الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد - ج ٢

محمّد بن محمّد النعمان العكبري [ الشيخ المفيد ]

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد - ج ٢

المؤلف:

محمّد بن محمّد النعمان العكبري [ الشيخ المفيد ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٣
الجزء ١ الجزء ٢

فإِذا اسْتَغْفَرْتَ الله فاللهُّ يَغْفِر لك ، وإذا كانت عزيمتُك وعَقْدُ نِيَّتِك فيما حَمَلْناه إِليك ألاّ تُحْدِثَ فيه حَدَثاً إِذا رَدَدْناه اليك ولا تَنْتَفِعَ به في طريقك فقد صَرَفْناه عنك ، فأمّا الثوبُ فخُذْه لتُحْرمَ فيه ».

قالَ : وكَتَبْتُ في معنيين وأرَدْتُ أنْ أكتُبَ في الثالثِ فامْتَنَعْتُ منه ، مخافَة أن يَكْرَهَ ذلك ، فوَردَ جواب المعنيين والثالثِ الذي طَوَيتُ مفسَّراً ، والحمدُ الله.

قالَ : وكُنْتُ واقَفْت جعفرَ بن إِبراهيم النيسابوري ـ بنيسابور ـ على أنْ أرْكَبَ معه إِلى الحجِّ وأُزامِلَه ، فلمّا وافَيْتُ بغداد بدا لي (١) وذَهَبْتُ أطلُبُ عديلاً ، فلَقِيَني ابنُ الوجناء (٢) وكُنْتُ قد صِرْتُ اليه وسَألتُه أن يَكْتَريَ لي فوَجَدْتُه كارهاً ، فلمّا لَقِيَني قالَ لي : أنا في طَلبك ، وقد قيلَ لي : لا إنّه يَصْحَبُك فأحْسِنْ عِشْرتَه واطْلُبْ له عديلاً واكْتِرله » (٣).

عليُّ بن محمد ، عن الحسن بن عبد الحميد قالَ : شَكَكْتُ في أمْرِ حاجزٍ (٤) ، فَجَمَعْتُ شيثاً ثم صِرْتُ إِلى العَسْكرِ ، فخَرَجَ إِلَيَّ : «ليس فينا

__________________

(١) في الكافي : بدا لي فاستقلته.

(٢) قال العلامة المجلسي رحمه‌الله في مرآة العقول ٦ : ١٨٨ : يظهر من كتب الغيبة ان ابن الوجناء هوأبو محمد ابن الوجناء ، وكان من نصيبين وممن وقف على معجزات القائم عجل الله فرجه.

(٣) الكافي ١ : ٤٣٦ / ١٣ ، وذكره الطبرسي بحذف قطعة من آخره في اعلام الورى: ٤١٩ ، والصدوق باختلاف يسير في إكمال الدين : ٤٩٠ / ١٣.

(٤) في «م» وهامش «ش» : حاجر ، هكذا مهملاً ، وعلى آخره في هامش «ش» صح ، وما أثبتناه من «ش» و «ح » ، وفي المصادر وكتب الرجال : حاجز بالمعجمة أيضاً ، وقد ورد اسمه في إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٦ في من وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه من الوكلاء ببغداد ، ويستفاد ذلك من نفس المصدر ص ٤٨٨ / ٩ و ١٠ وقد عبّرعنه بالحاجزي أيضاً ، وهو: حاجز ابن يزيد الوشاء كما يظهر من آخر الحديث.

٣٦١

شكٌّ ولا فيمن يقومُ مقامَنا بأمرِنا ، فرُدٌ ما معك إِلى حاجزِ بن يزيد» (١).

عليُّ بن محمد ، عن محمد بن صالح قالَ : لمّا ماتَ أبي وصارَ الأمْرُ إِلَيَّ (٢) ، كانَ لأبي على الناسِ سفاتجُ (٣) من مالِ الغريم ، يعني صاحبَ الأمْرِ عليه‌السلام.

ـ قالَ الشيخُ المفيد : وهذا رمز كانت الشيعةُ تَعْرِفُه قديماً بينها ، ويكونُ خطابُها عليه للتقية ـ.

قالَ : فكتَبْتُ إِليه أُعْلِمُه ، فكَتَبَ إِلَيَّ : «طالِبْهم واستقْصِ عليهم » فقضاني الناسُ إلاّ رجلاً واحداً وكانتْ عليه سُفتجةٌ باربعمائة دينارٍ ، فجِئْتُ إليه أطْلبُهُ فمَطَلَني واسْتَخَفَّ بي ابنُه وسَفِهَ عَلَيَّ ، فشَكَوْتُه إِلى أبيه فقالَ : وكانَ ماذا؟! فقَبَضْتُ على لحيته وأخَذْتُ برِجْلِه وسَحِبْتُه إِلى وسطِ الدارِ ، فَخَرَجَ ابنُه مستغيثاً باهلِ بغداد وهو يقولً : قميّ رافضيٌ قد قَتَلَ والدي. فاجْتَمَعَ عَلَيَّ منهم خلقٌ كثيرٌ ، فَرَكِبْت دابَّتي وقُلْتُ : أحْسَنْتُم ـ يا أهلَ بغداد ـ تَميلونَ مع الظالمِ على الغريب المظلومِ ، أنا رجل من أهلِ همذانِ من أهلِ السُنة ، وهذا يَنْسبُني إِلى قُم ويَرْميني بالرَفْضِ ليَذْهبَ بحقّي ومالي ، قالَ : فمالُوا عليه وأرادُوا أنْ يَدْخُلوا إِلى حانوته حتى سَكَّنْتُهم ، وطَلَبَ إِلَيَّ صاحبُ السُفْتَجَةِ أنْ آخُذَ مالَها وحَلفَ

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٣٧ / ١٤ ، اعلام الورى : ٤٢٠.

(٢) يعني أمر الوكالة.

(٣) السفاتج : جمع سفتجة ، وهي ان تعطي مالاً لأخر له مال في بلد آخر وتأخذ منه ورقة فتأخذ مالك من ماله في البلد الأخر ، فتستفيد أمن الطريق وهي في عصرنا الحوالة المالية ، انظر.

« مجمع البحرين ـ سفتج ـ ٢ : ٣١٠ ».

٣٦٢

بالطلاقِ أنْ يوَفِّيَني مالي في الحالِ ، فاسْتَوْفَيْتهُ منه (١).

عليُّ بن محمد ، عن عدّةٍ من أصحابِنا ، عن أحمدَ بن الحسن والعلاءِ بن رزق اللّه ، عن بدر غُلامِ أحمدَ بن الحسن ، عنه (٢) قالَ : وَردْت الجَبَلَ وأنا لا أقولُ بالإمامةِ ، اُحِبُّهم جملة ، إلى أن ماتَ يزيدُ بن عبداللهِ فأوْصى في علته أن يُدْفَعَ (الشهري السمند ) (٣) وسَيْفُه ومِنْطَقَتُه إِلى مولاه ، فخِفْتُ إن لم أدفَعْ الشهري الى أذكوتكين (٤) نالَني منه استخفاف ، فقوَّمْتُ الدابَّةَ والسيفَ والمِنْطقةَ سبعمائة دينارٍ في نفسي ، ولم أُطْلعْ عليه أحداً ، ودَفَعْتُ الشهري إِلى أذكوتكين ، واذا الكتابُ قد وَرَدَ عَلَيَّ من العراقِ أن وَجِّهِ السبعَ مائة دينارٍ التي لنا قِبَلَك من ثَمَنِ الشهري والسيفِ والمِنْطَقَةِ (٥).

عليُّ بن محمد قالَ : حَدثَني بعض أصحابِنا قالَ : وُلِدَ لي ولدٌ فكَتَبتُ أستأذنُ في تطهيره يوم السابع ، فورد : « لاتفعل » فمات يوم السابع أو الثامن ، ثم كَتَبْتُ بمَوْته ، فوَرَدَ : «ستُخْلَفُ غيرَه وغيرَه ، فسٌم الأولَ أحمدَ ، ومن بعد أحمدَ جعفراً» فجاءَ كما قالَ.

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٣٧ / ١٥.

(٢) ظاهره رجوعه الى أحمد بن الحسن فهو راوي الخبرففي السند تحويل ، لكن قد خلت المصادر من كلمة (عنه) فراوي الخبرهو بدر غلام أحمد بن الحسن.

(٣) الشهري السمند : اسم فرس. «مجمع البحرين ـ شهر ـ ٣ : ٣٥٧».

(٤) اذكوتكين : قائد عسكري تركي للعباسيين وقد أغار على بلاد الجبل. ومن اراد التوضيح فليراجع المحاسن للبرقي بقلم المحدث الارموي ص (لا ـ نب).

(٥) الكافي ١ : ٤٣٨ / ١٦ ، الغيبة للطوسي : ٢٨٢ / ٢٤١ ، وفيه : يزيد بن عبد الملك بدل : يزيد بن عبدالله ، ورواه الطبري في دلائل الامامة : ٢٨٥ باختلاف يسير ، والطبرسي في اعلام الورى: ٤٢٠ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١ : ٣١١ / ٣١.

٣٦٣

قالَ : وتَهيأْتُ للحجِّ وودَعْتُ الناسَ وكُنْتُ على الخروجِ ، فوَردَ : «نحن لذلك كارهونَ ، والأمرُ إِليك » فضاقَ صَدْري واغْتَمَمْتُ وكَتَبْتُ : أنا مُقيمٌ على السمعِ والطاعةِ ، غيرَ انّي مُغتم بتَخَلُّفي عن الحجٌ ، فوَقَعَ : «لا يضيقَنَّ صدْرُك ، فإِنَّك سَتَحجًّ قابلاً إِن شاءَ الله » قالَ : فلمّا كانَ من قابلٍ كَتَبْتُ أسْتَأْذِنُ ، فوَردَ الإذنُ ، وكَتَبْتُ : إِنّي قد عادَلْتُ محمّدَ بن العباس ، وأنا واثقٌ بديانتِه وصيانتِه ، فوَردَ : «الأسدي نِعْمَ العديلُ ، فإِن قَدِم فلا تَخْتَرْ عليه » فقَدِمَ الأسديُ وعادَلْته (١).

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليِّ ابن محمد ، عن الحسن بن عيسى العُريضي قالَ : لمّا مضى أبومحمد الحسنُ بن عليِّ عليهما‌السلام وَرَدَ رجلٌ من مصربمالٍ إِلى مكة لصاحبِ الامْرِ ، فاختُلِفَ عليه ، وقالَ بعضُ الناسِ : إِنّ أبا محمد قد مَضى عن غير خَلَفٍ. وقال آخرونَ : الخَلَفُ من بعدِه جعفرُ. وقالَ آخرونَ : الخَلَفُ من بعدِه ولدُه. فبَعَثَ رجلاً يكنّى أبا طالب إِلى العسكرِيَبْحَثُ عن الامْرِ وصحّتِه ومعه كتابُ ، فصارَ الرجلُ إِلى جعفر وسأله عن برهان ، فقالَ له جعفرُ : لا يتهيّأْ لي في هذا الوقتِ. فصارَ الرجلُ إِلى الباب وأْنفَذَ الكتابَ إِلى أصحابِنا المرسومينَ بالسفارةِ ، فخَرَجَ إِليه : «آجَرَكَ ُ الله في صاحبِك فقد ماتَ ، وأوصى بالمالِ الذي كانَ معه إِلى ثقةٍ يَعْمَلُ فيه بما

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٣٨ / ١٧ ، والغيبة للطوسي : ٢٨٣ / ٢٤٢ و ٤١٦ / ٣٩٣ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١ : ٣٠٨ / ٤٢ ، وذكر صدره باختلاف يسير الطبري في دلائل الامامة : ٢٨٨ ، والصدوق في إكمال الدين : ٤٨٩.

والأسدي هو محٌمد بن جعفر بن محٌمد بن عون الاسدي ابو الحسين الرازي احد الابواب.

رجال الشيخ : ٤٩٦ / ٢٨ ـ في من لم يرو ـ ، رجال النجاشي : ٣٧٣ / ١٠٢٠.

٣٦٤

يَجبُ واُجيبَ عن كتابِه » وكان الأمرُ كما قيلَ له (١).

وبهذا الإسنادِ عن عليِّ بن محمد قالَ : حَمَلَ رجلٌ من أهلِ آبة (٢)
شيئاً يُوصِلُه ونَسِيَ سيفاً كان أراد حَمْلَه ، فلمّا وَصَلَ الشيءُ كتِبَ إِليه بوصوله وقيلَ في الكتابِ : «ما خبرُ السيفِ الذي أُنسِيتَه؟» (٣).

وبهذا الإسناد عن عليِّ بن محمد ، عن محمد بن شاذان (٤) النيسابوري قالَ : اجْتَمعَ عندي خمسمائةُ درهمٍ يَنْقصُ عشرون درهماً ، فلم أُحبُ أن أنْفذَها ناقصةً ، فوَزَنْتُ من عندي عشرين درهماً وبَعَثْتُ بها إِلى الأسدي ولم أكْتُب ما لي فيها ، فَوَردَ الجواب : «وَصَلَتْ خمسمائةُ درهم ، لك منها عشرون درهماً» (٥).

الحسنُ (٦) بن محمد الأشعري قالَ : كانَ يَردُ كتابُ أبي محمد عليه‌السلام في الإجراءِ على الجنيد ـ قاتلِ فارسِ بن حاتم بن ماهويه (٧) ـ

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٣٩ / ١٩ ، إكمال الدين : ٤٩٨ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١ : ٢٩٩ / ١٦.

(٢) آية : بليدة تقابل ساوة ، وأهلها شيعة « معجم البلدان ١ : ٥٠».

(٣) الكافي ١ : ٣٩ ٤ / ٢٠ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١ : ٢٩٩ / ١٧.

(٤) في الكافي : محمد بن علي بن شاذان و (علي بن) زائد كما يظهر من سائر المصادر.

(٥) الكافي ١ : ٤٣٩ / ٢٣ ، رجال الكشي ٢ : ٨١٤ / ١٠١٧ ، إكمال الدين : ٤٨٥ / ٥ و ٥٠٩ / ٣٨ ، والغيبة للشيخ : ٤١٦ / ٣٩٤ ، دلائل الامامة : ٢٨٦ ، اعلام الورى : ٤٢٠ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٩٧ / ١٤ وفيه : بعثت بها الى احمد بن محمد القمي بدل الأسدي ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١ : ٤٢٥ / ٤٤.

(٦) كذا في النسخ والبحار ، والظاهر انّ الصواب : الحسين كما في سائر المصادر ومن تتبع الاسناد.

(٧) في الكشي ٢ : ١٠٠٦ / ٨٠٧ سنده عن محمد بن عيسى بن عبيد: ان فارس كان فتاناً يفتن الناس ويدعو إِلى البدعة وان أبا الحسن عليه‌السلام أمر بقتله وضمن لمن قتله الجنة ، فقتله جنيد

٣٦٥

وأبي الحسن ، وأخي ، فلمّا مَضى أبومحمد عليه‌السلام وَرَدَ استئنافٌ من الصاحب عليه‌السلام بالاجراءِ لأبي الحسن وصاحبه ، ولم يَرِدْ في أمْرِ الجنيدِ شيءٌ. قال : فاْغتَمَمْتُ لذلك ، فوَردَ نعيُ الجنيدَِ بعدَ ذلك (١).

عليٌ بن محمد ، عن أبي عقيل عيسى بن نصرقالَ : كَتَبَ عليُّ بن زياد الصيمري (٢) يَسألُ كَفَنَاً ، فكَتَبَ إليه : «إِنَك تَحْتاجُ إليه في سنةِ ثمانين » (٣). فماتَ في سنةِ ثمانين ، وبعثَ إليه بالكفن قَبْلَ مَوْته (٤).

عليّ بن محمد ، عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قالَ : كانَ

__________________

ورمى الساطور الذي قتله به من يديه وأخذه الناس ولم يجدوا هناك أثراً من السلاح. انظره مفصلاً في الكشي.

(١) الكافي ١ : ٤٣٩ / ٢٤ ، اعلام الورى : ٤٢٠ ، وفيهما : آخر بدل أخي ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥١ : ٢٩٩ / ١٨.

(٢) في إكمال الدين : كتب علي بن محمد الصيمري ... فورد : أنه يحتاج اليه سنة ثمانين أو احدى وثمانين ... وبعث اليه بالكفن قبل موته بشهر.

وفي غيبة الشيخ: علي بن محمد الكليني قال : كتب محمد بن زياد الصيمري يسأل صاحب الزمان عليه‌السلام كفناً .. فورد: انك تحتاج اليه سنة احدى وثمانين .. وبعث اليه بالكفن قبل موته بشهر.

وروى ما يقرب منه في دلائل الامامة باسناده الى الكليني قال : كتب علي بن محمد السمري ، انتهى.

والظاهر انه عليّ بن محمد بن زياد الصيمري ، وقد يعبٌرعنه بعلي بن زياد الصيمري نسبة الى الجدَ اختصاراً ، لاحظ : رجال الشيخ : ٤١٨ / ١٢ و ٤١٩ / ٢٥ و ٤٣٢ / ٣ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ١٤١.

(٣) يقول العلامة المجلسي رحمه‌الله في المرآة ٦ : ١٩٩ : أي في سنة ثمانين من عمرك ، أو أراد الثمانين بعد المائتين من الهجرة.

(٤) الكافي ١ : ٤٤٠ / ٢٧ ، الغيبة للطوسي : ٢٨٤ / ٢٤٤ ، اعلام الورى: ٤٢١ ، ومرسلاً في عيون المعجزات : ١٤٦ ، ورواه باختلاف يسير الصدوق في إكمال الدين : ٥٥١ / ٢٦ ، والطبري في دلائل الامامة : ٢٨٥.

٣٦٦

للناحيةِ (١) عليَ خمسمائةُ دينارٍ فضِقْتُ بها ذَرْعاً ، ثم قُلْتُ في نفسي : لي حوانيت اشْتَرَيْتُها بخمسمائة دينارٍ وثلاثين ديناراً قد جَعَلْتُها للناحيةِ بخمسمائةِ دينارٍ ، ولم أنطِقْ بذلك ، فكَتَبَ إلى محمد بن جعفر: «اقبَض الحوانيتَ من محمد بن هارون بالخمسمائةِ دينارٍ التي لنا عليه » (٢).

أخْبَرَني أبو القاسم جعفرُ بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن عليّ ابن محمد قالَ : خَرَجَ نهيٌ عن زيارةِ مقابرِ قريشء (٣) والحائرِ على ساكنيهما السلامُ ، فلمّا كانَ بَعْدَ أشْهر دعا الوزيرُ الباقطائي (٤) فقالَ له : إلْقَ بني فرات والبرسيين وقُلْ لهم : لا تَزُوروا مقابرَ قريشٍ ، فقد أمَرَ الخليفةُ أن يُفْتَقدَ كلُّ مَنْ زاره فيُقْبَضُ عليه (٥).

والأحاديثُ فى هذا المعنى كثيرةْ ، وهي موجودةٌ في الكتب المصنَّفةِ المذكورةِ فيها أخبارُّ القائمِ عليه‌السلام وإن ذَهَبْتُ إِلى إِيرادِ جَميعِها طالَ بذلك هذا الكتابُ ، وفيما أثْبَتُه منها مُقْنِعٌ والمنّةُ الله.

__________________

(١) الناحية : كناية عن صاحب الأمر عليه‌السلام كما يقال : الجهة الفلانية والجانب الفلاني هامش «ش» و «م».

(٢) الكافي ١ : ٤٤٠ / ٢٨ ، اعلام الورى : ٤٢١ ، الخرائج والجرائح ١ : ٤٧٢ / ١٦ ، وروى نحوه الصدوق في كمال الدين : ٤٩٢ / ١٧.

(٣) أي : مشهد الكاظم والجواد عليهما‌السلام ببغداد.

(٤) باقطايا بالعراق كلمة نبطية ، وهي قرية ، وكذلك بَاكُسَايا وبادَرايا قريتان بالعراق. هامش «ش» و «م».

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : باقطايا ويقال : باقطيا من قرى بغداد على ثلاتة فراسخ من ناحية قطربُل. «معجم البلدان١ : ٣٢٧».

(٥) الكافي ١ : ٤٤١ / ٣١ ، الغيبة للطوسي : ٢٨٤ / ٢٤٤ ، اعلام الورى : ٤٢١ ، وفيها : يتَفَقّد (بدل) يُفتقد.

٣٦٧

باب

ذِكْرِ علاماتِ قيامِ القائمِ عليه السلامُ

ومُدَةِ أيّام ظهورِه ، وشرحِ سيرتِه وطريقةِ أحكامِه ،

وطَرَفٍ مَما يَظْهرُ في دولتِه وايامِه صلواتُ الله عليه

قد جاءتِ الأخبار(١) بذِكْرِ علاماتٍ لزمانِ قيامِ القائمِ المهدي عليه‌السلام وحوادثَ تكون أماَمَ قيامِه ، وآيات ودلالات : فمنها : خروجُ السفياني ، وقَتْلً الحَسَني ، واخْتلافُ بني العباس في الملكِ الدنياوي ، وكسوفُ الشمسِ في النصفِ من شهرِ رمضان ، وخسوفُ القمرِ في آخره على خلافِ العاداتِ ، وخَسْفٌ بالبيداءِ ، وخَسْف بالمغرب ، وخَسْفٌ بالمشرقِ ، وركودُ الشمسِ من عندِ الزوالِ إلى وسطِ أوقاَتِ العصرِ ، وطلوعُها من المغرب ، وقَتْلُ نفسٍ زكية بظَهْرِالكوفةِ في سبعينَ من الصالحينَ ، وذبْحُ رَجلٍ هاشمي بين الركنِ والمقامِ ، وهَدْمُ سورِ(٢) الكوفةِ ، وإقبالُ راياتٍ سُود من قِبَلِ خراسان ، وخُروجُ اليماني ، وظهور المغربي بمصرَ وتمَلُّكُه للشاماتِ ، ونزول التُرْكِ الجزيرةَ ، ونُزولُ الرومِ الرملةَ ، وطلوعُ نَجْمٍ بالمشرقِ يُضيءُ كما يُضيءُ القَمَرُ ثم يَنْعطف حتى يكادُ يلتقيَ طَرَفاه ، وحُمْرَةٌ تَظْهرُ في السماءِ وتنتَشِرُ(٣) في آفاقِها ، ونارٌ

__________________

(١) في هامش «ش» و «م» : الأثار.

(٢) في هامش «ش» و «م» : حائط مسجد.

(٣) في «ح » وهامش «ش» : ويلتبس.

٣٦٨

تَظْهَرُ بالمشرقِ طُولاً وتبقى في الجَوِّ ثلاثة أيّامِ أو سبعة أيّامٍ ، وخَلْعُ العربِ أعنَّتَها وتَملُّكها البلادَ وخُروجُها عن سلطانَ العجمِ ، وقَتْلُ أهلِ مصر أميرهم ، وخَرابُ الشام ، واخْتِلافُ ثلاثةِ راياتٍ فيه ، ودخولُ راياتِ قيس والعرب إلى مصرَ وراياتِ كندة إلى خراسان ، ووُرود خيلٍ من قِبَلِ المغرب حتى تُربَط بفَناءِ الحيرةِ ، وِإقبال راياتٍ سودِ من المشرقِ نحوَهاَ ، ويثق (١) في الفراتِ حتى يَدْخُل الماءُ أَزِقَّةَ الكوفةِ ، وخروجُ ستينَ كذّاباً كلُّهم يَدَّعي النُبوّةَ ، وخُروجُ اثنَيْ عَشَرَ من آلِ أبي طالب كُلُّهم يَدَّعي الإمامةَ لنَفْسِهِ ، وإحراقُ ِ (٢) رجلِ عظيمِ القدرِمنِ شيعةِ بني العباس بين جلولاء وخانقين ، وعَقْدُ الجسرِممّاَ يلي الكَرْخَ بمدينةِ السلام (٣) ، وارتْفاعُ ريحٍ سوداءَ بها في أوّلِ النهارِ ؛ وزلزلة حتى يَنْخسفَ كثيرٌ منهاَ ، وخوفٌ يَشْمَلُ أهلَ العراقِ (٤) ، وموتٌ ذريع فيه ، ونَقْص من الأنفسِ والأَموالِ والثمراتِ ، وجرادٌ يَظهرُ في أوانِه وفي غير أوانِه حتى يأتيَ على الزرعِ والغلاّتِ ، وقلّةُ ريْعٍ لما يَزْرَعَه الناسُ ، واختلافُ صنفينِ من العجمِ ، وسَفْكُ دماءٍ كثيرِة فيما بينهم ، وخروجُ العبيدِ عن طاعةِ ساداتِهم وقَتْلُهم مَواليَهم ، ( ومَسْخٌ لقومٍ ) (٥) من أهلِ البِدَعِ حتى يصيروا قردةً وخنازير ، وغَلبةُ العبيدِ على بلاَدِ الساداتِ ، ونداءٌ من السماءِ حتى يَسْمَعَه أهلُ الأرضِ كلُّ أهلِ لغةٍ بلغتِهِم ، ووجهٌ وصدْر يظهرانِ من السماءِ للناسِ في عينِ الشمسِ ، وأمواتٌ

__________________

(١) انبثق الماء : انفجر وجرى مجمع البحرين ـ بثق ـ ٥ : ١٣٦ ».

(٢) في «م» وهامش «ش» : وخروج.

(٣) في «م» وهامش «ش» : بغداد.

(٤) في هامش «ش» و «م» : بغداد والعراق.

(٥) في هامش «ش» و «م» : ومسخ قوم.

٣٦٩

يُنْشَرونَ من القبورِ حتى يَرْجِعوا إلى الدنيا فيتعارَفونَ فيها وَيتزاوَرُونَ.

ثم يُختَمُ ذلك بأربع وعشرين مَطْرَةً تَتَّصِلُ فتَحْيى بها الأرضُ من بعد مَوْتِها وتُعرفُ بَرَكاتُها ، وتَزُولُ بعد ذلك كلُّ عاهةٍ عن مُعتقدي الحقِّ من شيعةِ المهدي عليه‌السلام ، فيَعْرِفونَ عند ذلك ظُهورَه بمكةَ فيَتَوَجَّهونَ نَحْوَه لنُصرتِه. كما جاءتْ بذلك الأخْبارُ.

ومن جُملةِ هذهِ الأحداثِ محتومةٌ ومنها مُشتَرَطَة (١) ، واللهُ أعلم بما يكونُ ، وإنَّما ذَكَرْناها على حسب ما ثَبَتَ في الأصولِ وتَضمَّنها الأثرُ المنقولُ ، وباللهِ نستعينُ وإيّاهُ نَسْألَُ التوفيقَ.

أَخْبَرَني أَبو الحسن عليُّ بن بلال المهلّبي قالَ : حَدَّثَني محمَّدُ بن جعفر المؤدّب ، عن أَحمدَ بن إدريس ، عن عليِّ بن محمد بن قتيبة ، عن الفضلِ بن شاذان ، عن إسماعيل بن الصباح قالَ : سَمِعْتُ شيخاً من أَصحابنا يَذْكُرُ عن سيف بن عُميْرَة قالَ : كُنْتُ عند أَبي جعفر المنصورِ فقالَ ليَ ابتداءً : يا سيفَ بن عُميرةَ ، لا بدَّ من منادٍ ينادي من السماءِ بأسمِ رجل من ولدِ أَبي طالبٍ ، فقُلْتُ : جُعِلْتُ فداك يا أَميرَ المؤمنينَ تَرْوي هذا؟ قالَ : إي والَذي نَفْسي بيدِه لِسماعِ أُذُني له ، فقُلْتُ : يا أَميرَ المؤمنينَ ، إنَّ هذا الحديثَ ما سَمِعْتُه قَبْلَ وقتي هذا! فقالَ : يا سيفُ ، إنَّه لحقٌّ ، وإذا كانَ فنحنُ أَوّلَ مَنْ يُجيبُه ، أَما إنَّ النداءَ إلى رجلٍ من بني عمِّنا ، فقُلْتُ : رجلٌ من ولدِ فاطمة؟ فقالَ : نعَمْ يا سيفُ ، لولا أَنَّني سَمِعْتُ من أَبي جعفر محمد بن علي يُحَدِّثُني به ، وحَدَّثَني به أَهلُ الأرضِ كُلّهم ما قَبِلْتُه

__________________

(١) في هامش «ش» و «م» : محتوم ومنها مشترط.

٣٧٠

منهم ، ولكنَّه محمدُ بن عليّ (١) (٢).

وروى يحيى بن أَبي طالب ، عن عليِّ بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أَبيه ، عن عبدالله بن عمر قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليهِ وآلهِ : «لا تقومُ الساعةُ حتى يَخْرُجَ المهديُّ من ولدي ، ولا يَخْرُجُ المهديُّ حتى يَخْرُجَ ستونَ كذّاباً كُلُّهم يقولُ : أَنا نبيٌّ » (٣).

الفضلُ بن شاذان ، عمّن رواه ، عن أَبي حمزة قالَ : قُلت لأبي جعفر عليه‌السلام : خروجُ السفياني من المحتومِ؟ قالَ : «نعَمْ ، والنداءُ من المحتوم ، وطُلوعُ الشمسِ من مَغْرِبها محتومٌ ، واختلافُ بني العباس في الدولةِ مَحتومٌ ، وقَتْلُ النفس الزكيةِ محتومٌ ، وخروجُ القائمِ من آلِ محمد محتومٌ » قُلتُ له : وكيفَ يكونُ النداءُ؟ قال : «ينادِي مُنادٍ من السماءِ أَولَ النهار: أَلا إنَّ الحق مع عَليٍّ وشيعتِه ، ثُمَّ ينادِي إبليسُ في آخرِ النهارِ من الأرضِ : أَلا إنَ الحق مع عثمان (٤) وشيعتِه ، فعندَ ذلكَ يَرْتاب

__________________

(١) في هامش «ش» و «م» : محمد بن علي هو: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. انتهى.

والمراد من هامش النسختين تفسيره بوالد المنصور ، وهو تأويل ضعيف ، اذ لا دلالة فيه ، لاستبعاد تعبير المنصور عن ابيه بهذا الشكل ، مضافاً الى ان المذكور يكنى بابي عبدالله لا ابي جعفر ، نظر: «وفيات ألاعيان ٤ : ١٨٦ ، شذرات الذهب ١ : ١٦٦ ».

والظاهر ان المراد به هو الامام ابو جعفر الباقر عليه‌السلام ، لعدم استبعاد رواية المنصور عن الامام عليه‌السلام ، بل قد وقع نظيرها ، حيث عده الشيخ الطوسي في اصحاب الصادق عليه‌السلام. فتأمل.

(٢) الكافي ٨ : ٢٠٩ / ٢٥٥ ، بطريق آخر عن اسماعيل بن الصباح ، والغيبة للطوسي : ٤٣٣ / ٤٢٣ ، بطريق آخر عن احمد بن ادريس ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٨٨ / ٢٥.

(٣) الغيبة للطوسي : ٤٣٤ / ٤٢٤ ، اعلام الورى : ٤٢٦ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٠٩ / ٤٦.

(٤) المْراد به عثمان بن عنبسة ، وهو السفياني ، وقد جاء في إكمال الدين : ٦٥٢ / ١٤ : أنّ الحقّ مع السفياني وشيعته.

٣٧١

المُبْطِلونَ » (١).

الحسنُ بن عليّ الوشّاء ، عن أَحمدَ بن عائذ ، عن أَبي خديجة ، عن أَبي عبدالله عليه‌السلام قال : «لا يَخْرُجُ القائمُ حتى يَخْرُجَ قَبْلَه اثنا عشرمن بني هاشم كُلُّهم يَدْعُو إلى نَفْسِه » ِ(٢).

محمّدُ بن أَبي البلاد ، عن عليِّ بن محمد الأودي ، عن أَبيه ، عن جدِّه قالَ : قالَ أَميرُ المؤمنينَ عليه‌السلام : «بين يدي القائم موتٌ أَحمرُ وموتٌ أَبيضُ ، وجرادٌ في حينهِ وجرادٌ في غير حينهِ كأَلوانِ الدمِ ، فأمّا الموتُ الأحمرُ فالسيفُ ، وأَمّا الموتُ الأبيضُ فالطاعونُ » (٣).

الحسنُ بن محبوب ، عن عمرو بن أَبي المقدام ، عن جابرِ الجعفي ، عن أَبي جعفر عليه‌السلام قالَ : «الزَم الأرْضَ ولا تُحرِّك يداً ولا رِجْلاً حتى ترى علاماتٍ أذكرها لك ، وماَ أَراك تُدْرِك ذلك : اخْتلافُ بني العبّاس ، ومنادٍ ينادي من السماءِ ، وخَسْفُ قريةٍ من قرى الشامِ تسمّى الجابيةَ (٤) ، ونُزولُ التركِ الجزيرةَ ، ونزولُ الروم الرملةَ. واختلافٌ كثيرٌ عند ذلك في كلِّ أَرضٍ ، حتى تَخْرُبَ الشامُ ويكَونَ سببُ خرابِها

__________________

(١) اعلام الورى : ٤٢٦ ، ورواه الصدوق باختلاف يسير عن ابي حمزة الثمالي قال : قلت لابي عبد الله : ان ابا جعفر كان يقول : .... ، وفي إكمال الدين : ٦٥٢ / ١٤ ، والغيبة للطوسي : ٤٣٥ / ٤٢٥ ، وقطعة منه في : ٤٥٤ / ٤٦١.

(٢) الغيبة للطوسي : ٤٣٧ / ٤٢٨ ، اعلام الورى : ٤٢٦ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٠٩ / ٤٧.

(٣) غيبة النعماني : ٢٧٧ / ٦١ ، بطريق آخر عن ابراهيم بن ابي البلاد ، عن علي بن محمد بن الاعلم الأزدي ... ، غيبة الطوسي : ٤٣٨ / ٤٣٠ ، اعلام الورى : ٤٢٧ ، الفصول المهمة : ٣٠١ ، ورواه الصدوق في إكمال الدين : ٦٥٥ / ٢٧ باختلاف يسير ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١١ / ٥٩.

(٤) في هامش «ش» و «م» : الجابية: هي في غربي دمشق في طريق صيداء.

٣٧٢

اجتماعَ ثلاثِ راياتٍ فيها : راية الأصهبِ ، وراية الأبقع ، وراية السفياني » (١).

عليُّ بن أَبي حمزة ، عن أَبي الحسن موسى عليه‌السلام في قوله جلّ قائلاً : ( سَنُريهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَين لَهُمْ أَنَّه الحَقُّ ) (٢) قالَ : «الفِتَنُ في الآفاقِ ، والمسْخُ في أًعداءِ الحقِّ » (٣).

وُهيب بن حفص ، عن أَبي بصير قالَ : سَمِعْتُ أَبا جعفرَ عليه‌السلام يقولُ في قوله تعالى: ( إِنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (٤) قالَ : «سَيَفْعَلُ الله ذلك بهم » قُلْتُ : مَنْ هم؟ قالَ : «بنو أُميةَ وشيعتُهم» قُلْتُ : وما الآيةُ؟ قالَ : «رُكودُ الشمسِ ما بين زوالِ الشمسِ إِلى وَقْتِ العصرِ ، وخُروجُ صَدرْ (٥) ووَجْهٍ في عينِ الشمسِ يُعْرفُ بحسبِه ونَسَبِه ، وذلك في زمانِ السفياني ، وعندها يكونُ وبَوارُه وبَوارُ قومِه » (٦).

عبدُ الله بن بُكير ، عن عبدِ الملك بن اسماعيل ، عن أَبيه ، عن سعيدِ ابن جبير قالَ : إِنَّ السَنَة التي يقوم فيها المهديُّ عليه‌السلام تُمْطَرُ الأرض أربعاً وعشرين مطرةً ، تُرى آثارها وبركاتها (٧).

__________________

(١) غيبة الطوسي : ٤٤١ / ٤٣٤ ، اعلام الورى : ٤٢٧ ، الفصول المهمة : ٣٠١ ، وروى نحوه مفصلاً النعماني في غيبته : ٦٧ / ٢٧٩ ، الاختصاص : ٢٥٥ ، والعياشي في تفسيره ١ : ٦٤ / ١١٧ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١٢ / ٦٢.

(٢) فصلت ٤١ : ٥٣.

(٣) اعلام الورى : ٤٢٨ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٢١ / ٨٣.

(٤) الشعراء ٢٦ : ٤.

(٥) في «ح » زيادة : رجل. وفي «ش» : رجل ، معلّم عليها بانها زائدة.

(٦) اعلام الورى : ٤٢٨ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٢١ / ٨٤.

(٧) الغيبة للطوسي : ٤٤٣ / ٤٣٥ ، اعلام الورى : ٤٢٩.

٣٧٣

الفضلُ بن شاذان ، عن أحمدَ بن محمد بن أَبي نصر ، عن ثعلبة الأزدي (١) قالَ : قالَ أَبو جعفر عليه‌السلام : «آيتانِ تكونانِ قبلَ القائمِ : كُسوفُ الشمس في النصفِ من شهرِ رمضانَ ، والقمر في آخرِه «قالَ :قُلْتُ : يا ابنَ رسول الله ، تنكسف ِ(٢) الشمس في اخرِ الشهرِ ، والقَمَر في النصف. فقالَ أَبو جعفرُ عليه‌السلام : «أَنا أَعْلَمُ بما قُلْت ، إِنَّهما آيتانِ لم تكونا منذُ هَبَطَ آدَمُ عليه‌السلام » (٣).

ثعلبةُ بن ميمونَ ، عن شعيب الحداد(٤) ، عن صالح بن ميثم قالَ : سَمِعْتُ أَبا جعفرَ عليه‌السلام يقولُ : «ليس بين قيام القائمِ عليه‌السلام وقَتْلِ النفس الزكيةِ أَكْثَرَمن خمس عشرة ليلة» (٥).

عمرو بن شمر ، عن جابر قالَ : قُلْتُ لأبي جعفر عليه‌السلام : متى يَكونُ هذا الأمرُ؟ فقالَ : «أَنّى يكون ذلك ـ يا جابر ـ ولمّا يَكثُرالقتلُ

__________________

(١) كذا في النُسخ ، وأورد الخبرفي البحار عن الإرشاد وغيبة الطوسي عن ثعلبة عن بدر بن الخليل الأزدي. وثعلبة هو ثعلبة بن ميمون كما في سائر المصادر ، فالظاهر سقوط «عن بدر بن الخليل» من السند هنا.

(٢) في «ش» : أتكسف ، وفي هامش «ش» و «م» : لم تنكسف ، وما أثبتناه لكن «م».

(٣) الغيبة للطوسي :٤٤٤ / ٤٣٩ ، اعلام الورى : ٤٢٩ ، وروى نحوه الكليني في الكافي ٨ : ٢١٢ / ٢٥٨ ، والنعماني في غيبته : ٢٧١ / ٤٥ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١٣ / ٦٧.

(٤) في إكمال الدين واعلام الورى والبحار: الحذّاء. وهو تصحيف كما يعلم من كتب الرجال ، وهو شعيب بن اعين الحدّاد ، لاحظ : رجال النجاشي :١٩٥ / ٥٢١ ، فهرست الشيخ الطوسي : ٨٢ / ٣٤٣ ، رجال الشيخ الطوسي :٢١٧ / ٢ ر ٤٧٦ / ٢ ، رجال البرقي : ٢٩ ، معجم رجال الحديث ٩ : ٢٩ و ٣٧ ، تنقيح المقال ٣ : ٦٢.

(٥) إكمال الدين : ٦٤٩ / ٢ ، الغيبة للطوسي : ٤٤٥ / ٤٤٠ ، اعلام الورى : ٤٢٧ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٠٣ / ٣٠.

٣٧٤

بين الحيرةِ والكوفةِ» (١).

محمَّدُ بن سنان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قالَ : «إِذا هُدِمَ حائط مسجدِ الكوفةِ ممّا يلي دارَ عبداللهِّ بن مسعود ، فعند ذلك زوالُ مُلْكِ القوم ، وعند زوالِه خُروجُ القائمِ عليه‌السلام » ِ(٢).

سيفُ بن عميرة ، عن بكر بن محمد ، عن أَبي عبدالله عليه‌السلام قالَ : «خُروجُ الثلاثةِ : السفياني والخراساني واليماني ، في سنةٍ واحدةٍ في شهر واحدٍ في يومٍ واحدٍ ، وليس فيها راية أَهْدى من رايةِ اليماني ، لأنَّه يَدْعُو إلى الحقَ » (٣).

الفضلُ بن شاذان ، عن أَحمدَ بن محمد بن أبي نصر ، عن أَبي الحسن الرضا عليه‌السلام قالَ : «لا يكونُ ما تَمُدُّونَ إِليه أَعْناقَكُمْ حتى تميّزوا وتُمَحَصوا فلايَبْقى منكم إِلاّ القليلُ (٤) ، ثم قَرَأ : ( ألم * أحسِبَ الناَّسُ أَنْ يُتْركوا أَنْ يَقُولوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (٥) ثم قال : إِنّ من علاماتِ الفَرَجِ حدثاً يكون بين المسجدين (٦) ، ويقْتُلُ فلانٌ من ولدِ فلانِ خمسةَ

__________________

(١) الغيبة للطوسي :٤٤٥ / ٤٤١ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٠٩ / ٥٠.

(٢) روى نحوه النعماني في غيبته : ٢٧٦ / ٥٧ ، والطوسي في غيبته : ٤٤٦ / ٤٤٢ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١٠ / ٥١.

(٣) الغيبة للنعماني : ٢٥٥ نحوه ، الغيبة للطوسي : ٤٤٦ / ٤٤٣ ، اعلام الورى : ٤٢٩ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١٠ / ٥٢.

(٤) في هامش «ش» و «م» : الأندر.

(٥) العنكبوت ٢٩ : ١ ـ ٢.

(٦) في هامش «ش» : «مسجد البصرة والكوفة أو مسجد الكوفة والمدينة والله اعلم ».

وفي هامش ثانٍ : «رأيت في موضع اخر من قول السيد أدام الله ظله (يعني السيد فضل الله الراوندي الذي قوبلت على نسخته هذه النسخة ) كأنهما مسجد الكوفة ومسجد السهلة».

٣٧٥

عَشَرَكَبْشاً من العربِ » (١).

الفضلُ بن شاذان ، عن معمر بن خلادِ(٢) ، عن أَبي الحسن عليه‌السلام قالَ : «كأَنّي براياتٍ من مصرَ مُقْبلاتٍ خُضْرٍ مُصَبَّغاتٍ ، حتى تَأْتي الشاماتِ فتهدى إِلى ابن صاحبِ الوصيّات ».

حماد بن عيسى ، عن إِبراهيم بن عمر اليماني ، عن أَبي بصير ، عن أَبي عبد الله عليه‌السلام قالَ : «لا يَذْهَبُ مُلْكُ هؤلاءِ حتى يَسْتَعْرِضوا (٣) الناسَ بالكوفةِ في يوم الجمعةِ ، لَكَأَنّي أَنظُرُ إِلى رُؤوس تَنْدُرُ (٤) فيما بين باب الفيلِ وأصحابَِ الصابونِ » (٥).

عليُّ بن أَسباط ، عن الحسن (٦) بن الجهم قالَ : سَألَ رجلٌ أَبا الحسن عليه‌السلام عن الفَرَجِ فقالَ : «تُريدُ الإكثارَأَم اُجْمِلُ لك؟» قالَ : بل تُجْمِلُ لي ، قالَ : «إِذا رُكِزَتْ راياتُ قيس بمصرَ ، وراياتُ كِنْدةَ

__________________

(١) اُنظر: ذيله في الغيبة للطوسي : ٤٤٨ / ٤٤٧ ، ونقل ذيله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١٠ / ٥٦.

(٢) في «ش» و «م» : ميمون بن خلاد ، وما اثبتناه من «ح » وهامش «ش» عن نسخة ، وهو الصواب ، انظر «رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٨» ، رجال الشيخ في اصحاب الرضا عليه‌السلام : ٣٩٠ / ٤٥ ، وفي فهرسته : ١٧٠ / ٧٤٢ ، ومعمر هذا ممن روى النص على الامام الجواد عليه‌السلام في ج ٢ :٢٧٦ من هذا الكتاب.

(٣) الاستعراض : عرض القوم على السيف من غير تمييز. هامش «ش» و «م».

(٤) تندر: تسقط الصحاح ـ ندر ـ ٢ : ٨٢٥».

(٥) الغيبة للطوسي : ٤٤٨ / ٤٤٧ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١١ / ٥٧.

(٦) في «ش» و «م» : عن ابي الحسن ، وما اثبتناه من «ح » وهو الصواب. انظر «رجال البرقي : ٥٢ ، رسالة ابي غالب الزراري : ٨ ، رجال النجاشي : ٥٠ / ١٠٩ ، رجال الشيخ : ٣٤٧ / ١٠».

٣٧٦

بخراسانَ ». (١)

الحسينُ بن أبي العلاء ، عن أَبي بصير ، عن أَبي عبدالله عليه‌السلام قالَ : «إنَّ لولد فلانِ عند مسجدِكم ـ يعني مسجدَ الكوفةِ ـ لوقْعةً في يومِ عَرُوبَة ِ(٢) ، يُقْتَلُ فيها أَربعةُ آلافٍ من باب الفيلِ إلى أَصحاب الصابونِ ، فإِيّاكم وهذا الطريقَ فاجْتنبوه ، وأَحْسَنُهم حَالاً مَنْ أَخَذَ في دَرْبِ الأنصارِ».

عليُّ بن أَبي حمزة ، عن أَبي بصير ، عن أَبي عبدالله عليه‌السلام قالَ : «إنَّ قُدّامَ القائمِ عليه‌السلام لسنة غَيْداقَةً ، يَفْسُدُ فيها الثمار والتمر في النخلِ ، فلا تَشُكُّوا في ذلك » (٣).

إِبراهيم بن محمد ، عن جعفر بن سعد(٤) ، عن أَبيه ، عن أَبي عبدالله عليه‌السلام قالَ : «سَنَةُ الفتحِ يَنْبثقُ الفراتُ حتى يَدْخُل على أَزِقَّةِ الكوفةِ» (٥).

وفي حديثِ محمد بن مسلم قالَ : سَمِعْتُ أَبا عبدالله عليه‌السلام يقولُ : «إِنَّ قُدّامَ القائمِ بلوى من اللهِ » قُلتُ : ما هو ، جُعِلْتُ

__________________

(١) الغيبة للطوسي : ٤٤٨ / ٤٤٩ ، اعلام الورى : ٤٢٩ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢١٤ / ٦٨.

(٢) يوم عروبة : اي يوم الجمعة «الصحاح ـ عرب ـ ١ : ١٨٠ » ».

(٣) الغيبة للطوسي : ٤٤٩ / ٤٥٠ ، اعلام الورى : ٤٢٨.

(٤) كذا في «ش» و «م» وفي «ح » : جعفر بن سعيد. وقد ذكر الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام سعداً والد جعفر بن سعد الأسدي (رجال الشيخ الطوسي : ٢٠٣ / ١٣).

وقد وقع تحريف في اعلام الورى ، فذكر: ابراهيم بن محمد بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله. وفي الغيبة للشيخ الطوسي : جعفر بن سعيد الأسدي.

(٥) الغيبة للطوسي : ٤٥١ / ٤٥٦ ، اعلام الورى : ٤٢٩.

٣٧٧

فداك؟ فقَرَأ : ( وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بشيَءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشرِّ الصَابرينَ ) (١) ثم قالَ : «الخوفُ من مُلوكِ بني فلان ، والجوعُ من غلاءِ الأسْعارِ ، ونَقْصٌ من الأموالِ من كسادِ التجاراتِ وقِلةِ الفَضْلِ فيها ، ونَقْصُ الأنفسِ بالموتِ الذريعِ ، ونَقْصُ الثمراتِ بقلَّةِ ريعِ الزرعِ وقِلّةِ بركةِ الثمارِ» ثم قالَ : «وبشرِّ الصابرينَ عند ذلك بتعجيلِ خُروجِ القائم عليه‌السلام » (٢).

الحسينُ بن يزيد ، عن منذر الخوزي (٣) عن أَبي عبدالله عليه‌السلام ، قالَ : سَمِعْتهُ يقولُ : «يُزْجَرُ الناس قَبْلَ قيام القائمِ عليه‌السلام عن معاصيهم بنارٍ تَظْهَرُ في السماءِ ، وحُمْرَة تًجَلِّلُ الَسماءَ ، وخسفٍ ببغدادَ ، وخَسْفٍ ببلدِ البصرةِ ، ودماءٍ تُسْفكُ بها ، وخراب دوُرِها ، وفناءٍ يَقَعُ في أَهْلِها ، وشُمولِ أَهْلِ (٤) العراقِ خوفٌ لا يكونُ لهَم معه قَرارٌ» (٥).

فصل

فأمّا السَنَةُ التي يَقومُ فيها عليه‌السلام واليومُ بعينهِ ، فقد جاءَتْ فيه آثارٌ عن الصادقينَ عليهم‌السلام.

روى الحسنُ بن محبوب ، عن عليِّ بن أَبي حمزة ، عن أَبي بصير ، عن

__________________

(١) البقرة ٢ :١٥٥.

(٢) رواه باختلاف في الفاظه الطبري في دلائل الامامة : ٢٥٩ ، والصدوق في إكمال الدين : ٦٤٩ / ٣ ، والنعماني في غيبته : ٢٥٠ / ٥ ، والطبرسي في اعلام الورى: ٤٢٧.

(٣) في البحار عن الكتاب : الحسين بن زيد عن منذر الجوزي.

(٤) الى هنا آخر الموجود في نسخة «ح ».

(٥) اعلام الورى : ٤٢٩ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٢١ / ٨٥.

٣٧٨

أَبي عبدالله عليه‌السلام قالَ : «لا يَخْرُجُ القائمُ عليه‌السلام إلاٌ في وِتْرٍ من السِنينَ : سنة إحدى ، أَو ثلاثٍ ، أَو خمْسٍ ، أَو سَبْعٍ ، أَو تِسْعٍ » (١).

الفَضل بن شاذان ، عن محمد بن عليٍّ الكوفي ، عن وُهَيْب بن حفص ، عن أَبي بصير قالَ : قالَ أبوعبداللهّ عليه‌السلام : «ينادى باسمِ القائمِ عليه‌السلام في ليلةِ ثلاث وعشرين ، ويقومُ في يوم عاشوراء ، وهو اليومُ الذي قُتِلَ فيه الحسينُ بن عليّ عليهما‌السلام ، لَكَأنَي به في يومِ السبت العاشرِ من المحرّم قائماً بين الركنِ والمقامِ ، جبرئيلُ عليه‌السلام على (يدِه اليُمنى ) (٢) ينادي : البيعةُ للهِ ، فتصيرُ إليه شيعته من أطرافِ الأرضِ تُطْوى لهم طَيّاً حتى يُبايعُوه ، فيَمْلأ اللهُ به الأرضَ عدلاً كما مُلِئَت ظُلْماً وجَوْراً» (٣).

فصل

وقد جاءَ الأثرُ بأَنَّه ـ عليه‌السلام ـ يَسيرُمن مكّةَ حتى يَأْتيَ الكوفةَ فيَنْزِلُ على نجفِها ، ثم يُفرِّقُ الجنودَ منها في (٤) الأمصارِ.

ورَوى الحجّال ، عن ثعلبة ، عن أَبي بكر الحضرمي ، عن أَبي جعفر الباقر عليه‌السلام قالَ : «كأَنّي بالقائمِ عليه‌السلام على نجفِ الكوفةِ ،

__________________

(١) اعلام الورى : ٤٢٩ ، الفصول المهمة : ٣٠٢ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٢٩١ / ٣٦.

(٢) في هامش «ش» و «م» : يمينه.

(٣) اعلام الورى : ٤٣٠ ، وفيه : ليلة ست وعشرين من شهر رمضان ، وبحذف اوله في الفصول المهمة : ٣٠٢ ، وباختلاف يسير في غيبة الطوسي : ٤٥٢ / ٤٥٨.

(٤) في «م» وهامش «ش» : الى.

٣٧٩

قد سارَ إِليها من مكّةَ في خمسةِ آلافٍ من الملائكةِ ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنونَ بين يديه ، وهو يُفرِّقُ الجنودَ في البلادِ» (١).

وفي رواية عَمرو بن شمر ، عن أَبي جعفر عليه‌السلام قالَ : ذَكَرَ المهديَّ فقالَ : «يَدْخُلُ الكوفةَ وبها ثلاثُ راياتٍ قد اضْطَرَبتْ فتَصْغوِ (٢) له ، ويَدْخُلُ حتى يأْتي المنبرَ فيَخْطُبُ فلا يدْري الناسُ ما يَقولُ من البكاءِ ، فإِذا كانَتِ الجمُعة الثانيةِ سَأَلَه الناسُ أَنْ يُصَلّيَ بهم الجمُعةَ ، فيَأْمُرُأَنْ يُخطَّ له مسجدٌ على الغري ويُصلّي بهم هناك ، ثم يَأْمُرُ مَنْ يحفرُ من ظَهْرِمشهدِ الحسين عليه‌السلام نَهراً يَجْري إِلى الغريَّين حتى يَنْزِل الماءُ في النجفِ ، ويعمل على فوهته القناطيرَ والأرحاءَ (٣) ، فكَأَنّي بالعجوزِ على رأسهِا مِكْتل (٤) فيه بُرتَأْتي تلك الأرحاءَ فتَطْحَنَه بلا كِراءِ» (٥).

وفي روايةِ صالح بن أَبي الأسود ، عن أَبي عبداللهّ عليه‌السلام ، قالَ : ذَكَرَ مسجدَ السهلةِ فقالَ : « أَما إِنّه مَنْزِلُ صاحبِنا إِذا قَدِمَ بأَهلِه » (٦).

وفي رواية المفضّل بن عمر قالَ : سَمِعْت أَبا عبداللهّ عليه‌السلام يقولُ : «إِذا قامَ قائمُ آلِ محمدٍ عليه‌السلام بَنى في ظَهْرِ الكوفةِ مَسجداً له أَلفُ باب ، واتَّصلَتْ بُيوتُ أَهلِ الكوفةِ بنَهْرَيْ كربلاء» (٧).

__________________

(١) اعلام الورى : ٤٣٠ ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٣٣٦ / ٧٥.

(٢) تصغو: تميل. «الصحاح ـ صغا ـ ٦ : ٢٤٠٠» وفي هامش «ش» فتصفو.

(٣) الارحاء : جمع رحى ، وهي آلة طحن الحنطة ، انظر«الصحاح ـ رحا ـ ٦ : ٢٣٥٣».

(٤) المكتل : الزنبيل. « الصحاح ـ كتل ـ ٥ : ١٨٠٩ ».

(٥) اعلام الورى : ٤٣٠ ، ورواه الشيخ في الغيبة : ٤٦٨ / ٤٨٥ ، باختلاف يسير مع زيادة ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٥٢ : ٣٣١ / ٥٣.

(٦) الكافي ٣ : ٤٩٥ / ٢ ، التهذيب ٣ : ٢٥٢ / ٦٩٢ ، الغيبة للطوسي : ٤٧١ / ٤٨٨.

(٧) رواه الشيخ (ره) في الغيبة مع زيادة : ٢٨٠ ، والطبرسي في اعلام الورى : ٤٣٠ ، ونقله

٣٨٠