النذير الأخير

خالد إسماعيل إبراهيم

النذير الأخير

المؤلف:

خالد إسماعيل إبراهيم


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتاب المصري
الطبعة: ٠
ISBN: 977-17-0597-9
الصفحات: ٢٥٢

أما نسف الجبال كشرط من أشراط الساعة فهو يتزامن مع أشراط أخرى للساعة كظهور المرسلات عرفا واكتشاف الكهرباء للإنارة وحدوث ثقب الاوزون وجاء ذكره بآية واحدة في القرآن كله وهي بسورة المرسلات (" وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ ") ، وذلك لوجود حرف العطف واو ، والذي يجعل حكم نسف الجبال في الآية كحكم الآيات التي قبله وحكم الآيات التي بعده وتحمل حرف العطف واو نسف الجبال كشرط من أشراط الساعة وقع بالفعل بعد اكتشاف الإنسان للديناميت والمعدات الثقيلة ، ففي مكة هناك جبال بالكامل نسفت حتى يبنوا مكانها فنادق للحجاج وكذلك في مصر كجبل النهدين بمدينة نصر لم يتبقى منه شيء.

أما النسف الكلي لجميع الجبال فيحدث في يوم القيامة فينسف الله عزوجل الجبال جميعها فتظل موجودة في مكانها ولكن تسلب منها صفة

٦١

الجمودية والصخرية ويبدل عنهما صفة العهن المنفوش وذلك في أقوال الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (١٠٥) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (١٠٦) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (١٠٧) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً (١٠٨) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (١٠٩)) سورة طه

((٤) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (٥) سورة القارعة ((٨) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩)) سورة المعارج

صدق الله العظيم

٥ ـ ظهور التليفونات والفاكس والتلغراف :

في قوله عزوجل (" وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ") هناك رسل غير رسل الله عزوجل وهم الرسل الذين يرسلون بالرسالات أو الهدايا من شخص الى شخص وبيان ذلك من قول الله عزوجل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (٣٥))

صدق الله العظيم سورة النمل

ورسول الخليفة الي الوزير هو الذي يحمل رسالة الخليفة الى الوزير وأقتت بمعني أجلت وتاجيلها ليوم الفصل : أي تؤجل في آخر زمان الدنيا حتى نصل الي يوم الفصل وهو شرط من أشراط الساعة والآيات :

٦٢

(وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣))

سورة المرسلات

وهذا الذي حدث بالفعل فقد ظهر ما يغني الناس عن الرسل فالآن اذا اراد شخص ان يخبر شخص آخر بمكان بعيد بشيء ما فلا يبعث له رسول بل يكلمه شخصيا في التليفون أو يبعث فاكس أو تلغراف.

التليفون المحمول خاصة في حديث نبوى :

قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام :

" إن الله عزوجل قد رفع الدنيا فإن أنظر اليها الى ما هو كائن فيها الى يوم القيامة كأنما أنظر الى كفي هذه" صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام في الطبراني عن عمر بن الخطاب وقال الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٨٠))

صدق الله العظيم سورة النمل

فحديث النبي الحبيب عن رفع الدنيا له لينظر اليها جاء مبين لذكر الله عزوجل :

وقول الله عزوجل (" وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ") ولكن بشرط التعقل وذلك مصدقا.

لقول الله عزوجل :

(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)

سورة النحل (٤٤)

٦٣

وقول الله عزوجل : (" إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ") يفيد بظهور (١) أجهزة للاتصال تغني عن الرسل فجاء هذا الحديث النبوي الشريف مبينا للذكر : حيث قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام :

" إنها أمارة من أمارات بين يدى الساعة ، أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه ما أحدثه أهله بعده" صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام

عن أبو هريرة رضى الله عنه ـ للإمام أحمد فى مسنده.

إن هذا الحديث نقل الينا دون أن يتواجد من يضع له تفسير حتى ظهر المراد من هذا الحديث النبوى الشريف جليا منذ بضع سنوات قليلة ، فإن النبى الحبيب تحدث عن أمارة من أمارات الساعة القريبة ، وهى أن يخرج الرجل فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه ، وهى رؤيا من الله عزوجل لرسوله الامين يبصره بها فيما هو كائن والعجب فيها أنه كيف يحدث الرجل نعلاه وسوطه عما أحدثه أهله بعده؟ والنعل هو الحذاء والسوط هو الكرباك وهذا الشيء أشبه الى التليفون المحمول بالذات في بدء تصنيعه لأن التليفون المحمول أشبه بنعل الحذاء ويخرج منه سوط صغير فإذا خرج الرجل لا يعود الى بيته حتى يتحدث في تليفونه المحمول ما ذا حدث في بيته وإخبار أهله من الابناء أو الوالدين أو الزوجة أو غيرهم وما ذا حدث بعد خروجه من بيته ، وهو التليفون المحمول بالاخص وليس تليفونات الطريق وغيرهم وذلك لصفه الامتلاك للنعل" نعلاه ، ونعلاه مثنى يفيد أن احداهما مع الرجل والآخر فى مكان أهله.

والأربعة أشراط هذه يتزامنوا مع ظهور المرسلات عرفا وفعلها فى سورة المرسلات

__________________

(١) طابق هذا الحديث النبوى الشريف ، د / فاروق الدسوقى ولحاء بكتابه ـ القيامة الصغرى على الابواب ـ الجزء الثانى ـ ص ٧٥ ، ٧٦ فطابقه بالتليفون المحمول.

٦٤

(والمرسلات عرفا) :

المرسلات تفيد بأشياء مرسلة من مكان الى آخر ، وعرفا تعنى تتابع وتوالى إرسالها من نفس المكان الى نفس المكان الآخر ، ومن عملية تتابع المرسلات عرفا إفادة بأن المرسلات هذه ليست رسالات يحملها شخص الى شخص آخر ، وذلك لأنه يكفى رسالة واحدة من الراسل الى المرسل اليه حتى يعلم بالمطلوب ، وذلك لأن الفائدة تكون فى الرسالة المرسلة نفسها فلا يحتاج الى مرسلات أخرى تتبعها عرفا ، ولكن قول الله عزوجل يفيد أن الفائدة تتم بالمرسلات عرفا نفسها أى بتتابع وتوالى هذه المرسلات تلو الاخرى كعرف الفرس من مكان الارسال الى مكان الوصول ، ومن ثم فإن الفائدة تتم فى طريق المرسلات نفسه ، وذلك لأنها تتوالى عرفا على الطريق نفسه ، وتنطبق هذه المرسلات على وسائل المواصلات الحديثة مثل القطارات والاتوبيسات والبواخر والمترو والتزام .... الخ من وسائل المواصلات الحديثة ، فمثلا القطار عبارة عن مرسلة من محطة قيامه من مدينة ما الى أماكن محددة ومدن أخرى ، ثم بعد فترة زمنية معينة يتبع هذا القطار قطار آخر من نفس محطة القيام الى نفس الاماكن التى ذهب اليها القطار الاول ، وبذلك يكون عرفا أى متتابع كعرف الفرس ، وتكون هنا الفائدة فى الطريق نفسه وهو توصيل الناس من مكان الى مكان آخر بطريقة متتابعة ومنتظمة ، وينطبق هذا على باقى المواصلات الحديثة التى تدب على الارض بالاخص ، وذلك باعتبار أن الناس أول ما عرفوا من المواصلات هى المواصلات التى تدب على الارض فهى بداية المواصلات الحديثة ، والذى دل على أن المرسلات عرفا هى المواصلات الحديثة التى تدب على الارض هو انسياق آيات الله عزوجل التى بعدها مباشرة كمراحل لتطورها.

٦٥

(فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) :

العاصفات جمع ومفردها عاصفة ، وعاصفة لا تدل على أنها الرياح ، بل أن الرياح إذا كانت شديدة عصفت معها الرمال وأوراق الشجر وغيرها مما قل جملة فتكون وقتئذ ريح عاصف لقول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ (٢٢)) سورة يونس

وهو أن الريح يعصف برزاز المياه يعصف بالفلك نفسها فى البحر وأن عاصفة رملية تفيد أن المعصوف هو الرمال ، إذن كلمة عاصفة تفيد الاداة التى يعصف بها الاشياء فالريح هى العاصف للرمال ، ولم يعهد الإنسان طول حياته بشيء يعصف الاشياء فى السماء الا الرياح ، ولكن منذ أكثر من ثمانين سنة ظهرت عاصفات غير الرياح ، وهذه العاصفات لا تعصف شىء سوى نفسها وهى الطائرات سواء المدنية أو الحربية فهى تعصف نفسها فى السماء بواسطة محركاتها ، فينطبق قول الله عزوجل (فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً)(١) على الطائرات المدنية ، وعصفا تفيد شدة عصفها واستمرارها فى العصف ، والفاء حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب ، اى ظهور الطائرات المدينة كان بعد المواصلات الحديثة التى تدب على الارض ، والعاصفات عصفا هى مرسلات عرفا ولكن مجالها فى السماء.

__________________

(١) وذلك كقول الله عزوجل (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) : أي النازعات نفسها هي التي تكون غرقا.

٦٦

(وَالنَّاشِراتِ نَشْراً)

الناشرات جمع مؤنث سالم ومفردها ناشرة ، والناشرة هى الشيء الذى يتم الانتشار منه ، والانتشار بمعنى الذهاب الى اماكن كثيرة ، وذلك من قول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ** وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠)) صدق الله العظيم الروم ـ ٢٠ فاذا كانت المرسلات عرفا هى التى تتخذ طريقا وأحدا لتوالى فيه المرسلات عرفا ، فان الناشرة هى التى تتخذ عده طرق لنشر المرسلات عرفا ، وكذلك فان الناشرة هى التى تتخذ عده طرق لنشر العاصفات عصفا.

ومن ثم فان الناشرات نشرا هى المراكز الرئيسية التى يتم نشر المرسلات عرفا منها ، وهى المحطات الرئيسية للسكك الحديدية والاتوبيسات والموانى ، والناشرات هى المراكز الرئيسية التى تنتشر منها العاصفات عصفا ، وهى المطارات.

(فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) :

والفارقات جمع مؤنث سالم ومفردها فارقة ، والفارقة هى التى تفرق بين شيئين أو أكثر ، وقد تكون هذه الفارقة مكان يفترق فيه الناس ، وقد تكون هذه الفارقة حاجر يفرق بين شيئين أو أكثر ، والمعنى هنا فى الفارقات فرقا هو المكان الذى يفترق فيه الناس ، وقد تكون أماكن الفارقات فرقا هى الناشرات نشرا نفسها" المحطات الرئيسية" أو محطات عادية

٦٧

فرعيه ، وهو المكان الذى يودع الناس فيه المسافرين ويفارقونهم فيه ، والفارقات تفيد كثيرة هذه الاماكن ، وفرقا تفيد غزارتها ، والفاء تفيد ترتيب حدوث الفارقات فرقا بعد الناشرات نشرا.

(فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) :

الملقيات هى الاشياء التى يلقى منها ، وذكرا بمعنى القول ، فتكون الملقيات ذكرا هى الاشياء التى يلقى منها القول ، وهى الميكروفونات والسماعات ومكبرات الصوت الموجودة فى المطارات والموانى والسكك الحديدية.

(عُذْراً أَوْ نُذْراً) :

وعذرا اى الاعتزاز ، ونذرا هو التحذير ، فتكون الملقيات ذكرا وهى الميكرفونات أو السماعات تلقى بقول الاعتزاز والتحذير ، وهذا ما يدور فى المطارات والموانى والسكك الحديدية ، وهو انه يلقى فى الميكرفونات احيانا اعتذارا عن وصول الطائرة القادمة من كذا فى ميعادها لاسباب كذا ، ونذر هو انذار الركاب بالتوجيه الى اماكن اقلاع الطائرة أو السفينة أو القطار لانه حان موعد قيامها ، أو الانذار من شرب السجائر .... الخ من الانذارات.

(إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) : وهذه الاشياء من وعد الله وهو سوف يقع ويتم ظهوره فهو غيب وقت التنزيل وسوف يتم وقوعه وظهوره.

ان الله عزوجل اقام الحجة فى هذه الآيات وربط بينهم. بحروف العطف الواو والفاء وباذا الشرطية ، التى تفيد وقوع هذا اذا ما وقع ذاك ، ثم جعل آخر ثلاث آيات منها مبينة لوقت ظهور ووقوع هذه الاشياء وهو آخر زمان الدنيا ، وذلك لان الله عزوجل ربط بين ايقات الرسل وتاجيلها حتى ياتى يوم الفصل ، ومن ثم فيكون ايقات هذه الرسل وتاجيلها سوف يكون

٦٨

قبل يوم الفصل الذى هو يوم البعث ، والذي يكون قبل يوم البعث هى الساعة واشراطها اى آخر زمان الدنيا ، فالزم علينا العلم ان هذه الآيات جميعها تقع كاشراط للساعة ، والثلاثة آيات المبينة لذلك :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣))

صدق الله العظيم سورة المرسلات

ان سورة المرسلات تعتبر من أكثر السور الجامعة لأشراط الساعة وذلك بعد سورة التكوير ، وسوف ياتى تدبرها باذن الله عزوجل.

بيد أن الانسياق دل على كثرة الآيات الحاملة لأشراط الساعة والباقى فى القرآن أكثر مما كتب ، وهى بمثابة برهان من الله عزوجل للناس ، لقول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (١٧٤))

صدق الله العظيم سورة النساء

لكن هنا اقف وقفة كاستراحة من هذه الكم العظيم من أشراط الساعة التى صدق الله بها وعده للمؤمنين والمؤمنات ، فانه عزوجل جاء باشراطها وهى المحدثات التى بين يدينا الآن ، لقوله عزوجل فى سورة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

٦٩

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(١٧) فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ (١٨))

صدق الله العظيم سورة محمد

سبق ان تكلمنا ان ذكر الله عزوجل (" فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها") فلا بد ان تكون أشراط الساعة جميعها فى القرآن الكريم بلا استثناء ، سواء كان هذا الذكر تفصيلى لها أو اشاره عليها ، وان اشاره الله عزوجل لشرط من أشراط الساعة ما هو إلا تفصيل كامل لهذا الشرط ، وكقوله سبحانه (" وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ") فهما كلمتان وحرف عطف وأداة شرط ، ولكن هى ناتج لأحداث كثيرة تحتاج لصفحات عديدة ، عن كيفية فروج السماء والاسباب التى ادت الى ذلك ، فأتى الله عزوجل بالنتيجة النهائية لها وهى فروج السماء ، ولنتذكر الاسباب التى ادت الى فروجها.

لكن احببت ان اقف هنا لنتذكر آيات الله عزوجل التى تدفعنا الى تدبر القرآن الكريم ، وليس الوقوف عند ما وقف عليه السابقين وهى :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ** أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٨٢))

سورة النساء

٧٠

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤)) سورة محمد

((٢٨) كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩))

صدق الله العظيم سورة ص

وان آيات الله عزوجل فى كتابه الكريم تدل ان هذا القرآن فيه ذكرنا ، وذلك لمن يتعقله ويتدبره.

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ** (٩) لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠))

سورة الانبياء

((٢٣) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٤))

صدق الله العظيم سورة الانبياء

فى آية سورة الانبياء رقم (١٠) اخطار من المولى عزوجل ان هذ القرآن الكريم فيه ذكرنا وذلك لمن يتعقله ، وذكرنا يعنى ذكر الأمة التى نزل عليها القرآن وما يتواجد معها من الامم ، ولا ينقضى هذا الذكر بوفاة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، فما زالت هذه الامة قائمة وما زال القرآن محفوظا بيننا وقد أمرنا الله عزوجل ان نؤمن بالغيب لقوله :

٧١

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) صدق الله العظيم سورة البقرة

وبالطبع لا يمكن التنبّؤ به ، بل هذا الغيب موجود فى القرآن ، ولذلك جاء قول المولى عزوجل (" لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ") ، ومن ثم فان الغيب يؤخذ من القرآن حتى نعلم ذكرنا الذى كان غيب وقت التنزيل واصبح الآن من المحدثات التى بين يدينا بشروط التعقل والتفكر والتدبر.

وفى الآية رقم (٢٤) من سورة الانبياء ذكر المولى عزوجل ان الذين كفروا واتخذوا من دونه الهه ليس لهم برهان عليهم ، فهذا القرآن فيه ذكر من مع الرسول ، والذين مع الرسول هم من آمنوا بالله عزوجل ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وما أنزل عليه ، ويعملون به سواء كانوا فى حياة الرسول ام بعد وفاته لان الله عزوجل انزل عليه الذكر وهو له حافظ ، فهذا الذكر برهان من الله عزوجل ليعلم الناس أنه لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، وفى اقل من مائة سنة وبعد انقطاع الوصى بحوالى الف وثلاثمائة عام بدء ذكر الله عزوجل لأشراط الساعة يتتابع فى الظهور جليا للعالمين ولكن أكثر الناس غافلون وقلوبهم غلف عن هذا الذكر المبارك وهذا الاحكام العظيم لا حرفه وآياته ، ولو انهم آمنوا بالله عزوجل ورسوله لعلموا ان هذه التكنولوجيا التى وصلوا اليها ويظنون انهم بها امتلكوا الزمام ولا يقدر عليهم أحد ، ما هى الامن خلق الله عزوجل ، وان الله هو العليم بما خلق وهو أعلم بخواص كل شىء ومنافعه وأضراره

٧٢

ومتى يصل الإنسان الى اكتشافها ، ومن ستكون له هذه المحدثان فتنه ، ومن ستزيده إيمانا ، وهذا ليقضى الله أمرا كان مفعولا.

ان المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقان والملقيات ، وطمس النجوم وفروج السماء ونسف والجبال وتوقيت الرسل آيات من آيات الله عزوجل اللاتى وأنزلت على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فى سورة المرسلات ، وصدق ظهور هن منذ أكثر من ثمانين سنة تقريبا.

وصدق الله العظيم حيث قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣))

صدق الله العظيم سورة فصلت

٧٣

الفصل السادس

ذكر كتاب علم القرآن الكريم

للمهدى ـ عليه‌السلام ـ عند خلافته

فى القرآن الكريم

فى قول الله عزوجل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢))

صدق الله العظيم سورة الطور

ورد فى كتب التفسير هى التفسيرات الشائعة (١) والطور : هو اسم الجبل الذى كلم الله عزوجل موسى عليه‌السلام ، اقسم الله به تشريفا له وتكريما له وتذكيرا لما فيه من آيات ، وقيل ان الطور كل جبل انبث وما لا ينبت فليس بطور ، (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) : اى مكتوب ، يعنى القرآن الكريم يقرؤه المؤمنون من المصاحف ، ويقرؤه الملائكة من اللوح المحفوظ كما قال الله عزوجل (" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ ") وقيل : يعنى سائر الكتب المنزلة على الانبياء ، وكان كل كتاب فى رق ينشره اهله لقراءته ، (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) : هو مارق من الجلد ليكتب فيه المنشور المبسوط ، (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) : قيل هو بيت حيال الكعبة يدخله كل يوم سبعون الف ملك ، ثم

__________________

(١) الجامع لاحكام القرآن ـ تفسير القرطبى ـ شرح سورة الطور

٧٤

يخرجون منه فلا يعودون اليه ، وقيل البيت المعمور هو الكعبة ، البيت الحرام الذى هو معمور من الناس ، يعمره الله كل سنة بستمائة الف ، فان عجز الناس عن ذلك أتمه الله عزوجل بالملائكة ، وهو أول بيت وضعه الله للناس لعبادته فى الارض ، (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) : يعنى السماء سماها سقف لانها للارض كالسقف للبيت ، وبيانه" وجعلنا السماء سقفا محفوظا ، وقيل هو العرش وهو سقف الجنة ، (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) : قيل يسجر يوم القيامة فيكون نارا ، وقيل المسجور اى المحبوس ، ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع : هذا جواب القسم اى واقع بالمشركين ، (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) :

اى تضطرب السماء اضطربا ، (وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) : قيل سير عن اماكنها حتى تستوى بالارض.

فى قول الله عزوجل (" وَكِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُور ٍ") فإن الآيتين جاءت بين آيتين تحمل ذكر مكانين مقدسين هما الطور والبيت المعمور ، وذلك مما يجعلنا نتجه الى العلم بان هذا الكتاب له حرمانية ، ولكن عند تتبع علوم القرآن الكريم للاهتداء بها على هذا الكتاب المسطور ، نجد ان الله عزوجل عند ما يذكر الكتب المنزلة على المرسلين فى القرآن الكريم يكون ذلك على طريقتين ، وهذا علم مؤكد فى القرآن كله الطريقة الأولى بالتعريف لكلمة كتاب" بال" كقوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦))

سورة الاسراء والاحزاب آية ٦

(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤))

سورة البقرة

٧٥

(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢))

سورة البقرة

(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩))

صدق الله العظيم سورة النحل

ذلك والطريقة الثانية ان تكون كلمة كتاب بدون ال ، ولكن مضاف إليها إما لفظ الجلالة وهو الله عزوجل أو أحد أنبيائه كموسى عليه‌السلام أو كتاب مسند تنزيله من عند الله عزوجل أو كتاب احكمت آياته أو فصلت أو كتاب منير كقول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ)

٢٤ ـ سورة آل عمران

(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً)

١٧ ـ سورة هود

(وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ)

١٥٥ ـ سورة الانعام

(الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١))

١ ـ سورة هود

٧٦

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ(٨))

الحج صدق الله العظيم

وكتاب منير هو القرآن الكريم لقوله عزوجل :

(ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً)

٥٢ ـ الشورى

لهذا فان ذكر الله عزوجل (" وَكِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ") وعدم تعريف كلمة كتاب بال أو واضافه اليه ما يعلمنا انه كتاب الله المنزل على المرسل ، وبالتالى فهو ليس القرآن الكريم نفسه ،

وبتتبع آيات سورة الطور يتضح الآتي :

ان الله عزوجل اقسم بخمسة اشياء وعطفهم على بعض بحروف الواو وهم : (" وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ") ثم صدق المولى عليهم بان عذاب ربك لواقع ما له من دافع ، ويكون ذلك يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سير ، ويكون الويل يومئذ للمكذبين الذين هم فى خوض يلعبون ، ولا يكون حال المكذبين انهم فى خوض يلعبون إلا في الدنيا ، وذلك لان حالهم يكون فى يوم القيامة فى الويلات والثبور.

ومن ثم فان الثمانية اشياء من الآية (١) الى الآية (١٢) يقعوا فى الدنيا ، حتى عذاب الله عزوجل الواقع يتم فى الدنيا بخسوفات ثلاثة كما اخبرنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، وهم خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ، وعند ما تقع هذه الخسوفات يكون حال

٧٧

المكذبين وقتئذ انهم فى خوض يلعبون ، ولهذه الخسوفات ذكر فى القرآن الكريم.

(وَالطُّورِ) :

هو جبل طور سيناء الذى شهد تجلى رب العالمين امام موسى عليه‌السلام ، والذى كلم الله عزوجل موسى عليه‌السلام منه وهو جبل له قدسيته.

(وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣))

هو كتاب يكتب بالقلم فى سطور على ورق وتكون له صفة الانتشار ، وعلى ورق لكلمة رق : اى ما رق من الجلود أو مارق من الورق.

وقد دلت آيات الله عزوجل انه ليس الكتاب المنزل على المرسلين أو القرآن الكريم وتدبرا لما ذا ، وذلك مما يجعلنا نتجه الى العلم ان هذا الكتاب هو كتاب يكتبه المهدى عليه‌السلام عند ما يتولى الخلافة ، وهذا الكتاب يكون فيه علم القرآن الكريم متكامل ، وجاءت اشارات الله عزوجل عن هذا الكتاب فى آيات كثيرة ، حتى جاء ذكره هنا كاشرط من أشراط الساعة ، واتخذت هذه الاسباب لهذا التأويل.

١ ـ العلم من القرآن الكريم انه لا بد ان يتواجد رجل عنده علم الكتاب :

وذلك فى قول الله عزوجل :

٧٨

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (٤٣))

صدق الله العظيم سورة الرعد

وان علم الكتاب هو علم ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثون آية كامله وهى آيات القرآن الكريم كله ، ولم يظهر من يستطيع ان يؤول كثير منها ، مثل الأحرف التى يبدأ بها الله عزوجل بعض السور مثل (" الم ـ ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ ") سورة البقرة ، وما مدلول هذه الاحرف؟ ، ولما ذا لم تكن احرف غيرها تفتح بها سورة البقرة؟ وما دلالة هذه الاحرف فى آيات سورة البقرة نفسها؟ وكذلك باقى الاحرف مثل" الر ، المص ، كهيعص ، وطسم ، ن ، ق ، ص ، " وغيرهم من الاحرف؟ وما زال القرآن الكريم به الكثير من عظيم القول لم نستدل عليه ، بل كل يوم تنكشف عجائب وغرائب فيه.

والقرآن الكريم هو مائدة وغذاء المسلمين ، إذا علمنا منه شىء وقفنا على اعتاب علوم أخرى فيه ، وإذا دخلنا فى هذه العلوم الأخرى كشفت عن علوم أكثر وأكثر ، ولا ينقضى عجبه ، ولكن هذه الآية تريح صدورنا كثيرا ، وهو أنه لا بد أن يوجد الله عزوجل رجل يهب له علم الكتاب وهو علم القرآن الكريم ، وذلك فضل عظيم من الله الكريم على هذا الرجل وعلى المسلمين جميعا ، وهذا الرجل يشهد بين الكفار الذين يقولون للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لست مرسلا مع الله عزوجل ويصدق ارسال النبى الحبيب بعلم الكتاب.

٧٩

وهناك فرق بين الذى عنده علم الكتاب ، والذى عنده علم من الكتاب الذى جاء ذكره فى عهد سليمان عليه‌السلام بسورة النمل والذى أحضر عرش ملكه سبأ قبل أن يرتد طرف سليمان عليه‌السلام ، وذلك بعلم من الكتاب ، فما ذا يكون الأمر للذى يكون عنده علم الكتاب كله.

٢ ـ العلم من القرآن الكريم والاحاديث النبوية ان المهدى علية السلام هو الذى يكون عنده علم الكتاب :

جاءت احاديث النبى الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام عن المهدى عليه‌السلام ، بان امه الحمد تنعم فى عهده بنعمه لم تنعم بها من قبل ، وهل ترون نعمه فى الدنيا انعم من علم الكتاب.

وان الدجال واعوانه يحاصرون المسلمين فى آخر الزمان بقيادة المهدى عليه‌السلام فلا يجد المسلمين الطعام ، فيسبحون الله عزوجل ، ويسرى عنهم التسبيح مسرى الطعام والشراب الا قليلا ، فيكون حال المسلمين وقتئذ كحال الملائكة ، ولكنهم يمشون على الارض ، وجاء وصف المولى عزوجل لحالهم فى سورة الزخرف ، وذلك مع وصف المهدى عليه‌السلام انه علم للساعة ويجب اتباعه لما وهب الله له من علم الآيات

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٥٩) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١))

صدق الله العظيم سورة الزخرف

٨٠