القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5841-73-9
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨١٤

٤٩

الطّلاق ...

٦٤

الطور ...

٨٠

هل أتاك حديث الغاشية ...

٩٥

لم يكن الذين

٥٠

الحجرات ...

٦٥

اقتربت الساعة

٨١

الغاشية ...

كفروا من أهل

٥١

تبارك الّذي

٦٦

الحاقة ...

٨٢

سبح اسم

الكتاب ...

بيده الملك

٦٧

إذا وقعت ...

ربك الأعلى

٩٦

الشمس وضحاها

٥٢

التغابن ...

٦٨

ن والقلم ...

٨٣

واللّيل اذا يغشى ...

٩٧

التين ...

٥٣

المنافقون ..

٦٩

النازعات ..

٨٤

الفجر ...

٩٨

ويل لكلّ همزة ...

٥٤

الجمعة ...

٧٠

سأل سائل ...

٨٥

البروج ...

٩٩

الفيل ...

٥٥

الحواريون ..

٧١

المدثر ...

٨٦

انشقت ...

١٠٠

لايلاف قريش ...

٥٦

قل اوحي ...

٧٢

المزمل ...

٨٧

اقرأ باسم ربّك ...

١٠١

التكاثر ...

٥٧

انا أرسلنا نوحا

٧٣

المطفّفين ...

٨٨

لا اقسم بهذا البلد ...

١٠٢

إنا أنزلناه ...

٥٨

المجادلة ..

٧٤

عبس ..

٨٩

والضّحى ...

١٠٣

والعصر ...

٥٩

الممتحنة ...

٧٥

الدهر ...

٩٠

ألم نشرح ...

١٠٤

إذا جاء نصر الله ...

٦٠

يا أيّها النبيّ لم تحرّم ...

٧٦

القيامة ...

٩١

والسماء والطارق

١٠٥

الكوثر ...

٦١

الرّحمن ...

٧٧

عمّ يتساءلون

٩٢

والعاديات ..

١٠٦

الكافرون ...

٦٢

النجم ..

٧٨

التكوير ...

٩٣

أرأيت ...

١٠٧

المسد ...

٦٣

الذاريات ...

٧٩

الانفطار ...

٩٤

القارعة ...

١٠٨

قل هو الله أحد ...

فذلك مائة سورة وعشر سور (١) وفي رواية اخرى الطور قبل الذاريات.

__________________

(١) مع الحواميم المسبحات.

٧٨١

قال الفضل بن شاذان : قال ابن سيرين : وكان عبد الله بن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، ولا فاتحة الكتاب.

وروى الفضل أيضا باسناده عن الأعمش ، قال : في قراءة عبد الله (حمسق) (١).

قال محمّد بن إسحاق : رأيت عدّة مصاحف ذكر نساخها أنّها مصحف ابن مسعود ليس فيها مصحفان متفقان ، وأكثرها في رق كثير النسخ ، وقد رأيت مصحفا قد كتب منذ نحو مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب ؛ والفضل بن شاذان أحد الأئمة في القرآن والروايات. فلذلك ذكرنا ما قاله دون ما شاهدناه ـ انتهى (٢).

__________________

(١) بلا حرف عين.

(٢) الفهرست ، ص ٤٠ ، طبعة مصر.

٧٨٢

الفصل السادس

ترتيب السور في مصحف عبد الله بن عباس (رض)

الصحابي الجليل المتوفّى سنة ٦٨ ه‍ (١)

نجد في التاريخ والحديث للصحابي الجليل ابن عباس (رض) ـ الّذي تخصّص في تفسير القرآن ـ صلة خاصة بعليّ (ع) ، فما يذكر عنه في القرآن له مزيّة كبيرة.

ذكر ابن طاوس (٢) في كتاب سعد السعود أنّه اشتهر بين أهل الإسلام أن ابن عباس كان تلميذ عليّ (ع).

وذكر محمّد بن عمر الرازي في كتاب الأربعين أنّ ابن عباس رئيس المفسّرين كان تلميذ عليّ بن أبي طالب (ع) ، فآثرنا نقل ترتيب مصحفه كما ذكره الشهرستاني في مقدّمة تفسيره وهو سند أمين.

١

اقرأ ...

٧

تبّت يدا ...

١٣

الرحمن ...

١٩

الكافرون ...

٢

ن ...

٨

كوّرت ...

١٤

والعصر ...

٢٠

الاخلاص ...

٣

والضّحى ...

٩

الأعلى ...

١٥

الكوثر ...

٢١

النجم ...

٤

المزّمّل ...

١٠

واللّيل ...

١٦

التكاثر ...

٢٢

الأعمى ...

٥

المدّثّر ...

١١

والفجر ...

١٧

الدين ...

٢٣

القدر ...

٦

الفاتحة ...

١٢

ألم نشرح لك

١٨

الفيل ...

٢٤

والشمس ...

__________________

(١) الإصابة ١ / ٩.

(٢) هو عليّ بن موسى بن جعفر الشهير بابن طاوس من أعاظم علماء الشيعة ورجالهم ، ولد سنة ٥٨٩ ه‍ وتوفّي سنة ٦٦٤ ه‍.

٧٨٣

٢٥

البروج ...

٤٨

يونس ...

٧١

المؤمنون ...

٩٤

الحج ...

٢٦

التين ...

٤٩

هود ...

٧٢

الرعد ...

٩٥

الحديد ...

٢٧

قريش ...

٥٠

يوسف ...

٧٣

الطور ...

٩٦

محمّد (ص) ...

٢٨

القارعة ...

٥١

الحجر ...

٧٤

الملك ...

٩٧

الإنسان ...

٢٩

القيامة ...

٥٢

الأنعام ...

٧٥

الحاقة ...

٩٨

الطلاق ...

٣٠

الهمزة ...

٥٣

الصافات ...

٧٦

المعارج ...

٩٩

لم يكن ...

٣١

والمرسلات ...

٥٤

لقمان ...

٧٧

النّساء ...

١٠٠

الجمعة ...

٣٢

ق ...

٥٥

سبأ ...

٧٨

والنازعات

١٠١

الم السجدة ...

٣٣

البلد ...

٥٦

الزّمر ...

٧٩

انفطرت ...

١٠٢

المنافقون ...

٣٤

الطارق ...

٥٧

المؤمن ...

٨٠

انشقت ...

١٠٣

المجادلة ...

٣٥

القمر ...

٥٨

حم السجدة.

٨١

الروم ...

١٠٤

الحجرات ...

٣٦

ص ...

٥٩

حم عسق ...

٨٢

العنكبوت ...

١٠٥

التحريم ...

٣٧

الأعراف ...

٦٠

الزّخرف ...

٨٣

المطفّفون ...

١٠٦

التغابن ...

٣٨

الجن ...

٦١

الدّخان ...

٨٤

البقرة ...

١٠٧

الصّف ...

٣٩

يس ...

٦٢

الجاثية ...

٨٥

الأنفال ...

١٠٨

المائدة ...

٤٠

الفرقان ...

٦٣

الأحقاف ...

٨٦

آل عمران ...

١٠٩

التوبة ...

٤١

الملائكة ...

٦٤

الذاريات ...

٨٧

الحشر ...

١١٠

النصر ...

٤٢

مريم ...

٦٥

الغاشية ...

٨٨

الأحزاب ...

١١١

الواقعة ...

٤٣

طه ...

٦٦

الكهف ...

٨٩

النور ...

١١٢

والعاديات ...

٤٤

الشعراء ...

٦٧

النحل ...

٩٠

الممتحنة ...

١١٣

الفلق ...

٤٥

النمل ...

٦٨

نوح ...

٩١

الفتح ...

١١٤

الناس ...

٤٦

القصص ...

٦٩

إبراهيم ...

٩٢

النّساء ...

٤٧

بني اسرائيل

٧٠

الأنبياء ...

٩٣

إذا زلزلت ...

٧٨٤

الفصل السابع

ترتيب السور في مصحف الإمام أبي عبد الله

جعفر بن محمّد الصادق (ع)

كما ذكره الشهرستاني في مقدمة تفسيره.

١

اقرأ ...

١٧

الكافرون ...

٣٣

ق ...

٤٩

بني اسرائيل ...

٢

ن ...

١٨

الفيل ...

٣٤

البلد ...

٥٠

يونس ...

٣

المزّمّل ...

١٩

الفلق ...

٣٥

الطارق ...

٥١

هود ...

٤

المدثر ...

٢٠

الناس ...

٣٦

القمر ...

٥٢

يوسف ...

٥

تبّت ...

٢١

الاخلاص ...

٣٧

ص ...

٥٣

الحجر ...

٦

كوّرت ...

٢٢

والنجم ...

٣٨

الأعراف ...

٥٤

الأنعام ...

٧

الأعلى ...

٢٣

الأعمى ...

٣٩

الجن ...

٥٥

الصافات ...

٨

واللّيل ...

٢٤

القدر ...

٤٠

يس ...

٥٦

لقمان ...

٩

والفجر ...

٢٥

والشمس ...

٤١

الفرقان ...

٥٧

سبأ ...

١٠

والضّحى ...

٢٦

البروج ...

٤٢

الملائكة ...

٥٨

الزّمر ...

١١

ألم نشرح ...

٢٧

والتين ...

٤٣

مريم ...

٥٩

المؤمن ...

١٢

والعصر ...

٢٨

قريش ...

٤٤

طه ...

٦٠

حم السجدة ...

١٣

والعاديات ...

٢٩

القارعة ...

٤٥

الواقعة ...

٦١

حم عسق ...

١٤

الكوثر ...

٣٠

القيامة ...

٤٦

الشعراء ...

٦٢

الزخرف ...

١٥

التكاثر ...

٣١

الهمزة ...

٤٧

النمل ...

٦٣

الدخان ...

١٦

الدين ...

٣٢

المرسلات ...

٤٨

القصص ...

٦٤

الجاثية ...

٧٨٥

٦٥

الأحقاف ...

٧٨

المعارج ...

٩١

النّساء ...

١٠٤

المنافقون ...

٦٦

الذاريات ...

٧٩

النبأ ...

٩٢

إذا زلزلت ...

١٠٥

المجادلة ...

٦٧

الغاشية ...

٨٠

والنازعات ...

٩٣

الحديد ...

١٠٦

الحجرات ...

٦٨

الكهف ...

٨١

انفطرت ...

٩٤

محمّد (ص) ...

١٠٧

التحريم ...

٦٩

النحل ...

٨٢

انشقت ...

٩٥

الرعد ...

١٠٨

الصف ...

٧٠

نوح ...

٨٣

الروم ...

٩٦

الرحمن ...

١٠٩

الجمعة ...

٧١

إبراهيم ...

٨٤

العنكبوت ...

٩٧

الإنسان ...

١١٠

التغابن ...

٧٢

الأنبياء ...

٨٥

المطفّفون ...

٩٨

الطّلاق ...

١١١

الفتح ...

٧٣

المؤمنون ...

٨٦

البقرة ...

٩٩

لم يكن ...

١١٢

التوبة ...

٧٤

الم السجدة ...

٨٧

الأنفال ...

١٠٠

الحشر ...

١١٣

المائدة ...

٧٥

الطّور ...

٨٨

آل عمران ...

١٠١

النصر ...

٧٦

الملك ...

٨٩

الأحزاب ...

١٠٢

النور ...

٧٧

الحاقّة ...

٩٠

الممتحنة ...

١٠٣

الحج ...

نتيجة دراسة مؤلف الزنجاني :

نرى أنّ سبب الثناء على الزنجاني والتنويه بمؤلفه انّه كتب فيه :

انّه لما استحرّ القتل بالقرّاء في حرب اليمامة وسأل عمر عن آية فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة وأمر الخليفة أبو بكر زيدا أن يكتب المصحف فجمعه ممّا كان مكتوبا فيه وما شهد عليه شاهدان ووجد آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة فقبلها منه لأنّ الرسول (ص) جعل شهادته شهادة رجلين.

ولمّا كان الصحابة يقرءون القرآن بألفاظ مختلفة مثل امض واسرع ممّا لا يغيّر المعنى ، اشتدّ اختلافهم حولها على عهد عثمان فأخذ المصحف من امّ المؤمنين حفصة ونسخ عليها نسخا ووزّعها على البلاد الإسلامية وجمع المصاحف الّتي كانت عند الصحابة وغسلها.

٧٨٦

ثمّ نقل المؤلف في جداول ما روي من ترتيب السور في مصاحف الصحابة وظهر منه ان عدد السور كان :

أ ـ خمسا ومائة سورة في مصحف ابيّ!

ب ـ عشرا ومائة سورة في مصحف ابن مسعود ، ولم يكتب في مصحفه الحمد والمعوذتين وانّه زاد في مصحفه سورة (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ...).

ج ـ أربع عشرة ومائة سورة في مصحف ابن عباس.

د ـ ثلاث عشرة ومائة سورة في مصحف الإمام جعفر الصادق (ع) ولم يكتب سورة الحمد.

وانتخب الزنجاني عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق ، كما انتخب عضوا فيه أمثال :

لويس ماسينيون louis masignon من المستشرقين الخطرين (ت : ١٩٦٢ م).

ودافيد صموئيل مرجليوث davide samuel margoliouth وهو ابن حزقيال الإنجليزي البروتستانتي ، متعصّب ضدّ الإسلام (ت : ١٩٤٠ م).

وكارل بروكلمان carl brocklmann (ت : ١٩٥٦ م).

وايفارست ليفي بروفنسال prqvencal evariste (ت : ١٩٥٥ م).

وكارل فلهلم سترستين karl vilhelm zettersteen (ت : ١٩٥٣ م).

وفرانتس بول (بوهر) frantz buhi (ت : ١٩٣٢ م) (١).

__________________

(١) راجع بحث (دائرة المعارف الإسلامية ، هويّة وخلفية أبرز كتابها) من كتاب : «الإسلام وشبهات المستشرقين» لفضيلة الشيخ كاظم فؤاد المقدادي ، نشر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) ، ط. سنة ١٤١٦ ه‍ ، وهو كتاب جيّد في موضوعه.

٧٨٧

وأمثالهم من المستشرقين والشرقيين الّذين كان في بحوثهم تهديم لجانب من جوانب الإسلام.

٧٨٨

ثانيا ـ المستشرق هنري ماسيه

قال في كتابه الإسلام (١) :

تثبيت نص القرآن ـ عند وفاة محمّد لم يكن هناك أيّة مجموعة للنصوص القرآنية قررت بشكل نهائي. وما من شك في ان عددا من مجموعة الوحي الأوّل لم تكن قد حفظت ؛ ولكن شذرات مهمّة كانت قد سجّلت كتابة على عظام مسطّحة ، وأوراق نخيل أو حجارة. وبسبب الأهمية التجارية للمدن المقدسة كان عدد من سكانها يعرفون القراءة والكتابة دون شك ، وتسرد التقاليد أسماء الأشخاص الذين قاموا بوظيفة الكتابة للنبيّ : ابيّ بن كعب ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وزيد بن ثابت بشكل خاص.

ويعود فضل جمع هذه الشذرات المبعثرة للمرّة الاولى إلى أبي بكر خليفة محمّد ، أو إلى عمر الّذي أشار عليه بذلك. وفي السنة الحادية عشرة والثانية عشرة للهجرة فان عددا من الناس الذين كانوا يعرفون الآيات القرآنية غيبا قد ماتوا في الحرب ضد النبي الكاذب مسيلمة. وقد خاف عمر حينذاك أن يختفي النص المقدس بكامله فحمل أبا بكر على جمع الوحي. وتردّد أبو بكر أوّلا في أن يقوم بعمل لم يحدثه النبيّ عنه ، ولكنّه امتثل ودعا الفتى زيد بن ثابت ، وهذا جمع بدوره كل ما وجده مكتوبا على مختلف المواد وكل ما احتفظ به رفاق النبي في ذاكراتهم ، ثم صنف هذه الشذرات ونسخها في صحف وأعطاها لأبي بكر.

وهذا الجمع الأوّل لمخطوط القرآن لم يكن ذا صفة رسمية ، بل كان فقط

__________________

(١) ترجمه بهيج شعبان إلى العربية ونشره عويدات. بيروت وعليه ترخيص ماكس لوكير الفرنسي بترجمته لجميع الناطقين باللّغة العربية.

٧٨٩

مشروعا خاصا من أبي بكر وعمر ، ولكنّه اكتسب أهمية كبرى بعد بضع سنوات وذلك عند تثبيت النص القانوني للقرآن في أيام الخليفة عثمان.

وبعد وفاة أبي بكر أصبحت هذه المخطوطات الاولى الّتي قام بها زيد في حوزة الخليفة عمر الّذي عهد بها إلى ابنته حفصة ، أرملة النبيّ ؛ وهذا العمل سيؤكد عند الحاجة الصفة النافعة لهذا الجمع الأوّل للقرآن. ولكن من المقبول به انّ هناك مجالا للتمييز بين جمع المواد الّتي تؤلف الصحف وبين الكتابة الحقيقية المنسوبة إلى زيد ـ الكتابة المرتكزة على الصحف ـ. وفي هذه الحالة فان هذه الصحف ، وقد انتفع بها ، فقدت أهميتها واودعت لدى حفصة أرملة النبيّ كتذكار بسيط.

وفضلا عن ذلك ، فإنّ كتابة زيد هذه لم تكن وحيدة ؛ فقد عزيت بعض الكتابات الخاصّة إلى أربعة من رفاق محمّد هم : ابيّ بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وأبو موسى الأشعري ، والمقداد بن عمرو. وهذه الكتابات كانت تمثل اختلافات في التفصيل لا نرى من لزوم لذكرها. أمّا ما يهمّنا ، فهو أنّ هذه الاختلافات تولد منها انقسامات بين المؤمنين. فقد تبنى أهالي دمشق اولى هذه الكتابات ، وتبنى الثانية أهالي الكوفة ، والثالثة أهالي البصرة ، والرابعة أهالي حمص. وهكذا أصبحت المنازعات الخطرة تهدد الإسلام. وتقول التقاليد أنّ القائد حذيفة أشار على الخليفة عثمان (نحو عام ٦٥٠ م) أن يقرر نصّا نهائيا للقرآن. وهكذا دعا عثمان زيد بن ثابت كاتب المخطوط الأوّل وضم إليه بعض القرشيين كمساعدين.

ويمكن الافتراض انّه كان لعثمان هدف سياسي بعمله هذا يعادل الهدف الديني. فقد وصل إلى الخلافة بجهد ، وكان أن عزّز مركزه بإقراره نصّا لا يتغيّر للكتاب المقدّس. وقد صنع منه عدّة نسخ حفظت واحدة منها في المدينة وأصبحت النسخة النموذجية «الإمام» ، وارسلت النسخ الاخرى إلى الكوفة والبصرة ودمشق ـ إلى المدن الّتي توجد فيها حاميات أو الّتي يتمسّك أهلها

٧٩٠

بواحدة من النسخ المتباينة الّتي اتلفت على الأثر. وتؤكّد التقاليد أنّ عثمان كتب بيده إحدى هذه النسخ ـ وفي هذه الحالة تكون هذه النسخة هي نسخة المدينة ، ولكن الراجح هو انّه ترك هذا الأمر لزيد.

وهذا القرآن الرسمي يضم ، وفقا للتقليد ، سورتين أقل من مخطوط ابيّ ، وسورتين أكثر من مخطوط ابن مسعود. وعدا ذلك فهناك بعض الفروق في الإملاء والكلمات تفصل بين النسخ.

ولكن سؤالا أكثر أهمية يفرض نفسه : هل تحتوي نسخة عثمان على مقاطع مختلقة؟

لقد رفض الخوارج مثلا السورة الثانية عشرة ، معلنين أنّ اللهجة الغرامية لقصّة يوسف والمرأة المصرية تجعلها متنافرة مع كتاب مقدس! ويعتقدون بالتأكيد أنّ وحيا من هذا النوع لا يأتي من الله. ولكن مع أنّ قسما من السورة فقط قد خصّص لهذه القصّة ، فإنّ التقليد يؤكّد انّها موجودة في أقدم النسخ الخاصة. يضاف إلى ذلك أنّ نولدكه يلاحظ بحق انها تتلاءم مع بقيّة القرآن من ناحية اللغة والنسق الانشائي.

ومن ناحية اخرى فإنّ الشيعيين يؤكّدون أنّ المقاطع الّتي تتعلّق بعلي وعائلته قد حذفت بأمر عثمان. ويستندون في ذلك إلى عدم تلاحم بعض المقاطع ، ويعتبرون أنّ النصّ الأصلي قد انتقل سرّا من كلّ إمام إلى خلفه ، وسيظهر في النهاية عند ظهور الإمام المختفي.

وما من شك ـ ويجب تكرار ذلك ـ في ان القرآن كما وصل إلينا لا يتضمن الوحي كلّه ؛ ومقابل ذلك فقد ظهرت له بعض الإضافات التفسيرية والتذييلات (الّتي لا يستنتج منها شيء) ، وكذلك تغيير مكان بعض الجمل. ولكن الأمر لا يتعلق أبدا بتحريفات يعترض عليها المؤمنون. والخلاصة ان أقدم المؤرخين قد صمتوا حول هذه النقطة.

٧٩١

وهناك تسع وعشرون سورة تنتمي كلّها تقريبا إلى العصر الّذي سبق الهجرة مباشرة ، وتبتدئ بحروف مفردة لا تزال تحير مفسري القرآن مسلمين وغيرهم. فالعلماء المسلمون بعد أن بحثوا لها عن إيجازات ، وجدوا فيها لغزا لا يعرفه إلّا الله وحده. وعاد بعض المستشرقين إلى فكرة الإيجازات هذه. وأراد آخرون أن يجدوا فيها الحروف الاولى لأسماء المالكين الاول للنسخ الّتي كتبها زيد. أما عناوين السور فقد أعطيت لها في ما بعد ، وكذلك التقسيم إلى آيات فإنّه تقرر بعد ذلك.

ولا يجب الاعتقاد ان كتابة القرآن الّتي تمت بأمر الخليفة عثمان قد ظلت دون تغيير. وهذه التغييرات تعود إلى ثلاثة أسباب رئيسة : الأخطاء الّتي ارتكبها الناسخون ، ودروس النص المقدس القديمة الّتي احتفظ بها القرّاء والمرتلون المحترفون في ذاكرتهم رغم كل شيء ، وعدم كفاية ووضوح الكتابة العربية الّتي تختلط فيها بعض الحروف بسهولة ، والّتي تخلو من أي حرف صوتي موجز (الأمر الّذي يمنع معرفة الفعل مثلا إذا كان للمعلوم أم للمجهول). وزيادة على ذلك فإنّ الأمويين القليلي الاهتمام بهذه القضايا الدينية لم يعملوا على حذف مصادر الاختلاف هذه. وقد أصبحت هذه الاختلافات بالتدريج مصدر قلق ، وانتهوا في القرن العاشر الميلادي ، وبعد شيء من التردد ، إلى أن يضعوا نهائيا أساس النص الرسمي ، مستندا إلى حكم سبعة علماء مشهورين أضيف إلى كل منهم اثنان من القرّاء المجربين. وهذا اختيار تحكمي إلّا انّه أوقف المجادلات. وفي القرن الحادي عشر اعترف بحكمهم هذا تدريجيا. وقد بقي اثنتان قيد الاستعمال من هذه القراءات السبع ، واحدة خاصّة بمصر والاخرى بإفريقيا الشمالية. ومن ناحية اخرى فإنّ الكتابة قد تحسّنت في النصف الثاني من القرن الثامن ، وذلك بإدخال إشارات صوتية كانت في أوّل أمرها نقاطا ثمّ خطوطا تمنع كل خطأ في القراءة.

محتوى وتاريخ القرآن :

٧٩٢

من المعلوم ان ترتيب السور مؤسس بكل بساطة وفقا لطول كل سورة. والسور الأكثر قصرا (وهي الأقدم) موجودة في نهاية القرآن. ولم يستطع زيد ورفاقه أن يرتبوا القرآن على أساس معنى الآيات ؛ لأنّ صفة الوحي المتقطعة تعترض ذلك. ولم يستطيعوا التفكير بالترتيب التاريخي لأنّ الوقت كان متأخّرا لإثبات هذا الترتيب. وعلى كلّ حال ، فإنّ الترتيب النازل وفقا لطول السور فيه أمران شاذان : فمن ناحية اولى نرى السورتين الأخيرتين (رقم ١١٣ و ١١٤ الناقصتين بالتأكيد من قرآن ابن مسعود) ليستا هما الأكثر قصرا ، ومع ذلك فهما تمثّلان صفة خاصّة جدّا لأنّهما ، والحق يقال ، قواعد ضدّ الرّقى المؤذية. ومن ناحية اخرى فإنّ السورة الاولى (الفاتحة) قد وضعت على رأس الكتاب مع انّها لا تعدّ سوى سبع آيات ، وقد كان ذلك دون شك لأن لها شكل الصلاة. وفضلا عن ذلك فانها تنتهي عادة بعد أن ترتل بكلمة «آمين» ، الأمر الّذي لا يحدث في السور الاخرى ؛ وقد أوحي أيضا بوجوب تلاوتها في أغلب الأحيان (القرآن ١٥ ، ٨٧).

ولكن هذا الترتيب الاصطناعي ، الّذي تبنّاه زيد ورفاقه لا يستطيع أن يرضي النفوس المفكّرة.

٧٩٣

ثالثا ـ المستشرق اليهودي كولد زيهر

قال في كتابه (تطور العقيدة والشريعة في الإسلام) :

(إنّ رسول الله نفسه قد اضطرّ بسبب تطوّره الداخلي الخاص وبحكم الظروف الّتي أحاطت به ، إلى تجاوز بعض الوحي القرآني إلى وحي جديد في الحقيقة وإلى أن يعترف أنّه ينسخ بأمر الله ما سبق أن أوحاه الله إليه.

فإذا كان الأمر كذلك في عصر النبيّ (ص) ، فمن الأولى أن يكون كذلك ـ بل أكثر من ذلك ـ عند ما تجاوز الإسلام حدود البلاد العربية وتأهّب لكي يصير قوة دولية) (١).

* * *

أوردنا أمثلة من أقوال المستشرقين الذين قصدوا في ما نشروا الطعن بالإسلام وبرسوله وكتابه ، ومن المستشرقين من لم يقصد الطعن في ما نشر غير ان الروايات والاجتهادات اللاتي درسناها في ما سبق أدت بهم أن ينشروا ما نشروا مثل ما جاء في دائرة المعارف الإسلامية كما يأتي :

__________________

(١) العقيدة والشريعة في الإسلام ـ المستشرق اجناس كولد زيهر ، تعريب د. محمّد يوسف ، د. عليّ حسن عبد القادر والاستاذ عبد العزيز عبد الحق. الطبعة الثانية ، مصر ، بحث محمّد (ص) والإسلام ، ص ٤١.

٧٩٤

رابعا ـ المستشرقون في دائرة المعارف الإسلامية

على الأغلب أنّ ما تذكره المصادر من أنّ قراءة ابن مسعود وابيّ وأبي موسى كانت الغالبة في الكوفة وسوريا والبصرة يقال ان هذه الثلاثة بدأت في عصر الرسول. عبد الله بن مسعود كان خادما للرسول ومرافقا له في معظم الأحداث وأخبر عنه انّه معلم للقرآن.

وبعدها عيّن في مسئولية إدارية في الكوفة في عهد عمر. وهنا أصبح مسئولا عن القرآن والحديث.

ابن مسعود ، أخبر عنه انّه رفض اتلاف نسخة القرآن الّتي لديه أو توقيف دراسته لهذه النسخة في حين انّ قرآن عثمان أصبح رسميا ، وكذلك هنالك أخبار عن بعض المسلمين في الكوفة انّهم استمروا في تدريس قرآن ابن مسعود بعد وفاته ولذلك انقسم المسلمون.

ابيّ بن كعب ، هو مسلم من أهل المدينة ، خدم الرّسول كسكرتير له ، والظاهر أنّه كان أكثر تخصّصا في القرآن من ابن مسعود في عهد الرسول. يقال أنّ قرآن ابن مسعود كان يختلف عن كتاب عثمان في نقاط عديدة ومهمّة ، المصادر تؤكّد أنّ كتاب ابن مسعود لا يحتوي على الفاتحة (السورة الاولى).

واختلف في وجود سورة الفاتحة عند ابن مسعود ، ولقد أخبر ابن النديم انّه رأى عدّة نسخ من قرآن ابن مسعود ، واحدة منها كان عمرها ٢٠٠ سنة كانت تحتوي على الفاتحة.

يقال إنّ ترتيب السور عند كتاب ابيّ يختلف عن نسخة عثمان ونسخة ابن

٧٩٥

مسعود ، وكذلك هناك اختلاف جزئي بينهم في القرآن (١).

وجاء في دائرة المعارف الإسلامية ما موجزه :

كعب الأحبار : أبو إسحاق بن ماتع ، يهودي يمني اعتنق الإسلام عام ١٧ ه‍ (الطبري ١ / ٢٥١٤) ويعتبر من أقدم المتخصصين في حقل الإسرائيليات ، كلمة حبر أو حبر مشتقّة من كلمة حابار العبرية وهي كنية يكنى بها الراباي أو الربّاني ، كما هو معهود إلى اليوم بين علماء اليهود في بابل.

لا يعرف الكثير عن هذا الرجل الّذي قدم إلى المدينة حين خلافة عمر بن الخطاب وصاحب الخليفة إلى أورشليم عام ١٥ ه‍ (الطبري ١ / ٢٤٠٨) وبعد اسلامه أصبح من المقربين للخليفة ، وأصبح بعد ذلك من خواص الخليفة عثمان وتنازع أبو ذر معه في مجلس عثمان (الطبري ١ / ٢٩٤٦ ـ ٢٩٤٧). وبعدها حاول معاوية أن يتخذه كمشاور له في دمشق.

كان يشتهر بإلمامه التام بالتوراة والتقاليد الاجتماعية لجنوب الجزيرة العربية وكان ذا سياسة ودهاء (تهذيب النووي / ٥٢٣) ، ويعتبر كعب مصدرا لأحاديث تخصّ عمر بن الخطاب ، ويتّهم بإدخال أفكار يهودية في الإسلام. ورويت عنه أحاديث وروايات كثيرة منها : ما تخصّ قصص الأنبياء (ع) كقصّة : ذي الكفل (بروكلمان ١٠١ : sl ط. بولاق ١٢٨٣) أو يوسف (ع) (٢).

* * *

بعد هذه الجولة الطويلة في دراسة أعمال المستشرقين وأهدافهم في الاستشراق ، نوجزها بإذنه تعالى في ما يأتي :

__________________

(١) the encyclopaedia of islam leiden ١٨٩١. vol : ٥ / ٠٠٤ ـ ٢٣٤.

(٢) the encyclopaedia of islam leiden ٨٧٩١. vol : ٤ / ٦١٣ ـ ٧١٣.

٧٩٦

خلاصة البحث الثامن :

(وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ* قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ* وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ* إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ* إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ). (النّحل / ١٠١ ـ ١٠٥)

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ). (فصّلت / ٢٦)

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً). (الفرقان / ٣٢)

وجدنا المسيحي الشرقي يوحنا الدمشقي الّذي كان يعيش في كنف البلاط الأموي أوّل من تصدّى هو وخليفته أبو قرة للإسلام والقرآن ونشر الجدل البيزنطي الّذي كان يتقنه المسيحيون المتأثرون بالفلسفة اليونانية مثل : كلام الله هل مخلوق أم غير مخلوق؟ والّذي انتشر في العصر العباسي في المجتمع الإسلامي وأدّى إلى حبس وقتل علماء من المسلمين ، وكان أوّل من طعن بالقرآن والرسول (ص) في قصّة زيد وزينب. وقال : إنّ المفاهيم القرآنية منقولة عن التوراة والإنجيل ، وأخذ منه بعد ذلك مسيحيون بيزنطيون ثمّ الغربيون الذين أدركوا قوّة الإسلام في الحروب الصليبية واتجهوا لإقامة حرب فكريّة ضدّ الإسلام وكتابه

٧٩٧

القرآن ، كان في مقدّمتهم بطرس الكلوني في سنوات (١٠٩٤ ـ ١١٥٦ م) والّذي أقام الحرب الفكرية بترجمة الكتب الإسلامية وفي مقدّمتها ترجمة القرآن من العربية إلى اللّاتينية محرّفة ومشوهة وبعيدة عن الأصل العربي بما افتروا به على كتاب الله الكريم ، وقد كتب أحد المترجمين يصف ترجمته ويقول :

(لقد كشفت بيدي قانون المدعو محمّد ويسّرت فهمه ...).

(ويجب أن يشكر ـ بطرس الكلوني ـ لتعرية مبادئ الإسلام للضوء بعد ما سمح الدارسون في الكنيسة لهذا الكفر أن يتّسع ويتضخّم وينشر لمدّة خمسمائة وسبعة وثلاثين عاما ، وقد وضّحت في ترجمتي في أي مستنقع فاشل يعشش مذهب السراسين ـ المسلمين ـ متمثلا في عملي جنديا من المشاة يشق الطريق لغيره ، لقد قشعت الدخان الّذي أطلقه محمد).

(لعلّك ـ الخطاب لبطرس ـ تطفئه بنفخاتك).

وكانت روح الاستهزاء والسخرية ظاهرة في كتاباته وترجمته للقرآن الكريم لا سيما في تسميته للسور وصرّح أنّه تصرف بحرية في ترجمة النصّ وزاد عدد السور في ترجمته أكثر ممّا في القرآن الكريم.

ومن أمثال هذه الترجمة اللّاتينية ترجم إلى ٢١ لغة أوربية ، وعند ما انتشرت الطباعة جاء في مقدّمة المترجم في نسخة أمستردام بكلمات الشهادتين هكذا :

رسول الله لا إله

إلّا الله محمّد

ومهما كان السبب استهزاء أو عدم فهم تكون النتيجة أنّ المترجمين الغربيّين كانوا يحرّفون ترجمة القرآن الكريم وغيره من الكتب الإسلامية كتحريفهم هذا لكتابة الشهادتين ، وانتشرت هذه الترجمات في بلاد الغرب بعد

٧٩٨

انتشار الطباعة وأصبحت بمتناول يد عامّة الغربيين بعد أن كان ميسورا للقساوسة والرّهبان ، وامتدّ هذا النوع من العدوان على القرآن الكريم إلى مراودة الشرقيين مع الغربيين وتعرّف بعضهم إلى بعض ، وكان لا بدّ للمستشرقين من تغيير سلاحهم في حربهم الفكريّة للقرآن الكريم ، ووجدوا ضالّتهم المنشودة في الروايات الّتي درسناها في بحوث هذا الكتاب والاجتهادات الخاطئة الّتي استندت إلى تلك الروايات ، فقاموا بتسليط الأضواء على تلك الروايات والاجتهادات أينما كانت وحققوا مصادر المخطوط منها وطبعوها ونشروها ونشروا المطبوع منها وأشادوا بذكر مؤلفيها وأثنوا عليهم ، وشاء الله تعالى أن تدرس تلك الروايات والاجتهادات في مجلّدات هذا الكتاب ، وصدق الله العظيم حيث يقول : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً).

وآخر دعوانا أنّ الحمد لله ربّ العالمين.

٧٩٩
٨٠٠