القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ١

السيد مرتضى العسكري

القرآن الكريم وروايات المدرستين - ج ١

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المجمع العلمي الإسلامي
المطبعة: شفق
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-5841-09-7

الصفحات: ٣٣٥

(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ) (الأحزاب / ٣٤).

٤ ـ ومنها قوله تعالى في سورة القصص / ٥٩ :

(وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا) وقوله تعالى في سورة الزمر في حكاية خطاب الملائكة لأهل جهنم :

(وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) (الآية / ٧١).

٥ ـ وقوله تعالى في سورة آل عمران / ١١٣ :

(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ) والمعنى في الآية الأولى :

ما ننسخ من حكم في فصل من كتاب الله أو ننسه نأت بخير منه أو بمثله.

وفي الآية الثانية :

وإذا بدّلنا حكما في فصل أو فصول من كتاب الله بحكم آخر في فصل أو فصول من كتاب الله.

وفي الآية الثالثة :

واذكرن يا أزواج النبيّ (ص) ما يتلى في بيوتكن من أحكام الله اللاتي جاءت في فصول كتاب الله.

وفي الآية الرابعة :

حتّى يبعث الله في أمّ القرى رسولا يتلو على أهلها أحكام الله في فصول كتاب الله.

٢٨١

وفي الآية الخامسة :

ليس أهل الكتاب متساوين في أمر الدين ، منهم أمّة مستقيمة يتلون أحكاما من فصول كتاب الله.

ثانيا ـ وجدنا من أمثلة القسم الثاني ، قوله تعالى في سورة يوسف :

(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ)

وقوله تعالى في سورة الرعد / ١ :

(المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...).

وكذلك جاء نظيرها في أول يونس والنمل ، والثانية من الشعراء والقصص ولقمان.

إنّ هذه الآيات ونظائرها تشير إلى الآيات الّتي تشخص في كلّ سورة بالعدد ، ويقال مثلا : سورة الحمد سبع آيات ، كما جاء في حديث الرسول (ص) (١).

والآية بهذا المعنى لم ترد في القرآن الكريم بغير لفظ الجمع ، وقد قصد من (الآية) هنا ألفاظ الجملة القرآنية دون معناها.

ونضيف إلى ما سبق ما جاء في مادة الآية من معجم الفاظ القرآن الكريم قولهم.

وسمّيت معجزات الأنبياء (آية) ، لأنّها علامة على صدقهم وعلى قدرة الله.

ونقول : إنّ منها قوله ـ تعالى ـ في حكاية قول صالح لقومه.

(هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) (الأعراف / ٧٣) ، و (هود / ٦٤).

وقوله تعالى في سورة النمل / ١٢ في خطابه لموسى بن عمران حين أرسله إلى فرعون وقومه :

__________________

(١) سيأتي نصّ الحديث وسنده في بحث البسملة إن شاء الله تعالى. وراجع أيضا مادة (الآية) في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث.

٢٨٢

(وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ)

وبناء على ما بيّناه فلفظ (آية) مشترك بين ثلاثة معان في المصطلح الاسلامي مضافا إلى معانيها في اللغة العربية.

وقد استعملت (الآية) بكثرة في معانيها اللغويّة والاصطلاحيّة جميعا في القرآن الكريم.

ولا بدّ لنا في تشخيص المعنى المقصود أن نعمل بما قرره العلماء في علم أصول الفقه من أنّ اللفظ المشترك إذا جاء في الكلام لا بدّ أن تدلّ قرينة على المعنى المقصود منه.

وعليه ينبغي لفهم المراد مما جاء من مادة (الآية) في القرآن ، أن نبحث عن القرينة الدالة على المعنى المقصود في التعبير القرآني.

الخلاصة :

السورة في المصطلح القرآني جزء من القرآن يفتتح بالبسملة عدا سورة براءة ، كما يأتي بيانه في بحث البسملة من المجلد الثاني ـ إن شاء الله تعالى ـ ويشتمل على آيات تميّز بالترقيم ، ونرى أن الله قد سمّى كل سورة باسم واحد. وما اشتهر لها أكثر من اسم واحد مثل سورة الإسراء وسورة بني إسرائيل ينبغي أن يبحث في السنّة النبوية عن اسمها في المصطلح القرآني.

(الآية) في اللغة : العلامة الواضحة على شيء محسوس أو الأمارة الدالة على شيء معقول.

وفي المصطلح الإسلامي قد تكون (الآية) : معجزة من معاجز الأنبياء أو جملة من ألفاظ سورة قرآنية معينة بالعدد أو فصلا أو فصولا من كتب الله تبيّن حكما من أحكام شريعته.

ولا نقول : إنّ معنى الآية في المصطلح الإسلامي ينحصر بما ذكرناه ، بل

٢٨٣

نقول : هذا ما عرفناه من معاني الآية إلى اليوم ، ولعلّ البحث يعرّفنا بعد اليوم غيرها من معاني الآية في المصطلح الإسلامي.

إذا لفظ الآية مشترك في المصطلح الإسلامي بين عدّة معان ، ولا يستعمل اللفظ المشترك في الكلام دونما قرينة تعين المعنى المقصود.

ويأتي تمام بحث الآية في بحث النسخ من المجلد الثاني من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى.

٢٨٤

رابعا ـ الجزء والحزب :

قسّم المسلمون القرآن إلى ثلاثين قسما وكل قسم سمّوه جزءا (١) ، والجزء إلى أربعة أحزاب ، وهما من مصطلح المسلمين ، لعدم استعمالهما بهذا المعنى في الكتاب والسنّة.

__________________

(١) روي أنّ تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا كان في عصر الحجّاج.

٢٨٥

خامسا ـ التلاوة والقراءة :

أ ـ التلاوة :

يقال : تلا الكتاب تلاوة : إذا تلفظ بكلمات كتاب يجب اتباعه مثل التوراة والإنجيل والقرآن مع تدبر معاني جملاته.

ولا يقال : تلوت كتابك في ما لا يجب اتباعه ، وبهذا المعنى جاء في قوله تعالى :

١ ـ في سورة الكهف / ٢٧ :

(وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ ...).

٢ ـ في سورة العنكبوت / ٥١ :

(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ)

جاء في سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري عند ذكرهما خبر دعوة الرسول (ص) في موسم الحج رهطا من الخزرج قالا :

(فدعاهم الى الله ـ عزوجل ـ وعرض عليهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن) (١).

__________________

(١) سيرة ابن هشام ط. الحجازي بالقاهرة ٢ / ٣٨. وتاريخ الطبري ط. مصر ٢ / ٣٥٣.

٢٨٦

ب ـ القراءة والإقراء :

١ ـ في اللغة :

قرأ الكتاب قراءة وقرآنا تتبع كلماته نظرا ونطق بها (١).

٢ ـ في المصطلح الإسلامي :

لمعرفة معنى القراءة والاقراء في المصطلح الإسلامي نتدبر ما جاء من هذه المادة في القرآن الكريم وسنّة الرسول (ص).

أمّا القرآن فقد قال الله سبحانه :

أ ـ في سورة العلق :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

ب ـ في سورة القيامة :

(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)

ج ـ في سورة الاعلى :

(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)

د ـ في سورة الفرقان :

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً)

ه ـ في سورة الاسراء :

(وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ ...).

و ـ في سورة النحل / ٤٤ :

(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)

__________________

(١) المعجم الوسيط ، مادة : قرأ.

٢٨٧

ج ـ جمعه في كلام الرسول (ص).

د ـ جمعه حفظا في صدور من حفظه من الصحابة.

ه ـ جمعه كتبا في ما كتبه الصحابة في مصاحفهم.

وفي السنّة :

أ ـ نقرأ في أخبار سيرة الرسول (ص) عند ما آمن به من دعاهم من الخزرج في موسم الحج ما رواه ابن هشام :

فلما انصرف عنه (ص) القوم بعث رسول الله (ص) معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي ، وأمره أن يقرئهم القرآن ، ويعلّمهم الاسلام ، ويفقّههم في الدين ، فكان يسمى بالمدينة المقرئ (١).

ب ـ نقرأ عن سيرة الرسول في إقرائه القرآن لأصحابه ما رواه أحمد وغيره واللفظ لأحمد.

قال : كانوا ـ أي الصحابة ـ يقترءون من رسول الله عشر آيات عشر آيات ، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل (٢).

تفسير الآيات :

في سورة العلق أمر الله نبيه أن يقرأ وفي سورة القيامة بين كيفية القراءة والإقراء وقال : ـ جلّ اسمه ـ لا تعجل في القراءة ان علينا جمعه ، أي : إن على الله جمع القرآن بكل ما للجمع من معنى أي جمع لفظ القرآن ومعناه.

أ ـ جمعه في كلام جبرائيل للرسول (ص).

ب ـ جمعه في صدر الرسول (ص).

__________________

(١) سيرة ابن هشام ط. القاهرة ٢ / ٧٦.

(٢) مسند احمد ٥ / ٤١٠.

٢٨٨

و ـ جمعه حفظا في صدور بعض المسلمين.

ز ـ جمعه كتبا في ما يكتبه البشر وتسجيلا على وسائل التسجيل في من سجله من البشر على الأشرطة إلى يوم الدين.

كل ذلك جمع للقرآن من قبل الله ـ تبارك وتعالى ـ وتحقيق لوعده ، وذلك بقاعدة (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (الانفال / ١٧).

ويفهم من قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) أنه ـ تبارك وتعالى ـ علّم رسوله معاني القرآن مع تعليمه تلاوة الفاظه. إذا فإن إقراء الله نبيه في قوله تعالى (سَنُقْرِئُكَ ...) كان بتعليمه تلاوة لفظ القرآن مع تعليمه معنى اللفظ في ما احتاج فهم معنى اللفظ إلى تعليم الله إيّاه (١). وتعليم معاني آي القرآن الكريم بما فيها آيات الاحكام كان بحاجة الى سعة في الوقت لاستيعاب المعنى ، فكان من الحكمة ان ينزل القرآن متدرّجا ، وليعلّم الرسول (ص) المؤمنين كذلك تلاوة الفاظ القرآن مع ما تلقاه ـ ايضا ـ عن طريق الوحي من معاني الآيات متدرّجا ليستوعبوها ومن أجل ذلك لم ينزل الله القرآن مرّة واحدة ، بل أنزله على مكث ، ليثبت به فؤاد الرسول (ص) اوّلا ثم يقرئ الرسول (ص) المؤمنين على مكث ، إذا فإن معنى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) نعلّمك تلاوة ولفظ القرآن مع بيان معناه وإنك لا تنسى ما علمناك من لفظ القرآن وبيان معانيه ، وكذلك فعل الرسول (ص) في تعليم القرآن للصحابة فإنه (ص) كان يقرئ أصحابه عشر آيات عشر آيات على مكث يعلمهم في كل مرّة تلاوة ألفاظ الآيات العشر مع تعليمهم ما فيه من العلم والعمل.

وكان الاصحاب الذين تعلّموا لفظ القرآن ومعناه من الرسول على مكث يعلّمون الآخرين تلاوة اللفظ والمعنى معا وكذلك كان الجميع يتقارءون القرآن

__________________

(١) مرّ بنا في بحث (النظام الّذي سنّه النبي (ص) في إقراء القرآن) انّ النبي (ص) كان يتلقى عن طريق الوحي ما كان يعلم الناس.

٢٨٩

على عهد الرسول (ص) مثل النفر الذين سمّوا بالقرّاء من أصحاب الرسول (ص) الذين بعث منهم سبعين شخصا لتعليم القرآن ، فاستشهدوا في بئر معونة.

وكان رسول الله (ص) عند ما ينتخب الأقرأ من أصحابه ، ليوليه على المسلمين مهما استطاع الى ذلك سبيلا ينتخب الاكثر علما بتلاوة لفظ القرآن مع فهم معناه.

ومن جملة ذلك انه (ص) بعث مع الأنصار بعد ما بايعوه في العقبة بمنى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ، وأمره أن يقرئهم القرآن ، ويعلمهم الاسلام ، ويفقههم في الدين ، فكان يسمى مصعب بالمدينة المقرئ (١).

وكذلك كان يفعل الصحابي الفقيه ابن مسعود الذي عيّنه عمر بن الخطاب ، ليعلم أهل الكوفة القرآن في مسجد الكوفة عند ما كان يقرئ القرآن فانه لم يكن معلّم كتاتيب يعلّم الأطفال تلاوة الفاظ القرآن ، بل كان مقرئا يعلم طلاب علوم القرآن تلاوة لفظ القرآن مع بيان معانيه.

وبناء على ذلك كان معنى الاقراء على عهد الرسول الى سنوات قليلة من بعده تعليم تلاوة اللفظ مع تعليم معناه.

والمقرئ من يعلم تلاوة لفظ القرآن مع تعليم معنى اللفظ والقارئ وجمعه القرّاء من تعلّم تلاوة لفظ القرآن مع تعلّم معنى اللفظ.

وقد قال الراغب في مادة (قرأ) من مفردات القرآن (كل اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كل واحد منهما اذا انفرد كالمائدة للخوان وللطعام ، ثم قد يسمّى كل واحد منهما بانفراده به) وكذلك جرى الأمر في استعمال مادّة الإقراء فإنه كان في عصر الرسول (ص) يستعمل في المعنيين تعليم تلاوة اللفظ وتعليم معنى اللفظ وأصبح بعد انتشار تعلم القرآن يستعمل الإقراء في أحد المعنيين وهو

__________________

(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٤٢.

٢٩٠

تعليم معنى الآيات التي تحتاج الى تفسير ومن تلك الموارد ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس أنه قال :

كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجّها ... الحديث (١).

وإذا علمنا أن إسلام عبد الرحمن بن عوف كان في السنة الثالثة من البعثة حسب ما يذكر ابن هشام من أخبار السابقين الى الإسلام من المهاجرين (٢).

وانّ آخر حجة حجّها عمر كانت سنة ٢٣ ه‍ وقتل في الشهر نفسه قتل في المدينة ، عرفنا أن المدّة بين الزمانين أكثر من اثنتين وثلاثين سنة ولم يكن كبراء المهاجرين أمثال عبد الرحمن بن عوف أطفال كتاتيب ليقرئهم ابن عباس تلاوة ألفاظ القرآن وإنما كان يعلّمهم تفسير القرآن.

ما يؤيّد انّ الصحابة كانوا يعنون بتعلّم معنى القرآن :

سيأتي في أخبار القرآن في عصر الخليفة عمر أنه كان يسأله عن معاني القرآن وأنه كان يقول في حقّه (نعم ترجمان القرآن عبد الله ابن عباس).

وكيف روّض الخليفة عمر كبار الصحابة أن يقترءوا القرآن من ابن عباس وكان الذين يفتون في عصر عمر هم الذين يقرءون القرآن ، أي لهم حق تعليم معنى القرآن كما سندرسه ـ باذنه تعالى ـ بعد إيراد أخبار وروايات في شأن القرآن في ما يأتي.

__________________

(١) صحيح البخاري ٤ / ١١٩ باب رجم الحبلى من كتاب الزنا إذا احصنت.

(٢) ذكر ابن هشام إسلام عبد الرحمن بن عوف وآخرين من المهاجرين قبل مباداة رسول الله (ص) قومة في السنة الثالثة من البعثة راجع سيرة ابن هشام ط. الحلبي بمصر سنة ١٣٥٥ ه‍ ١ / ٢٦٨.

٢٩١

أخبار وروايات في شأن القرآن :

١ ـ عند ما حضر الرسول (ص) :

في صحيح البخاري وغيره بسندهم الى ابن عباس أنه قال : (لما حضر النبي (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال : هلم أكتب كتابا لكم لن تضلوا بعده ، قال عمر : أن النبي (ص) غلبه الوجع ، وعندكم كتاب الله واختلف أهل البيت ، واختصموا ، فمنهم من يقول ما قال عمر.

فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع).

وفي لفظ بعض الروايات وما شأنه أهجر (١).

٢ ـ في أول عهد أبي بكر :

روى الذهبي أن الخليفة أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم ، وقال في ما حدثهم : «... فلا تحدثوا عن رسول الله (ص) شيئا فمن سألكم ، قولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلوا حلاله ، وحرموا حرامه» (٢).

٣ ـ على عهد عمر :

روى الطبري في سيرة عمر وقال : كان عمر إذا استعمل العمّال خرج معهم يشيعهم فيقول : جرّدوا القرآن وأقلّوا الرواية عن محمد (ص) وأنا شريككم) (٣).

٤ ـ خبر صبيغ بن عسل :

كان صبيغ بن عسل يذهب إلى الأجناد أي البلاد التي يسكنها جنود المسلمين مثل البصرة والكوفة والإسكندرية وكان من ضمن اولئك الجنود

__________________

(١) راجع مصادر الخبر في عبد الله بن سبأ ، الجزء الأول ، بحث : السقيفة ط. السادسة ص ٩٧.

(٢) بترجمة أبي بكر من تذكرة الحفاظ للذهبي ، ١ / ٢٢ ـ ٢٣.

(٣) تاريخ الطبري ، طبعة مصر سنة ١٩٦٣ ، ٤ / ٢٠٤ ، وطبعة أوربا ١ / ٢٧٤١.

٢٩٢

صحابة الرسول (ص) الذين أخذوا من الرسول تفسير القرآن فيسأل منهم عن معاني آي القرآن الكريم فأخبر الخليفة عمر بذلك فجلبه إلى المدينة وأحضر له عراجين النخل وضرب بها رأسه حتى أدماه وفي المرة الثانية ضرب بها على ظهره حتى ترك ظهره دبرة أي على ظهره مثل قرحة الدوابّ ، ثم تركه حتى برئ وأعاد ضربه ثالثة ثم نفاه إلى البصرة وحرمه عطاءه ونهى عن مجالسته فكان إذا حضر مجلسا في المسجد تفرقوا عنه وبقي كذلك حتى تشفع له الوالي أبو موسى عند الخليفة فرفع العقاب عنه (١).

***

وبناء على ما ذكرنا حصر الخليفة عمر تعليم معنى القرآن بعدد معدود ، منهم ابن عباس ومنع الآخرين من البحث عن معاني القرآن ، وأمرهم بالاقتصار على تلاوة ـ لفظ ـ القرآن ، وأنتج ذلك تبدّل معنى القراءة والإقراء كالآتي بيانه باذنه تعالى.

تبدل معنى القراءة والاقراء في مصطلح المسلمين :

مر بنا آنفا أن الرسول (ص) كان يتلقى عن طريق الوحي تلاوة لفظ القرآن ويتعلّم معناه في ما يحتاج معناه الى تعلّم من جبرائيل : مثل آيات الاحكام في الوضوء والتيمم وركعات الصلاة وأذكارها وما شابهها وذلكم معنى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) (الاعلى / ٦).

وكان الرسول ـ أيضا ـ كذلك يفعل في إقرائه القرآن للصحابة ويسمى عندئذ من تعلم شيئا كثيرا من تلاوة لفظ القرآن مع تعلّم معناه بالقارئ وإذا قام القارى بإقراء الآخرين يسمى بالمقرئ.

__________________

(١) ترجمته بمصورة مخطوطة ابن عساكر (٨ / ١ / ١١٦ أ ـ ١١٨ أ) ؛ وسنن الدارمي ١ / ٥٤ ، ٥٥ ـ ٥٦ ؛ وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٣١ ـ ٢٣٢ ؛ وتفسير الدر المنثور ٦ / ١١١ ؛ وتفسير القرطبي ١٧ / ٢٩ ؛ والاكمال لابن ماكولا ٥ / ٢٢١. واخترنا لفظ ابن عساكر في المتن.

٢٩٣

وبناء على ذلك كانت القراءة في عصر الرسول (ص) بمعنى تعلم تلاوة القرآن مع تعلم معناه والإقراء تعليم تلاوة لفظ القرآن مع تعليم معنى اللفظ الذي يحتاج الى تعلّمه.

وكان لمعنى مادة القراءة والإقراء في عصر الرسول (ص) جزءان :

أ ـ تعلم تلاوة اللفظ وتعليمها.

ب ـ تعلم معنى اللفظ وتعليمه.

إذا فإن القراءة والإقراء كان في المصطلح الإسلامي في عصر الرسول (ص) بمعنى تعلم لفظ القرآن وتعلم معناه وتعليمهما معا.

وبهذا المعنى استعمل في قوله تعالى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)

وأيضا استعمل في القرآن الكريم في معناه اللغوي أحيانا في مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة المزمل / ٢٠ : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) وقوله تعالى في سورة الحاقّة / ١٩ : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ).

كما أن لفظ الصلاة استعمل في المصطلح الإسلامي بمعنى الصلاة الّتي تقرأ سورة الفاتحة في الركعتين الأوليين منها.

وبهذا المعنى استعمل في قوله ـ تعالى ـ في سورة البقرة / ٢٣٨ :

(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى).

كما استعمل ـ أيضا ـ في معناه اللغوي في مثل قوله تغالى في سورة النور (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) (الآية / ٤١).

واستعملت القراءة والاقراء بعد عصر الرسول (ص) غالبا في المعنى الاصطلاحي ، وأحيانا استعمل في أحد جزأي المعنى الاصطلاحي وهو تعليم معنى القرآن أي تعليم تفسير القرآن.

٢٩٤

وقد قال الراغب في مادة (قرأ) من مفردات القرآن :

(كل اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كل واحد منه إذا انفرد كالمائدة للخوان وللطعام ، ثم قد يسمى كل واحد منهما بانفراده به).

ونرى أن ما جاء في صحيح البخاري أن ابن عباس كان يقرئ في منى في آخر سنة من خلافة عمر كبار الصحابة أمثال عبد الرحمن بن عوف القرآن جاء بمعنى اقراءهم معنى الآيات أي أنه كان يقرئهم تفسير القرآن.

وكان المسلمون صحابة وتابعين يعنون بتعلّم معاني القرآن بعد تعلّم تلاوته يسافرون من بلد الى بلد في سبيل ذلك كما فعل ذلك صبيغ بن عسل التميمي وأخذ يسافر من بلد فيه جند من اجناد المسلمين الى بلد آخر ، ويسأل من صحابة الرسول بيان الرسول (ص) حول الآيات ، وكانت الصحابة يومذاك في أجناد المسلمين.

كان صبيغ يحاول أن يتعلم منهم ويقترئ عليهم ما خفي عليه من معاني القرآن وكذلك كان يفعل المهاجرون الأولون أمثال عبد الرحمن بن عوف حين كان يقرئهم ابن عباس في منى في آخر حجة حجّها عمر ، أي : في شهر ذي الحجة سنة ٢٣ للهجرة ، فإنّ المهاجرين الأولين الذين كانوا قد أسلموا بمكة ، ومضى على إسلامهم اكثر من ربع قرن لم يكونوا أطفال كتاتيب يحتاجون الى تعلّم تلاوة القرآن أضف اليه إنا رأينا الخليفة عمر يسأله عن تفسير القرآن بمحضر الصحابة.

وبذلك كان قد رشحه لتعليم تفسير القرآن كما سيأتي في بحث من تاريخ القرآن على عهد الخليفة عمر.

وكذلك نفسّر ما جاء من مادّة (قرأ) في حديث الخليفة عمر في الشهر نفسه في آخر خطبة جمعة خطبها في مسجد الرسول قبل أن يطعن.

وكذلك نفسّر ما جاء عن أئمة أهل البيت (ع) أن المهدي إذا ظهر يأمر

٢٩٥

بتعليم القرآن في مسجد الكوفة وسيأتي بيان كل ذلك كلّ في بابه من البحوث الآتية ان شاء الله تعالى.

في مصطلح المسلمين :

وبناء على ما ذكرنا آنفا فإن مادّة القراءة في المصطلح الإسلامي كانت تدل على تعلّم لفظ القرآن مع تعلّم معناه واستعمل في عصر الصحابة في المدينة بمعنى تعلم المعنى كما يظهر ذلك من كلام ابن عبّاس. ولمّا أمر الخليفة عمر بتجريد القرآن عن بيان الرسول (ص) ونهى عن السؤال عن معانيه ، ونكّل بمن سأل عنه ونسخ الخليفة عثمان القرآن في مصاحف مجرّدا عن حديث الرسول (ص) ووزعها في بلاد المسلمين وحرّق ما عداها انتشرت القراءة المجرّدة للقرآن.

وفي أخريات القرن الأول الهجري قام علماء العربية بتحريف القرآن وسمّوا كل تحريف (قراءة) وسمّوا كل من يعلّم تلك التحريفات المقرئ وسمّوا بعضهم المقرئ الكبير وسمّوا الذي تعلّم تلك التحريفات القارئ وجمعه القراء أي الذي يقرأ القرآن بتلك التحريفات.

واستمر الأمر على ذلك قرونا حتى نسي معنى القراءة والاقراء في المصطلح الإسلامي الذي كان تعلّم اللفظ والمعنى معا.

ونتيجة لتبدل معنى القراءة والإقراء في محاوراتهم فسّروا ما جاء منها في الكتاب والسنّة ومحاورات الصحابة بالمعنى المتداول عندهم ، أي : قراءة القراءات المختلفة كما سندرسها في بحث القراءات إن شاء الله تعالى.

نتيجة البحث :

يقال : تلا الكتاب لكتاب يجب العمل به مثل كتب الله المنزلة على رسله.

ويقال في لغة العرب : قرأ الكتاب قراءة اذا تتبع كلماته نظرا ونطق بها.

٢٩٦

وفي المصطلح الاسلامي :

يقال قرأ القرآن واقترأه فهو قارئ اذا تعلّم تلاوة لفظ القرآن مع بيان معانيه ومعنى اقرأه ويقرئه : علّم تلاوة لفظه مع تعليم معناه فهو عندئذ : مقرئ.

ولمّا رفع الخلفاء الثلاثة شعار جردوا القرآن من حديث الرسول ، وكتبوا نسخة من القرآن مجرّدا عن حديث الرسول (ص) ، ونسخوا عليها نسخا ، ووزعوها في بلاد المسلمين ، وأحرقوا مصاحف الصحابة الّتي كان أصحابها قد دونوا فيها لفظ القرآن مع ما أخذوا من الرسول (ص) في بيان معاني آياته انتشر بين المسلمين نسخ القرآن بدون بيان الرسول (ص).

وبعد ذلك التاريخ سمّي القرآن المجرّد عن بيان الرسول (ص) بالمصحف.

إذا فالمصحف قبل إحراق المصاحف كان اسما للقرآن الذي كتب معه شيء من بيان الرسول (ص) وبعد احراق المصاحف أصبح اسما للقرآن دون بيان الرسول (ص).

وبعد أن أصدر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في عام ١٤٣ ه‍ أمرا بتدوين العلوم وبدأ العلماء يدونون النص القرآني مع بيان معانيه سميت تلك المدونات بالتفسير وبقي اسم القرآن المجرّد عن بيان معاني الآيات بالمصحف ، واشتهرت هذه التسمية على عهد الخلفاء العثمانيين بحيث أصبح القرآن والمصحف بعد ذلك كالإنسان والبشر لفظين مترادفين لمعنى واحد.

هذا ما كان من شأن تحول اسم المصحف منذ صدر الاسلام الى عصرنا الحاضر. وكذلك تبدل معنى القراءة والاقراء ممّا كان عليه في صدر الإسلام كالآتي بيانه :

بينا كان معنى القراءة والإقراء درس القرآن على المقرئ وتعلّم اللفظ والمعنى وعلى عهد الصحابة استعملت القراءة والإقراء بمعنى تعلّم معنى القرآن وتعليمه.

٢٩٧

القراءات المختلفة في أخريات القرن الاول الهجري في مدرسة الخلفاء فاستعملت القراءة والإقراء في تعلّم تلك القراءات المختلفة المختلقة ، حتى عصرنا الحاضر ، كما سنبينه في بحث القراءات من المجلد الثاني من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى.

***

كان ذلكم تطور معنى القراءة والإقراء بالنسبة إلى القرآن الكريم وفي ما يأتي ندرس باذنه تعالى استعمال القراءة في اصطلاح المحدثين بمدرسة أهل البيت (ع) مدى القرون.

٢٩٨

القراءة في مصطلح المحدثين بمدرسة أهل البيت مدى القرون :

استعمل المحدثون بمدرسة أهل البيت مدى القرون القراءة في تدريس الاستاذ تلميذه الكتاب وتعلّم التلميذ الكتاب من استاذه كما نجدها في الإجازات الآتية (١) :

أ ـ اجازة الشيخ فخر الدين محمّد (ت : ٧٧١ ه‍) ابن العلّامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر ، للشيخ محسن بن مظاهر ، وأجزت له أيضا أن يروي عنّي مصنّفات الشيخ ... أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، فمن ذلك كتاب تهذيب الأحكام ، فانّي قرأته على والدي درسا بعد درس ، وتمّت قراءته في جرجان سنة اثني عشر وسبعمائة عنّي عن والدي ، ثمّ والدي قرأه على والده أبي المظفر يوسف بن عليّ بن المطهّر ، وأجاز له روايته ، ثمّ يوسف المذكور قرأه على الشيخ معمر بن هبة الله بن نافع الورّاق ، وأجاز له روايته ، ثمّ الفقيه معمر المذكور قرأه على الفقيه أبي جعفر محمّد بن شهرآشوب وأجاز له روايته ، ثمّ شهرآشوب قرأه على مصنّفه أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، وقرأه جدّي مرّة ثانية على الشيخ يحيى بن محمّد بن يحيى بن الفرج السوراوي وأجاز له روايته ، والشيخ يحيى المذكور قرأه على الفقيه الحسين بن هبة الله بن رطبة ، وأجاز له روايته ، والشيخ يحيى المذكور قرأه على المفيد أبي عبد الله محمّد بن الحسن الطوسي وأجاز له روايته ، والمفيد قرأه على والده ، وأجاز له روايته ، وعندي مجلّد واحد من الكتاب الّذى قرأه المفيد على والده وهو بخطّ المصنّف والده ، وقرأت أنا هذا المجلّد على والدي وباقي المجلّدات في نسخة أخرى.

وأمّا كتاب النهاية والجمل ، فانّي قرأتهما على والدي درسا بعد درس ، وأجاز لي روايتهما بالطريق الثاني عن والده قرأه عليه عن باقي أهل السند

__________________

(١) لقد حذفنا من عبارات الاجازات الفاظ المدح والثناء والترحم روما للاختصار.

٢٩٩

المذكور قراءة (١). انتهى موضع الحاجة من الاجازة.

في هذا القسم من اجازة ابن العلّامة للشيخ محسن بن مظاهر يقول المجيز وهو في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري ، انّه قرأ تهذيب الشيخ الطوسي على والده العلّامة درسا بعد درس ، وإنّ والده العلّامة كان قد قرأه على شيخه ، وشيخه على شيخه.

وهكذا يذكر سلسلة القراءات ، حتى ينهى تسلسل القراءات إلى قراءة على مؤلّف التهذيب الشيخ الطوسي ، ويقول : انّ جزءا من كتاب التهذيب الّذي قرأه على والده كان بخطّ مؤلّفه الّذي توفي في النصف الأوّل من القرن الخامس الهجري.

ويقول في اجازته رواية كتاب النهاية : انّه قرأه أيضا على والده العلّامة درسا بعد درس ، ويجيز الشيخ محسن روايته بطريق آخر ايضا تسلسلت فيه قراءة شيخ على شيخ إلى أن ينهى القراءة إلى مؤلف الكتاب.

ب ـ اجازة الشيخ المجلسي (ت : ١١١١ ه‍) بعد فقد قرأ عليّ وسمع مني المولى الفاضل ... حاجي محمّد الاردبيلي ... كثيرا من العلوم الدينية ... لا سيّما كتب الاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ ثمّ استجازني ، فاستخرت الله ـ سبحانه ـ وأجزت له أن يروي عنّي ... بحق روايتي واجازتي عن مشايخي الكرام ... فمن ذلك ما أخبرني به عدّة ... ممّن قرأت عليهم أو سمعت منهم ... منهم والدي العلّامة وشيخه ... مولانا حسن علي التستري و...

وهكذا سلسل المجلسي في هذه الاجازة سنده ، حتى انتهى إلى فخر الدين محمّد ، عن والده العلّامة الحلّي ، ثم سلسل السند منه إلى الشيخ المفيد

__________________

(١) البحار ١٠٧ / ٢٢٣ ، وهذه الاجازة جاءت ضمن اجازة الشيخ علي بن محمد البياضي (ت : ٨٢٧) للشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي.

٣٠٠