نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٩

٢٤ ـ احتجاج الامام الحسن بالحديث

١ ـ لقد احتج الامام الحسن عليه‌السلام ـ بعد بيعة الناس له بالخلافة ـ بحديث الثقلين في اثبات احقيته بها ، روى ذلك الشيخ القندوزى فقال : « وفي ( المناقب ) عن هشام بن حسان قال : خطب الحسن بن على عليه‌السلام بعد بيعة الناس له بالأمر فقال :

نحن حزب الله الغالبون ، ونحن عترة رسوله الأقربون ، ونحن أهل بيته الطيبون ، ونحن أحد الثقلين الذين خلفهما جدي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أمته ونحن ثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه فالمعول علينا [ في ] تفسيره ولا تظننا تأويله بل تيقنا حقائقه ، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله مقرونة ، قال جل شأنه : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) وقال عز وجل : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) واحذروا الإصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين » (١).

وفيه براهين قاطعة على المطلوب :

١ ـ قوله : « نحن حزب الله الغالبون » يدل على أفضليتهم ، وهي دليل الامامة ، كما ان فيه إشارة الى قوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ).

٢ ـ قوله : « ونحن عترة رسوله الأقربون » يثبت أفضليتهم عليهم‌السلام وفيه إيماء الى الأحاديث الواردة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل العترة.

٣ ـ قوله : « ونحن أهل بيته الطيبون » فيه إيماء لطيف الى نزول آية التطهير في حقهم ، ولا يخفى دلالتها على عصمتهم وإمامتهم.

__________________

(١) ينابيع المودة ٢١.

٣٠١

٤ ـ قوله : « ونحن أحد الثقلين اللذين خلفهما جدي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أمته » ينادى بدلالة حديث الثقلين على إمامتهم عليهم‌السلام.

٥ ـ قوله : « ونحن ثانى كتاب الله فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » فيه إشارة الى أعلميتهم وعصمتهم أيضا ، إذ كما ان في القرآن تفصيل كل شيء ففيهم كذلك تفصيل كل شيء باعتبار انهم ثانية ، ومن كان هكذا وجب ان يكون أعلم من غيره ، وكما ان القرآن مصون من الباطل فكذا أهل البيت ، وهذا معنى العصمة.

٦ ـ قوله : « فالمعول علينا في تفسيره » هو كنتيجة لقوله : نحن ثانى كتاب الله ، ويدل على أعلميتهم ، ويفيد وجوب الاقتداء بهم ، وان كل تفسير جاء عن غيرهم كان من غير اهله.

٧ ـ قوله : « ولا تظننا تأويله بل تيقنا حقائقه » فيه تعريض بليغ بمن يدعى ذلك وليس فيه ، وتصريح بأعلميتهم.

٨ ـ قوله : « فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله مقرونة » فيه وجوه تدل على إمامتهم ووجوب طاعتهم لا تخفى على أولي الألباب.

٩ ـ استشهاده بقوله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ ... ) الآية ظاهر في نزولها في شأنهم عليهم‌السلام ، فما ذكره المفسرون واهل الكلام من أهل السنة لصرفها عنهم باطل.

١٠ ـ استشهاده بقوله عز وجل : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ... ) يؤكد مراده ويحقق مطلوبه ، فإنها أيضا ـ كالاية السابقة ـ نازلة في شأنهم وهم المراد من ( أولي الأمر ) فيها كذلك ..

٢ ـ وهكذا احتج الامام الحسن عليه‌السلام في خطبة له ـ فيما احتج ـ بحديث الثقلين ، فيما رواه الشيخ القندوزي (١).

__________________

(١) ينابيع المودة ٤٨٠ ـ ٤٨٣.

٣٠٢

وجاء في ( تذكرة خواص الامة ) في قضية صلح الامام الحسن عليه‌السلام مع معاوية بن أبي سفيان ما نصه : « ثم سار معاوية فدخل الكوفة ، فأشار عليه عمرو بن العاص أن يأمر الحسن فيصعد المنبر ويخطب ليظهر عيّه ، فقال : قم فاخطب ، فقام وخطب فقال : أيها الناس! ان الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ونحن أهل بيت نبيكم أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، وان لهذا الأمر مدة ، والدّنيا دول ، وقد قال الله تعالى لنبيه : « ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) » فضج الناس بالبكاء فالتفت معاوية الى عمرو وقال هذا رأيك ، ثم قال للحسن : حسبك يا ابا محمد.

وفي رواية أنه قال : نحن حزب الله المفلحون وعترة رسوله المطهرون وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكم ، فطاعتنا مفروضة مقرونة بطاعة الله ، قال الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) وان معاوية دعانا الى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ، فان وافقتم رددناه عليه وخاصمناه الى الله تعالى بظبى السيوف وأن أبيتم قبلناه ، فناداه الناس من كل جانب : البقية البقية » (١).

٢٥ ـ حديث الثقلين على لسان ابن العاص

لقد ذكر عمرو بن العاص حديث الثقلين في جملة من فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام في كتاب أرسله الى معاوية بن أبي سفيان. وإليك نصه كما رواه الخوارزمي :

« من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الى معاوية ابن أبي سفيان : أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته ، فأما ما دعوتني اليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك وإعانتي إياك على

__________________

(١) تذكرة خواص الامة ١٩٨.

٣٠٣

الباطل واختراط السيف على وجه علي بن أبي طالب وهو أخو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصيه ، ووارثه ، وقاضى دينه ، ومنجز وعده ، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة ، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة فلن يكون ..

وأما ما قلت انك خليفة عثمان فقد صدقت ، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته ، وقد بويع لغيرك وزالت خلافتك ..

وأما ما عظمتني ونسبتني اليه من صحبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واني صاحب جيشه ، فلا أغتر بالتزكية ، ولا أميل بهما عن الملة ..

وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصيه الى الحسد والبغي على عثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه أشلاهم على قتله فهذا غواية ..

ويحك يا معاوية أما علمت ان ابا حسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وبات على فراشه ، وهو صاحب السبق الى الإسلام والهجرة ، وقد قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو منى وانا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي ، وقد قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وهو الذي قال فيه عليه‌السلام يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وهو الذي قال فيه عليه‌السلام يوم الطير : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ، فلما دخل عليه قال : ( اليّ اليّ ) وقد قال فيه يوم النضير : علي امام البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله وقد قال فيه : ( عليّ وليكم من بعدي ) وأكد القول عليك وعليّ وعلى جميع المسلمين وقال : انّى مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي ، وقد قال : انا مدينة العلم وعلي بابها ....

وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى من الآيات المتلوات في فضائله

٣٠٤

التي لا يشرك فيها احد كقوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ .. إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) وقال الله تعالى لرسوله عليه‌السلام : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى ان يكون سلمك سلمي وحربك حربي ، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة؟ يا ابا حسن : من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد ابغضنى ، ومن أحبك ادخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله النار. وكتابك يا معاوية الذي كتبت وهذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين ، والسّلام » (١).

٢٦ ـ الحسن البصري وحديث الثقلين

لقد ذكر الحسن البصري ـ وهو من كبار التابعين واسلاف اهل السنة العظماء ـ حديث الثقلين ضمن فضائل لمولانا امير المؤمنين عليه‌السلام ، ذكر ذلك ابن ابى الحديد حيث قال : « وروى الواقدي قال : سئل الحسن عن علي رضي‌الله‌عنه ـ وكان يظن به الانحراف ولم يكن كما يظن ـ فقال :

ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع : ائتمانه على براءة ، وما قال له في غزوة تبوك فلو كان غير النبوة شيء يفوته لاستثناه ، وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الثقلان كتاب الله وعترتي ، وانه لم يؤمر عليه أمير قط وقد أمرت الأمراء على غيره » (٢).

وظاهر ان إرساله ببراءة وعزله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابا بكر يثبت امامة امير المؤمنين عليه‌السلام ويبطل خلافة غيره ... وقد تكفلت كتب أهل الحق

__________________

(١) المناقب للخوارزمي ١٢٨ ـ ١٣٠.

(٢) شرح نهج البلاغة ٤ / ٩٥.

٣٠٥

إيضاح ذلك بالتفصيل ، لا سيما كتاب ( تشييد المطاعن ).

وحديث المنزلة دليل آخر على إمامته عليه‌السلام كما بينا ذلك بحمد الله تعالى في المجلد الخاص به.

وعدم تأمير أحد عليه « وقد أمرت الأمراء على غيره » ايضا من جملة الأدلة الرصينة القاطعة على إمامته عليه الصلاة والسّلام.

ثم عد حديث الثقلين مع هذه دليل على إمامته ، وشاهد على خلافته بلا فصل.

هذا بالاضافة الى الوجوه الكثيرة التي لا تحصى ـ وقد ذكرنا طرفا منها ـ والتي تفيد إمامته عليه‌السلام على ضوء حديث الثقلين المتواتر القطعي الصدور من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وهذا المقدار كاف لتبيين كذب ( الدهلوي ) أو وهمه في قوله : ان حديث الثقلين لا ربط له بالامامة الكبرى ..

والحمد لله رب العالمين ، وهو ولي التوفيق.

٣٠٦

دحض المعارضة

بحديث : عليكم سنّتى وسنّة الخلفاء ...

٣٠٧
٣٠٨

قوله : « وعلى فرض التسليم بذلك ، فهناك حديث صحيح يعارضه وهو قوله صلّى الله عليه وسلّم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ ».

أقول : ان هذه المعارضة باطلة لوجوه :

١ ـ الحديث من متفردات العامة

ان هذا الحديث من متفردات أهل السنة ، فهو حتى لو بلغ من الصحة ما بلغ ـ لا يليق للاحتجاج به ، فذكر ( الدهلوي ) إياه خروج على آداب المناظرة.

٢ ـ احتجاجه به ينافي ما التزم به

ان احتجاجه بهذا الحديث يخالف ما التزم به ، لأنه قال في كتابه هذا ( التحفة ) :

٣٠٩

« ولقد التزمت في هذه الرسالة أن لا انقل في بيان مذهب الشيعة وأصوله وما يخص به الا من كتبهم المعتبرة ... ».

وبمثل هذا صرح في مواضع عديدة منه ... وعلى هذا فان تمسكه برواية « عليكم بسنتي ... » مقابل حديث الثقلين غير صحيح ، ومناف لما التزم به ... فيكون ناكثا عهده ، ومخلفا وعده ....

٣ ـ احتجاجه به ينافي كلام والده

ان احتجاج ( الدهلوي ) بهذا الحديث في هذا المقام مخالف أيضا لما أفاده والده في كتابه ( قرة العينين ) فلقد قال فيه : « ولا نشتغل في هذه الرسالة بأجوبة الامامية والزيدية ، فان لمناظرتهم منهجا آخر ، لا بأحاديث ( الصحيحين ) وأمثالهما ».

أضف الى هذا : انه إذا كان والده متجنبا ذكر أحاديث الصحيحين في البحث مع الامامية ، فكيف يصح من ( الدهلوي ) ان يتمسك بحديث « عليكم بسنتي ... » ولا أثر له في الصحيحين؟!

٤ ـ بطلان احتجاجه على ضوء كلام تلميذه

ان تلميذ ( الدهلوي ) رشيد الدين خان الدهلوي صرح في كتابه ( الشوكة العمرية ) في كلام له بقوله :

« فقد يكون رواة فرقة معتمدين عندها وهم لدى غيرها مجروحون ، ولهذا فان كل فرقة ترى رواياتها مسلّمة والاخبار المروية عند الفرقة المخالفة ضعيفة.

وهذا واضح ، لان الشيعة الامامية يقدحون في أخبار الفرق المخالفة لها ، وبالاخص في الاخبار التي يرويها أبناء السنة ترويجا لمقاصدهم وعقائدهم ، فان هذه عندهم مقدوحة بطريق أولى ».

٣١٠

٥ ـ انه مما أعرض عنه الشيخان

ان حديث : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » حديث أعرض عنه البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيحين. واعراضهما عن حديث دليل في رأي جمهور أهل السنة على وضعه ، وقد أوردنا شطرا من كلماتهم الصريحة في ذلك في مجلد ( حديث الطير ) في رد حديث الاقتداء.

٦ ـ انه مقدوح سندا

انه لو تتبع الخبير سند حديث : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » لوجد رجاله مجروحين مطروحين عند نقاد أهل السنة ورجال الحديث ، وعلى ذلك فان دعوى صحته باطلة.

هذا واني ناقل هذا الحديث أولا من ( سنن أبي داود ) و ( سنن الترمذي ) و ( سنن ابن ماجة ) ثم أذكر أقوالهم في رجاله :

قال ابو داود : « حدثنا أحمد بن حنبل نا الوليد بن مسلم ناثور بن يزيد حدثني خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، قالا : أتينا العرباض بن سارية ـ وهو ممن نزل فيه قوله تعالى : ( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) ـ فسلمنا وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين.

فقال العرباض : صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله كان هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا ، فانه من يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فان كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » (١).

__________________

(١) سنن أبى داود ٤ / ٢٨٠.

٣١١

وقال الترمذي : « حدثنا علي بن حجر نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض ابن سارية » مثله.

ثم قال الترمذي : « هذا حديث حسن صحيح ، قد روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نحو هذا ، حدثنا بذلك الحسن بن علي الخلال وغير واحد قالوا : نا أبو عاصم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن ابن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.

والعرباض بن سارية يكنى أبا نجيح ، وقد روى هذا الحديث عن حجر بن حجر عن عرباض بن سارية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نحوه » (١).

وقال ابن ماجة : « حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلا ـ يعني ابن زبر ـ حدثني يحيى بن أبي المطاع قال : سمعت العرباض بن سارية يقول ... » مثله.

ثم قال ابن ماجة : « حدثنا اسماعيل بن بشر بن منصور وإسحاق بن ابراهيم السواق قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ضمرة ابن حبيب عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي انه سمع العرباض بن سارية يقول ... » مثله.

وقال : « حدثنا يحيى بن حكيم ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو عن العرباض بن سارية ... » (٢).

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥ / ٤٤.

(٢) سنن ابن ماجة ١ / ١٥ ـ ١٧. باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين.

٣١٢

٧ ـ النظر في رجال الحديث

ومن تتبع كلمات علماء الرجال علم أن أكثر رجاله مضعّفون :

اما العرباض بن سارية الصحابي

وهو الذي عليه مدار هذا الحديث فلا شك في كونه كذابا ، إذ كان يدعي انه ربع الإسلام ، هذا باطل محض ، وكذب بحت ، لا يشك في ذلك ولا يرتاب من وقف على الآثار والأحاديث المذكورة في كتب أهل السنة ، في ذكر السابقين الى الإسلام.

ومن الغريب : ان عمرو بن عبسة ايضا كان يقول : أنا ربع الإسلام ، وهذا ما دعى محمد بن عوف الى أن يقول : « لا ندري أيهما اسلم قبل صاحبه » والحال ان دعوى كل منهما بالنظر الى تكذيب أحدهما الآخر باطلة.

قال ابن حجر العسقلاني : « قال محمد بن عوف : كل واحد من العرباض ابن سارية وعمرو بن عبسة يقول : أنا ربع الإسلام ، لا ندري أيهما أسلم قبل صاحبه » (١).

ومما يدل على كذب العرباض قوله « عتبة خير منى سبقني الى النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنة ».

فقد قال ابن الأثير وابن حجر واللفظ للأول بترجمة عتبة بن عبد : « أخبرنا ابو ياسر بن هبة الله بأسناده عن عبد الله بن أحمد قال حدثني أبى ، حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح ابن عبد قال : كان عتبة يقول : عرباض خير مني ، وعرباض يقول : عتبة خير مني سبقني الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنة » (٢).

__________________

(١) اسد الغابة ٣ / ٣٦٢ ، الاصابة ٢ / ٤٤٧.

(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ١٧٤.

٣١٣

وظاهر أنه لو كان قول عرباض « أنا ربع الإسلام » صحيحا لكان عتبة بن عبد الذي سبقه الى الإسلام ـ بناء على قوله الثاني عتبة بن عبد خير مني سبقني الى النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنة ـ ثلاث الإسلام!! وعلاوة على أن الأحاديث الكثيرة تكذب هذا المعنى ، فانه لم يقل أحد عن عتبة بأنه ثلاث الإسلام.

وعلى ذلك فان قول العرباض « أنا ربع الإسلام » باطل ، من هذه الجهة ايضا.

ومما يدل على كذبه أيضا ما نقله ابن الأثير بترجمة عتبة فقال :

« روى اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبد قال :

قال عتبة بن عبد السلمى كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أتاه رجل وله الاسم لا يحبه حوّله ، ولقد أتيناه وانا لسبعة من بنى سليم أكبرنا العرباض بن سارية فبايعناه جميعا » (١).

فانه ـ كما ترى ـ يثبت كذبه في قوله « انا ربع الإسلام » وكذبه في قوله عن عتبة « عتبة خير مني سبقني الى النبي صلّى الله عليه وسلّم بسنة ».

واما عبد الرحمن بن عمرو السلمى

وهو راوي الخبر عن العرباض ، فانه على ما نص عليه ابن القطان مجهول كما سيأتي.

واما حجر بن حجر

وهو راويه عن العرباض ايضا .. فقد قال الذهبي : « حجر بن حجر الكلاعى ما حدث عنه سوى خالد بن معدان بحديث العرباض مقرونا

__________________

(١) اسد الغابة ٣ / ٣٦٢.

٣١٤

بآخر » (١).

ويقصد من حديث العرباض الحديث الذي نحن بصدد تضعيفه ، ومن الآخر عبد الرحمن السلمي ، وستعرف ما فيه.

وقال ابن حجر العسقلاني بترجمته : « قال ابن القطان لا يعرف » (٢).

ومن جملة قوادحه انه من أهل حمص ، وعداء أهل حمص لأمير المؤمنين عليه‌السلام ظاهر معروف ... وقد أثبتنا ذلك في مجلّد حديث ( مدينة العلم ) بالتفصيل.

واما خالد بن معدان

فمما يدل على سقوطه كونه من اهل حمص ، كما في [ تهذيب التهذيب ] « خالد بن معدان بن ابى كريب الكلاعى أبو عبد الله الشامي الحمصي » (٣).

ومن جملة مخازيه : انه كان من أعوان يزيد بن معاوية وصاحب شرطته كما قال الطبري بترجمته :

« حدثني الحارث عن الحجاج قال : حدثني ابو جعفر الحمداني عن محمد ابن داود قال : سمعت عيسى بن يونس يقول : كان خالد بن معدان صاحب شرطة يزيد بن معاوية ، وكان خالد غير متهم فيما روى وحدث من خبر في الدين » (٤).

وما ادعاه عيسى بن يونس في ذيل كلامه باطل .. إذ كون الرجل صاحب شرطة يزيد بن معاوية يكفي حجة على سقوطه وعدم الاعتماد عليه في جميع أخباره ..

__________________

(١) ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٦.

(٢) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٤.

(٣) تهذيب التهذيب ٣ / ١١٨.

(٤) ذيل المذيل للطبري.

٣١٥

واما ثور بن يزيد

وهو راوي الخبر عن خالد ، فهو مقدوح كذلك ، لأنه من أهل حمص كما ذكر الذهبي : « ثور بن يزيد الكلاعى أبو خالد الحمصي » (١).

ولأنه كان لا يحب عليا عليه‌السلام ... فقد قال ابن حجر العسقلاني « وكان جده قتل يوم صفين مع معاوية ، فكان ثور إذا ذكر عليا قال : لا أحب رجلا قتل جدي ».

ولأنه كان يجالس الذين يسبون عليا عليه‌السلام وهو لا ينكر ذلك ، فقد قال ابن حجر العسقلاني : « أزهر الحرازى ، وأسد بن وداعة ، وجماعة ـ وكانوا يجلسون ويسبون علي بن أبي طالب ، وكان ثور لا يسبه ، فإذا لم يسب جرّوا برجليه » (٢).

ولأنه كان قدريا .. قال الذهبي بترجمته : « قال احمد بن حنبل : كان ثور يرى القدر وكان أهل حمص نفوه وأخرجوه ، وقال أبو مسهر عن عبد الله بن سالم : أدرك أهل حمص وقد أخرجوا ثور وأحرقوا داره لكلامه في القدر ». ونقله ابن حجر في تهذيب التهذيب وأضاف : « وقال ابن معين كان مكحول قدريا ثم رجع وثور بن يزيد قدري ».

وقال العيني في شرح حديث ما أكل أحد طعاما قط .. في ذكر رجاله : « كان قدريا » (٣).

وقال الصفي الخزرجي بترجمته : « قال أحمد : كان يرى القدر .. تكلم فيه جماعة بسبب ذلك » (٤).

ولأنه كان مذموما لدى مالك ـ وهو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ـ فقد قال ابن حجر العسقلاني « قدم المدينة فنهى مالك عن مجالسته ،

__________________

(١) ميزان الاعتدال ١ / ٣٧٤.

(٢) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤.

(٣) عمدة القاري ١١ / ١٨٧.

(٤) خلاصة تهذيب التهذيب ١ / ١٥٤.

٣١٦

وليس لمالك عنه رواية لا في ( الموطأ ) ولا في ( الكتب الستة ) ولا في ( غرائب مالك للدارقطنى ) فما أدري أين وقعت روايته عنه مع ذمة له.

وقال سلمة بن المعيار : كان الأوزاعي سيء القول في ثور وابن إسحاق وزرعة بن ابراهيم. » وقال ابن حجر العسقلاني : « وقال أبو مسهر وغيره : كان الاوزاعي يتكلم فيه ويهجوه ».

ولان عبد الله بن المبارك ـ الامام الشهير ـ كان يحذر عنه ويعده ممن كان فاسد المذهب ، فقد قال ابن حجر : « قال نعيم بن حماد قال عبد الله بن المبارك :

أيها الطالب علما

أئت حماد بن يزيد

فاطلبن العلم منه

ثم قيده بقيد

لا كثور وكجهم

وكعمرو بن عبيد ».

ولان ابن حجر روى في ( تهذيب التهذيب ) عن القطان قولا فيه ، فقد قال : « وقال عبد الله بن احمد عن أبيه عن يحيى القطان : ثور إذا حدثني عن رجل لا أعرفه قلت : أنت اكبر أم هذا؟ فإذا قال : هو اكبر مني كتبته ، وإذا قال : هو أصغر مني لم اكتبه ». فكأن القطان ـ وهو من مشاهير علماء القوم ـ كان لا يعتمد على رواية ثور عمن هو أصغر منه سنا.

واما الوليد بن مسلم

راوي الخبر عن ثور والواقع في سند أبي داود فهو مطروح أيضا ، فقد قال الذهبي : « وقال ابو مسهر : الوليد مدلس ، وربما دلس عن الكذابين » (١).

وقال فيه بترجمته أيضا : « وقال أبو عبد الله الآجري : سألت أبا داود عن صدقة بن خالد قال : هو أثبت من الوليد بن مسلم ، الوليد روى عن

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٤٧.

٣١٧

مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل ، منها عن نافع أربعة.

قلت : ومن أنكر ما أتى به حديث حفظ القرآن رواه الترمذي ، وحديثه عن أبى لهيعة عن عبيد الله بن جعفر عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من قعد على فراش مغيبة قيض الله له يوم القيامة ثعبانين ، وقال أبو حاتم : هذا حديث باطل.

قلت : إذا قال الوليد عن ابن جريح أو عن الاوزاعي فليس بمعتمد لأنه يدلس عن كذابين ، فإذا قال حدثنا فهو حجة. وقال أبو مسهر : كان الوليد يأخذ من ابن السفر حديث الأوزاعي ، وكان ابن السفر كذابا وهو يقول فيها : قال الاوزاعي.

وقال صالح جزرة : سمعت الهشيم بن خارجة يقول : قلت للوليد بن مسلم : قد أفسدت حديث الاوزاعي ، قال : وكيف؟ قلت : تروي عنه عن نافع وعنه عن الزهري وعنه عن يحيى ، وغيرك لا يدخل بين الاوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الاسلمي ، وبينه وبين الزهري قرة ، فما يحملك على هذا؟ قال : أنبل الاوزاعي انه يروي عن مثل هؤلاء. قلت : فإذا روى الاوزاعي عن هؤلاء وهم ضعفاء مناكير فأسقطتهم وصيرتها من رواية الاوزاعي عن الإثبات ضعف الاوزاعي. فلم يلتفت الى قولي. »

وقال ابن حجر بترجمته : « وقال الاسماعيلي أخبرت عن عبد الله بن احمد عن أبيه قال : كان الوليد رفاعا ، وقال المروزي احمد : كان الوليد كثير الخطأ ، وقال حنبل عن ابى معين : سمعت أبا مسهر يقول : كان الوليد ممن يأخذ عن ابن السفر حديث الاوزاعي وكان أبو السفر كذابا ، وقال مؤمل بن أهاب عن ابى مسهر : كان الوليد بن مسلم يحدث حديث الاوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم ، وقال صالح بن محمد : سمعت الهشيم بن خارجة يقول ... وقال الدارقطني : كان الوليد يرسل ، يروي عن الاوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الاوزاعي ، فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الاوزاعي عن نافع وعن عطاء. »

٣١٨

وقال ابن حجر أيضا « وقال الآجري : سألت أبا داود عن صدقة بن خالد فقال هو أثبت من الوليد ، الوليد روى عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل ، منها أربعة عن نافع ، وقد تقدم هذا في الأصل بترجمة صدقة بن خالد.

وقال منها : سألت أحمد عن وليد فقال : اختلطت عليه أحاديث ، ما سمع وما لم يسمع ، وكانت له منكرات ، منها حديث عمرو بن العاص : لا تلبسوا علينا ديننا ، ولم يثبت شيء صح في هذا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.

وقال عبد الله بن أحمد : سئل عنه أبي فقال : كان رفاعا » (١).

وأما أبو عاصم

راوي الخبر عن ثور في سند الترمذي ، فهو مطعون فيه أيضا ، فقد تكلم فيه القطان ، قال الذهبي بترجمته : « وقال النباتي ذكر لابي عاصم ان يحيى ابن سعيد تكلم [ يتكلم ] فيك ، فقال : لست بحي ولا ميت إذا لم أذكر » (٢).

واما حسن بن على الخلال

الحلواني وهو راوي الخبر عن أبي عاصم عند الترمذي فمقدوح كذلك فقد قال ابن حجر العسقلاني : « وقال أبو داود : كان عالما بالرجال وكان لا يستعمل علمه. وقال أيضا : وكان لا ينتقد الرجال » (٣).

وقال ابن حجر أيضا : « وقال داود بن الحسين البيهقي : بلغني ان الحلواني قال لا أكفر من وقف في القرآن. قال داود : فسألت سلمة بن شبيب عن الحلواني فقال : يرمى في الحش ، من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١١ / ١٥٤.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٥.

(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٣.

٣١٩

وقال الامام أحمد : ما أعرفه بطلب الحديث ولا رأيته يطلبه ، ولم يحمده ، ثم قال : بلغني عنه أشياء أكرهه ، وقال مرة : أهل الثغر عنه غير راضين ، أو ما هذا معناه ».

واما بحير بن سعيد

راوي الخبر عن خالد بن معدان أيضا عند الترمذي فلا شك في ضعفه ، إذ هو من أهل حمص ، وانحراف أهل حمص عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أظهر من الشمس كما مر مرارا.

قال ابن حجر : « بحير بن سعيد السحولي أبو خالد الحمصي ، روى عن خالد بن معدان ومكحول ، وعنه اسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد وثور بن يزيد وهو من أقرانه ، ومعاوية بن صالح وغيرهم » (١).

وكذا قال الصفي الخزرجي في ( مختصر تذهيب تهذيب الكمال ١ / ١٤٢ ).

واما بقية بن الوليد

راوي الخبر عن بحير بن سعيد عند الترمذي ، فهو مقدوح ومذموم في الغاية ، وبالاضافة الى كونه حمصيا فإنهم ذكروا له مثالب كثيرة ، قال ابن الجوزي في حديث : « وقد ذكرنا ان بقية كان يروي عن المجهولين والضعفاء ، وربما أسقط ذكرهم وذكر من رووا له عنه » (٢).

وقال « قال ابن حبان : لا يحتج ببقية » (٣).

وقال : « بقية مدلس يروي عن الضعفاء ، وأصحابه لا يسوون حديثه ويحذفون الضعفاء منه » (٤).

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١ / ٤٢١.

(٢) الموضوعات ١ / ١٠٩.

(٣) المصدر ١ / ١٥١.

(٤) المصدر ١ / ٢١٨.

٣٢٠