القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5841-73-9
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨١٤

ما ذكرناه.

هكذا كان شأن إقراء القرّاء مدى القرون ، وكان أمر التدوين كالآتي :

أمر تدوين القرآن في عصر الرسول (ص) وما بعده

بسبب أنّ الرسول (ص) نشر تعليم الكتابة في المدينة وحثّ عليها لم نعلم صحابيا بقي امّيّا ما عدا الصحابي أبا هريرة ، وبما أنّه حرّض وأكّد على قراءة القرآن على المصحف انتشر بين الصحابة كتابة المصحف ، كما ذكروا ذلك لابن مسعود وغيره ، وكانوا قد كتبوا في مصاحفهم القرآن مع حديث الرسول (ص) في بيانه ، ويؤيّد ذلك ما مرّ بنا من أخبار اختلاف مصاحف الصحابة وامّهات المؤمنين بعضها عن البعض الآخر ، ولذلك انتشر بين المسلمين كتابة المصاحف حتّى بلغ في جيش واحد ـ جيش معاوية في صفين ـ وعلى عهد الصحابة خمسمائة مصحف ، غير أنّ المصاحف بعد حرق عثمان المصاحف كتب فيها القرآن مجرّدا من حديث الرسول (ص) ، وأصبح تعليم القرآن ـ أيضا ـ تعليم تلاوة لفظ القرآن وحده.

وإذا قارنا بين الحقائق الدامغة المذكورة وبين ما جاء في ما افتري بها على الله وكتابه ورسوله (ص) وأصحابه مثل قولهم :

(١) و (٢) إنّ أبا موسى الأشعري قال لثلاثمائة من قرّاء البصرة : وإنّا كنا نقرأ سورة نشبهها في الطّول والشدّة ببراءة فانسيتها غير أنّي حفظت منها : (لو كان ...).

وكنّا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبّحات فانسيتها غير أنّي حفظت منها : (يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ...).

(٣) و (٤) عن الصحابيين أنس وابن عباس مثل البهتان رقم (١).

٧٠١

(٥) عن الصحابي ابيّ أنّه قال : هكذا أقرأنيها رسول الله (ص).

(٦) إنّ رسم السورتين ـ الحفد والخلع ـ كانتا في مصحف ابن عباس بقراءة الصحابيين ابيّ وأبي موسى.

وبلغ من الشهرة مبلغا قال فيه الحافظ المقرئ ابن المنادي في كتابه ناسخ القرآن ومنسوخه : (لا خلاف بين الماضين والغابرين أنّهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى ابيّ بن كعب) كما مرّ بنا قوله.

(٧) وكذلك ما افتري بها على أحد الصحابة مثل قولهم : إنّ الصحابي ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس فيه ، و ـ أيضا ـ ما افتري بها على كتاب الله وأحد ولاة الجور مثل قولهم : إنّ الحجّاج بدّل من المصحف أحد عشر حرفا.

(٨) وإنّ الصحابي حذيفة قال : قرأت سورة الأحزاب على النبيّ (ص) فنسيت منها سبعين آية.

(٩) إنّ امّ المؤمنين عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبيّ (ص) مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر على أكثر ممّا هو الآن.

إذا قارنا بين تلكم الحقائق من أخبار القرآن وهذه المفتريات علمنا أنّه يستحيل أن يصدر مثل هذه الأقوال من الصحابة ويستحيل أن يفعل الصحابي ابن مسعود ما نسب إليه والوالي الجائر الحجّاج ما نسب إليه ، فإنّ ما نسب إلى ابن مسعود من أنّه (كان لا يكتب فاتحة الكتاب في مصحفه ويحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه انهما ليستا من كتاب الله) يدلّ على أنّه لم يكن يخصّ بفعله هذا مصحفه بل كان يفعل ذلك مع مصاحف الآخرين وإلّا لقال : (كان يحك المعوذتين من مصحفه) ويؤيد ذلك ما جاء بعده : (لا تخلطوا القرآن) فإنّه خطاب للآخرين ، وإذا علمنا أنّ الخليفة عمر بعثه معلّما

٧٠٢

للقرآن لأهل الكوفة بعد تمصيرها ، وبقي معلّما لأهلها إلى عام حرق المصاحف على عهد الخليفة عثمان ، وبناء على هذا كان يقتضي أن ينتشر هذا الحذف في مصاحف أهل الكوفة ولا يقتصر على مصحف ابن مسعود.

لست أدري كيف يفترى ذلك على الصحابي ابن مسعود والّذي قالوا في ترجمته : كان من السابقين الأوّلين إلى الإسلام وسادس من أسلم وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد كلّها مع رسول الله (ص) ، وأنّه كان يلزم رسول الله (ص) ويحمل نعليه وأنّ رسول الله (ص) قال : من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما انزل فليقرأ على قراءة ابن ام عبد؟

كيف يفترى على ابن مسعود ذلك؟ ألم يكن أخذ من في رسول الله (ص) سبعين سورة؟ ألم يكن فيها سورة الحمد؟ ألم يصلّ خلف رسول الله (ص) ويسمعه يقرأها في صلاته؟ وكيف قال الرسول (ص) في شأنه : من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما انزل فليقرأ على قراءته وهو لا يقرأ امّ الكتاب في صلاته ولا يكتبها في المصاحف (القرآن) ويمحو المعوذتين من المصاحف؟

ولست أدري هل خفي ما نسبوه إلى الصحابي ابن مسعود على الخليفتين عمر وعثمان وسائر الصحابة ولم يعلموا به وقد مرّ بنا أنّهم أخبروا الخليفة عمر باملائه القرآن من حفظه. إذ لم يكن يخفى عليه مثل هذا العمل الشنيع؟ أم اخبروا ولم ينكروا عليه ذلك؟ لأنّه لم يرد خبر بأنّهم أنكروا عليه حذفه سور الحمد والمعوذتين من المصاحف ، في حين أنّ الصحابة أنكروا على الخليفة معاوية عدم قراءته البسملة مع الحمد والسورة في الصلاة ، و ـ أيضا ـ مرّ بنا كيف أنكر الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب على الوالي الجائر الحجّاج عند ما صعد المنبر بمكّة بعد قتله ابن الزبير وقال في خطبته : (انّ ابن الزّبير غيّر كتاب الله) فجابهه ابن عمر في الملأ الحاشد وقال له : (ما سلّطه الله على ذلك ولا أنت معه ولو شئت أن أقول كذبت فعلت) ، ومعنى قول الصحابي ابن عمر ما سلطه الله

٧٠٣

على ذلك ولا أنت : أنّ الصحابي ابن الزّبير الّذي بويع بالخلافة والوالي الجبار الحجّاج ليست لهما قدرة على تبديل شيء من القرآن ، وقوله هذا مصداق لقوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).

ج ـ ما لم يفهم فيها كلام الصحابي وفي بعضها لم ترو الرواية بلفظ الصحابي نسيانا أو تعمّدا :

وأمّا ما لم يفهم فيها كلام الصحابي وفي بعض منها لم ترو الرواية بلفظ الصحابي نسيانا أو تعمّدا ، فقد جاءت تلكم الروايات في صحيحي البخاري ومسلم وسائر كتب الحديث والتفسير مثل :

أ ـ روايات جاء فيها نقصان سور وآيات مثل ما جاء في كتب الحديث والتفسير ما موجزه :

انّ أبا موسى الأشعري بعث إلى قرّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل فقال في حديثه لهم : ... وإنّا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فانسيتها غير أنّي حفظت منها : (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب). وكنّا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : (يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة).

دراسة الخبر :

من المحال عادة أن يقول ذلك أبو موسى ، مع وجود آلاف القرّاء من الصحابة وعشرات الالوف منهم في التابعين يومئذ بل مئات الالوف ، ومع وجود عشرات الالوف من المصاحف المكتوبة لديهم ، كما ثبت لنا ذانك في ما مرّ بنا من بحوث.

٧٠٤

وكيف يقول ذلك لمن تخرجوا عليه في القراءة ودرسهم آيات بعد آيات وسورة بعد سورة حتى أصبحوا قرّاء جمعوا القرآن أي : حفظوه عن ظهر قلب وجمعهم ليرسلهم إلى الخليفة للإقراء في البلاد؟

ب ـ ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وسائر كتب الحديث :

إنّ الخليفة عمر قال على منبر مسجد الرسول (ص) : ... كان ممّا أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها. رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده فأخشى ان طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم.

وكنا نقرأ من كتاب الله (ان لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم ...).

دراسة الرواية :

قد مرّ بنا ان الصحابة ثاروا على الخليفة معاوية في مسجد الرسول (ص) لعدم قراءته البسملة في سورتي الحمد وما بعدها في الصلاة ، وأنّ الصحابي عبد الله بن عمر ثار على الحجّاج في بيت الله الحرام عند ما قال في خطبته : إنّ ابن الزّبير غيّر كتاب الله وقال له : ما سلّطه الله على ذلك ولا أنت معه ، ولو شئت أن أقول كذبت فعلت ، وكان ذلك في سنة ثلاث وسبعين هجرية ، ونعرف من ذلك أنّ صحابيا واحدا لا يتحمل سماع القول بتبديل شيء من القرآن في سنة ثلاث وسبعين من الهجرة ، فكيف يسمع قول الخليفة عمر جميع الصحابة الّذين كانوا حضروا خطبة الخليفة يوم الجمعة ، ولم ينكر أحد من اولئك الصحابة عليه وفيهم الوف القرّاء الّذين جمعوا القرآن على عهد الرسول (ص) ، ولجلّهم مصاحف كتب فيها جميع القرآن؟ إنّ ذلك من الامور المحالة عادة.

ج ـ في صحيح مسلم وغيره من كتب الحديث واللفظ لمسلم عن عائشة أنّها قالت :

٧٠٥

١ ـ كان في ما نزل من القرآن : (عشر رضعات معلومات يحرمن) ثمّ نسخن ب (خمس معلومات) فتوفّي رسول الله (ص) وهنّ في ما يقرأ من القرآن.

٢ ـ في سنن ابن ماجة أنّها قالت : نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشرا ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلمّا مات رسول الله (ص) تشاغلنا بموته ، فدخل داجن فأكلها.

دراسة الروايات الآنفة :

قولنا في هذه الروايات كقولنا في الروايات السابقة أنّه من المحال عادة أن يقال مثل هذه الأقوال في عصر الصحابة في مكة والمدينة وبمحضر من الصحابة ونضيف إلى ذلك هنا أنّه سبق ذكر مصحف امّ المؤمنين عائشة وأنّها أمرت بأن يكتب فيه بعد الصلاة الوسطى وصلاة العصر بيانا للصلاة الوسطى ، وأنّه فعلت مثل ذلك غيرها من امّهات المؤمنين. هذا ما رأينا في كل هذه الروايات ، والصحيح في الأمر ما يأتي بإذنه تعالى :

١ ـ الصحيح في روايات المجموعة الاولى :

نرى في بعض الروايات انّه لم يفهم فيه كلام الصحابي وفي بعض الآخر أنّ ألفاظ الرواية حرّفت فيه نسيانا أو تعمّدا ، ونستند في قولنا : نسيانا إلى أنّ الرواية كانت تنقل من فم إلى اذن أكثر من نيف ومائة سنة لمنعهم من كتابة الحديث منذ عهد الخليفة عمر وإلى سنة ١٤٣ هجرية وعلى عهد الخليفة العباسي المنصور ، ما عدا سنتين من خلافة عمر بن عبد العزيز ، وقد مرّ بنا ما ذكروا من خلط بعض الصحابة حديث الرسول (ص) بحديث كعب الأحبار خطأ. وفي قولنا تعمّدا نستند إلى ما مرّ بنا من عمل الزنادقة أنّهم يأخذون كتاب المحدّث ويدسون في الأحاديث ما لم يكن فيها ، ولا ينتبه الشيخ المحدّث إلى الدس فيرويها كذلك.

٧٠٦

وفي اختلاف الأحاديث الّتي نوردها في ما يأتي أقوى دليل على قولنا هذا :

جاء في باب لو أنّ لابن آدم واديين ، لابتغى واديا ثالثا من كتاب الزكاة بصحيح مسلم عن الصحابي أنس أنّه قال : قال رسول الله : لو كان لابن آدم واديان من مال ، لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ويتوب الله على من تاب. إذا فهذا الكلام قول رسول الله (ص) وليس من القرآن.

وجاء في تفسير السيوطي :

أ ـ بينما رسول الله (ص) يدعو على مضر إذ جاء جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت فقال : يا محمّد إنّ الله لم يبعثك سبّابا ولا لعّانا ، وإنّما بعثك رحمة للعالمين ، ولم يبعثك عذابا ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون ، ثمّ علّمه هذا القنوت : اللهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك الجد بالكفار ملحق.

ب ـ عن عبد الله بن عبد الرّحمن عن أبيه قال : صلّيت خلف عمر بن الخطاب فلمّا فرغ من السورة الثانية قال : اللهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كلّه ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفار ملحق.

ج ـ إنّ عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : بسم الله الرّحمن الرّحيم اللهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، بسم الله الرّحمن الرّحيم ، اللهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد ، ولك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفار ملحق ، وزعم عبيد أنّه بلغه أنّهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود.

٧٠٧

د ـ إنّ عليّا قنت في الفجر بهاتين السورتين : اللهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكفار ملحق.

في هذه الروايات :

في الاولى : إنّ جبرائيل (ع) علّم الرسول (ص) أن يدعو بهذا الدعاء بدلا من اللّعن على مضر ، وجاء في أخبار اخرى أنّه كان يذكر في لعنه الّذين قتلوا القرّاء السبعين الذين مضت أخبارهم.

في الثانية : وجدنا أنّ الخليفة الثاني كان يدعو بعد السورة الثانية بهذا الدعاء ومعنى ذلك أنّه كان يدعو بذلك في قنوته.

في الثالثة : إنّه قنت بعد الركوع وقرأ الدعاء بعد البسملة وفي آخرها زعم عبيد أنّه بلغه أنّهما سورتان من مصحف ابن مسعود.

وفي الرابعة : إنّ عليا قنت بهاتين السورتين.

إذا فإنّ أصل الروايات : إنّ جبرائيل علّم الرسول (ص) هذا القنوت واتبعه في ذلك الخليفة عمر والإمام عليّ والوالي الأموي في خراسان كما مرّ بنا خبره وأنّهم جميعا قنتوا بهذا الدعاء ، ومن الجائز أن يكون ابن مسعود كتب القنوت في مصحفه في تفسير بعض الآيات. وإنّ أبا موسى أخبر القرّاء أنّ هذا الدعاء كان مكتوبا في المصاحف قبل أن تجرد المصاحف من حديث الرسول (ص) ، غير أنّه أضيف إليه في بعض الروايات : البسملة وفي بعضها التسمية باسم السورة. فشوّش ذلك على المتأخرين وظنّوا أنّهما كانتا سورتين في مصاحف بعض الصحابة دون بعض ، والسبب في هذه الإضافة أمّا أن يكون نسيان ألفاظ الحديث لرواية الخبر شفها في أكثر من مائة عام أو بدس الزنادقة البسملة ولفظ

٧٠٨

السورة في بعض الروايات للتشكيك بالنصّ القرآني ، وكذلك الشأن في الخبرين الآتيين :

٢ ـ ما جاء في كلام الخليفة عمر :

كان ممّا أنزل الله آية الرجم فقرأناها و... ورجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده ... وكنّا نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم ...

في هذا الخبر : (ممّا أنزل الله آية الرجم) ومن الجائز أن يكون حكم الرجم قد نزل بوحي غير قرآني وأمر الرسول بتدوينه في المصاحف في تفسير الآية الثانية من سورة النور (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما ...) وانّ الخليفة أخبر أنّ الحكم كان موجودا في المصاحف قبل تجريدها من حديث الرسول (ص) غير أنّه حرّف لفظ (حكم الرجم) بلفظ (آية الرجم) نسيانا أو تعمّدا ، كما ذكرنا ذلك آنفا ، ولفظ (نقرأ في المصحف) بلفظ نقرأ من كتاب الله ـ أيضا ـ تعمّدا أو نسيانا.

أمّا قوله (فقرأناها) و (نقرأ) فقد مرّ بنا في أوّل البحث ان مادّة الإقراء مصطلح قرآني بمعنى تعليم اللفظ مع تعليم المعنى وانّه يجوز استعمال اللفظ في جزء معناه ، وبناء على ذلك يكون قصد الخليفة في المورد الأوّل أنّنا تعلّمنا ذلك من الرسول (ص) في تفسيره للآية الثانية من سورة النور ، وفي المورد الثاني قصد تعلّمناه من الرسول (ص) ، وكان مكتوبا في المصاحف ، ولمّا كانت المصطلحات القرآنية لديهم تستعمل في معناها الاصطلاحي فهو معنى كلام الخليفة ، وبعد تغير معنى المصطلحات القرآنية عمّا كان عليه في عصرهم ، لم يفهم معنى كلام الخليفة على حقيقته.

٣ ـ ما جاء في كلام امّ المؤمنين عائشة :

نزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثمّ نسخن بخمس

٧٠٩

معلومات فتوفّي رسول الله (ص) وهنّ في ما يقرأ من القرآن ... ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلمّا توفّي رسول الله (ص) تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها.

من الجائز أنّها قالت : (نزل عشر رضعات معلومات يحرمن ثمّ نسخن بخمس معلومات) أي نزل الحكم بوحي غير قرآني واضيف بعد قولها (نزل) : (من القرآن) سهوا أو تعمّدا وقالت : (وهنّ في ما يقرأ من المصحف ...) فابدل المصحف بالقرآن سهوا أو تعمّدا ، وحصلت بذلك الشبهة بأنّها قالت سقط من القرآن بعضه والعياذ بالله.

وقد ناقشنا روايتها لحكم رضاع الكبير في بحث (فتواها في رضاع الكبير) من المجلّد الأوّل من كتاب أحاديث امّ المؤمنين عائشة ، وانّها تناقض الروايات المتواترة في حكم الرضاع ، غير أنّه من الجائز أن تقول : إنّ الرسول (ص) قال : عشر رضعات يحرمن ثمّ نسخ بوحي غير قرآني بخمس رضعات في بيان آية الرضاع وانّ الصحيفة كانت تحت سريرها إلى آخر الحديث ، ويكون قولها ذلك نظير أمرها بكتابة (وصلاة العصر) بعد (والصلاة الوسطى) في مصحفها بيانا لصلاة العصر ولم تقصد بأنّه جزء من الآية.

د ـ ما افتري بها على كتاب الله وعلى أحد ولاة الجور :

وذلك ما رووا أن الحجّاج بدّل من مصحف عثمان أحد عشر حرفا.

دراسة الخبر :

أمّا ما نسب إلى الحجّاج الوالي الجائر من أنّه بدل من مصحف الخليفة عثمان أحد عشر حرفا فنقول بالإضافة إلى ما ذكرناه آنفا :

مرّ بنا في ذكر تاريخ الحجّاج : انّه رمى الكعبة بالمنجنيق وأحرقها ، وقتل

٧١٠

ابن الزّبير ومن معه وبعث برءوسهم إلى الشام ، واستخفّ ببقايا الصحابة في المدينة وختم أيديهم وأعناقهم وأساء السيرة في ولايته على الكوفة ، فخرج عليه ١٢٠ ألف راجل و ٣٣ ألف فارس من العلماء والفقهاء والقرّاء والصالحين بقيادة ابن الأشعث ، وقتل من الجانبين في أربع وثمانين معركة خلق كثير ، ولما غلبهم الحجّاج قتل منهم خلقا كثيرا ، ثمّ أسر منهم خلقا كثيرا ذبحهم جميعا كما يذبح الغنم ، ذبح منهم بمسكن وحدة قريبا من خمسة آلاف أسير مسلم ، ونال من الصحابي أنس فشكاه إلى عبد الملك فكتب إليه : (... أمّا بعد ، فإنّك عبد طمت بك الأمور ، فسموت فيها وعدوت طورك ، وجاوزت قدرك ، وركبت داهية إدّا ، وأردت أن تبدو لي فإن سوّغتكها مضيت قدما ، وإن لم أسوّغها رجعت القهقرى ، فلعنك الله من عبد أخفش العينين ، منقوص الجاعرتين. أنسيت مكاسب آبائك بالطائف ، وحفرهم الآبار ، ونقلهم الصخور على ظهورهم في المناهل؟ يا ابن المستفرية بعجم الزبيب ، والله لأغمرنك غمر اللّيث الثعلب ، والصقر الأرنب ...).

وقالوا عنه : انّه قتل صبرا مائة وعشرين ألفا ومات وفي سجنه ثمانون ألفا منهم ثلاثون ألف امرأة ، ومات سنة ٩٥ ه‍ بواسط وعفي قبره واجري عليه الماء لكيلا ينبش ، ولمّا مات الوليد بن عبد الملك سنة ٩٦ وولي بعده سليمان بن عبد الملك ، ولّى على العراق يزيد بن المهلّب ، وأمره بمعاقبة آل الحجّاج وأصحابه ، وأن يعذّبهم حتى يستخرج منهم الأموال ، وتتبّعهم سليمان بنفسه وسامهم سوء العذاب.

وقد قال سعيد بن جبير في حق الحجّاج : والله ما خرجت عليه حتى كفر! وقالوا في حقّه ـ أيضا ـ :

أ ـ كان الحجّاج ينقض عرى الإسلام!

ب ـ لم يبق لله حرمة إلّا ارتكبها!

٧١١

ج ـ الشيخ الكافر!

أمثل هذا الخبيث اللّحنة (١) يقبل منه المسلمون تبديل كلمات من القرآن في مصحف انتشر إلى أقاصي إفريقيا وبلاد الهند وجميع بلاد العالم؟

إنّ كل ما أشرنا إليه هو من الامور المستحيلة عادة.

إذا فمن أين انتشرت تلك الروايات المختلقة في كتب الحديث والسيرة والتفسير بمدرسة الخلفاء؟

يتضح لنا بجلاء ووضوح أمرها ومصادرها بالتدبر في ما مرّ بنا من قيام الزنادقة بوضع الأحاديث ، ودسّها في كتب الحديث.

فقد جاء في رواية أنّه كان في الزنادقة من يأخذ من شيخ مغفل كتابه فيدس فيه ما ليس من حديثه فيرويه ذلك الشيخ ظنا منه أنّه من حديثه.

وكان منهم الزنديق عبد الكريم بن أبي العوجاء ربيب حماد بن سلمة الّذي كان يدس الأحاديث في كتب حماد ، وكان يذهب في موسم الحج إلى مكة للاجتماع بالحجّاج وإضلالهم ، وكان في البصرة يفسد الأحداث فهدده عمرو بن عبيد فلحق بالكوفة ، ودلّ عليه والي الكوفة فقتله ، فلمّا أرادوا أن يقتلوه قال : لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث ، احرّم فيها الحلال واحلّ فيها الحرام.

وقال المهدي العباسي : أقرّ عندي زنديق أنّه وضع أربعمائة حديث.

وكان في الزنادقة من يستغل رغبة أتباع مدرسة الخلفاء في استماع فضائل ذوي السلطة والدفاع عنهم في ما انتقدوا عليه.

وقد مرّ بنا كيف وضع الزنديق مطيع بن اياس في سبيل رضا الخليفة المنصور رواية يصدق على ابنه المهدي أنّه المهدي الموعود ، وأشهد على صدق

__________________

(١) اللّحنة : كثير اللّحن والخطأ في كلامه.

٧١٢

قوله واحدا من اسرة الخليفة فصدقه ولم يجرؤ على تكذيبه.

وقد كشفنا في المجلّدات الأربعة من كتاب (عبد الله بن سبأ والاسطورة السبئية) وكتاب (خمسون ومائة صحابي مختلق) عن آلاف المختلقات الّتي اختلقها الزنديق سيف بن عمر ، تحت غطاء نشر فضائل ذوي السلطة من الصحابة والدفاع عنهم ، من جملة ما ذكرنا من مختلقاته ترجمة :

أ ـ ثلاثة وتسعين صحابيا مع ما اختلق لهم من فتوحات ومعارك حربية ومعجزات و... و... و...

ب ـ اثنين وسبعين راويا مع ذكر بعض رواياتهم.

ج ـ خمسة من قادة الكفار في الحروب مع بعض ما اختلق لهم من أخبار في الحروب.

د ـ شاعرين مع ذكر بعض ما اختلق لهما من شعر.

ه ـ سبعة من التابعين مع ذكر بعض ما اختلق لهم من أخبار.

اختلق هذا الزنديق كل ذلك ، ونشره تحت غطاء الدفاع عن ذوي السلطة من بني اميّة ؛ أمثال سعيد والوليد وابن أبي سرح ، واتّهم فيها أبرار الصحابة والتابعين أمثال عمار بن ياسر وأبي ذر ومحمّد بن أبي بكر ومحمّد بن أبي حذيفة و... و...

إذا فإن وضع الحديث تحت غطاء فضفاض من نشر فضائل ذوي السلطة والدفاع عنهم (شنشنة أعرفها من أخزم) ـ الزنادقة ـ (١).

__________________

(١) الفضفاض من الثياب : الواسع و (شنشنة أعرفها ...) من بيت جرى مجرى الأمثال وهو قول الشاعر : (ان بني رملوني بدمي شنشنة أعرفها من أخزم) الشنشنة : العادة. وأخزم : أحد أولاد الشاعر.

٧١٣

وفي ما افتري على ابن مسعود تحقيق ثلاث غايات للزنادقة :

١ ـ تهديم شخصية صحابي من خواص أصحاب الرسول (ص).

٢ ـ الدفاع عن ولاة أمثال الوليد الفاسق السكير.

٣ ـ والأهم من كل ذلك نشر التشكيك بثبوت النصّ القرآني.

وأتقنوا عملهم التخريبي بنشر نسخ باسم مصحف ابن مسعود كما أخبر عن ذلك النديم في فهرسته وقال :

قال محمّد بن إسحاق (ت : ٣٨٥ ه‍) : رأيت عدّة مصاحف ذكر نساخها أنّها مصحف ابن مسعود ، ليس فيها مصحفين متفقين (١) وأكثرها في رقّ كثير النسخ وقد رأيت مصحفا قد كتب منذ مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب (٢).

يا ترى من نسخ تلك المصاحف المختلقة ونسبها إلى ابن مسعود ، غير الزنادقة الّذين كانوا يحاربون الإسلام ويشككون المسلمين في عقائدهم؟ ولم يقتصر عملهم في التهديم على ما افتروا به على الصحابة ، بل افتروا على وال جائر مثل الحجّاج ، وقالوا انّه بدّل أحد عشر حرفا من مصحف عثمان.

وهكذا لم يبقوا نوعا من أنواع التحريف يتصوّر إلّا ورووا أنّه جرى على القرآن الكريم وأخرجها في كتبهم أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد وسائر المجاميع الحديثية وكتب التفسير وغيرها من مصادر الدراسات الإسلامية ، ومع كل تلكم الافتراءات والزور والبهتان على الله وكتابه ورسوله وأصحاب رسوله كيف لا يقول محدّث كالشيخ النوري بتحريف كتاب ربّ الأرباب والعياذ بالله ولسنا في صدد الدفاع عنه ، فإنّه أساء بجمعه تلك الروايات في كتاب واحد غير أنّا نقول : البادئ أظلم!

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) الفهرست ، ص ٢٩.

٧١٤

رابعا ـ روايات نزول القرآن على سبعة أحرف :

لقد برهنا في البحث الرابع أنّه من المحال عادة أن يقال في مجتمع في الجزيرة العربية قبل اختلاطهم بغير العرب مثل مجتمع الصحابة في المدينة : يجوز استعمال كلمات أقبل وتعال وحيّ هلّا وهلمّ وأسرع وعجّل بعضها مكان بعض.

ويجوز استعمال توّاب غفور وعزيز حليم وسميع عليم وقيّوم بعضها مكان بعض.

ومن الجائز أن يقال ذلك في مجتمع بعد زمانا ومكانا عن المجتمع العربي في وسط الجزيرة العربية ، واختلط فيه العربي بغير العربي وتزاوجا وتناسلا ، ولم تنتشر بينهم الثقافة الإسلامية لإبعاد حكّامه الصحابة عنهم ومنعهم الصحابة من نشر المعارف الإسلامية ، كما كان ذلك شأن مجتمع أهل الشام في أواسط الحكم الأموي فيه.

في مثل هذا المجتمع تستطيع الزنادقة أن تنشر بعيدا عن الصحابة زمانا ومكانا أمثال روايات المجموعات الأربع الماضية وتنتقل منه إلى سائر البلاد الإسلامية متدرّجا ومنها تنتقل بعد عصر التدوين أو قبله بقليل إلى مهبط الوحي المدينة المنوّرة.

* * *

درسنا إلى هنا روايات البسملة وجمع القرآن واختلاف المصاحف والزيادة والنقصان في القرآن الكريم والأحرف السبعة ، ودرسنا أخبار القراءات والنسخ ذيل البحثين المذكورين ، وفي ما يأتي نسجل نتائج البحوث بإذنه تعالى :

نتائج البحوث :

ثبت ممّا برهنا عليه أنّ عدد القرّاء من الصحابة الّذين جمعوا القرآن على عهد الرسول (ص) بلغ الالوف وكان لجلّهم مصاحف دونوا فيها القرآن.

٧١٥

وعلى عهد الخليفة عمر تجاوز عددهم مئات الالوف.

وعلى عهد الخليفة عثمان لا يعلم أحد عددهم غير الله ؛ ثمّ أن الخليفة عثمان استعار من امّ المؤمنين حفصة المصحف الّذي تمّ نسخه مجرّدا من حديث الرسول (ص) على عهد الخليفة عمر وأودعه عندها ونسخ عليه سبعة مصاحف وزعت على امّهات البلاد الإسلامية وسميت بمصحف الإمام ، فنسخ عليها المسلمون مصاحفهم حتى اليوم وكان فيها أخطاء في رسم الخط ، وهذا ما عناه الخليفة بقوله (فيه ـ أي في رسم خط المصحف ـ لحن ستقيمه العرب بألسنتها) وسمّي رسم الخط ذلك ب : رسم خط مصحف عثمان. وإلى يومنا هذا كتب المسلمون مصاحفهم وفق رسم خط مصحف عثمان الملحون غير انهم اتبعوا العرب في التلاوة وأقاموا لحن رسم الخط بألسنتهم مثل ما كتب في سورة آل عمران برسم خط مصحف عثمان لحنا :

أ ـ يعيسى ، الآية : ٥٥.

ب ـ يأهل الكتاب ، الآية : ٧٠.

ج ـ أيمنهم ، ويوم القيمة ، الآية : ٧٧.

وأقامها المسلمون بألسنتهم واتبعوا العرب وقرءوها : يا عيسى ويا أهل الكتاب وأيمانهم ويوم القيامة. كما درسنا هذا الأمر في بحث القراءات المختلفة.

وبناء على ما ذكرناه من المحال أن يقول صحابي على عهد الخلفاء الثلاثة بنقصان سورة أو آية من القرآن الكريم ممّا كان على عهد رسول الله (ص) أو يقول أحد من الصحابة إنّ سورة أو آية نسيت من القرآن الكريم ، أو يحذف أحدهم آية أو سورة من مصحفه أو يزيد سورة أو آية في مصحفه ، وكل رواية جاءت في مصادر الدراسات الإسلامية بمدرسة الخلفاء تدل على وقوع شيء ممّا نفينا وقوعه ، فهي إمّا أن تكون :

٧١٦

أ ـ مفتراة من قبل الزنادقة على الله وكتابه ورسوله (ص) وأصحاب رسوله (ص).

ب ـ ممّا بدل الرواة ألفاظ الصحابة في الروايات نسيانا أو تعمدا.

ج ـ ممّا لم يفهم معنى الرواية لتبدّل معنى المصطلح القرآني بعد عصر الصحابة عمّا كان عليه في عصرهم وكذلك الشأن في الروايات الّتي رويت في مصادر الدراسات الإسلامية بمدرسة أهل البيت ، غير أن المفترين هنا على الله وكتابه ورسوله (ص) وأصحاب رسوله (ص) والأئمة من أهل البيت (ع) هم الغلاة بمدرسة أهل البيت وليسوا الزنادقة كما سنبين ذلك إن شاء الله تعالى عند دراسة تلك الروايات في الجزء الثالث من هذا الكتاب.

وأنتج قبول تلك الروايات بمدرسة الخلفاء والتصديق بها أن يرويها المحدّثون بعد عصر الصحابة والتابعين في المجاميع الحديثية ، وأنتج كلّ ذلك أمرين :

أ ـ الاعتقاد بوجود القراءات المختلفة للقرآن الواحد.

ب ـ الاعتقاد بوقوع النسخ والإنساء للقرآن الكريم ـ والعياذ بالله من القول بهما ـ.

وأنتج قبولها بمدرسة أهل البيت من قبل المحدّثين أمثال السيّد الجزائري والشيخ النوري أن يقولوا ما قالوا ويكتبوا ما كتبوا ، وقابلهم العلماء والمحققون منهم مثل الشيخ المفيد (ت : ٤١٣ ه‍) والشيخ جواد البلاغي (ت : ١٣٥٢ ه‍) وأستاذ الفقهاء الخوئي (ت : ١٤١٣ ه‍) ، وردّوا أقوالهم وقالوا : انّ الله حفظ كتابه الكريم وصانه عن كلّ زيادة ونقيصة وتحريف إلى يومنا هذا ، وسيحفظه كذلك أبد الدهر.

* * *

٧١٧

بعد انتهائنا من دراسة روايات مدرسة الخلفاء حول القرآن الكريم ، نورد في ما يأتي ـ بإذنه تعالى ـ استناد المستشرقين إلى بعضها في ما تقوّلوه حول القرآن الكريم.

٧١٨

البحث الثامن

المستشرقون والقرآن الكريم

ـ بداية الطعن في الإسلام والقرآن بعد الرسول (ص).

ـ المستشرق الانجليزي د. آرثر جفري.

ـ المستشرق هنري ماسيه.

ـ المستشرق اليهودي كولد زيهر.

ـ المستشرقون في دائرة المعارف الإسلامية.

٧١٩
٧٢٠