قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ٢

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ٢

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-3-8
الصفحات: ٤٣٢

ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بني عبد المطّلب ، سلوا ربّكم بهؤلاء الكلمات ، فو الذي نفسي بيده ما دعا بهنّ عبد بإخلاص ونيّة إلّا اهتزّ له العرش ، وإلّا قال الله لملائكته : اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنّ وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ثمّ قال لأصحابه : سلوا بها ولا تستبطئوا الإجابة (١).

فصل

[قصّة خالد بن سنان العبسي]

[٣٩٨ / ٣١] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عليّ ابن شجرة ، عن عمّه ، عن بشير النبّال ، عن الصادق عليه‌السلام قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس إذا امرأة أقبلت تمشي حتّى انتهت إليه ، فقال لها : مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه قومه أخي خالد بن سنان العبسيّ.

ثمّ قال : إنّ خالدا دعا قومه فأبوا أن يجيبوه ، وكانت نار تخرج في كلّ يوم فتأكل ما يليها من مواشيهم وما أدركت لهم ، فقال لقومه : أرأيتم إن رددتها عنكم أتؤمنون بي وتصدّقونني؟

قالوا : نعم ، فاستقبلها فردّها بثوبه (٢) حتّى أدخلها غارا (٣) وهم ينظرون ، فدخل معها فمكث حتّى طال ذلك عليهم ، فقالوا : إنّا لنراها قد أكلته ، فخرج منها

__________________

(١) عنه في مهج الدعوات : ٣٦٧ وبحار الأنوار ١٤ : ٣٣٧ / ٨ وج ٩٢ : ١٧٥ ـ ١٧٦ وص ١٨٩ / ١٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٧٣ ـ ٤٧٤.

وأورده الخطيب البغداديّ في تاريخ بغداد ١١ : ٣٧٨ / ٦٢٤٢ ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٧ : ٤٧١ ـ ٤٧٣ باختلاف.

(٢) في «ر» «س» «ص» : (بقوّة).

(٣) في «ر» : (في غار).

١٦١

فقال : أتجيبونني (١) وتؤمنون بي؟

قالوا : نار خرجت ودخلت لوقت ، فأبوا أن يجيبوه ، فقال لهم : إنّي ميّت بعد كذا ، فإذا أنا متّ فادفنوني ، ثمّ دعوني أيّاما فانبشوني ، ثمّ سلوني أخبركم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، فلمّا كان الوقت جاء ما قال ، فقال بعضهم : لم نصدّقه حيّا نصدّقه ميّتا ، فتركوه ، وأنّه كان بين النبيّ وعيسى عليهما‌السلام ، ولم تكن بينهما فترة (٢).

__________________

(١) في «ر» «س» «ص» : (أتجيبوني).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٥٠ / ٢.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٨ : ٣٤٢ / ٥٤٠ بتفاوت : عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه وأحمد بن محمّد الكوفيّ ، عن عليّ بن عمرو بن أيمن جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبّال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٤٨ / ١.

وأورد الصدوق صدره في كمال الدين : ٦٥٩ / ٣ بهذا النحو : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الوليد الخزّاز والسنديّ بن محمّد البزّاز جميعا ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن بشير النبّال ، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما‌السلام قالا : «جاءت ابنة خالد بن سنان العبسيّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها : مرحبا يا ابنة أخي ، وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه ، ثمّ أجلسها إلى جنبه ، ثمّ قال : هذه ابنة نبيّ ضيّعه قومه خالد بن سنان العبسيّ ، وكان اسمها محياة ابنة خالد بن سنان» وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٥٠ / ٣.

وقال الصدوق : دلّ الكتاب المنزل أنّ الله عزوجل بعث محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله على حين فترة من الرسل ، لا من الأنبياء والأوصياء ، ولكن قد كان بينه وبين عيسى عليهما‌السلام أنبياء وأئمّة مستورون خائفون ، منهم خالد بن سنان العبسيّ نبيّ لا يدفعه دافع ولا ينكره منكر لتواطئ الأخبار بذلك عن الخاصّ والعامّ وشهرته عندهم ، وأنّ ابنته أدركت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودخلت عليه ، فقال النبيّ : هذه ابنة نبيّ ضيّعه قومه خالد بن سنان العبسيّ ، وكان بين مبعثه ومبعث نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسون سنة ، وهو خالد بن سنان بن بعيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس ، وساق الحديث.

وكذا صرّح به الكثير في كتب العامّة ، كما في المستدرك للحاكم النيسابوريّ ٢ : ٥٩٨ ، والمصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٦٠ ، والمعجم الكبير للطبرانيّ ١١ : ٣٤٩ ، وكنز العمّال ١٢ : ١٤٩ / ٣٩٩٢٩.

١٦٢

[أولوا العزم عليهم‌السلام]

[٣٩٩ / ٣٢] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن (١) عليه‌السلام قال : إنّما سمّي أولوا العزم أولي العزم (٢) لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع ، وذلك أنّ كلّ نبيّ كان بعد نوح عليه‌السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم عليه‌السلام ، نبيّ كان في أيّام إبراهيم عليه‌السلام وبعده كان على شريعة إبراهيم عليه‌السلام إلى زمن موسى عليه‌السلام ، فكلّ نبيّ كان في زمن موسى عليه‌السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه إلى أيّام عيسى عليه‌السلام.

وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسى عليه‌السلام وبعده كان على شريعة عيسى عليه‌السلام ومنهاجه وتابعا له إلى زمن نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فهؤلاء الخمسة أولوا العزم ، وهم أفضل الأنبياء ، وشريعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تنسخ إلى يوم القيامة ، ولا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ؛ فمن ادّعى بعده نبيّا فدمه مباح (٣).

[٤٠٠ / ٣٣] ـ وفي رواية سماعة بن مهران : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (٤)(فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)(٥) قال : هم أصحاب الكتب ، إنّ نوحا جاء بشريعة ، إلى آخر الخبر (٦).

__________________

(١) في البحار زيادة : (الرضا).

(٢) قوله : (أولي العزم) من البحار.

(٣) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٢٢ / ٢ ، وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٨٦ / ١٣ بنفس السند مع زيادة يسيرة في المتن ، وفي بحار الأنوار ١١ : ٣٥ / ٣١ عن علل الشرائع ، وفي الفصول المهمّة في أصول الأئمّة ١ : ٤٢٨ / ٣ وتفسير نور الثقلين ٥ : ٢٤ / ٤٥ عن العيون.

(٤) في «ر» «س» زيادة : (قوله تعالى).

(٥) الأحقاف : ٣٥.

(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٥ / ٢٩. ـ

١٦٣

فصل

[أحاديث مختلفة في الأنبياء]

[٤٠١ / ٣٤] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن جماعة ، عن علاء ، عن فضيل بن يسار ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لم يبعث الله من العرب إلّا هودا وصالحا وشعيبا ومحمّدا صلوات الله عليهم (١)(٢).

[٤٠٢ / ٣٥] ـ وروي أنّهم (٣) خمسة : وإسماعيل بن إبراهيم عليهما‌السلام منهم وقال : إنّ الوحي ينزل من عند الله عزوجل بالعربيّة ، فإذا أتى نبيّا من الأنبياء أتاه بلسان قومه (٤).

[٤٠٣ / ٣٦] ـ وقال : ما بعث الله تعالى نبيّا قطّ حتّى يسترعيه الغنم ، يعلّمه بذلك رعاية الناس وحقوقهم (٥).

__________________

ـ ورواه البرقيّ في المحاسن ١ : ٢٦٩ / ٣٥٨ بتفصيل : عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٥٦ / ٥٥ وج ٦٥ : ٣٢٦ / ٢.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٢ : ١٧ / ٢ بتفصيل : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٦ :٣٥٣ / ٣٨ وتفسير نور الثقلين ٥ : ٢٢ / ٣٨.

(١) من قوله : (قال : لم يبعث) إلى هنا لم يرد من «ص» «م».

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٤٢ / ٤٦.

وورد مضمونه في الخصال : ٥٢٤ / ضمن الحديث ١٣ ، ومعاني الأخبار : ٣٣٣ / ضمن الحديث ١ وعنهما في بحار الأنوار ١١ : ٣٢ / ضمن الحديث ٢٤ وج ٧٤ : ٧١ / ضمن الحديث ١ ، تفسير مجمع البيان للطبرسيّ ١٠ : ٣٣٢.

وانظر : كنز العمّال ١٦ : ١٣٢ / ضمن الحديث ٤٤١٥٨ ، وتفسير ابن كثير ١ : ٥٩٩ ، والدرّ المنثور ٢ : ٢٤٦.

(٣) في «ر» «س» «ص» : (أنّه).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٤٢ / ٤٧.

(٥) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٣٢ / ٢ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن ـ

١٦٤

[٤٠٤ / ٣٧] ـ وعن ابن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول عن آبائه عليهم‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم يبق من أمثال الأنبياء المتقدّمين إلّا قولهم : إذا لم تستح فاصنع ما شئت (١).

[٤٠٥ / ٣٨] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه‌السلام : إنّ أشدّ الناس بلاءا الأنبياء ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الأمثل فالأمثل (٢).

__________________

ـ عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن عقبة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٦٤ / ٧ ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ١١.

(١) عنه وعن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٦١ / ٢٠٧ في بحار الأنوار ٦٨ : ٣٣٣ / ٨ بتفاوت يسير في المتن ، واللفظ للعيون : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ...

وروى نحوه الفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين : ٤٦٠ : عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام .. وعنه في مستدرك الوسائل ٨ : ٤٦٦ / ٢٠ مع زيادة في آخره : (وأنّها في بني أميّة).

ونقل نحوه أيضا السيّد المرتضى في الأمالي ١ : ٥٣ : عن أبي مسعود البدريّ.

وانظر : مسند أحمد ٤ : ١٢١ وج ٥ : ٢٧٣ وص ٣٨٣ بأسانيد مختلفة ، صحيح البخاري ٤ : ١٥٢ وج ٧ : ١٠٠ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٠٠ / ٤١٨٣ ، السنن الكبرى ١٠ : ١٩٢ ، تاريخ بغداد ٣ : ٣١٤ ـ ٣١٥.

(٢) عنه في بحار الأنوار ٦٤ : ٢٣١ / ٤٥ ومستدرك الوسائل ٢ : ٤٣٨ / ٢٧.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٢ : ٢٥٢ / ١ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، .. والباقي مثله وعنه في بحار الأنوار ٦٤ : ٢٠٠ / ٣ ووسائل الشيعة ٣ : ٢٦٢ / ٥ ، ورواه محمّد بن همّام الإسكافيّ في كتاب التمحيص : ٤ ، عن الصادق عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٦٤ : ٢٤١ / ٧١ ، ورواه الطوسيّ في أماليه : ٦٥٩ / ٧ : عن أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم القزوينيّ ، عن أبي عبد الله محمّد ابن وهبان الهنائيّ البصريّ ، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفرانيّ ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٦٩ / ٢٩ وج ٦٤ : ٢٣١ / ٤٦ ومستدرك الوسائل ٢ : ٤٣٨ / ٢٧.

١٦٥

[٤٠٦ / ٣٩] ـ وبإسناده عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن سنان ، عن محمّد بن مروان ، عن الباقر عليه‌السلام قال : إنّ نبيّا من الأنبياء عليهم‌السلام حمد الله بهذه المحامد ، فأوحى الله جلّت عظمته إليه : لقد شغلت (١) الكاتبين قال : اللهمّ لك الحمد كثيرا طيّبا مباركا فيه ، كما ينبغي لك أن تحمد ، وكما ينبغي لكرم وجهك وعزّ جلالك (٢).

[٤٠٧ / ٤٠] ـ وبإسناده عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن عطيّة ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إنّ الله عزوجل أحبّ لأنبيائه (٣) من الأعمال : الحرث والرعي لئلّا يكرهوا شيئا من قطر السماء ، ثمّ قال : صلّى بمكّة تسعمائة نبيّ (٤).

[٤٠٨ / ٤١] ـ وعن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن الحسن بن يزيد النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن الصادق عليه‌السلام قال : أوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبيائه ، قل للمؤمنين : لا تلبسوا لباس أعدائي ، ولا تطعموا مطاعم أعدائي ، ولا تسلكوا مسالك أعدائي ، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي (٥).

__________________

(١) في «ر» «س» : (أشغلت).

(٢) عنه في بحار الأنوار ٩٠ : ٢١٢ / ١٣ ومستدرك الوسائل ٥ : ٤٠١ / ٧.

ورواه الحميريّ في قرب الإسناد : ٥ / ١٤ باختلاف في المتن : عن أبيه رضى الله عنه .. وعنه في بحار الأنوار ٩٠ : ٢٠٩ / قطعة من الحديث ١ ومستدرك الوسائل ٥ : ٤٠٠ / ذيل الحديث ٦.

(٣) في «ر» «س» «ص» : (إلى أنبيائه).

(٤) عنه في بحار الأنوار ٩٦ : ٨٣ / ٣٨ ومستدرك الوسائل ٩ : ٣٦٤ / ٢ ذيل الحديث ٢.

وورد صدره في علل الشرائع للصدوق ١ : ٣٢ / ١ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان .. والباقي مثله وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٦٤ / ٦ وج ١٠٠ : ٦٥ / ٨ ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ١١.

(٥) رواه الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٥٢ / ٧٧٠ : عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق عليه‌السلام .. ، وعلل الشرائع ٢ : ٣٤٨ / ٦ : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، ـ

١٦٦

فصل

[اخضرّت الخشبة اليابسة على يد نبيّ من الأنبياء]

[٤٠٩ / ٤٢] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عيسى بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (١) ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن أسباط ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن زياد القطّان ، حدّثنا أبو الطيب أحمد ابن محمّد بن عبد الله ، حدّثنا عيسى بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ نبيّا من الأنبياء بعث إلى قومه ، فبقي فيهم أربعين سنة ، فلم يؤمنوا به.

وكان لهم عيد في كنيسة لهم ، فأتبعهم النبيّ فقال لهم : آمنوا بالله ، قالوا : إن كنت نبيّا فادع الله عزوجل أن يجيئنا بطعام على ألوان ثيابنا ، وكانت ثيابهم صفراء فجاء بخشبة يابسة ، فدعا الله فاخضرّت وأينعت وجاءت بالمشمش حملا فأكلوه ،

__________________

ـ عن العبّاس بن معروف ، عن الحسين بن يزيد النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. ، وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٥ ـ ٢٦ / قطعة من الحديث ٥١ بهذا السند : عن تميم بن عبد الله بن تميم القرشيّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن الأنصاريّ ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ ، عن عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام .. وعنها في وسائل الشيعة ٤ : ٣٨٥ / ٨ وج ٢٥ : ٣٦٤ / ذيل الحديث ١٤.

ورواه الطوسيّ في تهذيب الأحكام ٦ : ١٧٢ / ١٠ بتفاوت يسير : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هشام ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام .. وعنه في وسائل الشيعة ١٥ : ١٤٦ / ١.

وورد في الجعفريّات : ٢٣٤ : عن محمّد ، عن موسى قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر ابن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام .. وعنه في مستدرك الوسائل ٣ : ٢١٠ / ١ وج ١١ : ١١٩ / ١ وج ١٦ : ٢٩٧ / ٦.

(١) سقط من سلسلة نسب هذا الرجل هنا من بعد عيسى بن أحمد : (بن عيسى بن عليّ بن الحسين ابن ...) (عرفانيان).

١٦٧

فكلّ من أكل ونوى أن يسلم على يد ذلك النبيّ عليه‌السلام خرج ما في النوى من فيه حلوا ، وكلّ من نوى أن لا يؤمن خرج ما في جوف النوى مرّا (١).

[٤١٠ / ٤٣] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى ، حدّثنا محمّد بن هارون الصوفيّ ، حدّثنا عبيد الله (٢) بن موسى الحبّال (٣) الطبريّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الخشّاب ، حدّثنا محمّد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال الصادق عليه‌السلام : إنّ الله تعالى أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل : إن أحببت أن تلقاني غدا في حظيرة القدس ، فكن في الدنيا وحيدا غريبا مهموما محزونا مستوحشا من الناس بمنزلة الطير الواحد ، فإذا كان الليل آوى وحده واستوحش من الطير (٤) واستأنس بربّه (٥).

والله الموفّق إلى سبيل الرشاد.

__________________

(١) رواه الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٥٧٣ / ١ بنفس السند مع تفاوت يسير في المتن وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٥٦ / ٨ وج ٦٣ : ١٩٠ / ٣ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١٠.

(٢) في «ر» «س» : (عبد الله).

(٣) في النسخ : (الخبّاز) ، وما أثبتناه هو الصواب انظر : الحديث ١٢٧ من هذا الكتاب.

(٤) في «س» «ر» «ص» : (من الطيور).

(٥) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٥٧ / ١٠ ومستدرك الوسائل ١١ : ٣٨٤ / ٣.

ورواه الصدوق في الأمالي : ٢٦٥ / ٥ بنفس السند والمتن مع زيادة وعنه في بحار الأنوار ٦٧ : ١٠٨ / ١ ، وكذا رواه الفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين : ٤٣٢ عن الصادق عليه‌السلام ، وابن فهد الحلّيّ في عدّة الداعي : ٢١٨ وعنه في مستدرك الوسائل ٣ : ٤٦٣ / ٥.

١٦٨

الباب التّاسع عشر :

في الدّلائل على نبوّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

من المعجزات ونحوها

١٦٩
١٧٠

[رؤيا المؤبذان وتأويل سطيح]

[٤١١ / ١] ـ وبالإسناد الصحيح عن المخزوم بن هلال المخزوميّ ، عن أبيه ـ وقد أتى عليه مائة وخمسون سنة ـ قال : لمّا كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ارتجس أيوان كسرى ، فسقطت منه أربع عشرة شرفة (١) ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، وغاضت بحيرة ساوة ، ورأى المؤبذان (٢) في النوم إبلا صعابا تقود (٣) خيلا عرابا قد قطعت دجلة فانتشرت في بلادها.

فلمّا أصبح كسرى ، راعه ذلك وأفزعه ، وتصبّر عليه تشجّعا ، ثمّ رأى أن لا يدّخر ذلك عن أوليائه ووزرائه ومرازبه (٤) ، فجمعهم وأخبرهم بما هاله ، فبينما هم كذلك إذا أتاهم خمود (٥) نار فارس فقال المؤبذان : وأنا رأيت رؤيا ، وقصّ رؤياه في

__________________

(١) جاء في الإفصاح في فقه اللغة ١ : ٥٦٢ : الشرفة ما يوضع على أعلى القصور والمدن.

(٢) المؤبذ : فقيه الفرس ، وحاكم المجوس ، وقيل : المؤبذان كقاضي القضاة للمسلمين ، والمؤبذ كالقاضي (النهاية في غريب الحديث ٤ : ٣٦٩).

(٣) في «ر» «س» : (يقود).

(٤) مرازبه : مفردها مرزبان بفتح الميم وقيل : بضمّها وإسكان الراء وفتح الزاء ، وهو الرئيس الفارس الشجاع المقدّم على القوم دون الملك (مجمع البحرين ٤ : ١٩١).

(٥) في «ر» «س» : (فبينا هم كذلك إذ أتاهم بخمود).

١٧١

الإبل ، فقال : أيّ شيء يكون هذا يا مؤبذان؟ قال : حدث يكون من ناحية العرب.

فكتب عند ذلك كسرى إلى النعمان بن المنذر ملك العرب : أمّا بعد ، فوجّه إليّ برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه. فوجّه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغسانيّ (١) ، فلمّا قدم عليه أخبره ما رأى ، فقال : علم ذلك عند خال لي يسكن مشارق الشام يقال له : سطيح ، فقال : اذهب إليه ، فاسأله وأتني بتأويل ما عنده ، فنهض عبد المسيح حتّى قدم على سطيح وقد أشفى على (٢) الموت ، فسلّم عليه فلم يحر جوابا.

ثمّ قال : عبد المسيح على جهل مسيح (٣) أتى إلى سطيح ، وقد أوفى على الضريح بعثه ملك بني ساسان لارتجاس الايوان وخمود النيران ورؤيا المؤبذان : رأى إبلا صعابا تقود (٤) خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها فقال : يا (٥) عبد المسيح ، إذا كثرت التلاوة ، وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادي السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات ، وكلّ ما هو آت آت.

ثمّ قضى سطيح مكانه ، فنهض عبد المسيح وقدم على كسرى وأخبره بما قال سطيح ، فقال : إلى أن يملك منّا أربعة عشر ملكا كانت أمور ، فملك منهم عشرة في أربع سنين والباقون إلى إمارة عثمان (٦).

__________________

(١) في البحار : (عمرو بن حيّان بن تغلبة الغسّانيّ).

(٢) أي : أشرف على (مجمع البحرين ٢ : ٥٢٦).

(٣) أراد بهذا القول : كيف زعمت بأنّك عبدا للمسيح حال كونك تجهله ولم تعرفه ولم تر أنّه بشّر بخاتم النبيّين صلى‌الله‌عليه‌وآله من العرب؟!

(٤) في «ر» «س» : (يقود).

(٥) كلمة : (فقال) من «م».

(٦) رواه الصدوق في كمال الدين : ١٩١ / ٣٨ باختلاف مع تفصيل أكثر : عن أحمد بن محمّد بن ـ

١٧٢

[إخبار الإنجيل بنبوّة آخر الزمان]

[٤١٢ / ٢] ـ وذكر ابن بابويه في كتاب كمال الدين : أنّ في الإنجيل إنّي أنا الله الدائم الذي لا أزول ، صدّقوا النبيّ الأمّيّ صاحب الجمل والمدرعة ، الأكحل العينين ، الواضح الخدّين ، في وجهه نور كاللّؤلؤ وريح المسك ينفخ منه ، لم ير قبله مثله ولا بعده ، طيّب الريح ، نكّاح النساء ، ذو النسل القليل ، إنّما نسله من مباركة ، لها بيت في الجنّة ، لا صخب فيه ولا نصب ، يكفلها في آخر الزمان كما كفّل زكريّا أمّك ، لها فرخان مستشهدان ، كلامه القرآن ، ودينه الإسلام وأنا السلام ، طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيّامه وسمع كلامه.

فقال عيسى عليه‌السلام : يا ربّي ، وما طوبى؟

قال : شجرة في الجنّة ، أنا غرستها بيدي ، تظلّ الأخيار ، أصلها من رضوان ، ماؤها من تسنيم ، برده برد الكافور ، وطعمه طعم الزنجبيل ، من يشرب من تلك العين شربة لم يظمأ بعدها أبدا.

فقال عيسى عليه‌السلام : اللهمّ اسقني منها. قال : حرام هي ـ يا عيسى ـ أن يشرب أحد

__________________

ـ رزمة القزوينيّ ، عن الحسن بن عليّ بن نصر بن منصور الطوسيّ ، عن عليّ بن حرب الموصليّ الطائيّ ، عن أبي أيّوب يعلى بن عمران من ولد جرير بن عبد الله ، عن مخزوم بن هانئ المخزوميّ ، عن أبيه ، وقد أتت له مائة وخمسون سنة .. وعنه في بحار الأنوار ١٥ : ٢٦٣ / ١٤.

وأخرجه المصنّف في الخرائج والجرائح ٢ : ٥١٠ / ٢٤.

ورواه أبو نعيم الأصبهانيّ في دلائل النبوّة : ١٣٤ باختلاف : عن محمّد بن أبي طاهر الخرقيّ ، وعمر بن أحمد السمسار ، قالا : أنا أبو سعيد النقّاش ، أنا أبو الحسن محمّد بن محمود بن عبد الله المروزيّ ، عن أبي بكر عبد الله بن سليمان ، عن أبي سعيد. وأنا عبد الله بن حامد بن محمّد الفقيه ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد البزّار ، قالا : حدّثنا عليّ بن حرب الطائيّ ، عن يعلى بن النعمان البجليّ ، عن مخزوم بن هانئ ، عن أبيه ، وكانت له عشرون ومائة سنة قال ...

وأورده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٣٧ : ٣٦١ باختلاف.

١٧٣

من النبيّين منها حتّى يشرب النبيّ الأمّيّ ، وعلى الأمم أن يشربوا منها حتّى تشرب أمّة ذلك النبيّ ، أرفعك إليّ ثمّ أهبطك آخر الزمان ، فترى من أمّة ذلك النبيّ العجائب ، ولتعينهم على اللعين الدجّال ، أهبطك في وقت الصلاة لتصلّي معهم ، إنّهم أمّة مرحومة (١).

فصل

[رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسبحت اليهودي]

[٤١٣ / ٣] ـ وعن ابن بابويه بإسناده (٢) عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن داود بن عليّ اليعقوبيّ ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يهوديّ يقال له : سبحت (٣) ، فقال : يا محمّد ، أسألك عن ربّك ، فإن أجبتني عمّا أسألك عنه اتّبعتك وإلّا رجعت ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : سل عمّا شئت ، فقال : أين ربّك؟ قال : هو في كلّ مكان ، وليس هو في شيء من المكان محدود.

قال : فكيف هو؟ قال : فكيف أصف ربّي بالكيف ، والكيف مخلوق ، والله لا يوصف بخلقه.

قال : فمن أين تعلم أنّك نبيّ؟ قال : فما بقي حجر ولا مدر ولا غير ذلك إلّا قال

__________________

(١) كمال الدين : ١٥٩ / ١٨ ، والأمالي للصدوق : ٣٤٥ / ١٠ بتفصيل أكثر : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، عن أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلوديّ البصريّ بالبصرة ، عن محمّد بن عطيّة الشاميّ ، عن عبد الله بن عمرو بن سعيد البصريّ ، عن هشام بن جعفر ، عن حمّاد بن عبد الله بن سليمان ـ وكان قارئا للكتب ـ قال : قرأت في الإنجيل .. وعنهما في بحار الأنوار ١٦ : ١٤٤ / ١ ، وفي ج ١٤ : ٢٨٤ / ٦ والجواهر السنيّة : ١١٢ وحلية الأبرار ١ : ١٦٧ / ١ عن الأمالي.

وأورده ابن كثير في قصص الأنبياء ٢ : ٤١٧ والسيرة النبويّة ١ : ٣٣٠ والبداية والنهاية ٢ : ٩٢.

(٢) في النسخ : (وبإسناده عن ابن بابويه) والمثبت هو الصحيح ، وسيأتي في استخراجات الحديث طريق ابن بابويه إلى الحسن بن علي من كمال الدين.

(٣) في «س» : (سنخت) ، وفي «م» : (سبجت) ، والمثبت موافق للتوحيد.

١٧٤

بلسان عربيّ مبين : يا سبحت إنّه رسول الله ، فقال سبحت : تالله ما رأيت كاليوم ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسول الله (١).

[٤١٤ / ٤] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الفارابيّ (٢) ، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح القسريّ ، حدّثنا أحمد بن جعفر العسليّ بقهستان (٣) ، حدّثنا أحمد بن عليّ العلي ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ الخزاعيّ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر (٤) ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من الذي حضر سبحت اليهوديّ الفارسيّ ، وهو يكلّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

فقال القوم : ما حضر منّا أحد.

فقال عليّ عليه‌السلام : لكنّي كنت معه صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد جاءه سبحت ، وكان رجلا من ملوك فارس وكان ذربا (٥) ، فقال : يا محمّد ، أين الله؟ قال : هو في كلّ مكان ، وربّنا لا يوصف بمكان ولا يزول ، بل لم يزل بلا مكان ولا يزال ، قال : يا محمّد ، إنّك

__________________

(١) رواه الصدوق في التوحيد : ٣٠٩ / ١ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن عليّ ، عن داود بن عليّ اليعقوبيّ ، عن بعض أصحابنا ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. ، والصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢١ / ١ : عن إبراهيم بن هاشم .. والباقي كما في التوحيد ، وعنهما في بحار الأنوار ٣ : ٣٣٢ / ٣٦ و ٣٧ وج ١٧ : ٣٧٣ / ٢٨ بتفاوت يسير.

ورواه أيضا الكلينيّ في الكافي ١ : ٩٤ / ٩ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ .. والباقي كما في التوحيد.

(٢) في التوحيد : ١٨٢ و ١٨٤ و ٢٨٦ و ٣١٠ و ٣١٦ و ٣٨١ و ٣٨٢ : (الفارسي العزائمي) ، وفي العيون ٢ : ١٢٧ : (الفارسي الغرائمي).

(٣) قهستان : ناحية بخراسان بين هراة ونيسابور (اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير الجرزي ٣ : ٦٥).

(٤) في «ر» «س» زيادة : (الزهريّ).

(٥) أي : فصيحا.

١٧٥

لتصف ربّا عليما عظيما بلا كيف ، فكيف لي أن أعلم أنّه أرسلك؟

قال : فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر إلّا قال مكانه : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وقلت له أيضا : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسوله.

فقال : يا محمّد ، من هذا؟ قال : هو خير أهلي ، وأقرب الخلق منّي ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وروحه من روحي ، وهو الوزير منّي في حياتي ، والخليفة بعد وفاتي ، كما كان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ؛ فاسمع له وأطع ، فإنّه على الحقّ ، ثمّ سمّاه عبد الله (١).

فصل

[نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله والرعي]

[٤١٥ / ٥] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن حامد ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن يحيى أبو صالح ، حدّثنا الليث ، حدّثنا يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة أنّ جابر بن عبد الله قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمرّ الظهران (٢) يرعى الكباش وأنّ رسول الله قال : عليكم بالأسود منه فإنّه أطيبه (٣) ، قالوا : ترعى الغنم؟ قال : نعم ، وهل نبيّ إلّا رعاها (٤).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ٣٨ : ١٣٣ / ٨٦.

ورواه الصدوق في التوحيد : ٣١٠ / ٢ بنفس السند تقريبا مع اختلاف وزيادة في المتن وعنه في بحار الأنوار ٣٨ : ١٣١ / ٨٤ ونور البراهين للجزائريّ ٢ : ١٦٤ / ٢.

(٢) قال ياقوت الحمويّ في معجم البلدان ٤ : ٦٣ : الظهران واد قرب مكّة وعنده قرية يقال لها : مرّ ، تضاف إلى هذا الوادي فيقال : مرّ الظهران.

(٣) في «ر» «س» : (منها فإنّه لطيّبة).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٦ : ٢٢٣ / ٢٤.

١٧٦

[٤١٦ / ٦] ـ وعنه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن سيف بن حاتم ، عن رجل من ولد عمّار يقال له : أبو لؤلؤة سمّاه عن آبائه قال : قال عمّار رضى الله عنه : كنت أرعى غنيمة أهلي ، وكان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله يرعى أيضا ، فقلت : يا محمّد ، هل لك في فخّ؟ فإنّي تركتها روضة ترق (١).

قال : نعم فجئتها من الغد وقد سبقني محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قائم يذود غنمه عن الروضة. قال : إنّي كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك (٢).

فصل

[عليّ عليه‌السلام إلى اليمن]

[٤١٧ / ٧] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا عليّ بن حمّاد البغداديّ ، عن بشر بن عباد المريسيّ (٣) ، حدّثنا يوسف بن يعقوب (٤) بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبد الرحمن السلمانيّ ، عن حنش (٥) بن المعتمر ، عن عليّ عليه‌السلام قال : دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجّهني إلى اليمن لأصلح بينهم ، فقلت : يا رسول الله ، إنّهم قوم

__________________

ـ انظر : مسند أحمد ٣ : ٣٢٦ ، صحيح البخاريّ ٤ : ١٣٠ وج ٦ : ٢١٣ ، صحيح مسلم ٦ : ١٢٥ ، البداية والنهاية ٤ : ٣٢٩ والسيرة النبويّة لابن كثير ٣ : ٥٤٥.

(١) في «م» «ص» : (برق).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٦ : ٢٢٤ / ٢٥ وج ٧٢ : ٩٦ / ٩.

(٣) في «ر» «س» : (المرنستيّ).

(٤) في الأمالي والبحار : (أبو يوسف يعقوب).

(٥) في «ر» «س» : (حبس) وفي «ص» : (حش) وفي «م» : (حسن) وفي الكلّ تصحيف ، والمثبت موافق لما في الطبقات الكبرى ٦ : ٢٢٥ وتهذيب التهذيب ٣ : ٥١ وفيهما حنش بن المعتمر الكناني ويكنّى أبا المعتمر ، روى عن عليّ عليه‌السلام ، ذكره الشيخ الطوسي فيمن روى عن عليّ في رجاله : ص ٦٢ وانظر : معجم رجال الحديث ٧ : ٣٢١ الترجمة ٤١١٥.

١٧٧

كثير ولهم سنّ وأنا شابّ حدث. فقال : يا عليّ ، إذا صرت بأعلى عقبة أفيق (١) ، فناد بأعلى صوتك : يا شجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمّد رسول الله يقرؤكم السلام.

قال : فذهبت فلمّا صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن ، فإذا هم بأسرهم يقبلون نحوي شاهرون سلاحهم ، مسوون أسنّتهم ، مسلتون سيوفهم (٢) فناديت بأعلى صوتي : يا شجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمّد رسول الله يقرؤكم السلام.

قال : فلم يبق شجر ولا مدر ولا ثرى إلّا ارتجّ بصوت واحد : وعلى محمّد رسول الله السلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا إليّ مسرعين ، فأصلحت بينهم وانصرفت (٣).

[٤١٨ / ٨] ـ وعنه ، عن عليّ بن أحمد بن موسى (٤) ، حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله

__________________

(١) قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم ١ : ١٧٨ : أفيق بفتح أوّله وكسر ثانيه وبعده ياء وقاف قصر باليمن في بلاد عنس من مذحج ، قال الهمداني : وأفيق أيضا على مثل لفظه : قرية بالشام مشرفة على الأردن ، وعلى موضع يقال له : الأقحوانة.

(٢) في «ر» «س» : (متنكّبون قسيهم) بدلا من : (مسلتون سيوفهم).

(٣) رواه الصدوق في الأمالي : ٢٩٣ / ١ وعنه في بحار الأنوار ١٧ : ٣٧١ / ٢٣.

ورواه الصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢١ / ٢ باختلاف في المتن : عن أحمد بن موسى ، عن أحمد ابن محمّد المعروف بغزال ، عن محمّد بن عمر الجرجانيّ ، يرفعه إلى عبد الرحمن بن أحمد السلمانيّ ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .. وفي ص : ٥٢٣ / ٧ من المصدر نفسه أورد الحديث بسند مشابه لما قبله ، وهو هكذا : عن أحمد بن محمّد بن موسى ، عن محمّد بن أحمد مولى حريز بن زياد ، عن محمّد بن عمير الجرجانيّ ، عن رجل من أصحاب بشير المريسيّ ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن عبد الرحمن ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٧ : ٣٧٢ / ٢٤ وج ٢١ : ٣٦٢ / ٦ ، وأورده الحسن بن سليمان الحلّيّ في مختصر بصائر الدرجات لسعد ابن عبد الله : ١٤ وعنه في بحار الأنوار ٤١ : ٢٥٢ / ١١.

وورد قريب منه في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٢ : ١٣ : عن الحارث الأعور قال ...

(٤) في «ر» : (فصل ، حدّثنا عبد الرحمن بن أحمد بن موسى) ، وفي «س» : (وعنه ، حدّثنا عبد ـ

١٧٨

الكوفيّ ، حدّثنا موسى بن عمران النخعيّ ، حدّثنا إبراهيم بن الحكم ، عن عمرو بن جبير ، عن أبيه ، عن الباقر عليه‌السلام قال : بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا إلى اليمن ، فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح (١) رجلا فقتله ، فأخذه أولياؤه (٢) ورفعوه إلى عليّ ، فأقام صاحب الفرس البيّنة أنّ الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله ، فأبطل عليّ عليه‌السلام دم الرجل ، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يشكون عليّا فيما حكم عليهم ، فقالوا : إنّ عليّا ظلمنا وأبطل دم صاحبنا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ عليّا عليه‌السلام ليس بظلّام ولم يخلق عليّ للظلم ، وإنّ الولاية من بعدي لعليّ ، والحكم حكمه ، والقول قوله ، لا يردّ حكمه وقوله وولايته إلّا كافر ، ولا يرضى بحكمه وولايته إلّا مؤمن.

فلمّا سمع الناس قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا : يا رسول الله ، رضينا بقول عليّ عليه‌السلام وحكمه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هو توبتكم ممّا قلتم (٣).

فصل

[كلام الجمادات والنباتات والحيوانات معه صلى‌الله‌عليه‌وآله]

[٤١٩ / ٩] ـ وعنه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن

__________________

ـ الرحمن بن أحمد بن موسى) ، وفي «ص» : (وعنه حدّثنا عبد الرحمن عليّ بن أحمد بن موسى) وفي البحار : (الصدوق عن ابن موسى) بدلا من : (وعنه عن عليّ بن أحمد بن موسى) ، والصواب ما صحّحنا به السند عن البحار والأمالي.

(١) نفح أي : ضربه الفرس برجله.

(٢) في «ر» «س» : (أولياء المقتول).

(٣) عنه في بحار الأنوار ٢١ : ٣٦٢ / ٥ وج ١٠١ : ٤٠٠ / ١ ومستدرك الوسائل ١٨ : ٣٢٢ / ٢.

ورواه الصدوق في الأمالي : ٤٢٨ / ٧ .. وعنه في بحار الأنوار ٣٨ : ١٠١ / ٢٢ وج ١٠١ : ٣٨٩ / ١٩ ومستدرك الوسائل ١٨ : ٣٢٢ / ١. ورواه القاضي النعمان في دعائم الإسلام ٢ : ٤٢٥ / ٤٧٨ باختلاف في بعض ألفاظه : عن عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام ...

١٧٩

عبد الجبّار ، حدّثنا جعفر بن محمّد الكوفيّ ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الركن الغربيّ فجازه ، فقال له الركن : يا رسول الله ، ألست قعيدا من قواعد بيت ربّك فما بالي لا أستلم؟ فدنا منه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : اسكن عليك السلام غير مهجور (١).

ودخل حائطا ، فنادته العراجين (٢) من كلّ جانب : السلام عليك يا رسول الله ، وكلّ واحد منها يقول : خذ منّي ، فأكل ، ودنا من العجوة (٣) فسجدت ، فقال : اللهمّ بارك عليها وانفع بها ، فمن ثمّ روي أنّ العجوة من الجنّة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي لأعرف حجرا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إنّي لأعرفه الآن.

ولم يكن صلى‌الله‌عليه‌وآله يمرّ (٤) في طريق يتبعه أحد إلّا عرف أنّه سلكه من طيب عرفه (٥) ، ولم يكن يمرّ بحجر ولا شجر إلّا سجد له (٦).

[٤٢٠ / ١٠] ـ وقال سعد : حدّثنا الحسن بن محمّد الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشميّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم قاعدا إذ مرّ به بعير فبرك بين يديه ورغا (٧) ، فقال عمر : يا رسول الله ، أيسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحقّ (٨) أن نفعل.

__________________

(١) إلى هنا عنه في بحار الأنوار ١٧ : ٣٦٧ ح ١٦ ، وورد في الخرائج والجرائح ٢ : ٤٩٤ / ٧ ، ومختصر بصائر الدرجات ١٥ ، وفي طبعة أخرى : ٩٧ ، ذيل تاريخ بغداد ٢ : ٣١.

(٢) الحائط : البستان ، والعرجون : ما يحمل التمر ، جمعه : عراجين.

(٣) العجوة : ضرب من التمر.

(٤) قوله : (يمرّ) لم ترد في النسخ الأربعة وأثبتناها عن البحار.

(٥) العرف : الريح ، ولعلّه : (عرقه).

(٦) عنه في بحار الأنوار ١٧ : ٣٦٧ / ١٦ ، وورد في الخرائج والجرائح ٢ : ٤٩٤ / ٨.

(٧) رغا البعير : صوّت وضجّ.

(٨) في «ر» «س» : (أولى) بدلا من : (أحقّ).

١٨٠