القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5841-73-9
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨١٤

القرآن ليس كل ما جاء في بيان القرآن عن الرسول (ص) وإنّما كان من بيان القرآن ما لم يعلم به أحد منهم ، وكان علمه عند الأمير وقد جهلوه جميعا.

في هذه القصّة ـ أيضا ـ اجتهد الصحابي أبو موسى وأخطأ ، وإنّه لكلّ من امّ المؤمنين عائشة والصحابي أبي موسى أجر لدى أتباع مدرسة الخلفاء على اجتهادهما الخطأ.

* * *

نكتفي بدراسة هذين الموردين من الآيات اللّاتي رووا أنّها منسيّة أو منسوخة ـ معاذ الله ـ لأنّه من العسير استقصاؤها وشرح زيفها.

ونقتصر هنا على القول بأن القرآن الّذي بأيدي الناس اليوم هو القرآن الذي نزل على رسول الله (ص) ، وعلّمه الرسول جميع من عاشره واستطاع أن يتعلّمه كما سبق بيانه مفصلا.

بعد إيراد البحوث السبعة الماضية نقوم بإذنه تعالى بدراستها في البحوث الآتية.

٣٦١
٣٦٢

دراسة الروايات السابقة

والاجتهادات الخاطئة

خصائص المجتمع الإسلامي وأخبار القرآن على عهد :

ـ الخليفتين أبي بكر وعمر.

ـ الخليفة عثمان.

ـ الخليفة الإمام عليّ.

ـ بني اميّة.

ـ بني العباس.

٣٦٣
٣٦٤

درسنا في الجزء الأوّل من هذا الكتاب ملامح المجتمع العربي في العصر الجاهلي وخصائصه في الجزيرة العربية وأخبار القرآن على عهد الرسول (ص) ، ونبدأ بدراسة خصائص المجتمع الإسلامي على عهد كل خليفة ثمّ نتبعها بدراسة أخبار القرآن كذلك كما يأتي بحوله تعالى.

٣٦٥

خصائص المجتمع الإسلامي وأخبار القرآن على عهد

الخليفتين أبي بكر وعمر

ـ خصائص المجتمع الإسلامي على عهد الخليفة أبي بكر.

ـ خصائص المجتمع الإسلامي على عهد الخليفة عمر.

ـ أخبار القرآن بعد الرسول (ص).

ـ أخبار القرآن على عهد الخليفة أبي بكر.

ـ أخبار القرآن على عهد الخليفة عمر.

٣٦٦

خصائص المجتمع الإسلامي على عهد الخليفة أبي بكر

من أجل معرفة خصائص المجتمع بعد الرسول يلزمنا دراسة كيفية اقامة الحكومات المتعاقبة من بعده وما جرى في ظل تلك الحكومات في المجتمع.

ونبدأ بذكر اخبار اخذ البيعة لأبي بكر وما بعدها.

اجتمع الأنصار ـ الأوس والخزرج ـ بعد وفاة الرسول (ص) في سقيفة بني ساعدة وبينما هم يداورون الرأي ، بلغ نبأهم فريقا من المهاجرين فأسرعوا إليهم وخطبوا فيهم.

وفي صحيح البخاري بسنده عن الخليفة عمر أنه قال :

إنّه كان من خبرنا حين توفّى الله نبيّه ، أنّ الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنّا عليّ والزبير ومن معهما ، فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا الأنصار.

فانطلقنا حتّى أتيناهم ، فإذا رجل مزمّل ، فقالوا : هذا سعد بن عبادة يوعك ، فلمّا جلسنا قليلا ، تشهّد خطيبهم ، فأثنى على الله ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط ...

فأردت أن أتكلّم ، فقال أبو بكر : على رسلك.

فتكلّم هو ، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلّا قال في بديهته مثلها أو أفضل ؛ قال : ما ذكرتم فيكم من خير ، فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا

٣٦٧

الأمر إلّا لهذا الحيّ من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا (١).

روى الطبري (٢) في تفصيل خبر السّقيفة وبيعة أبي بكر وقال :

اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا جنازة الرّسول يغسله أهله ، فقالوا : نولّي هذا الأمر بعد محمّد سعد بن عبادة.

وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض ...

فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الأنصار في الدين وفضيلتهم في الإسلام ، وإعزازهم للنبيّ وأصحابه وجهادهم لأعدائه ، حتّى استقامت العرب ، وتوفّي الرسول وهو عنهم راض ، وقال : استبدّوا بهذا الأمر دون النّاس.

فأجابوه بأجمعهم أن قد وفّقت في الرأي ، وأصبت في القول ، ولن نعدو ما رأيت ، نولّيك هذا الأمر.

ثمّ إنّهم ترادّوا الكلام بينهم ، فقالوا : فإن أبت مهاجرة قريش ، فقالوا : نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأوّلون ، ونحن عشيرته وأولياؤه ، فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده؟ فقالت طائفة منهم : فإنّا نقول إذا : منّا أمير ومنكم أمير. فقال سعد بن عبادة : هذا أوّل الوهن (٣).

سمع أبو بكر وعمر بذلك ، فأسرعا إلى السّقيفة مع أبي عبيدة بن الجرّاح

__________________

(١) صحيح البخاري ، كتاب الحدود ، باب رجم الحبلى من الزنا ٤ / ١٢٠.

(٢) نقلنا هذا الخبر ملخصا من تاريخ الطبري في ذكره حوادث بعد وفاة الرسول ، وما كان من غير الطبري أشرنا إليها في الهامش. وقد أوردنا تفصيل الخبر في كتاب عبد الله بن سبأ ، الجزء الأوّل ـ بحث السقيفة.

(٣) الطبري في ذكره لحوادث سنة ١١ ه‍ ، ٢ / ٤٥٦ ، وط. أوربا ١ / ١٨٣٨ ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي عمرة الأنصاري. وابن الأثير ٢ / ١٢٥. وتاريخ الخلفاء لابن قتيبة ١ / ٥ ، قريب منه ، وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة في الجزء الثاني من شرح ابن أبي الحديد في خطبة (ومن كلام له في معنى الأنصار) ٢ / ٢.

٣٦٨

وانحاز معهم اسيد بن حضير (١) وعويم بن ساعدة (٢) وعاصم بن عديّ (٣) من بني العجلان (٤).

تكلّم أبو بكر ـ بعد أن منع عمر عن الكلام ـ فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرّسول دون جميع العرب ، وقال : (فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالرسول ، وهم أولياؤه وعشيرته وأحقّ الناس بهذا الأمر من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلّا ظالم).

ثمّ ذكر فضيلة الأنصار ، وقال : (فليس بعد المهاجرين الأوّلين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الأمراء ، وأنتم الوزراء).

فقام الحباب بن المنذر (٥) وقال : يا معشر الأنصار! املكوا عليكم أمركم

__________________

(١) جاء اسمه في سيرة ابن هشام ٤ / ٣٣٥ ، واسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي ، شهد العقبة الثانية وكان ممّن ثبت في أحد ، وشهد جمع مشاهد النبيّ ، وكان أبو بكر لا يقدم أحدا من الأنصار عليه. توفّي سنة ٢٠ أو ٢١ ه‍ فحمل عمر نعشه بنفسه. روى عنه أصحاب الصحاح ١٨ حديثا. ترجمته في الاستيعاب ١ / ٣١ ـ ٣٣. والإصابة ١ / ٦٤. وجوامع السيرة ، ص ٢٨٣.

(٢) عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن اميّة بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي : شهد العقبة وبدرا وما بعدها ، وتوفّي في خلافة عمر ، وبترجمته في النبلاء : أنّه كان أخا الخليفة عمر. وقال عمر على قبره : (لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول : أنا خير من صاحب هذا القبر). الاستيعاب ٣ / ١٧٠ والإصابة ٣ / ٤٥ وأسد الغابة ٤ / ١٥٨.

(٣) عاصم بن عدي بن الجدّ بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلويّ العجلاني ، حليف الأنصار وكان سيد بني عجلان. شهد أحدا وما بعدها. توفّي سنة ٤٥ هجرية. الاستيعاب ٣ / ١٣٣. والإصابة ٢ / ٢٣٧ ، وأسد الغابة ٣ / ٧٥.

(٤) سيرة ابن هشام ، أخبار السقيفة ٤ / ٣٣٠ ـ ٣٣٩.

(٥) الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ـ

٣٦٩

فإن الناس في فيئكم وفي ظلّكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض عليكم أمركم. فإن أبى هؤلاء إلّا ما سمعتم ، فمنّا أمير ومنهم أمير.

فقال عمر : هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن ... والله لا ترضى العرب أن يؤمّروكم ونبيّها من غيركم ، ولكنّ العرب لا تمتنع أن تولّي أمرها من كانت النبوّة فيهم ، وولي امورهم منهم. ولنا بذلك على من أبى الحجّة الظاهرة والسلطان المبين ، من ذا ينازعنا سلطان محمّد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته (١) إلّا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورّط في هلكة.

فقام الحباب بن المنذر وقال : يا معشر الأنصار ، املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه ، فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم ، فأجلوهم عن هذه البلاد ، وتولّوا عليهم هذه الامور ، فأنتم والله أحقّ بهذا الأمر منهم ، فإنّه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به. أنا جذيلها المحكّك (٢) وعذيقها المرجّب (٣). أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة (٤).

__________________

ـ الأنصاري ، شهد بدرا وما بعدها ، وتوفّي في خلافة عمر. الاستيعاب بهامش الإصابة ١ / ٣٥٣. والإصابة ١ / ٣٠٢. وأسد الغابة ١ / ٣٦٤. ونسبه في جمهرة ابن حزم ، ص ٣٥٩.

(١) لمّا سمع عليّ بن أبي طالب هذا الاحتجاج من المهاجرين قال : احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة. النهج وشرحه لابن أبي الحديد ، ط. الاولى ٢ / ٢.

(٢) جذيلها ، تصغير الجذل : أصل الشجرة. والمحكّك : عود ينصب في مبارك الإبل لتتمرّس به الإبل الجربى ، أي قد جربتني الأمور ولي رأي وعلم يشتفى بهما كما تشتفي هذه الإبل الجربى بالجذل وصغره على جهة المدح.

(٣) عذيق : تصغير العذق ، وهي : النخلة. والمرجب ، ما جعل له رجبة ، وهي : دعامة تبتنى من الحجارة حول النخلة الكريمة إذا طالت وتخوفوا عليها أن تنقعر في الرياح العواصف.

(٤) أعدت الأمر جذعا ، أي جديدا كما بدأ ، وإذا أطفئت حرب بين قوم فقال بعضهم : إن شئتم أعدناها جذعة ، أي : أوّل ما يبتدأ فيها.

٣٧٠

قال عمر : إذا يقتلك الله.

قال : بل إيّاك يقتل.

فقال أبو عبيدة : يا معشر الأنصار! إنّكم كنتم أوّل من نصر وآزر ، فلا تكونوا أوّل من بدّل وغيّر.

فقام بشير بن سعد الخزرجيّ أبو النعمان بن بشير فقال : يا معشر الأنصار! إنّا والله لئن كنّا اولي فضيلة في جهاد المشركين ، وسابقة في هذا الدين ، ما أردنا به إلّا رضا ربّنا وطاعة نبيّنا والكدح لأنفسنا ، فما ينبغي لنا أن نستطيل على النّاس بذلك ، ولا نبتغي به من الدنيا عرضا ، فإنّ الله وليّ النعمة علينا بذلك ، ألا إنّ محمّدا (ص) من قريش ، وقومه أحقّ به وأولى ، وأيم الله لا يراني الله انازعهم هذا الأمر أبدا. فاتّقوا الله ، ولا تخالفوهم ، ولا تنازعوهم.

فقال أبو بكر : هذا عمر ، وهذا أبو عبيدة ، فأيّهما شئتم فبايعوا. فقالا : والله لا نتولّى هذا الأمر عليك ... الخ (١).

وقام عبد الرّحمن بن عوف ، وتكلّم فقال : يا معشر الأنصار! إنّكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعليّ. وقام المنذر بن الأرقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإنّ فيهم لرجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد ـ يعني عليّ بن أبي طالب ـ (٢).

(فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلّا عليّا) (٣).

__________________

(١) لم نسجّل هنا بقيّة الحوار وتعليقنا عليه طلبا للاختصار.

(٢) رواه اليعقوبي بعد ذكر ما تقدّم في تاريخه ٢ / ١٠٣ ، والموفقيات للزبير بن بكار ، ص ٥٧٩.

(٣) في رواية الطبري ٣ / ٢٠٨ ، وط. أوربا ١ / ١٨١٨ عن إبراهيم ، وابن الأثير ٢ / ١٢٣ : «أن الأنصار قالت ذلك بعد أن بايع عمر أبا بكر».

٣٧١

قال عمر : فكثر اللّغط وارتفعت الأصوات حتّى تخوّفت الاختلاف فقلت : ابسط يدك لأبايعك (١).

فلمّا ذهبا ليبايعاه ، سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه ، فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير بن سعد عققت عقاق (٢)! أنفست على ابن عمّك الإمارة؟

فقال : لا والله ، ولكنّي كرهت ان أنازع قوما حقّا جعله الله لهم.

ولمّا رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة ، قال بعضهم لبعض ، وفيهم اسيد بن حضير ـ وكان أحد النّقباء ـ : والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرّة ، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ، ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا ، فقوموا فبايعوا أبا بكر (٣).

فقاموا إليه فبايعوه ، فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم ... فأقبل النّاس من كلّ جانب يبايعون أبا بكر ، وكادوا يطئون سعد بن عبادة.

فقال أناس من أصحاب سعد : اتّقوا سعدا لا تطئوه.

فقال عمر : اقتلوه ، قتله الله.

ثمّ قام على رأسه فقال : لقد هممت أن أطأك حتّى تندر عضوك. فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة.

__________________

(١) عن سيرة ابن هشام ٤ / ٣٣٦ ، وجميع من روى حديث الفلتة. راجع بعده حديث الفلتة في ذكر رأي عمر في بيعة أبي بكر.

(٢) الطبري ، ط. أوربا ١ / ١٨٤٢. وفي رواية ابن أبي الحديد : عقّك عقاق.

(٣) وفي رواية أبي بكر في سقيفته : لمّا رأت الأوس أنّ رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع ، قام أسيد بن حضير ـ وهو رئيس الأوس ـ فبايع حسدا لسعد ومنافسة له أن يلي الأمر. راجع شرح النهج ٢ / ٢ ، في شرحه (ومن كلام له في معنى الأنصار).

٣٧٢

فقال أبو بكر : مهلا يا عمر! الرفق هاهنا أبلغ.

فأعرض عنه عمر (١).

وقال سعد : أمّا والله لو أنّ بي قوّة ما أقوى على النهوض لسمعت منّي في أقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك. أما والله إذا لألحقنّك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع. احملوني من هذا المكان. فحملوه فأدخلوه في داره (٢).

وروى أبو بكر الجوهري : أنّ عمر كان يومئذ ـ يعني يوم بويع أبو بكر ـ محتجزا يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : ألا إنّ الناس قد بايعوا أبا بكر ... الخ (٣).

بايع الناس أبا بكر وأتوا به المسجد يبايعونه ، فسمع العبّاس وعليّ التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله (ص).

فقال عليّ : ما هذا؟

قال العباس : ما رئي مثل هذا قطّ!! أما قلت لك (٤)؟!

النذير :

وجاء البراء بن عازب ، فضرب الباب على بني هاشم ، وقال :

__________________

(١) إن هذا الموقف يوضح بجلاء جماع سياسة الخليفتين من شدّة ولين.

(٢) الطبري ٣ / ٤٥٥ ـ ٤٥٩ ، وط. أوربا ١ / ١٨٤٣. (وتندر عضوك) كذا جاء ويعني تسقط أعضاؤك.

(٣) في كتابه السقيفة ، راجع ابن أبي الحديد ١ / ١٣٣ ، وفي ص ٧٤ منه بلفظ آخر.

(٤) ابن عبد ربّه في العقد الفريد ٤ / ٢٥٨ ، وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد عنه في ١ / ١٣٢ ، ويروي تفصيله في ص ٧٤ منه. والزبير بن بكار في الموفقيات ، ص ٥٧٧ ـ ٥٨٠ و ٥٨٣ و ٥٩٢. كما يروي عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢ / ٢ ـ ١٦ ، في شرحه : (ومن كلام له في معنى الأنصار).

٣٧٣

يا معشر بني هاشم! بويع أبو بكر.

فقال بعضهم لبعض : ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمّد.

فقال العباس : فعلوها وربّ الكعبة!

وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار ، لا يشكّون أنّ عليّا هو صاحب الأمر بعد رسول الله (ص) (١).

وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في عليّ (٢).

روى الطبري : أنّ (أسلم) أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السّكك فبايعوا أبا بكر ، فكان عمر يقول :

(ما هو إلّا أن رأيت اسلم ، فأيقنت بالنصر) (٣).

فلمّا بويع أبو بكر ، أقبلت الجماعة الّتي بايعته تزفّه زفّا إلى مسجد رسول الله (ص) ، فصعد على المنبر ـ منبر رسول الله (ص) ـ فبايعه الناس ، حتّى أمسى ، وشغلوا عن دفن رسول الله (ص) حتى كانت ليلة الثلاثاء (٤).

البيعة العامّة :

ولمّا بويع أبو بكر في السّقيفة وكان في الغد ، جلس أبو بكر على المنبر ،

__________________

(١) الموفقيات للزبير بن بكار ، ص ٥٨٠.

(٢) اليعقوبي ٢ / ١٠٣ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٧٤.

(٣) الطبري ٢ / ٤٥٨ ، وط. أوربا ١ / ١٨٤٣. وفي رواية ابن الأثير ٢ / ٢٢٤ : (وجاءت أسلم فبايعت). وقال الزّبير بن بكار في الموفقيات برواية النهج ٦ / ٢٨٧ ، «فقوي بهم أبو بكر» ولم يعيّنا متى جاءت أسلم ، ويقوى الظنّ أن يكون ذلك يوم الثلاثاء. وقال المفيد في كتابه «الجمل» : إنّ القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة ، (الجمل ، ص ٤٣).

(٤) الموفقيات ، ص ٥٧٨. والرياض النضرة ١ / ١٦٤. وتاريخ الخميس ١ / ١٨٨.

٣٧٤

فقام عمر ، فتكلّم قبل أبي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه ... ، وذكر أنّ قوله بالأمس لم يكن من كتاب الله ولا عهدا من رسوله ، ولكنّه كان يرى أن الرسول سيدبّر أمرهم ويكون آخرهم. ثمّ قال :

وإنّ الله قد أبقى فيكم كتابه الّذي به هدى رسوله.

فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له.

وإنّ الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله (ص) ثاني اثنين إذ هما في الغار ؛ فقوموا فبايعوه.

فبايع الناس أبا بكر بيعته العامّة بعد بيعة السّقيفة.

وفي البخاري : (وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة ، وكانت بيعة أبي بكر العامّة على المنبر). قال أنس بن مالك : (سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ : اصعد المنبر. فلم يزل به حتّى صعد المنبر فبايعه الناس عامّة).

ثمّ تكلّم أبو بكر ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

(أمّا بعد ، أيّها الناس! فإنّي قد ولّيت عليكم ، ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوّموني ـ إلى قوله ـ : أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله ، فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم ، يرحمكم الله) (١).

__________________

(١) ابن هشام ٤ / ٣٤٠. والطبري ٣ / ٢٠٣ (وط. أوربا ١ / ١٨٢٩). وعيون الأخبار لابن قتيبة ٢ / ٢٣٤. والرياض النضرة ١ / ١٦٧. وابن كثير ٥ / ٢٤٨. والسيوطي في تاريخ الخلفاء ، ص ٤٧. وكنز العمال ٣ / ١٢٩ ، ح ٢٢٥٣. والحلبية ٣ / ٣٩٧. وذكر البخاري في صحيحه ٤ / ١٦٥ ، كتاب الأحكام ، باب الاستخلاف عن أنس ، خطبة عمر باختلاف يسير. وممّن ذكر خطبة أبي بكر فقط ، أبو بكر الجوهري في كتابه : السقيفة ، حسب رواية ابن أبي الحديد عنه ١ / ١٣٤. وصفوة الصفوة ١ / ٩٨.

٣٧٥

بعد بيعة أبي بكر العامّة :

(توفّي رسول الله يوم الاثنين حين زاغت الشّمس ، فشغل الناس عن دفنه) (١).

شغل الناس عن رسول الله بقيّة يوم الاثنين حتّى عصر الثلاثاء :

أوّلا : بخطب السّقيفة.

ثمّ : ببيعة أبي بكر الاولى ثمّ ببيعته العامّة وخطبته وخطبة عمر حتّى صلّى بهم.

قالوا : (فلمّا بويع أبو بكر ، أقبل الناس على جهاز رسول الله يوم الثلاثاء) (٢). (ثمّ دخل الناس يصلّون عليه) (٣). (وصلّي على رسول الله بغير إمام. يدخل عليه المسلمون زمرا زمرا يصلّون عليه) (٤).

بعد دفن الرسول (ص):

اندحر سعد ومرشّحوه ، وبقي عليّ وجماعته ـ بعد أن أصبحوا أقلّية ـ يتناحرون وحزب أبي بكر الظافر وكلّ يجتهد في جلب الأنصار لحوزته.

قال الزّبير بن بكار : لمّا بويع أبو بكر واستقرّ أمره ، ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته ، ولام بعضهم بعضا ، وذكروا عليّ بن أبي طالب ، وهتفوا باسمه (٥).

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٢ / ق ٢ / ٧٨ ، ط. ليدن.

(٢) سيرة ابن هشام ٤ / ٣٤٣. والطبري ٢ / ٤٥٠ وط. أوربا ١ / ١٨٣٠. وابن الأثير ٢ / ١٢٦. وابن كثير ٥ / ٢٤٨. والحلبيّة ٣ / ٣٩٢ و ٣٩٤. وهذا الأخير لم يعيّن اليوم الذي انتهوا فيه من بيعة أبي بكر وأقبلوا على جهاز رسول الله (ص).

(٣) ابن هشام ٤ / ٣٤٣.

(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ق ٢ / ٧٠. والكامل لابن الأثير ، ج ٢ ، في ذكر حوادث سنة ١١ ه‍.

(٥) الموفقيات ، ص ٥٨٣.

٣٧٦

قال اليعقوبي وابن أبي الحديد (١) :

وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ، ومالوا مع عليّ بن أبي طالب ، منهم العبّاس بن عبد المطّلب والفضل بن العبّاس ، والزّبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو (٢) ، وسلمان الفارسيّ ، وأبو ذر الغفاري ، وعمّار ابن ياسر ، والبراء بن عازب (٣) ، وابيّ بن كعب (٤) ، فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجرّاح ، والمغيرة بن شعبة.

فقال : ما الرأي؟

__________________

(١) في تاريخه ٢ / ١٢٤ ـ ١٢٥. والسّقيفة لأبي بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد ٢ / ١٣ ، والتفصيل في ١ / ٧٤ منه. وبلفظ قريب منه في الإمامة والسياسة ١ / ١٤.

(٢) المقداد بن الأسود الكندي : هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني. أصاب دما في قومه ، فلحق بحضر موت ، فحالف كندة ، وتزوّج امرأة ، فولدت له المقداد. فلمّا كبر المقداد ، وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ، فضرب رجله بالسيف ، وهرب إلى مكّة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزّهري فتبنّاه الأسود ، فصار يقال له : المقداد بن الأسود الكندي. فلمّا نزلت : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) الأحزاب / ٥ قيل له : المقداد بن عمرو.

وقال الرسول : «إن الله عزوجل أمرني بحبّ أربعة من أصحابي وأخبرني أنه يحبّهم» فقيل : من هم؟ فقال : «عليّ والمقداد وسلمان وأبو ذرّ». توفّي سنة ٣٣ ه‍. الاستيعاب بهامش الإصابة ٣ / ٤٥١. والإصابة ٣ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤.

(٣) أبو عمرو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن الحارث بن عمرو ابن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي : كان ممّن استصغره الرسول يوم بدر وردّه. وغزا مع الرسول ١٤ غزوة وشهد مع عليّ الجمل وصفين والنّهروان. سكن الكوفة وابتنى بها دارا وتوفّي بها في إمارة مصعب بن الزّبير. الاستيعاب بهامش الإصابة ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤. والإصابة ١ / ١٤٦.

(٤) ابيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجار : وهو تيم اللّات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر. شهد العقبة الثانية وبايع النبيّ فيها وشهد بدرا وما بعدها ، وكان من كتّاب النبيّ. مات في آخر خلافة عمر أو صدر خلافة عثمان. الاستيعاب ١ / ٢٧ ـ ٣٠. والإصابة ١ / ٣١ ـ ٣٢.

٣٧٧

قالوا (١) : الرأي أن تلقى العباس بن عبد المطّلب ، فتجعل له في هذا الأمر نصيبا يكون له ولعقبه من بعده ، فتقطعون به ناحية عليّ بن أبي طالب (وتكون لكما حجّة) (٢) على عليّ إذا مال معكم.

فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجرّاح والمغيرة ، حتّى دخلوا على العباس ليلا (٣) ، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ، ثمّ قال :

إنّ الله بعث محمّدا نبيّا وللمؤمنين وليّا ، فمنّ عليهم بكونه بين أظهرهم حتّى اختار له ما عنده ، فخلّى على الناس امورهم (٤) ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين (٥). فاختاروني عليهم واليا ولامورهم راعيا.

فوليت ذلك وما أخاف بعون الله وتسديده وهنا ، ولا حيرة ، ولا جبنا ، وما توفيقي إلّا بالله عليه توكّلت وإليه انيب.

وما انفكّ يبلغني عن طاعن بقول الخلاف على عامّة المسلمين يتّخذكم لجأ ، فتكونوا حصنه المنيع ، وخطبه البديع ، فإمّا دخلتم مع الناس في ما اجتمعوا عليه ، وإمّا صرفتموهم عمّا مالوا إليه. ولقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا يكون لك ، ويكون لمن بعدك من عقبك ، إذ كنت عمّ رسول الله ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان صاحبك (فعدلوا الأمر عنكم) (٦) على رسلكم بني هاشم ، فإنّ رسول الله منّا ومنكم.

__________________

(١) في نص الجوهري أنّ قائل هذا الرأي هو المغيرة بن شعبة ، وهذا هو الأقرب إلى الصواب.

(٢) هذه الزيادة في نسخة الإمامة والسياسة ١ / ١٤.

(٣) في رواية ابن أبي الحديد أن ذلك كان في الليلة الثانية بعد وفاة النبيّ.

(٤) إنّ ضمير (هم) موجود في رواية ابن أبي الحديد.

(٥) في نسخة الإمامة والسياسة وابن أبي الحديد ١ / ٧٤ : (متفقين) وهو الأشبه بالصواب.

(٦) الزيادة في نسخة ابن أبي الحديد والإمامة والسياسة.

٣٧٨

فقال عمر بن الخطاب : واخرى إنّا لم نأتكم لحاجة إليكم ، ولكن كرها أن يكون الطعن في ما اجتمع عليه المسلمون منكم ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم!

فحمد العبّاس الله وأثنى عليه ، وقال : إنّ الله بعث محمّدا كما وصفت نبيا ، وللمؤمنين وليّا ، فمنّ على أمّته به ، حتّى قبضه الله إليه واختار له ما عنده ، فخلّى على المسلمين أمورهم ، ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحقّ لا مائلين بزيغ الهوى.

فإن كنت برسول الله طلبت ، فحقّنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين أخذت فنحن منهم. فما تقدّمنا في أمرك فرطا ، ولا حللنا وسطا ، ولا برحنا سخطا ، وإن كان هذا الأمر وجب لك بالمؤمنين ، فما وجب إذ كنّا كارهين.

ما أبعد قولك من أنّهم طعنوا عليك من قولك إنّهم اختاروك ومالوا إليك! وما أبعد تسميتك خليفة رسول الله من قولك خلّى على الناس أمورهم ليختاروا فاختاروك!

فأمّا ما قلت : إنك تجعله لي ، فإن كان حقّا للمؤمنين فليس لك أن تحكم (١) فيه ، وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض ، وعلى رسلك فإنّ رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها.

فخرجوا من عنده.

نهاية أمر المعارضة

وروى معمّر عن الزّهري عن امّ المؤمنين عائشة في حديثها عمّا جرى بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث النبيّ (ص) قالت :

__________________

(١) في نسخة الجوهري والإمامة والسياسة : فإن يكن حقّا لك فلا حاجة لنا فيه.

٣٧٩

فهجرته فاطمة ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبيّ (ص) ستّة أشهر.

فلمّا توفيت دفنها زوجها ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها.

وكان لعليّ من الناس وجه حياة فاطمة ، فلمّا توفّيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن عليّ. ومكثت فاطمة ستّة أشهر بعد رسول الله (ص) ثمّ توفّيت.

قال معمّر :

فقال رجل للزّهري : أفلم يبايعه عليّ ستّة أشهر؟

قال : لا (١) ، ولا أحد من بني هاشم حتّى بايعه عليّ. فلمّا رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر ... الحديث (٢).

وقال البلاذري :

__________________

(١) في تيسير الوصول ٢ / ٤٦ : (قال : لا والله ولا أحد من بني هاشم).

(٢) قد أوردت هذا الحديث مختصرا من كلّ من الطبري ٢ / ٤٤٨ (وط. أوربا ١ / ١٨٢٥). وصحيح البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، ٣ / ٣٨. وصحيح مسلم ١ / ٧٢ ، و ٥ / ١٥٣ ، باب قول رسول الله : «نحن لا نورث ؛ ما تركناه صدقة» ، وابن كثير ٥ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، وابن عبد ربّه ٤ / ٢٦٠. وقد ذكره ابن الأثير ٢ / ١٢٦ مختصرا. والكنجي في كفاية الطالب ، ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦. وابن أبي الحديد ١ / ١٢٢. والمسعودي ٢ / ٤١٤ من مروج الذهب. وفي التنبيه والإشراف له ، ص ٢٥٠ : (ولم يبايع عليّ حتى توفّيت فاطمة). والصواعق ١ / ١٢. وتاريخ الخميس ١ / ١٩٣. وفي الإمامة والسياسة ١ / ١٤ : أن بيعة عليّ كانت بعد وفاة فاطمة. وأنها قد بقيت بعد أبيها ٧٥ يوما. وفي الاستيعاب ٢ / ٢٤٤ : أن عليّا لم يبايعه إلّا بعد موت فاطمة. وأبو الفداء ١ / ١٥٦. والبدء والتاريخ ٥ / ٦٦. وأنساب الأشراف ١ / ٥٨٦. وفي أسد الغابة ٣ / ٢٢٢ بترجمة أبي بكر : (كانت بيعتهم بعد ستّة أشهر على الأصحّ). وقال اليعقوبي ٢ / ١٢٦ (لم يبايع عليّ إلّا بعد ستّة أشهر). وفي الغدير ٣ / ١٠٢ عن الفصل لابن حزم ، ص ٩٦ ـ ٩٧ : (وجدنا عليّا رضي الله عنه تأخر عن البيعة ستة أشهر).

٣٨٠