القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ٢

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5841-73-9
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٨١٤

وفي غير الموزون من الكلام يقال : قدني.

٤ ـ حذف تنوين الاسم المنصرف وجعله غير منصرف ، وجاء ذلك :

أ ـ في قول الشاعر ، في قوله :

ومصعب حين جدّ الأم

ر أكبرها وأطيبها (١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : ومصعب.

ب ـ وعمرو ، في شعر الشاعر :

عمرو الّذي هشم الثّريد لقومه

ورجال مكّة مسنتون عجاف(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : عمرو.

ج ـ وحاتم الطائي ، في شعر الشاعر :

حيدة خالي ولقيط وعلي

وحاتم الطّائيّ وهّاب المئي(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : حاتم الطّائيّ.

رابعا ـ قاعدة جواز إضافة حرف أو أكثر في الكلمة :

وجاء ذلك :

أ ـ في شعر الشاعر : منون أنتم ، في قوله :

__________________

ـ وحميد بن مالك بن ربعي ، أحد بني ربيعة بن مالك ، سمي بالأرقط لآثار كانت بوجهه ، وهو شاعر اسلامي من شعراء الدولة الأموية ، وهو معاصر للحجاج.

(١) شرح المفصل لابن يعيش ، مبحث الاسم المعرب ، ١ / ٦٨. والبيت لم يسمّ قائله.

(٢) شرح المفصل ، باب التنوين ، ٩ / ٣٦. والزبعرى أبو سعد عبد الله بن قيس السهمي القرشي ، شاعر قريش في الجاهلية (ت : ١٥ ه‍).

(٣) لسان العرب ، مادّة : مأي. والبيت ينسب لامرأة من بني عامر ، ولامرأة من بني عقيل ، تفخر بأخوالها من اليمن.

٢٢١

أتوا ناري فقلت منون أنتم

فقالوا الجنّ قلت عموا ظلاما(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : من أنتم.

ب ـ وفأنظور ، في شعر أبي عليّ :

وإنّني حيثما يثني الهوى بصري

من حوثما سلكوا أدنو فأنظور(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : فأنظر.

ج ـ والوليد بن اليزيد ، في شعر ابن ميادة :

رأيت الوليد بن اليزيد مباركا

شديدا بأعباء الخلافة كاهله(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : الوليد بن يزيد.

د ـ والعقراب ، في شعر الشاعر :

أعوذ بالله من العقراب

الشائلات عقد الأذناب(٤)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : العقرب.

__________________

(١) الكتاب لسيبويه ، باب : إذا كنت مستفهما عن نكرة ، ٢ / ٤١١ ؛ وشرح المفصل لابن يعيش ، بحث الموصولات ، فصل «ما» ٤ / ١٦ ؛ وخزانة الأدب ، الشاهد رقم ٤٥١ ، ٦ / ١٦٧. ونسب ابن يعيش البيت إلى شمر بن الحارث الطائي ، وقال البغدادي : والبيت من أبيات أربعة رواها أبو زيد في نوادره ونسبها لشمير بن الحارث الضبي.

(٢) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٥٨٤. وأبو عليّ الفارسي ، الحسن بن أحمد (٢٨٨ ـ ٣٧٧ ه‍) إمام العربية في عصره ، اتّصل بسيف الدولة وعضد الدولة. وصنف كتبا.

(٣) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٦٦. وأبو شرحبيل ويقال أبو حرملة ، ابن ميادة ، الرماح بن أبرد بن ثوبان الذبياني الغطفاني ، شاعر ، رقيق هجاء ، اشتهر بنسبته إلى أمّه ميّادة. توفّي سنة ١٤٩ ه‍.

(٤) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٦٠٠. والبيت لم يسمّ قائله.

٢٢٢

خامسا ـ قاعدة جواز تبديل حرف بحرف آخر :

وجاء ذلك :

أ ـ في شعر الشاعر اللذون ، في قوله :

نحن اللّذون صبّحوا الصباحا

يوم النّخيل غارة ملحاحا(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : الّذين.

ب ـ وحوثما ، في شعر أبي عليّ :

وإنّني حيثما يثني الهوى بصري

من حوثما سلكوا أدنو فأنظور

وفي غير الموزون من الكلام يقال : حيثما.

ج ـ وأعارت أم لم تعارا ، في شعر الشاعر :

تساءل يا ابن أحمر من رآه

أعارت عينه أم لم تعارا(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أعورت عينه أم لم تعور.

د ـ ولئام النات ، ولا أكيات في رجز الشاعر :

يا قاتل الله بني السّعلات

عمرو بن يربوع شرار النّات

غير أعفاء ولا أكيات (٣)

__________________

(١) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٦٤٧. وهو رجل جاهلي من بني عقيل اسمه أبو حرب الأعلم.

(٢) شرح المفصل لابن يعيش ، باب : الاعلال ، الواو والياء عينين ، ١٠ / ٧٥ ؛ ولسان العرب ، مادّة : عور. نسب محقق شرح المفصل لابن يعيش البيت لعمرو بن أحمر الباهلي.

(٣) شرح المفصل لابن يعيش ، فصل : ومن أصناف المشترك إبدال الحروف ، ١٠ / ٣٦ ؛ ـ

٢٢٣

وفي غير الموزون من الكلام يقال : شرار الناس ، ولا أكياس.

ه ـ وما بقا ، في شعر زيد الخيل :

لعمرك ما أخشى التّصعلك ما بقا

على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : ما بقي.

و ـ والثعالي ، أرانيها ، في شعر الشاعر :

لها أشارير من لحم تتمّره

من الثّعالي ووخز من أرانيها(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : من الثعالب ومن أرانبها.

ز ـ ولضفادي ، في رجز الشاعر :

ومنهل ليس له حوازق

ولضفادي جمّه نقانق(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : ولضفادع.

ح ـ والثالي ، في رجز الشاعر :

يفديك يا زرع أبي وخالي

قد مرّ يومان وهذا الثّالي

__________________

ـ وجمهرة اللّغة لابن دريد ، مادّة : سعل ، ٣ / ٣٣ ؛ ولسان العرب ، مادّة : ثا. نسب ابن دريد وابن منظور البيت إلى علباء بن أرقم اليشكري.

(١) تفسير الطبري ، بتفسير آية (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ ...) من سورة يونس.

(٢) الكتاب لسيبويه ، باب : ما رخمت الشعراء في غير النداء اضطرارا ، ٢ / ٢٧٣ ؛ وجمهرة اللّغة ، مادّة ت رم ٢ / ١٣ ؛ وشرح المفصل لابن يعيش ، فصل : ومن أصناف المشترك إبدال الحروف ١٠ / ٢٤ ؛ ولسان العرب ، مادّة : ثعلب ورنب. نسب سيبويه البيت لرجل من بني يشكر ، ونسبه ابن دريد وابن منظور لأبي كاهل اليشكري.

(٣) الكتاب لسيبويه ، ٢ / ٢٧٣ ؛ وشرح المفصل لابن يعيش ، فصل : ومن أصناف المشترك ابدال الحروف ، ١٠ / ٢٤ ؛ ولسان العرب ، مادّة : ضفدع. نسب سيبويه البيت لرجل من بني يشكر ، وقال محقق الكتاب الشنتمري : هو مصنف ، لخلف الأحمر.

٢٢٤

وأنت بالهجران لا تبالي (١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : الثالث.

سادسا ـ قاعدة جواز تبديل السكون بالحركة :

١ ـ في علامات الإعراب ، وجاء ذلك :

أ ـ في شعر عنترة بن شداد ، لم تحرم ، في قوله :

يا شاة ما قنص لمن حلّت له

حرمت عليّ وليتها لم تحرم(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : لم تحرم.

ب ـ ولمّا نناضل ، في شعر أبي طالب :

كذبتم وبيت الله نبزي محمّدا

ولما نطاعن دونه ونناضل (٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : لما نناضل.

ج ـ وفضنّت ، زلت ، ذلت ، في شعر كثير عزّة :

وما كنت أدري قبل عزّة ما البكا

وما موجعات القلب حتّى تولّت

وما أنصفت أمّا النّساء فبغّضت

إلينا وأما بالنّوال فضنّت

وكنّا سلكنا في صعود من الهوى

فلما توافينا ثبت وزلّت

__________________

(١) شرح المفصل ، فصل : ومن أصناف المشترك إبدال الحروف ، ١٠ / ٢٨ ؛ ولسان العرب ، مادّة : ثلث. والبيت لم يسمّ قائله.

(٢) شرح شواهد المغني ، في الشاهد رقم ٢٦٨. وعنترة بن شدّاد العبسي ، شاعر جاهلي من الطبقة الاولى ، توفّي سنة ٢٢ ق ه.

(٣) شرح شواهد المغني ، في الشاهد رقم ١٩٧. وأبو طالب ، عبد المناف بن عبد المطلّب بن هاشم ، والد الإمام عليّ عليه‌السلام وعمّ النبيّ (ص) وكافله وناصره ومربّيه ، مولده ووفاته بمكّة. توفّي سنة ٣ ق ه.

٢٢٥

فوا عجبا للقلب كيف اعترافه

وللنّفس لما وطّنت كيف ذلّت(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : تولّت ، فضنّت ، زلّت ، ذلّت.

٢ ـ في بنية الكلمة ، وجاء ذلك :

أ ـ والجلدا ، في شعر عبد مناف الهذلي :

إذا تأوّب قامتا معه

ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : الجلدا.

ب ـ ولم يلده ، في شعر الشاعر :

ألا ربّ مولود وليس له أب

وذي ولد لم يلده أبوان(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : لم يلده.

ج ـ وزفراتها ، في شعر الشاعر :

علّ صروف الدّهر أو دولاتها

يدلنا اللّمة من لمّاتها (٤)

فتستريح النّفس من زفراتها

__________________

(١) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٦٢١. وأبو صخر ، كثير عزّة ، كثير بن عبد الرّحمن الخزاعي ، شاعر مشهور من أهل المدينة ، توفّي سنة ١٠٥ ه‍.

(٢) لسان العرب ، مادّة لعج ؛ ومعجم مقاييس اللّغة ، مادّة لعج ٥ / ٢٥٤ ؛ وجمهرة اللّغة ، مادّة : جعل ، ٢ / ١٠٣. وعبد مناف بن ربع الجربي ، من هذيل ، شاعر جاهلي نسبته إلى جريب وهو بطن من هذيل.

(٣) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ١٩٨. نسب السيوطي هذا البيت لرجل من أزد السراة ، وأزد السراة : حي في اليمن. وقيل هو لعمرو الجنبي.

(٤) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٢٤٦. قال السيوطي : أنشده الفراء ولم يعزه إلى أحد.

٢٢٦

وفي غير الموزون من الكلام يقال : زفراتها.

سابعا ـ قاعدة جواز مجيء الضمير المتصل بدل المنفصل وبالعكس :

أ ـ الضمير المنفصل بدل المتصل ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر الشاعر يزيدهم حبا إليّ هم ، في قوله :

لم ألق بعدهم حيّا فاخبرهم

إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : إلّا يزيدونهم حبّا إليّ.

٢ ـ وبلغت إيّاك ، في شعر حميد الأرقط :

أتتك عنس تقطع الأراكا

إليك حتّى بلغت إيّاكا(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : حتّى بلغتك.

٣ ـ وضمنت إيّاهم ، في شعر الفرزدق :

بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت

إيّاهم الأرض في دهر الدّهارير(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : ضمنتهم.

ب ـ الضمير المتصل بدل المنفصل ، وجاء ذلك :

في شعر الشاعر : إلّاك ديّار ، في قوله :

وما نبالي إذا ما كنت جارتنا

ألّا يجاورنا إلّاك ديّار(٤)

__________________

(١) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٥٠. ينسب البيت لزياد بن حمل بن سعد بن عميرة بن حريث. وقيل لزياد بن منقذ وهو أحد بلعدويّة من بني تميم. وقيل للمرّار بن منقذ. وفي الأغاني ينسب لبدر أخي المرار بن سعيد.

(٢) الكتاب لسيبويه ، باب ما يجوز في الشعر من (إيّا) ولا يجوز في الكلام ٢ / ٣٦٢.

(٣) شرح ابن عقيل ، النكرة والمعرفة ، الضمير ، الشاهد رقم ١٥ ؛ وخزانة الأدب ، الشاهد رقم ٣٨٦ ، ٥ / ٢٨٨.

(٤) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٦٨٠.

٢٢٧

وفي غير الموزون من الكلام يقال : إلّا إيّاك.

ثامنا ـ قاعدة جواز ردّ المحذوف :

وجاء ذلك :

أ ـ في شعر لبيد بن ربيعة ، وغدوا ، في قوله :

وما النّاس إلّا كالدّيار وأهلها

بها يوم حلوها وغدوا بلاقع (١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : غدا.

ب ـ وعلى ما ، في شرع حسان :

على ما قام يشتمني لئيم

كخنزير تمرّغ في رماد(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : على م.

ج ـ وترأياه ، في شعر سراقة البارقي :

أري عينيّ ما لم ترأياه

كلانا عالم بالتّرهات (٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : لم ترياه.

٦ ـ وما أرأى ، في شعر الشاعر :

__________________

ـ قال العيني : أنشده الفراء ولم يعزه لأحد.

(١) الصحاح للجوهري ، مادّة : غدا ، وشرح المفصل ، ٤ / ٦. وأبو عقيل وليد بن ربيعة بن مالك العامري ، أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. أدرك الإسلام (ت : ٤١ ه‍).

(٢) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٤٧٧ ؛ وشرح المفصل لابن يعيش ، مبحث الموصولات ، فصل من ، ٤ / ٩.

(٣) جمهرة اللّغة ، مادّة رأوى ، ١ / ١٧٦ ؛ ولسان العرب ، مادّة : رأى. وسراقة بن مرداس بن أسماء بن خالد البارقي الأزدي ، يماني الأصل (ت : ٧٩ ه‍).

٢٢٨

أحنّ إذا رأيت جبال نجد

وما أرأى إلى نجد سبيلا(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : ما أرى.

ه ـ وأ ترأينه ، في شعر الشاعر :

ألا تلك جارتنا بالغضى

تقول أترأينه لن يضيعا(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أترينه.

تاسعا ـ قاعدة جواز فكّ الادغام

وجاء ذلك :

أ ـ في شعر زهير بن أبي سلمى : ركك ، في قوله :

ثمّ استمرّوا وقالوا إنّ مشربكم

ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : ركّ.

ب ـ وألبب ، في شعر أنس بن مدركة الخثعمي :

عزمت على إقامة ذي صباح

لأمر ما يسوّد من يسود

إليكم ذوي آل النّبيّ تطلّعت

نوازع من قلبي ظماء وألبب(٤)

__________________

(١) لسان العرب ، مادّة : رأى. والبيت لم يسمّ قائله.

(٢) لسان العرب ، مادّة : رأى. والبيت لم يسمّ قائله.

(٣) العقد الفريد، كتاب الزّمردة الثانية في فصائل الشعر ومخارجه، باب: ما يجوز في الشعر ممّا لا يجوز في الكلام ٥/ ٣٥٥. وزهير بن أبي سلمى، ربيعة بن رياح المزني من مضر. حكيم الشعراء في الجاهلية (ت: ١٣ ق هـ).

(٤) شرح المفصل لابن يعيش ، مبحث اقحام المضاف ٣ / ١٢ ؛ ولسان العرب ، مادّة : لبب.

٢٢٩

وفي غير الموزون من الكلام يقال : وألبّ.

ج ـ وضننوا ، في شعر قعنب بن أم صاحب :

مهلا أعاذل قد جرّبت من خلقي

أنّي أجود لأقوام وإن ضننوا

(١) وفي غير الموزون من الكلام يقال : ضنّوا.

د ـ وألببه ، في شعر الشاعر :

قد علمت ذاك بنات ألببه (٢) وفي غير الموزون من الكلام يقال : ألبّه.

ه ـ الأجلل ، في شعر أبي النجم العجلي :

الحمد لله العليّ الأجلل

الواسع الفضل الوهوب المجزل(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : الأجلّ.

و ـ مودده ، في شعر الشاعر :

إنّ بنيّ للئام زهده

ما لي في صدورهم من مودده(٤)

__________________

ـ وأبو سفيان ، أنس بن مدركة بن كعب الأكلبي الخثعمي ، شاعر فارس من المعمرين ، كان سيّد خثعم في الجاهلية وفارسها (ت : ٣٥ ه‍).

(١) الكتاب لسيبويه ، باب : ما يحتمل الشعر ١ / ٢٩ ؛ وشرح المفصل ، مبحث اقحام المضاف ٣ / ١٢ ؛ ولسان العرب ، مادّة : ضنن. وقعنب بن ضمرة ، من بني عبد الله بن غطفان من شعراء العصر الأموي ، يقال له ابن امّ صاحب (ت : ٩٥ ه‍).

(٢) الكتاب لسيبويه ، باب : ما شذّ من المعتل على الأصل ٤ / ٤٣٠ ؛ ولسان العرب ، مادّة : لبب. والبيت لم يسمّ قائله.

(٣) خزانة الأدب ، في الشاهد رقم ١٤٨ ، ٢ / ٣٩٠ ، ولسان العرب ، مادّة جلل.

(٤) لسان العرب ، مادّة : ودد. والبيت لم يسمّ قائله.

٢٣٠

وفي غير الموزون من الكلام يقال : مودّة.

عاشرا ـ قاعدة جواز مخالفة القواعد النحوية :

أ ـ مجيء الرفع بدل النصب أو العكس ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر الشاعر أن تقرءان ، في قوله :

أن تقرءان على أسماء ويحكما

منّي السّلام وأن لا تشعرا أحدا(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أن تقرءا.

٢ ـ وعقعقان وبوم ، في شعر الشاعر :

إنّ من صاد عقعقا لمشوم

كيف من صاد عقعقان وبوم(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : عقعقين وبوما.

٣ ـ وأن سيقتل ، في شعر جرير :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا

أبشر بطول سلامة يا مربع(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أن سيقتل.

٤ ـ واسدا ، في شعر عمرو بن أبي ربيعة :

إذا اسودّ جنح الليل فلتأت ولتكن

خطاك خفافا إنّ حراسنا اسدا(٤)

__________________

(١) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٣٢. والبيت لم يسمّ قائله.

(٢) مغني اللبيب ، الباب الثامن ، القاعدة الحادية عشر ، الرقم ١٢٠٠. والبيت لم نقف على قائله.

(٣) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٣٤. وجرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي ، من تميم. أشعر أهل عصره ، ولد ومات في اليمامة ، وكان هجّاء مرّا ، لم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل (ت : ١١ ه‍).

(٤) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٤٤. ـ

٢٣١

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أسد.

ب ـ مجيء الرفع بدل الجزم ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر قيس بن زهير : ألم يأتيك في قوله :

ألم ياتيك والأنباء تنمي

بما لاقت لبون بني زياد(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : ألم يأتك.

٢ ـ ولم يوفون ، في شعر الشاعر :

لو لا فوارس من نعم وأسرتهم

يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : لم يوفوا.

ج ـ مجيء النصب بدل الجرّ ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر ربيع بن ضبع الفزاري مائتين عاما ، في قوله :

إذا عاش الفتى مائتين عاما

فقد ذهب اللّذاذة والفتاء(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : مائتي عام.

__________________

ـ وأبو عبد الله أو أبو الخطاب عمر بن أبي ربيعة ، المخزومي القرشي ، أرق شعراء عصره ، توفّي سنة ٩٣ ه‍.

(١) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ١٤٨. وقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي ، أمير عبس وداهيتها ، كان يلقب بقيس الرأي لجودة رأيه. وهو معدود في الأمراء والدهاة والخطباء والشعراء الجاهليين (ت : ١٠ ه‍).

(٢) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٤٣٢. والبيت لم يسمّ قائله.

(٣) الكتاب لسيبويه ، باب الصفة المشبهة بالفاعل في ما عملت فيه ١ / ٢٠٨ ؛ وشرح المفصل ، مبحث العدد ٦ / ٢١ ؛ ولسان العرب ، مادّة : فتا. وفي البيت شاهد على ردّ نون الرفع عند الإضافة. وربيع بن ضبع بن وهب الفزاري الذبياني ، شاعر جاهلي ، أدرك الإسلام.

٢٣٢

٢ ـ وأبا أباها ، في رجز الشاعر :

شالوا عليهنّ فشل علاها

واشدد بمثنا حقب حقواها

إنّ أباها وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : وأبا أبيها.

د ـ مجيء الجزم بدل النصب

، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر امرئ القيس أن يأتنا ، في قوله :

ما غدونا قال ولدان أهلنا

تعالوا إلى أنّ يأتنا الصّيد نحطب(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أن يأتينا.

٢ ـ وأن تعلم ، في شعر جميل بثينة :

احاذر أن تعلم بها فتردّها

فتتركها ثقلا عليّ كما هيا(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أن تعلم.

ه ـ مجيء الجرّ بدل الرفع والنصب :

١ ـ مجيء الجر بدل الرفع

، وجاء ذلك :

أ ـ في شعر امرئ القيس كبير أناس مزمّل في قوله :

كأنّ ثبيرا في عرانين وبله

كبير أناس في بجاد مزمّل(٤)

__________________

(١) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٤٧. قال السيوطي : قيل إنّ الرجز لرؤبة ، وعزاه الجوهري لأبي النجم.

(٢) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٣٠.

(٣) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٣١. وجميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي ، أبو عمرو ، شاعر من عشاق العرب. افتتن ببثينة وعرف بجميل بثينة. توفي سنة ٨٢ ه‍.

(٤) ديوان امرئ القيس ، من معلقته المشهورة ؛ وخزانة الأدب ، الشاهد رقم ٣٥٠ ، ٥ / ٩٨.

٢٣٣

وفي غير الموزون من الكلام يقال : كبير أناس مزمّل.

ب ـ وحالك اللون أسود ، في شعر دريد بن الصمّة :

فجئت إليه والرّماح تنوشه

كوقع الصّياصي في النّسيج الممدّد

فدافعت عنه الخيل حتّى تبدّدت

وحتّى علاني حالك اللّون أسود(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : حالك اللون أسود.

٢ ـ مجيء الجر بدل النصب ، وجاء ذلك :

أ ـ في شعر العجاج نسج العنكبوت المرمل ، في قوله :

كأنّ نسج العنكبوت المرمل

على ذرى قلامة المهدّل

سبوب كتّان بأيدي الغسّل (٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : نسج العنكبوت المرمل.

ب ـ وقطنا محلوج ، في شعر ذي الرمّة :

كأنّك ضربت قدام أعينها

قطنا بمستحصد الأوتار محلوج(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : قطنا محلوجا.

__________________

(١) خزانة الأدب ، في الشاهد رقم ٣٤٩ ، ٥ / ٩١. ودريد بن معاوية (الصمّة) بن الحارث الجشمي البكري ، من هوازن ، من الشعراء المعمرين في الجاهلية. أدرك الإسلام ولم يسلم (ت : ٨ ه‍).

(٢) الكتاب لسيبويه ، باب : مجرى النعت على المنعوت ١ / ٤٣٧ ؛ وخزانة الأدب للبغدادي ، في الشاهد رقم ٣٤٩ ، ٥ / ٨٨ و ٩٧.

(٣) خزانة الأدب ، في الشاهد رقم ٣٤٩ ، ٥ / ٩١ ؛ ولسان العرب ، مادّة : (حمش) وعجزه كذا : قطنا بمستحمش الأوتاد محلوج.

٢٣٤

ج ـ وذوي الحاجات كلّهم ، في شعر الشاعر :

يا صاح بلّغ ذوي الحاجات كلّهم

أن ليس وصل إذا انحلّت عرى الذّنب(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : بلّغ ذوي الحاجات كلّهم.

و ـ جعل اسم (كان) نكرة وخبرها معرفة ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر خداش بن زهير أظبي أم حمار كان امّك ، في قوله :

فإنّك لا تبالي بعد حول

أظبي كان امّك أم حمار(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أظبيا كان امّك أم حمارا.

٢ ـ وأسحر كان طبّك أم جنون ، في شعر أبي قيس بن الأسلت الأنصاري :

ألا من مبلغ حسّان عنّي

أسحر كان طبّك أم جنون(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أسحرا كان طبّك أم جنونا.

٣ ـ ويكون مزاجها عسل وماء ، في قول حسان بن ثابت :

كأنّ سبيئة من بيت رأس

يكون مزاجها عسل وماء(٤)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : يكون مزاجها عسلا وماء.

__________________

(١) مغني اللبيب ، الباب الثامن ، القاعدة الثانية ؛ وخزانة الأدب ، في الشاهد رقم ٤٥٩ ، ٥ / ٩٣. والبيت نسبه صاحب الخزانة لأبي الغريب الاعرابي وقال : أدرك الدولة الهاشمية.

(٢) الكتاب لسيبويه ، باب : الفعل الّذي يتعدى اسم الفاعل إلى اسم المفعول ١ / ٤٨ ؛ وشرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٨٠١. وخداش بن زهير العامري من بني عامر بن صعصعة ، شاعر جاهلي.

(٣) الكتاب لسيبويه ، ١ / ٤٩. وأبو قيس كان معاصرا لحسان بن ثابت.

(٤) نفس المصدر السابق.

٢٣٥

٤ ـ وأ سكران كان ابن المراغة ، في شعر الفرزدق :

أسكران كان ابن المراغة إذ هجا

تميما بجوف الشّام أم متساكر(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أسكرانا كان ابن المراغة أم هو متساكر.

ز ـ تصغير فعل التعجب واسم الإشارة ، وجاء ذلك :

في شعر العرجي يا ما أميلح ، هؤليّائكنّ ، في قوله :

يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا

من هؤليّائكنّ الضّال والسّمر(٢)

وفي غير الموزون من الكلام لا يصغر فعل التعجب ولا اسم الإشارة.

ح ـ الحاق نون التأكيد بالفعل الماضي واسم الفاعل ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر الشاعر أقائلنّ ، في قوله :

ولا يرى ما لا له معدودا

أقائلنّ أعجلوا الشّهودا(٣)

وفي غير الموزون من الكلام لا تلحق نون التأكيد باسم الفاعل.

٢ ـ ودامنّ ، في شعر الشاعر :

دامنّ سعدك رحمت متيما

لولاك لم يك للصّبابة جانحا(٤)

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٨٥٤. والعرجي ، عبد الله بن عمر بن عمر بن عثمان بن عفان الأموي ، شاعر غزلي ، ينحو نحو عمر بن أبي ربيعة ، سجنه والي مكّة محمّد بن هشام وتوفّي في السجن (ت : ١٢٠ ه‍).

(٣) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٥٤٥. قال السيوطي : قال السكري : قاله رجل من هذيل.

(٤) شرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٥٤٨. والبيت لم يسمّ قائله.

٢٣٦

وفي غير الموزون من الكلام لا تلحق نون التأكيد بالفعل الماضي.

ط ـ الحاق نون التنوين بالاسم المفرد المنادى ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر الأحوص يا مطر ، في قوله :

سلام الله يا مطر عليها

وليس عليك يا مطر السّلام(١)

وفي غير الموزون من الكلام لا تلحق التنوين اسم المفرد المنادى.

٢ ـ ويا عديا ، في شعر عديّ بن ربيعة :

ضربت صدرها إليّ وقالت

يا عديا لقد وقتك الأواقي(٢)

وفي غير الموزون من الكلام لا تلحق التنوين اسم المفرد المنادى.

ي ـ تنوين الاسم غير المنصرف ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر النابغة الذبياني قصائد ، في قوله :

فلنأتينك قصائد ولتركبن

جيش إليك قوادم الأكوار(٣)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : قصائد.

٢ ـ ودمشقا في قول الشاعر :

__________________

(١) الكتاب لسيبويه ، باب : ما ينتصب على المدح والتعظيم أو الشتم ، ٢ / ٢٠٢ ؛ وشرح شواهد المغني ، الشاهد رقم ٥٥٥. وأبو عاصم ، عبد الله بن محمّد بن عاصم الأنصاري الأوسي من بني ضبيعة ، شاعر هجاء من شعراء الدولة الأموية ، من أهل المدينة (ت : ١٠٥ ه‍).

(٢) شرح الألفية للسيوطي ، النداء ، الشاهد رقم ٢٩٢. وأبو ليلى ، عدي بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من تغلب ، المهلهل من أبطال العرب في الجاهلية من أهل نجد ، وهو خال امرئ القيس ، توفّي سنة ١٠٠ ه‍.

(٣) ديوان النابغة الذبياني ، حرف الراء ، ص ٢٥٩ ؛ والكتاب لسيبويه ، باب : ما يكون ما قبل المحذوف ٣ / ٥١١.

٢٣٧

ثمّ نادي إذا دخلت دمشقا

يا يزيد بن خالد بن يزيد(١)

وفي غير الموزون من الكلام يقال ٦ دمشق.

٣ ـ وأحاد ، في قول أبي الطيب المتنبي :

أحاد أم سداس في أحاد

لييلتنا المنوطة بالتّناد(٢)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أحاد.

ك ـ مجيء أبيض وأسود بمعنى أفعل التفضيل ، وجاء ذلك :

١ ـ في شعر الراجز ، أبيض ، في قوله :

أبيض من أخت بني أباض (٣) وفي غير الموزون من الكلام يقال : أشدّ بياضا.

٢ ـ وأسود ، في قول المتنبي :

أبعد بعدت بياضا لا بياض له

لأنت أسود في عيني من الظّلم(٤)

وفي غير الموزون من الكلام يقال : أشدّ سوادا.

عود على بدء :

بعد ذكر ما تقدّم نعود إلى كتاب الله الحكيم ، ونورد أمثلة من مراعاة الوزن اللفظي في بعض آياته ، مثل قوله تعالى :

__________________

(١) الأغاني ، أخبار موسى شهوات ونسبه ٣ / ٣٥٤ ؛ والقرطبي ، تفسير سورة يوسف ٩ / ٢٥٧.

(٢) كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري ، الباب العاشر ، الفصل الأوّل ، ص ٤٥٦.

(٣) لسان العرب ، مادّة : بيض. والرجز لرؤبة بن العجاج.

(٤) مغني اللبيب لابن هشام ، الباب الخامس ، الجهة الثانية ، الشاهد رقم ٩٤٣.

٢٣٨

أ ـ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ). (التين / ١ ـ ٤)

ب ـ (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما ...).(طه / ٦٣)

في المورد الأوّل قال ـ سبحانه وتعالى ـ : (وَطُورِ سِينِينَ) بدل (وطور سيناء) مراعاة للوزن ، وليس مراعاة للسّجع ، فإن قوله ـ تعالى ـ : (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) ليس فيه مراعاة للسجع.

وفي المورد الثاني قال ـ عزّ اسمه ـ : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) بدل (هذين) مراعاة للوزن.

وفي الموردين لا يلتبس الأمر على أحد ، ولا حاجة فيهما لمراعاة قواعد اللّغة العربية الّتي وضعت للكلام غير الموزون ، كي نختلق بسببها قراءة مخالفة للنصّ القرآني الّذي أوحى الله به إلى رسوله (ص).

٢٣٩

سادسا ـ اجتهاد القرّاء وتبديلهم النصّ القرآني بغيره استنادا إلى ما سبق ذكره

في النصف الثاني من القرن الأوّل الهجري اجتهد القرّاء ، واعتمدوا الروايات والاجتهادات اللّاتي أوردناها سابقا ، واختلقوا القراءات المختلفة وأسّسوا بذلك علم القراءات ، فقد كان العلماء يروون يومئذ في ما يروون ما خلاصته :

أ ـ انّ الرسول (ص) ناجى ربّه وطلب منه : أن يخفف عن أمتّه في قراءة النصّ القرآني فأذن لهم أن يقرءوا بسبعة أحرف ، أي : يبدلوا كلامه المجيد بما شاءوا كما شاءوا ، وان لهم أن يبدلوا ما جاء من أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم بعضه ببعض الآخر بشرط أن لا يتبدل معنى آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة ، وأنّ للنّاس كل النّاس أن يبدلوا ما جاء في آية ـ مثلا ـ (عزيز حكيم) ب (سميع بصير).

ب ـ أنّ الصحابة بدلوا النصوص القرآنية بما رأوه موافقا لقواعد العربية أو بنصوص اخرى استحسنوها ، وفق اجتهادهم.

ج ـ ان الخليفة عثمان قال : في المصحف لحن ستقيمه العرب بألسنتها ، وظنّوا أنّه أراد أنّ في رسم الخط خطأ ستقيمه العرب بألسنتها ، وكما جرى ذلك إلى يومنا هذا ، وقرءوا النصّ المكتوب لحنا صحيحا ، ولم ينتبهوا إلى أنّ الرواية قد تكون مختلقة ومفتراة من قبل الزنادقة.

وبسبب ما ذكرناه قامت جماعة من اولئك العلماء بتبديل النصّ القرآني وفق اجتهادهم الخاص اقتداء منهم بما رووا عن الصحابة ، وأخذوا بتلك الروايات ، أي : أنّهم استقوا في عملهم من معينين :

٢٤٠