السيّد علي الحسيني الميلاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٩
على كتاب ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٤ / ٦٥ ) فليراجع.
من وجوه
دلالة حديث الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بالقرآن المجيد والعترة الطاهرة ، وأيدنا لدمغ رءوس أهل الباطل بالدلائل المفحمة والحجج القاهرة ، والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد المبعوث بالآيات الواضحة والبينات الظاهرة ، والمرسل بالمعاجز المعجبة والخرائج الباهرة ، وعلى آله الطيبين الطاهرين المنوهين المشبهين بالنجوم الزاهرة ، الهادين المهديين الراشدين المرشدين لأهل الرقيع والساهرة.
مقدمة
حول نقل حديث الثقلين
( عن زيد بن أرقم )
قوله: « الحديث الثاني عشر رواية زيد بن أرقم عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم الثقلين ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله وعترتي ».
أقول :
يظهر تعسف ( الدهلوي ) في كلامه هذا بوجوه :
١ ـ رواة حديث الثقلين من الصحابة
لقد نسب ( الدهلوي ) رواية هذا الحديث الشريف الى زيد بن أرقم فقط ، وقد رواه جمع كبير من الصحابة ، كما عرفت ذلك بالتفصيل مما تقدم في ( القسم الاول ) من الكتاب. ونحن نذكر هنا أسماء من روي عنه هذا الحديث من الصحابة ، وكذا أسماء طائفة ممن روى الحديث عن كل واحد منهم :
[١] أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليهالسلام وهو أفضلهم وسيد أهل البيت ، وقد اخرج حديثه جماعة من أعاظم اهل السنة منهم :
١ ـ ابن راهويه إسحاق بن ابراهيم الحنظلي.
٢ ـ أبو بكر أحمد بن عمر الشيباني.
٣ ـ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار.
٤ ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.
٥ ـ أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي.
٦ ـ أبو عبد الله حسين بن اسماعيل المحاملي.
٧ ـ أبو العباس ابن عقدة الكوفي.
٨ ـ أبو بكر محمد بن عمر ابن الجعابي.
٩ ـ شمس الدين السخاوي.
١٠ ـ جلال الدين السيوطي.
١١ ـ نور الدين السمهودي.
١٢ ـ علي المتقى الهندي.
١٣ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي.
١٤ ـ محمود بن محمد الشيخاني القادري.
١٥ ـ سليمان بن ابراهيم القندوزي.
[٢] الامام الحسن بن على السبط عليهالسلام.
أخرج عنه الحديث : الشيخ سليمان القندوزى.
[٣] سيدنا سلمان رضياللهعنه روى عنه الحديث : الشيخ سليمان القندوزي.
[٤] سيدنا أبو ذر الغفاري رضياللهعنه ، وقد أخرج حديثه جماعة منهم : ـ.
١ ـ محمد بن عيسى الترمذي.
٢ ـ ابن عقدة الكوفي.
٣ ـ أبو محمد احمد بن محمد العاصمي.
٤ ـ ابن كثير الدمشقي.
٥ ـ شمس الدين السخاوي.
٧ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير.
٨ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
[٥] ابن عباس رضياللهعنه ، وقد روى حديثه الشيخ سليمان القندوزي.
[٦] أبو سعيد الخدري ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ عبد الملك العرزمي.
٢ ـ سليمان بن مهران الأعمش.
٣ ـ محمد بن إسحاق المدني.
٤ ـ عبد الرحمن المسعودي.
٥ ـ محمد بن طلحة اليامى.
٦ ـ عبد الله بن نمير الهمداني.
٧ ـ عبد الملك العقدى.
٨ ـ ابن سعد الزهري.
٩ ـ أحمد بن حنبل.
١٠ ـ عباد بن يعقوب الرواجني.
١١ ـ محمد بن أحمد الرياحي.
١٢ ـ أبو عيسى الترمذي.
١٣ ـ عبد الله بن أحمد حنبل.
١٤ ـ أبو يعلى التميمي.
١٥ ـ أبو جعفر الطبري.
١٦ ـ أبو القاسم البغوي.
١٧ ـ أبو العباس ابن عقدة.
١٨ ـ أبو القاسم الطبراني.
١٩ ـ أبو طاهر الذهبي.
٢٠ ـ أبو إسحاق الثعلبي.
٢١ ـ أبو نعيم الاصبهاني.
٢٢ ـ أبو غالب محمد بن أحمد النحوي.
٢٣ ـ أبو عمرو ابن عبد البر.
٢٤ ـ أبو محمد الغندجاني.
٢٥ ـ أبو الحسن الجلابي.
٢٦ ـ أبو المظفر السمعاني.
٢٧ ـ أبو البركات الانماطي.
٢٨ ـ الفخر الرازي.
٢٩ ـ أبو محمد بن الأخضر.
٣٠ ـ أبو الفتح الابيوردي.
٣١ ـ أحمد بن عبد الله الطبري.
٣٢ ـ النظام الأعرج النيسابوري.
٣٣ ـ ابراهيم الحموئي
٣٤ ـ أبو الحجاج المزي.
٣٥ ـ محمد بن يوسف الزرندي.
٣٦ ـ ابن كثير الدمشقي.
٣٧ ـ السيد على الهمداني.
٣٨ ـ شمس الدين السخاوي.
٣٩ ـ الجلال السيوطي.
٤٠ ـ شهاب الدين القسطلاني.
٤١ ـ عبد الوهاب البخاري.
٤٢ ـ علي القاري.
٤٣ ـ احمد بن الفضل بن باكثير.
٤٤ ـ محمود القادرى الشيخاني.
٤٥ ـ محمد بن عبد الباقي الزرقاني.
٤٦ ـ الميرزا محمد البدخشاني الحارثي.
٤٧ ـ محمد بن اسماعيل الصنعاني.
٤٨ ـ الشيخ سليمان القندوزي. وغيرهم.
[٧] جابر بن عبد الله الأنصاري رضياللهعنه ، وقد أخرج حديثه جماعة من الحفاظ :
١ ـ أبو بكر ابن أبي شيبة العبسي.
٢ ـ نصر الوشاء الكوفي.
٣ ـ الترمذي صاحب الصحيح.
٤ ـ محمد بن علي الحكيم الترمذي.
٥ ـ النسائي صاحب السنن.
٦ ـ أبو العباس ابن عقدة.
٧ ـ محمد بن سليمان البغدادي.
٨ ـ الخطيب البغدادي.
٩ ـ أبو بكر البغوي.
١٠ ـ ابن الأثير الجزري.
١١ ـ الخطيب التبريزي.
١٢ ـ أبو الحجاج المزي.
١٣ ـ الحسن بن محمد الطيبي.
١٤ ـ محمد بن المظفر الخلخالي.
١٥ ـ محمد بن يوسف الزرندي.
١٦ ـ ابن كثير الدمشقي.
١٧ ـ محمد بن محمد الحافظي البخاري.
١٨ ـ شهاب الدين الدولت آبادي.
١٩ ـ شمس الدين السخاوي.
٢٠ ـ جلال الدين السيوطي.
٢١ ـ نور الدين السمهودي.
٢٢ ـ علي القاري.
٢٣ ـ أحمد بن باكثير.
٢٤ ـ شهاب الدين الخفاجي.
٢٥ ـ حسام الدين السهارنفوري.
٢٦ ـ الميرزا محمد البدخشاني.
٢٧ ـ محمد مبين اللكهنوي.
٢٨ ـ الميرزا حسن علي المحدث اللكهنوي.
٢٩ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
٣٠ ـ الصديق حسن خان القنوجي.
[٨] أبو الهيثم بن التيهان رضياللهعنه ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم : ـ ١ ـ ابو العباس ابن عقدة.
٢ ـ شمس الدين السخاوي.
٣ ـ نور الدين السمهودي.
٤ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير.
٥ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
[٩] أبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد روى عنه حديثه : ابن عقدة ، والسخاوي ، والسمهودي ، وابن باكثير ، والقندوزي كذلك.
[١٠] حذيفة بن اليمان رضياللهعنه ، روى عنه حديث الشيخ سليمان القندوزي.
[١١] حذيفة بن أسيد الغفاري رضياللهعنه ، وقد روى حديثه جماعة
منهم :
١ ـ نصر بن علي الجهضمي.
٢ ـ أبو عيسى الترمذي.
٣ ـ الحكيم الترمذي.
٤ ـ أبو العباس ابن عقدة.
٥ ـ أبو القاسم الطبراني.
٦ ـ أبو نعيم الاصبهاني.
٧ ـ أبو القاسم ابن عساكر.
٨ ـ أبو موسى المديني.
٩ ـ أبو الفتوح العجلي.
١٠ ـ علي بن محمد ابن الأثير.
١١ ـ الضياء المقدسي.
١٢ ـ ابراهيم الحموئي.
١٣ ـ ابن كثير الدمشقي.
١٤ ـ محمد بن محمد البخاري.
١٥ ـ شمس الدين السخاوي.
١٦ ـ نور الدين السمهودي.
١٧ ـ عطاء الله الشيرازي.
١٨ ـ أحمد بن الفضل بن باكثير.
١٩ ـ الشيخاني القادري.
٢٠ ـ محمد صدر العالم.
[١٢] خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقد أخرج حديثه جماعة منهم :
١ ـ أبو العباس ابن عقدة.
٢ ـ شمس الدين السخاوي.
٣ ـ نور الدين السمهودي.
٤ ـ أحمد بن الفضل ابن باكثير.
٥ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
[١٣] زيد بن ثابت وقد روى عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ الركين بن الربيع الفزاري.
٢ ـ محمد بن إسحاق.
٣ ـ شريك القاضي.
٤ ـ أبو أحمد الزبيري.
٥ ـ أسود بن عامر الشامي.
٦ ـ أحمد بن حنبل.
٧ ـ عبد بن حميد الكشي.
٨ ـ أحمد بن عمرو الشيباني.
٩ ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل.
١٠ ـ أبو جعفر الطبري.
١١ ـ أبو بكر ابن الأنباري.
١٢ ـ أبو القاسم الطبراني.
١٣ ـ أبو منصور الأزهري.
١٤ ـ أبو عبد الله الكنجي الشافعي.
١٥ ـ نور الدين علي الهيثمي.
١٦ ـ شمس الدين السخاوي.
١٧ ـ الجلال السيوطي.
١٨ ـ علي القاري.
١٩ ـ عبد الرءوف المناوي.
٢٠ ـ علي بن أحمد العزيزي.
٢١ ـ الميرزا محمد البدخشي.
٢٢ ـ سليمان بن ابراهيم القندوزي.
٢٤ ـ حسن الزمان الهندي.
[١٤] أبو هريرة ، وقد روى عنه حديث جماعة وهم :
١ ـ أبو بكر البزار.
٢ ـ شمس الدين السخاوي.
٣ ـ الجلال السيوطي.
٤ ـ أحمد بن الفضل بن باكثير.
٥ ـ نور الدين السمهودي.
٦ ـ محمود بن محمد الشيخاني القادري.
[١٥] عبد الله بن حنطب ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ أبو القاسم الطبراني.
٢ ـ علي بن محمد ابن الأثير.
٣ ـ الجلال السيوطي.
[١٦] جبير بن مطعم ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ أبو نعيم الاصبهاني.
٢ ـ السيد علي الهمداني.
٣ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
[١٧] البراء بن عازب ، أخرج حديثه : أبو نعيم الاصبهاني.
[١٨] أنس بن مالك ، روى عنه حديثه : أبو نعيم الاصبهاني أيضا.
[١٩] طلحة بن عبد الله التيمي ، روى عنه حديثه : الشيخ سليمان القندوزي.
[٢٠] عبد الرحمن بن عوف ، روى عنه حديثه : الشيخ سليمان القندوزي أيضا.
[٢١] سعد بن أبى وقاص ، روى عنه حديثه الشيخ سليمان القندوزي أيضا.
[٢٢] عمرو بن العاص ، ذكر روايته الموفق بن أحمد الخوارزمي.
[٢٣] سهل بن سعد الأنصاري ، أخرج عنه جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة الكوفي.
٢ ـ شمس الدين السخاوي.
٣ ـ نور الدين السمهودي.
٤ ـ أحمد بن الفضل بن باكثير.
٥ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
[٢٤] عدى بن حاتم رضياللهعنه ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٥] عقبة بن عامر ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٦] أبو أيوب الأنصاري ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٧] أبو شريح الخزاعي ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٨] أبو قدامة الأنصاري ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٢٩] أبو ليلى الانصاري ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٣٠] ضميرة الأسلمي روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.
[٣١]عامر بن ليلى بن ضمرة ، روى عنه حديثه جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة الكوفي.
٢ ـ أبو موسى المديني.
٣ ـ أبو الفتوح العجلي.
٤ ـ علي بن محمد ابن الأثير.
٥ ـ ابن حجر العسقلاني.
٦ ـ شمس الدين السخاوي.
٧ ـ نور الدين السمهودي.
٨ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير.
٩ ـ الشيخ سليمان القندوزي.
[٣٢] سيدتنا فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وقد أورد روايتها الشيخ سليمان القندوزي.
[٣٣] سيدتنا ام سلمة رضي الله عنها ، وقد أورد روايتها جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة الكوفي.
٢ ـ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.
٣ ـ شمس الدين السخاوي.
٤ ـ نور الدين السمهودي.
٥ ـ أحمد بن باكثير.
٦ ـ الشيخاني القادري.
[٣٤] سيدتنا أم هاني أخت أمير المؤمنين عليهالسلام. وقد أورد روايتها جماعة منهم :
١ ـ ابن عقدة الكوفي.
٢ ـ شمس الدين السخاوي.
٣ ـ نور الدين السمهودي.
٤ ـ ابن باكثير المكي.
هذا ، ولقد علم أن رواة هذا الحديث الشريف من الصحابة والصحابيات الذين أخرج الحفاظ والعلماء رواياتهم هم : أربعة وثلاثون.
فهل أنصف ( الدهلوي ) حيث نسب هذا الحديث الذي نقله هؤلاء الى زيد بن أرقم فقط ...؟
ولا يتوهم : لعل اقتصاره على زيد كان من جهة احتجاج أهل الحق
برواية زيد بن أرقم فحسب ، وذلك : لأنه يتضح لأدنى متتبع لكتب أهل الحق أنهم يحتجون ـ في مقام اثبات هذا الحديث ـ بطرقه المتنوعة وأسانيده المتعددة ، ولا يكتفون برواية زيد أو غيره ، كما لا يخفى على من لاحظ كتاب ( العمدة ) لابن بطريق رحمهالله و ( غاية المرام ) للسيد البحراني رحمهالله وغيرهما.
ومن الجدير بالذكر هنا : أنه قد بلغت طرق هذا الحديث حدا جعل أكابر علماء المخالفين يعترفون بتعدد رواته من الصحابة ، فقد قال الترمذي بعد روايته الحديث عن جابر : « وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة ابن أسيد » (١).
وقال السخاوي بعد أن ذكر طرق الحديث العديدة برواية أبي سعيد وزيد بن أرقم : « وفي الباب عن جابر ، وحذيفة بن أسيد ، وخزيمة بن ثابت ، وسهل ابن سعد ، وضميرة ، وعامر بن ليلى ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله ابن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعدي بن حاتم ، وعقبة بن عامر ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي ذر ، وأبي رافع ، وأبي شريح الخزاعي ، وأبي قدامة الانصاري وأبي هريرة ، وأبي الهيثم بن التيهان. ورجال من قريش ، وأم سلمة ، وأم هاني ابنة أبي طالب الصحابية رضوان الله عليهم ... » ثم ذكر رواياتهم بالتفصيل (٢).
وقال السمهودي بعد نقل طرقه العديدة وبعض مؤيداته : « وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة » (٣).
وقال ابن حجر بعد كلام له : « ثم اعلم أن الحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ... » (٤).
وقال أيضا : « ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بعض وعشرين صحابيا
__________________
(١) صحيح الترمذي ٢ / ٢١٩.
(٢) استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط.
(٣) جواهر العقدين ـ مخطوط.
(٤) الصواعق المحرقة ٨٩ ـ ٩٠.
لا حاجة لنا ببسطها » (١).
٢ ـ نقل حديث الثقلين عن زيد من طرق أخرى غير محرفة
ان ( الدهلوي ) بعد أن نسب هذا الحديث الى زيد بن أرقم فحسب ، اختار أخصر ألفاظ حديث زيد قاصدا بذلك كتم فضل أهل البيت عليهمالسلام.
ولقد وردت ألفاظ مبسوطة عن زيد بن أرقم نفسه ـ وان اتصفت بصفة التحريف كما تقدم ـ وفيها أو في أكثرها جمل مفيدة تحق الحق المتحقق ، وإليك بعض تلك الألفاظ من كتب أعلام أهل السنة :
أ ـ الألفاظ المطولة
( فمنها ) اللفظ الذي رواه النسائي صاحب ( الخصائص ) والحاكم صاحب ( المستدرك ) عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ، وإليك نصه بلفظ الاول :
« أخبرنا محمد بن المثنى ، قال قال حدثنا يحيى بن حماد ، قال أخبرنا أبو عوانة عن سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، وانّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : ان الله مولاي وأنا ولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي رضياللهعنه فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال : نعم ، وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنيه » (٢).
__________________
(١) نفس المصدر ١٣٦.
(٢) الخصائص ٩٣.
ورواه باختلاف في بعض الألفاظ الطبراني كما ذكر الشيخ علي المتقي الهندي (١).
ورواه محمد صدر العالم عن الطبراني والحاكم النيسابوري.
( ومنها ) اللفظ الذي أخرجه الحاكم عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم شاهدا للفظ المتقدم ، وهذا لفظه :
« شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، ودعلج بن أحمد السجزى ، قالا أنبأنا محمد بن أيوب ، ثنا الأزرق بن علي ، ثنا حسان بن ابراهيم الكرماني ، ثنا محمد بن سلمة ابن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، أنه سمع زيد بن أرقم رضياللهعنه ، قال [ يقول ] نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين مكة والمدينة عند سمرات [ شجرات ] خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت السمرات [ الشجرات ] ثم راح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشية فصلى ، ثم قام خطيبا ، فحمد الله واثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس! انّى تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات.
قالوا : نعم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه. (٢)
وحديث بريدة الأسلمي ، صحيح على شرط الشيخين ... » (٣)
( ومنها ) اللفظ الذي رواه ابن المغازلي بسنده عن زيد بن أرقم قال : « أقبل نبي الله صلّى الله عليه وسلّم من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ، ثم نادى الصلاة
__________________
(١) كنز العمال ١ / ١٦٧.
(٢) معارج العلى في مناقب ذوى القربى ـ مخطوط.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.
جامعة ، فخرجنا الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم شديد الحر ، ان منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت [ على ] قدميه من شدة الحر [ الرمضاء ] ، حتى انتهينا الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال :
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد : أيها الناس فانه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر من قبله ، وان عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، واني قد أشرعت [ أسرعت ] في العشرين ، الاواني يوشك أن أفارقكم ، ألا واني مسئول وأنتم مسئولون ، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، قد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين ، فجزاك الله عنا خير ما جازى نبيا عن أمته.
فقال : ألستم تشهدون أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق والنار حق ، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا : بلي ، قال [ فانى ] أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني ، ألا واني فرطكم وانكم تبعي ، [ و ] توشكون أن تردوا علي الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما.
قال : فأعضل [ فأعيل ] علينا ما ندري ما الثقلان ، حتى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي أنت وأمى يا نبى الله ، ما الثقلان؟ قال : الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به ولا تزلوا [ ولا تضلوا ] ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي [ فليستوص بهم خيرا ] ، فلا تقتلوهم ولا تعدوهم [ تقهروهم ] ولا تقصروا عنهم ، فاني قد سألت لهما [ لهم ] اللطيف الخبير فأعطانى [ انهما يردا علي كهاتين ـ وأشار بالمسبحتين ] ثم قال : ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي