نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٧

مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه ، فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال : ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنه.

قال الحافظ الذهبي : هذا حديث صحيح » (١).

ترجمته :

١ ـ السمعاني : « فمن مشاهير المحدثين : أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ابن ابراهيم بن يزيد الأسفراييني الحافظ ، أحد حفاظ الدنيا ومن رحل في طلب الحديث وعنى بجمعه وتعب في كتابته ، وكانت له رحل عدة الى العراق والشام والحجاز وديار مصر وفارس واليمن ، وصنف : ( المسند الصحيح ) على ( صحيح مسلم بن الحجاج القشيري ) وأحسن ، وكان زاهدا عفيفا متعبدا متقللا » (٢).

٢ ـ ابن خلكان : « كان أبو عوانة احد الحفاظ الجوادين والمحدثين المكثرين ... قال أبو عبد الله الحاكم : أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم ومن الرحالة في أقطار الأرض لطلب الحديث ...

قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر : حدثني الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصفار الأسفراييني : ان قبر أبي عوانة باسفراين مزار العالم ومتبرك الخلق ...

سمعت جدي الامام عمر بن الصفار رحمه الله تعالى ونظر الى القبور حول قبر الامام الأستاذ أبي إسحاق ، وأشار الى المشهد ، وقال : قد قيل هاهنا من الأئمة والفقهاء على مذهب الامام الشافعي رضي‌الله‌عنه أربعون اماما ، كان

__________________

(١) الصراط السوى ـ مخطوط.

(٢) الأنساب ـ الأسفراييني.

٣٢١

كل واحد منهم لو تصرف في المذهب وأفتى برأيه واجتهاده ( يعنى على مذهب الشافعي ) لكان حقيقا بذلك.

وكان جدي إذا وصل الى مشهد الأستاذ لا يدخله احتراما بل كان يقبل عتبة المشهد ، وهي مرتفعة بدرجات ويقف ساعة على هيئة التعظيم والتوقير ، ثم يعبر عنه كالمودع لعظيم الهيبة ، وإذا وصل الى مشهد أبي عوانة كان أشد تعظيما له وإجلالا وتوقيرا ، ويقف أكثر من ذلك. رحمهم‌الله تعالى أجمعين » (١).

٣ ـ الذهبي بنحو ما تقدم (٢).

٤ ـ وأيضا في ( العبر في خبر من غبر ٢ / ١٦٥ ).

٥ ـ واليافعي في ( مرآة الجنان ٢ / ٢٦٩ ).

٦ ـ السبكى : « وهو أول من أدخل مذهب الشافعي الى أسفراين ، أخذه عن المزني والربيع. سمع محمد بن يحيى ، ومسلم بن الحجاج ، ويونس ابن عبد الاعلى ، وعمر بن شبة ، وعلي بن حرب ، وعلي بن أشكاب ، وسعدان ابن نصر وخلقا سواهم » (٣).

٧ ـ الاسنوى : « كان اماما كبيرا عالما حافظا رحلا الى الآفاق ... » (٤).

٨ ـ الثعالبي : « صحيح أبي عوانة الأسفراييني وهو مستخرج على صحيح مسلم ، وزاد فيه طرقا في الاشارة ، وقليلا من المتون » (٥).

٩ ـ القنوجى بنحو ما تقدم (٦).

__________________

(١) وفيات الأعيان ٥ / ٤٣٦.

(٢) تذكرة الحفّاظ ٢ / ٧٧٩.

(٣) طبقات الشافعية ٣ / ٤٨٧.

(٤) طبقات الشافعية ١ / ٢٠٣.

(٥) مقاليد الأسانيد للثعالبي.

(٦) التاج المكلل : ١٥٠.

٣٢٢

*(٥٨)*

رواية عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي

روى حديث الثقلين في ( الجعديّات ) حيث قال :

« حدّثنا بشر بن الوليد نا محمّد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. فانظروا بما تخلفوني فيهما » (١).

ولقد أخرج روايته لحديث الثقلين الحموي بقوله : « أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ قطب وقته عبد القادر ، سماعا عليها بمدينة السلام بغداد عصر يوم الجمعة السادس والعشرين من صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة ، قيل لها : أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء ، قراءة عليه وأنت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة وستمائة بالمدرسة القادرية؟ قالت : نعم؟ قال : أنبأنا أبو القاسم سعيد بن احمد بن البناء ، وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي في جمادى الاولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، قالا : أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الريسى [ الزينبي ] ، قال : أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن المخلص ، قال : أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، أنبأنا بشر بن الوليد الكندي ، أنبأنا محمد بن طلحة عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : اني أوشك أن أدعى فأجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير أخبرنى أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ما

__________________

(١) مسند ابن الجعد ٢ / ٩٧٢.

٣٢٣

تخلفوني فيهما » (١).

ترجمته :

وقد ترجم لابي القاسم البغوي المذكور كبار علماء وحفاظ أهل السنة ، ذكرنا طرفا من ترجمته في مجلد حديث الطير نقلا عن :

١ ـ تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٣٧.

٢ ـ العبر ٢ / ١٠٧.

٣ ـ طبقات الحفاظ ٣١٢.

*(٥٩)*

رواية ابن عبد ربه القرطبي

لقد أخرج حديث الثقلين في ( العقد الفريد ) ضمن خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما سيأتي ان شاء الله تعالى.

ترجمته :

وتوجد ترجمة ابن عبد ربه في كثير من كتب التاريخ والرجال المشهورة ، وقد ذكرنا له ترجمة مفصلة في مجلد حديث الطير عن :

١ ـ وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

٢ ـ المختصر ٢ / ٨٧.

٣ ـ تتمة المختصر ١ / ٣٧٧.

٤ ـ مرآة الجنان ٢ / ٢٩٥.

٥ ـ بغية الوعاة ١٦١.

__________________

(١) فرائد السمطين ٢ / ٢٧٢.

٣٢٤

*(٦٠)*

رواية ابن الأنباري

١ ـ لقد أخرج حديث الثقلين في كتاب ( المصاحف ) على ما ينقله السيوطي قائلا : « وأخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في ( المصاحف ) عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي اهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).

٢ ـ وأخرجه برواية زيد بن ثابت أيضا ، على ما ينقله البدخشاني عند ذكر طرق هذا الحديث الشريف بقوله : « ولفظه عند الحافظين أبي محمد عبد الله بن حميد الكشي وأبي بكر محمد بن القاسم المعروف بابن الأنباري ، عن زيد بن ثابت : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » (٢).

ترجمته :

١ ـ السمعاني : « كان صدوقا فاضلا دينا خيرا من اهل السنة ، وصنف كتبا كثيرة في علم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة. وكان يملي وأبوه حي ، يملي هو في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى ، وكان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن ، وكان يملى من حفظ ، وما كتب عنه الاملاء قط الا من حفظه » (٣).

__________________

(١) الدر المنثور ٦ / ٧.

(٢) مفتاح النجا ـ مخطوط.

(٣) الأنساب ـ الأنباري.

٣٢٥

٢ ـ ابن خلكان : « ... وكان صدوقا ثقة دينا خيرا من أهل السنة ... ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه. قيل : انه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا للقرآن بأسانيدها.

وحكى أبو الحسن الدارقطني انه حضر في مجلس إملائه يوم جمعة ، فصحف اسما أورده في اسناد حديث ، اما كان ( حيان ) فقال ( حبان ) أو ( حبان ) فقال ( حيان ). قال الدارقطني : فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته وهم ، وهبت أن أوقفه على ذلك ، فلما انقضى الاملاء تقدمت الى المستملي فذكرت له وهمه وعرفته صواب القول فيه وانصرفت ، ثم حضرت الجمعة الثانية في مجلسه ، فقال أبو بكر : عرف جماعة الحاضرين انا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية ، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب ، وهو كذا ، وعرف ذلك الشاب انا رجعنا الى الأصل فوجدناه كما قال ... » (١).

٣ ـ اليافعي كما تقدم (٢).

*(٦١)*

رواية ابى عبد الله الضبي المحاملي

لقد أخرج حديث الثقلين في ( أماليه ) وصرح بصحته ، كما ينقل ذلك الملا على المتقى حيث يقول : « عن عليّ عليه‌السلام ان النبي صلّى الله عليه وسلّم حضر الشجرة بخم ، ثم خرج آخذا بيد علي فقال : ايها الناس ألستم تشهدون ان الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وان الله ورسوله مولاكم؟ قالوا : بلى! قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي.

__________________

(١) وفيات الأعيان ٣ / ٤٦٣.

(٢) مرآة الجنان ٢ / ٢٩٤.

٣٢٦

ابن جرير ، وابن أبي عاصم ، والمحاملي في أماليه وصحح » (١).

ترجمته :

وترجم المحاملي أكثر أصحاب الكتب الرجالية والمؤرخين ، أنظر :

١ ـ الأنساب ـ المحاملي.

٢ ـ الكامل ٨ / ١٣٩.

٣ ـ العبر ٢ / ٢٢٢.

٤ ـ مرآة الجنان ٢ / ٢٩٧.

٥ ـ طبقات الحفاظ ٣٤٣.

٦ ـ تاريخ بغداد ٨ / ١٩.

قال الذهبي : « المحاملي ، القاضي الامام العلامة الحافظ ، شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل بن محمد الضبي البغدادي ... قال الخطيب : كان فاضلا دينا صادقا شهد عند القضاة وله عشرون سنة ، ولي قضاء الكوفة ستين سنة ، وقال ابن جميع الغساني : عند المحاملي سبعون نفسا من أصحاب سفيان بن عيينة ، وقال أبو بكر الداودي : كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل ، واستعفى من القضاء قبل عشرين وثلاثمائة وكان محمودا في ولايته » (٢).

*(٦٢)*

رواية احمد بن محمد بن سعيد ( ابن عقدة )

لقد أخرج حديث الثقلين في ( كتاب الولاية ) المعروف بـ ( كتاب الموالاة ) أيضا بثمان طرق ، كما ينقل ذلك السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط ).

__________________

(١) كنز العمال ١٥ / ١٢٢ ـ ١٢٣.

(٢) تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٤.

٣٢٧

ولقد أوردها السمهودي في ( جواهر العقدين ـ مخطوط ) وابن باكثير المكي في ( وسيلة المآل ـ مخطوط ) ايضا.

أما الشيخاني القادري فقد أورد في ( الصراط السوي ـ ـ مخطوط ) روايتين منها فقط.

ترجمته :

ترجم له أرباب المعاجم الرجالية مع الإجلال والتكريم ، وقد ذكرنا له ترجمة مفصلة في مجلد حديث الغدير ...

*(٦٣)*

رواية دعلج السجزى

أخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم بعد ذكر الحديث عن طريق زيد بن أرقم ، حيث قال : « شاهده : حديث سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما. حدثنا [ ه‍ ] أبو بكر بن إسحاق ، ودعلج ابن أحمد السجزى ، قالا : أنبأ محمد بن أيوب ، ثنا الأزرق بن علي ، ثنا حسان ابن ابراهيم الكرماني ، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبى الطفيل عامر بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه يقول : نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين مكة والمدينة عند سمرات [ شجرات ] خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت السمرات [ الشجرات ] ، ثم راح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشية فصلى ثم قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : أيها الناس ، انّي تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما ، وهما كتاب الله واهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات ، قالوا : نعم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه » (١).

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩ ـ ١١٠.

٣٢٨

ترجمته :

١ ـ الذهبي : « كان من أوعية العلم وبحور الرواية ، روى عنه : الدارقطني ، والحاكم ، وابن زرقويه ، وأبو إسحاق الأسفراييني ، وأبو القاسم بن بشران وعدد كثير ، قال الحاكم : أخذ دعلج عن ابن خزيمة المصنفات ، قال : وكان يفتي بمذهبه وكان شيخ أهل الحديث ، وله صدقات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. قال الحاكم : سمعت الدارقطني يقول : صنف دعلج ( المسند الكبير ) ولم أر في مشايخنا أثبت منه. وسمعت عمر البصري يقول : ما رأيت ببغداد من انتخبت عليهم أصح كتبا منه ولا أحسن سماعا » (١).

٢ ـ وأيضا في العبر في خبر من غبر ( ٦ / ٢٩١ ) بمثل ما مر.

٣ ـ وكذا اليافعي في مرآة الجنان ( ٢ / ٣٤٧ ).

٤ ـ السبكى : « قال الحاكم : سمعت الدارقطني يقول : صنفت لدعلج ( المسند الكبير ) فكان إذا شك في حديث ضرب عليه ، ولم أر في مشايخنا أثبت منه. قال الحاكم اشترى دعلج بمكة دار العباسية بثلاثين ألف دينار قال : ويقال : لم يكن في الدنيا من التجار أيسر من دعلج ، وقال الخطيب : بلغني أنه بعث بالمسند الى ابن عقدة لينظر فيه وجعل في الاجزاء بين كل ورقتين دينارا » (٢).

٥ ـ السيوطي : « دعلج بن احمد بن دعلج ، الامام الفقيه محدث بغداد سمع البغوي ومنه الدارقطني والحاكم ، وكان من أوعية العلم وبحور الرواية وشيخ أهل الحديث. صنف ( المسند الكبير ) ومات في جمادى الآخرة سنة ٣٥١ وخلف ثلاثمائة ألف دينار » (٣).

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٨١.

(٢) طبقات الشافعية ٣ / ٢٩١.

(٣) طبقات الحفاظ : ٣٦٠.

٣٢٩

*(٦٤)*

رواية ابن الجعابي

١ ـ أخرج روايته لحديث الثقلين ، العلامة السخاوي بقوله : « ورواه الجعابي من حديث عبد الله بن موسى ، عن أبيه عن عبد الله بن حسن ، عن أبيه ، عن جده ، عن عليّ رضي‌الله‌عنه ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله عز وجل طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » (١).

٢ ـ السمهودي حيث قال : « ورواه الجعابي في الطالبيين من حديث عبد الله بن موسى إلخ » (٢).

ترجمته :

ترجم له اعلام المؤرخين ، وقد ذكرنا ترجمة مفصلة له في مجلد حديث مدينة العلم ، فلا حاجة الى إعادتها هنا ...

*(٦٥)*

رواية سليمان بن احمد الطبرانيّ

لقد أخرج حديث الثقلين في معاجمه الثلاثة بطرق عديدة ، وألفاظ مختلفة :

١ ـ ففي ( المعجم الصغير ) برواية أبي سعيد الخدري : « حدثنا الحسن ابن محمد بن مصعب الاشانى [ الأشناني ] الكوفي ، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، حدثنا عبد الرحمن المسعودي ، عن كثير النواء ، عن عطية العوفي ، عن أبى سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّى تارك

__________________

(١) استجلاب ارتقاء الغرف ـ مخطوط.

(٢) جواهر العقدين ـ مخطوط.

٣٣٠

فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله جل وعز ، حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يتفرقا [ يفترقا ] حتى يردا علي الحوض. لم يروه عن كثير النواء الا المسعودي ».

٢ ـ وأيضا في ( المعجم الصغير ) برواية ابى سعيد بسند آخر (١).

٣ ـ وأخرجه في ( المعجم الأوسط ) كما ذكر السخاوي والسمهودي.

٤ ـ وفي ( المعجم الكبير ) حيث قال :

« حدثنا احمد بن مسعود المقدسي ، ثنا : الهيثم بن سليمان الخزاز ( ح ) ، وثنا : ابو حصين القاضي ، ثنا : يحيى الحماني قالوا : ثنا : شريك ، عن الركين ابن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : انّي قد تركت فيكم خليفتين ، كتاب الله واهل بيتي ، وانهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض » (٢).

« حدثنا عبيد بن غنام ، ثنا ابو بكر بن ابى شيبة ، ثنا شريك ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت يرفعه قال : انّي قد تركت فيكم الخليفتين ، كتاب الله وعترتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » (٣).

« حدثنا عبيد بن غنام ، ثنا : ابو بكر بن ابى شيبة ، ثنا : عمر بن سعد ابو داود الحضري ، ثنا : شريك ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم الثقلين من بعدي ، كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » (٤).

__________________

(١) المعجم الصغير ١ / ١٣٥.

(٢) المعجم الكبير ٥ / ١٧٠.

(٣) المعجم الكبير ٥ / ١٧١.

(٤) المعجم الكبير ٥ / ١٧١.

٣٣١

« حدثنا محمد بن حيان المازني ، حدثنا كثير بن يحيى ، ثنا : ابو كثير بن يحيى ، ثنا : ابو عوانة وسعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمت ثم قال فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال : ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن ، ثم أخذ بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ....

فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟

فقال : ما كان في الدوحات احد الاّ قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه » (١).

« حدثنا احمد بن عمرو القطراني ، ثنا : محمد بن الطفيل ( ح ) وحدثنا ابو حصين القاضي ، ثنا : يحيى الحماني قالا : ثنا : شريك ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن ثابت ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مثله » (٢).

« حدثنا محمد بن عبد الله الضرمي ، ثنا : جعفر بن حميد ، وحدثنا محمد ابن عثمان بن ابى شيبة ، حدثنا النصر بن سعيد ابو صهيب ، قالا : عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن ابى الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : نزل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم الجحفة ، ثم اقبل على الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال : انى لا أجد لنبيّ الاّ نصف عمر الذي قبله وانى أوشك ان ادعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت. قال أليس تشهدون ان لا اله الاّ الله وان محمدا عبده ورسوله ، وان الجنّة حق ، والنّار حق ، وان البعث بعد

__________________

(١) المعجم الكبير ٥ / ١٨٥.

(٢) المعجم الكبير ٥ / ١٨٦.

٣٣٢

الموت حق؟ قالوا : نشهد. قال : فرفع يديه فوضعهما على صدره ، ثم قال : وانا اشهد معكم. ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم ، قال : فاني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض وان عرضه ابعد ما بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : كتاب الله طرف بيد الله ( عز وجل ) وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ، والآخر عترتي. وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم.

ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت اولى به من نفسي فعليّ وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (١).

« حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا : عمرو بن عون الواسطي ، ثنا : خالد ابن عبد الله ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ابى الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » (٢).

« حدثنا معاذ بن المثنى ، ثنا : على بن المديني ، ثنا : جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ابى الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : انّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » (٣).

« حدثنا ابو حصين القاضي ، ثنا : يحيى الحماني ، ثنا : جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن ابى الضحى عن زيد بن أرقم ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثله » (٤).

__________________

(١) المعجم الكبير ٥ / ١٨٦ ـ ١٨٧.

(٢) المعجم الكبير ٥ / ١٩٠.

(٣) المعجم الكبير ٥ / ١٩٠.

(٤) المعجم الكبير ٥ / ١٩٠.

٣٣٣

« حدثنا على بن عبد العزيز ، ثنا : أبو نعيم ، ثنا : كامل أبو العلاء ، قال : سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدث ، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم أمر بدوح فكسح في يوم ما اتى علينا يوم كان أشد حرا منه ، فحمد الله واثنى عليه وقال : يا ايها الناس : انه لم يبعث نبى قط الاّ عاش نصف ما عاش الذين كانوا قبله وانى أوشك ان أدعى فأجيب وانّي تارك فيكم ما لن تضلوا بعده ، كتاب الله. ثم قام وأخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه فقال : يا ايها الناس : من اولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : الله ورسوله اعلم. قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه » (١).

٥ ـ وتجد روايته لحديث الثقلين في ( الدر المنثور ٢ / ٦٠ ) و ( احياء الميت ٢٧ ، ٣٠ ) وفي ( كنز العمال ) و ( الصواعق ) و ( السيرة الحلبية ) وغيرها.

ترجمته :

وقد ترجم الطبراني وأثنى عليه كبار الأئمة وكافة أرباب الكتب الرجالية ، مثل :

ابن خلكان في وفيات الأعيان ( ٢ / ٢١٥ ).

والسمعاني في الأنساب ( الطبراني ).

والذهبي في تذكرة الحفاظ ( ٣ / ٩١٢ ) والعبر ( ٢ / ٣١٥ ).

واليافعي في مرآة الجنان ( ٢ / ٣٧٢ ).

وابن الجزري في ( طبقات القراء ).

والقنوجي في التاج المكلل (٥٤).

ولغرض الاختصار نقتصر على ما ورد من ترجمته في طبقات الحفاظ

__________________

(١) المعجم الكبير ٥ / ١٩٢.

٣٣٤

للسيوطي حيث يقول :

« الطبراني ـ الامام العلامة الحجة ، بقية الحفاظ أبو القاسم سليمان ابن أحمد ابن أيوب بن مطير اللخمي الشامي. مسند الدنيا وأحد فرسان هذا الشأن. ولد بعكا في صفر سنة ٢٦٠ ، وسمع في سنة ٢٧٣ ، بمدائن الشام والحجاز واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك ، وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون.

صنف ( المعجم الكبير ) وهو المسند ، ولم يسبق فيه من مسند المكثرين الا ابن عباس وابن عمر ، فأما أبو هريرة ، وأنس ، وجابر ، وأبو سعيد ، وعائشة فلا بد ، ولا حديث جماعة من المتوسطين ، لأنه أفرد لكل مسندا فاستغنى عن إعادته. وله ( المعجم الأوسط ) على شيوخه ، فأتى عن كل شيخ بما له من الغرائب فهو نظير ( الافراد ) للدارقطني ، وكان يقول : هذا الكتاب روحي ، فانه تعب عليه. و ( المعجم الصغير ) وهو عن كل شيخ له حديث ...

قال أبو العباس الشيرازي : كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث ، وهو ثقة.

قال الذهبي في ( الميزان ) : ومع سعة روايته لم ينفرد بحديث » (١).

*(٦٦)*

رواية أبي بكر القطيعي

أخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم بالسند الآتي :

« حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد ، ثنا : أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، ثنا : يحيى بن حماد ، وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، وأبو بكر أحمد بن جعفر البزاز ، قالا : ثنا : عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا : يحيى بن حماد ، وثنا : أبو نصر أحمد

__________________

(١) طبقات الحفاظ : ٣٧٢.

٣٣٥

ابن سهل الفقيه ببخارى ، ثنا : صالح بن محمد الحافظ البغدادي ، ثنا : خلف ابن سالم المخرمي ، ثنا : يحيى بن حماد ، ثنا : أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش قال : ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال : لما رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، اني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال : الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، ثم أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه ، فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » (١).

ترجمته :

١ ـ السمعاني : « المحدث المشهور أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي ـ من قطيعة الدقيق محلة في أعلى غربي بغداد ـ يروى عن إسحاق وابراهيم الحربيين والكديمي وأبى مسلم الكشي ، وكان يروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ( المسند ) عن أبيه ، وكان مكثرا ، يروي عنه : أبو عبد الله الحافظ ابن البيع ، وأبو نعيم الحافظ الاصبهاني ، في جماعة كثيرة آخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، ومات في ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة » (٢).

٣ ـ الذهبي : « وكان شيخا صالحا » (٣).

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.

(٢) الأنساب ـ القطيعي.

(٣) العبر ٢ / ٣٤٦.

٣٣٦

*(٦٧)*

رواية الأزهري اللغوي

١ ـ لقد أورد حديث الثقلين في كتاب ( تهذيب اللغة ) في مادة ( عثرة ) على ما ذكر العلامة ابن منظور حيث قال :

« قال الأزهري رحمه‌الله : وفي حديث زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اني تارك فيكم الثقلين خلفي ، كتاب الله وعترتي فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وقال : قال محمد بن إسحاق : وهذا حديث صحيح ، ورفعه نحو زيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري ، وفي بعضها : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فجعل العترة أهل البيت » (١).

٢ ـ وأورده في مادة ( ثقل ) من كتابه قائلا : « التهذيب : وروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال في آخر عمره : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، فجعلهما كتاب الله عز وجل وعترته. وقد تقدم ذكر العترة. وقال ثعلب : سمّيا ثقلين لان الأخذ بهما ثقيل ، والعمل بهما ثقيل. قال : وأصل الثقل ان العرب تقول لكل شيء نفيس خطير مصون ثقل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما ، وأصله في بيض النعام المصون ، وقال ثعلبة ابن صغير المازني يذكر الظليم والنعامة :

فتذكرا ثقلا رشيدا بعدما

ألقت ذكاء يمينها في كافر

ويقال للسيد العزيز ثقل من هذا ، وسمى الله تعالى الجن والانس الثقلين سميا ثقلين ، لتفضيل الله تعالى إياهما على سائر الحيوان المخلوق في

__________________

(١) لسان العرب ٤ / ٥٣٨.

٣٣٧

الأرض بالتمييز والعقل الذي خصا به » (١).

٣ ـ وأورده في مادة ( حبل ) قائلا : « وفي حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم : أوصيكم بكتاب الله وعترتي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض. قال أبو منصور : وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله عز وجل وان كان يتلى في الأرض وينسخ ويكتب ، ومعنى الحبل الممدود نور هداه ، والعرب تشبه النور بالحبل والخيط. قال الله : ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ). فالخيط الأبيض هو نور الصبح إذا تبين للابصار وانفلق ، والخيط الأسود دونه في الإنارة لغلبة سواد الليل عليه ، ولذلك نعت بالأسود ونعت الآخر بالأبيض ، والخيط والحبل قريبان من السواء » (٢).

ترجمته :

١ ـ ابن خلكان : « كان فقيها شافعى المذهب ، غلبت عليه اللغة فاشتهر بها ، كان متفقا على فضله وثقته ودرايته وورعه ... وكان ... جامعا لشتات اللغة مطلعا على اسرارها ودقائقها ، وصنف في اللغة كتاب ( التهذيب ) وهو من الكتب المختارة ، يكون أكثر من عشر مجلدات ، وله تصنيف في غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء في مجلد واحد ، وهو عمدة الفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من اللغة المتعلقة بالفقه ، وكتاب التفسير » (٣).

٢ ـ الذهبي : « روى عن البغوي ونفطويه وأتى ابن السراج ، وترك الأخذ عن ابن دريد تورعا لأنه رآه سكران ، وقد بقي الأزهري في أسر القرامطة مدة طويلة » (٤).

__________________

(١) المصدر نفسه ١١ / ٨٨.

(٢) لسان العرب ١١ / ١٣٧.

(٣) وفيات الأعيان ٣ / ٤٥٨.

(٤) العبر ٢ / ٣٥٦.

٣٣٨

٣ ـ اليافعي بنحو ما تقدم (١).

٤ ـ وكذا ابن الوردي (٢).

٥ ـ السبكى : « كان اماما في اللغة ، بصيرا بالفقه ، عارفا بالمذهب ، عالى الاسناد ، ثخين الورع ، كثير العبادة والمراقبة ، شديد الانتصار لالفاظ الشافعي ، متحريا في دينه » (٣).

٦ ـ ابن قاضى شهبة : « كان فقيها صالحا غلب عليه علم اللغة وصنف فيه كتاب ( التهذيب ) الذي جمع فيه فأوعى في عشر مجلدات ... توفي بهراة سنة ٣٧٠ ... نقل الرافعي عنه مواضع تتعلق باللغة في ضبط السنة » (٤).

٧ ـ السيوطي : بنحو ما تقدم (٥).

*(٦٨)*

رواية محمد بن المظفر البغدادي

لقد أخرج روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي بقوله : « أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، نا : أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ اذنا ، نا : محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، نا : سويد ، ثنا : علي بن مسهر ، عن أبي حيان التيمي ، حدثني يزيد بن حيان ، قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبنا فقال : أما بعد ، أيها الناس! انما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، واني تارك فيكم الثقلين ، وهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في

__________________

(١) مرآة الجنان ٢ / ٣٩٥.

(٢) تتمة المختصر ١ / ٤٢٣.

(٣) طبقات الشافعية ٣ / ٦٣.

(٤) طبقات الشافعية ١ / ١٢٣.

(٥) بغية الوعاة : ٨.

٣٣٩

أهل بيتي. قالها ثلاث مرات » (١).

ترجمته :

١ ـ الذهبي : « محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ الامام الثقة أبو الحسين البغدادي محدث العراق ... قال الخطيب : كان ابن المظفر فهما حافظا صادقا ، وقال البرقاني : كتب الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث ... قال السلمي : سألت الدارقطني عن ابن المظفر ، فقال ثقة مأمون. فقلت : يقال أنه يميل الى تشيع؟ فقال : قليلا بمقدار ما لا يضر ان شاء الله » (٢).

٢ ـ وفي [ العبر في خبر من غبر ] بنحو ما تقدم (٣).

٣ ـ الصفدي : « رحل الى الأمصار وبرع في علم الحديث ومعرفة الرجال وتوفى في جمادى الاولى سنة ٢٧٩ ، وسمع الطبري وغيره. وروى عنه الدارقطني وغيره ، واتفقوا على فضله وصدقه وثقته » (٤).

٤ ـ السيوطي : « قال الخطيب : كان حافظا صادقا. قال ابن أبي الفوارس : سألت ابن المظفر من حديث الباغندي عن أبي زيد الحزازي عن عمرو بن عاصم فقال : ما هو عندي ، قلت : لعله عندك! قال : لو كان عندي لكنت أحفظه ، عندي عن الباغندي مائة ألف حديث ما هذا منها! وكان الدارقطني يجله ويعظمه ولا يستند بحضرته. وقال فيه : ثقة مأمون يميل الى التشيع قليلا. وقال أبو الوليد الباجي : حافظ فيه تشيع ، مات يوم الجمعة في جمادى الاولى سنة ٣٧٩ » (٥).

__________________

(١) المناقب : ٢٣٦.

(٢) تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٠.

(٣) العبر ٣ / ١٢.

(٤) الوافي بالوفيات ٥ / ٣٤.

(٥) طبقات الحفاظ : ٣٨٩.

٣٤٠