النذير الأخير

خالد إسماعيل إبراهيم

النذير الأخير

المؤلف:

خالد إسماعيل إبراهيم


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتاب المصري
الطبعة: ٠
ISBN: 977-17-0597-9
الصفحات: ٢٥٢

وأن آمنة بنت وهب رضى الله عنها وأرضاها أم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ذكرت عند ولادتها بالنبى الكريم إنها رأت نورا خرج منها أضاء قصور بصرى بالشام ، فهذا بجانب إسراء النبى هو ملك آل البيت فى آخر الزمان بإمامه المهدى عليه‌السلام ودل على هذا أحاديث النبى عليه أفضل الصلاة والسلام ، وذكر الملحمة الكبرى التى تكون فى آخر الزمان وإنه عليه أفضل الصلاة والسلام هو نبى الملحمة أي المسلمين الذين يحاربون فيها تابعين لنبوته وما أرسل به.

دخل المسلمين المسجد الاقصى وامتلكوا زمامه فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه ولم يكن لبنى إسرائيل إفسادا فيه ، واصبح من حول المسجد الاقصى مسلمين ، ثم توالت الأزمنة والحروب حول المسجد الأقصى بسبب محاولات الصليبيين استحواذ هذا البيت وجاءت محاولاتهم منوطة بالفشل ، حتى ظهرت بنى إسرائيل على اشراط الساعة ، واستولت على المسجد الأقصى بمخطط ومكر كبير وبحروب ومساندة الدول العظمى لها وعلى راسهم امريكا ، كما استولت على الجولان وجنوب لبنان وسيناء المصرية بالعدوان والظلم ، حتى جاءت حرب المصريين فى سنة ١٩٧٣ ، فنصرنا المولى عزوجل نصرا عظيما وعزيزا ، ثم ذهبوا قاده مصر الى إسرائيل فى عقر دارهم واحدثوا السلام ، واستردوا ديارهم وهى سيناء ، فحرب سنة ١٩٧٣ لم يتمكن المسلمين من المسجد الأقصى ليدخلوه كما دخلوه أول مرة فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ولكنهم استردوا الديار المغتصبة منهم اى جاسوا خلال الديار ، وهذا الحدث منطبق تماما مع الآية :

١٨١

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥))

صدق الله العظيم الاسراء

وقوله عزوجل ("عِباداً لَنا") منطبق تماما على المصريين المسلمين لانهم على تبيعه حق لما أرسل به الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، ولم يستفتحوا الحرب إلا بقول الله اكبر. لا اله الا الله.

أما قول الله عزوجل ("وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً") ، فان وعد الله عزوجل قبل ان يأتي زمانه فهو وعدا مفعولا لانه لا اله الا الله ، ولذلك يخر الذين أوتوا العلم سجدا لله عزوجل :

(وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً (١٠٨))

الاسراء

وبيان آخر لوعد الله المفعول ، فى ذكره عزوجل يوم يجعل الوالدان شيبا والسماء منفطر به ، فهذا الوعد يأتي فى آخر الزمان ولكن صدق الله عزوجل عليه بقوله كان وعده مفعولا.

١٨٢

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨))

صدق الله العظيم المزمل

وبعد حرب ١٩٧٣ زاد بنى إسرائيل علوا وفسادا فى الأرض من اغتصاب الأرض وقتل الفلسطينيين الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا وتشريدهم عن أرضهم ونقضهم للعهود والمواثيق وما خفى عندهم اعظم ، ولكن الله عزوجل لا يجعلهم يصلون الى مرادهم فسيهلك عادا الآخرة قوتهم الكبرى ويظهر ملك آل البيت فى وعد الآخرة الذى كتبه فى كتابه وسنة نبيه ، ويريهم الذل بأعينهم قبل أن يلحق بأجسادهم وتسؤ وجوههم ، فيدخل عليهم أحبابه وأحباب نبيه ليمتلكوا الزمام والمسجد الأقصى ولينشروا العدل بعد الظلم والجور ، وليملكوا الدنيا ملك رضاء من رب العالمين ثم ينتظرون عودتهم مع دجالهم ليقتله عيسى بن مريم عليه‌السلام ويقطع دابرهم نهائيا فلا تكون لهم قائمة بعدها ، وسبحان الله العظيم العليم الخبير.

١٨٣

الفصل الثالث عشر

ذكر اليوم الآخر هو آخر يوم في الدنيا

في القرآن الكريم

بقى في هذا الكتيب فصلين ، أخطرهما هذا الفصل وهو اليوم الآخر ، لانه يدخل فى عقيدة المؤمن مباشرة ، والايمان بهذا اليوم أوجبه الله عزوجل فى كتابه المجيد بعد الإيمان به عزوجل مباشرة ، وهو الإيمان بالله واليوم الآخر.

ولخطورة هذا الموضوع فإني أدعو المسلمين جميعا إلى التدقيق والتدبر بشدة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عن ما هو اليوم الآخر؟ ، وذلك فى ظل علوم القرآن الكريم وهديه الذى هو صراط مستقيم ، وفى ظل آيات الكتاب المنير" القرآن الكريم".

ولقد اعتقد العلماء السابقين أن اليوم الآخر هو الآخرة او يوم القيامة او يوم البعث او يوم الفصل او يوم الحساب ... الخ من مسميات يوم القيامة ، وذلك دون دليل لهم او برهان على ذلك من القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، ذلك وان الأدلة والبراهين قاطعه من المولى عزوجل أن يوم القيامة هو يوم البعث هو يوم الفصل هو يوم الحساب ... الخ من مسميات يوم القيامة فى القرآن الكريم ، وذلك لأقواله عزوجل :

١٨٤

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦))

المؤمنين

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩))

الحج

(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٠) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤)

المرسلات

١٨٥

يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (٢٦))

ص

صدق الله العظيم

هذه بعض الآيات بها أدلة وبراهين قاطعه من المولى عزوجل أن يوم القيامة هو يوم البعث هو يوم الفصل هو يوم الجمع هو يوم الحساب من القرآن الكريم ، فعلامه استند العلماء السابقين أن اليوم الآخر هو يوم القيامة؟! ، ذلك وأن القرآن الكريم كله ليس فيه آية واحده تدل على قولهم هذا بان اليوم الآخر هو يوم الحساب! ولكنهم يؤمنون بحدوث الآيات العشر اللاتي تحدث عنها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قبيل حدوث الساعة مباشرة تحت مسمى العلامات الكبرى الساعة ، ذلك وأن المسمى الحقيقي لهذه الآيات العشر هو اليوم الآخر ودلائل وبراهين ذلك في القرآن الكريم نفسه ، وهذا ما سوف يعرض بإذن الله في عدة نقاط.

١ ـ المعنى اللفظي لليوم الآخر هو آخر يوم ، كقول اليوم السابع اى سابع يوم ، وهل الآخرة بها يوم آخر؟ فالإجابة بعلم وهدى القرآن تكون لا ، وذلك لان الآخرة حياة أبدية والأمثلة من آيات القرآن الكريم على ذلك كثيرة منها :

١٨٦

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (٢) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً)

الكهف

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً (١٢٢))

النساء

صدق الله العظيم

إذن فيكون آخر يوم في ما ذا؟ هل آخر يوم في يوم القيامة الذي هو يوم البعث ويوم الفصل ويوم الجمع ويوم الحساب ... الخ من مسميات يوم القيامة؟ والإجابة تكون بلا ، وذلك لان المولى عزوجل عبر عن أحداث الحساب بعد البعث بلفظ يوم ، فلا يجوز أن يكون اليوم الآخر هو آخر يوم في يوم الحساب وذلك لان وحدة القياس في كلاهما هو يوم ، فيكون هذا يوم وذلك يوم ، أي لو كان التعبير بأيام الحساب لجاز أن يكون آخر يوم فيها هو اليوم الآخر ، ولكن التعبير جاء في هذا بيوم وفى ذاك بيوم ، والمعلوم أن كلمة يوم في القرآن الكريم يمكن أن تحمل معنيين ، المعنى الأول هو اليوم الذى يبدأ بشروق الشمس وينتهى بغروبها واشراقه فجر جديد ، والمعنى الثاني لكلمة يوم هو عدة أيام متلاحقة تؤدى إلى حدث واحد ، وذلك حيث سمى المولى عزوجل الريح الصرصر

١٨٧

الذي أرسلها على قوم عاد سبع ليال وثمانية أيام حسوما بلفظ يوم نحس مستمر وذلك لقوله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (٧))

الحاقة

(كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠))

صدق الله العظيم القمر

من ثم فان اليوم الآخر هو مجموعة الأحداث اللاتي تتم في عدة أيام أو شهور أو سنين لا يعلمها إلا الله عزوجل ، ويستقيم القول بأن اليوم الآخر هو آخر يوم في عمر الدنيا لسببان :

أولا : عند ما طالبنا المولى عزوجل بالأيمان باليوم الآخر ، فمن منطلق قوله عزوجل ("ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ") وقوله عزوجل (َقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها") ، فلا بد ان يكون تفاصيل هذا اليوم المطالب بالأيمان به جاءت فى آيات

١٨٨

القرآن الكريم ، وإنها حقا جاءت فى ثمانية آيات مفصلات لأحداثه ، وهذه الآيات توصف المرحلة الأخيرة في الدنيا وقبل الساعة.

ثانيا : جاءت أحاديث للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام مبينة للثمانية آيات المفصلات بالقرآن الكريم عن أحداث اليوم الآخر ، وذلك من منطلق قوله عزوجل ("وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ") النحل ٤٤ ، فجاءت الأحاديث مبينة للثمانية آيات اللاتي في القرآن الكريم وتبدأ بقوله عليه الصلاة والسلام" لا تقوم الساعة حتى ترون عشرة آيات ...".

وعند ما ذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام تفاصيل العشر آيات اللاتي تحدث قبيل الساعة لم يذكر عليها لفظ اليوم الآخر ، بل لم يذكر لفظ اليوم الآخر على اى شىء سوى الأيمان به ، وفى هذا أجد نازله للقرآن الكريم ومعانيه قد أكملت ، لما ذا؟ ، وذلك لان المولى عزوجل جعل القرآن الكريم من صفاته انه كتاب تدبر لقوله عزوجل :

(" كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ") ص ٢٩ ، وان التدبر في القرآن الكريم ليهدى إلي أن اليوم آخر هو آخر يوم في عمر الدنيا ، وذلك لان لفظ اليوم الآخر محجوب عن أحداثه فى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ، ويكون الصواب فيه هو الاهتداء إليه عن طريق التدبر بعلم وهدى وكتاب منير كلفظ فقط أما كأحداث فهى مفصله فى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

٢ ـ لم يوجد الله عزوجل فى القرآن الكريم آية أو اشاره فى آية أن اليوم الآخر هو يوم الحساب ، وذلك حيث ذكر اليوم الآخر كلفظ مجمل فى القرآن الكريم فى ستة وعشرون آية جميعهن تطالبنا

١٨٩

بالأيمان بالله عزوجل واليوم الآخر ، إلا فى ثلاثة آيات منهن فهن تطالبن المؤمنين برجاء اليوم الآخر ، وهن كالآتي :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨))

البقرة

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢))

البقرة

(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)

البقرة

١٩٠

وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

٢٢٨ البقرة

(وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٢٣٢))

البقرة

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٢٦٤))

البقرة

(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٤)

آل عمران

١٩١

وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً (٣٨))

(وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً (٣٩))

النساء

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٥٩))

النساء

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (١٣٦))

النساء

(لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (١٦٢))

النساء

١٩٢

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩))

المائدة

(إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (١٨))

التوبة

(أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩))

التوبة

(قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (٢٩))

التوبة

(لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤) إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (٤٥))

التوبة

١٩٣

وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩))

التوبة

((١) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢))

النور

(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ (٢٢))

المجادلة

(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢))

صدق الله العظيم الطلاق

الآيات وعددهن ثلاثة وعشرين آية من إجمالي ستة وعشرين آية ذكر فيها اليوم الآخر بعد الأيمان بالله عزوجل ، وليس فيهن إشارة إلى ما هو اليوم الآخر إلا أمر الله عزوجل بالأيمان بالله واليوم الآخر ،

١٩٤

ويتبقى ثلاثة آيات أمر الله عزوجل فيهن المؤمنين فقط برجاء اليوم الآخر وذكرهن كالآتي :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦))

العنكبوت

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً (٢١))

الأحزاب

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦))

صدق الله العظيم الممتحنة

الثلاث آيات فيهن أمر الله عزوجل لمن عبده وآمن به أن يرجوا الله واليوم الآخر ، فالآية الأولى في عصر شعيب عليه‌السلام ، والآية الثانية وجهت لمن آمن بما نزل على محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وكان النبي الحبيب أسوة حسنة لهم ، والآية الثالثة تمتد إلي عصر خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومن معه ، وهذا دليل أن أحداث اليوم الآخر بعث بها الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل بعث الرسول النبي الخاتم عليه أفضل الصلاة والسلام ، ومن ثم فان أحداث

١٩٥

اليوم الآخر موجودة فى الرسالة الخاتمة المهيمنة على الرسالات جميعا والمحفوظة بآمر الله عزوجل وهى الكتاب والحكمة" القرآن الكريم".

ولكن السؤال ما هو اليوم الآخر من انسياق آيات القرآن الكريم؟ ، والإجابة : اليوم الآخر هو آخر يوم فى عمر الدنيا ، والأيمان به فرض أوجبه الله عزوجل ، لانه ذلك اليوم الذي يظهر فيه المولى عزوجل ملك آل البيت فيملك المسلمين الدنيا بمشارقها ومغاربها وتملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا من قبله ، وهذا الملك يأتى فجأة بعد علامات وأشراط للساعة بخوارق وخسوفات ، وبعد أن كان المسلمين مستضعفين فى الارض يقتلون ويشردون ويسلب ملكهم ويطعنون فى دينهم يمكن الله عزوجل لهم دينهم ويجعل لهم سيادة بعد تطاول ايدى المجرمين اليهم ، ويجعل علم الكتاب" القرآن" هو المشكاة التى ينهل ويستمد منها المسلمين الهدى للصراط المستقيم وليكن" كتاب مسطور فى ورق منشور" ، وهو اليوم الذى يستدرج فيه المولى عزوجل بنى إسرائيل :

(سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥))

القلم

لتتحقق اللعنة التى لعنوا بها من الله عزوجل وعلى لسان رسلهم وأنبيائهم والملائكة وامة الحمد ليروا لعنتهم بأعينهم ، وبعد ان كادوا يصلوا لملكهم المزعوم تسود وجوههم وجوما وحسرة على ملكهم الذى يتبدل فى ساعات وأيام قليله الى خزى وجحيم ثم يقبروا فيه ليوم البعث الذى يجعل المولى عزوجل فيه جهنم للكافرين حصيرا ، وهو اليوم الذى ينزل فيه المسيح" عيسى بن مريم ـ عليه‌السلام ـ " بأمر وإذن الله عز

١٩٦

وجل الى الأرض ليشارك فى آخر ملحمة للمسلمين ضد اليهود ويقتل الدجال ، ويؤمن به البقية المتبقية من النصارى الذين لم يؤمنوا بأنه بعث من قبل رسولا لله مبشرا بمقدام" احمد عليه أفضل الصلاة والسلام" ، وهو اليوم الذي يبدأ باكتمال أشراط الساعة الموجودة في القرآن الكريم بكثرة وشدة وفى الأحاديث النبوية الشريفة ، وليكن في ظهور هذه الآيات علانية للناس برهان لم يكن عند الأولين الذينءامنوا بالله عزوجل وما نزله على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام واقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وسلكوا الصراط المستقيم وهم يعلمون أن وعد الله عزوجل لمفعولا ، فيحظى الآخرين من الامة بأكبر قسط من البراهين ويظهر علم الكتاب فتكون نعمه يحصلها المسلمين الآخرين لم يحظى بها الأولين ، ولذلك نحن المسلمين المعاصرين نرجوا هذا اليوم ، كما يرجوه المسلمين المؤمنين الذين انتقلوا بالوفاة الى الحياة البرزخية ، ولذلك جاءت أحاديث النبى عليه أفضل الصلاة والسلام ، ان بعث المهدى ـ عليه‌السلام ـ يتمناه الأحياء الأموات ويرجوه فى آخر الزمان.

ودلت آيات القرآن الكريم على هذه الحياة البرزخية لارواح الناس بعد الموت مباشرة إلى يوم القيامة ، وجاء ذكر هذه الحياة البرزخية فى بعض أحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، ولما انها لها علاقة برجاء المؤمنين الأحياء والأموات لليوم الآخر ، فإن بيانها على سبيل العلم أحق واولى للإفادة فى الموضوع ، ودلت الآيات ان عند موت المؤمنين المقبولين قبولا عند الله عزوجل فأن أرواحهم تنعم الى يوم القيامة ، وسماه العلماء نعيم القبر ، وهو ما أسميه نعيم برزخي وفى ذلك ثلاثة دلائل :

١٩٧

[الدليل على الحياة البرزخية من القرآن الكريم]

الدليل الأول

ثبت أن أرواح الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا ينتظرون بعث الرسول النبي الخاتم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وعند ما جاء زمان الرسول النبي الحبيب وبعث بالرسالة صلى بهم في بيت المقدس في رحلة الإسراء والمعراج ، ثم التقى بهم فى أثناء رحلة المعراج فى السموات وكلمهم ، وهم الآن يرجون اليوم الآخر فى عمر الدنيا والذي يعلمون أحداثه من الله عزوجل وكتبه.

الدليل الثانى

من القرآن الكريم عند ما آمن رجل صالح بالله ورسله وذلك في سورة يس ، ودعا قومه لاتباع الرسل الذين جاءوا بالحق ، فقتله قومه ، فبشرته الملائكة بالجنة وانه من أهلها فقال : ("قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ") يس ٢٦ ـ ٢٧ ، فجاء قوله هذا بعد موته مباشرة والذي بشر فيه بدخول الجنة ، وما زال قومه في الدنيا على كفر وضلال ، فقال هذا القول حسره على قومه الذين كفروا ولا يعلمون الحق.

الدليل الثالث

في قول الله عزوجل :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٥٥))

صدق الله العظيم آل عمران

١٩٨

فالذين آمنوا بنبوة ورسالة عيسى عليه وتبشيره بمقدام احمد عليه أفضل الصلاة والسلام توفاهم الله عزوجل منذ اكثر من ألفين سنة تقريبا ، ولكن يصدق عليهم قول الله عزوجل بأنهم فوق الذين كفروا وأرواحهم منعمة تتطلع إلى أحداث أهل الدنيا إلى يوم القيامة ، ولقد صدقهم الله عزوجل وعده وظهر النبي الخاتم احمد عليه أفضل الصلاة ، وهم الآن يرجون اليوم الآخر في عمر الدنيا بينما الذين كفروا برسول الله عيسى عليه‌السلام يلقون عذاب القبر في قبورهم ، فيكون حقا الذين اتبعوا عيسى ـ عليه‌السلام ـ بأرواحهم المنعمة المنطلقة في السماء فوق الذين كفروا به ، وهم تعرض عليهم النار في قبور هم إلى يوم القيامة.

من ثم فان أرواح المؤمنين الذين هم مؤمنين عند الله عزوجل بعد وفاتها تتطلع وترجوا اليوم الآخر في عمر الدنيا وحدوثه آياته ، وتفصيل هذا اليوم يعلمونها من رسلهم من قبل ، وذلك كما اخبرنا القرآن الكريم عنها ، وتفصيلها في أحاديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، والعكس صحيح عند ما يتوفى الكافر فان روحه تكون سجينه القبر وتلقى عذاب القبر ، وتعرض عليه في قبره النار التي سوف يدخلها عند ما تقوم الساعة ، وفي هذا ثلاثة دلائل :

[الدليل على عذاب الكافرين بعد موتهم]

الدليل الأول

عند ما انتهت غزوة بدر ، وبعد أن دفن المسلمين القتلة من الكفار في أماكن موتهم ، وقف النبي عليه أفضل الصلاة والسلام على قبورهم وهو يقول : " يا أهل القليب! يا عتبة بن ربيعة ، يا شيبة بن ربيعة ، ويا أميّة بن خلف ، ويا أبا جهل بن هشام! واستمر يذكر من القليب واحد بعد واحد ـ يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ، فإني وجدت ما وعدني ربى حقا ، قال المسلمون : يا رسول ، أتنادي قوما جيفا"

١٩٩

انتنوا"! ، قال عليه الصلاة والسلام" ما انتم باسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني".

الدليل الثاني

من القرآن الكريم أن الكافرين يلقون عذاب القبر وتعرض عليهم النار في قبورهم حتى إذا قامت الساعة أدخلهم الله عزوجل النار أبدا والآية :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (٤٦))

صدق الله العظيم غافر

الدليل الثالث

من القرآن الكريم ، وهى حاله الندم التي يكون عليها الكافر عند موته ، ويطلب العودة للحياة ولكنه يلقى عذاب القبر في حياة البرزخ إلى يوم البعث ، والآية :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٩٨) حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٠٠))

صدق الله العظيم المؤمنون

٢٠٠