قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ٢

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ٢

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-3-8
الصفحات: ٤٣٢

[قصّة مريم عليها‌السلام]

[٣٦٨ / ١] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله رفعه (١) عن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها)(٢) قال : أحصنت فرجها قبل أن تلد عيسى عليه‌السلام خمسمائة عام قال : فأوّل من سوهم (٣) عليه مريم ابنة (٤) عمران نذرت أمّها ما في بطنها محرّرا للكنيسة ، فوضعتها أنثى فشدت (٥) ، فكانت تخدم العبّاد تناولهم حتّى بلغت ، وأمر زكريّا أن يتّخذ لها حجابا دون العبّاد ، فكان زكريّا يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء ، قال : يا مريم ، أنّى لك هذا؟ قالت : هو من عند الله.

وقال : عاشت مريم بعد عمران خمسمائة سنة (٦).

__________________

(١) قوله : (رفعه) من بحار الأنوار.

(٢) التحريم : ١٢.

(٣) في «ر» «س» «ص» : (توهّم).

(٤) في «ر» «س» : (بنت).

(٥) في بحار الأنوار : (فشبت).

(٦) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٣ / ١٧.

١٤١

[٣٦٩ / ٢] ـ وقال الباقر عليه‌السلام : إنّها بشّرت بعيسى عليه‌السلام فبينا هي ذات يوم في المحراب إذ تمثّل لها الروح الأمين بشرا سويّا ، قالت : إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّا ، قال : إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاما زكيّا.

فتفل في جيبها ، فحملت بعيسى عليه‌السلام فلم تلبث أن ولدت ، وقال : لم تكن على وجه الأرض شجرة إلّا ينتفع بها ، ولا ثمرة ولا شوك لها ، حتّى قالت فجرة بني آدم كلمة السوء. فاقشعرّت الأرض وشاك الشجرة ، وأتى إبليس تلك الليلة ، فقيل له : قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلّا خرّ لوجهه ، وأتى المشرق والمغرب يطلبه ، فوجده في بيت دير قد حفّت به الملائكة ، فذهب يدنو فصاحت به الملائكة : تنحّ ، فقال لهم : من أبوه؟

فقالت : فمثله كمثل آدم. فقال إبليس : لأضلّنّ به أربعة أخماس الناس (١).

[٣٧٠ / ٣] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله ابن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخرّاز (٢) ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عيينة قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : لمّا قالت العواتق الفرية ـ وهي سبعون ـ لمريم عليها‌السلام : لقد جئت شيئا فريّا ، أنطق الله تعالى عيسى عليه‌السلام عند ذلك ، فقال لهنّ : ويلكنّ (٣) تفترين على أمّي ، أنا عبد الله

__________________

ـ وورد قريب منه في تفسير العيّاشيّ ١ : ١٧٠ / ٣٨ : عن حريز ، عن أحدهما عليهما‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٠٤ / ٢٠. وقال العلّامة المجلسيّ ذيل الخبر أعلاه : لا يخفى ما في هذا الخبر من الشذوذ والغرابة والمخالفة لسائر الأخبار والآثار.

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢١٥ / ١٤ وفي قصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥٨ (قطعة منه).

(٢) في النسخ : (الخزّاز) ، والصواب ما أثبتناه ، وهو إبراهيم بن عيسى ، أبو أيّوب الخرّاز ثقة كبير المنزلة (لاحظ : رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٥ ، خلاصة الأقوال ٥٠ / ١٣ ، رجال ابن داود : ٣٢ / ٢٧).

(٣) قوله : (ويلكنّ) لم يرد في نسخة «ص» «م».

١٤٢

آتاني الكتاب ، وأقسم بالله لأضربنّ كلّ امرأة منكنّ حدّا بافترائكنّ على أمّي.

قال الحكم : فقلت للباقر عليه‌السلام : أفضربهنّ عيسى عليه‌السلام بعد ذلك؟ قال : نعم ، ولله الحمد والمنّة (١).

فصل

[قصّة ولادة عيسى عليه‌السلام]

[٣٧١ / ٤] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن يحيى بن عبد الله قال : كنّا بالحيرة فركبنا مع أبي عبد الله عليه‌السلام فلمّا صرنا حيال قرية فوق المأصر (٢) قال : هي هي حين قرب من الشطّ وصار على شفير الفرات ، ثمّ نزل فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : أتدري أين ولد عيسى عليه‌السلام؟ قلت : لا.

فقال : في هذا الموضع الذي أنا فيه جالس ، ثمّ قال : أتدري أين كانت النخلة؟ قلت : لا ، فمدّ يده خلفه ، فقال : في هذا المكان ، ثمّ قال : أتدري ما القرار؟ وما الماء المعين؟ قلت : لا ، قال : هذا هو الفرات.

ثمّ قال : أتدري ما الربوة؟ قلت : لا ، فأشار بيده عن يمينه ، فقال : هذا هو الجبل إلى النجف.

وقال : إنّ مريم عليها‌السلام ظهر حملها ، وكانت في واد فيه خمسمائة بكر يعبدون ، وقال : حملته سبع ساعات ، فلمّا ضربها الطلق خرجت من المحراب إلى بيت دير لهم ، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ، فوضعته ، فحملته ، فذهبت به إلى

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢١٥ / ١٥ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥٨.

(٢) المأصر كالمجلس : حبل يشدّ على الطريق تحبس به السفن أو السابلة لتؤخذ منهم العشور (الإفصاح ٢ : ١٠١٣ ، ترتيب كتاب العين ١ : ٨٧).

١٤٣

قومها ، فلمّا رأوها فزعوا ، فاختلف فيه بنو إسرائيل ، فقال بعضهم : هو ابن الله ، وقال بعضهم : هو عبد الله ونبيّه ، وقالت اليهود : بل هو ابن الهنه (١) ويقال للنخلة التي أنزلت على مريم : العجوة (٢)(٣).

[٣٧٢ / ٥] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن أحمد بن خالد الكرخيّ ، عن الحسن ابن إبراهيم ، عن سليمان الجعفيّ ، قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام : أتدري بما حملت مريم؟ قلت : لا ، قال : من تمر صرفان (٤) أتاها به جبرئيل عليه‌السلام (٥).

[٣٧٣ / ٦] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسيّ ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : كان عيسى حين تكلّم في المهد حجّة الله جلّت عظمته على أهل زمانه؟ قال : كان يومئذ نبيّا حجّة على زكريّا في تلك الحال ، وهو في المهد.

وقال : كان في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم عليها‌السلام حين تكلّم وعبّر عنها ، ونبيّا وحجّة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فما تكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريّا عليه‌السلام الحجّة على الناس بعد صمت عيسى سنتين.

__________________

(١) الهن : فرج المرأة واللام محذوفة وهي الهاء وفي لغة واو ، فيعرب بالحروف فيقال : هنوها وهناها. (الإفصاح ١ : ٩١).

(٢) العجوة : نوع من أجود التمر يضرب لونه إلى السواد (مجمع البحرين ١ : ٢٨٢).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢١٦ / ١٧.

وورد قريب من ذيله في الأصول الستّة عشر : ٣٤ : عن كتاب عاصم بن حميد الحنّاط ، عن سلام ابن سعيد الجمحيّ ، قال : سأل عباد البصريّ أبا عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في مستدرك الوسائل ١٦ : ٣٨٦ / ٤.

(٤) صرفان : جنس من التمر ، ويقال : الصرفانة تمرة حمراء نحو البرنية وهي أرزن التمر كلّه (المصباح المنير : ٣٣٨).

(٥) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢١٦ / ١٨ ومستدرك الوسائل ١٥ : ١٣٦ / ٢ وج ١٦ : ٣٨٨ / ١.

ورواه البرقيّ في المحاسن ٢ : ٥٣٧ / ٨١١ بتفاوت يسير : عن أبيه وبكر بن صالح ، عن سليمان الجعفريّ ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٦٣ : ١٣٨ / ٤٨ ووسائل الشيعة ٢١ : ٤٠٤ / ٦.

١٤٤

ثمّ مات زكريّا ، فورثه يحيى عليهما‌السلام الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، فلمّا بلغ عيسى عليه‌السلام سبع سنين تكلّم بالنبوّة حين أوحى الله تعالى إليه ، وكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى الناس أجمعين.

وليس تبقى الأرض يا أبا خالد ، (١) يوما واحدا بغير حجّة لله (٢) على الناس منذ خلق الله آدم عليه‌السلام.

قلت : أو كان عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام حجّة من الله ورسوله إلى هذه الأمّة في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : نعم ، وكانت طاعته واجبة على الناس في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد وفاته ، ولكنّه صمت ولم يتكلّم مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت الطاعة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أمّته وعلى عليّ معهم في حال حياة رسول الله ، وكان عليّ حكيما عالما (٣).

فصل

[لا حاجة لعيسى عليه‌السلام للتعلّم]

[٣٧٤ / ٧] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ مولى بني هاشم ، حدّثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر ، حدّثنا كثير بن عيّاش القطّان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن الباقر عليه‌السلام قال : لمّا ولد عيسى عليه‌السلام كان ابن يوم كأنّه ابن شهرين ، فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذته والدته وأقعدته عند المعلّم ، فقال المؤدّب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم.

__________________

(١) كنية ليزيد الكناسيّ (منتهى المقال ٧ : ٥٢).

(٢) في «ص» «م» : (الله).

(٣) عنه وعن الكافي ١ : ٣٨٢ / ١ في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٥ / ٥١ بتفصيل أكثر ، واللفظ للكافي : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى .. إلى آخر السند في المتن وفي بحار الأنوار ١٨ : ٢٧٨ باختصار عن الكافي.

١٤٥

قال عيسى عليه‌السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال المؤدّب : قل : أبجد ، فقال : يا مؤدّب ، ما أبجد؟ وإن كنت لا تدري فاسألني حتّى أفسّر لك ، قال : فسّره لي.

فقال عيسى عليه‌السلام : الألف : آلاء الله ، والباء بهجة (١) الله ، والجيم جمال الله ، والدال دين الله. هوّز : الهاء هول (٢) جهنّم ، والواو ويل لأهل النار ، والزاي زفير جهنّم. حطّي : حطّت الخطايا عن المذنبين المستغفرين.

كلمن : كلام الله لا مبدّل لكلماته. سعفص : صاع بصاع ، والجزاء بالجزاء (٣). قرشت : قرشهم فحشرهم.

فقال المؤدّب : أيّتها المرأة لا حاجة له إلى التعليم (٤).

[شفاء المرضى وإحياء الموتى]

[٣٧٥ / ٨] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد ابن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبيّ (٥) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان بين داود وعيسى عليهما‌السلام أربعمائة سنة وثمانون سنة ، وأنزل على عيسى في الإنجيل مواعظ وأمثال وحدود ، وليس فيها قصاص ولا أحكام حدود ولا فرض مواريث ، وأنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى عليه‌السلام في التوراة ، وهو قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه‌السلام أنّه قال لبني إسرائيل : (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ

__________________

(١) في «ر» «س» : (بهاء).

(٢) قوله (هول) لم يرد في النسخ الأربع وأثبتناه من البحار.

(٣) في «ص» «م» : (والجز بالجز).

(٤) رواه الصدوق في التوحيد : ٢٣٦ / ١ ، ومعاني الأخبار : ٤٥ / ١ ، وفي معاني الأخبار : ٦٩٤ / ١ بنفس السند وفيها تفاوت في المتن وعنها في بحار الأنوار ٢ : ٣١٦ / ١ وج ١٤ : ٢٨٦ / ٨ ، وفي تفسير نور الثقلين ٣ : ٣٣٦ / ٧٨ عن الأمالي.

(٥) في «ص» «م» : (الحسني).

١٤٦

عَلَيْكُمْ)(١) وأمر عيسى عليه‌السلام من معه ممّن تبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التوراة وشرايع جميع النبيّين والإنجيل (٢).

قال : ومكث عيسى عليه‌السلام حتّى بلغ سبع سنين أو ثمانيا ، فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ، فأقام بين أظهرهم يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويعلّمهم التوراة ، وأنزل الله تعالى عليه الإنجيل لمّا أراد أن يتّخذ عليهم حجّة.

وكان يبعث إلى الروم رجلا لا يداوي أحدا إلّا برئ من مرضه ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، حتّى ذكر ذلك لملكهم ، فأدخل عليه ، فقال : أتبرئ الأكمه والأبرص؟ قال : نعم ، قال : فأتى بغلام منخسف الحدقة لم ير شيئا قطّ ، فأخذ بندقتين فبندقهما ، ثمّ جعلهما في عينيه ودعا فإذا هو بصير ، فأقعده الملك معه وقال : كن معي ولا تخرج من مصري ، وأنزله معه بأفضل المنازل.

ثمّ إنّ المسيح عليه‌السلام بعث آخر وعلّمه ما به يحيي الموتى ، فدخل الروم وقال : أنا أعلم من طبيب الملك ، فقالوا للملك ذلك ، قال : اقتلوه ، فقال الطبيب : لا تقتله أدخله ، فإن عرفت خطأه قتلته ولك الحجّة ، فأدخل عليه ، فقال : أنا أحيي الموتى ، فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك (٣) مات في تلك الأيّام ، فدعا رسول المسيح عليه‌السلام وأمّن طبيب الملك الذي هو رسول المسيح عليه‌السلام أيضا الأوّل ، فانشقّ القبر فخرج ابن الملك ، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه ، فقال : يا بنيّ ، من أحياك؟

__________________

(١) آل عمران : ٥٠.

(٢) إلى هنا ورد في تفسير العيّاشيّ ١ : ١٧٥ / ٥٢ باختلاف يسير عن محمّد الحلبيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٣٤ / ٤ وتفسير الصافي ١ : ٣٣٩ وتفسير نور الثقلين ١ : ٣٤٤ / ١٥١.

(٣) في البحار زيادة : (وكان قد).

١٤٧

قال : فنظر فقال : هذا وهذا ، فقاما فقالا : إنّا رسولا المسيح عليه‌السلام إليك ، وإنّك كنت لا تسمع من رسله إنّما تأمر بقتلهم إذا أتوك فتابع ، وأعظموا أمر المسيح عليه‌السلام حتّى قال فيه أعداء الله ما قالوا ، واليهود يكذّبونه ويريدون قتله (١).

[٣٧٦ / ٩] ـ وسألوا عيسى عليه‌السلام أن يحيي سام بن نوح عليه‌السلام فأتى إلى قبره ، فقال : قم يا سام بإذن الله ، فانشقّ القبر ، ثمّ أعاد الكلام فتحرّك ، ثمّ أعاد الكلام فخرج سام ، فقال عيسى عليه‌السلام : أيّهما أحبّ إليك : تبقى أو تعود؟ قال : يا روح الله ، بل أعود ، إنّي لأجد لذعة الموت في جوفي إلى يومي هذا (٢).

فصل

[نبيّ الله عيسى عليه‌السلام وشبهات إبليس]

[٣٧٧ / ١٠] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن عليّ ابن عتبة ، عن بريد القصرانيّ ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : صعد عيسى عليه‌السلام على جبل بالشام يقال له : أريحا ، فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين ، فقال له : يا روح الله ، أحييت الموتى وأبرأت الأكمه والأبرص ، فاطرح نفسك عن الجبل ، فقال عيسى عليه‌السلام : إنّ ذلك أذن لي فيه وهذا لم يؤذن لي فيه (٣).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥١ / ٤٣.

(٢) عنه وعن تفسير العيّاشيّ ١ : ١٧٤ / ٥٠ في بحار الأنوار ١٤ : ٢٣٣ / ٢ واللفظ لتفسير العيّاشيّ ، وفيه : عن محمّد بن أبي عمير ، عمّن ذكره رفعه ، قال : إنّ أصحاب عيسى عليه‌السلام سألوه أن يحيي لهم ميّتا ، قال : فأتى بهم إلى قبر سام بن نوح ، فقال له .. إلى آخر الحديث وعنه تفسير الصافي ١ : ٣٣٨ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥٩ عن تفسير العيّاشيّ.

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٧١ / ٢ وج ٦٠ : ٢٥٢ / صدر الحديث ١١٥ وانظر : قصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٦٤ و ٤٦٥.

١٤٨

[٣٧٨ / ١١] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن محمّد بن خالد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه‌السلام قال : جاء إبليس إلى عيسى عليه‌السلام ، فقال : أليس تزعم أنّك تحيي الموتى؟ قال عيسى عليه‌السلام : بلى ، قال إبليس : فاطرح نفسك من فوق الحائط. فقال عيسى عليه‌السلام : ويلك إنّ العبد لا يجرّب ربّه.

وقال إبليس : يا عيسى ، هل يقدر ربّك على أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها؟ فقال : إنّ الله عزوجل لا يوصف بعجز ، والذي قلت لا يكون.

يعني : هو مستحيل في نفسه كجمع الضدّين (١)(٢).

[٣٧٩ / ١٢] ـ وفي خبر آخر : أنّ إبليس قال لعيسى عليه‌السلام : أنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أن تكوّنت من غير أب؟ قال عيسى عليه‌السلام : بل العظمة للّذي كوّنني ، وكذلك كوّن آدم وحوّاء عليهما‌السلام.

قال إبليس : أنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيكون طيرا؟! فقال عيسى عليه‌السلام : بل (٣) العظمة للذي خلقني وخلق ما سخّر لي (٤).

__________________

(١) الظاهر أنّ قوله : (يعني هو مستحيل في نفسه كجمع الضدّين) من كلام الشيخ الراونديّ.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٧١ / ٣ وج ٦٠ : ٢٥٢ / ذيل الحديث ١١٥ وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٦٥ و ٤٦٥.

(٣) في «ر» «س» «ص» : (إنّ) بدلا من : (بل).

(٤) رواه الصدوق في الأمالي : ٢٧٢ / ١ بزيادة وتفصيل أكثر : عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ ، عن عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب ، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميريّ ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ :٢٧٠ / ١ وج ٦٠ : ٢٣٩ / ٨٣.

وأورده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٧ : ٣٥٨ باختلاف وزيادة فيه.

١٤٩

[٣٨٠ / ١٣] ـ وفي رواية : أتت عيسى عليه‌السلام امرأة من كنعان بابن لها مزمن ، فقالت : يا نبيّ الله ، ابني هذا زمن ، ادع الله له ، قال : إنّما أمرت أن أبرئ زمنى بني إسرائيل ، قالت : يا روح الله ، إنّ الكلاب تنال من فضول موائد أربابها إذا رفعوا موائدهم ، فأنلنا من حكمتك ما ننتفع به ، فاستأذن الله تعالى في الدعاء فأذن له فأبرأه (١).

فصل

[علم النبوّة وضعف الصبا]

[٣٨١ / ١٤] ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سأل أبي أبا عبد الله عليه‌السلام : هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم؟ قال : نعم ، ولقد كان يصيبه وجع الكبار (٢) في صغره ، ويصيبه وجع الصغار في كبره ويصيبه المرض ، وكان إذا مسّه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمّه : ابغي لي عسلا وشونيزا (٣) وزيتا فتعجني به ، فأتته به فأكرهه فتقول : لم تكرهه وقد طلبته؟

فقال : هاتيه ، نعتّه لك بعلم النبوّة ، وأكرهته لجزع الصبا ، ويشمّ الدواء ثمّ يشربه بعد ذلك (٤).

[٣٨٢ / ١٥] ـ وفي رواية إسماعيل بن جابر ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ عيسى بن مريم عليه‌السلام كان يبكي بكاء شديدا ، فلمّا أعيت مريم عليها‌السلام كثرة بكائه قال لها : خذي من

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٣ / ٤٥.

(٢) في النسخ الأربعة : (الكباد) والمثبت موافق للسياق وللبحار. وكذا في الموضع الآتي.

(٣) الشونيز والشونوز والشينيز : الحبّة السوداء ، وهي المعروفة بحبّة البركة (الإفصاح في فقه اللغة ١ : ٥٤٦).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٣ / ٤٦ وج ٥٩ : ١٧٠ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٦٣.

١٥٠

لحا (١) هذه الشجرة فاجعلي وجورا (٢) ثمّ اسقينيه فإذا سقي بكى بكاءا شديدا فتقول مريم عليها‌السلام : ماذا أمرتني؟

فيقول : يا أمّاه ، علم النبوّة وضعف الصبا (٣).

[من آثار الصدقة]

[٣٨٣ / ١٦] ـ وبإسناده (*) عن ابن سنان ، عن أحمد بن أبي نصر ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام قال : إنّ عيسى عليه‌السلام مرّ بقوم مجلبين (٤) ، فسأل عنهم ، فقيل : بنت فلان تهدى إلى فلان ، فقال : صاحبتهم ميتة من ليلتهم ، فلمّا كان من الغد قيل : إنّها حيّة يخرج بها الناس إلى دارها فخرج زوجها ، فقال له : سل زوجتك ما فعلت البارحة من الخير؟

فقالت : ما فعلت شيئا إلّا أنّ سائلا كان يأتيني كلّ ليلة جمعة فيما مضى وأنّه جاءنا ليلتنا فهتف فلم يجب ، فقال : عزّ عليّ أنّها لا تسمع صوتي وعيالي يبقون الليلة جياعا ، فقمت مستنكرة فأنلته مقدار ما كنت أنيله فيما مضى.

قال عيسى عليه‌السلام : تنحّي عن مجلسك ، فتنحّت ، فإذا تحت ثيابها أفعى عاضّ على

__________________

(١) اللحا : القشر الرقيق للشجرة (الإفصاح ٢ : ١١٧١).

(٢) الوجور والوجور بالفتح والضم : الدواء يوجر أي يصبّ في الفم (الإفصاح ١ : ٥٤٢ ، ترتيب كتاب العين ٣ : ١٩٢٦).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٤ / ٤٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٦٣.

(*) كذا في النسخ ، ولم يوجد رواية ابن سنان عن ابن أبي نصر مع الفحص في غير هذا الموضع ، ورواه الصدوق في المجالس : ٥٨٩ / ١٣ ، عن محمّد بن سنان المجاور عن أحمد بن نصر الطحّان .. كما سيأتي في الهامش (من إفادات السيّد الشبيري الزنجاني). وقد تقدّم الطريق إلى محمّد بن سنان كثيرا منها الرقم : (٢٣٦) و (٢٤٤).

(٤) الجلب : الصياح والصخب ، وفي مجمع البحرين ٢ : ٢٥ مجلبين من الجلبة ، وهي الضوضاء واختلاط الأصوات.

١٥١

ذنبه ، فقال : بما تصدّقت صرف عنك هذا (١).

فصل

[بشارة بالنبيّ الأميّ صلى‌الله‌عليه‌وآله]

[٣٨٤ / ١٧] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن عيسى بن العبّاس ، عن محمّد بن عبد الكريم التفليسيّ ، عن عبد المؤمن بن محمّد رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوحى الله جلّت عظمته إلى عيسى عليه‌السلام : جدّ في أمري ولا تترك ، إنّي خلقتك من غير فحل آية للعالمين ، أخبرهم آمنوا بي وبرسولي النبيّ الأمّيّ ، نسله من مباركة ، وهي مع أمّك في الجنّة ، طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيّامه.

قال عيسى عليه‌السلام : يا ربّ ، وما طوبى؟ قال : شجرة في الجنّة ، تحتها عين من شرب منها شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، قال عيسى عليه‌السلام : يا ربّ ، اسقني منها شربة ، قال : كلّا يا عيسى ، إنّ تلك العين محرّمة على الأنبياء حتّى يشرب منها (٢) ذلك النبيّ ، وتلك الجنّة محرّمة على الأمم حتّى تدخلها أمّة ذلك النبيّ (٣).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٢٤ / ٣٧.

ورواه الصدوق في الأمالي : ٥٨٩ / ١٣ باختلاف : عن عليّ بن عيسى ، عن عليّ بن محمّد ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان المجاور ، عن أحمد ابن نصر الطحّان ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٤ : ٩٤ / ١ وج ١٤ : ٢٤٤ وج ٩٣ : ١١٥ / ٧ ووسائل الشيعة ٩ : ٣٨٨ / ٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٦١.

(٢) في «ر» «س» «ص» : (يشربها) بدلا من : (يشرب منها).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٢٣ / ٣٤ وج ١٥ : ٢٠٦ / ٢٥.

ورواه الصدوق في كمال الدين : ١٥٩ / ١٨ ، والأمالي : ٣٤٥ / ١٠ وفيهما اختلاف في المتن مع تفصيل أكثر : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، عن أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى بن ـ

١٥٢

[مواعظ وأخلاق]

[٣٨٥ / ١٨] ـ وبإسناده (*) عن ابن سنان ، قال : قال الصادق عليه‌السلام : قال عيسى بن مريم عليهما‌السلام لجبرئيل عليه‌السلام : متى قيام الساعة؟ فانتفض جبرئيل انتفاضة أغمي عليه منها ، فلمّا أفاق قال : يا روح الله ، ما المسؤول أعلم بها من السائل وله من في السماوات والأرض ، لا تأتيكم إلّا بغتة (١).

[٣٨٦ / ١٩] ـ وعن ابن سنان قال : قال الصادق عليه‌السلام : كان فيما أوحى الله تعالى جلّ ذكره إلى عيسى عليه‌السلام : (٢) هب لي من عينيك الدموع ، ومن قلبك الخشية ، واكحل عينيك (٣) بميل الحزن إذا ضحك البطّالون ، وقم على قبور الأموات ونادهم بالصوت

__________________

ـ أحمد بن عيسى الجلوديّ البصريّ ، عن محمّد بن عطيّة الشاميّ ، عن عبد الله بن عمرو بن سعيد البصريّ ، عن هشام بن جعفر ، عن حمّاد بن عبد الله بن سليمان ـ وكان قارئا للكتب ـ قال : قرأت في الإنجيل .. إلّا أنّ (محمّد بن عطيّة ، عن عبد الله بن عمرو بن سعيد البصريّ) لم يرد في الأمالي ، وعنهما في بحار الأنوار ١٦ : ١٤٤ / ١ وفي البحار ج ١٤ : ٢٨٤ / ٦ وحلية الأبرار للسيّد هاشم البحرانيّ ١ : ١٦٧ / ١ عن الأمالي.

وأورده ابن كثير في قصص الأنبياء ٢ : ٤١٧ ـ ٤١٩ بتفاوت مع تفصيل أكثر ، وزاد في آخره : (قال : يا عيسى ، أرفعك إليّ ، قال : ربّ ، ولم ترفعني؟ قال : أرفعك ثمّ أهبطك في آخر الزمان لترى من أمّة ذلك النبيّ العجائب ولتعينهم على قتال اللعين الدجّال ، أهبطك في وقت صلاة ، ثمّ لا تصلّي بهم لأنّها مرحومة ولا نبيّ بعد نبيّهم).

وذكر نحوه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٣ : ٣٩٧ وج ٤٧ : ٣٨١.

(*) المراد به الطريق المذكور برقم : (٢٧٧) و (٣٨١) أو (٣١٤).

(١) عنه في بحار الأنوار ٦ : ٣١٢ / ١١ وج ١٤ : ٣٢٣ / ٣٥ ، وفي ج ٧ : ٦١ / ١٤ موضحا السند هكذا : عن ماجيلويه ، عن الكوفيّ ، عن أبي عبد الله الخيّاط ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن سنان ، عن الصادق عليه‌السلام ...

(٢) في «ر» «س» زيادة : (يا عيسى).

(٣) في «ر» «س» : (عينك).

١٥٣

الرفيع ، لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل : إنّي لاحق بهم في اللّاحقين (١).

[٣٨٧ / ٢٠] ـ وقال الحواريّون لعيسى عليه‌السلام : يا معلّم الخير ، علّمنا أيّ الأشياء أشدّ؟ قال : أشدّ الأشياء غضب الله ، قالوا : فبما يتّقى غضب الله؟ قال : بأن لا تغضبوا ، قالوا : وما بدء (٢) الغضب؟ قال : الكبر ، والتجبّر ، ومحقرة الناس (٣).

[٣٨٨ / ٢١] ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام : يقول : ما تدري ما يفجأك ، ما يمنعك أن (٤) تستعدّ له قبل أن يغشاك (٥).

[٣٨٩ / ٢٢] ـ قال : وقال الحواريّون لعيسى عليه‌السلام : علّمنا ، قال : إنّ موسى عليه‌السلام أمركم

__________________

(١) رواه المفيد في الأمالي : ٢٣٦ / ٧ : عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام .. وعن المفيد الطوسي في الأمالي ١٢ : ١٥ بنفس السند والمجلسي في بحار الأنوار ١٤ : ٣٢٠ / ٢٤ وج ٦٩ : ٧١ / ٢. ورواه أيضا ابن فهد الحليّ في عدّة الداعي : ١٥٥ مرسلا وعنه في بحار الأنوار ٩٠ : ٣٠٥ قطعة من الحديث ١ ووسائل الشيعة ٧ : ٧٦ / ٩.

(٢) في «ر» «س» «ص» : (بدو).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٢٣ / ٣٥.

ورواه الصدوق في الخصال : ٦ / ١٧ : عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصلت ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٨٧ / ٩ وج ٧٠ : ٢٦٣ / ٥ ووسائل الشيعة ١٥ : ٣٦٢ / ١٥.

ورواه الفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين : ٣٧٩ مرسلا عن الصادق عليه‌السلام ...

(٤) في جميع النسخ : (وما) بدلا من : (أن) ، وهو كما ترى.

(٥) ورد قريب منه في كتاب الزهد للحسين بن سعيد : ٨١ / ٢١٨ : عن فضالة ، عن إسماعيل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كان عيسى بن مريم عليه‌السلام يقول : هول لا تدري متى يلقاك ما يمنعك أن تستعدّ له قبل أن يفجأك .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٣٠ / ٦٨ وج ٦٨ : ٢٦٧ / ١٥.

وورد نحوه في عيون الحكم والمواعظ : ١٥٠ ، وبحار الأنوار ١٤ : ٣٢٦ / ٤٤ نقلا عن كتاب تنبيه الخواطر ونزهة الناظر.

١٥٤

أن لا تحلفوا بالله كاذبين ، وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله لا (١) كاذبين ولا صادقين (٢).

[٣٩٠ / ٢٣] ـ وقال عيسى عليه‌السلام ليحيى عليه‌السلام : إذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنّه ذنب ذكّرته فاستغفر الله منه ، وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنّها حسنة كتبت لك لم تتعب فيها (٣).

فصل

[فرق عيسى عن يحيى عليهما‌السلام]

[٣٩١ / ٢٤] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن الحسن بن عليّ ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان عيسى عليه‌السلام يبكي ويضحك ، وكان يحيى عليه‌السلام يبكي ولا يضحك ، وكان الذي يفعل عيسى عليه‌السلام أفضل. (٤)

__________________

(١) قوله : (لا) لم يرد في «م» والكافي.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٠١ : ٢٨٠ / ١٤.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٥ : ٥٤٢ / ٧ بزيادة في أوّله وآخره : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي العبّاس الكوفيّ جميعا ، عن عمرو بن عثمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٣١ / ٧١ ووسائل الشيعة ٢٠ : ٣١٨ / ١.

وفي الكافي ٧ : ٤٣٤ / ٣ بزيادة في أوّله : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في وسائل الشيعة ٢٣ : ١٩٧ / ٢.

وأورده ابن أبي جمهور في عوالي اللئالي ٣ : ٥٤٦ / ٨ بزيادة في أوّله : عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ...

(٣) رواه الصدوق في الأمالي : ٦٠٣ / ذيل الحديث ٨ : عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن شريف بن سابق التفليسيّ ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٨٧ / ذيل الحديث ١١ وج ٦٨ : ٤١٥ / ٣٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٧٠.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٨٨ / ٤١ وص ٢٤٩ / ٣٨ وج ٧٣ : ٦٠ / ١١. ـ

١٥٥

[إرشادات صحيّة]

[٣٩٢ / ٢٥] ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرّ أخي عيسى عليه‌السلام بمدينة وإذا في أثمارهم (١) الدود ، فشكوا إليه ما بهم ، فقال : دواء هذا معكم ولستم تعلمون ، أنتم إذا غرستم الأشجار صببتم التراب ثمّ الماء ، وليس هكذا إنّما ينبغي أن تصبّوا الماء في أصول الشجر ثمّ التراب ، فاستأنفوا كما وصف ، فذهب عنهم ذلك (٢).

[٣٩٣ / ٢٦] ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرّ أخي عيسى عليه‌السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان ، فقال : ما شأنكما؟ قال : يا نبيّ الله ، هذه امرأتي صالحة وليس بها بأس ، ولكنّي أحبّ فراقها ، فهي خلقة الوجه من غير كبر.

قال عيسى عليه‌السلام : يا امرأة ، أتحبّين أن يعود ماء وجهك طريّا؟ قالت : نعم ، قال : إذا أكلت إيّاك أن تشبعي لأنّ الطعام إذا تكاثر على الصدر زاد في البدن فذهب ماء الوجه ، ففعلت ذلك فعاد وجهها طريّا (٣).

__________________

ـ ورواه الكلينيّ في الكافي ٢ : ٦٦٥ / ٢٠ بتقديم وتأخير مع زيادة في آخره : (من الذي كان يصنع يحيى عليه‌السلام) : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن الجهم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عمّن ذكره ، عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ١٨٨ / ٤٠ ووسائل الشيعة ١٢ : ١١٢ / ٢ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٥٢.

(١) في البحار : (ثمارها).

(٢) رواه الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٥٧٤ / ١ : عن أحمد بن محمّد بن عيسى العلويّ الحسينيّ ، عن محمّد بن أسباط ، عن أحمد بن محمّد بن زياد ، عن أبي الطيب أحمد بن محمّد ابن عبد الله ، عن عيسى بن جعفر العلويّ العمريّ ، عن آبائه ، عن عمر بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٢١ / ٢٧ وج ١٠٠ : ٦٣ / ٢ ووسائل الشيعة ١٩ : ٣٢ / ١ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٧٠.

(٣) رواه الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٤٩٧ / ١ بتفاوت يسير مع زيادة : عن أحمد بن محمّد بن ـ

١٥٦

[٣٩٤ / ٢٧] ـ وبإسناده عن ابن سنان ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لا تمزح فيذهب نورك ، ولا تكذب فيذهب بهاؤك ، وإيّاك وخصلتين : الضجر والكسل ، فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حقّ ، وإن كسلت لم تؤدّ حقّا.

قال : وكان المسيح عليه‌السلام يقول : من كثر همّه سقم بدنه ، ومن ساء خلقه عذّب نفسه ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ، ومن لاحى (١) الرجال ذهبت مروّته (٢).

__________________

ـ عيسى العلويّ الحسينيّ ، عن محمّد بن إبراهيم بن أسباط ، عن أحمد بن زياد القطّان ، عن أبي الطيّب أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن عيسى بن جعفر العلويّ العمريّ ، عن آبائه ، عن عمر بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٢٠ / ٢٦ وج ٦٣ : ٣٣٤ / ١٥ وج ١٠٠ : ٢٥٨ / ٨ ومستدرك الوسائل ١٦ : ٢١٧ / ٩ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٢٠ / ٧٥ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٧٠.

(١) جاء في ترتيب كتاب العين ٣ : ١٦٢٨ : اللحاء : الملامة واللعن والعذل.

(٢) عنه في بحار الأنوار ٧٥ : ١٩٩ / ٢٦.

ورواه الصدوق في الأمالي : ٦٣٦ / ٣ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم ابن هاشم ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٦٩ : ١٩٢ / ٨ وج ٦٩ : ٢٥٩ / ٢٦ وفي ج ٧٠ : ١٥٩ / ٢ وج ٧٣ : ٥٨ / ٢ صدر الحديث وفي ج ١٤ : ٣١٨ / ١٨ ذيل الحديث ووسائل الشيعة ١٢ : ١١٣ / ٥ بتمامه ، وفي مستدرك الوسائل ٨ : ٤١٧ / ٥ باختصار.

وورد صدر الحديث في كتاب من لا يحضره الفقيه ٤ : ٣٥٥ / قطعة من الحديث ٥٧٦٢ بتفاوت يسير : عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعا ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وعنه في السرائر ٣ : ٦١٦ ووسائل الشيعة ١٦ : ٢٢ / ٢ ، ومكارم الأخلاق للطبرسيّ : ٤٣٤ : عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وعنه في بحار الأنوار ٧٤ : ٤٨ / قطعة من الحديث ٣.

وورد ذيله في الأمالي للطوسيّ : ٥١٢ / ٢٦ : عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أبي الطيّب النعمان بن أحمد بن نعيم القاضي الواسطيّ ، عن محمّد بن شعبة بن خوان ، عن حفص بن عمر بن ميمون ـ

١٥٧

[٣٩٥ / ٢٨] ـ وقال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرّ أخي عيسى عليه‌السلام بمدينة ، فإذا وجوههم صفر وعيونهم زرق ، فشكوا إليه ما بهم من العلل ، فقال : دواؤكم معكم ، أنتم إذا أكلتم اللحم طبختموه غير مغسول ، وليس يخرج شيء من الدنيا إلّا بجنابة ، فغسلوا بعد ذلك لحومهم ، فذهبت أمراضهم.

ومرّ أخي عيسى عليه‌السلام بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة ووجوههم منتفخة فشكوا إليه ، فقال : أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم ، فتغلي الريح في الصدر حتّى تبلغ إلى الفم ولا يكون له مخرج ، فيرجع إلى أصول الأسنان فيفسدها ويفسد الوجه ، فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم ، ففعلوا فذهب ذلك عنهم (١).

فصل

[رسل السيّد المسيح عليه‌السلام إلى أنطاكيّة]

[٣٩٦ / ٢٩] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن الصادق عليه‌السلام قال : إنّ عيسى عليه‌السلام لمّا أراد وداع أصحابه جمعهم ، وأمرهم بضعفاء الخلق ، ونهاهم عن الجبابرة ، فوجّه اثنين إلى أنطاكية ، فدخلا في يوم عيد لهم ، فوجداهم قد كشفوا عن الأصنام وهم يعبدونها ، فعجّلا عليهم بالتعنيف ، فشدّا بالحديد وطرحا في السجن ، فلمّا علم شمعون

__________________

ـ القرشيّ الإبلي ، عن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وفيه : (سقطت مروءته وذهبت كرامته) بدلا من : (ذهبت مروّته) .. وعنه في بحار الأنوار ٦٩ : ٣٢٦ / ٤ وج ٧٢ : ٢٦٠ / ٤ ووسائل الشيعة ١٢ : ٢٤٠ / ٨.

(١) رواه الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٥٧٥ / ١ بتفاوت يسير وبنفس السند المذكور في تخريج الحديث ٢٦ من هذا الفصل .. وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٣٢١ / ٢٨ و ٢٩ وج ٥٩ : ١٦١ / ٦ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٧٠.

١٥٨

بذلك أتى أنطاكية حتّى دخل عليهما في السجن ، وقال : ألم أنهكما عن الجبابرة.

ثمّ خرج من عندهما وجلس مع الناس مع (١) الضعفاء ، فأقبل فطرح كلامه الشيء بعد الشيء ، فأقبل الضعيف يدفع (٢) كلامه إلى من هو أقوى منه ، وأخفوا كلامه خفاءا شديدا ، فلم يزل يتراقى (٣) الكلام حتّى انتهى إلى الملك ، فقال : منذ متى هذا الرجل في مملكتي؟ فقالوا : منذ شهرين ، فقال : عليّ به ، فأتوه به ، فلمّا نظر إليه وقعت عليه محبّته ، فقال : لا أجلس إلّا وهو معي.

فرأى في منامه شيئا أفزعه ، فسأل شمعون عنه ، فأجاب بجواب حسن فرح به ، ثمّ ألقي عليه في المنام ما أهاله ، فأوّلها له بما ازداد به سرورا ، فلم يزل يحادثه حتّى استولى عليه.

ثمّ قال : إنّ في حبسك رجلين عابا عليك؟ قال : نعم ، قال : فعليّ بهما ، فلمّا أتي بهما قال : ما إلهكما الذي تعبدان؟ قالا : الله ، قال : يسمعكما إذا سألتماه ويجيبكما إذا دعوتماه؟ قالا : نعم ، قال شمعون : فأنا أريد أن أستبرئ ذلك منكما ، قالا : قل ، قال : هل يشفي لكما الأبرص؟ قالا : نعم ، قال : فأتي بأبرص.

فقال : سلاه أن يشفي هذا ، قال : فمسحاه فبرئ ، قال : وأنا أفعل مثل ما فعلتما ، قال : فأتي بآخر فمسحه شمعون فبرئ.

قال : بقيت خصلة إن أجبتماني إليها آمنت بإلهكما ، قالا : وما هي؟ قال : ميّت تحييانه؟ قالا : نعم ، فأقبل على الملك وقال : ميّت يعنيك أمره؟ قال : نعم ابني ، قال : اذهب بنا إلى قبره ، فإنّهما قد أمكناك من أنفسهما ، فتوجّهوا إلى قبره ، فبسطا أيديهما فبسط شمعون يديه ، فما كان بأسرع من أن صدع القبر وقام الفتى ، فأقبل

__________________

(١) في «ر» «س» : (من).

(٢) في «ر» «س» : (يرفع).

(٣) في «ر» : (يطرح في) بدلا من : (يتراقى).

١٥٩

على أبيه ، فقال أبوه : ما حالك؟

قال : كنت ميّتا ففزعت فزعة ، فإذا ثلاثة قيام بين يدي الله باسطوا أيديهم يدعون الله أن يحييني وهما هذان وهذا.

فقال شمعون : أنا لإلهكما من المؤمنين ، فقال الملك : وأنا بالذي آمنت به يا شمعون من المؤمنين ، وقال وزراء الملك : ونحن بالذي آمن به سيّدنا من المؤمنين ، فلم يزل الضعيف يتبع القوي ، فلم يبق بأنطاكيّة أحد إلّا آمن به (١).

فصل

[استجابة دعاء عيسى عليه‌السلام]

[٣٩٧ / ٣٠] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا حمزة بن محمّد العلويّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن يوشع ، حدّثنا عليّ بن محمّد الحريريّ (٢) ، حدّثنا حمزة بن يزيد ، عن عمر ، عن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه‌السلام ليقتلوه بزعمهم ، أتاه جبرئيل عليه‌السلام فغشاه بجناحه ، وطمح عيسى عليه‌السلام ببصره ، فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل عليه‌السلام : «اللهمّ إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزّ ، وأدعوك اللهمّ باسمك الصمد ، وأدعوك اللهمّ باسمك العظيم الوتر ، وأدعوك اللهمّ باسمك الكبير المتعال الذي ثبّت أركانك كلّها (٣) أن تكشف عنّي ما أصبحت وأمسيت فيه» فلمّا دعا به عيسى عليه‌السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه‌السلام ارفعه إلى عندي.

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٢ / ٤٤.

ووردت هذه القصّة بنحو آخر في تفسير مجمع البيان ٨ : ٢٦٥ عن وهب بن منبّه.

(٢) في البحار : (الجريريّ).

(٣) في «ر» زيادة : (أن تصلّي على محمّد وآل محمّد و).

١٦٠