نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ١

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٧

١٨١
١٨٢

حديث الثقلين

ومن ألفاظه :

« إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي. وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروني بما تخلفوني فيهما. »

أخرجه احمد

١٨٣
١٨٤

كلمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

وبعد : فهذا هو المجلد الاول من مجلدات هذه الموسوعة العلمية العقائدية الخالدة ، قد بحث فيه عن حديث الثقلين سندا ودلالة ، وهو في بعض ألفاظه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

رواه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكثر من ثلاثين صحابيا ، وما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار علماء أهل السنة ، في مختلف العلوم والفنون ، وفي جميع الاعصار والقرون ، بألفاظ مختلفة وأسانيد متعددة ، وفيهم أرباب

١٨٥

الصحاح والمسانيد وأئمة الحديث والتفسير والتاريخ.

فهو حديث صحيح متواتر بين المسلمين ، ودلالته على امامة أمير المؤمنين بعد النبيّ صلّى الله عليهما وآلهما في غاية الوضوح كما سيرى القارئ المنصف ، حيث سنثبت في الجزء الاول تواتر هذا الحديث وقطعية صدوره ، ودلالته على المطلوب المذكور في تالييه ، بالادلة القاطعة والقواعد المسلمة ، ثم دحض كل ما قيل أو يمكن أن يقال في هذا الباب.

ومن هذا المنطلق ندعو كافة المسلمين الى نبذ الخلافات ، وترك التعصب للهوى ، بالرجوع الى أقوال النبي الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثابتة عنه ، والتمسك بما أمر بالتمسك به من بعده ، ليرجعوا بذلك الى رشدهم ، ويستعيدوا مجدهم ، والله ولي التوفيق والهداية.

والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن يقبلها بقبول حسن ، انه سميع مجيب.

١٨٦

كلمة السيد صاحب العبقات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي دعانا بمنه الجميل الى التمسك بالثقلين ، ووقانا بلطفه الجزيل عن الارتباك في العمه والغين ... هو الذي كشف عن قلوبنا سجوف الريب والرين ، وأنقذنا بولاء أهل البيت عليهم‌السلام من غمرات الردى والحين ، ونجانا بلطفه وكرمه من شفا جرف الزيغ القائد الى الزور والمين ، وصاننا بإيضاح السبل وإرسال الرسل عن الركون الى الشنار والشين.

وصلى الله على من أرسل على طول هجعة من الأمم واعترام من الفتن المقبلة بالمذل والأين.

وآله الكرام الاطهار ، وحامته العظام الأخيار ، الناهجين للقم الصواب والزين ، لا سيما أخيه وصهره أفضل الخليفتين ، والمصلح لذات البين ، كريم الأبوين ، شريف الوالدين ، ابن العلمين ، أمثل من ولد بين هاشميين ،

١٨٧

أكمل الافخرين ، ذاكي الأصغرين ، وعالي الأكبرين ، وواقد الاصمعين ، ومحرز الانفسين ، وباسط الأفضلين ، وماضي الاقطعين ، ووارث المشعرين ، وقائد العسكرين ، المبجل بالابطحين ، المفخم في الحرمين ، المهاجر بالهجرتين ، المبايع بالبيعتين ، والمصلي الى القبلتين ، الذي لم يكفر بالله طرفة عين ، المفرق جمع الورق والعين ، واللاطم وجه النضار واللجين ، المعرض المشيح بوجهه عن الحجرين ، مبسوط الراحتين ، المؤدي للطاعتين ، السابق بالشهادتين ، المجرد للسيف تارتين ، كاسر الصنمين ، وجاذ الوثنين ، وقاتل العمرين ، وآسر العمرين ، وهازم الفيلقين ، ومفرق الجحفلين ، راسخ القدمين ، الصارع كل منازل للفم واليدين ، قاصم الكفر ببدر وحنين ، الضارب بالسيفين ، الطاعن بالرمحين ، الحامل على قوسين ، المتهجد ليلة الهرير بين الصفين ، أسمح كل ذي كفين ، وأفصح كل ذي شفتين ، وأسمع كل ذي أذنين ، وأبصر كل ذي عينين ، وأهدى كل من تأمل النجدين ، أنشب من في الاخشبين ، وأعلم من بين اللابتين ، وأقضى من في الحرتين ، صاحب الكرتين ، الذي ردت له الشمس مرتين ، القاسم للفريقين ، المميز بين الحزبين ، حجة الله على المشرقين والمغربين ، وآيته العظمى بين النشأتين ، امام الحرمين ، ونظام الخافقين ، صنو سيد الكونين ، ونفس رسول الثقلين ، ونور سراج الدارين ، وشاهد الشاهد على أهل العالمين ، منجز الوعد وقاضي الدين ، وصاحب الكنز وذي القرنين ، أول الحجج المجتبين ، وأقدم الأئمة المصطفين ، ووالد الريحانتين ، وأبي السبطين الحسن والحسين عليهما‌السلام.

صلاة ناجحة نافعة شافعة عند الحشر والنشر والبعث والقيام والموتتين والنفختين ، خالدة آبدة دائمة باقية بدوام الملوين ، واختلاف العصرين ، وكر الجديدين ، وتعاقب الفئتين ، وتوالي الحرسين ، وطلوع النيرين ، ولموع القمرين ، وسفور الازهرين ، واصطحاب الفرقدين ، وارتفاع النسرين ، وجري الرافدين ، ووكوف الهاطلين.

١٨٨

وبعد : فيقول العبد القاصر العاثر « حامد حسين ابن العلامة السيد محمد قلى » عفا عنهما الرب الغافر : هذا هو المجلد الثاني عشر من مجلدات المنهج الثاني من كتاب « عبقات الأنوار في امامة أئمة الاطهار » نقضت فيه كلام « عبد العزيز بن ولى الله الدهلوي صاحب التحفة » على حديث الثقلين ، وقد جعله الحديث الثاني عشر من الأحاديث الدالة على امامة علي عليه‌السلام وأتى في جوابه بما يحير الافهام حبا لترويج ملفقات أسلافه الاعلام ، وشغفا بمخالفة طريقة أهل البيت عليهم‌السلام ، وولها بالعدول والجنوح عن جادة الحق المعتام.

ومن الله الملك المنعام المفضل بالنعم الجسام أستمد في البدء والختام والأخذ والإتمام.

١٨٩

كلام الدهلوي حول حديث الثقلين

الحديث الثاني عشر : رواية زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وسلّم : « انّي تارك فيكم الثقلين ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله وعترتي. »

وهذا الحديث لا علاقة له بالمدعى أصلا ، لأنه لا يلزم أن يكون المتمسك به صاحب الزعامة الكبرى. وعلى فرض التسليم بذلك ، فهناك حديث صحيح يعارضه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ». وعلى فرض عدم المعارضة ، فان العترة في اللغة بمعنى الأقارب ، فان دل وجوب التمسك على الامامة لزم أن يكون جميع أقارب النبي صلى الله عليه وسلّم أئمة تجب اطاعتهم خصوصا أمثال : عبد الله بن عباس ، ومحمد بن الحنفية ، وزيد ابن علي ، والحسن المثنى ، وإسحاق بن جعفر الصادق ، وغيرهم من أهل البيت.

١٩٠

وقد ورد في الحديث الصحيح أيضا : « خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء » مشيرا الى عائشة ، وقوله : « اهتدوا بهدي عمار » و « تمسكوا بعهد ابن أم عبد » و « رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد » و « أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل » وأمثال ذلك كثيرة ، خصوصا قوله : « اقتدوا باللذين من بعدي ، أبي بكر وعمر » حيث بلغ درجة الشهرة والتواتر بالمعنى ، فاللازم أن يكون هؤلاء كلهم أئمة.

وإذا دل هذا الحديث على امامة العترة ، فكيف يصح الحديث الصحيح المروي عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بصورة متواترة عند الشيعة ، يقول فيه : « انما الشورى للمهاجرين والأنصار » وكذلك حديث : « مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجى ، ومن تخلف عنها غرق » فانه لا يدل إلاّ على الفلاح والهداية الحاصلين من حبهم والناشئين من اتباعهم ، وأن التخلف عن حبهم موجب للهلاك.

وهذا المعنى ـ بفضل الله تعالى ـ يختص به أهل السنة من بين الفرق الإسلامية كلها ، لأنهم متمسكون بحبل وداد أهل البيت جميعهم حسب ما يريد القرآن : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) وموقفهم من ذلك كموقفهم من الأنبياء ( لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) فلا يؤمنون ببعضهم ويعادون غيرهم.

بخلاف الشيعة إذ لا يوجد من بينهم فرقة تحب أهل البيت جميعا ، فبعضهم يوادون طائفة ويكرهون الباقين ، والبعض الآخر على العكس ، وأما أهل السنة فليسوا كذلك ، بل يروون أحاديث جميعهم ويستندون إليها ، كما تشهد بذلك كتبهم في التفسير والحديث والفقه ، وإذا كان الشيعة لا يعتبرون كتب أهل السنة فبما ذا يجيبون عن الأحاديث الواردة عن الشيعة ـ سواء في العقائد الالهية والفروع الفقهية ـ الموافقة لأهل السنة كما سيأتي في هذا الكتاب؟

ولبعض علماء الشيعة في هذا المقام تأويل خداع ، لا بد من ذكره

١٩١

وتفنيده حيث يقول : ان تشبيه أهل البيت بالسفينة في هذا الحديث يقتضي أن لا يكون حب جميع أهل البيت وأتباعهم ضروريا في النجاة والفلاح ، فان من يستقر في زاوية واحدة من السفينة ينجو من الغرق بلا ريب ، بل ان التنقل من مكان الى آخر فيها ليس أمرا مألوفا. فالشيعة لتمسكهم ببعض أهل البيت ناجون ، ولا يرد عليهم طعن أهل السنة في ذلك.

أما الجواب على هذا الكلام فيكون على نحوين :

الاول بطريق النقض :

فالامامية في هذه الصورة يجب ألا يعتبروا الزيدية والكيسانية والناووسية والفطحية منحرفين ، بل مهتدون. لان كلا منهم قد استقر في زاوية من هذه السفينة الكبيرة ، ويكفي الاستقرار في زاوية منها للنجاة من الغرق. بل ان النص على الأئمة الاثني عشر يبطل على هذا أيضا ، لان كل زاوية من السفينة كافية في الإنجاء من أمواج البحر ، ومعنى الامام هو أن اتباعه يوجب النجاة في الآخرة. فبهذا يبطل مذهب الاثني عشرية بل الامامية بأسرها.

وإذا ادعى الزيدية ذلك أجيبوا بنفس الجواب ، فلا يصح لاي فرقة من فرق الشيعة التقيد بمذهب معين ، ولازمه اعتبار جميع المذاهب على صواب ، في حين أن التناقض قائم بين هذه المذاهب ، وأن اعتبار كلا الجانبين المتناقضين حقا يؤدي الى اجتماع النقيضين في غير الاجتهاديات ، وهو مستحيل قطعا.

الثاني بطريق الحل :

فان الاستقرار في زاوية من السفينة ، يضمن النجاة من الغرق في البحر بشرط أن لا يثقب الزاوية الأخرى منها ، فإذا اقترن الجلوس في زاوية مع الاثقاب في الزاوية الأخرى ، فان ذلك سوف يؤدي الى الغرق حتما. وما من فرقة من فرق الشيعة الا وهي مستقرة في زاوية وتثقب الزاوية الأخرى.

١٩٢

أجل : فان أهل السنة مهما تنقلوا في الزوايا المختلفة فان سفينتهم عامرة فإنهم لم يثقبوا في أية زاوية منها أصلا ليتسرب الموج من ذلك الجانب ويؤدي بهم الى الغرق ، والحمد لله.

وبهذا يتم لأهل السنة الزام النواصب في انكارهم لهذين الحديثين ، حيث ناقشوا في صحتهما بالدليل العقلي ، فقالوا : ان مفاد هذين الحديثين هو التكليف بما يمتنع عقلا وهو محال بالبداهة ، ذلك أنه إذا وجب التمسك بأهل البيت جميعهم ـ مع ما هم عليه من الاختلاف في العقائد والفروع ـ فذلك يستلزم التكليف بالجمع بين النقيضين ، وهو محال.

وإذا وجب التمسك ببعضهم فاما أن يكون ذلك مع التعيين أو بدونه ، فعلى الاول يلزم الترجيح بلا مرجح ، خصوصا مع وجود الاختلاف بين القائلين بذلك في تأكيد النص لصالحهم ، وعلى الثاني يلزم تجويز العقائد المختلفة والشرائع المتفاوتة في الدين الواحد من الشارع ، في حين أن آية ( لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً ) صريحة في خلاف ذلك ، مضافا الى استحالته بضروريات الدين.

ولا تستطيع أية فرقة من فرق الشيعة أن تخدش في دليل هؤلاء الأشقياء الا باتباع مذهب أهل السنة.

١٩٣

الرد :

أقول مستعينا بلطف الملهم الخبير :

لا يخفى على ذوي الأفكار الصائبة ، وطالبي الحق والحقيقة أن حديث الثقلين من أصح الأدلة الباهرة والبراهين القطعية على خلافة علي عليه‌السلام بلا فصل ، وكذلك الأئمة الطاهرين من ولده عليهم‌السلام.

ولقد حاول ( الدهلوي ) أن يسير في طرق ملتوية ومسالك معوجة ، لينقض دلالة هذا الحديث المتواتر على امامة أهل البيت ، فابتدع الاساليب المختلفة البعيدة عن الحق والصواب ، والمؤدية الى الخطأ وسوء العقاب ، وأتى بما يحير العقول ، وسنأخذ ـ بإذن الله ـ ببيان تلك التلفيقات واحدة تلو الأخرى ، مستدلين على ما نقول بما رووه هم في كتبهم وصحاحهم ومسانيدهم ، ليكون الأثر بالغا والرد نزيها.

١ ـ بالرغم من أن حديث التمسك بالثقلين ، مروي بطرق مختلفة وأسانيد معتبرة عن أكثر من عشرين صحابيا ، حتى أنه بلغ أعلى درجات

١٩٤

التواتر ، فان صاحب ( التحفة ) اكتفى بذكره عن طريق ( زيد بن أرقم ) فقط ، ليسهل معارضته بالروايات الآحاد الموضوعة في مقابل هذا الحديث ، ولكيلا يكلف نفسه كثيرا في الرد عليه.

٢ ـ لم يذكر شيئا عن تواتر هذا الحديث أصلا ـ كما هو مقتضى الحال ـ والحال أنه من أشهر المتواترات ، وأجلى القطعيات ، كما سنثبت ذلك في بحوثنا القادمة ان شاء الله تعالى.

٣ ـ ولا أقل من كون هذا الحديث مستفيضا في نظره ـ ان لم يكن متواترا ـ فلماذا لم يتطرق الى ذكر استفاضته أيضا؟! ٤ ـ ولم يكتف بتجاهل مكانة هذا الحديث بين الأحاديث بالاعراض عن ذكر تواتره أو استفاضته ، بل لم تسمح له نفسه بأن يشير ـ ولو اجمالا ـ الى تعدد طرقه وتنوع أسانيده ، لا في مقام بيان دليل الامامية ، ولا في مقام الرد. وسيمر عليك اثبات تعدد طرق روايته ، وتنوع أسانيده عن كتب أعاظم الجماعة وأساطينهم.

٥ ـ وطبيعي أن لا يتطرق الى ثبوت هذا الحديث وصحته لا في مقام بيان استدلال الامامية ولا في مقام الرد.

٦ ـ هب أنه لم يقتنع بتواتر الحديث واستفاضته وتعدد أسانيده ، فلا أقل من كونه ( حسنا ) ومع ذلك كله فقد تحرز عن الإذعان لذلك ، ولم يدع مجالا ـ ولو أضيق من كفة حابل ـ لدرء شبهة تعمد الإخفاء عنه.

٧ ـ انه حذف من الحديث ، الفقرة التي تفسر العترة بـ ( أهل البيت ) ، كما ورد ذلك التفسير في ( صحيح الترمذي ) الذي هو من أشهر كتب الحديث وفي غيره من كتب الحديث ، وبهذا يتمكن من تفسير العترة بالأقارب ـ لعدم وجود قرينة مخصصة ـ فيشمل جميع الأقارب ، ويلزم منه عدم ثبوت امامة بزعمه.

٨ ـ حذف الفقرة الآتية من الحديث : « وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض » الدالة بصراحة على عصمة أهل البيت عليهم‌السلام ، مع أنها

١٩٥

مذكورة في ( مسند أحمد ) و ( صحيح الترمذي ) وغيرهما من الكتب المعتبرة.

٩ ـ انه أغفل ذكر بقية الجمل الموجودة في الطرق الكاملة لهذا الحديث الشريف عن الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الدالة على كمال عظمة منزلة أهل البيت عليهم‌السلام بصورة عامة وأمير المؤمنين عليه‌السلام بصورة خاصة وبذلك أثبت تماديه في غمط الحق. ولا يصح منه الاعتذار بعدم الاطلاع عليها مع ادعاء طول الباع في هذه المسائل ، الذي يدعيه أتباع ( الدهلوي ) وأشياعه تبعا له ، وان كان الأمر كذلك في الواقع.

١٠ ـ لم يذكر استدلال أهل الحق المتضمن لدلالة هذا الحديث الشريف على امامة أمير المؤمنين عليه‌السلام بالوجوه العديدة ، ولم يشر إليها ـ ولو اجمالا ـ.

أما منهجنا في اثبات الحديث فيكون أولا بذكر أسماء جماعة من أساطين العلماء والمعتمدين عند أهل السنة ، الذين ذكروا هذا الحديث في كتبهم ، ثم نذكر ألفاظ روايتهم بنصوصها ، لنبين مدى رصانة الحديث ورسوخه وصحته.

فنقول : لقد روى هذا الحديث عدة من النقاد المشاهير ، والعلماء النحارير في كتبهم ، ننقل أسماءهم أولا من القرن الثاني الهجري حتى القرن الثالث عشر.

١٩٦

أسماء الرواة والمخرجين

لحديث الثقلين

١٩٧
١٩٨

القرن الثاني

١ ـ سعيد بن مسروق الثوري سنة ١٢٦.

٢ ـ الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري ـ أبو الربيع الكوفي سنة ١٣١.

٣ ـ ابو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي سنة ١٤٥.

٤ ـ عبد الملك بن أبى سليمان ميسرة العرزمي سنة ١٤٥.

٥ ـ سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي المعروف بالاعمش سنة ١٤٧.

٦ ـ محمد بن إسحاق بن يسار المدني سنة ١٥١.

٧ ـ إسرائيل بن يونس السبيعي أبو يوسف الكوفي سنة ١٦٠.

٨ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي المسعودي سنة ١٦٠.

٩ ـ محمد بن طلحة بن مصرف اليامي الكوفي سنة ١٦٧.

١٩٩

١٠ ـ أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز سنة ١٧٥.

١١ ـ شريك بن عبد الله القاضي سنة ١٧٧.

١٢ ـ حسان بن ابراهيم بن عبد الله الكرماني سنة ١٧٦.

١٣ ـ جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي سنة ١٨٨.

١٤ ـ أبو بشر اسماعيل بن ابراهيم بن مقسم الأسدي البصري المعروف بابن علية سنة ١٩٣.

١٥ ـ أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان الصبي الكوفي سنة ١٩٤.

١٦ ـ عبد الله بن نمير الهمداني سنة ١٩٩.

القرن الثالث

١٧ ـ محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري الحبال سنة ٢٠٣.

١٨ ـ أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي سنة ٢٠٤.

١٩ ـ الأسود بن عامر بن شاذان الشامي سنة ٢٠٨.

٢٠ ـ يحيى بن حماد بن أبى زياد الشيباني سنة ٢١٥.

٢١ ـ أبو جعفر محمد بن حبيب الهاشمي البغدادي سنة ٢٢٥.

٢٢ ـ أبو عبد الله محمد بن سعد الزهري البصري سنة ٢٣٠.

٢٣ ـ أبو محمد خلف بن سالم المخرمي المهلبي ، مولاهم السندي سنة ٢٣١.

٢٤ ـ زهير بن حرب بن شداد أبو خثيمة النسائي سنة ٢٣٤.

٢٥ ـ أبو الفضل شجاع بن مخلد الفلاس البغوي سنة ٢٣٥.

٢٦ ـ أبو بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي شيبة سنة ٢٣٥.

٢٧ ـ محمد بن بكار بن الريان الهاشمي سنة ٢٣٨.

٢٨ ـ أبو يعقوب إسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن مطر

٢٠٠