النذير الأخير

خالد إسماعيل إبراهيم

النذير الأخير

المؤلف:

خالد إسماعيل إبراهيم


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتاب المصري
الطبعة: ٠
ISBN: 977-17-0597-9
الصفحات: ٢٥٢

٣ ـ ذكر الله عزوجل ان علم القرآن سوف يصل للناس :

فى قولة عزوجل : (١)(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢))

صدق الله العظيم سورة الرحمن

٤ ـ تحديد المولى عزوجل تنقل العلم بالقلم :

فى قوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥))

صدق الله العظيم سورة العلق هذا فلا بد ان ينشر علم الكتب من مبعوث الله عزوجل فى آخر الزمان بالقلم لا بغيره ، ولا ينتقل عن طريق السمع ، أو بواسطة التلفزيون أو الراديو الذين تواجد ذكرهما فى كتاب الله عزوجل وفى احاديث النبى الحبيب ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وذلك لتحديد المولى عزوجل انتقال العلم يكون بالقلم (" الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ") والعلم بالقلم لا يتأتى الابان يكتب من عنده علم الكتاب ـ عليه‌السلام ـ كتاب مسطور ـ فى رقائق الورق وتكون لهذا الكتاب صفة الانتشار بين المسلمين وذلك عند توليته الخلافة.

__________________

(١) هاتان الآياتان يطول شرحهما وخصص شرحهمها فى الفصل الثامن من هذا الكتيب

٨١

٥ ـ جاء ذكر هذا الكتاب بآية الكرسى بالاشارة :

وذلك من قول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ ... (٢٥٥))

صدق الله العظيم سورة الكرسى

الا بما شاء ، وما هنا لغير العاقل ، اجدها منطبقة على كتاب علم الكتاب ، ولهذه الاسباب جاء تأويلى ل (" وَكِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ") انه كتاب به علم الكتاب للمهدى عليه‌السلام عند توليه الخلافة.

(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) :

البيت المعمور هو الكعبة ، البيت الحرام الذى هو معمور من الناس ، يعمره الله عزوجل بآلاف مؤلفه من الناس اما حاجين أو معتمرين ، وهو أول بييت وضع للناس لعباده الله عزوجل ، ودليل القسم ان البيت المعمور هو الكعبة اى البيت الحرام الذى بمكة ام القرى ، وليس البيت المعمور الذى فى السماء السابعة الذى يدخله كل يوم سبعون الف ملك اذا خرجوا منه لم يعود اليه ، هو قسم الله عزوجل باشياء نجدها فى الدنيا مثل الطور ، وكتاب مسطور فى رق منشور وهو علم الكتاب سوف يكون فى الدنيا ان شاء الله ، والسقف المرفوع ايضا فى الدنيا ، والبحر المسجور ايضا فى الدنيا ، وسيأتى تأويلهما ان شاء الله تعالى (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) هو سقف فى السماء جعله الله عزوجل محفوظا ، وهو ما علمه العلماء الآن باسم الغلاف الجوى

٨٢

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (٣٢))

سورة الانبياء صدق الله العظيم

وقد اخبرنا المولى عزوجل انه خلق السماء الدنيا فوقنا ليس بها فروج اى ثقوب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (٦))

صدق الله العظيم سورة ق

٨٣

وأعطاني المولى عزوجل العلم بأنه رفع السماء فوقنا بميزان ، ولم يجعل فيها فوقنا فروج ، وامرنا أن لا نطغى في الميزان حتى لا يحدث فروج في السماء (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (٧) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (٨))

صدق الله العظيم سورة الرحمن

وبعد أن تقدم العلم بالإنسان وكثرت المصانع التي لها نفايات من غازات ، وعمليات التجارب النووية والهيدر وجينية وغيرهم ، أحدثت فروج فى سماء الدنيا تسمى بثقب الأوزون ، وبذلك يكون الإنسان طغى فى الميزان.

ولكن ذكر الله عزوجل (" وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ") لا يفيد طغيان الناس فى الميزان الذي يؤدى إلى فروج السماء.

ثم حدد المولى عزوجل انه يقسم ب (" وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ") فى يوم تمور السماء مورا" اى تضطرب السماء اضطربا ، ولا تمور السماء مورا الا بعد أن يطغى الانسان فى الميزان ، وهو الوضع الحادث الآن ويزيد ، وهو ظهور فروج فى سماء الدنيا" ثقب الاوزون" والذى جعل السماء الدنيا بها اضطربا ومورا.

وهذا شرط من أشراط الساعة ، صدق الله عزوجل به وعده وظهر مور السماء كشرط فى أشراط الساعة" فقد جاء اشراطها" سورة محمد.

٨٤

(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)

(١) جاء معنى البحر المسجور عند بعض العلماء بانه البحر الموقود او المشتعل ، وجاء عند بعضهم ايضا بانه المحبوس ، وجاء تعليق الاستاذ دكتور / فاروق الدسوقى :

(٢) " وكأن هذا السؤال لغز يعجز السابقون عن الإجابة عليه ، بيد أن اى معاصر يقول على الفور انه بحر البترول او الغاز الطبيعى. ظل محبوسا عشرات او مئات او ملايين السنين ثم صار مرسلا باستخراجه فى العصر الحديث ، ثم ارساله إلى مواضع تكريره ثم استخدام مشتقاته فيكون موقودا ، ثم بعد ذلك يصبح فارغا" هذا واضف اضافه إلى قوله ، أن الله عزوجل اطلق لفظ بحر على ما هو له سيولة ، مثل المياه العزبة او المالحة" الاجاج" واطلقه على المداد" قل لو كان البحر مداد لكلمات ربى" وان الحمم والنار لم يطلق عليها لفظ بحر ، وإلا اطلق على جهنم لفظ بحر.

وتلاحظ لى انه بضم الجيم ياتى المعنى بالمحبوس وهذا فى جميع احوالها ، وبفتح الجيم او كسرها لبنائها للمجهول ياتى المعنى المشتعل او الموجود ، كقوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢))

غافر

__________________

(١) الجامع لاحكام القرآن الكريم ـ تفسير القرطبى ـ شرح البحر المسحور

(٢) الجزء الثالث من موسوعة أشراط الساعة ـ للدكتور / فاروق الدسوقى ص ـ ١٤٣

٨٥

(وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)) صدق الله العظيم التكوير واذا البحار سجرت هو استخراج ما هو له سيولة من البحار واشعالها ، وهو مطابق لسيولة البترول فى باطنى الأرض واستخراج البترول ثم تسجيره او حرقه داخل الأفران فى المصانع فى محركات القطارات والسيارات والماكينات وجميع الآلات والأجهزة التى تدور بمشتقات البترول (١).

جاء تحديد المولى عزوجل للون السائل الذى بهذا البحر (" الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ") بان لونه اسود ، وذلك من قول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥))

صدق الله العظيم سورة الاعلى

اخرج المرعى اى اخرج ما يرعى به حاجات الناس ، واخرج تفيد انه كان محبوس فى باطن الأرض ثم اخرجه ، فجعله غثاء اى سيل ، وذلك يفيد سيولة ما يخرج من باطن الارض ، وأحوى اى أسود ، وهذا هو

__________________

(١) جاء هذا المعنى بكتاب مطابقة الاختراعات العشرية لما اخبر به سيد البرية ـ للشيخ ابو الفيض احمد بن محمد الصديق الغمارى الحسنى.

٨٦

البترول بعينه لا شيء غيره ، وسبحان الله الذى بارك فى الأرض وقدر فيها أقواتها فى أربعة ايام سواء للسائلين (١).

ولكن ذكر الله عزوجل (" وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ") لا يفيد اكتشاف هذا البحر ، فهو مسجور من ايام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، ولكن قول الله عزوجل (" وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً ") حدد زمن القسم ، وهو عند ما ياتى يوم تسير الجبال سيرا : اى تسير عن أماكنها وهذا حدث كشرط من أشراط الساعة فإن الانسان حطم جبال باكملها وسيرها عن أماكنها كجبل النهدين بمدينة ناصر ، وبعض الجبال فى مكة زالت تماما عن أماكنها لبناء مكانها فنادق للحجاج ، والسبب فى ذلك هو اكتشاف البحر المسجور" آبار البترول" ، ولان مشتقات البترول هى التى تدير العدد والآلات الثقيلة ، ثم يأخذ حطام الجبال وتوضع على سيارات تدور ايضا بمشتقات البترول ، وهذا التيسر للجبال يعد شرط من أشراط الساعة ، وذلك لأن هناك تسير آخر للجبال يحدثه الله عزوجل للجبال يوم القي أمة.

إن عذاب ربك لواقع. ما له من دافع وهو وقوع عذاب الله عزوجل وذلك عند ما تمور السماء مورا" تحدث فرجه

__________________

(١) جاء هذا المعنى بالجزء الثالث ـ موسوعة أشراط الساعة للدكتور / فاروق دسوقى ص ـ ٢٥٢

٨٧

فى السماء بسبب طغيان الانسان فى الميزان" ثقب الاوزون" وتيسير الجبال سيرا عند ما يتمكن الانسان بواسطة مشتقات البترول" البحر المسجور" من تحطيم الجبال وتسيرها عن أماكنها.

وعذاب الله عزوجل فى الدنيا للناس ياتى بخسوفات ورجفات واغراق القري الظالمة كما جاء في قصص القرآن ولا تحدث هذه الخسوفات إلا بعد ارسال رسل الله عزوجل وتكذيبهم وارسال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام للعالمين يكون حجة بالغة لهذه الخسوفات وذلك لأن أكثر أهل الأرض الآن غير مؤمنين بهذه الرسالة كما في شعوب أوربا وأمريكا وأسيا واستراليا وكثير من دول إفريقيا.

وقد ذكر رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام خسوفات ثلاثة في أخر الزمان خسف بالمغرب وخسف بالمشرق بجزيرة العرب.

وذكر المولى عزوجل وقوع هذا العذاب علي المكذبين.

(فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢)) سورة الطور وهذه حجة للعلم أن هذا العذاب يقع علي المكذبين في الدنيا ويكون حالهم وقتئذ بانهم في خوض يلعبون وهذا خلاف حال المكذبين يوم القي أمة إنهم يكونوا في ويلات وثبور وليس في لعب ولهو ثم إنهم بعد ذلك يدعون يوم القي أمة إلي نار جهنم ويقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون.

٨٨

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦))

صدق الله العظيم سورة الطور

تنبيه : تواجد في كتاب الله عزوجل تسيرين للجبال تسير يقع كشرط من اشراط الساعة وذلك بعد تحطيم الانسان لجبال كاملة بواسطة المعدات الحديثة وتسيرها عن أماكنها بواسطة المعدات الحديثة ايضا وجاء ذكر هذا التسير في سورتان في القرآن كله في سورة الطور بالآية رقم (١٠) وسورة التكوير بالآية رقم (٣).

وهناك ذكر لتسير الجبال جميعها يوم القي أمة وتسير وهي علي حال العهن المنفوش وجاء ذكرها في ثلاثة سور في القرآن كله وفي سورة الكهف الآية رقم (٤٧) وسورة النمل الآية رقم (٨٨) وسورة النساء الآية رقم (٢٠).

ويتم العلم انها شرط من أشراط الساعة اذا وقعت ضمن آيات بها اشراط للساعة.

٨٩

الأعجاز في انسياق آيات سورة الطور

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢))

صدق الله العظيم سورة الطور

هو أن الله عزوجل اقسم بخمس مقسمات الثلاثة الاول منهم حرمات وهم :

١ ـ الطور ٢ ـ كتاب مسطور في رق منشور ٣ ـ البيت المعمور واثنان ليس بحرمات وهما ٤ ـ السقف المرفوع ٥ ـ البحر المسجور وذكره عزوجل وقوع عذاب بعدهم.

وذكر السقف المرفوع لا يدل علي تحديد لزمنه ولكن بذكره عزوجل (" يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً ") يفيد القسم بالسقف المرفوع وهو السقف

٩٠

المحفوظ في السماء عند ما يضطرب اضطرابا هو الاضطراب الواقع له الآن بسبب ثقب الاوزون.

وذكر البحر المسجور لا يدل علي زمنه ولكن بذكره عزوجل (" وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً ") يفيد القسم بالبحر المسجور" آبار البترول" عند ما تسير الجبال سيرا عن أماكنها ويكون السبب في ذلك اكتشاف البترول الذي هو مسجور في باطن الأرض واستخدام مشتقاته في إدارة الآلات التي تحطم الجبال ، والآلات التي تسير الجبال من سيارات عملاقة ولودارات .... الخ وهو الوضع الحادث الآن.

وذكر أن عذاب ربك لواقع لا يفيد أن العذاب يقع في الدنيا ولكن بذكره عزوجل (" فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ") يفيد أن العذاب يقع في الدنيا وذلك لانه ياتي علي المكذبين وهم في حال اللعب واللهو ، وهذا خلاف حال المكذبين يوم القي أمة ، ثم بعد ذلك يوصل عذابهم في يوم القي أمة ويدعون الي نار جهنم دعا.

٩١

الفصل السابع

ذكر تطاول الناس في البنيان

ورفاهية الكافرين في بنيانهم

في القرآن الكريم

في قوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٢) وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (٣٤) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا)

صدق الله العظيم سورة الزخرف

لو لا أن يكون الناس أمة واحدة ، تأتى بمعني إذا وصل الناس إلي أن يكونوا أمة واحدة يحدث أن يجعل الرحمن لمن كفر به لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون وقوله عزوجل معارج أي مصاعد ، ومصاعد علي البيوت قد تعني السلالم ولكن قوله عزوجل (عَلَيْها يَظْهَرُونَ) يفيد المصاعد الكهربائية الموجودة حاليا ، حيث أن لها أبواب في كل دور تفتح فجأة ويظهر الناس عليها.

والحادث الآن أن الناس كأمة واحدة في تبادل المنافع والتكنولوجيا وذلك بعد ظهور البترول بكثرة في الدول النامية ، وحدث تبادل منافع بين الدول المالكة للبترول والدول الصناعية ، حتى انتقلت التكنولوجيا من الكفار الي المسلمين.

٩٢

والمعارج تفيد أن الناس سوف يتطاولون في البنيان لأن المصاعد لا تكون إلا عند ما يكون البيت فوق البيت كما هو حادث الآن ويصل البنيان الي أكثر من عشرين دور.

وفى حديث نبوى شريف يفيد أن علوا البنايات لن يكون إلا شرط من أشراط الساعة. وتحديد تطاول رعاة الابل البهم في البنيان وهم العرب يفيد أن التطاول في البنيان يصل الي المسلمين.

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بارز يوما للناس فأتاه جبريل فقال : ما الايمان قال : الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال : ما الاسلام قال : الاسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال : وما الاحسان قال أن تعبد الله كانك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال متى الساعة قال : ما المسئول عنها باعلم من السائل وساخبرك عن اشراطها : اذا ولدت الأمة ربها واذا تطاول رعاة الابل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن الا الله." صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام اخرجه البخاري في صحيحه وقوله عزوجل (مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ) يفيد اكتشاف الانسان للكهرباء كقوة دافعة لهذه المصاعد وهذا بخلاف استخدام الكهرباء للانارة.

إن الذين كفروا بالرحمن وما لهم في بيوتهم من سقفا من فضة ومعارج عليها (١) يظهرون في زمن يكون الناس فيه أمة واحدة في

__________________

(١) تكلم فى هذا المعنى الشيخ / محمد متولى الشعراوى فى تفسيره لهذه الآية ، كما تكلم عنها الدكتور / مصطفى محمود فى برامجه

٩٣

تبادل المنافع من آيات الله عزوجل اللاتي أنزلت علي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في سورة الزخرف وكانت غيب وقت التنزيل وأصبحت الآن حاضر وصدق ظهورها في حقبة العشرات سنوات القليلة الماضية وصدق الله العظيم حيث قال :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣))

صدق الله العظيم سورة فصلت

٩٤

الفصل الثامن

ذكر الطاقة الشمسية

والكهرباء للانارة

وتسير الانسان للجبال

واستخدام المواصلات الحديثة

وظهور حدائق الحيوان واستخدام الانسان للبترول

وعملية الاستنساخ

وعملية ؤد المسلمين

وظهور الصحافة

وثقب الاوزون

وخليفة الله المهدي

والاقمار الصناعية بانواعها

في القرآن الكريم

في قوله عزوجل :

٩٥

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤) فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩))

صدق الله العظيم التكوير

ورد في التفسيرات تفسيرات مختلفة لآيات هذه السورة ، وهي التفسيرات الشائعة في كتب التفسير واختلاف العلماء فيها ادخل عليها اختلاف المعاني وعدم الاستقرار علي صراط واحدة ، ذلك وان هؤلاء العلماء لم يعاصروا زمننا هذا ، وهو الزمن الذي ظهرت فيه أشراط الساعة جميعها إلا شرط واحد منها ولذلك جاءت تأويلاتهم مختلفة لعدم وجود المحدثات التي بين يدينا في زمنهم.

أما في عصرنا هذا فإنه تم تأويل بعض آياتها علي يد الشيخ الغماري (١) ـ رحمه‌الله ـ فأول خمسة آيات منها علي أنها أشراط للساعة متواجدة بين يدينا وهن الآيات :

__________________

(١) جاء ذلك بكتاب الشيخ الغمارى ـ رحمه‌الله ـ وهو ـ مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية

٩٦

(" وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ" ، " وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ" ، وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ" ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ") ، (" وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ") ، ودعم تأويله ل (" وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ") بحديث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام الذي يفيد بترك القلاص وهي الإبل عند نزول المسيح عيسى بن مريم عليه‌السلام في آخر الزمان وأيضا الأحاديث الواردة في المهدي ـ عليه‌السلام ـ والتي تفيد ذهابه من مكة إلى المدينة ثم إلى مكة ثلاثة مرات في الفترة ما بين انتهاء الحج وليلة عاشوراء ، وقد أعتبر هذا الأمر من السابقين منكر العجز الإبل علي القيام بذلك في خمسة وعشرين يوما وعلق علي ذلك الشيخ البر زنجي ـ رحمه‌الله ـ في كتابه الأشعة لأشراط الساعة ـ " على إنهم كلهم أولياء فيمكن أن تطوى لهم الأرض أو يكونوا من أصحاب الخطوات" وقال ـ الله اعلم ـ ، فقال الشيخ الغمارى رحمه‌الله ـ ، انه اصبح هذا الأمر ميسور بالسيارة أو الطائرة في ساعات.

ثم جاء الدكتور / فاروق الدسوقي (١) ، وايد تفسيرات الشيخ الغمارى بشدة ، وأضاف عليها تأويل ستة آيات أخرى منها ، على أنها أشراط للساعة ظاهرة بين يدينا وهى :

(" وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ" ، وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ" وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ" ، وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ" ، فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ") ثم جاء هذا الكتيب فأيد الشيخ الغمارى والدكتور / فاروق الدسوقى فى تأويلاتهم واضاف إليهم أخطر شرط فى الآيات. (" وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما

__________________

(١) جاء ذلك بموسوعة الدكتور فاروق الدسوقى عن أشراط الساعة في الجزء الثالث وذلك ما بين ص ٥٧ ، ١٢٤

٩٧

أَحْضَرَتْ ") ، واكد بعلوم القرآن الكريم وبهداه وبآياته المنيرة صدق هذه التأويلات للعالمين فى هذه السورة.

الطاقة الشمسية

(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) :

إذا اداة شرط تربط بين وقوع حدث وحدث آخر وتجعل بينهما صلة إلزامية فلا يقع الحدث إلا بوقوع المشروط به بأداة الشرط إذا.

معنى (كورت) الشمس (١) : جمع ضوؤها وصار كالكورة. وذلك لأن لفظ الشمس اطلقه الله عزوجل على ضوؤها ايضا لقوله فى سورة الكهف ١٦ : ١٧

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً (١٧))

صدق الله العظيم سورة الكهف

فالدلالة هنا عن الشمس هو ضوؤها وليس قرص الشمس نفسه ، فالذى يجعل أهل الكهف يتزاورون فى رقدتهم جهة اليمين ثم تقرضهم جهة الشمال هو ضوء الشمس عند ما يدخل من فجوة في كهفهم ، وقول الله عزوجل (" هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً ") سورة يونس ـ يفيد أن

__________________

(١) مجمع اللغة العربية ـ (المعجم الوجيز).

٩٨

ضوء الشمس هو المسخر لنا وليست الشمس كقرص ، اى المنافع التى تقع للانسان بتسخير الله عزوجل الشمس للإنسان تقع بسبب ضوئها.

ومن ثم فإن تكوير الشمس تأتى بمعنى جمع ضوئها حتى يصير كالكورة ، وهذا هو المعنى الذى فى المعجم ، وجمع ضوء الشمس حتى يصير كالكورة هو التى تحدثه العدسة المقعرة أو اللامة لأشعة الشمس ، وينتج عن هذا التكوير لأشعة الشمس إذا سلط على ورقة انها تحرقها ، ثم طور هذا التكوير لأشعة الشمس بالإكثار من الخلايا الضوئية وجعلها فى بؤر دقيقه وكثيرة ، وتمكن الإنسان من استخراج طاقة كهربية من هذا التكوير ، وبذلك يكون وقع التكوير للشمس.

الكهرباء للانارة

(وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) :

الواو حرف عطف ، وإذا أداة شرط ، النجوم : هى النجوم اللاتي خلقها الله عزوجل فى السماء ، وهى مسخرات لقوله عزوجل : (" وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ ") ـ النحل ١٢

وحدد المولى عزوجل وجه هذا التسخير بقوله :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٩٧))

صدق الله العظيم الأنعام

ومن ثم فإن نور النجوم هو الذي نهتدي به فى ظلمات البر والبحر وانكدرت مصدرها كدر ، وكدر بمعنى غير صافى ، ومنه المياه

٩٩

انكدرت : اى أصبحت المياه غير صافيه ، واذا النجوم انكدرت : اى اصبح نور النجوم الذى نهتدي به فى ظلمات البر والبحر غير صافى ، اى نور النجوم المسلط على الطرق البرية فى الأرض ومياه البحار غير صافى ، وهذا حدث بالفعل بعد ظهور الكهرباء للانارة ، فبواسطة نور المصابيح الكهربائية المسلطة على الطرق البرية والبحرية" الفنارات" حدث كدر لنور النجوم الذى على الطرق البرية والبحرية ، فأصبح نور النجوم غير صافى لاختلاطه بنور المصابيح الكهربائية ، وبذلك تكون النجوم انكدرت.

تسير الانسان للجبال

(وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) :

الواو حرف عطف ، وإذا أداة شرط ، الجبال سيرت : أي سارت عن أماكنها ، وهذا الذي حدث بالفعل فإن هناك جبال كاملة فى مكة ومصر وغيرهما من الدول حطمت وسيرت عن أماكنها ، ووقوع هذا كشرط من اشراط الساعة ، وسوف يقع تسير الجبال يوم القيامة بعد نسفها ، فتسير وهى على حال العهن المنفوش انظر شرح سورة الطور فى (" وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً") فى الفصل السادس من هذا الكتيب.

استخدام الإنسان للمواصلات الحديثة

(وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) :

الواو حرف عطف ، وإذا أداة شرط ، العشار هى النوق والإبل فإذا وضعت فتسمى بالعشار أيضا ، ولا يطلق عليها إذا لم تنجب لفظ عطلت ، بل إذا لم تنجب يطلق عليها عقرت او عقمت ، وهذا لمن ذهب بالمعنى إلى أن العشار عطلت أى لم تنجب ، ولكن معنى عطلت أى الوظيفة التى كانت تؤديها للإنسان بالتسخير من الله عزوجل عطلت ، وكذلك يطلق

١٠٠