كشف الغمّة في معرفة الأئمّة - ج ١

أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي

كشف الغمّة في معرفة الأئمّة - ج ١

المؤلف:

أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مكتبة بني هاشمي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٩٤
الجزء ١ الجزء ٢

أهل مكة أخبر بشعابها فما ذكره الشيخ المفيد ره هو الذي يعتمد عليه في هذا الباب لأنه أشد حرصا وأكثر تنقيبا وكشفا وطلبا لهذه الأمور.

قال الحافظ بن الأخضر روى من أولاد الحسن بن علي زيد بن الحسن عن أبيه واعتمدت حذف الأسانيد كما اشترطته في أول الكتاب.

رَوَى زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا آخَى رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ آخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَبَيْنَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَبَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَبَيْنَ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ عَلِيٌّ علیهما السلام آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَأَخَّرْتَنِي فَقَالَ مَا أَخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِي.

الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِنَّ مِنْ وَاجِبِ الْمَغْفِرَةِ إِدْخَالَكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ.

عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم الرَّحِمُ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ (١) عَزَّ وَجَلَّ مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللهُ تَعَالَى.

" عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.

وَعَنْهُ عَنْ أُمِّهِ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى علیهما السلام قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ بِسْمِ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَسَلَّمَ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَسَهِّلْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَسَهِّلْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ.

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى علیهما السلام قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم مَا الْتَقَى جُنْدَانِ ظَالِمَانِ إِلَّا تَخَلَّى اللهُ عَنْهُمَا وَلَمْ يُبَالِ أَيُّهُمَا غَلَبَ وَمَا الْتَقَى جُنْدَانِ ظَالِمَانِ إِلَّا كَانَتِ الدَّبْرَةُ عَلَى أَعْتَاهُمَا.

وَعَنْهُ عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم لِلنِّسَاءِ عَشْرُ عَوْرَاتٍ فَإِذَا تَزَوَّجَتِ الْمَرْأَةُ سَتَرَ الزَّوْجُ عَوْرَةً وَإِذَا

________________

(١) قد مرّ معناه في صلی الله علیه وسلم ١٧٩ فراجع.

٥٨١

مَاتَتْ سَتَرَ الْقَبْرُ عَشْرَ عَوْرَاتٍ.

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ لِابْنِهِ مُحَمَّدٍ اسْتَعِنْ عَلَى السَّلَامَةِ بِطُولِ الصَّمْتِ فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَدْعُوكَ نَفْسُكَ إِلَى الْكَلَامِ فِيهَا فَإِنَّ الصَّمْتَ حَسَنٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَإِيَّاكَ وَمُعَادَاةَ الرِّجَالِ فَإِنَّكَ لَا تَأْمَنُ مَكْرَ حَلِيمٍ وَمُبَادِرَةَ لَئِيمٍ.

حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم لَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ (١).

وَعَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم قَالَ مَنْ أَجْرَى اللهُ عَلَى يَدَيْهِ فَرَجاً لِمُسْلِمٍ فَرَّجَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَبِالْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم مَنْ عَالَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَهُمْ وَلَيْلَتَهُمْ غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ.

" وَقِيلَ أَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ابْنَهُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ يَا بُنَيَّ اصْبِرْ لِلنَّوَائِبِ وَلَا تَعَرَّضْ لِلْحُتُوفِ وَلَا تُعْطِ نَفْسَكَ مَا ضَرُّهُ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ نَفْعِهِ لِغَيْرِكَ يَا بُنَيَّ إِنَّ اللهَ رَضِيَنِي لَكَ فَحَذَّرَنِي فِتْنَتَكَ وَلَمْ يَرْضَكَ لِي فَأَوْصَاكَ بِي.

وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِأَوْلَادِهِ يَا بَنِيَّ إِذَا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ مِنَ الدُّنْيَا أَوْ نَزَلَتْ بِكُمْ فَاقَةٌ فَلْيَتَوَضَّأِ الرَّجُلُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَلْيُصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوْ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْيَقُلْ يَا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَى يَا سَامِعَ كُلِّ نَجْوَى يَا شَافِيَ كُلِّ بَلَاءٍ يَا عَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ يَا كَاشِفَ مَا يَشَاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ وَيَا نَجِيَّ مُوسَى وَيَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَيَا خَلِيلَ إِبْرَاهِيمَ أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ دُعَاءَ الْغَرِيبِ الْغَرِيقِ الْفَقِيرِ الَّذِي لَا يَجِدُ لِكَشْفِ مَا هُوَ فِيهِ إِلَّا أَنْتَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لَا يَدْعُو بِهَا أَحَدٌ أَصَابَهُ بَلَاءٌ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ.

________________

(١) قلت : الغمر بالتحريك ريح اللحم والسهك ، وقد غمرت يدي في اللحم فهي غمرة اى دهمة كما تقول من السهك سهكة ومنه منديل الغمر حكاه الجوهريّ ه. م

٥٨٢

الحادي عشر في عمره علیهما السلام

قَالَ كَمَالُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ وِلَادَتِهِ وَمَا قِيلَ فِيهَا وَأَنَّهَا كَانَتْ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ علیهما السلام عَلَى مَا سَيَأْتِي فِي الْفَصْلِ الْمُخْتَصِّ بِهَا الْمَذْكُورِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى عَقِيبَ هَذَا الْفَصْلِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ لِلْهِجْرَةِ فَتَكُونُ مُدَّةِ عُمُرِهِ سَبْعاً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْهَا مَعَ جَدِّهِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم سَبْعَ سِنِينَ وَمَعَ أَبِيهِ علیهما السلام بَعْدَ وَفَاةِ جَدِّهِ صلی الله علیه وسلم ثَلَاثِينَ سَنَةً وَبَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِ علیهما السلام إِلَى وَقْتِ وَفَاتِهِ عَشَرَ سِنِينَ.

قَالَ الشَّيْخُ الْمُفِيدُ رَحِمَهُ اللهُ تُوُفِّيَ الْحَسَنُ علیهما السلام فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ.

قَالَ الْحَافِظُ الْجَنَابِذِيُ وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ علیهما السلام فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَكَانَ قَدْ سُقِيَ السَّمَّ مِرَاراً وَكَانَ مَرَضُهُ أَرْبَعِينَ يَوْماً.

وَقَالَ الدُّولَابِيُّ صَاحِبُ كِتَابِ الذُّرِّيَّةِ الطَّاهِرَةِ تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ علیهما السلام فَوَلَدَتْ لَهُ حَسَناً بَعْدَ أُحُدٍ بِسَنَتَيْنِ وَكَانَ بَيْنَ وَقْعَةِ أُحُدٍ وَمَقْدَمِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم الْمَدِينَةَ سَنَتَانِ وَسِتَّةُ أَشْهُرٍ وَنِصْفٌ فَوَلَدَتْهُ لِأَرْبَعِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ مِنَ التَّارِيخِ.

وَرُوِيَ أَيْضاً أَنَّهُ وُلِدَ فِي رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَوَلِيَ غُسْلَهُ الْحُسَيْنُ وَالْعَبَّاسُ وَمُحَمَّدٌ إِخْوَتُهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ.

وَقَالَ الْكُلَيْنِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ علیهما السلام فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ بَدْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.

وَرُوِيَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمَضَى فِي صَفَرٍ فِي آخِرِهِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَشْهُرٍ.

وَقَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ رَحِمَهُ اللهُ رِوَايَةً عَنِ الصَّادِقِ علیهما السلام وَالْبَاقِرِ علیهما السلام قَالا مَضَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ علیهما السلام وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ الْحُسَيْنِ علیهما السلام مُدَّةُ الْحَمْلِ وَكَانَ حَمْلُ أَبِي عَبْدِ اللهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَلَمْ يُولَدْ

٥٨٣

مَوْلُودٌ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَعَاشَ غَيْرُ الْحُسَيْنِ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ علیهما السلام فأقام أبو محمد مع جده رسول الله صلی الله علیه وسلم سبع سنين وأقام مع أبيه بعد وفاة جده ثلاثين سنة وأقام بعد وفاة أمير المؤمنين علیهما السلام عشر سنين فكان عمره سبعا وأربعين سنة فهذا اختلافهم في عمره

الثاني عشر في وفاته علیهما السلام

. قَالَ كَمَالُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ مَرِضَ الْحَسَنُ علیهما السلام أَرْبَعِينَ يَوْماً فَقَالَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ فَأُخْرِجَ فَقَالَ اللهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنِّي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا. وَرَوَى الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام نَعُودُهُ فَقَالَ يَا فُلَانُ سَلْنِي قَالَ لَا وَاللهِ لَا نَسْأَلُكَ حَتَّى يُعَافِيَكَ اللهُ ثُمَّ نَسْأَلُكَ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي قَالَ بَلْ يُعَافِيكَ اللهُ ثُمَّ نَسْأَلُكَ قَالَ قَدْ أَلْقَيْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي وَإِنِّي قَدْ سُقِيتُ السَّمَّ مِرَاراً فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ وَالْحُسَيْنُ علیهما السلام عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ يَا أَخِي مَنْ تَتَّهِمُ قَالَ لِمَ لِتَقْتُلَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنْ يَكُنِ الَّذِي أَظُنُّ فَ (اللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) وَإِلَّا يَكُنْ فَلَا أُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ بِي بَرِيءٌ ثُمَّ قَضَى علیهما السلام لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَقِيلَ خَمْسِينَ وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَإِنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ وَالِياً عَلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ وَكَانَ تَحْتَهُ إِذْ ذَاكَ جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَعْمَشِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ فَذَكَرَ أَنَّهَا سَمَّتْهُ وَاللهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ ذَلِكَ.

وكان بانقضاء الشهور التي ولي فيها علیهما السلام انقضاء خلافة النبوة فإن بها كان استكمال ثلاثين سنة وهي التي ذَكَرَهَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فِيمَا نُقِلَ عَنْهُ الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ ثُمَّ تَصِيرُ مُلْكاً أو كما قال صلوات الله عليه وآله وسلامه انتهى كلامه.

قَالَ الْمُفِيدُ رَحِمَهُ اللهُ لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَخْذَ الْبَيْعَةِ لِيَزِيدَ دَسَّ إِلَى جَعْدَةَ بِنْتِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَتْ زَوْجَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام مَنْ حَمَلَهَا عَلَى سَمِّهِ

٥٨٤

وَضَمِنَ لَهَا أَنْ يُزَوِّجَهَا بِابْنِهِ يَزِيدَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَسَقَتْهُ جَعْدَةُ السَّمَّ وَبَقِيَ علیهما السلام أَرْبَعِينَ يَوْماً مَرِيضاً وَمَضَى لِسَبِيلِهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَتَوَلَّى أَخُوهُ وَوَصِيُّهُ الْحُسَيْنُ علیهما السلام غُسْلَهُ وَتَكْفِينَهُ وَدَفْنَهُ عِنْدَ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ علیهما السلام بِالْبَقِيعِ.

قَالَ فَصْلٌ فَمِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي جَاءَتْ بِوَفَاتِهِ علیهما السلام مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ دَسِّ مُعَاوِيَةَ إِلَى جَعْدَةَ فَسَمَّتْهُ فَسَوَّغَهَا الْمَالَ وَلَمْ يُزَوِّجْهَا مِنْ يَزِيدَ فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَجُلٌ مِنْ آلِ طَلْحَةَ فَأَوْلَدَهَا فَكَانَ إِذَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بُطُونِ قُرَيْشٍ كَلَامٌ عَيَّرُوهُمْ فَقَالُوا يَا بَنِي مُسِمَّةِ الْأَزْوَاجِ.

وَرُوِيَ مَرْفُوعاً إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ علیهما السلام فِي الدَّارِ فَدَخَلَ الْحَسَنُ علیهما السلام الْمَخْرَجَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لَقَدْ سُقِيتُ السَّمَّ مِرَاراً فَمَا سُقِيتُهُ مِثْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ وَلَقَدْ لَفَظْتُ قِطْعَةً مِنْ كَبِدِي فَجَعَلْتُ أَقْلِبُهَا بِعُودٍ كَانَ مَعِي فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ علیهما السلام مَنْ سَقَاكَ فَقَالَ وَمَا تُرِيدُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ فَاللهُ أَشَدُّ نَقِمَةً وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَمَا أُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِي بَرِيءٌ.

وَرَوَى عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُخَارِقِيِّ قَالَ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ علیهما السلام الْوَفَاةُ اسْتَدْعَى الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ يَا أَخِي إِنِّي مُفَارِقُكَ وَلَاحِقٌ بِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ سُقِيتُ السَّمَّ وَرَمَيْتُ بِكَبِدِي فِي الطَّسْتِ وَإِنِّي لَعَارِفٌ بِمَنْ سَقَانِي السَّمَّ وَمِنْ أَيْنَ دُهِيتُ وَأَنَا أُخَاصِمُهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَبِحَقِّي عَلَيْكَ إِنْ تَكَلَّمْتَ فِي ذَلِكَ بِشَيْءٍ فَإِذَا قَضَيْتُ نَحْبِي فَغَمِّضْنِي وَغَسِّلْنِي وَكَفِّنِّي وَاحْمِلْنِي عَلَى سَرِيرِي إِلَى قَبْرِ جَدِّي رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم لِأُجَدِّدَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ رُدَّنِي إِلَى قَبْرِ جَدَّتِي فَاطِمَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهَا فَادْفِنِّي هُنَاكَ وَسَتَعْلَمُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنَّ الْقَوْمَ يَظُنُّونَ أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ دَفْنِي عِنْدَ جَدِّي رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَيَجْلِبُونَ فِي مَنْعِكُمْ مِنْ ذَلِكَ وَبِاللهِ أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تُهَرِيقَ فِي أَمْرِي مِحْجَمَةَ دَمٍ (١) ثُمَّ وَصَّى إِلَيْهِ علیهما السلام بِأَهْلِهِ وَوُلْدِهِ وَتَرَكَاتِهِ وَمَا كَانَ وَصَّى بِهِ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیهما السلام حِينَ اسْتَخْلَفَهُ وَأَهْلَهُ لِمَقَامِهِ وَدَلَّ شِيعَتَهُ عَلَى اسْتِخْلَافِهِ وَ

________________

(١) المحجمة : قارورة الدم وهي التي يقال لها كأس الحجامة.

٥٨٥

نَصْبِهِ لَهُمْ عَلَماً مِنْ بَعْدِهِ فَلَمَّا مَضَى علیهما السلام لِسَبِيلِهِ غَسَّلَهُ الْحُسَيْنُ علیهما السلام وَكَفَّنَهُ وَحَمَلَهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَلَمْ يَشُكَّ مَرْوَانُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ أَنَّهُمْ سَيَدْفَنُونَ عِنْدَ جَدِّهِ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَتَجَمَّعُوا لَهُ وَلَبِسُوا السِّلَاحَ فَلَمَّا تَوَجَّهَ الْحُسَيْنُ بِهِ إِلَى قَبْرِ جَدِّهِ صلی الله علیه وسلم لِيُجَدِّدَ بِهِ عَهْداً أَقْبَلُوا إِلَيْهِمْ فِي جَمْعِهِمْ وَلَحِقَتْهُمْ عَائِشَةُ عَلَى بَغْلٍ وَهِيَ تَقُولُ مَا لِي وَلَكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُدْخِلُوا بَيْتِي مَنْ لَا أُحِبُّ وَجَعَلَ مَرْوَانُ يَقُولُ يَا رُبَّ هَيْجَاءٍ هِيَ خَيْرٌ مِنْ دَعَةٍ أَيُدْفَنُ عُثْمَانُ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَيُدْفَنُ الْحَسَنُ مَعَ النَّبِيِّ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً وَأَنَا أَحْمِلُ السَّيْفَ وَكَادَتِ الْفِتْنَةُ تَقَعُ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي أُمَيَّةَ.

فَبَادَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ يَا مَرْوَانُ مِنْ حَيْثُ جِئْتَ فَإِنَّا مَا نُرِيدُ دَفْنَ صَاحِبِنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم لَكِنَّا نُرِيدُ أَنْ نُجَدِّدَ بِهِ عَهْداً وَبِزِيَارَتِهِ ثُمَّ نَرُدَّهُ إِلَى جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهَا فَنَدْفَنُهُ بِوَصِيَّتِهِ عِنْدَهَا وَلَوْ كَانَ وَصَّى بِدَفْنِهِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم لَعَلِمْتَ أَنَّكَ أَقْصَرُ بَاعاً مِنْ رَدِّنَا عَنْ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِحُرْمَةِ قَبْرِهِ مِنْ أَنْ يَطْرُقَ عَلَيْهِ هَدْماً كَمَا طَرَقَ ذَلِكَ غَيْرُهُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَقَالَ وَا سَوْأَتَاهْ يَوْماً عَلَى بَغْلٍ وَيَوْماً عَلَى جَمَلٍ تُرِيدِينَ أَنْ تُطْفِئِي نُورَ اللهِ وَتُقَاتِلِي أَوْلِيَاءَ اللهِ ارْجِعِي فَقَدْ كُفِيتِ الَّذِي تَخَافِينَ وَبَلَّغْتِ مَا تُحِبِّينَ وَاللهُ تَعَالَى مُنْتَصِرٌ لِأَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ..

: وَقَالَ الْحُسَيْنُ علیهما السلام وَاللهِ لَوْ لَا عَهْدُ الْحَسَنِ إِلَيَّ بِحَقْنِ الدِّمَاءِ وَأَنْ لَا أُهَرِيقَ فِي أَمْرِهِ مِحْجَمَةَ دَمٍ لَعَلِمْتُمْ كَيْفَ تَأْخُذُ سُيُوفُ اللهِ مِنْكُمْ مَأْخَذَهَا وَقَدْ نَقَضْتُمُ الْعَهْدَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ وَأَبْطَلْتُمْ مَا اشْتَرَطْنَا عَلَيْكُمْ لِأَنْفُسِنَا وَمَضَوْا بِالْحَسَنِ علیهما السلام فَدَفَنُوهُ بِالْبَقِيعِ عِنْدَ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

قلت في هذا الفصل موضعان يجب أن تحقق فإنه قد تقدم أن سعيد بن العاص صلى على الحسن لأنه كان واليا يومئذ على المدينة وفي هذا الموضوع ذكر أن مروان خرج ليمنع من دفنه فلعله لم يكن أميرا ليكون جمعا بين الأمرين.

والموضع الثاني أني نقلت أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان بدمشق

________________

(١) الهيجا : الحرب. والدعة ـ اسم من الوداعة : ـ. الراحة والخفض.

٥٨٦

وأخبره معاوية بموت الحسن علیهما السلام وجرى بينهما كلام أغلظ له فيه ابن عباس وقال له أصبحت سيد قومك قال أما والحسين بن علي حي فلا وقد أورد هاهنا أنه حدث مروان وعائشة وقال لهما ما ذكرناه فيجب أن تحقق ولا يجوز أن يكون القائل غير عبد الله فإن ابن عباس إذا أورد هكذا لم يرد به إلا عبد الله.

وَرَوَى الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِيُّ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ يَا أَبَتِ هَلْ رَأَيْتَ شَيْئاً فَقَدْ غَمَمْتَنَا فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ هِيَ وَاللهِ نَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.

وَقَالَ إِنَّهُ لَمَّا نَزَلَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ علیهما السلام الْمَوْتُ فَقَالَ أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ فَأُخْرِجَ فَقَالَ اللهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنِّي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.

وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ علیهما السلام الْوَفَاةُ كَأَنَّهُ جَزِعَ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ علیهما السلام كَأَنَّهُ يُعَزِّيهِ يَا أَخِي مَا هَذَا الْجَزَعُ إِنَّكَ تَرِدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَعَلِيٍّ علیهما السلام وَهُمَا أَبَوَاكَ وَعَلَى خَدِيجَةَ وَفَاطِمَةَ وَهُمَا أُمَّاكَ وَعَلَى الْقَاسِمِ وَالطَّاهِرِ وَهُمَا خَالاكَ وَعَلَى حَمْزَةَ وَجَعْفَرٍ وَهُمَا عَمَّاكَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیهما السلام أَيْ أَخِي إِنِّي أَدْخُلُ فِي أَمْرٍ مِنْ أَمْرِ اللهِ لَمْ أَدْخُلْ فِي مِثْلِهِ وَأَرَى خَلْقاً مِنْ خَلْقِ اللهِ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ قَالَ فَبَكَى الْحُسَيْنُ علیهما السلام.

قلت مناقب الحسن علیهما السلام ومزاياه وصفات شرفه وسجاياه وما اجتمع فيه من الفضائل وخص به من المآثر التي فاق بها على الأواخر والأوائل لا يقوم بإثباتها البنان ولا ينهض بذكرها اللسان لأنه أرفع مكانة ومحلا وأوفى شرفا ونبلا وأزكى فرعا وأعلى أصلا من أن يقوم مثلي مع قصور ذرعه وجمود طبعه بما يجب من عد مفاخره وتخليد مآثره ولكنه صلی الله علیه وسلم من أهل بيت الكرم والجود وناشري رمم السماح في الوجود ولذلك يقبل اليسير ويجازي بالكثير وقد قلت في مدحه معتذرا من التقصير

أيا ابن الأكرمين أقل عثاري

فتقصيري على الحالات باد

٥٨٧

وكيف أطيق أن أحصي مزايا

خصصت بهن من بين العباد

لك الشرف الذي فاق البرايا

وجل علا على السبع الشداد

سبقت إلى المفاخر والسجايا

الكريمة والندى سبق الجواد

وجود يديك يقصر عن مداه

إذا عد الندى صوب الغواد (١)

وبيتك في العلى سام رحيب

بعيد الذكر مرتفع العماد

أبوك شأى الورى شرفا ومجدا

فأمسى في العلى واري الزناد (٢)

وجدك أكرم الثقلين طرا

أقر بفضله حتى الأعادي

إلى الحسن بن فاطمة أثيرت

بحق أينق المدح الجياد (٣)

تؤم أبا محمد المرجى

حماد لها ومن أمت حماد

أقر الحاسدون له بفضل

عوارفه قلائد في الهواد (٤)

بكم نال الهداية ذو ضلال

وأنتم ناهجو سبل الرشاد

وأنتم عصمة الراجي وغوث

يفوق الغيث في السنة الجماد (٥)

محضتكم المودة غير وان

وأرجو الأجر في صدق الوداد

وكم عاندت فيكم من عدو

وفيكم لا أخاف من العناد

ومن يك ذا مراد في أمور

فإن ولاءكم أقصى مرادي

أرجيكم لآخرتي وأبغي

بكم نيل المطالب في معادي

وما قدمت من زاد سواكم

ونعم الزاد يوم البعث زادي

________________

(١) غواد جمع الغادية : السحابة تنشأ غدوة.

(٢) شأى القوم : سبقهم. وورى الزند : خرجت ناره.

(٣) ثار : هاج. واينق جمع الناقة.

(٤) العوارف : العطايا والهواد : الأعناق.

(٥) السنة الجماد : اي لم يصبها مطر.

٥٨٨

الفهرست

ترجمة المؤلف

كلمة المصحح

مقدمة الكتاب................................................................... ٢

في ذكر اسماء النبي صلى الله عليه وسلم. ............................................ ٧

في ذكرة مولد صلى الله عليه وسلم. .............................................. ١٤

في ذكر نسبه صلى الله عليه وسلم. .............................................. ١٥

في ذكر مدة حياته صلى الله عليه وسلم. .......................................... ١٦

في ذكر آياته ومعجزاته صلى الله عليه وسلم. ...................................... ٢٠

ما ظهر من معجزاته وآياته بعد بعثته صلى الله عليه وسلم. .......................... ٢٣

في فضل بني هاشم وشرفهم ..................................................... ٢٩

في معني الآل والاهل والعترة صلى الله عليه وسلم. .................................. ٤٠

في ذكر الامامة وعددهم الاثناعشر عليهم السلام .................................. ٤٥

ذكر الامام علي بن أبيطالب عليه السلام

مولده وكيفية وولادته عليه السلام. ............................................... ٥٩

في اثبات امامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم. .................................... ٦١

٥٨٩

العنوان

الصفحة

في ذكر كناه عليه السلام. ...................................................... ٦٤

ذكر كناه عليه السلام. ......................................................... ٦٥

ذكر القابه عليه السلام. ........................................................ ٦٧

ذكر سفته عليه السلام. ........................................................ ٧٥

ذكر بيعته وما جاء فيه.......................................................... ٧٨

ذكر اسلامه وسبقه وسنة يومئذ.................................................. ٧٩

ذكر الصديقين وانه عليه السلام منهم............................................. ٨٨

محبة الرسول الله صلى الله عليه وسلم ايا وتحريص الناس على محبته..................... ٩٠

في فضل مناقبه وما اعد الله لمحبيه وكونه اقضى الاصحاب.......................... ١١١

في ان المعلوم كلها تنسب اليه عليه السلام. ...................................... ١٣١

في بيان انه مع الحق والحق معه وانه مع القرآن والقرآن معه.......................... ١٤٣

في بيان انه افضل الاصحاب................................................... ١٤٨

زهده عليه السلام في الدنيا..................................................... ١٦٢

شجاعته ونجده عليه السلام. .................................................. ١٧٧

في ما ظهر منه عليه السلام في غزو بدر......................................... ١٨١

في ما ظهر منه عليه السلام في غزو احد......................................... ١٨٧

في ما ظهر منه عليه السلام في غزو الخندق....................................... ١٩٧

في ما ظهر منه عليه السلام في بني قريظة......................................... ٢٠٧

في ما ظهر منه عليه السلام في غزو الحديبية ..................................... ٢١٠

في ما ظهر منه عليه السلام في غزو خيبر......................................... ٢١٢

في ما ظهر منه عليه السلام في غزو الفتح........................................ ٢١٦

في ما ظهر منه عليه السلام في في قصة بني جذيمة................................. ٢١٩

في ما ظهر منه عليه السلام في في غزو حنين..................................... ٢٢١

٥٩٠

العنوان

الصفحة

في ما ظهر منه عليه السلام في غزوة تبوك........................................ ٢٢٧

في ما ظهر منه عليه السلام في قصة بني زبيد..................................... ٢٢٨

في ما ظهر منه عليه السلام في غزاة السلسلة..................................... ٢٣٠

في قصة المباهلة .............................................................. ٢٣٢

في بعثه النبي صلي الله عليه وسلم الى اليمن....................................... ٢٣٥

في ذكر وقعة الجمل........................................................... ٢٣٨

في ذكر حرب صفين.......................................................... ٢٤٥

في قصة الخوارج ووقعة النهروان.................................................. ٢٦٤

كراماته واخبار عليه السلام بالمغيبات............................................ ٢٨٦

في ذكر رسوخ الايمان في قلبه عليه السلام. ...................................... ٢٨٦

في انه عليه السلام اقرب الناس الى رسول الله صلي الله عليه وسلم. ................. ٢٨٨

في تبليعة سورة البرائة.......................................................... ٣٠٠

في بيان ما نزل من القرآن في شأنه عليه السلام. .................................. ٣٠١

في مواخاته للنبي صلى الله عليه وسلم. .......................................... ٣٢٦

في ذكر سد الابواب.......................................................... ٣٣٠

في ذكر سد الابواب.......................................................... ٣٣٠

في ذكر احاديث خاصف النعل................................................. ٣٣٥

في قول النبي صلى الله عليه وسلم له انت وارثي وحامل لوائي....................... ٣٣٧

في ذكر مخاطبته بأمير المؤمنين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .................... ٣٤٠

في ذكر تزويجه فاطمة (ع)..................................................... ٣٤٨

٥٩١

العنوان

الصفحة

في ذكر مناقب شتى وأحاديث متفرقة في فضائل امير المؤمنين عليه السلام............ ٣٧٦

في ذكر قتله ومدة خلافته وعدد أولاده عليه السلام .............................. ٣٢٧

في وصايا عليه السلام لولده ................................................... ٤٢١

في ذكر اولاجه الذكور والاناث عليه وعليهم السلام .............................. ٤٤٠

في فضائل فاطمة عليها السلام................................................. ٤٤٨

في وفاتها عليها السلام ........................................................ ٥١٢

ذكر الامام الثاني أبي محمد الحسن النقي عليه السلام.............................. ٥١٤

في ولادته عليه السلام......................................................... ٥١٢

في نسبه عليه السلام.......................................................... ٥١٢

في تسميته عليه السلام........................................................ ٥١٨

في كنيته والقابه عليه السلام.................................................... ٥١٨

فيماورد في حقه عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم..................... ٥١٩

في ذكر امامته وبيضه عليه السلام .............................................. ٥٣١

في علمه عليه السلام.......................................................... ٥٤٣

فيمن روى من اولاده عليه السلام............................................... ٥٥٢

في عبادته عليه السلام......................................................... ٥٥٥

في كرمة وجوده وصلاته عليه السلام............................................. ٥٥٨

في كلامه ومواعظه وما يجرى معها............................................... ٥٦٨

٥٩٢

العنوان

الصفحة

في ذكر اولاده عليه السلام .................................................... ٥٧٥

في عمره عليه السلام.......................................................... ٥٨٣

في وفاته عليه السلام.......................................................... ٥٨٤

٥٩٣

الى هناتم الجزء الاول بحسب تجزئنا من هذه الطبعة ويتلوء الجزء الثانى انشاء الله وأوله : «ذكر الامام الثالث أبي عبد الله الحسين عليه السلام» وقدفرغت من تصحيحه وتذيبله في غرة سنة ١٣٨٠ والحمد لله.

وانا العبد الثاني

السيد الهاشم الرسولي المخلالي

على منه

٥٩٤