النذير الأخير

خالد إسماعيل إبراهيم

النذير الأخير

المؤلف:

خالد إسماعيل إبراهيم


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتاب المصري
الطبعة: ٠
ISBN: 977-17-0597-9
الصفحات: ٢٥٢

((٣٤) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥))

الفرقان

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)

الفرقان ٢٧

(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢))

القصص

(يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥))

صدق الله العظيم العنكبوت

وهذه أمثله من قول المولى عزوجل عن يوم القيامة أو يوم الحساب ، وبالقرآن الكريم عشرات الآيات المفصلة لهذا اليوم بقول المولى عزوجل يوم ... مع حذف المسمى لهذا اليوم ، ليعلم أنه يوم القيامة أو يوم الحساب.

٢٢١

الفصل الرابع عشر

ذكر الاختلاف بين

زلزلة الساعة

والساعة

ويوم تقوم الساعة

فى القرآن الكريم

ورد فى كتاب الله عزوجل ثلاثة أحداث مختلفة تحمل كل منهم اسم الساعة هم :

١ ـ زلزلة الساعة

٢ ـ الساعة

٣ ـ ويوم تقوم الساعة

وذكر العلماء القدامى أن زلزلة الساعة غير الساعة وأجمله القرطبى بهذا النص (١) " الزلزلة المعرف التى هى إحدى شرائط الساعة ، والتى تكون فى الدنيا قبل يوم القيامة وأورد الإمام السيوطى فى الدر المنثور :

واخرج ابن ابى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن حاتم عن علقمة فى قوله" ان زلزلة الساعة شىء عظيم" قال : الزلزلة قبل الساعة واخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبى انه قرا" يا ايها الناس اتقوا ربكم" الى قوله" ولكن عذاب الله شديد" قال : هذا فى الدنيا من آيات الساعة واخرج ابن شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير فى الآية. قال : هذه أشياء تكون فى الدنيا قبل يوم القيامة.

__________________

(١) الجامع لاحكام القرآن الكريم ـ تفسير القرطبى ـ شرح زلزلة الساعة بسورة الحج

٢٢٢

وقال الدكتور / فاروق الدسوقى ما هو نصه :

" وزلزلة الساعة لا تحدث لحظه قيام الساعة كما يتبادر إلي الذهن لاول وهلة نتيجه أضافه الزلزلة الى الساعة ـ ولكنها زلزلة عظيمة لم يكن لها نظير من قبل تحدث بين يدى الساعة كعلامة من علامات الساعة ، فهى تحدث فى الدنيا ، كما تحدث اشراط الساعة وآيات الساعة الاخرى".

وهكذا جاء تاييد بعض العلماء القدامى والمعاصريين إلى أن زلزلة الساعة شرط او آية او علامه من علامات الساعة وليس الساعة نفسها

١ ـ زلزلة الساعة :

زلزلة الساعة هى التى يحدثها الله عزوجل فى الدنيا ، وفى بدء آيات اليوم الآخر" آخر الزمان" ، وذلك ليهلك بها أكبر قوة كفر غاشمة ، ويمكن للمسلمين المؤمنين فى الأرض بعدهما وذلك حيث ذكرت زلزلة الساعة مرة واحدة فى القرآن الكريم كله فى سورة الحج ثم فصلت هذه الزلزلة فى سور أخري ، وجاء مراد الله عزوجل من زلزلة الساعة فى سورة الحج نفسها ، وتبيان آية زلزلة الساعة كالآتي :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢))

صدق الله العظيم الحج

٢٢٣

ولقد احكم الله عزوجل آياته للفصل بان زلزلة الساعة غير الساعة نفسها ، وذلك لان زلزلة الساعة عند ما يراها الناس تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها ، ويكون حال الناس كحال السكرى ولكنهم ليس فى سكر لانهم يكونوا فى عذاب الله بزلزلة الساعة ، وهذا المعنى يدل على أن زلزلة الساعة تأخذ لحظات عديدة ، وحتى ينتقل الناس من الحالة العادية إلي حاله السكر يتطلب لحظات عديدة ، وذلك حتى يتحقق لهم عذاب الله الشديد بزلزلة الساعة ، ولكن الساعة نفسها جاء وصفها من المولى عزوجل غير ذلك ، حيث قال عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٧٧))

صدق الله العظيم النحل

فإن الساعة نفسها هى التى ينهى بها المولى عزوجل حياه من فى السموات والارض إلا من شاء ، وعند حدوثها وقتما حدد المولى عزوجل تنتهى حياتهم بحدوثها فى اقل من لمح البصر" بالصعق" ، اى لا يستطيع أحد منهم أن يرمش على الأقل ، وذلك لان الله على كل شىء قدير ، وهذا برهان ان زلزلة الساعة غير الساعة نفسها.

وان تفصيل هذه الزلزلة جاءت فى سور عديدة من القرآن الكريم ، كسورة النجم الذي إذا هوى ، وأن اسم هذا النجم الشعرى ، وتأكد سقوطه فى سورة الطارق على قوم يكيدون كيدا ، وجاءت صفاتهم كصفات عادا الاولى ، ومن ثم فيكونوا هم عادا الآخرة.

٢٢٤

ولما ذا لم تكن عادا الآخرة في عصر من العصور السابقة للإسلام؟

وذلك لان هذا العصر مشار إليه من المولى عزوجل بدقة فى آيات كثيرة وعديدة كأشراط للساعة ، وبدء اليوم الآخر" آخر الزمان" فالزام علينا العلم ان عادا الآخرة تتواجد فى هذا الزمان بالذات والأخص ، وتكون أكبر قوة متحكمة فى الارض عن كفر ، وهذا ما اثبته الواقع فى امريكا.

وسقوط النجم اذا هوى" الشعرى" الذى هو الطارق من السماء والثاقب فى مكان سقوطه ينتج عنه زلزلة الساعة اى : الزلزلة التى تكون على أبواب الساعة ، ويحدث بالقارات المجاورة رجة او زلزلة عنيفة للارض ينتج عنها صدع او شرخ بالارض" والارض ذات الصدع" وتذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع ذات حمل حملها ويكون الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد.

وهى البطشة الكبرى من الله عزوجل للانتقام من مجرمين آخر الزمان ، والذى يكون ظهور الدخان فى سماء دوله مؤمنة علامه قريبه جدا لحدوثها.

ومن ثم فتكون الزلزلة شديدة على القارات المجاورة لعادا الآخرة وتقل شدتها كلما بعدنا عن مكان خسفهم بالنجم الثاقب ، حتى تصل الى الدول العربية خفيفة بعض الشيء وتكون نسبة الهلاك فيهم قليلة ، وذلك استنتاجا من قول الله عزوجل فى سورة الحج نفسها ، انه يريد ان يمكن للذين آمنوا ، فيكون تمكينهم بسبب زلزلة الساعة التى تهلك فيها القوة المتجبرة فى الارض وبعض الدول الكافرة الأخرى وليس جميعهم ، وذلك لانه ثبت من الأحاديث النبوية الشريفة انه لا بد ان يحارب المسلمين دول الروم وهم اوربا والفرس" صغار الاعين" كما وصفهم النبى عليه أفضل

٢٢٥

الصلاة والسلام ، ومحاربة المسلمين بعد ذلك للدجال وأعوانه الذين لم تهلكهم الزلزلة العظيمة ، وهى الرجفة التى تتبعها الرادفة التى جاء ذكرها بسورة النازعات ، وهى عذاب ربك لواقع ما له من دافع عند ما تمور السماء مورا اى تضطرب اضطرابا وذلك الحادث بسبب ثقب الأوزون ، وتسير الجبال عن أماكنها بعد تحطيم الإنسان لها ويكون اكتشاف البحر المسجور" البترول" واستخدامه فى تحريك المعدات الثقيلة سبب فى ذلك ، وجاء مراد الله عزوجل من زلزلة الساعة فى سورة الحج نفسها بالآيات الكريمة :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤))

صدق الله العظيم الحج

٢٢٦

المراد بهذه الآيات آخر زمان وليس زمن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لسببين :

١ ـ عند ما خرج النبي عليه أفضل الصلاة والسلام مهاجر من مكة الى المدينة بسبب إيذاء الكفار له وللصحابة ، لم يكن بنى أي مساجد بمكة والآيات تدل على الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق وكان عندهم مساجد يذكر فيها اسم الله ، وهذا معلوم عن مسلمين البوسنة والهرسك وكوسوفو وبالأخص فلسطين.

٢ ـ سبب التمكين للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والصحابة بالغزوات وجنود لم يروها ، بينما فى هذه الآيات يمكن الله عزوجل للذينءامنوا كما مكن لقوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط واصحاب مدين وموسى عليه‌السلام فترك أهلها فى ظلمهم ثم أخذهم ، وهؤلاء المؤمنون مكن الله عزوجل لهم بالإغراق والخسوفات والريح الصرصر او مطر السوء او الصيحة ، فتكون زلزلة الساعة التى استفتح بها الله عزوجل السورة هى سبب تمكين المؤمنين فى آخر الزمان بإذن الله تعالى ليهلك بها عدوهم الأكبر" الذين يكيدون كيدا" ويمكن لهم فى الأرض ، ولقد صدق الله العظيم على هذا المعنى بعد أن أتمه بقوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٤٨) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩))

صدق الله العظيم الحج

٢٢٧

وهذه المناداة" يا ايها الناس" هى التى فتح بها الله عزوجل آية الزلزلة فى أول سورة الحج ، وهى التى فتح بها الإنذار على لسان رسوله الحبيب بعد أن بين المراد فى هذه الزلزلة فى الآيات ، وقوله عزوجل" نذير مبين" اى منذر بآيات الله بالعذاب وطريقته بالتبين لكم ، وهذه حجه من حجج الرسل الذين بعثوا قبل الرسول الخاتم عليه أفضل الصلاة والسلام ، فإنهم عليهم الصلاة والسلام أنذروا قومهم أن كفروا بالعذاب قبل أن يحل عليهم وطريقته.

٢ ـ الساعة

الساعة هى التى ينهى بها المولى عزوجل حياه من فى السموات والارض إلا من شاء ، وآمرها كلمح البصر أو اقرب من ذلك (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٧٧))

صدق الله العظيم النحل

وذلك حيث أن ادعاءات الكفار انه ليس لهم من زوال ، أي أن أمر الحياة قائم نسل بعد نسل وليس لهم زوال ، وذلك فى قوله عزوجل :

٢٢٨

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (٤٤))

إبراهيم

(وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٢٤))

صدق الله العظيم الجاثية

وذلك يعد تكذيب من الكافرين بالساعة التي تنهى هذا التسلسل فى الزرية لهم ، فاحكم الله عزوجل آياته بقوله :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (١١))

صدق الله العظيم الفرقان

وأرتبط قول المولى عزوجل إنها تأتى بغتة فلا يشعرون بها ، وذلك مصداقا لقوله عزوجل أن أمرها كلمح البصر أو هى اقرب" الصعق" ، وذلك حيث تتم قبل أن ترمش العين ، والدليل من آيات الله عزوجل أن الساعة تأتى بغتة فلا يشعرون بها قوله عزوجل :

٢٢٩

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٠٧))

يوسف

(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٦٦))

صدق الله العظيم الزخرف

ولكن حدوث الساعة بغتة على أهل الساعة يجعلهم يتحسرون وهم أموات ، وذلك كما دلت الآيات أن أرواح الكافرين تحبس سجينة قبورهم بالأرض فى الحياة البرزخية إلى يوم البعث ("وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ") ـ المؤمنون (١٠٠) ـ فيروا منازلهم فى جهنم فيحدث لهم حسرة ، وبعد أن كانوا من أهل الدنيا وفى اقل من غمضه عين أصبحوا أموات وعرضت عليهم النار فى حياتهم البرزخية السجينة وهم لا حول لهم ولا قوة.

وهى سنة الله عزوجل فى الذين من قبلهم من الكافرون كما دلت آيات الله عزوجل على هذا العرض لآل فرعون حتى تقوم الساعة ، ويوم تقوم الساعة غير الساعة نفسها ، وعرض النار على آل فرعون إلى يوم البعث ليس فيه خصوصية لآل فرعون ، بل هو مثل لكل الكافرين حين موتهم ، لأن القرآن الكريم من صفاته انه يضرب الأمثال للموعظة ، وذلك من قوله عزوجل : ـ

٢٣٠

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً (٨٩))

صدق الله العظيم الإسراء

والدليل على حسرة الذين تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون فيصبحوا أموات غمضه عين ، فيجدون أنفسهم تعرض عليهم النار فى حياتهم البرزخية إلى يوم البعث قوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٣١))

صدق الله العظيم الأنعام

٣ ـ يوم تقوم الساعة

يوم تقوم الساعة هو يوم البعث ، وقيام الساعة هى لحظات زلزلة الأرض زلزالها وإخراج الأرض أثقالها وهم الأموات الذين تغيرت أحوالهم من حال الأموات إلى حال الأحياء" البعث" للحساب وذلك ليروا أعمالهم والذي عمل مثقال ذرة خير يرى والذي عمل مثقال ذرة شر يرى.

والدليل على أن يوم تقوم الساعة هو اللحظات الأولى من البعث للحساب قوله عزوجل :

٢٣١

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٥٦) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧))

الروم

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦))

صدق الله العظيم الروم

ومن ثم فقد تواجد فى كتاب الله عزوجل حقا وصدقا وبرهانا ثلاثة أحداث مختلفة تحمل منهم كلمة الساعة ، أولهم زلزلة الساعة وهى آذان للمؤمنين أنهم على أبواب الساعة والآيات الكبرى وبدء اليوم الآخر ، ثم تأتى الساعة في نهاية اليوم الآخر عند ما يأمر الله عزوجل إسرافيل عليه‌السلام بنفخه الصعق لمن فى الأرض والسموات إلا من يشاء الله ، ثم تكون قيام الساعة لبعث الناس والحساب عند ما يأمر الله عزوجل إسرافيل عليه‌السلام بنفخه القيام أو الفزع ، فيقوم بها من على الأرض جميعا للحساب وبيان ذلك فى قوله عزوجل :

٢٣٢

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠))

الزمر

(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (٨٨))

صدق الله العظيم النمل

فى آيات سورة الزمر جاء العلم أن هناك نفختان للصور ، الأولى تسمى نفخة الصعق" الساعة" وهى التى يصعق فيها من في السموات والأرض إلا من شاء الله والنفخة الأخرى هي التي تجعل جميع من صعق قيام ينظرون" نفخة القيام" والآية (٨٧) من سورة النمل توضح مسمى آخر لنفخة القيام وهى نفخة الفزع وهو يوم تقوم الساعة ودلالته سورة الزلزلة فنفخة القيام هي التي يقوم بها الناس من الأجداث ينظرون هي نفخة الفزع التي يفزعون بها ثم يأتون الله عزوجل داخرين.

٢٣٣

ومن ثم فقد تواجد في كتاب الله عزوجل نفختان للصور هما :

١ ـ نفخة الصعق :

وهي الساعة نفسها التي تأتى بغتة والتي ينهى بها المولى عزوجل حياة من في السموات والأرض إلا من شاء والصعق لا يأخذ إلا اقل من لحظة وهكذا جاء قول المولى عزوجل ("وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ").

٢ ـ نفخة القيام او الفزع :

وهي التي يقوم بها من صعق في السموات والأرض ويفزع إلا من شاء الله عزوجل ، وهي يوم تقوم الساعة الذي يقسم فيه المجرمين الذين وجدوا أنفسهم أحياء مرة أخري ما لبثنا إلا ساعة ، فيرد عليهم الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون" آيات (٥٥) ، (٥٦) ، (٥٧) من سورة الروم" وهذه دلالة أن يوم تقوم الساعة هو يوم البعث ولحظة الفزع هي لحظة يوم تقوم الساعة هي لحظة إذا زلزلت الأرض زلزالها واخراج الأرض أثقالها وهم الأموات الذين تحول حالهم من حال الموت إلى حال الإحياء للبعث والحساب ، حتى يروا أعمالهم والذين عملوا مثقال ذرة خيرا يرونها والذين عملوا مثقال ذرة شرا يرونها وبيان السورة في قوله عزوجل :

٢٣٤

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨))

صدق الله العظيم الزلزلة

وذلك غير أحداث زلزلة الساعة التي تحدث في الدنيا ليهلك بها الله عزوجل عدو المسلمين الأكبر ويمكن لهم في زمن بلاء سرائرهم ، فتأتي زلزلة الساعة علي الناس وهم أحياء ، فتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ويكون الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد والآية في قوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢))

صدق الله العظيم الحج سبحان الله العظيم في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أسال الله العظيم الذي هداني إلى هذه الطريقة بعلمه وهداه وكتابه المنير أن يجعلها هدى ورحمة لنا ، وأن يفك القيد الواقع علي هذه الأمة المرحومة وان يكشف عنا هذه الغمة وأن يغفر لي ولمن

٢٣٥

كتب في هذا المجال ، وإنك أنت يا الله العليم الخبير ، والحمد لله رب العالمين.

قبل الخاتمة

١ ـ المؤيد من آيات الله عزوجل لهذه المحدثات

وذلك من قول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٧٤) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٧٥))

صدق الله العظيم النمل

والمعنى أن أي شيء لم يظهر في السماء والأرض قبل أو أثناء تنزيل القرآن" غائبة" موجود ذكره في كتاب مبين ، فإذا كان الكتاب المبين هو القرآن الكريم لقوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥))

المائدة

(طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١))

النمل

٢٣٦

(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (١))

صدق الله العظيم يوسف

من ثم فيكون المعنى أن أي شيء لم يظهر في السماء والأرض قبل تنزيل القرآن الكريم موجود ذكره فى القرآن الكريم" كتاب مبين".

وقوله عزوجل ("غائِبَةٍ") جاء بالمؤنث وذلك ما أيده التأويل في النازعات وأخواتها والعاديات والذاريات وأخواتها والصافات والمرسلات وأخواتها فإنهن جاء ذكرهن بالكتاب بجمع المؤنث السالم ، وتأويلهن أنهن الغائبات وقت تنزيل القرآن وظهورهن في السماء والأرض وهن الصواريخ والطائرات المدنية والطائرات الحربية والغواصات ووسائل المواصلات الحديثة التي تنتشر في البر والبحر والسماء ... الخ ، هذا والله سبحانه وتعالي هو العليم الخبير.

في آية الله عزوجل رقم (٧٥) بسورة النمل إخطار واضح وجلي أن أي غائبات" من غائبة" في السماء والأرض موجود ذكره في كتاب مبين ، وبعلم من المولى عزوجل علمنا أن القرآن الكريم لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها ، وانه عزوجل لم يفرط في الكتاب من شيء ، فلا بد أن كتاب مبين موجود ذكره وعلمه بالقرآن الكريم ، وبالقطع دلت الآية رقم (١٥) من سورة المائدة ورقم (١) من سورة النمل ورقم (١) من سورة يوسف وغيرهن من الآيات أن كتاب مبين هو القرآن الكريم.

* فهل علمتم أن التقنية الحديثة" التكنولوجيا الحديثة" التي أظهرت غائبات لم تكن موجودة وقت تنزيل القرآن أو قبله في السماء والأرض موجود ذكرها بالقرآن الكريم" كتاب مبين"؟.

٢٣٧

* فهل علمتم كيف جاء ذكرها بالقرآن أنها صناعات يتمكن الإنسان من صناعتها فهل علمتم كيف جاء ذكرها أنها تظهر كاشراط للساعة؟.

* فهل علمتهم أن هذه الغائبات توافق ظهور بني إسرائيل كشرط من اشراط الساعة وتتزامن معها؟

* فهل علمتم أن هذه الغائبات تظهر معها دولة طاغية تحمل صفات عادا الأولي جميعها تكيد المسلمين كيدا ، فيكيدهم المولى عزوجل بعد علامات كيدا؟ فهل علمتم طريقة هلاكها في القرآن الكريم؟

* فهل علمتم أن بعد هلاك هذه الدولة الطاغية بهذه الطريقة الرهيبة المذكورة بالقرآن الكريم يظهر المهدي عليه‌السلام فالمسيح الدجال لعنة الله عليه فنزول عيسي بن مريم عليه‌السلام.

فإذا كنتم لا تعلمون ذلك ، فاني بفضل الله عزوجل قد علمت فبلغت وأسال الله عزوجل أن يشهد وأساله عزوجل كشف هذه الغمة عن الأمة وإحقاق الحق بكلماته وإنصاف عبيده بالحق فهذه صفة من صفاته عزوجل لا يملكها إلا هو.

٢٣٨

٢ ـ المؤيد من أحاديث النبي الحبيب

عليه أفضل الصلاة والسلام

لطريقة هذا الكتيب

بنيت طريقة هذا الكتيب علي أقوال الله عزوجل الدالة بأنه لا بد من تواجد الذكر في القرآن الكريم حتى تكون الأحاديث النبوية الشريفة مبينة له وذلك بشرط التفكر.

ثم وقف هذا الكتيب علي الطريقة الملزمة للتفكر والتدبر في الذكر فتبين أنه منهاج وضعه المولى عزوجل في كتابه الكريم في ثلاثة مواضع منه ، كما تقدم في مقدمة هذا الكتيب وهي طريقة العلم والهدى والكتاب المنير" القرآن الكريم" وبيانهم كالآتي :

١ ـ هو التفكر بعلم قرآني مستمد من القرآن الكريم نفسه وتبين أنها علوم ثابتة ليس فيها اختلاف ، وذلك كالطريقة التي يذكر بها المولى عزوجل خلقه من الملائكة أو الإنس والجن أو النفس وطريقة جمعهم ، أو الطريقة التي يذكر بها المولى عزوجل كتبه في القرآن الكريم أو صحف الأنبياء أو الفرق بين الكفر والشرك والنفاق ... الخ ، والاختلاف في انسياق أي طريقة بالمقارنة مع الأحاديث المبينة لها ينشأ عنه ريب فيلزم الاضطرار إلى الدخول في :

٢ ـ هدى القرآن الكريم الذي هو صراط مستقيم واحد لا اختلاف فيه ومنها الحرمات كحرمانية التأنيث للملائكة أو التعارض في هدى أو تعارض في تشريع قرآني أو تعارض في نهي عن منكر أو التعارض في العبر المستخلصة من قصص الأنبياء والصالحين أو تعارض في هدى الإيمان بما أوجبه المولى عزوجل في كتابه ... الخ ثم تأتى آيات :

٢٣٩

٣ ـ الكتاب المنير كدلالة علي العلم والهدى لترسّخ هذا التفكر والتدبر الآخذ بأسباب القرآن الكريم علي أتم وجه ، والطريقة جاءت في كتاب الله عزوجل بالآيات :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨))

الحج

(وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢))

الأعراف

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٢٠))

صدق الله العظيم لقمان

ومن هذه الطريقة جاء التأييد والعلم بأحاديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فجاءت مبينة للذكر بيانا ، وأيضا أظهرت أحاديث موضوعه متعارضة مع القرآن الكريم.

والعجب! انه يشاء المولى عزوجل بفضله العظيم حين كتابتي لهذا الكتيب وفي الفصل الثالث عشر منه ، أن أقراء حديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام المؤيد لطريقة هذا الكتيب ولم أكن أعلمه من قبل جاء كالآتي :

٢٤٠