نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٣

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٣

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٨

أكب عليه رجل آخر فاجتز رأسه ، فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول : أنا قتلته ، فقال عمرو بن العاص : والله ان يختصمان الا في النار ، فسمعها منه معاوية ، فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص : ما رأيت مثل ما صنعت ، قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما : انكما تختصمان في النار؟ فقال عمرو : هو والله ذاك ، والله انك لتعلمه ، ولوددت أني مت قبل هذه بعشرين سنة » (١).

وروى المتقى : « عن زيد بن وهب قال : كان عمار بن ياسر قد ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه فضربوه فجلس في بيته ، فجاء عثمان بن عفان يعوده ، فخرج عثمان وصعد المنبر فقال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : تقتلك الفئة الباغية ، قاتل عمار في النار. حل. كر » (٢).

وفي ( الاستيعاب ) : « ابو الغادية الجهني .. كان محبا في عثمان ، وهو قاتل عمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه ، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول قاتل عمار بالباب.

وكان يصف قتله له إذا سئل عنه لا يباليه.

وفي قصته عجب عند أهل العلم ، روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما ذكرنا انه سمعه منه ، ثم قتل عمارا رضي‌الله‌عنه روى عنه كلثوم بن جبير » (٣).

أشار بقوله « روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما ذكرنا » الى ان ابا الغادية من رواة حديث « عمار تقتله الفئة الباغية » وقد صرح الحلبي بذلك في ( سيرته ) متعجبا منه.

وقال الزبيدي في ( تاج العروس ) : « وأبو الغادية ... هو قاتل عمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه ، مذكور في تاريخ دمشق ».

وفي ( شرح الشفاء للقاري ) : « قتله ابو الغادية ».

__________________

(١) الطبقات ٣ / ٣٥٩.

(٢) كنز العمال ١٦ / ١٣٩. وانظر ١٦ / ١٤٥ ، ١٤٦.

(٣) الاستيعاب ٤ / ١٧٢٥.

٦١

وفي ( تذكرة الخواص ٩٤ ) : « وقال الواقدي : لما طعن ابو الغادية عمارا بالرمح وسقط أكب عليه آخر فاحتز رأسه ... ».

وفي ( الروض الأنف ٧ / ٢٨ ) : « قتله ابو الغادية الفزاري وابن جزء ، اشتركا في قتله ».

وفي ( اسد الغابة ٥ / ٢٦٧ ) : « ابو الغادية الجهني ، بايع النبي صلّى الله عليه وسلّم ... وكان من شيعة عثمان رضي‌الله‌عنه ، وهو قاتل عمار بن ياسر ، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول : قاتل عمار بالباب ، روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم النهى عن القتل ثم يقتل مثل عمار ، نسأل الله السلامة.

روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن أبي معشر عن أبيه قال : بينا الحجاج جالسا إذ أقبل رجل مقارب الخطو ، فلما رآه الحجاج قال : مرحبا بأبي غادية وأجلسه على سريره وقال : أنت قتلت ابن سمية؟ قال : نعم ، قال : وكيف صنعت؟ قال : صنعت كذا حتى قتلته. فقال الحجاج لأهل الشام : من سره ان ينظر الى الرجل عظيم الباع اليوم القيامة فلينظر الى هذا ، ثم سار أبو غادية يسأله شيئا فأبى عليه ، وقال ابو غادية : نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم فلا يعطوننا ويزعم اننى عظيم الباع يوم القيامة ، اجل والله ان من ضرسه مثل احد وفخذه مثل ورقان ومجلسه مثل ما بين المدينة والربذة لعظيم الباع يوم القيامة ، والله لو ان عمارا قتله اهل الأرض لدخلوا النار ».

وراجع :

التاريخ الصغير للبخاري ١ / ١٨٨.

المعارف لابن قتيبة ٢٥٦.

مروج الذهب ٢ / ٣٨١.

المستدرك ٣ / ٣٨٦.

وغيرها.

٦٢

دحض المعارضة

بحديث : تمسّكوا بعهد ابن أم عبد

٦٣
٦٤

قوله : « وتمسكوا بعهد ابن ام عبد ».

أقول : تمسك ( الدهلوي ) بهذا الحديث باطل لوجوه :

١ ـ انه مما تفرد به اهل السنة

انه حديث من متفردات العامة ، وحديث الثقلين متفق عليه.

٢ ـ انه مما اعرض عنه الشيخان

انه حديث اعرض عنه الشيخان ، واعراضهما دليل على الضعف عندهم.

٣ ـ انه ضعيف سندا

انه حديث ضعيف سندا ، قال ابن الأثير بترجمة ابن مسعود : « أخبرنا ابو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي ، أخبرنا ابو العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي ، أخبرنا ابو القاسم على بن محمد

٦٥

ابن على المصيصي ، أخبرنا ابو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن قاسم ابن ابى نصر ، أخبرنا ابو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الاطرابلسى ، حدثنا ابو عبيدة السري بن يحيى بالكوفة ، حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعى عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : وتمسكوا بعهد ابن أم عبد.

وقد رواه سلمة بن كهيل عن ابى الزعراء عن ابن مسعود » (١).

وفيه قبيصة بن عقبة

قال الذهبي : « قال ابن معين هو ثقة الا في حديث الثوري ».

قال : وقال ابن معين ليس بذلك القوي ، وقال : ثقة في كل شيء الا في سفيان » (٢).

وقد علمت انه روى هذا الحديث عن سفيان الثوري.

وفيه : سفيان الثوري

وقد ذكرنا مساويه بالتفصيل في القسم الثاني من مجلد ( حديث مدينة العلم ).

وفيه : عبد الملك بن عمير

وقد ذكرنا وجوه ضعفه والقدح فيه في مجلد ( حديث الطير ) بالتفصيل.

__________________

(١) اسد الغابة ٣ / ٢٥٨.

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٨٣.

٦٦

وفيه : مولى ربعي

وهو مجهول.

* وأما طريقه الآخر الذي ذكره ابن الأثير معلقا ففيه :

ابو الزعراء

وقد ترجمه بقوله : « عبد الله بن هاني ، ابو الزعراء صاحب ابن مسعود ، قال البخاري : لا يتابع على حديثه ، سمع منه سلمة بن كهيل حديثه عن ابن مسعود في الشفاعة : ثم يقول نبيكم صلّى الله عليه وسلّم رابعا ، والمعروف انه عليه‌السلام اول شافع ، قال البخاري.

وقد أخرج النسائي الحديث مختصرا » (١).

وفي ( تهذيب التهذيب ٦ / ٦١ ) : قال البخاري : « لا يتابع في حديثه ».

هذا ، ولو راجعت ( جامع الترمذي ) باب مناقب ابن مسعود لرأيت ان راوي هذا الحديث عن سلمة بن كهيل هو : يحيى بن سلمة بن كهيل وعنه ابنه اسماعيل وعنه ابنه ابراهيم.

وهؤلاء بأجمعهم مجروحون حسب تصريحات الأئمة من اهل السنة كما فصل ذلك في مجلد ( حديث الطير ) وستقف على ذلك قريبا أيضا ، وبالاخص : يحيى بن سلمة فانه الأشد ضعفا فيهم ، فلقد قال الترمذي بعد ان خرجه : « هذا حديث غريب من حديث ابن مسعود ، لا نعرفه الا من يحيى بن سلمة بن كهيل ، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث » (٢).

وبهذه الوجوه يقف المنصف على تعسف ( الدهلوي ) ومكابرته ... والله الموفق.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٥١٦.

(٢) صحيح الترمذي ٢ / ٢٢١.

٦٧
٦٨

دحض المعارضة

بحديث : رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد

٦٩
٧٠

قوله : « ورضيت لكم ما رضي به ابن ام عبد ».

أقول : هذا الحديث لا يجوز الاستدلال به للوجوه الآتية :

١ ـ انه من الآحاد

ان هذا الحديث من الآحاد ، وحديث الثقلين من المتواترات.

على انه مما تفرد به اهل السنة ، كما انه مما لا يقبله اهل الحق.

٢ ـ انه مما اعرض منه الشيخان

لقد أعرض الشيخان عن روايته ، وقد ذكرنا ان كلما لم يذكراه فهو عندهم موهون.

بل لم يخرجه أحد من أصحاب الصحاح الستة.

٣ ـ انه لا يدل على منزلة لابن مسعود

ولو فرض صحة هذا الحديث وسلمنا ذلك ، فانه لا يعارض حديث

٧١

الثقلين ، لان حديث الثقلين يدل على خلافة اهل البيت عليهم‌السلام وإمامتهم وعصمتهم وطهارتهم وأفضليتهم من غيرهم ... كما مر بالتفصيل.

وأما هذا الحديث فلا يثبت شيئا مما ذكر لابن مسعود ، بل لا يدل على علمية أو مقام ، بل لو تأمل أحد في شأن صدوره لعلم انه لا يدل الا على ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريد ان ابن مسعود يرضى بما رضي الله به ورسوله ، ويشهد بما ذكرنا ما جاء في ( المستدرك ) بإسناده عن جعفر ابن عمرو ابن حريث عن أبيه قال : « قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعبد الله بن مسعود : اقرأ ، قال : أقرأ وعليك أنزل؟ قال : انى أحب ان اسمع من غيري ، قال : فافتتح سورة النساء حتى بلغ ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) فاستعبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكف عبد الله ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تكلم ، فحمد الله في اول كلامه واثنى على الله وصلى على النبي صلّى الله عليه وسلّم وشهد شهادة الحق وقال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا ورضيت لكم ما رضي الله ورسوله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : رضيت لكم ما رضي لكم ابن ام عبد.

هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه » (١).

فحاصل الحديث : انى رضيت لكم ما رضى به ابن مسعود لكم ، وهو قوله : رضينا بالله ربا ....

٤ ـ ما كان بين عمرو ابن مسعود.

من العجيب تمسك ( الدهلوي ) بهذا الحديث وسابقه في مقابلة حديث الثقلين وقد رووا ان عمر بن الخطاب قد منع ابن مسعود من الإفتاء ، قال الدارمي : « أخبرنا محمد بن الصلت ، ثنا ابن المبارك ، عن ابن عون عن محمد قال قال عمر لابن مسعود : ألم أنبأ ، أو أنبئت أنك تفتي ولست بأمير؟

__________________

(١) المستدرك ٣ / ٣١٩.

٧٢

ول حارها من تولى قارها » (١).

وهذا ينافي حديث « تمسكوا بعهد ابن ام عبد » وعلى أهل السنة حينئذ اما أن يتركوا الحديث من أصله ، واما أن يحكموا بمعصية عمر لأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

* بل ان عمراتهم ابن مسعود في الرواية ونهاه عنها ، قال ابن سعد في ذكر من كان يفتي بالمدينة : « أخبرنا حجاج بن محمد عن شعبة عن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن مسعود ولابي الدرداء ولابي ذر : ما هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال : احسبه قال : ولم يدعهم يخرجون من المدينة حتى مات » (٢).

وقال الذهبي بترجمة عمر : « ان عمر حبس ثلاثة : ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري فقال : قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم » (٣).

٥ ـ ما كان بين عثمان وابن مسعود

وأما صنائع عثمان بن عفان مع ابن مسعود فقد اشتهرت في التاريخ اشتهار الشمس في رابعة النهار ، ونحن نكتفي هنا ببعض الاخبار :

قال اليعقوبي في قصة المصاحف بعد كلام له : « فأمر به عثمان فجر برجله حتى كسر له ضلعان ، فتكلمت عائشة وقالت قولا كثيرا ... واعتل ابن مسعود ، فأتاه عثمان يعوده فقال له : ما كلام بلغني عنك؟

قال : ذكرت الذي فعلته بى ، انك أمرت بي فوطئ جوفي ، فلم أعقل صلاة الظهر ولا العصر ، ومنعتني عطائي.

قال : فانى اقيدك من نفسي ، فافعل بى مثل الذي فعل بك.

__________________

(١) مسند الدارمي ١ / ٦١.

(٢) الطبقات ٢ / ٣٣٦.

(٣) تذكرة الحفاظ ١ / ٥ ـ ٨.

٧٣

قال : ما كنت بالذي أفتح القصاص على الخلفاء.

قال : هذا عطاؤك فخذه.

قال : منعتنيه وانا محتاج اليه ، وتعطينيه وأنا غني عنه ، لا حاجة لي به.

فانصرف ، فأقام ابن مسعود مغاضبا لعثمان حتى توفي ، وصلى عليه عمار ابن ياسر ، وكان عثمان غائبا فستر أمره ، فلما انصرف رأى عثمان القبر فقال : قبر من هذا؟ فقيل : قبر عبد الله بن مسعود.

قال : فكيف دفن قبل أن أعلم؟ فقالوا : ولي أمره عمار بن ياسر ، وذكر أنه أوصى ألا يخبره به.

ولم يلبث الا يسيرا حتى مات المقداد ، فصلى عليه عمار وكان أوصى اليه ولم يؤذن عثمان به ، فاشتد غضب عثمان على عمار وقال : ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليما » (١).

وفي ( المعارف ) في خلافة عثمان : « وكان مما نقموا على عثمان : أنه .. طلب اليه عبد الله بن خالد بن أسيد صلة فأعطاه أربعمائة ألف درهم من بيت مال المسلمين. فقال عبد الله بن مسعود في ذلك ، فضربه الى ان دق له ضلعين ... » (٢).

وفي ( الرياض النضرة ٢ / ١٦٣ ) و ( الخميس ٢ / ٢٦١ ) و ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ١٥٨ ) واللفظ للأول : « فلم يبق أحد من أهل المدينة الا حنق على عثمان ، وزاد ذلك غضب من غضب لأجل ابن مسعود وأبي ذر وعمار ».

وانظر :

تاريخ الطبري ٢ / ٣١١ ، ٣٢٥ ، ٣٢٦

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٩.

(٢) المعارف ١٩٤.

٧٤

العقد الفريد ٢ / ١٨٦ ، ١٩٢

الأوائل لابي هلال ١٥٢

الكامل ٣ / ٤٢

اسد الغابة ٣ / ٢٥٩

وغيرها.

ولقد اعترف ( الدهلوي ) ايضا بذلك كله في ( التحفة ).

٧٥
٧٦

دحض المعارضة

بحديث : أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل

٧٧
٧٨

قوله : « وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ».

أقول : والجواب عنه وجوه :

١ ـ انه من متفردات العامة

ان هذا الحديث ليس من أحاديث الامامية ، وقد كان ( الدهلوي ) قد التزم بنقل الأحاديث التي يعترف الامامية بصحتها ويحتجون بها ، على أن والده لم يجوز الاحتجاج معهم بأحاديث الصحيحين ، مع أن هذا الحديث لا عين له ولا أثر فيهما كما لا يخفى.

٢ ـ انه واه

ان هذا الحديث سنده واه ، فانه جزء من حديث : « أرحم أمتي أبو بكر .. » ولقد بسطنا الكلام حوله في مجلد ( حديث مدينة العلم ).

٣ ـ اعترف ابن تيمية بضعفه

٧٩

لقد اعترف ابن تيمية ـ وهو من فتن أهل السنة بهفواته ـ بضعفه ، إذ قال في الجواب عن حديث « أقضاكم علي » بعد أن ذكره : « مع أن الحديث الذي فيه ذكر معاذ وزيد بعضهم يضعفه وبعضهم يحسنه » (١).

أقول : سيأتي تعقيب ابن عبد الهادي لتحسين بعضهم إياه.

٤ ـ قدح فيه ابن عبد الهادي

ان حديث أعلمية معاذ بن جبل ـ وان حسنه بعضهم بل صححه ـ باطل عند ابن عبد الهادي ، فقد صرح في ( التذكرة ) بأن في متنه نكارة وبأن شيخه ضعفه بل رجح وضمه.

٥ ـ قدح فيه الذهبي

لقد عد الحافظ الذهبي ـ الذي استند ( الدهلوي ) الى كلامه في رد حديث الطير ـ هذا الحديث في الأحاديث المقدوحة ، وصرح بذلك في ( الميزان ) بترجمة سلام بن سليم ، كما ستقف عليه ان شاء الله تعالى.

٦ ـ قدح فيه المناوى

لقد قدح المناوي في هذا الحديث لكون « ابن البيلماني » في سنده ، ونقل في ذلك كلام ابن عبد الهادي ، فقال في شرح الحديث الطويل المشار اليه سابقا » : « ع. من طريق ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر بن الخطاب. وابن البيلماني حاله معروف. لكن في الباب أيضا عن أنس وجابر وغيرهما عن الترمذي وابن ماجة والحاكم وغيرهم ، لكن قالوا في روايتهم بدل « أرأف » : « أرحم ». وقال ت : حسن صحيح ، وقال ك‍ : على شرطهما.

وتعقبهم ابن عبد الهادي في تذكرته بأن في متنه نكارة ، وبأن شيخه

__________________

(١) منهاج السنة ٢ / ١٣٨.

٨٠