نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٧

من مجلدين في عدة أوراق من المتن ، وحاشية في أماكن من شرح البخاري لشيخه وغيره من تصانيفه ، وشرح الشمائل النبوية للترمذي ويسمى أقرب الوسائل كتب منه نحو مجلد ، والقول المفيد في إيضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد ، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، والذيل على دول الإسلام للذهبي ، والقول المنبي في شرح ابن عربي في مجلد حافل ، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف.

وفرض أشياء من تصانيفه غير واحد من أئمة المذاهب ، فمن الشافعية شيخه والعلاء القلقشندي والجلال المحلي والعلم البلقيني.

وأئمة الأب : منهم الشهاب الحجازي وابن صالح وابن حنطة.

ومن الحنفية : العيني وابن الديري والشمني والاقصرائي والكافيجي والزين قاسم وأبو الوقت المرشدى المكي.

ومن المالكية : البدر ابن النيبسى قاضي مصر ، وابن المخلطة قاضي اسكندرية والحسام ابن جرير قاضي مصر أيضا.

ومن الحنابلة : العز الكتاني.

وأفرد مجموع ذلك ونحوه في تأليف ، اجتمع فيه منهم نحو المائتين ، أجلهم شيخه فقرض له على غير واحد من تصانيفه ، وكان من دعواته له قوله : والله المسئول أن يعينه على الحصول حتى يتعجب السابق من اللاحق ، وأثنى خطا ولفظا بما أثبته في التأليف المشار اليه ، وضبط عنه غير واحد من أصحابه تقديمه على سائر جماعته ...

ومنهم الحافظ محدث الحجاز التقي ابن فهد الهاشمي ، حيث وصفه بأشياء منهم : زين الحفاظ ، وعمدة الأئمة الإيقاظ.

وكان ولده الحافظ النجم عمر لا يقدم عليه أحدا ، ومما كتبه الوصف : شيخنا الامام العلامة الأوحد الحافظ الفهامة المتقن ، العلم الزاهر والبحر الزاخر عمدة الحفاظ وخاتمتهم ، من بقاؤه نعمة يجب الاعتراف بقدرها ومنة لا يقام شكرها ، وهو حجة لا يسع الخصم لها الجحود ، وآية تشهد؟؟؟ امام

٤٤١

الوجود ، وكلامه غير محتاج الى شهود.

والحافظ الرحلة الزين القاسم الحنفي ، ومن بعض كتابته الوصف بالواصل الى دقائق هذا الفن وجليله والمروي فيه من الصدى جمع غليله.

والعلامة الموفق أبو ذر ابن البرهان الحلبي الحافظ ، فوصف بمولانا وشيخنا العلامة الحافظ الأوحد ، قدم علينا حلب فأفاد وأجاد ، كان الله له. بل صرح بما هو أعلى منه.

والبرهان البقاعي : ان ممن ضرب في الحديث بأوفر نصيب وأوفى سهم مصيب المحدث البارع الأوحد المفيد الحافظ الأمجد ....

والعز الحنبلي ، ومنه الوصف بالإمام العلامة الحافظ الأستاذ الحجة المتقن المحقق شيخ السنة حافظ الامة امام العصر أوحد الدهر ، مفتي المسلمين محيي سنة سيد الأولين والآخرين ، أبقاه الله للمعارف علما ولمعالم العلم اماما مقدما ، وأحيا بحياته الشريفة مآثر شيخه شيخ الإسلام ، وجعله خلفا عن السلف الأئمة الاعلام ، ويحرسه من حوادث الزمان وغدره ويأمنه من كيد العدو ومكره ، برسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم.

والمعز البليغ البرهان الباعوني شيخ أهل الأدب ، فكان مما قال : الشيخ الامام الحائز لانواع الفضل على التمام ، الحافظ لحديث النبي ، أمتع الله بحياته وأعاد على المسلمين من بركاته ، هو الآن من الافراد في علم الحديث الذي اشتهر فيه فضله ، وليس بعد شيخ الإسلام ابن حجر فيه مثله ، وقد حصل الاجتماع بخدمته ، والفوز ببركته والاقتباس من فوائده ، والاستماع بفرائده.

وقاضي القضاة العلم البلقيني ، فمن وصفه قوله : الشيخ الفاضل العلامة الحافظ ، جمع فأوعى واهتم بهذا الفن ، ولم يزل يرعى وصرح غير مرة بالانفراد.

وفقيه المذهب الشرف المناوي ، ومما كتبه أنه لما أشرف علم الحديث على الاندراس من التدريس حتى لم يبق منه الا الأثر والانفصال من

٤٤٢

التأليف حتى لم يبق منه الخبر ، انتدب لذلك الأخ في الله تعالى الامام العالم العلامة ، والحافظ الناسك الالمعي الفهامة ، الحجة في السنن على أهل زمانه ، والمشمر في ذلك عن ساعد الاجتهاد في سره وإعلانه.

وحافظ المذهب السراج العبادي فقال : هو الذي انعقد على تفرده بالحديث النبوي الإجماع ، وانه في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه بلغ ما لا يستطاع ، ودونت تصانيفه واشتهرت وثبتت في هذا الفن النفيس وتقررت ، ولم يخالف أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته ، بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو المرجوع اليه في التعديل والتجريح والتحسين والتصحيح بعد شيخه شيخ مشايخ الإسلام ابن حجر ، حامل راية العلوم والأثر.

والعلامة فريد الأدباء الشهاب الحجازي ، فكان مما قاله : الامام العلامة حافظ عصره ومسند شامه ومصره ، هو بحر طاب موردا وسيد صار لطالبي اتصال متون الحديث على الحالين سندا » (١).

*(١٣٧)*

رواية الحسين الكاشفى الواعظ

روى حديث الثقلين بقوله : « في فضيلة أهل البيت الكرام الذين هم أئمة الدين والمقتدون في العلم واليقين ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ... وفي تكراره « أذكركم الله في أهل بيتي » ثلاثا دليل واضح على وجوب تعظيم أهل البيت ومحبتهم ومتابعتهم ، وأهل بيت الرسول هم علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، يدل على ذلك ما جاء في الصحيحين من أنه لما نزل

__________________

(١) الضوء اللامع ٧ / ١ ـ ٣٢.

٤٤٣

قوله تعالى ( تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) جمع النبيّ عليّا وفاطمة والحسن والحسين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي » (١).

وقال في تفسيره في تفسير قوله تعالى : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ) قال : « ان العرب تسمى كل شيء ثقيل ونفيس بثقل « انّي تارك فيكم الثقلين » (٢).

ترجمته :

ترجم له واعتمد على تفسيره وذكره :

١ ـ الشيخ أحمد الحنفي الصالحي ـ المعروف بـ « ملاجيون » الذي تجد ترجمته في ( سبحة المرجان ) في تفسيره ( تفسير احمدي ).

٢ ـ والمولوى تراب على في كتابه ( التدقيقات الراسخات في شرح التحقيقات الشامخات ).

٣ ـ ومحمد محبوب عالم في مواضع عديدة من ( تفسير شاهى ).

٤ ـ ( الدهلوي ) نفسه في كتابه ( التحفة ) في الجواب عن المطعن الحادي عشر من مطاعن أبي بكر.

٥ ـ والكاتب الچلبى القسطنطينى في ( كشف الظنون ٨٧٨ ).

*(١٣٨)*

رواية جلال الدين السيوطي

روى حديث الثقلين في عدة كتب من مصنفاته بطرق عديدة وألفاظ متنوعة فقد قال في ( احياء الميت ) :

__________________

(١) الرسالة العلية في الأحاديث النبوية : ٢٩ ـ ٣٠.

(٢) المواهب العلية تفسير حسينى ٢ / ٣٦٨.

٤٤٤

« الحديث الخامس : أخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أذكركم الله في أهل بيتي ـ الحديث.

الحديث السادس : أخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

الحديث السابع : أخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

الحديث الثامن : أخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري : ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : اني أوشك أن أدعى فأجيب ، وانّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).

قال : « الحديث الثاني والعشرون : أخرج البزار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي قد خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما ، كتاب الله ونسبي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » (٢).

ورواه أيضا عن البزار عن علي ، وهو الحديث الثالث والعشرون (٣).

ورواه أيضا عن الترمذي عن جابر ، وهو الحديث الأربعون (٤).

__________________

(١) احياء الميت بفضائل أهل البيت : ١١ ـ ١٢.

(٢) المصدر : ١٩.

(٣) المصدر : ١٩.

(٤) المصدر : ٢٦.

٤٤٥

ورواه أيضا عن الطبراني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه ، وهو الحديث الثالث والأربعون (١).

ورواه أيضا عن الباوردي عن أبي سعيد ، وهو الحديث الخامس والخمسون (٢).

ورواه أيضا عن أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت ، وهو الحديث السادس والخمسون (٣).

ورواه في كتابه ( نهاية الإفضال ) في الحديث التاسع منه عن زيد بن أرقم ... برواية الترمذي التي حسنها أيضا (٤).

ورواه في كتابه ( الأساس ) عن مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم كل بلفظه ثم قال : « رواه الترمذي وقال حديث حسن ، والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم » ثم روى حديث جابر عن الترمذي ، والذي قال فيه : حديث حسن (٥).

هذا ، ويقول السيوطي في مقدمة كتابه ( الأساس ) هذا : « الحمد لله الذي وعد هذه الامة المحمدية بالعصمة من الضلالة ما ان تمسكت بكتابه وعترة نبيه ، وخص آل البيت النبوي من المناقب الشريفة ما قامت عليه الأحاديث الصحيحة لساطع البرهان وجليه ... ».

ورواه في كتابه ( الإنافة ) عن الطبراني عن عبد الله بن حنطب (٦).

ورواه في ( البدور السافرة ) عن ابن أبي عاصم عن زيد بن ثابت (٧).

ورواه في تفسيره بتفسير قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً )

__________________

(١) احياء الميت : ٢٧.

(٢) المصدر : ٣٠.

(٣) المصدر : ٣٠.

(٤) نهاية الإفضال في تشريف الال ـ مخطوط.

(٥) الأساس في فضائل بنى العباس ـ مخطوط.

(٦) الإناقة في رتبة الخلافة ١٠.

(٧) البدور السافرة عن أمور الآخرة ١٦.

٤٤٦

عن أحمد عن زيد بن ثابت ، عن الطبرانيّ عن زيد بن أرقم ، وعن ابن سعد وأحمد والطبراني جميعا عن أبي سعيد الخدري (١).

وفيه بتفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) عن الترمذي ـ قال وحسنه ـ وابن الأنباري عن زيد بن أرقم (٢).

ورواه في كتابه ( الجامع الصغير ) : « أما بعد ، ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل ، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به ، وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي. حم وعبد بن حميد ، حم عن زيد بن أرقم ، ورواه فيه عن حم طب عن زيد بن ثابت » (٣).

ورواه في كتابه ( الخصائص الكبرى ) عن الترمذي قال : وحسنه ، وعن الحاكم قال : وصححه عن زيد بن أرقم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي (٤).

ورواه في كتابه ( النثير ) في مختصر نهاية ابن الأثير في « ثقل » قال : انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، سماهما ثقلين لعظم قدرهما ، ويقال لكل نفيس خطير ثقل ، أو لان الأخذ بهما والعمل ثقيل ».

ترجمته :

وممن ترجم للسيوطي أو نقل عنه معتمدا عليه وواصفا إياه بالصفات الجليلة :

١ ـ الشعراني في ( لواقح الأنوار ).

__________________

(١) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٦٠.

(٢) المصدر ٦ / ٧.

(٣) الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير بشرح المناوي ٢ / ١٧٤

(٤) الخصائص الكبرى ٢ / ٢٦٦.

٤٤٧

٢ ـ والثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ).

٣ ـ والنخلى في ( رسالة الأسانيد ).

٤ ـ والمقري في ( فتح المتعال ).

٥ ـ والمناوى في مقدمة ( فيض القدير ).

٦ ـ والشنوانى في ( الدرر السنية ).

٧ ـ وولى الله الدهلوي في ( الإرشاد الى أمهات الاسناد ) و ( الانتباه في سلاسل اولياء الله ).

٨ ـ والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٣٢٨ ).

٩ ـ وحسن زمان في ( القول المستحسن ).

١٠ ـ والقنوجى في ( التاج المكلل ٣٤٩ ).

١١ ـ و ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ) و ( رسالة في أصول الحديث ).

ولقد ترجم السيوطي لنفسه في كتاب ( حسن المحاضرة ) ترجمة مطولة نكتفي هنا بشيء مما قال :

« كان مولدي بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة ، وحملت في حياة أبي الى الشيخ محمد المجذوب ، ورجل كان من كبار الأولياء بجوار المشهد النفيسي فبرك علي ، ونشأت يتيما ، فحفظت القرآن ولي دون ثمان سنين ، ثم حفظت العمدة ومنهاج الفقه والأصول وألفية ابن مالك.

وشرعت في الاشتغال بالعلم من مستهل سنة أربع وستين ، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساجى الذي كان يقال انه بلغ السن العالية وجاوز المائة بكثير ، والله أعلم بذلك. قرأت عليه في شرحه على المجموع.

وأجزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين.

٤٤٨

وقد ألفت في هذه السنة ، فكان أول شيء ألفته ( شرح الاستعاذة والبسملة ) وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البلقيني ، فكتب عليه تقريظا. ولازمته في الفقه الى أن مات ملازمة ولده ، وأجازني بالتدريس والإفتاء من ست وسبعين وحضر تصديري ، فلما توفي سنة ثمان وسبعين لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناوي.

ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الامام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي فواظبته أربع سنين ، وكتب لي تقريظا على ( شرح ألفية ابن مالك ) وعلى ( جمع الجوامع ) في العربية تأليفى ، وشهد لي غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه ، ولم أنفك عن الشيخ الى أن مات.

ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود محيي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة ، فأخذت عنه الفنون من التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك ، وكتب لي إجازة عظيمة.

وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفي دروسا عديدة في الكشاف والتوضيح وحاشيته عليه وتلخيص المفتاح والعضد.

وشرعت في التصنيف سنة ست وستين وبلغت مؤلفاتي الى الآن ثلاثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه.

وسافرت بحمد الله تعالى الى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور ، ولما حججت شربت من ماء زمزم لأمور ، منها أن أصل في الفقه الى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني ، وفي الحديث الى رتبة الحافظ ابن حجر.

وأفتيت من مستهل سنة إحدى وسبعين ، وعقدت إملاء الحديث من مستهل سنة اثنتين وسبعين.

ورزقت التبحر في سبعة علوم : التفسير ، والحديث ، والفقه ، والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والبديع ـ على طريقة العرب والبلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة. والذي أعتقده أن الذي وصلت اليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه ، والنقول التي اطلعت عليها فيها ، لم يصل اليه ولا وقف

٤٤٩

عليه أحد من أشياخى فضلا عمن هو دونهم ، وأما الفقه فلا أقول ذلك فيه ...

وأما مشايخي في الرواية سماعا وإجازة فكثير ، أوردتهم في ( المعجم ) الذي جمعتهم فيه وعدتهم نحو مائة وخمسين ، ولم أكثر من سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم وهو قراءة الدراية.

وهذه أسماء مصنفاتي لتستفاد :

فن التفسير وتعلقاته والقراءات : الإتقان في علوم القرآن ، الدر المنثور في تفسير المأثور ، ترجمان القرآن في التفسير ، المسند ، أسرار التنزيل يسمى « قطف الازهار في كشف الأسرار » لباب النقول ، في أسباب النزول.

فن الحديث وتعلقاته : كشف المغطى في شرح الموطإ ، اسعاف المبطأ برجال الموطأ ، التوشيح على الجامع الصحيح ، الديباج على صحيح مسلم ابن الحجاج ، مرقاة الصعود على سنن أبي داود ، قوت المغتذي على جامع الترمذي ، زهر الربى على المجتبى ، مصباح الزجاج شرح ابن ماجة ، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ، شرح ألفية العراقي ، عين الاصابة في معرفة الصحابة ، كشف التلبيس عن قلب أهل التدليس ، توضيح المدرك في تصحيح المستدرك ، اللئالي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، البدور السافرة عن أمور الآخرة ، الأساس في مناقب بني العباس.

فن العربية وتعليقاته : شرح ألفية ابن مالك يسمى البهجة المرضية في شرح الالفية ، الفريدة في النحو والصرف والخط ، النكت على الالفية ، الكافية ، الشافية ، الشذور ، النزهة ، الفتح القريب على مغنى اللبيب ، شرح شواهد المغني جمع الجوامع ، شرح يسمى همع الهوامع ، شرح اللمحة.

فن الأصول والبيان والتصوف : شرح لمعة الاشراق في الاشتقاق الكوكب الساطع في نجم جمع الجوامع ، شرحه ، شرح الكوكب الوقاد ، في الاعتقاد ، نكت على التلخيص يسمى الإفصاح ، عقود الجمان في المعاني والبيان ، شرحه ، شرح أبيات تلخيص المفتاح ، مختصره ، نكت على حاشية

٤٥٠

المطول للمقيرى رحمه الله تعالى ، الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والابدال ، مختصر الاحياء ، المعاني الدقيقة في ادراك الحقيقة.

فن التاريخ والأدب : تاريخ الصحابة وقد مر ذكره ، طبقات الحفاظ ، طبقات النحاة الكبرى ، والوسطى ، والصغرى ، طبقات المفسرين ، طبقات الأصوليين ، طبقات الكتاب ، حلية الأولياء ، طبقات شعراء العرب ، تاريخ الخلفاء ، تاريخ مصر هذا ، تاريخ أسيوط ، معجم شيوخي الكبير ... الملتقط من الدرر الكامنة ، تاريخ العمر وهو ذيل على أنباء الغمر ... ديوان خطب ، ديوان شعر ، المقامات ، الرحلة القيومية ، الرحلة المكية ، الرحلة الدمياطية ، الوسائل الى معرفة الأوائل ، مختصر معجم البلدان لياقوت ، الشماريخ في علم التواريخ ، الجمانة ، رسالة في تفسير الألفاظ المتداولة ... » (١).

*(١٣٩)*

رواية نور الدين السمهودي

روى حديث الثقلين في كتابه ( جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب العلي ـ مخطوط ) فقال :

« الذكر الرابع في حثه صلّى الله عليه وسلّم الامة على التمسك بعده بكتاب ربهم وأهل بيت نبيهم ، وأن يخلفوه فيهما بخير ، وسؤاله من يرد عليه الحوض عنهما ، وسؤال ربه عز وجل الامة كيف خلفوا نبيهم فيهما ، ووصيته بأهل بيته ، وأن الله تعالى أوصاه بهم ، وقوله « استوصوا بأهلي خيرا ، فانى أخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصيمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار » ، وحثه على حفظهم والتجاوز عن مسيئهم ».

ثم روى حديث الثقلين عن الترمذي عن زيد بن أرقم ، وعن أحمد عن أبي سعيد ، ثم أشار الى رواية الطبراني في الأوسط وأبي يعلى وغيرهما فقال :

__________________

(١) حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ١ / ٣٣٥ ـ ٣٤٤.

٤٥١

« وسنده لا بأس به ».

ثم روى عن معالم العترة النبوية للحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر حديث السفينة وحديث باب حطة ثم قال ما نصه :

« ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية ، فإياك أن تغتر به ، وكأنه لم يستحضره حينئذ الا من تلك الطرق الواهية ولم يذكر بقية طرقه ، بل في صحيح مسلم وغيره عن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس انما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب ، وانّي تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي.

فقيل لزيد : من أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى ان نساءه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قيل : ومن هم؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم. قيل : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم. أخرجه مسلم في صحيحه من طرق ولفظه في أحدها : قلنا ـ أي لزيد رضي‌الله‌عنه ـ من أهل بيته ، نساؤه؟ فقال : لا أيم الله ، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها ، أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

وأخرجه الحاكم في المستدرك من ثلاث طرق وقال في كل منها : انه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ...

وروى الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في كتابه نظم درر السمطين حديث زيد من غير اسناد ولا عزو ... ».

وقال في ( جواهر العقدين ) أيضا ـ بعد أن أورد مؤيدات حديث الثقلين ـ « وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة رضوان الله عليهم »

٤٥٢

فجعل يروي رواية كل واحد عن الصحاح والمسانيد والجوامع ، كما تقدم في رواية السخاوي.

ترجمته :

ترجم له أو اعتمد على كتابه وأكثر من النقل عنه :

١ ـ السخاوي في ( الضوء اللامع ٥ / ٢٤٥ ).

٢ ـ وجار الله المكي في ( ذيل الضوء اللامع ).

٣ ـ وأحمد بن الفضل بن محمد باكثير في ( وسيلة المآل ـ مخطوط ).

٤ ـ والشيخانى القادرى في ( الصراط السوي ـ مخطوط ).

٥ ـ وعبد الحق الدهلوي في ( جذب القلوب ).

٦ ـ ورضى الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ).

٧ ـ والبرزنجى في ( النواقض ) و ( الاشاعة ).

٨ ـ والبدخشانى في ( مفتاح النجا ـ مخطوط ).

٩ ـ والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ٤٧٠ ).

١٠ ـ والعجيلى في ( ذخيرة المآل ـ مخطوط ).

وإليك خلاصة ما ذكره السخاوي :

« ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها ، فحفظ القرآن والمنهاج ، ولازم والده حتى قرأ عليه بحثا مع شرحه للمحلى وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعا وجمع الجوامع وغالب ألفية ابن مالك ، بل سمع عليه جل البخاري ومختصر مسلم للمنذري وغير ذلك ، وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة ، أولها سنة ثمان وخمسين.

لازم أولا الشمس الجوجري في الفقه وأصوله والعربية ، وأكثر من ملازمة المناوي ، وقرأ على النجم ابن قاضي عجلون ، وعلى الزين زكريا ، وعلى الشمس الشرواني ، وحضر عند العلم البلقيني من دروسه في قطعة الاسنائي ، وعند الكمال امام الكاملية دروسا ، وألبسه الخرقة ولقنه الذكر ،

٤٥٣

وقرأ عمدة الاحكام بحثا على السعد ابن الديري ، وأذن له في التدريس هو والبامى والجوجرى ، وفيه وفي الإفتاء الشهاب السارمساجى بعد امتحانه له في مسائل ومذاكرته معه ، وفيهما أيضا زكريا وكذا المحلي والمناوى.

ثم انه استوطن القاهرة ، وكنت هناك فكثر اجتماعنا ، وكتب بخطه مصنفي الابتهاج وسمعه مني ، وكذا سمع منى غيره من تصانيفي ، وكان على خير كبير وفارقه بمكة بعد أن حججنا ، ثم توجه منها الى طيبة فقطنها من سنة ثلاث وسبعين ، ولازم وهو فيها الشهاب الابشيطي وحضر دروسه ، وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي ، بل قرأ على العفيف عبد الله بن القاضي ناصر الدين ابن صالح أشياء بالاجازة ، وألبسه خرقة التصوف بلباسه من عمر الاعرابي ، وكذا كان سمع بمكة على كمالية ابنة محمد بن أبي بكر المرجاني وشقيقها الكمال أبي الفضل محمد والنجم عمر بن فهد في آخرين.

وصنف في مسألة فرش البسط المنقوشة ، ردا على من نازعه ، وقرض له أئمة القاهرة ، وكذا عمل للمدينة النبوية تاريخا ، وكذا ألف غير ما ذكر ، ومن ذلك حاشيته على الإيضاح للنووي في المناسك.

وبالجملة فهو انسان فاضل متفنن متميز في الفقه والأصلين ، مديم للعمل والجمع والتأليف ، متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة ، قوي الجلادة على ذلك طلق العبارة فيه ، مغرم به ، مع قوة نفس وتكلف ، خصوصا في مناقشات لشيخنا في الحديث ونحوه ».

وأضاف تلميذه جار الله في ذيله أقول : « وبعد المؤلف عاش نحو عشر سنين وصار مجمعا عليه فيما يقوله ويؤلفه ، واجتمعت به رفقة والدي في عام تسع وتسعمائة بالمدينة ، وسمعت عليه تاريخه ( الوفا ) وفتاواه المجموعة وغيرهما من كتب الحديث ، وأجاز لي روايتها فاغتبطت ... ومات يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة عام إحدى عشرة وتسعمائة ... ولم يخلف بالمدينة مثله ».

٤٥٤

*(١٤٠)*

رواية الفضل بن روزبهان

روى حديث الثقلين في ( شرح عقائده ) التي كتبها بالفارسية بأمر عبد الله خان أوزبك والي بخارا ، قال ـ على ما نقل عنه ـ « قوله ونعتقد بوجوب تعظيم آل رسول الله صلّى الله عليه وسلم ووجوب الاقتداء بهم. أقول : أما تعظيم أهل بيت رسول الله فنعتقد أنه فرض ، لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم في خطبته في حجة الوداع : يا أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي الى آخره. وقال في حديث آخر : أذكركم الله في أهل بيتي ـ ثلاث مرات.

ويستفاد من ذلك وجوب تعظيمهم واحترامهم ورعاية حقوقهم. وكذا من قوله صلّى الله عليه وسلّم « ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا » فانه أمر بالاقتداء بهم ، والمراد من أهل البيت هم الذين حرموا الصدقة ».

ترجمته :

ترجم له أو اعتمد عليه :

١ ـ السخاوي في ( الضوء اللامع ٦ / ١٧١ ).

٢ ـ ورشيد الدهلوي في ( غرة الراشدين ).

٣ ـ وحيدر على في ( منتهى الكلام ) ... وغيرهم.

وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد حديث الطير.

*(١٤١)*

رواية شهاب الدين القسطلاني

روى حديث الثقلين في ( المواهب اللدنية ) في تحقيق أهل البيت قائلا :

٤٥٥

« وعن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، أيها الناس انما بشر مثلكم يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيبه ، وانّي تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به! وحث ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي ـ ثلاث مرات. فقيل لزيد : من أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى ان نساءه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم عليهم الصدقة بعده. قيل : ومن هم؟ قال : هم آل عليّ وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس. قيل : كلا هؤلاء حرم عليهم الصدقة؟ قال : نعم. أخرجه مسلم.

والثقل محركة ـ كما في القاموس ـ كل شيء نفيس مصون. قال : ومنه الحديث : « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي » ، وهو بكسر المهملة وسكون المثناة الفوقانية ، والأخذ بهذا الحديث أحرى ».

وقال : « وأخرج أحمد عن أبي سعيد معنى حديث زيد بن أرقم السابق مرفوعا بلفظ : اني أوشك أن ادعى فأجيب ، وانّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ما تخلفوني فيهما ، وعترة الرجل ـ كما قاله الجوهري ـ أهله ونسله ورهطه الأدنون ، أي الأقارب » (١).

ترجمته :

١ ـ السخاوي في ( الضوء اللامع ٢ / ١٠٣ ).

٢ ـ وجار الله المكي في ( ذيل الضوء اللامع ).

٣ ـ والشعراني في ( المنن الكبرى ) و ( لواقح الأنوار ).

٤ ـ والعيدروسى في ( النور السافر ).

__________________

(١) المواهب اللدنية. بشرح الزرقانى ٧ / ٤ ـ ٨.

٤٥٦

٥ ـ والثعالبي في ( مقاليد الأسانيد ـ مخطوط ).

٦ ـ والشوكانى في ( البدر الطالع ١ / ١٠٢ ).

٧ ـ والقنوجى في ( اتحاف النبلاء ).

٨ ـ و ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ).

وهذه خلاصة ما ذكره الشوكاني :

« ولد في الثاني عشر من ذي القعدة سنة ٨٥١ بمصر ونشأ بها ، فحفظ القرآن والشاطبيتين ونصف الطيبة الجزرية والوردية في النحو ، وتلى السبع على السراج عمر بن قاسم الانصاري الشناوي ، وأخذ الفقه على الفخر المقسمي تقسيما والشهاب العبادي ، وسمع على الملتوني الرضى الاوجاتي والسخاوي ، وقرأ صحيح البخاري بتمامه في خمسة مجالس على الشاوي ، وقرأ في الفنون على جمع.

وجلس للوعظ بالجامع العمري ، وكتب بخطه لنفسه ولغيره أشياء ، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد ، والكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز ، والشرح على الشاطبية وصل فيه الى الإدغام الصغير وزاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره ، وكتب على الطيبة قطعة مزجا ، وعلى البردة مزجا أيضا سماه مشارق الأنوار المضية في مدح خير البرية ، وتحفة السامع بختم صحيح البخاري. ومن مؤلفاته المشهورة شرح البخاري المسمى ارشاد الساري على صحيح البخاري في أربع مجلدات ، وشرح صحيح مسلم مثله ولم يكمل ، والمواهب اللدنية بالمنح المحمدية.

وكان متعففا جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة ، شجي الصوت ، مشاركا في الفضائل ، متواضعا متوددا لطيف العشرة ، سريع الحركة مع كثرة استقامة ، واشتهر بالصلاح والتعفف على أهل الفلاح ».

٤٥٧

*(١٤٢)*

رواية شمس الدين العلقمي

روى حديث الثقلين برواية زيد بن أرقم ، ثم قال :

« قوله : يدعى « خما » بضم المعجمة وتشديد الميم ، وهو غدير على ثلاثة أميال من الجحفة يقال له « غدير خم ». قوله « وانا تارك فيكم الثقلين » فذكر كتاب الله واهل بيته. قال النووي : قال العلماء : سميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما ، وقيل لثقل العمل بهما. قوله : ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ، قال النووي هو بضم الحاء وتخفيف الراء. والمراد بالصدقة الزكاة ، وهي حرام على بنى هاشم وبنى المطلب ، وقال مالك بنو هاشم فقط ، وقيل بنى قصى ، وقيل قريش كله. قوله : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ، قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال : ومن هم؟ قال آل علي وآل عقيل ـ الى آخره.

وفي رواية أخرى لمسلم أيضا بعد الرواية الاولى ، فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا وأيم الله ، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وأمها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. قال النووي : وفي هذه الرواية دليل على إبطال قول من قال قريش كلها ، فقد كان في نسائه قرشيات ، وهن عائشة وحفصة وأم سلمة وسودة وأم حبيبة ... » (١).

ترجمته :

١ ـ شهاب الدين الخفاجي : « ومن بيوت العلم بالقاهرة العلاقمة ، فمنهم شيخنا العلامة ابراهيم العلقمي ، وأخوه شمس الملة والدين ، أما الشمس صاحب ( الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير ) فشيخ الحديث في

__________________

(١) الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير ـ مخطوط.

٤٥٨

القديم والحديث لم تزل سحب أفاد [ ا ] ته في رياض الفضل ذوارف ، حتى صار وهو العلم المفرد من أعرف المعارف ، فهو هضبة مجد ، وفي التقى جوهر فرد ، قد تحلى بخدمة الجلال السيوطي كمالا ، ورقى الى سماء المعالي فازداد جمالا » (١).

٢ ـ الشيخ احمد المقري فوصفه بالشيخ الامام الحافظ العلقمي (٢).

٣ ـ الكاتب الچلبى القسطنطينى حيث ذكر كتابه ( الكوكب المنير ) (٣).

*(١٤٣)*

رواية عبد الوهاب البخاري

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير آية المودّة ، حيث قال : « وعن أبى سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : أيها الناس اني تركت فيكم الثقلين خليفتين ، ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي وهم أهل بيتي ، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. أورده الثعلبي ، وذكر الامام أحمد بن حنبل في مسنده بمعناه » (٤).

ترجمته :

١ ـ الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ).

٢ ـ السيد محمد البخاري فوصفه بقوله « تاج الأولياء سيد الأتقياء ، وارث علوم الأنبياء والمرسلين ، ناظم أمور المؤمنين ، بحر العلوم والحقائق ،

__________________

(١) ريحانة الالباء ٢ / ٧٧.

(٢) فتح المتعال في مدح النعال ٥٤.

(٣) كشف الظنون ٥٦٠.

(٤) تفسير الأنوري ـ مخطوط.

٤٥٩

مستخرج الحكم بالدقائق ، جامع جوامع الكمالات ، محيي مراسم الخيرات ، معدن أنوار التوفيق ، مخزن أسرار التحقيق ، المخصوص بعون الله الباري ، قطب الاقطاب حاجي عبد الوهاب البخاري قدس‌سره » (١).

*(١٤٤)*

رواية شمس الدين الشامي الدمشقي الصالحي

روى حديث الثقلين في كتابه ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ) المعروف بـ ( السيرة الشامية ) على ما جاء في « انسان العيون » للحلبي.

ترجمته :

ترجم له أو نقل عنه مع الاعتماد عليه ووصفه بالأوصاف الجليلة :

١ ـ الشعراني في ( لواقح الأنوار ).

٢ ـ وابن حجر المكي في ( الخيرات الحسان ).

٣ ـ والخفاجي في ( ريحانة الالباء ١ / ٢٧ ).

٤ ـ والمقري في ( فتح المتعال ).

٥ ـ وأحمد زيني دحلان في ( السيرة النبوية ) حيث ينقل عنه.

٦ ـ والكاتب الچلبى القسطنطيني في ( كشف الظنون / ٩٨٧ ).

٧ ـ والدهلوي نفسه في ( رسالة أصول الدين ).

٨ ـ وحسن زمان في ( القول المستحسن ).

٩ ـ والمحبى في ( خلاصة الأثر ٤ / ٢٣٩ ).

__________________

(١) تذكرة الأبرار ـ مخطوط. وله ترجمة في نزهة الخواطر ٤ / ٢٢٣.

٤٦٠