نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٩

٢ ـ الذهبي : « قال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ : ما رأيت ابن عقدة يتواضع لاحد من الحفاظ كتواضعه لابي علي النيسابوري. قال الحاكم : وسمعت أبا علي يقول : اجتمعت ببغداد مع أبى أحمد العسال ، وأبى إسحاق ابن حمزة ، وأبى طالب بن نصر ، وأبي بكر الجعابي ، فقالوا : أمل من حديث نيسابور مجلسا ، فامتنعت ، فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا ما أجاب واحد منهم في حديث منها سوى أبي حمزة في حديث واحد.

قال أبو عبد الرحمن السلمي : سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي على النيسابوري ، فقال : امام مهذب.

أنبأني المسلم بن محمد ، عن القاسم بن على ، أنا أبى ، أنا أخى أبو الحسن سمعت أبا طاهر السلفي ، سمعت غانم بن أحمد ، سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني ، سمعت ابن مندة يقول : سمعت أبا على النيسابوري ـ ما رأيت أحفظ منه ـ قال : وما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم.

قال عبد الرحمن بن مندة ، سمعت أبي يقول : وما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي على النيسابوري.

قال القاضي أبو بكر الابهري : سمعت أبا بكر بن داود يقول لابي علي النيسابوري : من ابراهيم عن ابراهيم عن ابراهيم؟ فقال : ابراهيم بن طهمان عن ابراهيم بن عامر البجلي عن ابراهيم النخعي. قال : أحسنت يا أبا على.

قال الحاكم : كان أبو علي يقول : ما رأيت في أصحابنا مثل الجعابي حيرني حفظه. قال : فحكيت هذا لابي بكر فقال : يقول هذا أبو على وهو استاذي على الحقيقة.

قال الحاكم توفّي في جمادى الاولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. » (١).

٣ ـ السبكى كما تقدم (٢).

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٠٢.

(٢) طبقات الشافعية ٣ / ٢٧٦.

٢١

فهذا ابو علي النيسابوري الذي قدم صحيح مسلم على غيره من الصحاح والكتب.

وقال الدهلوي في كتابه ( التحفة ) في جواب الطعن في عمر لتحريمه المتعتين : « والجواب عن هذا الطعن هو أن أصح الكتب عند أهل السنة هو ( صحيح ) مسلم وقد ورد فيه برواية سلمة بن الأكوع وسبرة بن معبد الجهني ، وجاء في غيره من الصحاح برواية ابى هريرة : أنه صلّى الله عليه وسلّم هو بنفسه قد حرم المتعة بعد الرخصة بها ثلاثة أيام ، ثم أبد التحريم الى يوم القيامة في حرب الاوطاس ».

فالدهلوي أيضا ممن يرى بأن ( صحيح ) مسلم أصح الكتب ، بل زاد أنه الأصح عند أهل السنة عامة.

فزعم ابن الجوزي باطل عند أهل السنة عامة ، وعند الحافظ أبي علي النيسابوري و ( الدهلوي ) خاصة.

٤ ـ مدح العلماء لصحيح مسلم

قال النووي في ترجمة مسلم : « وصنف مسلم في علم الحديث كتبا كثيرة منها هذا الكتاب الصحيح الذي من الله الكريم ـ وله الحمد والنعمة والفضل والمنة ـ به على المسلمين ، وأبقى لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا الى يوم القيامة ، مع ما أعد له من الأجر الجزيل في دار القرار ، وعم نفعه للمسلمين قاطبة » (١).

وبمثله قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( فهرست مروياته ) على ما نقل عنه الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ).

وقال الذهبي بترجمة مسلم عند ذكر صحيحه : « وهو كتاب نفيس كامل في معناه ، فلما رآه الحفاظ أعجبوا به ولم يسمعوه لنزوله ، وتعمدوا الى

__________________

(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩١.

٢٢

أحاديث الكتاب فساقوها من مروياتهم عالية بدرجة وبدرجتين ونحو ذلك ، حتى أتوا على الجميع هكذا ، وسموه ( المستخرج على صحيح مسلم ) ، فعل ذلك عدة من فرسان الحديث منهم :

أبو بكر محمد بن محمد بن رجا ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ـ وزاد في كتابه متونا معروفة بعضها لين ـ والزاهد ابو جعفر احمد بن حمدان الحيري ، وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه ، وأبو حامد احمد بن محمد الشاذلى الهروي ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقى ، والامام أبو الحسن الماسرخسى ، وأبو نعيم احمد بن عبد الله بن احمد الاصبهاني ، وآخرون لا يحضرني ذكرهم الآن » (١).

هذا ، ولو كان كلام ابن الجوزي حقا لما جاز وصف مسلم وكتابه الصحيح بهذه الأوصاف البالغة النهاية في التعظيم والتكريم ، وذلك لروايته حديث الثقلين غير الصحيح ـ في زعم ابن الجوزي ـ في كتابه المعروف بالصحيح.

٥ ـ تقديم بعضهم مسلما على المشايخ

نقل النووي والشيخ عبد الحق الدهلوي عن احمد بن سلمة قوله : « رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما » (٢).

وقال النووي بترجمته ايضا : « واعلم أن مسلما رحمه‌الله احد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه ، وأهل الحفظ والإتقان والرحالين في طلبه الى أئمة الأقطار والبلدان ، والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان ، والمرجوع الى كتابه والمعتمد عليه في كل الأزمان ».

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٧.

(٢) تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩١. أسماء رجال المشكاة.

٢٣

وقال ابن حجر العسقلاني في ( فهرست مروياته ) على ما نقل عنه الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) في ذكر مسلم : « كان احد أعلام هذا الشأن وكبار المبرزين فيه والرحالين في طلبه ، والمجمع على تقدمه فيه أهل عصره ، كما شهد له بذلك اماما وقتهما وحافظا عصرهما ابو زرعة وأبو حاتم ».

وإذا حكم هكذا امام في الحديث مجمع على تقدمه وتورعه بصحة حديث الثقلين ، وخرّجه في صحيحه المقبول لدى الجميع ، فهل يبقى للشك في صحة هذا الحديث مجال؟ أم هل تبقى قيمة لانكار ابن الجوزي صحته؟ كلا ثم كلا.

٦ ـ ورع مسلم واحتياطه في صحيحه

قال النووي : « سلك مسلم في صحيحه طرقا بالغة في الاحتياط والإتقان والورع والمعرفة ، وذلك مصرح بكمال ورعه وتمام معرفته وغزارة علمه [ علومه ] وشدة تحقيقه بحفظه وتقدمه في هذا الشأن ، وتمكنه من أنواع معارفه وتبريزه في صناعته ، وعلو محله في التمييز بين دقائق علومه [ التي لا يهتدى إليها الا أفراد في الاعصار ] ، فرحمه الله ورضى الله عنه » (١).

وقال بترجمته : « ومن أكبر الدلائل على جلالته وورعه وحذقه وتقدمه في علوم الحديث واضطلاعه منها ، وتفننه فيها وتنبيهه على ما في ألفاظ الرواة من اختلاف ، بين متن واسناد ولو في حرف واعتنائه بالتنبيه على الروايات المصرحة لسماع المدلسين وغير ذلك مما هو معروف في كتابه ، وقد ذكرت في مقدمة شرحي لصحيح مسلم جملا من التنبيه على هذه الأشياء وشبهها مبسوطة واضحة ، ثم نبهت على تلك الدقائق والمحاسن في أثناء الشرح في مواطنها ، وعلى الجملة لا نظير لكتابه في هذه الدقائق وصحة الاسناد ، وهذا عندنا من المحققات التي لا شك فيها ، للدلائل المتظافرة

__________________

(١) المنهاج في شرح مسلم ١ / ٣٠ ـ ٣١.

٢٤

عليها » (١).

وقال فيه أيضا : « ومن حقق نظره في ( صحيح ) مسلم رحمه‌الله واطلع على ما أودعه في أسانيد وترتيبه ، وحسن سياقته وبديع طريقه من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق ، وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الروايات ، وتلخيص الطرق واختصارها ، وضبط متفرقها وانتشارها ، وكثرة اطلاعه واتساع روايته ، وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأعجوبات ، واللطائف الظاهرات والخفيات ، علم أنه امام لا يلحقه من بعد عصره ، وقل من يساويه بل يدانيه من أهل عصره ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم » (٢).

كل هذه الكلمات تفيد كمال ورع مسلم ونهاية احتياطه في الرواية ، ومن ثم عرض مسلم كتابه على أبى زرعة الرازي ، ثم أسقط الأحاديث التي أشار عليها كما ستقف عليه ان شاء الله.

فكيف يجوّز أحد من اهل السنة وهن حديث الثقلين ـ فضلا عن وضعه ـ وقد رواه هذا الرجل العظيم في كتابه العظيم؟

٧ ـ الحديث في صحيح الترمذي

لقد روى هذا الحديث الشريف الترمذي في ( صحيحه ) وهو أحد الصحاح الستة ، رواه بطرق عديدة عن جابر ، وزيد بن أرقم ، وأبي ذر ، وأبي سعيد ، وحذيفة.

ولجامع الترمذي هذا مكانة مرفوعة ومرتبة جليلة ، حتى قال جامعه الترمذي في شأنه : « من كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم » نقل عنه هذه الكلمة جماعة كابن الأثير ، والذهبي ، وولي الدين الخطيب ،

__________________

(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩٠.

(٢) تهذيب الأسماء ٢ / ٩١.

٢٥

والشيخ عبد الحق الدهلوي ، والثعالبي ، والكاتب الجلبي ، و ( الدهلوي ) نفسه. (١)

فكيف يقال في حديث الثقلين المروي في هكذا كتاب ـ بطرق عديدة ـ انه غير صحيح؟!

٨ ـ رضى علماء الأقطار بصحيح الترمذي

قال الترمذي في حق ( جامعه الصحيح ) على ما نقل عنه ابن الأثير في « صنّفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به ، وعرضته على علماء العراق فرضوا به ، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به ، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم » (٢).

وقد نقل قوله هذا أيضا الذهبي (٣) وولي الدين الخطيب في ( رجال المشكاة ) وعبد الحق الدهلوي في ( اسماء رجال المشكاة ) والثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) وغيرهم.

فالتفوه بالقدح في شيء منه مخالفة لهؤلاء الأعيان.

ولقد ظهر من كلام الطيبي المنقول آنفا ، أنه قد اتفق أهل الشرق والغرب على صحة ما في ( الصحاح الستة ) ، فإذا ثبت أن حديث الثقلين صحيح لرواية الترمذي إياه في صحيحه ، وهو أحد الصحاح الستة ، باتفاق أهل المشرق ، فهل يشك أحد في بطلان زعم ابن الجوزي؟

وصرح بوقوع إجماعهم على صحة الصحاح الستة ابن روزبهان في كتابه ( الباطل ) الذي رد به على الشيعة حيث قال : « وليس أخبار الصحاح الستة مثل أخبار الروافض ، فقد وقع اجماع الأئمة على صحتها ».

__________________

(١) جامع الأصول ١ / ١١٤ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٤ ، الإكمال في أسماء الرجال ٣ / ٨٠٣ ، أسماء رجال المشكاة ، مقاليد الأسانيد ، كشف الظنون ، بستان المحدثين.

(٢) جامع الأصول ١ / ١١٤.

(٣) تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٤.

٢٦

وقال أيضا : « وأما صحاحنا فقد اتفق العلماء أن كل ما عد من الصحاح ـ سوى التعليقات في الصحاح الستة ـ لو حلف الطلاق أنه من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو من فعله وتقريره لم يقع الطلاق ولم يحنث ».

فكيف خرج ابن الجوزي على هذا الإجماع الثابت؟

٩ ـ الحديث في مسند أحمد

وروى الامام أحمد بن حنبل هذا الحديث في ( مسنده ) بطرق عديدة كما عرفت في قسم السند.

١٠ ـ فتوى جماعة بصحة اخبار المسند

وقد علمت أيضا أنّ أبا موسى المديني قد صرّح بصحة جميع ما في هذا المسند ، وستعلم قريبا أن الحافظ المديني قد صنف كتابا خاصا في اثبات ما ذهب اليه.

ترجمة المديني

وقد ذكرنا فيما تقدم طرفا من مفاخر المديني ، وترجمنا له في مجلد ( حديث الولاية ) أيضا.

وأفتى الحافظ أبو العلاء الهمداني بصحة جميع ما في ( مسند أحمد ) من الاخبار ، وستقف على ذلك من كلام ابن رجب الحنبلي.

ترجمة ابى العلاء الهمداني

قال الذهبي : « أبو العلاء الهمداني الحافظ العلامة المقرئ ، شيخ الإسلام ، شيخ همدان ، مولده سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، قال أبو سعد السمعاني : حافظ متقن مقرئ فاضل ، حسن السيرة مرضي الطريقة ، عزيز النفس سخي بما يملكه ، مكرم للغرباء ، يعرف القراءات

٢٧

والحديث والأدب معرفة حسنة ، سمعت منه.

وقال عبد القادر الحافظ : شيخنا أبو العلاء أشهر من أن يعرف ، بل يعز مثله في أعصار كثيرة على ما بلغنا من السير ، أربى على أهل زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل أصول ما سمع وجودة النسخ وإتقان ما كتبه بخطه ، ما كان يكتب شيئا الا منقطا معربا ، وأول سماعه من عبد الرحمن بن الدوني في سنة خمس وتسعين وأربعمائة ، برع على حفاظ عصره من حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير. ولقد كان يوما في مجلسه فجاءته فتوى في عثمان رضي‌الله‌عنه ، فكتب من حفظه ونحن جلوس درجا طويلا في أخباره.

وله تصانيف منها ( زاد المسافر ) في خمسين مجلدا ، وكان اماما في القرآن وعلومه ، وحصل من القرآن ما انه صنف فيه العشرة والمقروات ، وصنف في الوقف والابتداء وفي التجويد والماءات والعدد ، ومعرفة القراء وهو نحو من عشر مجلدات .. وكان اماما في النحو واللغة .. سمعت من أثق به عن عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي انه قال في الحافظ ابى العلاء لما دخل نيسابور : ما دخل نيسابور مثلك ، وسمعت الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن يقول ـ وذكر رجلا من أصحابه رحل ـ ان رجع ولم يلق الحافظ أبا العلاء ضاعت رحلته.

مات ابو العلاء في جمادى الاولى سنة تسع وستين وخمسمائة » (١).

والى صحة جميع ما في ( مسند أحمد ) ذهب الحافظ عبد المغيث الحربي ، فقد قال ابن رجب بترجمته : « وصنف عبد المغيث ( الانتصار لمسند الامام أحمد ) ، أظنه ذكر فيه أن أحاديث المسند كلها صحيحة ، وقد صنف في ذلك قبله أبو موسى ، وبذلك أفتى أبو العلاء الهمداني ، وخالفهم الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي ».

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٤ وأنظر طبقات الحفاظ ٤٧٣.

٢٨

ترجمة عبد المغيث

١ ـ الذهبي في ( العبر ٤ / ٢٤٩ ).

٢ ـ اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٤٢٦ ).

٣ ـ ابن رجب في ( ذيل طبقات الحنبلية ).

٤ ـ القنوجي في ( التاج المكلل ٢١٠ ).

فقد ترجم في هذه المصادر وغيرها بكل إطراء وتبجيل ـ فراجعها.

١١ ـ كلام ابن الجوزي في وصف المسند

قال عمر بن محمد عارف النهرواني في ( مناقب احمد بن حنبل ) : « قال ابن الجوزي : « صح عند الامام أحمد من الأحاديث سبع مائة ألف وخمسين ألفا ، والمراد بهذه الاعداد الطرق لا المتون ، أخرج منها ( مسنده ) المشهور الذي تلقته الامة بالقبول والتكريم ، وجعلوه حجة يرجع اليه ويعول عند الاختلاف عليه ، قال حنبل بن إسحاق : جمعنا عمي لي ولصالح ولعبد الله وقرأ علينا المسند ، وما سمعه منه تاما غيرنا ، ثم قال لنا : هذا الكتاب قد جمعته وانتخبته من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفا ، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله فارجعوا اليه ، فان وجدتموه فيه فذاك والا فليس بحجة وكان يكره وضع الكتب ، فقيل له في ذلك فقال : قد عملت هذا المسند اماما إذا اختلف الناس في سنة من سنن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجعوا اليه ».

هذا كلام ابن الجوزي وفيه فوائد ، وهي :

أولا : انه صرح بانتخاب أحمد مسنده من الأحاديث الصحيحة.

ثانيا : وصف المسند بالشهرة.

ثالثا : ذكر تلقى الامة للمسند بالقبول والتكريم.

رابعا : جعلت الامة المسند حجة.

خامسا : جعلت الامة المسند مرجعا يعولون عليه عند الاختلاف.

٢٩

سادسا : ان أحمد انتخبه من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفا من الحديث.

سابعا : ان أحمد أمر بالرجوع اليه عند الاختلاف.

ثامنا : ذكر قول أحمد « فان وجدتموه فيه فذاك والا فليس بحجة ».

تاسعا : ذكر أن احمد جعل المسند اماما للناس.

عاشرا : أمره ثانية بالرجوع اليه عند الاختلاف.

فالعجب من ابن الجوزي : يذكر هذه الأوصاف العظيمة لمسند الامام أحمد ويقدح في الحديث الشريف ـ حديث الثقلين ـ المروي فيه ، وهل هذا إلا تهافت وتناقض؟

١٢ ـ ابن الجوزي : المسند من دواوين الإسلام

وقال ابن الجوزي في ( الموضوعات ) ما نصه : « فمتى رأيت حديثا خارجا عن دواوين الإسلام ( كالموطأ ) و ( مسند ) احمد و ( الصحيحين ) و ( سنن ) أبي داود والترمذي ونحوها فانظر فيه ، فان كان له نظير في الصحاح والحسان فرتب [ قرب ] أمره ، وان ارتبت به فرأيته يباين الأصول فتأمل رجال اسناده واعتبر أحوالهم من كتابنا المسمى بالضعفاء والمتروكين ، فإنك تعرف وجه القدح فيه » (١).

لا أدرى كيف الجمع بين هذا الذي ذكره قواعد عامة لمعرفة الحديث ، وبين قوله بالنسبة الى حديث الثقلين انه لا يصح! ان حديث الثقلين مخرج في دواوين اسلام ، في ( صحيح ) مسلم و ( صحيح ) الترمذي و ( مسند احمد ) وفي ( سنن ) أبي داود كما قال سبطه في تذكرة الخواص!!

__________________

(١) الموضوعات ١ / ٩٩.

٣٠

١٣ ـ مسلم : أخرجت ما صححه أبو زرعة

قال الذهبي بترجمة مسلم : « وقال مكي بن عبدان : سمعت مسلما يقول : عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة ، فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسببا تركته ، وكل ما قال انه صحيح ليس له علة فهو الذي أخرجت ، ولو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فمدارهم على هذا المسند » (١).

وكذا نقل عن مكي قوله هذا النووي في ( المنهاج في شرح مسلم بن الحجاج ١ / ٢١ ).

فإذا عرفت ذلك ، فانه يلزم أن يكون حديث الثقلين المخرج في ( صحيح ) مسلم بطرق عديدة عاريا عن كل علة وسبب ، وبعد هذا فلا يتردد عاقل في إبطال كلام ابن الجوزي.

ترجمة ابى زرعة :

١ ـ السمعاني : « وكان اماما ربانيا متقنا حافظا مكثرا صدوقا. قدم بغداد غير مرة وجالس أحمد بن حنبل وذاكره وكثرت الفوائد في مجلسهما ، روى عنه : مسلم بن الحجاج ، وأبو ابراهيم إسحاق الحربي ، وعبد الله بن أحمد ابن حنبل ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان ، وابن أخيه ، وابن أخته أبو محمد عبد الرحمن بن أبى خليفة الرازي. وحكى عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال : لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي ، وكان كثير المذاكرة له ، سمعت أبي يوما يقول : لما صليت الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي. وذكر عبد الله بن أحمد قال : قلت لابي : يا أبة من الحفاظ قال : يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا. قلت : من هم يا أبة؟ قال : محمد بن اسماعيل ذاك البخاري ، وعبيد الله بن

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٧.

٣١

عبد الكريم ذاك الرازي ، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي ، والحسن ابن الشجاع ذاك البلخي. وحكى عن أبي زرعة الرازي انه قال : كتبت عن رجلين مائة ألف حديث ، كتبت عن ابراهيم الفراء مائة ألف حديث ، وعن ابى شيبة عبد الله مائة ألف حديث.

ذكر أبو عبد الله محمد بن مسلم بن وارة قال : كنت عند إسحاق بن ابراهيم بنيسابور ، فقال رجل من أهل العراق : سمعت أحمد بن حنبل يقول : صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وأكثر ، هذا الفتى ـ يعنى أبا زرعة ـ قد حفظ ستمائة ألف حديث ، وكان إسحاق بن راهويه يقول : كل حديث لا يعرفه أبو زرعة ليس له أصل » (١).

٢ ـ الذهبي : « أبو زرعة الامام حافظ العصر .. كان من أفراد الدهر حفظا وذكاء ودينا وإخلاصا وعلما وعملا ، حدث عنه من شيوخه : حرملة ، وأبو حفص الفلاس ، وجماعة ، ومسلم وابن خالته الحافظ أبو حاتم ، والترمذي ، وابن ماجة ، والنسائي ، وابن أبي داود ، وأبو عوانة.

وعن أبي زرعة أن رجلا استفتاه أنه حلف بالطلاق أنك تحفظ مائة ألف حديث ، فقال : تمسك بامرأتك.

ابن عقدة : نا مطين عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : ما رأيت أحفظ من أبي زرعة.

وعن الصغاني : أبو زرعة عندنا يشبه بأحمد بن حنبل.

وقال علي بن الجنيد : ما رأيت أعلم من أبي زرعة.

وقال أبو يعلى الموصلي : كان أبو زرعة مشاهدته أكبر من اسمه ، يحفظ الأبواب والشيوخ والتفسير.

وقال صالح جزرة : سمعت أبا زرعة يقول : أحفظ من القراءات عشرة آلاف حديث.

__________________

(١) الأنساب ـ الرازي.

٣٢

وقال يونس بن عبد الاعلى : ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة وقال عبد الواحد بن غياث : ما رأى أبو زرعة مثل نفسه.

وقال أبو حاتم : ما خلف أبو زرعة بعده مثله ، ولا أعلم من كان يفهم هذا الشأن من مثله ، وقل من رأيت في زهده.

مات أبو زرعة في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائة » (١).

١٤ ـ تصحيح محمد بن إسحاق ومن تبعه

لقد صحح محمد بن إسحاق هذا الحديث مؤيدا لذلك بتعدد رواته ، فقد قال الأزهري في ( التهذيب ) بعد أن ذكر الحديث برواية زيد بن ثابت : « قال محمد بن إسحاق : وهذا حديث صحيح ورفعه ، ونحوه زيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري ».

ونقل الأزهري تصحيح ابن إسحاق تقريرا له وتصحيحا للحديث ، وهكذا ابن منظور نقل كلام الأزهري المشتمل على تصحيح ابن إسحاق في ( لسان العرب ) وهو أيضا يفيد التصحيح.

فتصحيح هؤلاء جميعا يفيد بطلان ما زعمه ابن الجوزي من أنه حديث لا يصح.

١٥ ـ الحديث في صحيح ابن خزيمة

لقد خرج الحافظ ابن خزيمة هذا الحديث في ( صحيحه ) كما نقل عنه السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ) ، فهو صحيح لدى ابن خزيمة والسخاوي معا ، لان نقله تقرير لتصحيحه.

قال السيوطي : « ثم ان الزيادة في الصحيح عليها تعرف من كتب السنن المعتمدة كسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة والدارقطني

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٧.

٣٣

والحاكم والبيهقي وغيرها ، منصوصا على صحته فيها ، ولا يكفي وجوده فيها ، الا في كتاب من شرط الاقتصار على الصحيح ، فيكفي وجوده فيها كابن خزيمة وأصحاب المستخرجات » (١).

وقال فيه أيضا : « صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان ، لشدة تحريه حتى أنه يتوقف في التصحيح لأدنى كلام في الاسناد ، فيقول ان صح الخبر ، وان ثبت كذا ، ونحو ذلك » (٢).

وقال فيه أيضا : « قد علم مما تقدم [ تقرر ] أن أصح من صنف في الصحيح ابن خزيمة ، ثم ابن حبان ثم الحاكم ، فينبغي أن يقال : أصحها بعد مسلم ما اتفق عليه الثلاثة ، ثم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، ثم ابن حبان والحاكم ثم ابن خزيمة فقط ، ثم ابن حبان فقط ، ثم الحاكم فقط ، ان لم يكن الحديث على شرط الشيخين ، ولم أرمن تعرض لذلك ، فليتأمل » (٣).

هذا ، فلما علم وجود حديث الثقلين في ( صحيح ) ابن خزيمة وهو بهذه المثابة من الصحة والتقديم على غيره من الصحاح ، فانه لا قيمة لطعن ابن الجوزي فيه.

١٦ ـ الحديث في صحيح أبى عوانة

لقد أخرج الحافظ أبو عوانة الأسفراييني هذا الحديث في ( المسند الصحيح ) المستخرج من ( صحيح ) مسلم ... كما علمت في محله.

أقوال العلماء في صحيح أبى عوانة

قال السمعاني في ( الأنساب ) بترجمته : « صنف المسند الصحيح على

__________________

(١) تدريب الراوي ١ / ١٠٤ ـ ١٠٥.

(٢) نفس المصدر ١ / ١٠٩.

(٣) تدريب الراوي ١ / ١٢٤.

٣٤

صحيح مسلم بن الحجاج القشيري وأحسن ».

وقال ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ) والذهبي في ( التذكرة ) والسبكي في ( طبقات الشافعية ) والأسدي في ( طبقات الشافعية ) قالوا جميعا بترجمته : « صاحب الصحيح المخرج على صحيح مسلم ».

وقال اليافعي في ( مرآة الجنان ) بترجمته : « صاحب المسند الصحيح ».

وقال السخاوي في مرويات نفسه : « واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف ، وهي تتنوع أنواعا : أحدها ما رتب على الأبواب الفقهية ونحوها ، وهي كثيرة جدا ، منها ما تقيد فيه بالصحيح ، كالصحيحين للبخاري ولمسلم ، ولابن خزيمة ـ ولم يوجد بتمامه ـ ، ولابي عوانة الأسفراييني وهو وان كان مستخرجا على ثاني الصحيحين فقد أتى فيه بزيادات طرق ، بل وأحاديث كثيرة » (١).

وقال الثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ) : « صحيح أبي عوانة الأسفراييني وهو مستخرج على صحيح مسلم ، وزاد فيه طرقا في الاشارة وقليلا من المتون ».

وقال الدهلوي في ( بستان المحدثين ) : « صحيح أبي عوانة وهو مستخرج على صحيح مسلم ، ويقال المستخرج في اصطلاح المحدثين على الكتاب الذي صنف لاثبات كتاب آخر ، على ترتيبه ومتونه وطرق اسناده ، ويذكر سنده بحيث يتصل بمصنف ذلك الكتاب ثم شيخه ثم شيخ شيخه وهلم جرا ، وإذا ثبت بطرق أخرى كثر الاعتماد عليه والوثوق به ، ولكن هذا المستخرج انما يسمى صحيحا لإتيانه فيه بزيادة طرق وقليل من المتون ، ولهذا قد يقال انه كتاب مستقل ، ولقد كتب المذهبي منه منتخبا اشتهر كثيرا ، سماه ( منتقى الذهبي ) ، وفيه ثلاثون ومائة حديث ».

__________________

(١) الضوء اللامع ٨ / ١٠.

٣٥

١٧ ـ الحديث في كتب الاخبار الصحيحة

وأخرجه كبار الحفاظ المصنفين في أحاديث الصحيحين أو الصحاح الست :

كالحاكم في ( المستدرك على الصحيحين ) بأسانيد على شرط الشيخين.

والحميدي في ( الجمع بين الصحيحين ).

ورزين في ( تجريد الصحاح ).

والمجد ابن الأثير في ( جامع الأصول ).

١٨ ـ تصحيح المحاملي

وأخرجه المحاملي في ( الامالي ) مصححا إياه.

١٩ ـ الحديث في غرر الاخبار للفرغانى

وأخرجه سراج الدين الفرغاني في كتابه ( نصاب الاخبار ) الذي ذكره ( كاشف الظنون ) قائلا : « وقد اختصره من كتاب غرر الاخبار ودرر الاشعار ، وهذا الذي وعد بجمعه مقتصرا على إيراد ألف حديث صحيح ، وهو كثير الأبواب ».

فرواية هؤلاء لحديث الثقلين وتصحيحهم إياه دليل ظاهر على بطلان ما ادعاه ابن الجوزي.

٢٠ ـ تصحيح البغوي

وأخرجه البغوي في ( المصابيح ) عن مسلم والترمذي.

٢١ ـ الحديث في المختارة

وأخرج ضياء الدين المقدسي هذا الحديث في ( المختارة ) كما ذكر ذلك

٣٦

السخاوي في كتاب ( استجلاب ارتقاء الغرف ) والسمهودي في ( جواهر العقدين ) وأحمد بن فضل بن محمد با كثير المكي في ( وسيلة المآل ) والمناوي في ( فيض القدير ) وحسن زمان في ( القول المستحسن ).

ولقد التزم المقدسي في كتابه هذا بالصحة كما يظهر من كلمات العلماء.

كلمات العلماء في المختارة للضياء

قال الحافظ الزين العراقي : « وممن صحح أيضا من المعاصرين له الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي ، جمع كتابا سماه ( المختارة ) والتزم فيه الصحة ، وذكر فيه أحاديث لم يسبق الى تصحيحها فيما أعلم » (١).

ونقل السيوطي كلام العراقي هذا (٢).

وقال السخاوي مترجما نفسه عند ذكر أقسام مروياته : « نعم مما رتب فيه على الحروف من المسانيد مع تقييده بالمحتج به ( المختارة ) للضياء المقدسي » (٣).

وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في مقدمة ( شرح المشكاة ) الفارسي بعد أن ذكر المستدرك : « ولقد صنف سائر الأئمة أيضا في الصحاح مثل صحيح ابن خزيمة .. والمختارة للحافظ ضياء الدين المقدسي : وهو أيضا جمع الصحاح التي لم توجد في الصحيحين ، قيل انه احسن من المستدرك ».

٢٢ ـ تنصيص العلماء على صحته

ونقل حديث الثقلين جماعة من كبار الحفاظ وأئمة الحديث ، معتمدين

__________________

(١) التقييد والإيضاح : ٢٤.

(٢) تدريب الراوي ١ / ١٤٤.

(٣) الضوء اللامع ٨ / ١١.

٣٧

عليه ، مصرحين بصحته ، وموثقين رجاله.

فقد رواه المحب ابن النجار بسنده عن مسلم.

والرضي الصغاني في ( مشارق الأنوار ) عن صحيح مسلم ، وقد صرح في مقدمة كتابه ( المشارق ) بأنه جمع فيه الصحاح وجعله حجة بينه وبين الله.

وابن طلحة في ( مطالب السؤل ) عن صحيح مسلم.

والحافظ الكنجي في ( كفاية الطالب ) عن مسلم.

والنووي في ( تهذيب الأسماء ).

والمحب الطبري في ( ذخائر العقبى ) عنه أيضا.

والخازن في ( تفسيره ) عن مسلم.

والمزي في ( تحفة الاشراف ) عن مسلم والترمذي والنسائي.

وولي الدين الخطيب عن مسلم والترمذي في ( مشكاة المصابيح ).

والطيبي في ( الكاشف ) عن مسلم.

والخلخالي في ( المفاتيح في شرح المفاتيح ).

وصحّح الذهبي لفظ أبي عوانة كما مر في ( الصراط السوي ).

وأثبته الكازروني في ( المنتقى في سيرة المصطفى ) وأضاف : ان من تفوه بما يخالف حديث الثقلين ـ وهو في بلاد علماء الدين ـ كاد أن يكون كافرا.

وصححه ابن كثير في ( التفسير ) كما نقله أيضا عن مسلم.

ووثق الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) رجال سنده كما مر عن ( فيض القدير ) للمناوي.

ونقله الخواجة بارسا عن ( جامع الأصول ) برواية مسلم في ( فصل الخطاب ).

ورواه الدولت آبادي ملك العلماء في ( هداية السعداء ) عن عدة من الكتب منها ( المصابيح ) برواية مسلم ، وأضاف في شرح الحديث وذكر نكاته : قول « أمر ان يجمع رحال الإبل كي يسمعه كل الصحابة ويكون

٣٨

مجمعا عليه ، ولئلا يختلف فيه أحد ، لأنه أمر عظيم للهداية ». وقال في كتابه ( شرح سنت ) : « اتفق على صحته المحدثون السلف والخلف ».

وقد نقل حديث الثقلين السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ) عن صحيح مسلم ، وصحيح ابن خزيمة ، والمستدرك للحاكم والمختارة.

والسيوطي في ( الجامع الصغير ) و ( الأساس ) و ( احياء الميت ) و ( نهاية الإفضال ) عن صحيح مسلم ، والمستدرك للحاكم.

والسمهودي في ( جواهر العقدين ) عن مسلم والحاكم بطرقه والمختارة.

وابن روزبهان في ( شرح رسالة عقائده ).

والقسطلاني عن صحيح مسلم في ( المواهب اللدنية ).

والعلقمي في ( الكوكب المنير ) عن صحيح مسلم.

وابن حجر في مواضع من ( الصواعق ) عن مسلم وغيره.

والمرزا مخدوم الجرجاني في ( النواقض ) عن مسلم.

والقاري في ( شرح الشفاء ) و ( المرقاة ) عن صحيح مسلم.

والمناوي في ( فيض القدير ) عن مسلم وغيره ، وفي ( التيسير ) أيضا ، وجزم فيه بوثوق رجاله ، كما نقل في فيض القدير توثيق الهيثمي رجال سنده.

وأحمد بن باكثير في ( وسيلة المآل ).

والقادري في ( الصراط السوي ) ناصا على صحته ، كما نقله أيضا عن صحيح مسلم.

والشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات ) عن صحيح مسلم.

والخفاجي في ( نسيم الرياض ) عن مسلم.

والعزيزي عن مسلم في ( السراج المنير ).

وأثبته المقبلى في ( ملحقات الأبحاث المسددة ).

والزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية ).

ونقله السهارنپوري في ( المرافض ) عن صحيح مسلم والطبراني.

والبدخشاني في ( مفتاح النجا ) عن صحيح مسلم والحاكم والطبراني ،

٣٩

وكذا في ( نزل الأبرار ) عنهم وعن الترمذي ، ثم أوضح صحته.

وأثبته محمد صدر عالم في ( معارج العلى ) عن الحاكم والترمذي والطبراني بسند صحيح.

وولي الله الدهلوي في ( إزالة الخفا ) عن صحيح مسلم ، ونص على أن لفظه أصح ألفاظ هذا الحديث ، وعن الحاكم.

ونقل محمد أمين السندي في ( دراسات اللبيب ) ومحمد بن اسماعيل في ( الروضة الندية ) عن صحيح مسلم وغيره ، والصبان في ( اسعاف الراغبين ) عنه وعن غيره.

وصرح العجيلي في ( ذخيرة المآل ) بصحة حديث الثقلين.

ونقل المولوي مبين السهالي الحديث عن صحيح مسلم والمستدرك.

والجمال المحدث في ( تفريح الأحباب ) عن صحيح مسلم.

وولي الدين السهالي في ( مرآة المؤمنين ) عن صحيح مسلم والصواعق.

والفاضل الرشيد الدهلوي في ( الحق المبين ) عن صحيح مسلم والصواعق.

والحمزاوي في ( مشارق الأنوار ) عن مسلم والنسائي وأحمد.

والقندوزي في ( ينابيع المودة ) عن صحيح مسلم والمستدرك والمعجم الكبير للطبراني والصواعق ، ونقل تصريح ابن حجر بصحة الحديث.

ونقل الحديث حسن زمان في ( القول المستحسن ).

وأورد الصديق حسن القنوجي عن المناوي تصريح الهيثمي بوثوق رجال سنده ، وأثبت في ( السراج الوهاج ) صحة الحديث ...

وروايات هؤلاء دليل قوى على صحة الحديث ، وبطلان دعوى ابن الجوزي.

٢٣ ـ جواب طعن ابن الجوزي في عطية

ان قدح ابن الجوزي في « عطية » الراوي لهذا الحديث الذي أورده

٤٠