كشف الغمّة في معرفة الأئمّة - ج ٢

أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي

كشف الغمّة في معرفة الأئمّة - ج ٢

المؤلف:

أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة بني هاشمي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٠
الجزء ١ الجزء ٢

بالاستتار وليكون المقام على الإقرار بإمامته مع الشبه في ذلك وشدة المشقة أعظم ثوابا من المقام على الإقرار بإمامته والمشاهدة له فكانت غيبته عن أوليائه لهذا الوجه ولم تكن للتقية منهم.

ورابعها وهو الذي عول عليه المرتضى قدس الله روحه قال نحن أولا لا نقطع على أنه لا يظهر لجميع أوليائه فإن هذا أمر مغيب عنا ولا يعرف كل منا إلا حال نفسه فإذا جوزنا ظهوره لهم كما جوزنا غيبته عنهم فنقول العلة في غيبته عنهم أن الإمام عند ظهوره من الغيبة إنما يميز شخصه وتعرف عينه بالمعجز الذي يظهر على يديه لأن النصوص الدالة على إمامته لا تميز شخصه من غيره كما ميزت أشخاص آبائه والمعجز إنما يعلم دلالته بضرب من الاستدلال والشبه تدخل في ذلك فلا يمتنع أن يكون كل من لم يظهر له من أوليائه فإن المعلوم من حاله أنه متى ظهر له قصر. (١)

على أن أولياء الإمام وشيعته منتفعون به في حال غيبته لأنهم مع علمهم بوجوده بينهم وقطعهم بوجوب طاعته عليهم لا بد أن يخافوه في ارتكاب القبيح ويرهبوا من تأديبه وانتقامه ومؤاخذته فيكثر منهم فعل الواجب ويقل ارتكاب القبيح أو يكونوا إلى ذلك أقرب فيحصل لهم اللطف به مع غيبته بل ربما كانت الغيبة في هذا الباب أقوى لأن المكلف إذا لم يعرف مكانه ولم يقف على موضعه جوز فيمن لا يعرفه أنه الإمام يكون إلى فعل الواجب أقرب منه إلى ذلك لو عرفه لو لم يجوز فيه كونه إماما.

فإن قالوا إنه هذا تصريح منكم بأن ظهور الإمام كاستتاره في الانتفاع به والخوف منه.

فالقول إن ظهوره لا يجوز أن يكون في المنافع كاستتاره وكيف يكون ذلك وفي ظهوره وقوة سلطانه انتفاع الولي والعدو والمحب والمبغض ولا ينتفع به

__________________

(١) كذا بياض في نسخ كشف الغمّة لكن في المصدر بعد قوله «قصر» هكذا : «في النظر في معجزه ولحق لهذا التقصير بمن يخاف عنه عن الأعداء».

٥٤١

في حال غيبته الأولية دون عدوه وأيضا فإن في انبساط يده منافع كثيرة لأوليائه وغيرهم ولأنه يحمي حوزتهم ويسد ثغورهم ويؤمن طرقهم فيتمكنون من التجارات والمغانم ويمنع الظالمين من ظلمهم فتتوفر أموالهم وتصلح أحوالهم غير أن هذه منافع دنيوية لا يجب إذا فاتت بالغيبة أن يسقط التكليف معها والمنافع الدينية الواجبة في كل حال بالإمامة قد بينا أنها ثابتة لأوليائه مع الغيبة فلا يجب سقوط التكليف بها.

مسألة سادسة قالوا لا يمكن أن يكون في العالم بشر له من السن ما تصفونه لإمامكم وهو مع ذلك كامل العقل صحيح الحس وأكثروا التعجب من ذلك وشنعوا به علينا.

الجواب أن من لزم طريق النظر وفرق بين المقدور والمحال لم ينكر ذلك إلا أن يعدل عن الإنصاف إلى العناد والخلاف وطول العمر وخروجه عن المعتاد والاعتراض به لأمرين أحدهما إنا لا نسلم أن ذلك خارق للعادة لأن تطاول الزمان لا ينافي وجود الحياة وأن مرور الأوقات لا تأثير له في العلوم والقدر ومن قرأ الأخبار ونظر فيما تستطر في كتاب المعمرين علم أن ذلك مما جرت العادة به وقد نطق القرآن بذكر نوح ع وأنه لبث في قومه (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) وقد صنف الكثير في أخبار المعمرين من العرب والعجم وقد تظاهرت الأخبار بأن أطول بني آدم عمرا الخضر ع وأجمعت الشيعة وأصحاب الحديث بل الأمة بأسرها ما خلا المعتزلة والخوارج على أنه موجود في هذا الزمان حي كامل العقل ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب.

ولا خلاف أن سلمان الفارسي أدرك رسول الله ص وقد قارب أربع مائة سنة.

فهب أن المعتزلة والخوارج يحملون أنفسهم على دفع الأخبار فكيف يمكنهم دفع القرآن وقد نطق بدوام أهل الجنة والنار وجاءت الأخبار بلا خلاف بين الأمة بأن أهل الجنة لا يهرمون ولا يضعفون ولا يحدث بهم نقصان في الأنفس والحواس (١) ولو كان ذلك منكرا من جهة العقول لما جاء به القرآن ولا

__________________

(١) وقد خلت المخطوطتين من النسخ من هنا إلى قوله : قال الفقير إلى اللّه تعالى : علي بن عيسى ... ا ه.

٥٤٢

حصل عليه الإجماع ومن اعترف بالخضر ع لم يصح منه هذا الاستبعاد ومن أنكره حجته الأخبار ..

وجاءت الرواية عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص لما بعث الله نوحا إلى قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتين سنة ولبث في قومه (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) وعاش بعد الطوفان مائتين وخمسين سنة فلما أتاه ملك الموت قال له يا نوح يا أكبر الأنبياء ويا طويل العمر ويا مجاب الدعوة كيف رأيت الدنيا قال مثل رجل بني له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من واحد.

وكان لقمان بن عاد الكبير أطول الناس عمرا بعد الخضر وذلك أنه عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة ويقال إنه عاش عمر سبعة أنسر وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش فإذا مات أخذ آخر فرباه حتى كان آخرها لبدا فكان أطولها فقيل أتى عبد على لبد.

وعاش الربيع بن ضبع الفرازي ثلاثمائة سنة وأربعين سنة وأدرك النبي ص وهو الذي يقول.

ها أنا ذا آمل الخلود وقد

أدرك عمري ومولدي حجرا

أما إمرؤ القيس قد سمعت به

هيهات هيهات طال ذا عمرا

وهو القائل

إذا عاش الفتى مائتين عاما

فقد أودى المسرة والغناء

وله حديث طويل مع عبد الملك بن مروان.

وعاش المستوعر بن ربيعة ثلاثمائة وثلاثا وثلاثين سنة وهو القائل

ولقد سئمت من الحياة وطولها

وعمرت من بعد المائتين سنينا

مائة جدتها بعدها مائتين لي

وعمرت من عدد المشهور مائينا

وعاش أكثم بن صيفي الأسدي ثلاثمائة وستا وثلاثين سنة وهو الذي يقول

وإن امرأ قد عاش تسعين حجة

إلى مائة لم يسأم العمر جاهل

٥٤٣

خلت مائتين بعد عشر وفائها

وذلك من عدي ليال قلائل

وكان ممن أدرك النبي ص وآمن به ومات قبل أن يلقاه.

وعاش دريد بن زيد أربعمائة سنة وستا وخمسين سنة فلما حضره الموت قال

ألقى علي الدهر رجلا ويدا

والدهر ما يصلح يوما أفسدا

يفسد ما أصلحه اليوم غدا

وعاش دريد بن الصمة مائتي سنة وقتل يوم حنين.

وعاش صيف بن رياح بن أكثم مائتي سنة وسبعين سنة لا ينكر من عقله شيئا وهو ذو الحلم زعموا فيه ما قال المتلمس :

لذي الحلم قبل اليوم ما يقرع العصا

وما علم الإنسان إلا ليعلما

وعاش نضر بن دهمان بن سليم بن أشجع مائة وتسعين سنة حتى سقطت أسنانه وابيض رأسه فاحتاج قومه إلى رأيه فدعوا الله أن يرد إليه عقله فعاد إليه شبابه واسود شعره فقال في ذلك سلمة بن الخرشب الأنماري :

كنضر بن دهمان الهنيدة عاشها

وتسعين عاما ثم قام فانصاتا

وعاد سواد الرأس بعد بياضه

وراجعة شرخ الشباب الذي فاتا

وعاد مليا في رجاء وغبط

ولكنه من بعد ذا كله ماتا

وعاش ضبيرة بن سعيد السهمي مائتين وعشرين سنة وكان أسود الشعر صحيح الأسنان.

وعاش عمرو بن جبعة الدوسي أربعمائة سنة وهو الذي يقول

كبرت وطال العمر حتى كأنني

سليم يراعي ليلة غير مودع

فلا الموت أفناني ولكن تتابعت

علي سنون من مصيف ومرتع

ثلاث مئات قد مررن كواملا

وها أنا ذا أرتجي مر أربع

وروى الهيثم بن عدي عن مجاهد عن الشعبي قال ـ كنا عند ابن عباس في قبة زمزم وهو يفتي الناس فقام إليه أعرابي فقال قد أفتيت أهل الفتوى فأفت أهل الشعر فقال قل فقال ما معنى قول الشاعر :

٥٤٤

لذي الحلم قبل اليوم ما يقرع العصا

وما علم الإنسان إلا ليعلما

فقال ذاك عمرو بن جبعة الدوسي قضا على العرب ثلاثمائة سنة فلما كبر ألزموه السادس أو السابع من ولد ولده فقال إن فؤادي بضعة مني فربما تغير علي في اليوم مرارا وأمثل ما أكون فهما في صدر النهار فإذا رأيتني قد تغيرت فاقرع العصا فكان إذا رأى منه تغيرا قرع العصا فراجعه فهمه.

وعاش زبير بن جناب بن عبيد الله بن كنانة بن عوف أربعمائة سنة وعشرين سنة وكان سيدا مطاعا شريفا في قومه.

وعاش الحرث بن مضاض الجرهمي أربع مائة سنة وهو القائل :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر ببكة سامرا

بلى نحن كنا أهلها فأبادنا

صروف الليالي والحدود والعواثر

وعاش عامر بن الطرب العدواني مائتي سنة وكان من حكماء العرب وله يقول ذو الإصبع.

ومنا حكم يقضى

ولا ينقص ما يمضى

وهذا طرف يسير مما ذكرناه من المعمرين وفي إيراد أكثرهم إطالة في الكتاب.

وإذا ثبت أن الله سبحانه قد عمر خلقا من البشر ما ذكرناه من الأعمار وبعضهم حجج الله تعالى وهم الأنبياء وبعضهم غير حجة وبعضهم كفار ولم يكن ذاك محالا في قدرته ولا منكرا في حكمته ولا خارقا للعادة بل مألوفا على الأعصار معروفا عند جميع أهل الأديان فما الذي ينكر من عمر صاحب الزمان أن يتطاول إلى غاية عمر بعض من سميناه وهو حجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته في أرضه وخاتم أوصياء نبيه ص. وقد صح عن رسول الله ص أنه قال كلما كان في الأمم السالفة فإنه يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. هذا وأكثر المسلمين يعترفون ببقاء المسيح حيا إلى هذه الغاية شابا قويا وليس في وجود الشباب مع طول الحياة إن لم يثبت ما ذكرناه أكثر

٥٤٥

من أنه نقض للعادة في هذا الزمان وذلك غير منكر على ما نذكره.

والأمر الآخر إن نسلم مخالفينا أن طول العمر إلى هذا الحد مع وجود الشباب خارق للعادات عادة زماننا هذا وغيره وذلك جائز عندنا وعند أكثر المسلمين فإن إظهار المعجزات عندنا وعندهم يجوز على من ليس بنبي من إمام أو ولي لا ينكر ذلك من جميع الأمة إلا المعتزلة والخوارج وإن سمى ذلك بعض الأمة كرامات لا معجزات ولا اعتبار بالأسماء بل المراد خرق العادة ومن أنكر ذلك في باب الأئمة فإنا لا نجد فرقا بينه وبين البراهمة في إنكارهم إظهار المعجزات ونقض العادات لأحد من البشر وإلا فليأت القوم بالفصل وهيهات

المسألة السابعة قالوا إذا حصل الإجماع على أن لا نبي بعد رسول الله ص وأنتم قد زعمتم أن القائم إذا قام لم يقبل الجزية من أهل الكتاب وأنه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين ويأمر بهدم المساجد والمشاهد وأنه يحكم بحكم داود ع لا يسأل عن بينة وأشباه ذلك بما ورد فيما أخباركم وهذا يكون نسخا للشريعة وإبطالا لأحكامها فقد أثبتم معنى النبوة فإن لم تتلفظوا باسمها فما جوابكم عنها :

والجواب إنا لا نعرف ما تضمنه السؤال من أنه ع لا يقبل الجزية من أهل الكتاب وأنه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين فإن كان ورد بذلك خبر فهو غير مقطوع به فأما هدم المساجد والمشاهد فقد يجوز أن يهدم من ذلك ما بني على غير تقوى الله وعلى خلاف ما أمر الله به سبحانه وهذا مشروع قد فعله النبي ص وأما ما روي من أنه ع يحكم بحكم داود ع لا يسأل البينة فهذا أيضا غير مقطوع به وإن صح فتأويله أنه يحكم بعلمه فيما يعلمه وإذا علم الإمام والحاكم أمرا من الأمور فعليه أن يحكم بعلمه ولا يسأل البينة وليس في هذا نسخ للشريعة.

على أن هذا الذي ذكروه من ترك قبول الجزية واستماع البينة لو صح لم يكن ذلك نسخا للشريعة لأن النسخ هو ما تأخر دليله عن الحكم المنسوخ

٥٤٦

ولم يكن مصاحبا له فأما إذا اصطحب الدليلان فلا يكون أحدهما ناسخا لصاحبه وإن كان يخالفه في الحكم ولهذا اتفقنا على أن الله سبحانه لو قال ألزموا السبت إلى وقت كذا ثم لا تلزموه أن ذلك لا يكون نسخا لأن الدليل الرافع مصاحب للدليل الموجب وإذا صحت هذه الجملة وكان النبي ص قد أعلمنا بأن القائم من ولده يجب اتباعه وقبول أحكامه فنحن إذا صرنا إلى ما يحكم به فينا وإن خالف بعض الأحكام المتقدمة غير عاملين بالنسخ لأن النسخ لا يدخل فيما يصطحب الدليل وهذا واضح.

وقال ره هذا ما أردنا أن نبين من مسائل الغيبة وجواباتها واستقصاء الكلام في مسائل الإمامة والغيبة يخرج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب ومن تأمل كتابنا هذا فنظر فيه بعين الإنصاف وتصفح ما أثبتناه من الفصول والأبواب وصل إلى الحق والثواب ونحن نحمد الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما عملناه خالصا لوجهه وموصلا إلى ثوابه ومنجيا من عقابه ويلحقنا دعاء من أوغل في شعابه وغاص في درر الثمينة من لجج عبابه واستفاد الغرر الثمينة من خلل أبوابه هذا آخر كتاب الطبرسي ره.

قال الفقير إلى الله علي بن عيسى أثابه الله تعالى مناقب المهدي ع ظاهرة النور منيرة الظهور سافرة الإشراف مشرفة السفور مسورة بالعلاء عالية السور آمرة بالعدل عادلة في الأمور يكاد المداد أن يبيض من إشراق ضيائها وتذعن الثوابت لارتفاعها وعلائها وتتضاءل الشموس لآلائها نور الأنوار وسلالة الأخيار وبقية الأطهار وذخيرة الأبرار والثمرة المتخلفة من الثمار صاحب الزمان حاوي خصل الرهان الغائب عن العيان الموجود في كل الأزمان الذخيرة النافعة والبقية الصالحة والموئل والعصر والملجأ والوزر المساعد بمعاضدة القضاء والقدر وصاحب الأوضاح والغرر القوي في ذات الله الشديد على أعداء الله المؤيد بنصر الله المخصوص بعناية الله القائم بأمر الله المنصور بعون الله قد تعاضدت الأخبار على ظهوره وتظاهرت

٥٤٧

الروايات على إشراق نوره وستسفر ظلم الأيام والليالي بسفوره وتنجلي به الظلم انجلاء الصباح عن ديجوره ويخرج من سرار الغيبة فيملأ القلوب بسروره ويسير عدله في الآفاق فيكون أضوأ من البدر في مسيره ويعيد الله به دينه ويوضح منهاج الشرع وقانونه ويصدع بالدلالة ويقوم بتأييد الإمامة والرسالة ويرد الأيام حالية بعد عطلتها وقوية بعد ضعف قوتها ويجدد الشريعة المحمدية بعد اندحاضها ويبرم عقدها بعد انتقاضها ويعيدها بعد ذهابها وانقراضها ويبسطها بعد تجعدها وانقباضها ويجاهد (فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) ويطهر من الأدناس أقطار بلاده ويصلح من الدين ما سعت الأعداء في إفساده ويحيي بجده واجتهاده سنة آبائه وأجداده ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ويخلق للظلم دورا ويجدد للعدل دورا يردي الطغاة المارقين ويبيد العتاة والمنافقين ويكف عادية الأشرار والفاسقين ويسوق الناس سياقة لم ير من قبله من أحد من السائقين السابقين ولا ترى بعده من اللاحقين فزمانه حقا زمان المتقين وأصحابه هم المأمور بالكون معهم في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) خلصوا بتسليكه من الريب وسلموا بتزيينه من العيب وأخذوا بهداه وطريقه واهتدوا من الحق إلى تحقيقه ووفقهم الله إلى الخيرات بتسديده وتوفيقه به ختمت الخلافة والإمامة وإليه انتهت الرئاسة والزعامة وهو الإمام من لدن مات أبوه إلى يوم القيامة فأوصافه زاد الرفاق ومناقبه شائعة في الآفاق تهزم الجيوش باسمه وينزل الدهر على حكمه فالويل في حربه والسلامة في سلمه يجدد من الدين الرسوم الدارسة ويشيد معالم السنن الطامسة ويخفض منار الجور والعدوان ويرفع شعار أهل الإيمان ويعطل السبت والأحد ويدعو إلى الواحد الأحد المنزه عن الصاحبة والولد ويتقدم في الصلاة على السيد المسيح كما ورد في الخبر الصحيح والحق الصريح صلوات الله والسلام والتحية والإكرام على المأموم والإمام وأنا أعتذر إلى كرمه من تقصيري وأسأل مسامحته قبول معاذيري فمن أين أجد لسانا ينطق بواجب حمده وما على المجتهد جناح بعد

٥٤٨

بذل جهده وقد كنت عملت أبياتا من سنين أمدحه وأتشوقه ع وهي

عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى

وعن بانتي سلع وعن علمي حزوى (١)

عزامي بناء عن عزامي وفكرتي

تمثله للقلب في السر والنجوى

من النفر الغر الذين تملكوا

من الشرف العادي غايته القصوى

هم القوم من أصفاهم الود مخلصا

تمسك في أخراه بالسبب الأقوى

هم القوم فاقوا العالمين مأثرا

محاسنها تجلي وآياتها تروى

بهم عرف الناس الهدى فهداهم

يضل الذي يقلي ويهدي الذي يهوى

موالاتهم فرض وحبهم هدى

وطاعتهم قربى وودهم تقوى

أمولاي أشواقي إليك شديدة

إذا انصرفت بلوى أسى أردفت بلوى

أكلف نفسي الصبر عنك جهالة

وهيهات ربع الصبر مذ غبت قد أقوى

وبعدك قد أغرى بنا كل شامت

إلى الله يا مولاي من بعدك الشكوى

ولما شرعت في سطر مناقبه وذكر عجائبه عملت هذه الأبيات أنا ذاكرها على حرف الميم ثم إني ذكرت أني مدحت الإمام الكاظم ع بقصيدة على هذا الوزن والروي فتركتها وشرعت في أخرى وها أنا ذا أذكر الميمية التي لم أتمها وأكتب الأخرى عقيبها (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) وهي.

تحية الله ورضوانه

على الإمام الحجة القائم

على إمام حكمه نافذ

إذا أراد الحكم في العالم

خليفة الله على خلقه

والآخذ للحق من الظالم

العادل العالم أكرم به

من عادل في حكمه عالم

مطهر الأرض ومحيي الورى

العلوي الطاهر الفاطمي

ناصر دين الله كهف الورى

محيي الندى خير بني آدم

الصاحب الأعظم والماجد

الأكرم المولى أبو القاسم

وصاحب الدولة يحيا بها

ممتحن في الزمن الغاشم

 __________________

(١) سلع : جبل بالمدينة. وحزوى : جبل من جبال الدهناء.

٥٤٩

والنافذ الحكم فرعيا له

وجادة الوابل من حاكم

من حاتم حتى يوازي به

عبيده أكرم من حاتم

لو أنني شاهدته مقبل

في جحفل ذي عيثر قاتم

لقلت من فرط سروري به

أهلا وسهلا بك من قادم

والأخرى التي شرعت فيها هي هذه.

إن شئت تتلو سور الحمد

فخبر الأقوال في المهدي

وامدح إماما حاز خصل العلى

وفاز بالسؤدد والمجد

إمام حق نوره ظاهر

كالشمس في غور وفي نجد

القائم الموجود والمنتمى

إلى العلى بالأب والجد

وصاحب الأمر وغوث الورى

وحصنهم في القرب والبعد

وناشر العدل وقد جارت الأيام

والناس عن القصد

والمنصف المظلوم من ظالم

والملجأ المرجو والمحتدي

وباذل الرفد إلى أن يرى

لا أحد يرغب في الرفد

جلت أياديه وآلاؤه

والحمد للواهب عن عد

وأصبحت أيامه لا نقضت

ولا تولت جنة الخلد

سيرته تهدي إلى فضله

وهديه يهدي إلى الرشد

يمنع بالله ويعطي به

موفق في البذل والرد

ليس له في الفضل من مشبه

ولا له في النبل من ند

العلم والحلم وبذل الندى

جاوز فيها رتب الجد

قد عمه الله بألطافه

وخصه بالطالع السعد

أدعوه مولاي ومن لي بأن

يقول لي إن قال يا عبدي

أدعو به الله وما من دعا

بمثله يجبه بالرد

أعده ذخرا وأرجوه في

بعثي وفي عرضي وفي لحدي

فليت مولاي ومولى الورى

يذكرني في سره بعدي

٥٥٠

وليته يبعث لي دعوة

يسعد في الأخرى بها جدي

مولاي أشواقي تذكي الجوى

لأنها دائمة الوقد

أود أن ألقاك في مشهد

أشرح فيه معلنا ودي

برح بي وجد إلى عالم

بما أعاينه من الوجد

وهمت في حب فتى غائب

وهو قريب الدار في البعد

فاعطف علينا عطفة واشف ما

نلقاه من هجر ومن صد

وأظهر ظهور الشمس واكشف

لنا عن طالع مذ غبت مسود

قد تم ما ألفت من وصفكم

فجاء كالروضة والعقد

ولست فيه بالغا حقكم

لكن على ما يقتضي جهدي

فإن يكن حسني فمن عندكم

أو كان تقصير فمن عندي

ورفدكم أرجوه في محشري

يا باذلي الإحسان والرفد

والحمد لله وشكرا له

أهل الندى والشكر والحمد

وقلت هذه الأبيات لتكون خاتمة لهذا الكتاب وهي.

أيها السادة الأئمة أنتم

خيرة الله أولا وأخيرا

قد سموتم إلى العلى فافترعتم

بمزاياكم المحل الخطيرا

أنزل الله فيكم هل أتى

نصا جليا في فضلكم مسطورا

من يجاريكم وقد طهر الله

تعالى أخلاقكم تطهيرا

لكم سؤدد يقرره القرآن

للسامعينه تقريرا

إن جرى البرق في مداكم كبا

من دون غاياتكم كليلا حسيرا

وإذا أزمة عرت واستمرت

فترى للعصاة فيها صريرا

بسطوا الندى أكفا سباطا

ووجوها تحكي الصباح المنيرا

وأفاضوا على البرايا عطايا

خلفت فيهم السحاب المطيرا

فتراهم عند الأعادي ليوثا

وتراهم عند العفاة بحورا

يمنحون الولي جنة عدن

والعدو الشقي (يَصْلى سَعِيراً)

٥٥١

يُطْعِمُونَ الطَّعامَ في العسر واليسر

يتيما وبائسا وأسيرا

لا يريدون بالعطاء جزاء

محبطا أجر برهم أو شكورا

فكفاهم يوما عبوسا وأعطاهم

على البر نَضْرَةً وَسُرُوراً

وجزاهم بصبرهم وهو أولى

من جزى الخير جَنَّةً وَحَرِيراً

وإذا ما ابتدوا لفصل خطاب

شرفوا منبرا وزانوا سريرا

بخلوا الغيث نائلا وعطاء

واستخفوا يلملما وثبيرا

يخلفون الشموس نورا وإشراقا

وفي الليل يخجلون البدورا

أنا عبد لكم أدين بحبي

لكم الله ذا الجلال الكبيرا

عالم أنني أصبت وأن

الله يؤلي لطفا وطرفا قريرا

مال قلبي إليكم في الصبا الغض

وأحببتكم وكنت صغيرا

وتوليتكم وما كان في أهلي

ولي مثل فجئت شهيرا

أظهر الله نوركم فأضاء

الأفق لما بدا وكنت بصيرا

فهداني إليكم الله لطفا بي

وما زال لي وليا نصيرا

كم أياد أولي وكم نعمة أسدي

فلي أن أكون عبدا شكورا

 أمطرتني منه سحائب جود

عاد حالي بهن غضا نضيرا

وحماني من حادثات عظام

عدت فيها مؤيدا منصورا

لو قطعت الزمان في شكر أدنى

ما حباني به لكنت جديرا

فله الحمد دائما مستمرا

وله الشكر أولا وأخيرا

هذا آخر ما جرى القلم بسطره وأدت الحال إلى ذكره ومناقبهم ع تحتمل بسط المقال والطالب لاستقصاء جميعها طالب للمحال فإنها تعجز طالبها وتفوت حاصرها وقد أتيت منها بما هو على قدر اجتهادي وبمقتضى قوتي وأنا أعتذر إليهم ع من تقصير وإخلال وذهول عما يجب وإقلال وكرمهم يقتضي إجابة هذا السؤال والله تعالى أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وهاديا إلى الصراط المستقيم فإليه سبحانه وتعالى نتقرب

٥٥٢

بموالاتهم ونلتزم بطاعتهم ونبالغ في حبهم ونرى الإخلاص في مودتهم وهم ع وسائطنا وشفعاؤنا إلى رحمته التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أنه جواد كريم والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِين.

صورة ما كان على المجلد الثانية بخط المصنف تغمده الله برحمته

كمل الكتاب وتم بحمدالله وعونه في الحادي والعشرين من شهر رمضان ليلة القدر من سنة سبع وثمانين وستمأة ، نقلت هذا الكتاب من عدة كتب ولم أتمكن من مراجعته ولي على الناظر فيه الدّعاء لي بالرحمة ، واصلاح ما زاغ عنه البصر ولم يؤد اليه النظر ، والذّي نقلته من كتاب الطبرسي ره كان من نسخة مقطوعة كثيرة الغلط ، والتصحيف والتحريف ، فحققت منها شيئاً بالاجتهاد ، وأعلمت على مواضع ما عرفتها وأخليت للمفوف منها بياضاً وأنا من وراء طلب نسخة اصحح منها هذه المواضع ، فان حصل فذاك والا فهو مو كول الى من يجري الله ذلك على يده ، وكتب أفقر عباد الله تعالى الى رحمته عبدالله علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي عفا الله عنه ، والحمد لله حق حمده وصلواته وسلامه على محمّد وآله الطاهرين وسلّم وشرّف وكرّم.

صورة القراءة التي قرأها مجد الدين الفضل على المصنف رضي الله عنهما

قرأت على مولانا ملك الفضلاء وغرة العلماء وقدوة الادباء نادرة عصره ونسيج وحده المولى الصاحب المعظم في الدنيا والدين فخر الاسلام والمسلمين جامع شتاب الفضايل ، المبرز في حلبات السبق على الاواخر والاوايل ابي الحسن علي بن السعيد فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الاربلي أمد الله الكريم في شريف عمره ، من كتاب كشف الغمة في معرفة الائمة صلوات الله عليهم الذي جمعه ، وبذّ به كل كتاب جمع في فنّه من اوله الى قريب من أخبار مولانا زين العابدين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، وكتب أسبغ الله ظله على الجزء الاول بالسماع ، وذكر الجماعة المسلمين فيه ، وأجاز لي رواية ما تخلف من أخبار مولانا زين العابدين

٥٥٣

صلوات الله عليه الى آخر الكتاب ، وكتب العبد الفقير الى الله تعالى المشفق من ذنوبه الفضل يحيى بن علي بن الطيّبي حامداً لله ومصلياً على محمّد وآله الطاهرين وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة اثنى وتسعين وستمأة الهلالية.

هذا صحيح وأجزت له كلما ذكروا كتب علي بن عيسى حامداً مصلياً.

نختم الجزء الثاني من كتاب كشف الغمة في معرفة الائمة وبتمامه تم الكتاب نقلاً من نسخة نقلتها بخط السعيد المرحوم مجد الدين بن علي بن المظفر عن الخطيبي الكاتب بواسط العراق ، قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ونسخته المشار اليها نقلت من نسخة بخط المصنف قدّس الله روحه ونوّر ضريحه.

تمّ الجزء الثاني من كتاب كشف الغمة في معرفة الائمة وبه

تم الكتاب بعون الله الملك الوهاب ، وتفرغت من

تصحيحه والتعليق عليه في عشر ليال يقين من ذي

القعدة سنة ١٣٨١ وانا العبد الذليل

الفاني السيد هاشم الرسولي

المحلاتي عفى عنه وعن

والديه بحق محمد وآله

المطبعة العلمية بقم

٥٥٤

العنوان

الصفحة

في ذكر اولاده عليه السلام..................................................... ٥٢٥

في عمره عليه السلام.......................................................... ٥٨٣

في وفاته عليه السلام.......................................................... ٥٨٤

ذكر الامام الثالث ابى عبد الله الحسين عليه السلام................................... ٣

في ولادته عليه السلام............................................................ ٣

في تسميته عليه السلام........................................................... ٤

عليه السلام كنيته ولقبه........................................................... ٤

في امامته وما ورد في حقه من النبي صلى الله عليه وآله ولا وفعلا........................ ٤

في علمه وشجاعته وشرف نفسه عليه السلام....................................... ١٤

في كرمه وجوده عليه السلام...................................................... ٢٢

في ذكر شيء من كلامه عليه السلام.............................................. ٢٦

في ما انتسب اليه عليه السلام من الشعر.......................................... ٣٣

في اولاده عليه السلام........................................................... ٣٨

في عمره عليه السلام............................................................ ٤٠

في مخرجه الى العراق............................................................. ٤٢

في مصرعه ومقلته عليه السلام.................................................... ٤٥

في امور وقعت بعد قتله عليه السلام.............................................. ٦٣

في المراثي المنظومة............................................................... ٦٩

ذكر الامام الرابع ابي الحسن علي بن الحسين عليه السلام

ما ذكره كمال الدين بن طلحة الشافعي في ولادته ونسبه واسمه وكناه والقابه وفضائله عليه السلام    ٧٣

ما ذكره الشيخ المفيد (ره) في الارشاد في مناقبه وتاريخه عليه السلام.................... ٨٣

٥٥٥

العنوان

الصفحة

ما ذكره الحافظ عبد العزيز بن الاخضر الجنابذي.................................... ٩٠

ما ذكره الحافظ ابو نعيم في كتاب الحلية ......................................... ١٠٢

ما قاله في كتاب مواليد اهل البيت رواية ابن الخشاب النحوي....................... ١٠٥

ما رواء الحميري في كتاب الدلائل من فضائله ومعاجزه............................. ١٠٩

ذكر الامام الخامس ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام

ما ذكره كمال الدين بن طلحة في تاريخه وفضائله وكلامه عليه السلام................ ١١٧

ما ذكره الحافظ عبد العزيز الجنابذي في ذلك..................................... ١٢٠

ما رواه المفيد (ره) في كتاب الارشار في ذلك...................................... ١٢٢

ما ذكره الحافظ أبو نعيم في كتاب حلية الاولياء................................... ١٣١

ما ذكره أبو محمد الخشاب في فضائله وتاريخه عليه السلام.......................... ١٣٦

ما رواه الحميري في كتاب الدلائل في فضائله ومعاجزه عليه السلام................... ١٣٧

ما رواه الراوندي في كتاب الخرائج والجرائح من معجزاته عليه السلام.................. ١٣٧

ما ذكره الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في كتاب صفة الصفوة من فضائله عليه السلام.... ١٤٧

ما ذكره الآبي في كتاب نثر الدرر من فضائلة عليه السلام.......................... ١٤٨

ما قاله ابن حمدون في التذكرة من تاريخه عليه السلام............................... ١٥٠

ذكر الامام السادس جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

ما ذكره كمال الدين بن طلحة في تاريخه عليه السلام.............................. ١٥٤

ما ذكره الحافظ عبد العزيز بن الاخضر الجابذي في فضائله عليه السلام.............. ١٦١

ما ذكره الشيخ المفيد (ره) في أحواله وتاريخه وفضائله عليه السلام................... ١٦٦

ما ذكره الحافظ أبو نعيم في الحلية في فضائله عليه السلام........................... ١٨٣

ما ذكره ابن الخشاب والحيمري في فضائله وتاريخه عليه السلام...................... ١٨٧

ما ذكره الراوندي (ره) في الخرائج................................................ ١٩٩

ما ذكره ابن الجوزي في كتاب صفة الصفوة........................................ ٢٠١

٥٥٦

العنوان

الصفحة

ذكره الامام السابع ابن الحسن موسى الكاظم (ع)

ولادته ونسبه اسمه ومناقبه عليه السلام........................................... ٢١٢

النص عليه عن ابيه عليهما السلام.............................................. ٢١٩

معجزاته عليه السلام.......................................................... ٢٢٢

فضائله ومناقبه وخلاله عليه السلام............................................. ٢٢٨

السبب في وفاته عليه السلام................................................... ٢٣٠

عدد اولاده وطرف من اخبارهم................................................. ٢٣٦

معجزاته عليه السلام.......................................................... ٢٣٨

الدعاء الذى كان يقوله عليه السلام في سجده الشكرو ما فيل فيه.................. ٢٥٢

ذكر الامام الثامن ابي الحسن علي بن موسى الرضا (ع)

اسمه وكنيته ومناقبه وصفاته عليه السلام.......................................... ٢٦٠

اولاده وعمره عليه السلام...................................................... ٢٦٧

بعض اخباره عليه السلام...................................................... ٢٦٨

النص عليه عليه السلام بالامامة................................................ ٢٧٠

دلائله واخباره عليه السلام..................................................... ٢٧٢

ولايه عهده عليه السلام للمأمون............................................... ٢٧٥

وفاته عليه السلام وسبيلها ..................................................... ٢٨٠

بعض اخباره عليه السلام...................................................... ٢٨٥

مولده عليه السلام............................................................ ٢٩٧

مولده عليه السلام............................................................ ٢٩٧

اثبات امامته عليه السلام...................................................... ٢٩٩

خصايصة ومناقبه واخلاقه عليه السلام.......................................... ٣١٦

٥٥٧

العنوان

الصفحة

العهد الذى كتبه المأمون....................................................... ٣٣٣

سورة ماعلى ظهر العهد........................................................ ٣٣٧

شهود العهد.................................................................. ٣٣٨

خط عليه السلام جواباً عم كتبه اليه المأمون...................................... ٣٣٩

ذكر الامام التاسع ابي جعفر القانع محمد بن علي (ع)

ولادته ونسبه واسمه ومناقبه عليه السلام.......................................... ٣٤٣

عمره عليه السلام............................................................. ٣٤٥

بعض اخباره عليه السلام...................................................... ٣٤٦

اثبات امامته والنص عليه من أبيه عليه السلام.................................... ٣٥١

مسئلة يحيى بن اكثم وعلمه عليه السلام.......................................... ٣٥٥

معجزاته عليه السلام.......................................................... ٣٥٩

مناقبه وفضائله عليه السلام.................................................... ٣٧٠

ذكر الامام العاشر أبي الحسن علي المتوكل بن محمد عليهما السلام

مولده ونسبه والقابه ومناقبه عليه السلام......................................... ٣٧٤

النص عليه بالامامة عليه السلام................................................ ٣٧٦

دلائله وبيناته واخباره عليه السلام............................................... ٣٧٨

وروده عليه السلام من المدينة الى العسكر........................................ ٢٨٢

وفاته وموضع قبره وذكر ولده عليه السلام........................................ ٣٨٤

بعض كلماته عليه السلام...................................................... ٣٧٦

معجزاته عليه السلام.......................................................... ٣٨٩

خصائصه عليه السلام......................................................... ٣٩٩

ذكر الامام الحديعشر ابي محمد الحسن الخالص بن علي (ع)

مولد واسمه ونسبه وعمره ومناقبه عليه السلام..................................... ٤٥٢

٥٥٨

العنوان

الصفحة

النص عليه من ابيه عليهما السلام.............................................. ٤٠٤

مناقبه وآياته ومعجزاته عليه السلام.............................................. ٤٠٧

وفاته وموضع قبره وذكر ولده عليه السلام........................................ ٤١٥

معجزاته عليه السلام.......................................................... ٤١٦

شأن آل محمد عليهم السلام................................................... ٤١٩

معجزاته عليه السلام.......................................................... ٤٢٨

النصوص الدائله على امامته عليه السلام......................................... ٤٣١

مناقبه وفضائله عليه السلام.................................................... ٤٣٣

ذكر الامام الثاني عشر مولينا الامام المنتظر عليه السلام

مولده ونسبه واسمه وكنيته ولقبه عليه السلام...................................... ٤٣٧

ما ورد في المهدي عليه السلام من الاحاديث ..................................... ٤٣٨

ما أورد في أحاديث المهدي عليه السلام من الاعتراضات........................... ٤٣٩

مولد الامام المنتظر وغيبته عليه السلام........................................... ٤٤٦

النص على امامته عليه السلام.................................................. ٤٤٧

ذكر من راى الامام الثانى عشر عليه السلام...................................... ٤٤٩

دلائل صاحب الزمان عليه السلام.............................................. ٤٥١

علامات قيام القائم عليه السلام................................................ ٤٥٧

السنة التى يقوم فيها القائم عليه السلام.......................................... ٤٦٢

مدة ملك القائم عليه السلام................................................... ٤٦٣

صفة القائم وحليته وسيرته عليه السلام........................................... ٤٦٤

ما روى في امر المهدي عليه السلام.............................................. ٤٦٧

ذكر خروج المهدي في آخر الزمان عليه السلام.................................... ٤٧٦

٥٥٩

العنوان

الصفحة

كون المهدي عليه السلام من العترة ونصرة اهل المشرق اياه......................... ٢٧٣

مقدار ملك المهدي عليه السلام................................................ ٤٧٨

صلوة المهدي بعيسى عليهما السلام............................................. ٤٧٩

تحلية النبي عليه السلام للمهدي وانه من ولد الحسين عليهما السلام................. ٤٨١

ذكر كنية المهدي وانه يشبه النبي صلى الله عليه وسلم.............................. ٤٨٥

صفة المهدي ولونه وجسمه عليه السلام.......................................... ٤٨٦

دلائل كون المهدي عليه السلام حيا باقيا......................................... ٤٨٨

ذكر قصتين من امر المهدي عليه السلام......................................... ٤٩٤

معجزات صاحب الزمان عليه السلام............................................ ٤٩٨

الاخبار الواردة في النص على عدد الائمة عليهم السلام............................ ٥٠٤

ذكر جمل من الدلائل على امامة أئمتهنا عليهم السلام............................. ٥١٢

اسم المهدي وكنيته ولقبه عليه السلام............................................ ٥١٩

الاخبار الواردة في صاحب الزمان عليه السلام.................................... ٥٢١

ذكر سفراء صاحب الزمان عليه السلام.......................................... ٥٢٩

ذكر التوقيعات الواردة منه عليه السلام........................................... ٥٣١

ذكر اسماء الذين شاهدوا الامام عليه السلام...................................... ٥٣٣

السنة التى يقوم فيها القائم عليه السلام.......................................... ٥٣٦

ذكر مسائل اهل الخلاف...................................................... ٥٣٨

ذكر المعمسرين .............................................................. ٥٤٣

ما قاله المصنف من مناقب المهدي عليه السلام................................... ٥٤٧

اشعار المصنف ره............................................................. ٥٤٩

٥٦٠