الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة

الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة

المؤلف:


الموضوع : دليل المؤلفات
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٣٦

١

٢
٣

المقدمة

تحقيقا لاهدنا فنا بنشر الكتب النافعة ، نقدم هذه الموسوعة التي قضى مؤلفها خمسين سنة من حياته في تأليفها وجمع مؤلفها خمسين سنة من حياته في تأليفها وجمع موادها فكانت من أكبر الموسوعات في تاريخنا الثقافي الاسلامي ، سائلين الله التوفيق فيما نعزم عليه من عملنا سوآء في هذا الكتاب أو غيره من الكتب والله من وراء القصد.

الناشر

٤
٥

٦

مقدمة الكتاب

(بقلم العلامة الكبير حجة الاسلام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء)

بسم الله الرحمان الرحيم ، وله العظمة والكبرياء ، وخالص الحمد والثناء ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الانبياء ، وآله سادة الاصفياء (وبعد) فحقا أن لكل شئ من الكائنات ميزانا يعرف به قدره ومعياره ، وجوهره ونجاره ، وميزان كل شئ بحسبه. وموازين الرجال التي تعرف بها أقدارها ، وتشع بها أنوارها ، هي أعمالها وآثارها ، وشرف مساعيها ، وفيض أياديها ، وسمو همتها ، وعميم منفعتها وقيامها بالامر الواجب ، ونهوضها بأداء اللازم ، وإقدامها على ما تقاعس عنه الفحول ووقفت دونه عزائم أولي العقول.

ولقد مر على الطائفة الحقة الامامية ثلاثة عشر قرنا وفي كل قرن من العلماء والعظماء المؤلفون بعامة العلوم وشتى أنواع الفنون ، وقد خلفوا من أصناف التصانيف وآلاف التأليف ، ما لا يحصى عددهم وعدد مؤلفاتهم غير خالقهم ، ولقد كان من الحري بل اللازم أن يقوم في كل عصر من يضبط أسماء علمائه ومؤلفاتهم حتى تتصل سلسلة الاعصار بعضها ببعض وتعرف مؤلفات أساطين هذه الطائفة الوضائة المجد بثقافتها وعلومها وآدابها ومعارفها والتي يمكن أن يقال أنه ليس في طوائف الاسلام طائفة أعظم منها في العلوم آثارا ومأثرا ، وأبعد منه قدما وتقدما وإقداما ، وأوسع منا دائرة معارف ودورة عوارف ، ولكن كان ومن المؤسف أن مآثر علمائها لا تزال مجهولة حتى لاهل العلم من أبنائها فضلا عن عوامها وعامة أغيارها من سائر المذاهب والملل ، ولم ينهض في غضون هذه المدة المتطاولة والقرون المترامية من يقوم بهذه الخدمة الجليلة لامته وأعاظم ملته بل لخدمة العلم والتاريخ وفي ذمة الوفاء والفضيلة.

نعم تعدى في هذه الاواخر بعض فضلاء الروم فكتب كتابه المعروف (بكشف الظنون)

٧

وهو غير واف بضبط كتب أبناء جلدته وعلماء طائفته فضلا عن غيرهم ، دع عنك ما وقع فيه من غرايب الاشتباهات وعجايب الاغاليط يعرف ذلك أهل المعرفة ، والمتخصصون بهذه الصفة قصارى أن هذه الامنية أعني أمنية تأليف كتاب واسع يتكفل بإحصاء مؤلفات علمائنا الامامية رضوان الله عليهم ويستوعب ما يمكن ضبطه حسب الجهد والطاقة من مؤلفاتهم لم تزل حسرة في نفوس الاكابر والعلماء الاماثل ممن أدركناهم ، وقد قام في عصرنا هذا بعض الكتبة في الاقطار النائية فألف في هذا الموضوع ما لا يغني ولا يسمن لعدم وفائه بالبغية المقصودة والضالة المنشودة ، إلى أن بعث الله روح الهمة والنشاط وصدق العزيمة في نفس العالم العلامة الحبر جامع العلم والورع ومحيي السنة ومميت البدع أخينا وخليلنا في الله الشيخ آقا بزرگ الطهراني أيده الله وسدده وأمده بخصوص عناياته وخاصة ألطافه ، فشمر عن ساعد الهمة ونهض بتلك الخدمة وجد في المسعى وجاء بكتاب جمع فاوعى بعد أن تكلف مشقة الاسفار وجاب الاقطار وصرف كثيرا من عمره الشريف في الفحص والتنقيب في المكتبات المشهورة والكتب الدارسة المطمورة وقد نظرنا بعض أجزائه فوجدناه وافيا بالغرض ، ملتقطا للجواهر نابذا الفضول والعرض حاويا لضبط ما شذ وندر وما شاع واشتهر فعرفنا مقدار علو همته وشرف مساعيه ، وجليل عمله وما عاناه في هذا السبيل من المشاق وتحمل ما لا يطاق ، وإليه تعالى نرغب بأن يعينه على إكمال هذا المشروع الجليل والموضوع الجميل والعمل النافع فإنه من الآثار الخالدة والحسنات الدائمة (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) والامل بسائر المؤمنين على إختلاف طبقاتهم أن يقدروا قدر هذه الخدمة الكبرى ، ساعين في نشر هذا الكتاب وتعميم الانتفاع به والابتهاج بظهروه وصدوره ومنه جل شأنه نستمد المعونة والتوفيق للجميع إنشاء الله ..

كتبه بأنامه الداثرة

شوال سنة ١٣٤١

محمد الحسين آل كاشف

الغطاء

٨

حياة المؤلف وموقفه الكريم

لا أريد أن أمثل لك في كلمتي هذه إلا نفسية كبيرة تأبى لها الهمة القعساء إلا الذورة والسنام من كل فضيلة ، ولا أصف إلا شخصية بارزة لا تقتنع لها المآثر إلا بالخلود حتى أنك إذا وقفت عليها وقوف مستشف للحقيقة تجد حياة ثمينة كرسها المترجم في صالح أمته فأبقى لها كيانا خالدا وصحيفة بيضاء ترتل حروفها الحقب والاعوام.

بالرغم من عبقرية (علماء الشيعة) في العلوم باسرها ، وتهالكهم في تدوين المعقول والمنقول ، وحرصهم على ضبط ولائد الافكار ، واتقان مباني الفلسفة ، وترصيف مباحث الكلام ، وترتيب دروس الاخلاق ، ونضد قواعد الفقه ، وضم حلقات التفسير وتنسيق طبقات الرجال ، وجمع شذرات الحديث ، وتأليف شوارد السير ، ونظم جواهر الادب ، وتقفيتهم كل مأثرة بمثلها.

بالرغم من تلكم الجهود المتواصلة ، قد أوشكت أن تذهب أثارهم القيمة إدراج الرياح بين أناس حناق على الحقيقة يتحرون تشويه سمعة القوم وستر فضائلهم وآخرين متساهلين عن الاشارة بها لاسباب كانت تقضي بذلك في ظروف قاسية وسلطات شديدة الكلب وأضعان محتدمة وأغراض مستهدفة ، على ذلك نسلت أجيال ودهور وكتب الشيعة لا تنسج عليها إلا عناكب النسيان ، وتتدهور بها الاحوال إلى هوة الاهمال.

نعم نجمت بين هاتيك الكوارث والهنابث كتب ثمينة كافلة لذكريات علماء الشيعة وذكر تآليفهم لكن فيها ما لا يفي إلا ببعض القصد وما حجبته الروف عن النشور على أن الغاية في أكثرها التبسط في سير المترجمين وجاء ذكر الكتب مستطردا مما توخاه مؤلفوها وأما كتاب يعني فيه بسرد المؤلفات وإستيفاء ما يتسنى للباحث تذكاره منها فلم نجد منه إلا طفائف محدودة أو مخدجة.

٩

هناك أغرار بسطاء لا يتلقون الحقائق إلا ممن لا كفاءة له من مستشرق متطفل على علوم المسلمين ، أو متحيز إلى فئة تضر عداء للقوم وتنظر إليهم بمؤخر عينها يتحرون الحقيقة من هؤلاء كمن يتطلب الدرياق من فقم الافعى ، فمن جراء ذلك طالما لاكت أشداق قوم ودارت بين لهوات آخرين (أن الشيعة ليس لها مؤلفات يستفيد بها خلفهم في شتى العلوم ولا جرم أنهم متطفلون على موائد غيرهم متسولون من البعداء متكففون في علومهم) هذا وعندهم من علوم آل البيت عليهم‌السلام في كل باب ما تخضع له الاعناق وتخبت به القلوب وتعنو لها النفوس.

مضت على ذلك أدوار لا ينشر للشيعة ما ينم عن فضلهم الباهر وعقليتهم الناضجة ، وربما شفع ذلك بنشر ما هم منه براء من عز مختلق وشنعة مكذوبة تولعوا بهاتيك السافسف كأنهم يحدثون عن إحدى الامم البائدة التي لم تبق لها الايام أثرا ، أو يخبرون عن حثالة من حشوة الناس وساقة الامم لم يدع لهم الجهل المطبق من يدفع عن شرفها ، هذا وهم نصف الامة وفيهم الفلاسفة والعلماء والساسة والملوك والكتاب والمؤلفون وصاغة القول ومداره الكلام.

من تلق منهم تلق كهلا أو فتى

علم الهدى بحر الندى المورودا

في الآونة الاخيرة قيض المولى سبحانه فذا من أفذاذ الامة وأوحديا من عباقرة المسلمين للبرهنة على هذه الدعوى ، ألا وهو العلامة الاكبر حجة الاسلام الشيخ « محمد المحسن » الرازي المتولد في الحادي عشر من ربيع الاول سنة ١٢٩٣ نزيل سامراء حرم الامامين العسكريين عليهما‌السلام مدرسة آية الله المجدد الشيرازي قدس‌سره ، قيضه المولى ومعه حافز من الضمير الحر والحفاظ المر وبيمينه (كتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) يملي على العالم كله ما لامته من المجد الغابر والسؤدد الحاضر والشرف الوضاح بنشر العلم وإقتناء الفضائل ، ألا وهو هذا الكتاب الذي يزفه الطبع إلى القراء الكرام (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) وينهي إلى الملا أن الشيعة لم يقصروا عن إخوانهم من فرق الاسلام في التحلي بالعلوم والحكم ولا أنهم وانون في كلاءة نواميس الدين وبث تعاليم الحنيفية البيضاء أو السعي في مناجح الامة ،

١٠

وهذه كتبهم تشهد لهم بذلك وتراغم من يسر لهم حسوا في إرتغاء وتكبح سورة المرجفين بهم والمفترين عليهم.

نهض شيخنا المترجم لهذه المهمة منذ سنة ١٣٢٩ بعزم لا يكهمه الفشل ونشاط لا يفله الكلل مثابرا على العمل معانيا فيه أتعابا وجهودا من تجول في البلاد وتطلع على المكتبات وسير للكتب والفهارس وتحر لكل ما يتوصل به إلى ضالته المنشودة من سعي متواصل وعمل يردف بعضه بعضا حتى طوى على ذلك إلى الوقت الحاضر سنه ١٣٥٥ ستة وعشرين عاما ، فكان من ولائدها هاتيك المساعي المشكورة هذا الكتاب الضخم القيم الذي سوف يتم طبعه في عشرة مجلدات أو يزيد مستوعبا لجميع الحروف وافيا للغرض ، وإن كان من المتعذر عادة الاحاطة بجميع كتب الشيعة مع تفرقها في مناحي شتى وأقطار شاسعة ، لكن شيخنا المؤلف لم يعده تصل إليه يد التنقيب ويتسنى للباحث النقيد تذكاره ، وبذلك كانت له عند الامة جمعاء يد واجبة يجب عليها شكرها ما دار الملوان ، وإلى المولى سبحانه نبتهل في أن ينتهي هذا النشر إلى غاية الكتاب بتمام مجلداته حتى يعم الانتفاع به وإن كان الخواص إنتفعوا به قبل هذا ، فقد جعله العلامة الامين العاملي أحد مصادر كتابه (أعيان الشيعة) وكذلك غيره من المؤلفين.

لم يقف سعي شيخنا المترجم وراء صالح قومه على حد ، فليس هذا الكتاب وحيدا مما أفرغه في قالب التأليف وإن كان فذا في بابه ، فله لكل قرن من القرون الهجرية منذ القرن الرابع حتى القرن الحاضر كتاب منفرد مفرد في موضوعه أفاض القول فيها في تراجم أعيان تلكم الايام الخالية وذكر مآثرهم وآثارهم الخالدة وإليك أسماؤها.

(١) نوابغ الرواة في رابعة المآت.

(٢) إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس.

(٣) الثقاة العيون في سادس القرون.

(٤) الانوار الساطعة في المائة السابعة.

١١

(٥) الحقائق الراهنة في تراجم أعيان المائة الثامنة.

(٦) الضياء اللامع في عباقرة القرن التاسع.

(٧) إحياء الداثر من مآثر أهل القرن العاشر.

(٨) الروضة النضرة في علماء المائة الحادية عشرة.

(٩) الكواكب المنتثرة في القرن الثاني بعد العشرة.

(١٠) الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة.

(١١) نقباء البشر في القرن الرابع عشر.

وله كتاب « مصفى المقال في مصنفي علم الرجال » أطراه العلامة المامقاني رحمه‌الله في تنقيح المقال وذكر أن عدة المترجمين فيه يقرب من خمسمائة رجل وكلها حافلة بذكريات خلت عن كثير منها المعاجم والكتب ، ولكن المؤلف تمكن من الحصول عليها بفضل بحثه المتتابع ومثابرته المعلومة فأعاد إلى تلكم الحلقات البائدة حياة أبدية ، وله كتاب « هدية الرازي إلى المجدد الشيرازي » ضم بين دفتيه حياة الامام المجدد علم العلم والدين سيد الطائفة وزعيمها المقدس السيد ميرزا محمد حسن الشيرازي نزيل سامراء المتوفي سنة ١٣١٢ ، وكتاب « ضياء المفازات في طرق مشايخ الاجازات » و « الدر النفيس في تلخيص رجال التأسيس » و « محصل مطلع البدور في تلخيص ما فيه من المنثور » و « الياقوت المزدهر في تلخيص رياض الفكر » و « مشجرة في الانساب » و « تشجير كتاب حديقة النسب » للعلامة أبي الحسن الافتوني.

لم يعطف المترجم على هذه المواضيع المهمة إلا بعد تكميل نفسه بالعلوم الدينية من الفقه وأصوله وتهذيبها بالملكات الفاضلة وتمرينها بالآداب الشرعية منذ قدم العراق وحط رحله بالنجف الاشرف سنة ١٣١٣ إلى سنة ١٣٢٩ التي هاجر فيها إلى سامراء وأخذ العلم عن الفطاحل الاعلام ، المحقق الولى محمد كاظم الخراساني ، والعلامة الحبر الشيخ الشريعة الاصفهاني ، وآية الله السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، وكتب تقرير أبحاثهم في الفقه وأصوله ، وفي سامراء اختص بالتلمذة على الزعيم المقدم

١٢

آية الله المجاهد ميرزا محمد تقي الشيرازي ، وله رسائل أخرى تأسيسية ، منها « النقد اللطيف في نفي التحريف من القرآن الشريف » و « تعريف الانام في ترجمة المدنية والاسلام » إلى الفارسية وتهذيبه وتبويبه ، نشر شطر منه في مجلة (درة النجف) النجفية سنة ١٣٢٧.

ولشيخنا المترجم الرواية عن جماعة من حجج الاسلام وعمد الدين وأركانه نذكر أسمائهم حسب ترتيب وفياتهم كما ذكرهم كذلك في إجازته للكاتب ، الحاج ميرزا حسين النوري ، المولى علي النهاوندي ، الشيخ محمد طه نجف ، السيد المرتضى الكشميري ، الحاج ميرزا حسين الخليلي ، المولى محمد كاظم الخراساني ، الحاج السيد أحمد الرازي الحائري ، الشيخ محمد صالح آل طعان البحراني ، ميرزا محمد علي المدرس الرشتي ، الشيخ علي الخاقاني ، السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي ، شيخ الشريعة الاصفهاني ، الشيخ موسى بن جعفر الكرمانشاهي ، السيد أبو تراب الخوانساري ، الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء ، السيد أبو محمد الحسن الصدر قدس الله أسرارهم ، السيد ناصر حسين اللكهنوي دامت بركاته ، ولكل منهم طرق ضافية الذيول مثبتة في مظانها ، وللمترجم إجازات كثيرة للعلماء والافاضل المعاصرين تربوا على الثلاثين ولنا منه إجازة مبسوطة ذات فوائد جمة بطرقه هذه كلها.

وكانت له رحلتان خلال تلكم المدد إلى إيران تطلب فيهما ما وسعه من مواضيع كتبه.

لم نتحر الاستقصاء في هذه الترجمة بذكر كل ما يتعلق بها وإنما أردنا إيقاف القراء على شئ مما هو دخيل في الغرض ها هنا وإلا فدون فضل صاحبها منقطع الوصف والبيان ..

محمد علي الغروي الاوردبادي

١٣

مقدمة الطبعة الثانية

وبعد : لقد مضت على البدء بطبع مجلدات الذريعة أكثر من ثلاثين سنة ، وقد نفذ نسخ مجلداته الاولى منذ أمد ، ويزداد طلابها يوما بعد يوم. وكان الوالد المؤلف يمتنع عن تجديد طبعها رغم الحاح الشركات التجارية الدائم وذلك لانه كان يقصد تنقيحها وتصحيح أخطائها وإلحاق المستدركات بها ، سواء المطبوع منها في آخر كل مجلد والجديد الغير المطبوع. لكنه بعد فاجعته بحادث إبنه الشهيد أخي ، ضعفت قواه الجمسية وأصبح ينتظر منا نحن أبنائه أن نقوم بهذه المهمة. وكنت أنا وأخي أحمد المنزوي كمبين منذ عشرين عاما على العمل في طهران بتحضير المستدركات والمواد الاضافية الجديدة وذلك ابان إشتغالنا بفهرسة مخازن المخطوطات بطهران مستقلين أو بإشتراك الزملاء في جامعة طهران ، وقد قامت الجامعة الموقرة والمجلس النيابي والاونسكو هناك بطبع مجلدات كثيرة منها. وكنا عازمين على إلحاق هذه الطبعة الجديدة من الذريعة بهذا الانتاج الغزير حسب إراده المؤلف دام بقاه. وبينا نحن مستغرقون في العمل مسخرين كل إمكاننا لذلك إذ بحادثة جديدة تجبرني على مغادرة طهران وهذا ما كاد يجعلنا نياس من إمكان إلحاق المستدركات بالطبعة الجديدة ريثما تنفرج أزمتنا. ولهذا فقد اتفقنا مع الناشر الكتبي الوجيه الحاج السيد إسماعيل إسلامية على تجديد طبع المجلدات الاولى من الكتاب على الافست ، وإرجاء إلحاق المضافات إلى وقت آخر ، ولكن الوالد دام بقاه أمر أخي أحمد المنزوي بإصلاح الاخطاء وإضافة المستدركات المطبوعة في آخر كل مجلد. ففعل ذلك وهو منهمك في طهران في الوقت نفسه بتحضير مسودات المجلدات غير المطبوعة وبإلحاق المواد الاضافية المذكورة عليها.

ولا يسعني التعريف بمنهج المؤلف في موسوعته هذه في بضعة سطور ، وإنما أذكر المراجع الكرام بأن المؤلف دام عمره بدأ تصنيف هذا الكتاب سنة ١٣٢٩

١٤

١٩١١ م ونشر باكروة مجلداته في النجف عام ١٩٣٦ ١٣٥٥ م ولم يك إذ ذاك قد طبع أي فهرس عن مخطوطات العراق وإيران ، وقد قام المؤلف بفحص المكتبات واحدة واحدة ، والتفتيش عن مخطوطاتها مجلدا مجلدا ، وقراءة كل منها لتعيين موضوعها وأبوابها وتنقل سطور منها في هذه الموسوعة.

وأما اليوم فإن كثيرا من مكتبات بغداد والنجف وكربلا والبصرة والموصل وطهران ومشهد وإصفان وتبريز ودمشق وبيروت بل جلها ، ألف لها فهارس وإن كانت ناقصة. فطهران مثلا اليوم توجه عناية خاصة إلى المخطوطات وفهرستها فقد خرج للمكتبة المركزية لجامعة طهران حتى اليوم خمسة عشر مجلدا من فهرس مخطوطاتها ولمكتبة المجلس خمسة عشر مجلدا ولمكتبة سپهسالارست مجلدات ولكلية الطب مجلد وللحقوق مجلد وللآداب ثلاثة مجلدات ، وهناك تحت الطبع مجلدات عدة من فهارس مكتبة الملك وغيرها ، عدا فهرست عام للمخطوطات الفارسية جمعه أخي أحمد وسيقدمه للطبع.

على أن هذا كله لم يؤثر في قيمة هذه الموسوعة بل زادها إكبارا فهي على قدمها لا تزال معتبرة أوسع وأوثق مصدر لمعرفة الكتب القديمة في الشرق الاسلامي.

علينقي المنزوي

١٥