، وعليه عدة حواش.

منها : الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال ، لابن المنير الإسكندري ، وهو مطبوع مع الكشاف.

ومنها : حاشية محمد عليان المرزوقي من أكابر علماء الأزهر وهي مطبوعة مع الكشاف.

ومنها : حاشية لشرف الدين الطيبي. تتبع فيها ألفاظ الزمخشري ، وتعرّض لمذاهبه في الاعتزال ، بأدلة تزيّفها وتبين أنّ البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السنة لا على ما يراه المعتزلة (٢).

ومنها : مختصر الانتصاف من الكشاف لابن هشام. اختصر فيه «الانتصاف» لابن المنير المتقدم ذكره ، وزاد عليه ، والكتاب محفوظ في مكتبة برلين ومكتبة الأزهر (٣).

٤ ـ وجامع التأويل لمحكم التنزيل ، لأبي مسلم الأصفهاني محمد بن بحر المتوفى سنة ٣٢١ ه‍ ، وهو من رؤوس المعتزلة وتفسيره كبير في أربعة عشر مجلدا (٤).

ومن انفراداته في التفسير إنكاره النسخ في القرآن ، وسنعرض له بابا خاصا.

ويعرض الرازي في تفسيره بعض أقواله ، كما يذكر أبو حيان في البحر

__________________

(١) راجع مقدمة ابن خلدون ص ٣٦٧.

(٢) راجع مقدمة ابن خلدون ص ٣٦٨.

(٣) راجع شرح شذور الذهب بتحقيق الشيخ عبد الغني الدقر. المقدمة ص ١٢.

(٤) راجع تاريخ الأدب العربي لبروكلمان ٤ / ١٧ ـ ١٨.

٢٣

بعض أقواله ، ويذكر مؤلفنا بعض أقواله ويرد عليها ، وذكر القرطبي في تفسيره أيضا بعض أقواله.

٥ ـ ومنها : «الجامع في علم القرآن» للرماني المتوفى ٣٨٤ ه‍.

وهو تفسير كبير وفيه فوائد جليلة ، لكنه صرّح فيه بالاعتزال (١).

والكتاب لا يزال محفوظا ، والجزء السابع منه في مكتبة باريس والثاني عشر في مكتبة المسجد الأقصى.

٦ ـ ومنها : تفسير العلّامة شمس الدين الأصبهاني المتوفى سنة ٧٤٩ ه‍.

قال الداوودي : صنّف تفسيرا كبيرا لم يتم (٢).

وقال الصفدي : رأيته يكتب في تفسيره من خاطره ، من غير مراجعة ، قد جمع فيه بين «الكشاف» و «مفاتيح الغيب» للإمام الرازي جمعا حسنا ، بعبارة وجيزة مع زيادات واعتراضات في مواضع كثيرة (٣).

٧ ـ ومنها : «أنوار الفجر في تفسير القرآن» لأبي بكر ابن العربي المالكي المتوفى سنة ٥٤٣ ه‍.

قال مؤلّفه : إنّه ألّفه في عشرين سنة ، ثمانين ألف ورقة (٤).

وقال الشيخ يوسف الحزّام المغربي في سنة ٧٦٠ ه‍ : رأيت تأليف القاضي أبي بكر بن العربي في تفسير القرآن المسمى «أنوار الفجر» كاملا

__________________

(١) راجع الرماني النحوي ص ٩٣ ؛ والنجوم الزاهرة وفيات سنة ٣٨٤. وقال صاحب كشف الظنون : واختصره عبد الملك بن علي المؤذن الهروي المتوفي سنة ٤٨٩ ه‍ ، ولكن لم نجد خبرا عن هذا المختصر.

(٢) راجع طبقات المفسرين ٢ / ٣١٣. وبلغ في تفسيره إلى نهاية سورة الأحزاب ، وهو مخطوط في مكتبة ولي الدين جار الله في جامع بايزيد في اسطنبول رقم ٩٩ ، ونسب للراغب الأصبهاني خطأ.

(٣) انظر طبقات المفسرين للداوودي ، ٢ / ٣١٤.

(٤) راجع طبقات المفسرين ٢ / ١٦٩.

٢٤

في خزانة الملك العادل أمير المسلمين أبي عنان فارس بن أبي سعيد عثمان بن يوسف بن عبد الحقّ ، وكان السلطان أبو عنان إذ ذاك بمدينة مراكش وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار ، وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب ورفعها فعددت أسفار هذا الكتاب فبلغت عدّته ثمانين مجلدا ، ولم ينقص من الكتاب المذكور شيء. اه.

وأقول : حدثني شيخنا القاضي «محمد عبد الله الشنقيطي» نزيل المدينة المنورة أنّ التفسير المذكور موجود في المكتبة الملكية في الرباط في المغرب الأقصى.

٨ ـ ومنها : «المأثور عن مالك في أحكام القرآن وتفسيره» لمكي القيسي المتوفى سنة ٤٠٧ ه‍.

وهو عشرة أجزاء ، وقد جمعه من (٣٠٠) جزء وأكثر اعتماده على تفسير شيخه «أبي بكر الأدفوي» المتوفى سنة ٣٨٨ ه‍ ، واسم تفسيره «الاستغناء» وهو تفسير كبير في مائة وعشرين مجلدا ، صنّفه في اثنتي عشرة سنة.

وقد علمت أنّ بعضهم انتهى من تحقيق تفسير مكي القيسي ، وسيطبع قريبا.

٩ ـ ومنها : «التفسير الكبير» لأبي العباس الكواشي المتوفى سنة ٦٨٠ ه‍.

وله أيضا : «التفسير الصغير».

قال السيوطي : وعليه اعتمد الشيخ جلال الدين المحلي في تفسيره ، واعتمدت عليه أنا في تكملته مع «الوجيز» و «تفسير البيضاوي» و «ابن كثير». اه.

ويعني به : تفسير الجلالين.

٢٥

والتفسير ما زال موجودا في المخطوطات ، ولم يفقد كغيره من المخطوطات ، ومنه نسخة مصورة ميكرو فيلم في مكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

١٠ ـ ومنها : تفسير الماوردي واسمه «النكت والعيون».

وقد طبع مؤخرا في الكويت في أربعة أجزاء.

وعليه اعتمد القرطبي كثيرا في تفسيره (١).

١١ ـ ومنها تفسير ابن عطيّة المتوفى سنة ٥٤٦ ه‍.

واسمه «المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز».

وقال عنه أبو حيان في البحر المحيط : أجلّ من صنّف في علم التفسير ، وأفضل من تعرّض فيه للتنقيح والتحرير (٢).

وقال ابن تيمية : وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري ، وأصحّ نقلا وبحثا ، بل لعلّه أرجح هذه التفاسير (٣).

وتفسيره كبير ، وقد بدئ بطباعته في المغرب وصدر منه إلى الآن أحد عشر جزءا.

١٢ ـ ومنها تفسير «بحر العلوم» ، لأبي الليث السمرقندي المتوفى سنة ٣٧٣ ه‍.

والتفسير مخطوط في ثلاث مجلدات كبار (٤) ، موجود بدار الكتب المصرية ومكتبة الأزهر ومنه نسخة في مكتبة الأوقاف العراقية في بغداد (٥).

__________________

(١) ويرى ذلك واضحا لمن أكثر القراءة في تفسير القرطبي.

(٢) راجع البحر المحيط ١ / ٩.

(٣) راجع فتاوى ابن تيمية ٢ / ١٩٤ ؛ والتفسير والمفسرون ١ / ٢٤١.

(٤) راجع التفسير والمفسرون ١ / ٢٢٥.

(٥) راجع بحر العلوم ١ / ٨.

٢٦

وقد بدئ بطباعته مؤخرا في العراق ، وصدر منه ثلاثة أجزاء ، وصل فيها إلى نهاية سورة الأنعام ، وهي تساوي الجزء الأول من المخطوط (١).

ـ وقد خرّج أحاديثه الشيخ زين الدين قاسم بن قطلوبغا المتوفى سنة ٨٥٤ ه‍ (٢) ، ولم يطبع بعد.

١٣ ـ ومنها تفسير القرطبي واسمه «الجامع لأحكام القرآن».

وهو مطبوع عدّة طبعات ، وكان اعتماده على تفسير الماوردي وأحكام القرآن لابن العربي (٣) ، وإعراب القرآن للنحاس (٤).

٢ ـ التفسير الإشاري :

هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها ، بمقتضى إشارات خفيّة تظهر لأرباب السلوك ، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة.

ولهذا التفسير أصل شرعي.

فقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال :

إن القرآن ذو شجون وفنون ، وظهور وبطون ، لا تنقضي عجائبه ، ولا تبلغ غايته ، فمن أوغل فيه برفق نجا ، ومن أخبر فيه بعنف هوى.

أخبار وأمثال ، وحلال وحرام ، وناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وظهر وبطن ، فظهره التلاوة ، وبطنه التأويل ، فجالسوا به العلماء ، وجانبوا به السفهاء (٥).

__________________

(١) راجع بحر العلوم ١ / ١.

(٢) راجع كشف الظنون ١ / ٢٣٤.

(٣) وهو مطبوع في أربعة مجلدات.

(٤) وقد طبع في العراق في ثلاثة أجزاء ، ويقال : إنّ القرطبي قد أخذ كثيرا من تفسير ابن عطية.

(٥) راجع التفسير والمفسرون للذهبي ٢ / ٣٥٤.

٢٧

وللتفسير الإشاري شرطان :

١ ـ أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب ، بحيث يجري على المقاصد العربية.

٢ ـ أن يكون له شاهد ، نصا كان أو ظاهرا في محل آخر ، يشهد لصحته من غير معارض.

ـ فهذا التفسير ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ، ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ، ودلّت عليه في عرف اللسان ، وثمّ أفهام باطنة تفهم عند الآية (١).

ومن هذا النوع :

«تفسير التستري» لسهل بن عبد الله التستري المتوفى سنة ٢٧٣ ، كان من أهل الزهد والورع ، وتفسيره مطبوع في مجلد واحد.

ومنها «عرائس البيان في حقائق القرآن» لأبي محمد البقلي الشيرازي المتوفى سنة ٦٦٦ ه‍.

وتفسيره مطبوع منذ زمن بعيد في جزأين.

إلى غير ذلك من الكتب.

* * *

هذا ثم نجد كتبا أخرى اختصت بنوع واحد من علوم القرآن.

فمنها كتب في إعراب القرآن.

نذكر منها : «إعراب القرآن» لأبي جعفر النحاس ، وهو مطبوع في ثلاث مجلدات.

__________________

(١) راجع الإتقان في علوم القرآن ١ / ١٨٥.

٢٨

ومنها : «التبيان في إعراب القرآن» لأبي البقاء العكبري ، وهو مطبوع في مجلدين.

ومنها : «البيان في إعراب القرآن» لابن الأنباري ، وهو مطبوع قديما في ثلاثة أجزاء.

ومنها : «الدّر المصون في علوم الكتاب المكنون» للسمين الحلبي ، وقد طبع مؤخّرا ، وصدر منه ستة أجزاء بطبعة أنيقة مرتبة.

وهو أنفس كتاب في بابه.

ـ وغيره من الكتب.

ومنها كتب اختصت في استخراج الأحكام من القرآن أشهرها :

ـ «أحكام القرآن» لابن العربي المالكي ، وهو مطبوع في أربع مجلدات.

ـ «أحكام القرآن» لإلكيا الهراسي الشافعي ، وهو مطبوع في مجلدين.

ـ «أحكام القرآن» للجصّاص الحنفي ، وهو مطبوع في ثلاث مجلدات كبار.

ـ «أحكام القرآن» لابن الفرس المالكي الغرناطي المتوفى سنة ٥٥٩ ه‍.

وقال الداوودي عنه : كتاب جليل الفائدة ، من أحسن ما وضع في ذلك (١) ، والكتاب ما زال مخطوطا ، ومنه نسخة مصورة ميكروفيلم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

__________________

(١) راجع طبقات المفسرين للداوودي ١ / ٣٦٣.

٢٩

ـ ومنها كتب موضوعها ربط الآيات والسور بعضها ببعض ، ومن أجلّ ما صنّف في ذلك كتاب : «نظم الدّرر في تناسب الآيات والسور» لبرهان الدين البقاعي المتوفى ٨٨٥ ه‍ ، والكتاب طبع مؤخرا في الهند في (٢٢) مجلدا (١).

ومنها كتاب «البرهان في ترتيب سور القرآن» (٢) لأبي جعفر أحمد بن الزبير شيخ أبي حيان الأندلسي المتوفى سنة ٨٠٧ ه‍ ، والكتاب طبع مؤخّرا في جامعة الإمام بالرياض.

ومنها «تناسق الدرر في تناسب السّور» للسيوطي ، وهو كتاب صغير مطبوع.

وغير ذلك من الكتب.

ـ ومنها كتب تكلّمت على ألفاظ القرآن ومعانيها ووجوهها ، فمن ذلك «المفردات» للراغب الأصفهاني المتوفى سنة ٤٢٥ ه‍ تقريبا ، وهو مطبوع.

و «بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز» للفيروزآبادي صاحب القاموس ، وكتابه مطبوع في ست مجلدات.

و «نزهة الأعين النواظر في الوجوه والنظائر» لابن الجوزي ، وهو مطبوع في مجلد.

و «الوجوه والنظائر» للقاضي الدامغاني ، وهو مطبوع في مجلد.

ومنها تفاسير مختصرة تكلمت على عدة أوجه من القرآن ، فمن ذلك «تفسير النسفي» (٣) ، وهو مطبوع في ثلاثة أجزاء.

__________________

(١) وعلمت أنّ الكتاب يطبع الآن أيضا في مصر.

(٢) راجع ملك التأويل ١ / ٢٠.

(٣) تفسير النسفي كالبيضاوي كلاهما أخذ من الكشاف غير أن البيضاوي اتجه اتجاها شافعيا ، والنسفي اتّجه اتجاها حنفيا.

٣٠

ومنها : «وضح البرهان» كتابنا هذا.

ومنها : «التسهيل» للكلبي ، وهو مطبوع في مجلد كبير.

وغير ذلك من الكتب التي تتكلم على علوم من القرآن ، في الماضي والحاضر مما يدل على إعجاز هذا القرآن وعظمته ، وقوة بلاغته.

هذا ، ولكن مهما كتب الكاتبون ، ومهما ألّف المؤلفون ، فلا يستطيعون أن يحيطوا علما بكتاب الله ، وأنّى لهم ذلك وكلامهم حادث مخلوق ، وكلام الله تعالى أزليّ قديم؟! وأنى لمخلوق أن يحيط بكلام رب الأرباب!؟

قال الله تعالى : (قُلْ : لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً). [سورة الكهف : آية ١٠٩].

وقال أيضا :

(وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ). [سورة لقمان : آية ٢٧].

* * *

٣١

(٣)

مصادر المؤلف في تفسيره

يتبيّن من قراءة تفسير النيسابوري أنّ المؤلف ذو ثقافة عالية ، واطلاع واسع على الكتب والمؤلفات ، وعلى أشعار العرب ودواوينهم.

ونلاحظ أنّ أهمّ الكتب التي اعتمد عليها من كتب علوم القرآن هي :

١ ـ مجاز القرآن لأبي عبيدة :

وهو من أوائل الكتب التي وضعت في هذا الغرض ، وعليه اعتمد كثير من العلماء في النقل والرواية ، والأخذ والرد.

ويقول الجاحظ عن مؤلفه : لم يكن في الأرض خارجيّ ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة (١).

وتوفي أبو عبيدة سنة ٢١٠ ه‍ (٢). والكتاب مطبوع في مجلدين بتحقيق د. فؤاد سزكين (٣).

٢ ـ معاني القرآن للفرّاء :

وهو من أمهات الكتب في معاني القرآن ودعائمها ، أملاه الفراء إملاء

__________________

(١) راجع البيان والتبيين ١ / ١٣٣.

(٢) راجع وفيات الأعيان ٢ / ١٥٧.

(٣) راجع مجاز القرآن ، وانظره بتحقيق د. سزكين ، فقد بذل فيه جهدا طيّبا.

٣٢

على أصحابه في المسجد (١) ، وعليه اعتماد أكثر العلماء ، وهو عمدة الكوفيين في هذا الشأن.

توفي الفراء سنة ٢٠٧ ه‍ (٢) ، والمؤلف ينقل عنه ، وأحيانا يردّ عليه.

والكتاب مطبوع في ثلاثة مجلدات بتحقيق الأستاذين أحمد يوسف نجاتي ، ومحمد علي النجار ، وقد بذلا فيه جهدا طيبا ، إلا أن الشواهد لم يعطوها حقها ، وكثيرا منها لم ينسبوها.

٣ ـ معاني القرآن للكسائي :

الكسائي شيخ النحاة في الكوفة ، وله كتاب «معاني القرآن» وقد نقل عنه المؤلف في بعض المواضع ، والكتاب غير مطبوع ، ولا نعلم عنه إن كان موجودا في المخطوطات أم لا.

توفي الكسائي سنة ١٨٩ ه‍ (٣).

٤ ـ معاني القرآن للأخفش :

الأخفش هو سعيد بن مسعدة تلميذ سيبويه (٤) ، صنّف كتابه بعد «المسألة الزنبورية» (٥) بطلب من الكسائي ، وكان اعتماد الكسائي في كتابه عليه (٦).

__________________

(١) ابتدأ بإملائه سنة ٢٠٣ ه‍ وكان يملي منه في يومين من كل أسبوع ، وفرغ منه سنة ٢٠٥ ه‍. راجع تاريخ العلماء النحويين للتنوخي ص ١٨٨.

(٢) راجع تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٥.

(٣) راجع تاريخ العلماء النحويين ص ١٩٢ ؛ وطبقات المفسرين للداوودي ١ / ٤٠٢.

(٤) راجع ترجمته في إنباه الرواة للقفطي ٢ / ١٥٧.

(٥) وهي قول العرب : قد كنت أظنّ أنّ العقرب أشدّ لسعة من الزّنبور فإذا هو هي ، وقالوا أيضا : فإذا هو إياها ، وهذا هو الوجه الذي أنكره سيبويه لما سأله الكسائي عنه وتناظرا فيها. انظر مغني اللبيب ص ١٢١.

(٦) انظر طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص ٧٢.

٣٣

وصبّ الأخفش جلّ اهتمامه على تفسير البقرة ، حتى استغرقت ثلث الكتاب تقريبا ، وما بعدها مختصر جدا ، توفي الأخفش سنة ٢١٥ ه‍.

والكتاب مطبوع في جزأين بتحقيق د. فائز فارس ، وقد بذل فيه مجهودا كبيرا. ولنا عليه استدراكات على شواهده التي لم يعرفها (١).

٥ ـ معاني القرآن للمبرد :

للمبرد كتابان في علوم القرآن أحدهما : «إعراب القرآن» ، وكتاب «الحروف في معاني القرآن» (٢) وصل فيه إلى سورة طه ، ولم يكمله ، وله كتاب آخر وهو : «ما اتفقت ألفاظه واختلفت معانيه في القرآن» (٣) والمؤلف ينقل عن المبرد بعض الشواهد الشعرية.

٦ ـ أحكام القرآن للجصاص :

وقد نقل عنه المؤلف مرتين أو ثلاثا.

والكتاب مطبوع في ثلاثة أجزاء ، لكنه يحتاج إلى تحقيق وإعادة طبع.

٧ ـ تفسير ابن بحر الأصفهاني :

وقد أفردنا له بابا مستقلا.

٨ ـ تفسير النقاش :

النقاش : هو محمد بن الحسن البغدادي (٤) ، المقرىء ، المفسر ، كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير ، له تفسير سمّاه : «شفاء الصدور» وله كتاب «الإشارة في غريب القرآن» (٥) و «الموضح في معاني القرآن» توفي سنة ٣٥١ ه‍.

__________________

(١) راجع المدخل لعلم تفسير كتاب الله بتحقيقنا.

(٢) راجع الفهرست ص ٨٨.

(٣) راجع الفهرست ص ٨٨. وهو مطبوع قديما بتحقيق عبد العزيز الميمني.

(٤) راجع ترجمته في معجم ياقوت ٦ / ٤٩٦ ؛ وطبقات المفسرين للسيوطي ص ٨٠ ؛ وطبقات المفسرين للداوودي ٢ / ١٣١ ؛ ووفيات الأعيان ٣ / ٤٢٥.

(٥) ولعلّ المؤلف نقل من كتاب الإشارة للنقاش.

٣٤

٩ ـ تفسير أبي القاسم بن حبيب النيسابوري (١) :

اسمه الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري ، كان إمام عصره في معاني القرآن وعلومه ، وكان أديبا نحويا عارفا بالمغازي والقصص والسير ، انتشر عنه بنيسابور العلم الكثير ، وسارت تصانيفه الحسان في الآفاق. كان شافعي المذهب. نقل عنه المؤلف ، كما نقل عنه البيهقي في «شعب الإيمان» وله «التفسير المشهور». توفي سنة ٤٠٦ ه‍.

١٠ ـ تفسير الثعالبي :

هو لمؤلفه أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أبي إسحق النيسابوري الثعلبي (٢) ، ويقال : الثعالبي كان أوحد زمانه في علم القرآن ، وله التفسير المشهور ، وكتاب «العرائس في قصص الأنبياء عليهم‌السلام» وهو مطبوع. وعنه أخذ أبو الحسن الواحدي. وتوفي سنة ٤٢٧ ه‍ (٣).

١١ ـ تفسير الماوردي :

واسمه «النكت والعيون» وهو مطبوع في أربعة أجزاء في الكويت بتحقيق خضر محمد خضر ، ومؤلفه علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي (٤) ، من وجوه الفقهاء الشافعيين ولي القضاء ببلدان شتى ، ثم سكن بغداد.

واتهمه ابن الصلاح بالاعتزال بحسب ما فهمه عنه في تفسيره في موافقة

__________________

(١) راجع ترجمته في طبقات المفسرين للسيوطي ص ٣٥ ؛ وبغية الوعاة ١ / ٥١٩ ؛ وطبقات الداوودي ١ / ١٤٠.

(٢) راجع ترجمته في طبقات المفسرين للداوودي ١ / ٦٦ ؛ وإنباه الرواة ١ / ١١٩ ؛ وطبقات الشافعية للسبكي ٤ / ٥٨.

(٣) وتفسيره كبير ، ولم يطبع ، ومنه نسخة مصورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

(٤) راجع ترجمته في طبقات المفسرين للداوودي ١ / ٤٢٧ ؛ وطبقات الشافعية للسبكي ٥ / ٢٦٧ ؛ ولسان الميزان ٤ / ٢٦٠.

٣٥

المعتزلة ، وقال ابن السبكي : والصحيح أنه ليس معتزليا ، ولكنه يقول بالقدر فقط.

وقد نقل عنه المؤلف عدة مرات في كتابه ، كما أنّ القرطبي اعتمد عليه كثيرا في تفسيره ، وكان اعتماد القرطبي في تفسيره على ثلاثة كتب اعتمادا كبيرا (١) ، وهي :

١ ـ أحكام القرآن لابن العربي.

٢ ـ إعراب القرآن للنحاس.

٣ ـ وتفسير الماوردي.

وتوفي الماوردي سنة ٤٥٠ ه‍.

نلاحظ بعد هذا :

أنّ المؤكف اعتمد على كتب كبار الأئمة والمفسرين ، فأخذ منهم ما أخذ بالإضافة إلى أقواله وآرائه ، ولم ينقل إلا عمّن اشتهر بالعلم ، وذاع صيته بالعلم.

كما أنه نقل عن أئمة المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومنهم :

١ ـ عبد الله بن العباس.

٢ ـ عبد الله بن مسعود.

٣ ـ علي بن أبي طالب.

٤ ـ مجاهد بن جبر.

٥ ـ الحسن البصري.

٦ ـ الشعبي.

__________________

(١) راجع تفسير القرطبي وتصفّحه تجد ذلك جليّا.

٣٦

٧ ـ عكرمة.

٨ ـ الضحاك.

٩ ـ سعيد بن جبير.

١٠ ـ قتادة.

وكلّهم سترى ترجمته في موضعها ومحلها من هذا الكتاب.

وكذلك نجد له نقولات عن فحول العلماء ممّن تقدّمه ، منهم :

١ ـ القاضي عبد الحميد (١) :

هو عبد الحميد بن عبد العزيز ، أبو خازم القاضي الحنفي ، ولي القضاء بالشام والكوفة والكرخ كان رجلا ديّنا ورعا عالما بمذهب أهل العراق والفرائض والحساب ، أخذ العلم عن هلال بن يحيى الرازي ، وكان هذا أحد فقهاء الدنيا من أهل العراق.

وله مواقف مشرّفة وجريئة مع الخليفة المعتضد العباسي.

وله من الكتب «أدب القاضي» و «الفرائض» و «المحاضرات والسجلات».

توفي سنة ٢٩٢ ه‍.

٢ ـ عبد الله بن حسين (٢) :

هو أبو محمد النيسابوري ، المعروف بالناصحي ، قاضي القضاة بخراسان ، وشيخ الحنفية في عصره ، ولي القضاء للسلطان محمود بن سبكتكين ببخارى ، ومرّ ببغداد حاجّا سنة ٤١٢ ه‍ ، وحدّث بها ، وله كتاب «الجمع بين وقفي هلال والخصاف».

حدّث عن بشر بن أحمد الإسفراييني ، وأبي عمرو بن حمدان وغيرهما ، وكان ثقة ديّنا صالحا توفي سنة ٤٤٧ ه‍.

__________________

(١) راجع ترجمته في الأعلام للزركلي ٣ / ٢٨٧ ؛ والجواهر المضيّة ١ / ٢٩٦ ؛ وتاريخ بغداد ١١ / ٦٢.

(٢) راجع ترجمته في الأعلام ٤ / ٧٩ ؛ وتاريخ بغداد ٩ / ٤٤٣ ؛ والجواهر المضيّة ١ / ٧٤.

٣٧

٣ ـ القاضي أبو القاسم الداوودي (١) :

قال الثعالبي : هو اليوم صدر أهل الفضل ، وفرد أعيان الأدب والعلم بهراة ، يضرب في المحاسن بالقدح المعلّى ، ويسمو منها إلى الشرف الأعلى ، وأخباره في الكرم مأثورة ، ومآثره في الرياسة مؤثرة.

توفي في حدود ٤٣٠ ه‍.

٤ ـ أبو سعيد الضرير :

كان من أعلم الناس في خراسان ، وكان متصلا بالطاهرية ، وذكر الصولي أنّ أبا تمام إذا كلّمه إنسان أجابه قبل انقضاء كلامه ، كأنه قد علم ما يقول فأعدّ جوابه ، فقال له رجل يا أبا تمام لم لا تقول من الشعر ما يعرف؟ فقال : وأنت لم لا تعرف من الشعر ما يقال؟ فأفحمه.

قال : وكان الذي قال هذا : أبو سعيد الضرير (٢).

٥ ـ ابن عرفة :

المعروف بنفطويه واسمه إبراهيم بن محمد بن عرفة.

كان أديبا مفتّنا في الأدب حافظا لنقائض جرير والفرزدق وشعر ذي الرّمة ، وكان يروي الحديث. أخذ عن ثعلب والمبرد ، وتفقه على مذهب داوود الظاهري ، توفي سنة ٣١٣ ه‍.

ـ وفي مجال اللغة والأدب والنحو :

نجده إماما لغويا ، أديبا نحويا ، خبيرا بالمصادر ، عليما بالنقولات القيّمة ، حيث ينقل عن أئمة العربية ، وفرسانها المبرّزين أمثال :

١ ـ سيبويه.

__________________

(١) راجع ترجمته وأخباره في يتيمة الدهر ٤ / ٣٤٥ ؛ والتمثيل والمحاضرة للثعالبي ص ٣٤٨.

(٢) واسمه أحمد بن خالد. انظر ترجمته في إنباه الرواة ١ / ٧٦.

٣٨

٢ ـ الكسائي.

٣ ـ أبي عمرو بن العلاء.

٤ ـ الفراء.

٥ ـ الأخفش.

٦ ـ المبرد.

٧ ـ ابن الأنباري.

٨ ـ أبي علي الفارسي.

٩ ـ ابن جني.

١٠ ـ ثعلب.

١١ ـ الزجاج.

١٢ ـ أبي عمرو الزاهد.

١٣ ـ ابن السراج.

١٤ ـ الجاحظ.

وغيرهم من الفحول ، وكلّهم ستجد له ترجمة في الكتاب في محل وروده.

ـ وفي الشعر والشواهد الشعرية :

نجد أنّ المؤلف ريّان من الأدب ، فكتابه غزير بالشواهد الشعرية ، سواء كانت شاهدا على لفظ أم معنى ، نثرها الشيخ في مؤلّفه لتزيده جمالا على جماله ، ورقة على رقته ، وبهاء على بهائه.

ونجده يكثر الاستشهاد بأشعار الهذليين ، وهو مصيب في ذلك إذ هم أشعر العرب ، فقد سئل حسان بن ثابت : من أشعر العرب؟ فقال : أحيّا أم رجلا؟ فقيل له : حيّا. فأجاب : أشعر الناس حيّا هذيل (١).

__________________

(١) راجع الأغاني ٦ / ٥٦ ؛ والعمدة ١ / ٥٦ ؛ وشعر الهذليين في العصرين الجاهلي والإسلامي ص ١٤٧.

٣٩

وأيضا فالقرآن نزل بعضه بلغتهم ، فقد قال أبو حاتم السجستاني : نزل القرآن بلغة قريش وهذيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر (١).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نزل القرآن بلغة مضر (٢).

ـ وعيّن بعضهم فيما حكاه ابن عبد البّر السبع التي وردت في حديث : «نزل القرآن على سبعة أحرف».

من مضر أنّهم : هذيل وكنانة وقيس وضبة ، وتيم الرباب ، وأسد بن خزيمة وقريش ، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات (٣).

كلّ هذا مما يدل على فصاحة هذيل ومكانتها ، حتى كان العلماء القدامى يحفظون أشعارها ، فقد قال الأصمعي : ضبطت شعر هذيل على فتى من قريش يقال له : محمد بن إدريس الشافعي ، وكأنّ المؤلف يحفظه.

وهذا أمر منتشر في العلماء القدامى الفحول ؛ أمّا في هذه الأزمنة المتأخرة حيث فشا الجهل وقلّ العلم فهذا أمر مستغرب عجيب إذ كثير من المنتسبين للعلم لا يكادون يقيمون وزنا لبيت من الشعر الإسلامي فكيف الجاهلي؟.

ومن يحفظ شعر الجاهلية في زماننا فهو أمر نادر جدا.

وكان شيخنا أحمد بن محمد حامد الحسني الشنقيطي نزيل المدينة المنورة حفظه الله ورعاه ، يحفظ المعلقات الجاهلية قبل بلوغه بسنتين ، بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم ، كما أنه يحفظ ديوان ذي الرّمة وكثيرا من الأشعار

__________________

(١) راجع الإتقان في علوم القرآن ١ / ٦٣.

(٢) راجع الإتقان للسيوطي ١ / ٦٣.

(٣) راجع الإتقان للسيوطي ١ / ٦٣.

٤٠