موسوعة الطب القديم

حسن نعمة

موسوعة الطب القديم

المؤلف:

حسن نعمة


الموضوع : الطّب
الناشر: رشاد برس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٩

وفي الحالات المتقدّمة من المرض ، يصبح السعال مصحوبا بالدم ، وتصبح البشرة صفراء مع بحة في الصوت.

إنّ الشفاء من المرض طويل الأمد وقد يستغرق سنة أو سنتين من المعالجة.

ويجب أن يكون الغذاء جيدا غني بالبروتينات والفيتامينات ، الراحة ضرورية ، والإجهاد ممنوع.

ويجب الامتناع عن أكل المقالي وشرب المنبهات وينصح بغلي كم ورقة من اكليل الجبل في كباية نبيذ حلو وتؤخذ هذه الكباية خلال ٢٤ ساعة وعلى عدّة جرعات ، وليداوم المريض على هذا العلاج لمدة ١٥ يوما.

* الجذام ، البرص ، البلاء :

مرض مزمن يتطور ببطء شديد ، وتختلف دلائل المرض بسبب المناعة الطبيعية للأشخاص ضد هذا المرض ، والدليل العام الأساسي هو فقدان الإحساس باليدين والرجلين ، وقد يحرق الإنسان نفسه دون أن يعلم.

وعلى الجلد تكون الدلائل علامات صفراء أو علامات شبيهة بالديدان الحلقية ، انتفاخ الأعصاب مع وجود تقرحات مزمنة لا تسبب حكاكا ، وقد تصبح أطراف الأذنين سميكة وقصيرة ومربعة ، ويتساقط شعر الحاجبين ابتداء من الأطراف ، وفي الحالات المتقدّمة للمرض قد تصاب الأيدي والأقدام بالشلل آخذة شكل المخالب وتقصر أصابع اليد والقدم أو كل اليد والقدم بسبب فقدان الحس بهذه الأجزاء.

للوقاية إحم الأيدي والأقدام من كل ما يحدث جروحا أو رضوضا أو حروقا ، لا تمشي حافي القدمين في الأماكن التي تكثر فيها الأشواك أو الحجارة الحادّة.

* الملاريا :

هي إصابة في الدم ، تسبّب حرارة مرتفعة وقشعريرة ، تنتشر الملاريا بسبب البعوض.

٦٨١

دلائل المرض هي : تحدث نوبة الملاريا كل يومين أو ثلاثة ويستمر تأثيرها لعدّة ساعات ، ولكل نوبة ثلاثة مراحل :

١ ـ قشعريرة مع صداع ، رجفان الجسم لمدة ١٥ ـ ٦٠ دقيقة.

٢ ـ ارتفاع الحرارة إلى ٤٠ درجة أو أكثر ، احمرار البشرة ، هذيان المريض.

٣ ـ تصبب العرق وانخفاض درجة الحرارة وعند انتهاء النوبة يشعر المريض بضعف.

تسبب الملاريا المزمنة تضخما بالطحال وفقر دم.

* دلائل المرض الخطير :

إنّ الشخص الذي تبدو عليه إحدى الدلائل الآتية قد يكون مريضا إلى درجة خطيرة ، ويجب أن يستشير طبيبا إخصائيا.

ـ النزيف الشديد في أي جزء من الجسم.

ـ السعال المصحوب بالدم.

ـ ازرقاق الشفتين أو أظافر اليد.

ـ صعوبة كبيرة في التنفس لا تتحسّن بعد الراحة.

ـ إذا كان إيقاظه غير ممكن (غيبوبة أو كوما).

ـ الإغماء عند الوقوف.

ـ إذا انحصر البول لمدة يوم أو أكثر.

ـ إذا مضى يوم أو أكثر دون أن يتناول المريض أي سائل.

ـ تقيؤ شديد أو إسهال شديد يدوم أكثر من يوم ، أو أكثر من عدّة ساعات للأطفال.

ـ إذا كان البراز أسودا بلون الزفت ، أو كان التقيؤ مصحوبا بدم.

٦٨٢

ـ آلام قوية ومتواصلة في المعدة مصحوبة بتقيؤ دون حدوث إسهال أو عدم التمكن من التبرّز.

ـ أي ألم شديد مستمر لمدة ثلاثة أيّام أو أكثر.

ـ تصلب في الرقبة مع تقوّس في الظهر مصحوبا أو غير مصحوب بفك متصلّب.

ـ إن حدثت هزات في حال ارتفاع الحرارة ، نوبات صرع.

ـ الحرارة المرتفعة أكثر من ٣٩ درجة مئوية ، والتي لا تنخفض والتي تدوم أكثر من أربعة أيام.

ـ نقص في الوزن مستمر مع الوقت.

ـ إن كان البول ممزوجا بالدم.

ـ القروح المتزايدة التي لا تزول بالمعالجة.

ـ إنتفاخ درني يزداد حجما في أي جزء من الجسم.

ـ مشاكل متعلّقة بالحمل والولادة (نزيف أثناء الحمل) ، (انتفاخ في الوجه خلال أشهر الحمل الأخيرة).

٦٨٣
٦٨٤

* الفصل الثامن

الثلاثي الغادر

* القلب

* السكري

* السرطان

٦٨٥
٦٨٦

الثلاثي الغادر ، أمراض القلب ، داء السكري ، الأورام السرطانية ، أمراض ثلاثة ، تسبّب الوفاة ، والتي تكوّن ما نسمّيه بالثلاثي الغادر.

* لا يحتوي جسم الإنسان إلّا على قلب واحد ، كما هو الحال بالنسبة إلى الرئتين والكليتين ، وعند ما يتأذّى قلب الإنسان ، غالبا ما يكون الأذى غير قابل للإصلاح ، وعلى هذا يجب استدراك حدوث أمراض القلب بدلا من معالجتها بعد حدوثها ، لذلك ، تجنّب التدخين ، حافظ على وجبات طعام منتظمة ، تجنّب السمنة ، تخلّص من التوتر والضغوط النفسية ، مارس الرياضة المنظّمة ، راقب ضغط دمك.

* السرطان : مرض رهيب جدا ، ليس بسبب عدد الذين يموتون بسببه ، إنّما بسبب العذاب والمعاناة اللذين يسبّبهما لضحاياه.

ما هو السرطان؟ إنّه نوع من الورم الذي يهدد حياة المرء ، ورم شاذ يضرب أحد أجزاء الجسم ، ثم ما يلبث أن ينتشر إلى أجزاء أخرى.

* داء السكري : باب المتاعب والعذاب والآلام ، يرهق الجسم ويحدّ من طاقة وحيوية المصاب به ، كما يفتح المجال أمام مضاعفات عديدة قد تصيب القلب والشرايين والكلى وشبكة العين والمفاصل ، وينتج عنه اضطرابات جنسية وعنّة وقد يؤثّر على نفسية المريض به ، إنّه مرض صامت ومزمن.

* أمراض القلب :

القلب عضلة مجوّفة ، ينقبض وينبسط بانتظام ، في انبساطه يتدفّق الدم إلى تجاويفه ، وفي انقباضه يدفع الدم بقوّة إلى الشرايين الرئيسية ، ومنها إلى أطراف الجسم.

يغلّف القلب كيس مزدوج الجدران ، ويوجد في الفراغ بينهما سائل يعمل على حماية القلب من التلف الذي قد يصيبه بسبب احتكاكه بالأعضاء المجاورة.

٦٨٧

حجم القلب بحجم قبضة اليد ، وتبلغ ضربات قلب الرجل حوالي ٦٠ إلى ٨٠ ضربة في الدقيقة ، ويبلغ معدل الدم الذي يدفعه قلب رجل صحيح أثناء القيام بتمارين رياضية قاسية حوالي ٢٠ ليترا في الدقيقة ، وفي نفس الوقت يزيد التنفس للحصول على الكمية الإضافية من الأوكسجين والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون.

يستمر دور القلب في العمل طيلة حياة الإنسان ، وكلّما انتشرت وسائل المعيشة الحديثة ، كلما ازدادت أمراض القلب ، ولكن لا يعني إن حصل مرض في القلب ، أنّ نهاية للمريض قد كتبت.

الأمراض التي قد يتعرّض لها القلب هي :

ـ سرعة خفقان القلب :

حيث يحسّ الإنسان بسرعة خفقان قلبه ، وهو في حالة الراحة ، وهذه قد تسبّب بعض الإزعاج ، ولكن من النادر أن تكون عرضا لمرض خطير في القلب ، ويبدو أنّ الشخص النحيل العصبي أكثر عرضة لحدوث سرعة خفقان القلب ، بالإضافة إلى عدّة أسباب تحدث ذلك ، ومنها : صدمة مفاجئة ، امتلاء المعدة بأكلة ضخمة ، تناول وجبة حريفة ، تناول الخمور ، التبغ ، القهوة ، الشاي.

ـ الحمّى الروماتيزمية :

وهذه مرض خطير إذا أصيب به الأطفال وصغار البالغين ، وعلاماته (ارتفاع الحرارة ، تورّم في المفاصل) وقد تمتد الحمى الروماتيزمية إلى القلب مسبّبة التهاب عضلة القلب وغشائه الداخلي ، كما قد تؤثر هذه الحمّى في صمّامات القلب وتقلّل من كفاءتها.

ـ الإلتهاب الجرثومي لغشاء القلب الداخلي :

هي عدوى جرثومية تحدث لغشاء القلب الداخلي ، وتصيب هذه العدوى القلب الذي كان قد سبق تأثّره بنوبة من نوبات الحمّى الروماتيزمية ، وهذا المرض خطير لأنّه يسبّب تلف متزايد للصمّامات ، وتخف قدرة القلب في ضخّ الدم ، ولكن بالإمكان الشفاء من هذه الحالة.

٦٨٨

ـ التهاب غشاء التامور :

التامور هو الغشاء الذي يحيط بالقلب وهو من طبقتين ، وسبب التهابه يعود إلى الحمّى الروماتيزمية ، أو الإلتهاب الرئوي أو التدرن الرئوي ، وعلاجه يكون بالراحة التامّة والطويلة في الفراش كي يخف حمل القلب.

ـ الذبحة الصدرية :

تطلق هذه التسمية على الإحساس الشديد بالاختناق في الصدر ، وهي تكون مصحوبة دائما بألم بالغ الشدّة ، وهذه الحالة ليست مرضا في حدّ ذاتها ، إنّما هي عرض لمرض.

من علاج هذه الحالة عدم القيام بأعمال مجهدة ، وأن يعدل المريض من نظام غذائه ، حيث يمتنع عن المقالي والزبدة والدهون ، والمشويات ، لأنّها تسهم في تصلّب الشرايين ، كما عليه أن يبتعد عن القلق.

ـ التجلط التاجي :

هو مرض ملازم للحضارة الحديثة ، وينتشر بين الأشخاص الذين يؤدون أعمالا لا تسمح لهم بوقت كاف للراحة والاسترخاء ، كما يصيب من يسهرون كثيرا ، ولا يمارسون الرياضة ويدخّنون بشراهة ، ويشربون الخمر.

إنّ حدوث الجلطة في الشريان التاجي المتصلّب ، يسبّب ذلك قطع المدد من الدم عن جزء من عضلة القلب ، ويموت بالتالي هذا الجزء من عضلة القلب ، والمسبّب لهذه الحالة المرضية هو تصلّب الشرايين الناتج بدوره عن ترسّب المواد الدهنية (ومنها الكوليسترول).

يمكن تدارك عدم تصلّب الشرايين بالحمية والوقاية ، وتعتبر النساء مهيّئين أكثر من الرجال لهذه الإصابات خاصّة بعد انقطاع الميعاد الشهري لديهن وكذلك الرجال الحاملين لمرض السكري أو لضغط دم مرتفع ، أو من لديهم دهون زائدة في الدم.

هل يوجّه الجسم إشارات تحذير؟

وما هي؟

٦٨٩

ينمو مرض تصلّب الشرايين تدريجيا وببطء ، وتبدأ الإشارات بضيق تحت عظيمة القفص الصدري عند القيام بأي مجهود جسماني ، كما تزيد السمنة من خطورة الإصابة بهذا المرض ، إضافة إلى الضغوط النفسية التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية.

ـ هبوط القلب :

أعراض مرض هبوط القلب تكون واضحة ، وتشخيصها وعلاجها سهل لدى الطبيب ، ومن مسبّباتها : فقر الدم الشديد ، أمراض الغدد الصمّاء خاصّة الغدة الدرقية ، نقص الفيتامينات خاصّة الفيتامين B ، الإلتهابات الشعبية والرئوية.

ـ هل يصاب الشبان بأمراض القلب؟

قد يصاب الشبان بأمراض القلب كما يصاب الشيوخ ، وهي أكثر إصابة للشبّان منها للشيوخ ، مثل :

* آلام الصدر الحادّة : خصوصا في منطقة أسفل الثدي الأيسر ، وهي كثيرة الانتشار بين الشبان وخاصّة الفتيات في سن المراهقة وما بعدها ، ويكون الألم كوخز الإبرة وحادا ، ويعود سبب ذلك إلى القلق النفسي والاضطراب العصبي ، ويكون القلب سليما بشكل عام ، وقد يعود الألم إلى سبب بسيط كعسر الهضم.

* روماتيزم القلب : ينتشر بين الشبّان ويصيب الجنسين ، ويحصل نتيجة الإصابة بالحمّى الروماتيزمية في سن الطفولة ، وعلى من يصاب به أن يقلل من الإجهاد الجسماني ، وعلى الفتاة المتزوجة أن تخفف من العملية الجنسية وتحديد فترات الحمل.

* عيوب خلقية في تكوين القلب : التي تظهر أعراضها في سن الشباب ، ومنها ما يسمّى بثقب القلب ، وهي تصيب الإناث أكثر من الشباب.

* الأنفلونزا وما يعقبها : إنّ مرضى السكري وارتفاع الضغط الدموي أكثر من غيرهم عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية وخاصّة بعد الإصابة بالإنفلونزا.

٦٩٠

* سؤال أخير :

هل تصيب الذبحة الصدرية الشباب؟

الإجابة هي : نعم.

ولكن بنسبة ضئيلة جدا ومردّها إلى القلق النفسي.

والذبحة الصدرية ، هي الألم الشديد الذي ينتشر من الصدر حتى الرقبة والذراع الأيسر ، مع وجود تنميل في هذا الذراع ، وقد يحصل انسداد الشريان التاجي بدون ألم وهو ما يسمّى بالذبحة الصامتة ، ومظاهرها على سبيل المثال :

ـ هيجان عند القيام بأي مجهود.

ـ تورّم الساقين.

ـ ضيق التنفس الذي ينشأ عند ما ينام المريض ويستيقظ من النوم ويسمع حشرجة بالصدر مع عدم القدرة على التنفس (وهذه هي الأعراض الأولى للذبحة).

ـ القيء المستمر.

ـ الصعوبة في البلع ، كأن تقف اللقمة في الصدر.

ـ ما ذا يأكل مريض القلب؟

أولا يجب أن يمتنع عن تناول الأطعمة الدسمة ، وأن لا يضيف الملح إلى طعامه ، خاصة إذا كان قد تجاوز الأربعين من عمره.

إنّ الاقتصار على وجبة واحدة أو وجبتين يوميا ، تأتي بالضرر الكبير على الشرايين ، ويجب أن يتوزع الطعام على ثلاث وجبات.

إنّ تناول الطعام وأعصاب الإنسان مضطربة فقد تؤذيه أكثر ممّا تفيده ، وكذلك أخذ الحمام الدافىء بعد تناول الطعام مضرّة.

إنّ الإكثار من تناول المنبّهات مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية ، تؤدي إلى سرعة النبض ، وتضر بعملية الهضم وتؤدي إلى اضطراب عمل المخ والقلب.

٦٩١

أمّا العشاء فيجب أن يكون قبل النوم بثلاث ساعات ، ومن المعلوم أنّ التدخين يساعد على تصلب الشرايين وتضييقها وإضعاف الدورة الدموية ، كما يعمل على تهييج الغشاء المخاطي للمعدة ويربك عملية الهضم وبالتالي يتعب القلب.

إنّ زيادة تناول فيتامين D يعجّل في تصلّب الشرايين وترسيب الحصى في الكلى ويسبّب ارتفاع ضغط الدم.

ـ ما هي مقويات القلب؟

إنّ تناول الأسماك مفيد للقلب ويعمل على سيولة الدم ، ويبعد حدوث جلطة مفاجئة ، كما يعتبر فيتامين C فعّال للحد من الاضطرابات القلبية ، وإن نقص فيتامين B يسبّب ضعفا في عضلة القلب ورشح مائي في الجسم.

إنّ أفضل منشّط لعضلة القلب وللأوعية الدموية هي ممارسة الرياضة المنظّمة والمنتظمة والمعتدلة ، إضافة إلى ممارسة هوايات مفيدة.

للاحتفاظ بقلب سليم ، يجب اتباع ما يلي :

* مراعاة الاعتدال في كل شيء.

* عدم الإسراف في تناول الطعام ونوعيته.

* مزاولة الرياضة ، وأفضلها رياضة المشي.

* الاعتناء بنظافة الجسد ، خاصة الأذن والأنف والحنجرة.

* الوقاية من البرد.

* الإكثار من أكل الخضار والفواكه.

* إعطاء الجسم فرصة للراحة بعد الإجهاد الذهني.

* الابتعاد عن التدخين ، والمشروبات الكحولية.

تبلغ عدد ضربات القلب أو دقّاته في الشخص السليم البالغ ٧٠ ضربة في الدقيقة تقريبا ، وهو في وضع هادىء ، وتزيد هذه الدقّات لدى الأطفال ، كما تقلّ

٦٩٢

كلّما تقدّم الإنسان في العمر ، لتعود إلى الزيادة في سن الشيخوخة ، وهي كما يبيّن الجدول التالي :

السن

ضربات القلب

في الدقيقة

من ٣ إلى ٥ سنوات

١٢٠

١٤٠

من ٥ إلى ١٢ سنة

١٠٠

١٢٠

من ١٢ إلى ٢١ سنة

٨٠

١٠٠

من ٢١ إلى ٥٠ سنة

٧٠

٨٠

من ٥٠ إلى ٦٠ سنة

٦٠

٧٠

من ٦٠ إلى .....

٧٠

٨٠

ـ أوجاع القلب الوهمية :

ينظر الإنسان عادة إلى مرضه نظرة سوداوية ، إنّ الكثير من المرضى الذين يشكون من الهيجان ، أو الآلام الصدرية ، ليس عندهم بالضرورة آفة قلبية ، ومعظمهم ضحايا الوهم والحالات النفسية ، إنّ ظواهر هذه الآلام مشابهة جدا لأمراض القلب ، ولكن وبعد الفحوصات الطبية والتحاليل وتخطيط القلب الكهربائي ، يتبين أنّها تعود إلى إحدى الأمور التالية :

* تكلّس في فقرات الرقبة.

* التهاب المرارة أو وجود حصوات فيها.

* تقلّصات في المريء واضطرابات في الهضم.

* وجود فتق في الحجاب الحاجز.

* وجود حساسية روماتيزمية ، نتيجة انتقال الإنسان من جو دافىء إلى جو بارد حالا.

* مضاعفات نزلة شعبية.

٦٩٣

* حموضة المعدة.

* إنّ مغلي النعناع ينشّط القلب ويمنع الخفقان ، شرط أن يكون النعناع أخضر.

* مغلي القرنفل نافع لخفقان القلب وضيق التنفس.

* الورد+ كزبرة يابسة+ كافور مفيدة للخفقان.

* القرنفل+ المصطكى+ كزبرة يابسة تدق ناعما وتذاب بالماء وتؤخذ شرابا لتقوية القلب.

* يفيد القلب : شراب التفاح ، ماء الرمان ، شراب السوس ، التمر الهندي.

٦٩٤

* مرض السكري :

ما هو مرض السكري؟

هو ارتفاع معدل السكر في الدم ، أكثر من المعدل الطبيعي (والتي تتراوح بين ٧٠ ـ ١١٠ ملغ) ويعتبر مرتفعا عند ما يتخطّى ال ١٢٥ ملغ.

السكري مرض شبه صامت ومزمن ، وكل إنسان معرّض للإصابة به ، خاصّة لمن تجاوز الخمسين من العمر ، ولذلك فهو من الأمراض الشائعة.

يمكن أن نقسم مرض السكري إلى ثلاثة أنواع أو مجموعات :

١ ـ المجموعة الأولى : تصيب الأطفال والبالغين من الشباب حتى حوالي العمر ٣٥ سنة.

٢ ـ المجموعة الثانية : تصيب البالغين ابتداء من سن ال ٣٥ سنة وهو الأكثر شيوعا.

٣ ـ السكري الحملي : يظهر خلال فترة حمل المرأة.

ـ مسبّبات مرض السكري :

هناك عدّة غدد تشارك في إحداث مرض السكري في الجسم ، وهي :

* غدة البنكرياس : ينتج مرض السكري عند ما يطرأ تغيير على غدة البنكرياس التي تفرز مادة الأنسولين التي تساعد خلايا الجسم في الحصول على السكر الذي تحتاجه لإنتاج الطاقة ، وعلى منع السكر من التراكم في الدم.

وبتوقف إفراز مادة الأنسولين ، تضعف استجابة خلايا الجسم لعمل الأنسولين.

* الغدد اللعابية.

* الغدد المجاورة للغدّة الدرقية.

* الكبد.

* المرارة.

* الطحال.

٦٩٥

* الغدة الكظرية ، التي تفرز مادة الأدرينالين والتي تساعد على ارتفاع نسبة السكر في الدم.

* الغدة الدرقية ، التي تفرز مادة الثيروكسين التي تساعد على رفع نسبة السكر في الدم.

* الغدة النخامية ، والتي تسبّب إفرازات تبطل مفعول الأنسولين الصادر عن البنكرياس.

* وأخيرا عامل الوراثة ، وخاصّة لمن يتّسم بالبدانة ـ السمنة ـ وهي أهم عوامل ظهور السكري.

كل هذه الغدد ، قد تتعرّض لاضطرابات مجتمعة أو منفردة ، وتنتج بالتالي اضطرابا في إفراز المواد الحافظة لصحة الإنسان ، أمّا العوامل المسبّبة لهذه الاضطرابات هي : الإرهاق ، المسؤوليات ، الضيق الاقتصادي ...

ـ دلائل الإصابة بمرض السكري :

* عطش شديد ، نشاف في الفم.

* جوع شديد نتيجة نقصان الغلوكوز ، وغالبا ما يسبقها ارتعاش في اليدين ، تعب ، صداع ، كآبة ، شحوب.

* تبول كثير ومتكرّر والذي يؤدي بدوره إلى الجفاف.

* إرهاق أو تعب بدون أسباب.

* آلام في الجسم ، وخز الأطراف ، تضخم الركبتان.

* انخفاض في الوزن خاصّة عند الأطفال ، وضمور في العضلات.

* تراجع صحّة المريض.

* اضطراب نسبة الأملاح في الجسم (الصوديوم والبوتاسيوم).

أمّا إذا كانت حالة مريض السكري شديدة ، تضاف إليها العوارض التالية :

* إصابة وخلل الأوعية الدموية.

* إصابة الأعصاب ، وقد تصاب الأعصاب بالتهابات.

٦٩٦

* ضعف في وظائف الكلية.

* التعرق بكثرة خاصة اليدين والجبهة.

* إصابة شبكة العين ، تصلّب في أنسجة العين.

* إصابة العين بالماء الزرقاء ـ الساد ـ.

* إصابة الجلد والأغشية المخاطية ، حكّة خصوصا في المنطقة التناسلية ، إلتهابات جلدية تدوم طويلا نتيجة الترسّبات الحامضية.

* تنميل وخدر في اليدين والقدمين ، ويتحول لونها إلى الإزرقاق.

* تقرح في الأقدام ، وظهور دمامل ، نتيجة زوال بعض أنواع الفلور المعوية الحيّة ، واحتمال الإصابة بغرغرينا.

* الغيبوبة ، وهي الأكثر خطورة ، حيث يخف نبض المريض ويأخذ بالتنفس العميق ، كما قد يفتح السكري الطريق للإصابة بالسل والالتهاب الرئوي.

ـ مضاعفات مرض السكري :

* قد يؤثر السكري في نفسية المريض ، ويعاني القلق.

* ينتج عنه كذلك ، اضطراب جنسي وعنّة.

* لدى المرأة الحامل ، قد تصاب بالإجهاض.

* قد يتعرّض القلب للإصابة.

* يحدث خللا في الشرايين وتصبح معرضة للإنسدادات بسبب الكوليسترول والمواد الحامضية وتصبح الشرايين أكثر عرضة لتخزين المواد السامّة ، وتؤدي إلى شيخوخة مبكّرة.

* متاعب في الكلى ، وفي شبكة العين ، وتزداد الحالة سوءا لدى المدخنين حيث يزداد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل.

ـ تشخيص المرض :

يتم تشخيص مرض السكري بإجراء فحص قياس نسبة وجود السكر في الدم ، وكذلك في البول.

٦٩٧

إذا أصيب إنسان بالسكري بعد سن الأربعين ، أمكن التحكم بالمرض في معظم الأحيان ، عن طريق تناول أغذية ملائمة ، وإتباع نظام غذائي سليم وصحي ، وبتحقيق وزن مثالي ، والحفاظ عليه.

متابعة رياضة منتظمة.

إتباع سبل الحماية (إذا كان لعامل الوراثة دور في الإصابة بالمرض).

إنّ التشخيص المبكر والعناية المستمرة والمبكرة يحميان من مضاعفات السكري ، ويخفّفان على المدى البعيد من العبء المادي على الفرد والمجتمع.

إنّ هرمون الأدرينالين الذي تفرزه الغدة الكظرية ، ومادة الأنسولين الصادرة عن البنكرياس واللذان يعملان بشكل معاكس ، فإذا تغلبت إحداهما على الأخرى يضطرب التوازن البيولوجي في الجسم ، ويبدأ الجسم بالعمل دفاعا عن نفسه بزيادة كمية الغلوكوز في الدم ، وهذه الزيادة تؤدي إلى اضطراب في التوازن البيولوجي ممّا يوجب التخلص منه عن طريق الكليتين ، وتجعل عملية التبول تزداد.

قد يسبق الإصابة بالسكري لدى الراشدين حالة من السمنة.

وقد يصبح نفس المصاب بالسكري كريها ومصحوبا بضيق وصداع وكآبة.

ـ نصائح إلى مريض السكري :

يجب على مريض السكري أن يكون حذرا جدا في اختيار طعامه ، لأنّ جسمه أصبح مريضا وبحاجة إلى المرونة ، كما عليه أن يعتمد في غذائه على الخضراوات والفواكه والحبوب مضافا إليها كميات صغيرة من اللبن والحليب واللحوم الخالية من الدسم ، وحد أدنى من الزيوت النباتية التي لا غنى عنها في الطهي ، أمّا المرضى الذين يتناولون حقنة الأنسولين مساء ، فعليهم تناول وجبة خفيفة قبل النوم مثل (كعك غير محلّى أو كوب لبن).

إنّ نظام الحمية الذي يفرض على مريض السكري ، يركّز على نوعية الأطعمة ، كما ينصح مريض السكري بأن لا يأكل ولا يشرب ، ما يلي :

٦٩٨

* السكر.

* المربيات ، العسل ، الحلويات ، الشوكولا ، الكاتو ، البسكويت الحلو ، الكريما ، القشدة.

* الفواكه المعلّبة.

* المشروبات الغازية أو المحلّاة ، العصير المركّز المحلّى.

* النشويات ، يفضل أن يؤخذ منها نصف وجبة أو أقل (بطاطا ، أرز ، معكرونة ، خبز ، برغل).

* تجنّب الكحول ، والشاي والقهوة ، فهي شديدة الضرر بخلايا الأعصاب ، وتعمل على ترسّب الكوليسترول وتحجزه في المرارة.

* البروتينات ، تناول منها ربع وجبة ، تجنب الحليب كامل الدسم ، والبيض ، واللحوم الدهنية لأنّها ترفع نسبة البولينا في الدم.

* الدهون ، اختار منها ما هو من مصدر نباتي ، كزيت الزيتون وزيت الذرة ، أمّا الدهون الحيوانية فقد تسبّب تليّف الكبد.

* الألياف ، تناول منها يوميا ما ترغب مثل :

القمح غير المقشور.

الخضراوات ذات الجذور مثل (الجزر ، اللفت ، الفجل ، البصل).

البقول كالفاصوليا والعدس واللوبيا.

الفواكه غير الغنية بالسكر كالتفاح والبرتقال.

الخضار ، كالملفوف والخس والخيار والبندورة.

* مارس الرياضة ، وخاصّة رياضة المشي لأنّها تساعد على استهلاك السكر وتقلّل من نسبته في الدم ، وتخفّف الوزن ، وتزيد من فعالية غدة البنكرياس في إفراز مادة الأنسولين ، وتنشّط الدورة الدموية ، ويجب أن يؤدّي المشي إلى التعرّق وأن لا يقل عن ٤٥ دقيقة وبمعدل ثلاث مرات أسبوعيا.

٦٩٩

ـ هناك أغذية تعتبر علاجا ، مثل :

البصل ، الهندباء ، الأرضي شوكي (يحتوي على مادة الأنسولين) ، الهليون ، الشمندر الأحمر (يؤثر بشكل إيجابي على الكلى لاحتوائه على المنغنيزيوم) ، الفريز ، الدرّاق ، القرّة ، الكرز ، الليمون الحامض ، البرتقال ، الأترج ، الزيتون الأسود.

ـ ينصح بتناول الخضراوات بدون تقشير.

ـ ينصح بتناول الأعشاب العطرية وبكثرة.

ـ ينصح بعدم تناول البازلاء والفاصوليا ، العدس ، لأنّه يصعب على الجسم امتصاصها وتساعد على التحمّض.

إنّ أفضل الأطعمة هي تلك الغنية بالألياف ، لأنّها تساعد على عدم حصول الإمساك ، كما يجب عدم استعمال الملح في الطعام.

ـ المرأة الحامل والسكري :

أن تكون المرأة مصابة بالسكري ، لا يمنع من إنجابها للأطفال إذا أرادت ذلك ، ولكن يجب عليها مراعاة بعض الاحتياطات ، التي تعتبر قواعد أساسية ، وهي :

ـ يجب أن يكون الحمل مبرمجا ، وأن لا يفاجئها ذلك من حيث مدّة تناول حبوب منع الحمل قبل الحمل ، ومراجعة طبيبها بذلك.

ـ ينبغي أن يكون معدل السكر أقرب ما يمكن من المعدل الطبيعي ، وذلك منذ بداية الحمل حتى الولادة ، وحتى بعد الولادة.

ـ عليها أن تراقب نسبة السكر في البول باستمرار.

ـ إذا غلب عليها القيء ، تستدعي الطبيب.

ـ يجب عدم التدخين لأنّه يؤذي الجنين.

إنّ ممارسة النشاط وخاصة المشي ، له تأثير جيد على مرضى السكري ، ويؤدّي إلى انخفاض معدل وجوده في الدم ، وعلى العموم لكي يتم الحمل لدى

٧٠٠