نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٩

على كتاب ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٤ / ٦٥ ) فليراجع.

٢٢١
٢٢٢

من وجوه

دلالة حديث الثقلين

٢٢٣
٢٢٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بالقرآن المجيد والعترة الطاهرة ، وأيدنا لدمغ رءوس أهل الباطل بالدلائل المفحمة والحجج القاهرة ، والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد المبعوث بالآيات الواضحة والبينات الظاهرة ، والمرسل بالمعاجز المعجبة والخرائج الباهرة ، وعلى آله الطيبين الطاهرين المنوهين المشبهين بالنجوم الزاهرة ، الهادين المهديين الراشدين المرشدين لأهل الرقيع والساهرة.

٢٢٥

مقدمة

حول نقل حديث الثقلين

( عن زيد بن أرقم )

قوله: « الحديث الثاني عشر رواية زيد بن أرقم عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم الثقلين ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله وعترتي ».

أقول :

يظهر تعسف ( الدهلوي ) في كلامه هذا بوجوه :

١ ـ رواة حديث الثقلين من الصحابة

لقد نسب ( الدهلوي ) رواية هذا الحديث الشريف الى زيد بن أرقم فقط ، وقد رواه جمع كبير من الصحابة ، كما عرفت ذلك بالتفصيل مما تقدم في ( القسم الاول ) من الكتاب. ونحن نذكر هنا أسماء من روي عنه هذا الحديث من الصحابة ، وكذا أسماء طائفة ممن روى الحديث عن كل واحد منهم :

٢٢٦

[١] أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه‌السلام وهو أفضلهم وسيد أهل البيت ، وقد اخرج حديثه جماعة من أعاظم اهل السنة منهم :

١ ـ ابن راهويه إسحاق بن ابراهيم الحنظلي.

٢ ـ أبو بكر أحمد بن عمر الشيباني.

٣ ـ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار.

٤ ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.

٥ ـ أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي.

٦ ـ أبو عبد الله حسين بن اسماعيل المحاملي.

٧ ـ أبو العباس ابن عقدة الكوفي.

٨ ـ أبو بكر محمد بن عمر ابن الجعابي.

٩ ـ شمس الدين السخاوي.

١٠ ـ جلال الدين السيوطي.

١١ ـ نور الدين السمهودي.

١٢ ـ علي المتقى الهندي.

١٣ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي.

١٤ ـ محمود بن محمد الشيخاني القادري.

١٥ ـ سليمان بن ابراهيم القندوزي.

[٢] الامام الحسن بن على السبط عليه‌السلام.

أخرج عنه الحديث : الشيخ سليمان القندوزى.

[٣] سيدنا سلمان رضي‌الله‌عنه روى عنه الحديث : الشيخ سليمان القندوزي.

[٤] سيدنا أبو ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه ، وقد أخرج حديثه جماعة منهم : ـ.

١ ـ محمد بن عيسى الترمذي.

٢ ـ ابن عقدة الكوفي.

٢٢٧

٣ ـ أبو محمد احمد بن محمد العاصمي.

٤ ـ ابن كثير الدمشقي.

٥ ـ شمس الدين السخاوي.

٧ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير.

٨ ـ الشيخ سليمان القندوزي.

[٥] ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، وقد روى حديثه الشيخ سليمان القندوزي.

[٦] أبو سعيد الخدري ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :

١ ـ عبد الملك العرزمي.

٢ ـ سليمان بن مهران الأعمش.

٣ ـ محمد بن إسحاق المدني.

٤ ـ عبد الرحمن المسعودي.

٥ ـ محمد بن طلحة اليامى.

٦ ـ عبد الله بن نمير الهمداني.

٧ ـ عبد الملك العقدى.

٨ ـ ابن سعد الزهري.

٩ ـ أحمد بن حنبل.

١٠ ـ عباد بن يعقوب الرواجني.

١١ ـ محمد بن أحمد الرياحي.

١٢ ـ أبو عيسى الترمذي.

١٣ ـ عبد الله بن أحمد حنبل.

١٤ ـ أبو يعلى التميمي.

١٥ ـ أبو جعفر الطبري.

١٦ ـ أبو القاسم البغوي.

١٧ ـ أبو العباس ابن عقدة.

٢٢٨

١٨ ـ أبو القاسم الطبراني.

١٩ ـ أبو طاهر الذهبي.

٢٠ ـ أبو إسحاق الثعلبي.

٢١ ـ أبو نعيم الاصبهاني.

٢٢ ـ أبو غالب محمد بن أحمد النحوي.

٢٣ ـ أبو عمرو ابن عبد البر.

٢٤ ـ أبو محمد الغندجاني.

٢٥ ـ أبو الحسن الجلابي.

٢٦ ـ أبو المظفر السمعاني.

٢٧ ـ أبو البركات الانماطي.

٢٨ ـ الفخر الرازي.

٢٩ ـ أبو محمد بن الأخضر.

٣٠ ـ أبو الفتح الابيوردي.

٣١ ـ أحمد بن عبد الله الطبري.

٣٢ ـ النظام الأعرج النيسابوري.

٣٣ ـ ابراهيم الحموئي

٣٤ ـ أبو الحجاج المزي.

٣٥ ـ محمد بن يوسف الزرندي.

٣٦ ـ ابن كثير الدمشقي.

٣٧ ـ السيد على الهمداني.

٣٨ ـ شمس الدين السخاوي.

٣٩ ـ الجلال السيوطي.

٤٠ ـ شهاب الدين القسطلاني.

٤١ ـ عبد الوهاب البخاري.

٤٢ ـ علي القاري.

٢٢٩

٤٣ ـ احمد بن الفضل بن باكثير.

٤٤ ـ محمود القادرى الشيخاني.

٤٥ ـ محمد بن عبد الباقي الزرقاني.

٤٦ ـ الميرزا محمد البدخشاني الحارثي.

٤٧ ـ محمد بن اسماعيل الصنعاني.

٤٨ ـ الشيخ سليمان القندوزي. وغيرهم.

[٧] جابر بن عبد الله الأنصاري رضي‌الله‌عنه ، وقد أخرج حديثه جماعة من الحفاظ :

١ ـ أبو بكر ابن أبي شيبة العبسي.

٢ ـ نصر الوشاء الكوفي.

٣ ـ الترمذي صاحب الصحيح.

٤ ـ محمد بن علي الحكيم الترمذي.

٥ ـ النسائي صاحب السنن.

٦ ـ أبو العباس ابن عقدة.

٧ ـ محمد بن سليمان البغدادي.

٨ ـ الخطيب البغدادي.

٩ ـ أبو بكر البغوي.

١٠ ـ ابن الأثير الجزري.

١١ ـ الخطيب التبريزي.

١٢ ـ أبو الحجاج المزي.

١٣ ـ الحسن بن محمد الطيبي.

١٤ ـ محمد بن المظفر الخلخالي.

١٥ ـ محمد بن يوسف الزرندي.

١٦ ـ ابن كثير الدمشقي.

١٧ ـ محمد بن محمد الحافظي البخاري.

٢٣٠

١٨ ـ شهاب الدين الدولت آبادي.

١٩ ـ شمس الدين السخاوي.

٢٠ ـ جلال الدين السيوطي.

٢١ ـ نور الدين السمهودي.

٢٢ ـ علي القاري.

٢٣ ـ أحمد بن باكثير.

٢٤ ـ شهاب الدين الخفاجي.

٢٥ ـ حسام الدين السهارنفوري.

٢٦ ـ الميرزا محمد البدخشاني.

٢٧ ـ محمد مبين اللكهنوي.

٢٨ ـ الميرزا حسن علي المحدث اللكهنوي.

٢٩ ـ الشيخ سليمان القندوزي.

٣٠ ـ الصديق حسن خان القنوجي.

[٨] أبو الهيثم بن التيهان رضي‌الله‌عنه ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم : ـ ١ ـ ابو العباس ابن عقدة.

٢ ـ شمس الدين السخاوي.

٣ ـ نور الدين السمهودي.

٤ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير.

٥ ـ الشيخ سليمان القندوزي.

[٩] أبو رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد روى عنه حديثه : ابن عقدة ، والسخاوي ، والسمهودي ، وابن باكثير ، والقندوزي كذلك.

[١٠] حذيفة بن اليمان رضي‌الله‌عنه ، روى عنه حديث الشيخ سليمان القندوزي.

[١١] حذيفة بن أسيد الغفاري رضي‌الله‌عنه ، وقد روى حديثه جماعة

٢٣١

منهم :

١ ـ نصر بن علي الجهضمي.

٢ ـ أبو عيسى الترمذي.

٣ ـ الحكيم الترمذي.

٤ ـ أبو العباس ابن عقدة.

٥ ـ أبو القاسم الطبراني.

٦ ـ أبو نعيم الاصبهاني.

٧ ـ أبو القاسم ابن عساكر.

٨ ـ أبو موسى المديني.

٩ ـ أبو الفتوح العجلي.

١٠ ـ علي بن محمد ابن الأثير.

١١ ـ الضياء المقدسي.

١٢ ـ ابراهيم الحموئي.

١٣ ـ ابن كثير الدمشقي.

١٤ ـ محمد بن محمد البخاري.

١٥ ـ شمس الدين السخاوي.

١٦ ـ نور الدين السمهودي.

١٧ ـ عطاء الله الشيرازي.

١٨ ـ أحمد بن الفضل بن باكثير.

١٩ ـ الشيخاني القادري.

٢٠ ـ محمد صدر العالم.

[١٢] خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقد أخرج حديثه جماعة منهم :

١ ـ أبو العباس ابن عقدة.

٢ ـ شمس الدين السخاوي.

٣ ـ نور الدين السمهودي.

٢٣٢

٤ ـ أحمد بن الفضل ابن باكثير.

٥ ـ الشيخ سليمان القندوزي.

[١٣] زيد بن ثابت وقد روى عنه حديثه جماعة منهم :

١ ـ الركين بن الربيع الفزاري.

٢ ـ محمد بن إسحاق.

٣ ـ شريك القاضي.

٤ ـ أبو أحمد الزبيري.

٥ ـ أسود بن عامر الشامي.

٦ ـ أحمد بن حنبل.

٧ ـ عبد بن حميد الكشي.

٨ ـ أحمد بن عمرو الشيباني.

٩ ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل.

١٠ ـ أبو جعفر الطبري.

١١ ـ أبو بكر ابن الأنباري.

١٢ ـ أبو القاسم الطبراني.

١٣ ـ أبو منصور الأزهري.

١٤ ـ أبو عبد الله الكنجي الشافعي.

١٥ ـ نور الدين علي الهيثمي.

١٦ ـ شمس الدين السخاوي.

١٧ ـ الجلال السيوطي.

١٨ ـ علي القاري.

١٩ ـ عبد الرءوف المناوي.

٢٠ ـ علي بن أحمد العزيزي.

٢١ ـ الميرزا محمد البدخشي.

٢٢ ـ سليمان بن ابراهيم القندوزي.

٢٣٣

٢٤ ـ حسن الزمان الهندي.

[١٤] أبو هريرة ، وقد روى عنه حديث جماعة وهم :

١ ـ أبو بكر البزار.

٢ ـ شمس الدين السخاوي.

٣ ـ الجلال السيوطي.

٤ ـ أحمد بن الفضل بن باكثير.

٥ ـ نور الدين السمهودي.

٦ ـ محمود بن محمد الشيخاني القادري.

[١٥] عبد الله بن حنطب ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :

١ ـ أبو القاسم الطبراني.

٢ ـ علي بن محمد ابن الأثير.

٣ ـ الجلال السيوطي.

[١٦] جبير بن مطعم ، وقد أخرج عنه حديثه جماعة منهم :

١ ـ أبو نعيم الاصبهاني.

٢ ـ السيد علي الهمداني.

٣ ـ الشيخ سليمان القندوزي.

[١٧] البراء بن عازب ، أخرج حديثه : أبو نعيم الاصبهاني.

[١٨] أنس بن مالك ، روى عنه حديثه : أبو نعيم الاصبهاني أيضا.

[١٩] طلحة بن عبد الله التيمي ، روى عنه حديثه : الشيخ سليمان القندوزي.

[٢٠] عبد الرحمن بن عوف ، روى عنه حديثه : الشيخ سليمان القندوزي أيضا.

[٢١] سعد بن أبى وقاص ، روى عنه حديثه الشيخ سليمان القندوزي أيضا.

[٢٢] عمرو بن العاص ، ذكر روايته الموفق بن أحمد الخوارزمي.

٢٣٤

[٢٣] سهل بن سعد الأنصاري ، أخرج عنه جماعة منهم :

١ ـ ابن عقدة الكوفي.

٢ ـ شمس الدين السخاوي.

٣ ـ نور الدين السمهودي.

٤ ـ أحمد بن الفضل بن باكثير.

٥ ـ الشيخ سليمان القندوزي.

[٢٤] عدى بن حاتم رضي‌الله‌عنه ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.

[٢٥] عقبة بن عامر ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.

[٢٦] أبو أيوب الأنصاري ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.

[٢٧] أبو شريح الخزاعي ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.

[٢٨] أبو قدامة الأنصاري ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.

[٢٩] أبو ليلى الانصاري ، روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.

[٣٠] ضميرة الأسلمي روى عنه حديثه : ابن عقدة ، السخاوي ، السمهودي ، ابن باكثير ، القندوزي.

[٣١]عامر بن ليلى بن ضمرة ، روى عنه حديثه جماعة منهم :

١ ـ ابن عقدة الكوفي.

٢ ـ أبو موسى المديني.

٣ ـ أبو الفتوح العجلي.

٤ ـ علي بن محمد ابن الأثير.

٢٣٥

٥ ـ ابن حجر العسقلاني.

٦ ـ شمس الدين السخاوي.

٧ ـ نور الدين السمهودي.

٨ ـ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير.

٩ ـ الشيخ سليمان القندوزي.

[٣٢] سيدتنا فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، وقد أورد روايتها الشيخ سليمان القندوزي.

[٣٣] سيدتنا ام سلمة رضي الله عنها ، وقد أورد روايتها جماعة منهم :

١ ـ ابن عقدة الكوفي.

٢ ـ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.

٣ ـ شمس الدين السخاوي.

٤ ـ نور الدين السمهودي.

٥ ـ أحمد بن باكثير.

٦ ـ الشيخاني القادري.

[٣٤] سيدتنا أم هاني أخت أمير المؤمنين عليه‌السلام. وقد أورد روايتها جماعة منهم :

١ ـ ابن عقدة الكوفي.

٢ ـ شمس الدين السخاوي.

٣ ـ نور الدين السمهودي.

٤ ـ ابن باكثير المكي.

هذا ، ولقد علم أن رواة هذا الحديث الشريف من الصحابة والصحابيات الذين أخرج الحفاظ والعلماء رواياتهم هم : أربعة وثلاثون.

فهل أنصف ( الدهلوي ) حيث نسب هذا الحديث الذي نقله هؤلاء الى زيد بن أرقم فقط ...؟

ولا يتوهم : لعل اقتصاره على زيد كان من جهة احتجاج أهل الحق

٢٣٦

برواية زيد بن أرقم فحسب ، وذلك : لأنه يتضح لأدنى متتبع لكتب أهل الحق أنهم يحتجون ـ في مقام اثبات هذا الحديث ـ بطرقه المتنوعة وأسانيده المتعددة ، ولا يكتفون برواية زيد أو غيره ، كما لا يخفى على من لاحظ كتاب ( العمدة ) لابن بطريق رحمه‌الله و ( غاية المرام ) للسيد البحراني رحمه‌الله وغيرهما.

ومن الجدير بالذكر هنا : أنه قد بلغت طرق هذا الحديث حدا جعل أكابر علماء المخالفين يعترفون بتعدد رواته من الصحابة ، فقد قال الترمذي بعد روايته الحديث عن جابر : « وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة ابن أسيد » (١).

وقال السخاوي بعد أن ذكر طرق الحديث العديدة برواية أبي سعيد وزيد بن أرقم : « وفي الباب عن جابر ، وحذيفة بن أسيد ، وخزيمة بن ثابت ، وسهل ابن سعد ، وضميرة ، وعامر بن ليلى ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله ابن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعدي بن حاتم ، وعقبة بن عامر ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي ذر ، وأبي رافع ، وأبي شريح الخزاعي ، وأبي قدامة الانصاري وأبي هريرة ، وأبي الهيثم بن التيهان. ورجال من قريش ، وأم سلمة ، وأم هاني ابنة أبي طالب الصحابية رضوان الله عليهم ... » ثم ذكر رواياتهم بالتفصيل (٢).

وقال السمهودي بعد نقل طرقه العديدة وبعض مؤيداته : « وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة » (٣).

وقال ابن حجر بعد كلام له : « ثم اعلم أن الحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ... » (٤).

وقال أيضا : « ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بعض وعشرين صحابيا

__________________

(١) صحيح الترمذي ٢ / ٢١٩.

(٢) استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط.

(٣) جواهر العقدين ـ مخطوط.

(٤) الصواعق المحرقة ٨٩ ـ ٩٠.

٢٣٧

لا حاجة لنا ببسطها » (١).

٢ ـ نقل حديث الثقلين عن زيد من طرق أخرى غير محرفة

ان ( الدهلوي ) بعد أن نسب هذا الحديث الى زيد بن أرقم فحسب ، اختار أخصر ألفاظ حديث زيد قاصدا بذلك كتم فضل أهل البيت عليهم‌السلام.

ولقد وردت ألفاظ مبسوطة عن زيد بن أرقم نفسه ـ وان اتصفت بصفة التحريف كما تقدم ـ وفيها أو في أكثرها جمل مفيدة تحق الحق المتحقق ، وإليك بعض تلك الألفاظ من كتب أعلام أهل السنة :

أ ـ الألفاظ المطولة

( فمنها ) اللفظ الذي رواه النسائي صاحب ( الخصائص ) والحاكم صاحب ( المستدرك ) عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ، وإليك نصه بلفظ الاول :

« أخبرنا محمد بن المثنى ، قال قال حدثنا يحيى بن حماد ، قال أخبرنا أبو عوانة عن سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، وانّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : ان الله مولاي وأنا ولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال : نعم ، وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنيه » (٢).

__________________

(١) نفس المصدر ١٣٦.

(٢) الخصائص ٩٣.

٢٣٨

ورواه باختلاف في بعض الألفاظ الطبراني كما ذكر الشيخ علي المتقي الهندي (١).

ورواه محمد صدر العالم عن الطبراني والحاكم النيسابوري.

( ومنها ) اللفظ الذي أخرجه الحاكم عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم شاهدا للفظ المتقدم ، وهذا لفظه :

« شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، ودعلج بن أحمد السجزى ، قالا أنبأنا محمد بن أيوب ، ثنا الأزرق بن علي ، ثنا حسان بن ابراهيم الكرماني ، ثنا محمد بن سلمة ابن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، أنه سمع زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه ، قال [ يقول ] نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين مكة والمدينة عند سمرات [ شجرات ] خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت السمرات [ الشجرات ] ثم راح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشية فصلى ، ثم قام خطيبا ، فحمد الله واثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس! انّى تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات.

قالوا : نعم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه. (٢)

وحديث بريدة الأسلمي ، صحيح على شرط الشيخين ... » (٣)

( ومنها ) اللفظ الذي رواه ابن المغازلي بسنده عن زيد بن أرقم قال : « أقبل نبي الله صلّى الله عليه وسلّم من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ، ثم نادى الصلاة

__________________

(١) كنز العمال ١ / ١٦٧.

(٢) معارج العلى في مناقب ذوى القربى ـ مخطوط.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.

٢٣٩

جامعة ، فخرجنا الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم شديد الحر ، ان منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت [ على ] قدميه من شدة الحر [ الرمضاء ] ، حتى انتهينا الى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال :

الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد : أيها الناس فانه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر من قبله ، وان عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، واني قد أشرعت [ أسرعت ] في العشرين ، الاواني يوشك أن أفارقكم ، ألا واني مسئول وأنتم مسئولون ، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، قد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين ، فجزاك الله عنا خير ما جازى نبيا عن أمته.

فقال : ألستم تشهدون أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق والنار حق ، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا : بلي ، قال [ فانى ] أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني ، ألا واني فرطكم وانكم تبعي ، [ و ] توشكون أن تردوا علي الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما.

قال : فأعضل [ فأعيل ] علينا ما ندري ما الثقلان ، حتى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي أنت وأمى يا نبى الله ، ما الثقلان؟ قال : الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به ولا تزلوا [ ولا تضلوا ] ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي [ فليستوص بهم خيرا ] ، فلا تقتلوهم ولا تعدوهم [ تقهروهم ] ولا تقصروا عنهم ، فاني قد سألت لهما [ لهم ] اللطيف الخبير فأعطانى [ انهما يردا علي كهاتين ـ وأشار بالمسبحتين ] ثم قال : ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي

٢٤٠