موسوعة الطب القديم

حسن نعمة

موسوعة الطب القديم

المؤلف:

حسن نعمة


الموضوع : الطّب
الناشر: رشاد برس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٩

سوء تغذية ويكون رد فعل الجسم حدوث نقص في المعادن الهامّة مثل (الحديد ، الكالسيوم ، البوتاسيوم ، ماغنيزيوم ، كبريت ، يود ...).

من وظائف الكبد المعروفة هي إتلاف كريات الدم الحمراء القديمة ، وإفراز مادة تساعد على إنتاج كريات أخرى ، وإذا عجز الكبد عن القيام بهذه المهمة إلى جانب تقصيره في تثبيت البروتينات ، قد يسبّب فقر الدم ، وتقصير الكبد في وظائفه قد يؤدّي إلى تلف كريات الدم الحمراء القديمة والحديثة معا.

من وظائف الكبد كذلك ، إنتاج السكر ، وإذا لم يتمكّن الكبد من التحكّم بهذه المادة ، يقوم الدم بامتصاص قسم من فائض السكر هذا ويحوّله إلى الكلى للتخلّص منه عن طريق البول ، وهكذا يصاب الإنسان بمرض السكري في الدم وفي البول.

ينتج الكبد الشحوم ، يحفظها أو يتلفها حسب حاجات الجسم إليها ، وأي خلل في هذه الوظيفة يؤدّي إلى البدانة أو إلى النحول (الهزال).

إنّ حدوث الزائدة الدودية ، ما هي إلّا مثال على كبد محتقن.

ـ ما هي العواقب الغير مباشرة لعدم قيام الكبد بوظائفه :

* خلل في النظر ، قصر البصر أو طول البصر ، الاستجماتيزم ، وحتى النظر المزدوج.

* خلل في السمع ، صفير الأذن.

* تورم الأرجل ، ورم الرسغ نتيجة خلل في القلب أو بسبب الكبد.

* أمراض جلدية ، شري ، أكزيما ، خراجات ، دمامل (وهي سموم تحاول الخروج).

* روماتيزم.

* عدم التوازن في الغدد ، مثل زيادة هرمون الذكورة لدى الإناث أو تراكم الإستروجين لدى الذكور ممّا يولّد لديهم خصائص إنثوية.

٦٠١

* آلام فترة الحيض ، مع تولد دوخة ، غثيان ، صداع.

* ضعف الأعصاب ، توتر الأعصاب ، شعور بالضيق ، آلام رأس متكررة.

* أقدام مسطّحة ، ضعف عضلات وأوتار القدم.

* زوائد فطرية ، بسبب عجز الكبد عن تحويل السموم ، في اللوزتين ، الغدد اللعابية والغدد النكفية.

* جيوب أنفية وزكام ، بسبب الإفراط في الأكل.

* التهاب الشعب المزمن ، العطس هو مظهر من محاولات الجسم التخلص من الإفرازات المخاطية في الشعب الرئوية.

* الشلل الناتج عن تصلّب الأنسجة العضوية ، منها ظهور البواسير.

* نزف دم ، إنّ نقص إفراز مادة الصفراء يضعف دور الفيتامين K المكافح للنزيف.

* داء السل ، إنّ الكبد المقصّر يعجز عن إفراز المواد الواقية لحماية الرئتين.

* سرطانات ، يظهر السرطان عند ما تنهار أجهزة الجسم الدفاعية.

* العقم والعجز الجنسي ، إن أي خلل في الكبد يسبب الإضطرابات في الإفرازات التناسلية.

ـ انعكاسات اضطرابات الكبد :

تتعدّد اضطرابات الكبد وتتنوّع ، ولهذه كلها عواقب وخيمة مثل : (اليرقان ، تليّف الكبد ، التهاب الكبد ، الحصى ، الخراجات).

* اليرقان ، إصفرار الجلد والأغشية المخاطية ، وهو نتيجة إنحلال كريات الدم الحمراء ، ويصاحبه فقر دم وزيادة حجم الطحال.

* تليف الكبد ، أكثرها شيوعا التليف الناتج عن الإفراط بتناول الكحول ، حيث يكبر حجم البطن ، تتورّم الأقدام ، جفاف في الفم ، إحمرار اللسان ، جفاف الجلد.

٦٠٢

* الخراج ، ظهور خرّاجات ودمامل بطيئة التطور ، مع ألم وإرتفاع الحرارة.

* الحصى ، يتراكم في المرارة نوع من الوحل ، والذي يتحول إلى حصى ، مع آلام تمتد نحو الكتف وعظم اللوح ، يشتد الألم نحو الساعة الثالثة بعد الظهر.

إنّ الإفراط في تناول الطعام يبطئ عمل الكبد ، ويتعب الجسد وتظهر نتائجه بشكل غثيان وتقيؤ ، إمساك ، إسهال ، آلام رأس ، دوخة ، رعشة.

ـ عادات سيّئة تضر بالكبد :

* الإجهاد ، سواء كان فكريا أو جسديا ، يؤدّي إلى إنتاج سموم خطرة على الجسم ، إنّ تراكم السموم في العضلات والأعصاب تسبّب أمراضا مخيفة (تصلب شرايين الأنسجة العصبية ، أو تصلب نخاع العظم).

* الطهي المبالغ فيه ، والتي تسبّب إتلاف مواد الأطعمة والأنزيمات.

* الإفراط في الطعام ، ممّا يسبّب الجهد المتواصل للكبد ، وهذا يظهر بالنعاس لدى الأطفال والحالات العصبية.

* حياة بلا حركة ، ممّا يجعل توازن الجسم في خطر ، والكبد هو المتضرّر الأوّل.

ـ أطعمة تضر بالكبد :

* الكحول ، تضعف من مقدرة الكبد ، ترفع من نسبة الكوليسترول في الدم ، وتؤدي إلى نقص الفيتامينات.

* اللحوم والشحوم الحيوانية.

* التطعيم ، يتبع التطعيم عادة اضطرابات مختلفة في الجسم ، إن كل مادة غريبة تدخل الجسم هي سامّة ، وكل سم يفسد مادة الصفراء.

* الزيوت المصنّعة والمارغرين ، لأنّها مواد صعبة الهضم ، ممّا يزيد من عبء الكبد.

٦٠٣

* القهوة والحليب ، واجتماعهما يضاعف الضرر.

* السكر المكرّر ، لأنّه لا يحتوي على مواد واقية ، يسبّب الألم في الكلى.

* الخبز غير الكامل ، لأنّه فاقد الحيوية ، يسبب الغازات.

* التبغ ، يؤثّر على الأوعية الدموية ويفقدها المرونة ، ويؤذي الكبد.

* المأكولات المعلّبة ، الطعام المحضّر بطنجرة الضغط ، الملح المكرّر ، الفلفل الأسود.

ـ معالجة الكبد :

إنّ معالجة كبد متعب ، قد تتطلّب أسابيع بل أشهر وربما سنوات ، ومن أجل ذلك ، يتوجّب وضع عدّة أمور موضع التطبيق وهي :

الإنتباه إلى الغذاء ، الشمس ، التمارين الرياضية.

إذا أراد الإنسان أن يغيّر من عاداته الغذائية ، يجب أن يتمّ ذلك تدريجيا باستثناء المواد الهدّامة مثل الكحول ، الشحوم الحيوانية ، المأكولات المعلّبة.

ليس هناك طرق متعدّدة للتغذية؟ هناك طريقتان فقط : واحدة جيّدة ، وأخرى سيّئة.

إنّ طريقة تحضير الطعام وطريقة تقديمه مهمة جدا ، وأكثر الأغذية فائدة تنتمي إلى المملكة النباتية ، إنّ السبانخ النيء جيد للكبد ، وزيت الزيتون أكثر نفعا للكبد من بين الزيوت كافّة ، وتناول حامض الليمون المحلّى بالعسل أو بدونه ينشّط عمل الكبد ، كذلك القول في البرتقال والعنب.

* المرارة :

المرارة عضو صغير على شكل إجّاصة ، موقعها تحت الكبد ، تخزن مادة الصفراء ، وقد تكون المرارة المكان الوحيد لعلل مثل الإلتهابات وتكوّن الحصى ... تصلها المادة الصفراء من الكبد عبر أنابيب خاصّة ، حيث تخزن لوقت الحاجة ، وعند ما يوجد دهون في الأمعاء تنقبض المرارة وتفرز مادة الصفراء لتساعد الأمعاء على الهضم.

٦٠٤

ـ حصى المرارة :

تتكوّن الحصوات المرارية من مواد دهنية صلبة تعرف بالكوليسترول ، إنّ الإقلال من تناول الدهون الحيوانية في الطعام ومح البيض يساعد على تجنب تكوّن تلك الحصوات.

إنّ آلام الحصى المرارية يصاحبها عرق بغزارة لثوان أو لدقائق ، وتتكرّر على مدى ساعات أو أيام وتكون النوبات مصحوبة بحمى وقشعريرة ، فإذا تركت دون علاج قد تسبّب التهابا في المرارة.

ـ التهاب المرارة :

غالبا ما يكون حادا ، يسبّب ألما شديدا ووجعا في أعلى البطن إلى اليمين ، وفي بعض الحالات قد تمتلىء المرارة بالصديد ، وكثيرا ما يحدث الإلتهاب فجأة ، يزداد سرعة النبض ، وترتفع حرارة المريض مع غثيان مصحوب بالقيء وقد يكون جدار البطن قاسيا ، يجب الإسراع للعلاج لدى الطبيب قبل أن تنفجر المرارة ، ولا تحاول العلاجات المنزلية خوفا من تطور الحالة.

أمّا التهاب المرارة المزمن ، يتسبّب عن سوء الهضم المصاحب للغازات وغثيان وتجشؤ ، خاصّة بعد الوجبات الثقيلة والأطعمة الغنية بالدهن ، وتنتاب المريض نوبات من الألم في يمين البطن العلوي.

ـ اليرقان (مرض الصفرا):

يحصل عند ما تمتص العصارة الصفراوية من الكبد أو من المرارة إلى الدم ، فتدور معه إلى أنحاء الجسم مسبّبة تلوّن الجلد والبول ، والأغشية المخاطية باللون الأصفر أو الأخضر ، وأكثر ما يظهر هذا اللون في بياض العين ، وتسمّى هذه الحالة شعبيا «بالصفيرة» والتي كثيرا ما تكون مصحوبة بالحكّة.

لا يعتبر اليرقان الإنسدادي مرضا بحد ذاته ، إنّما دليلا على وجود انسداد في مجرى العصارة الصفراوية من الكبد أو من المرارة ، وينتج هذا الإنسداد عن

٦٠٥

وجود حصى ، أو من وجود ورم في البنكرياس أو سرطان أو التهاب في المجاري الصفراوية وما يحيط بها.

شرب الماء يساعد ، وماء الهندباء ، وماء الشعير ، الرمان المر ، الخس ، ومخيض البقر.

ـ سرطان المرارة :

* البنكرياس :

ويعرف بالمعقّد أو بالمشكلة ، وهو عضو آخر من أعضاء الجهاز الهضمي ، ينتج مواد متعدّدة ، إحداها الأنسولين ، يضخ مباشرة في الدورة الدموية ، يساعد على تحويل غلوكوز الدم الدائر إلى غليكوجين.

قد يصاب البنكرياس بأمراض مثل :

* التهاب البنكرياس ، وهذا يرتبط بحصى المرارة وبمرض الكبد.

* تليف البنكرياس الكيسي ، ويصيب هذا المرض أساسا المصران الأعور والرئتين والكبد.

٦٠٦

* الفصل الرابع

الجهاز الدموي والعصبي

* الدم والشرايين

ـ التهاب غشاء التامور

ـ الشرايين

ـ الذبحة الصدرية

ـ الأوردة

ـ التجلط التاجي

ـ الأوردة الشعرية

ـ الالتهاب الجرثومي

ـ السمنة

ـ قصور القلب

ـ الدم

ـ الطحال

ـ فقر الدم

* الجهاز العصبي

ـ التلاسيميا

ـ الإضطرابات العصبية

ـ ضغط الدم

ـ الإضطرابات العقلية

ـ الكوليسترول

ـ الإضطرابات الذهانية

ـ القلب

ـ الهوس

ـ أمراض القلب

ـ الانفصام

ـ خفقان القلب

ـ البارانويا

ـ الحمى الروماتيزمية

ـ الهلاوس

٦٠٧
٦٠٨

* الدم والشرايين :

يعمل الجهاز الدوري في الجسم بمثابة طريق سريع لنقل الدم المشبع بالأكسيجين من الرئتين إلى الأنسجة في كل أجزاء الجسم ، ويعود في إتجاه مضاد حاملا ثاني أوكسيد الكربون بعيدا عن الأنسجة كي يتم التخلص منه في الرئتين ، وكذلك ينتقل عبر الجهاز الدوري المواد المغذية من الأمعاء والكبد ، والفضلات من الأنسجة. وتحمل كذلك كرات الدم البيضاء والأجسام المضادة والهرمونات وأحيانا الأدوية ، ينقسم الجهاز الدوري ـ الدورة الدموية إلى :

* الشرايين :

تنقل الدم من القلب إلى كافّة أنحاء الجسم ، وهي :

ـ سميكة الجدار.

ـ تنتشر في الجسم في أماكن عميقة.

ـ يتدفّق الدم منها بقوة عند النزيف.

ـ دمها مثقل بالأكسجين ، ما عدا الشريان الرئوي.

ـ دمها أحمر قاني.

ـ يقل فيها النسيج الليفي.

ـ يجري عبرها الدم بسرعة وبانتظام.

ـ في بدايتها صمّام.

* الأوردة :

ـ تعود بالدم من الجسم إلى القلب.

٦٠٩

ـ جدرانها رقيقة.

ـ تنتشر في أماكن قريبة من سطح الجسم.

ـ يسيل الدم عبرها ببطء عند النزيف.

ـ دمها مثقل بثاني أوكسيد الكربون عدا الأوردة الرئوية.

ـ دمها أحمر قاتم.

ـ يكثر فيها النسيج الليفي.

ـ يجري دمها بغير إنتظام وببطء.

ـ تكثر فيها الصمّامات.

* الأوعية الشعرية :

هي أنابيب رفيعة ، كثيرة التشعّب والانتشار بين أنسجة الجسم وهي على نوعين :

ـ أوعية شعرية شريانية ينتقل عبرها الدم والأوكسجين إلى الجسم لتغذيته.

ـ أوعية شعرية وريدية ، وهي التي تحمل الدم المحترق من الشعيرات الشريانية وتنقله إلى الأوردة.

* السمنة :

السمنة مشكلة إنسان العصر ، الجميع يسأل عن سببها وكيف يمكن تفاديها ، أبشعها في منطقة المعدة والخصر.

السمنة تساعد على تصلّب الشرايين ، ومن المعروف أنّ مرض تصلّب الشرايين يكون أكثر انتشارا لدى الأشخاص السمان وفي الأشخاص ذوي الضغط المرتفع ومرضى الكلى ، والأكثر تعرضا للإصابة هم المدخّنون وشاربو القهوة والمحتسون للخمور ، وكذلك أكل الدهون الحيوانية.

٦١٠

إنّ الدم الكثيف يسبّب انخفاضا في الضغط الشرياني ، إنّ سائلا لزجا وكثيفا دون ضغط عال لهو أشدّ خطرا على مجاري الدم من ضغط أعلى وسائل مائع ، وأعراض هذه الحالة هي (نعاس ، نوم ثقيل ، خلل في الهضم ، قشعريرة خاصّة عند الأطراف ، تشنّج الوجه والجمجمة ، انخفاض في الرغبة الجنسية).

* الدم :

يحتوي جسم الإنسان السليم البالغ ما يقرب من ستّة ليترات من الدم ، وهو يتكوّن من أجزاء متساوية تقريبا من (سائل بلازما ومن كرات الدم ، والصفائح).

ـ البلازما ، سائل باهت اللون ، يتكوّن من الماء الذي تذوب فيه عدّة مواد حيوية أهمها الأملاح والبروتينات.

ـ أما كرات الدم التي تحملها البلازما فهي على عدّة أنواع وأحجام ، وهي : كرات الدم الحمراء ، عددها الأساسي في الملم ٣ يتراوح بين ٥٠٠٠٠٠ ، ٤ و ٥٠٠٠٠٠ ، ٥ ، وقد يزيد على ذلك. وزيادتها عن ذلك قد تكون علامة من علامات المرض ، ووظيفتها حمل الأوكسيجين إلى أنسجة الجسم مركبا مع الهيموغلوبين ، وعند ما تصل هذه الكرات إلى الأنسجة ينفصل الأوكسجين ويدخل إلى خلايا الأنسجة.

أما كرات الدم البيضاء ، فهي أقل بكثير من كرات الدم الحمراء ، ومنها ستة أنواع مختلفة وكلها أكبر من الكرات الحمراء ، وإذا أصيب الجسم بعدوى يرتفع عدد كرات الدم البيضاء ، كذلك في حال حصول أنيميا ، وارتفاع حرارة ، وإذا زادت كثيرا تكون أعراض لوكيميا ، ونقصانها يدل على عدوى مثل الإلتهاب الرئوي ، حمّى التيفوئيد أو نتيجة العلاج ببعض العقاقير ، نقص الفيتامينات ، وتعتبر كرات الدم البيضاء بمثابة الفرقة الحارسة للجسم ضد هجمات الجراثيم التي تسبّب الأمراض.

أما الصفائح فتختص بأحداث الوسيلة التي يتجلّط بها الدم حينما يجرح الجسم.

٦١١

* فقر الدم :

إنّ تعبير فقر الدم يدلّ على نقص إحدى مواد الدم أو في عدد منها ، قد يكون النقص في عدد الكريات الحمراء أو في انخفاض حجم الهيموغلوبين في آن معا وكلاهما يتوافق مع نقص الحديد وتقصير في وظائف الكبد ، وقد يؤدي هذا إلى أمراض واضطرابات.

ما هي علامات فقر الدم؟

شعور بقلّة النشاط ، ضيقا في التنفس ، ازدياد ضربات القلب ، سرعة في النبض ، شحوب في اليدين والأظافر والملتحمة ، توزّم في رسغي القدم ، انتفاخ الوجه.

ـ أسباب فقر الدم!

الطفيليات المعوية ، أمراض الكلية المزمنة.

أما لدى الأطفال ، ينتج فقر الدم لديهم عن عدم تناولهم الأطعمة الغنية بالحديد ، أو عند عدم إعطاء الطفل بعد الشهر السادس أي طعام آخر إضافة إلى الرضاعة من حليب أمه ، كما يسبّب الإسهال المزمن سببا شائعا لفقر الدم عند الأولاد.

أمّا في حالة اللوكيميا (سرطان الدم) فهذا لا ينتمي إلى حالة فقر الدم ، بل يعود إلى زيادة عدد الكريات البيضاء وبتكونات غير طبيعية في الغدد اللمفاوية وفي نخاع العظم.

٦١٢

ـ العلاج :

لا يوجد أفضل من عصير الجزر لإعادة تكوين الهيموغلوبين ، ولا من شيء يساعد على تكوين الكريات الحمراء مثل السبانخ النيء الغني جدا بالحديد والكلوروفيل.

إنّ كافّة الخضراوات والبقول تساعد على تجديد الدم ، إنّ الطاقة البيولوجية في المملكة النباتية تنشط في اللحظة التي تدخل فيها الفم ، إنّ تدليك العمود الفقري بزيت الزيتون والثوم المبشور يؤدي إلى تحسّن صحي ، إضافة إلى أكل العنب والتفاح والمشمش والكرنب نيئا والخوخ الطازج والمجفّف.

ـ التلاسيميا :

تلاسيميا كلمة يونانية الأصل مشتقّة من (تلاس أي بحر ، وهيميا أي دم) ويصبح معنى الكلمة (فقر دم البحر).

التلاسيميا مرض وراثي يصيب الدم ، وينتقل بالجينات ، يصيب الأطفال ويسبّب خللا في مادة الهيموغلوبين وفي نقل الأوكسيجين إلى أعضاء الجسم ، ويلازم المريض طوال الحياة.

يظهر مرض التلاسيميا عند السنة الأولى للولادة ، وتتمثّل علاماته في الآتي :

ـ شحوب البشرة وإصفرارها.

ـ إنعدام الشهية ونقص في الوزن.

ـ تضخّم الطحال.

ـ تغيرات في عظام الوجه.

ـ بطء في النمو وتأخّر في البلوغ.

كل هذه العوارض هي نتيجة فقر الدم ، ويكون حامل المرض بحاجة إلى علاج مدى الحياة ، وإذا حصل تأخر في العلاج يتعرّض المريض إلى تدهور صحته ثم الوفاة.

٦١٣

* ضغط الدم :

من المعروف طبيا أنّ الضغط الشرياني يتأثّر بالجهاز العصبي ، وأي خلل بهذا الجهاز يرفع الضغط الشرياني ويصبح النبض سريعا ومشوشا ، كما يلعب الغذاء دورا أساسيا.

ما هو ضغط الدم؟ إنّه القوة التي يندفع بها الدم الذي يضخه القلب عبر جدران الشرايين. فإذا حدث ولسبب ما أن أصبح ضخ القلب سريعا ، أو زادت مقاومة الأوعية الدموية ، فإنّ ضغط الدم يميل إلى الارتفاع ، وإذا ارتاح الإنسان ونام فإن ضغط الدم ينخفض ، أمّا إذا كان الارتفاع عاليا جدا وظلّ كذلك ، يقال عندها أنّ هذا الشخص مصاب بارتفاع الضغط الدموي.

لقد اتفق طبيا ولدى مؤسّسة الصحة العالمية أنّ الضغط الإنقباضي الطبيعي هو ١٤٠ ملم زئبقيا أو أقل ، والضغط الإنبساطي الطبيعي ب ٩٠ ملم زئبقيا أو أقل.

إنّ الأوعية الدموية هي الأكثر تعرضا لأضرار ارتفاع ضغط الدم وخصوصا أوعية الدماغ والكلى والقلب.

إنّ للكلى دور مهم في ضبط ضغط الدم عن طريق تحكّمها بنظام إنزيم (الرنين) المسؤول عن ضبط الضغط في الأوعية الدموية.

إنّ المتقدّمون في السن والذين يعانون من تصلّب في الشرايين ، فإنّ الضغط الشرياني لديهم لا يكون خطرا ، لأنّه ناتج فقط عن جهد الجسم.

ـ أسباب ارتفاع الضغط الدموي :

هناك أسباب عديدة مجتمعة ، منها :

* الوراثة.

* الملح (أجبان ، كتشاب ، خضار معلّبة ، مخلّلات ، مكسّرات ، بطاطا مقلية ، سردين ، نقانق ، لحوم مجلّدة).

٦١٤

* مشروبات روحية.

* السمنة (تساهم في تصلّب الشرايين وفي رفع الضغط).

* الإجهاد النفسي.

* التدخين.

* الإفراط في تناول الطعام خاصّة اللحوم والتوابل.

* قلّة النشاط الرياضي.

ـ أعراض ارتفاع الضغط الدموي :

إنّ معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعرفون أنّهم مصابون بذلك ، إنّ قياس ضغط الدم يختلف باختلاف وضعية المريض أي إذا كان جالسا أو نائما أو واقفا ، مرتاحا أو خارجا لتوّه من عمل شاق.

الضغط العالي ـ أي عند ما ينقبض القلب ويدفع الدم عبر الشرايين ، مثلا ١٢.

الضغط الأدنى ـ أي عند ما يرتخي القلب ويستقبل الدم عبر الأوردة ، مثلا ٨ والأعراض أو المظاهر لوجود ضغط دم مرتفع هي :

* صداع.

* دوخة.

* تعب.

* نزيف من الأنف.

* توتر ، شعور بالضيق والكآبة.

* خفقان في القلب ، بسرعة وقوّة.

* ضيق تنفس لدى البعض وهذا يدلّ على أنّ عضلة القلب قد تضرّرت.

* ضبابية النظر.

٦١٥

* فقدان القدرة على الكلام.

* ألم في الكتف الأيسر والصدر بين وقت وآخر (وربما يعود هذا الأمر إلى أمراض أخرى).

* تنميل في الأطراف.

* رغبة في التبوّل ليلا.

ـ ما يجب عمله؟

إنّ ضغط الدم يرتفع عادة مع تقدّم الإنسان في العمر ، وهي نادرة جدا لدى الصغار ، وإذا حصل لدى الصغار فهذا يدل على أنّ خللا في الكلى حصل ، أما لدى الحامل فهي مشكلة خاصّة.

إنّ الدور المهم في التكيف مع هذا المرض يعود إلى المريض نفسه ، وبأن العلاج هو طويل الأمد ، ويتلخص :

* ضبط الوزن ، التخلّص من السمنة إن وجدت لأنّها المسبّبة للعديد من المشاكل.

* الامتناع عن تناول الملح والأطعمة الدهنية والسكريات والنشويات.

* عدم تناول المشروبات الروحية.

* وقف التدخين.

* تجنّب مشروب عرق السوس.

* زيادة تناول الألياف يوميا ، تناول الخضار والفواكه والبقول الغنية بالألياف.

* ممارسة الرياضة يوميا وأفضلها رياضة المشي.

إنّ استمرار ضغط الدم يؤدّي إلى تعب القلب ، وقد يكون الضغط نتيجة علل في الجسم مثل مرض الكلى ، ورم في الغدة ، التهاب اللوزتين ، الحمّى القرمزية ، الحمّى التيفوئيدية ، تضخّم القلب.

٦١٦

أمّا إنخفاض الضغط الدموي ، لا يعتبر علامة سيّئة ، إنّما هو مؤشّر لحياة طويلة وقلّما يسبّب مرضا جديا.

* وصفة لضغط دم يتجاوز ١٦ ملم زئبقي :

يغلى مقدار ملعقة صغيرة من ورق الزعتر في كباية ماء وتشرب لمدة يومين ، وفي اليوم الثالث يغلى مقدار ملعقة صغيرة من بزر الملوخية وتؤخذ بدل الزعتر ، وهكذا يومين مغلي الزعتر وفي اليوم الثالث مغلي بزر الملوخية ، ويداوم على ذلك لمدة شهر ، ثم يجرى فحص للضغط.

ويفيد كذلك ، الثوم ، الحامض ، البقدونس ، الإجاص ، الزيتون ، الزعرور.

* الكوليسترول :

الكوليسترول مادة دهنية بيضاء يصنعها الكبد ، موجودة فقط في اللحوم والألبان ، ومشتقاتهما وفي البيض وفي جلد لحوم الدجاج.

إنّ لفظة كوليسترول باتت تشكل خوفا للإنسان ، وهو يتسلّل إلى دمنا مع الأطعمة الدسمة والأكثر حلاوة ، وهو غير قابل للذوبان في الماء ، والمعروف طبيا أنّ الأطعمة الغنية بالكوليسترول تساعد في أمراض القلب ، وإلى تصلّب الشرايين واختلال وظيفة المخ أو الرجلين.

هناك نوعان من الكوليسترول ، نوع مفيد ونوع ضار ، المفيد يعرف علميا بHDL والنوع الضار يعرف بLDL وهذا الأخير مسؤول عن تصلّب الشرايين وأمراض القلب ...

تقاس نسبة الكوليسترول الطبيعية في الدم لدى الرجال والنساء وفي الأحوال الطبيعية بأقل من ٢٠٠ ملغ في كل دسل من الدم ، ويجب أن تقل النسبة في دم الأحداث والمراهقين عن ١٥٠ ملغ في كل دسل ، وإذا تجاوز ال ٢٤٠ ملغ لدى الإنسان البالغ دق ناقوس الخطر.

أكدت الدراسات العلمية أنّ الإنفعالات العاطفية تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم ، وكذلك تناول زيت السمك بكثرة.

٦١٧

يرتفع معدل الكوليسترول لدى النساء بعد سن الأمل ، بينما ينخفض لدى الرجال بعد سن الخمسين ، ويزداد لدى الحوامل.

* معرفة الكوليسترول في الدم :

إبدأ من العينين ، انظر إلى العينين بدقة ، هل ترى حول القزحية حلقة بيضاء ، أو قوسا من حلقة في الجزء الأعلى أو الجزء الأسفل ، فإذا وجد مثل ذلك ، معناها أنّك مصاب بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ، خذ حذرك خاصّة إذا كنت دون الخامسة والأربعين من العمر.

وهناك فحص ثان وهي ، إذا كان على أحد الجفنين في الأعلى أو الأسفل بقع صفراء فهذا يدل على ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

* وصفات من الطب العشبي :

ـ يغلى ورقتين من شجرة الأكي دنيا في كباية ماء ، ثم تصفّى وتحلّى ، وتؤخذ يوميا ولمدة ١٥ يوم أو أكثر ، مع عدم تناول القهوة والملح والدهون.

ـ يفيد مغلي أوراق الخرشوف.

* القلب :

القلب جهاز عضلي ، يضخ خمسة ليترات من الدم في الدقيقة ويعمل وفق المعدل نفسه طوال الحياة بلا توقف ، يحافظ على أدائه في انتظام تام ، ويتبع دقة الساعة أي بمعدل نبضة في الدقيقة.

يبلغ حجم القلب حجم قبضة اليد ، هناك ثمانية عوامل وراء مرض القلب :

* تاريخ العائلة.

* أمراض عارضة (سكري ، ضغط دم مرتفع).

* قلّة النشاط الجسدي ، كثرة الإجهاد النفسي.

* تدخين التبغ.

٦١٨

* زيادة نسبة الدهون في الدم.

* زيادة الوزن.

* كربوهيدرات.

* عسر هضم ، البروتينات.

* أمراض القلب :

ـ خفقان القلب : دقات قلب سريعة يشعر بها المريض وتسبّب له قلقا وأحيانا ألما ، ولكنها لا تدعو إلى القلق ، سببها اضطرابات نفسية كالخوف والغضب أو الفرح والحزن ، والتهيج ، الإجهاد ، تناول عقاقير معينة ، تناول القهوة ، الشاي ، الدخان ، الخمور ، التوابل ، وإذا زادت ضربات القلب عن ١٠٠ ضربة في الدقيقة يكون هذا ناتجا عن وجود مرض حقيقي ، (تفيد في هذه الحالة الحبّة السوداء).

ـ الحمى الروماتيزمية : مرض خطير في الأطفال وصغار البالغين ، مظاهره حرارة وتورم في المفاصل ، وكثيرا ما تمتد إلى القلب مسبّبة التهاب عضلة القلب وغشائه الداخلي.

ـ التهاب غشاء التامور : الذي يحيط بالقلب ، سببها الحمّى الروماتيزمية لدى الأطفال أو الإلتهاب الرئوي أو التدرن الرئوي.

ـ الذبحة الصدرية : وهو إحساس شديد بالاختناق في الصدر ، وهي ليست مرضا إنّما هي عرض لمرض في القلب.

ـ التجلّط التاجي : مرض الحضارة ، يصيب خاصة الرجال الذين ليس لديهم وقت للراحة والإسترخاء ، ولا يؤدون تمارين رياضية ، ويدخنون بشراهة ويحتسون الخمور.

ـ الإلتهاب الجرثومي : يصيب غشاء القلب الداخلي ، وهو مرض خطير ، حيث يسبّب التلف للصمّامات.

٦١٩

ـ قصور القلب : عوارضه ضيق في التنفس عند القيام بأي مجهود ، ضيق بعد الأكل ، شعور بالتعب في الأرجل ، ويحدث خفقان في القلب ، سعال جاف ، ألم في منطقة الكبد وفوق القلب.

والخلاصة : أنّ ثلاثة عوامل فتّاكة بصحة الإنسان وتسارع بإحداث الأمراض القلبية وهي : (البدانة ، السكري ، الكوليسترول) ، وتبدأ مرحلة الخطر عند ما يصل معدل الكوليسترول في الدم إلى ٢٠٠ ملم وما فوق.

* لتخفيف نسبة الكوليسترول في الدم ، يفيد :

ـ نخالة الشوفان مع فيتامين B.

ـ بزر القطونا يؤخذ مقدار ملعقة يوميا مع الماء.

* الطحال :

موقعه خلف المعدة في الجانب الأيسر الأعلى من البطن ، يصل وزنه حوالي ٢٠٠ غرام لدى الشخص البالغ ويصل طوله حتى ١٥ سم وعرضه حوالي ٥ ، ٧ سم ، بيضاوي الشكل.

ليس للطحال أي دور في عملية الهضم ، إنّما عمله مرتبطا بالدم ودورته.

مهمته جمع الكريات الدموية الحمراء العاجزة عن العمل وإبادتها.

ويجذب الطفيليات الموجودة في الجسم ويبيدها.

ينتج كريات دم بيضاء ، وينتج كريات دم حمراء في حالات المرض الخطير ، ولذلك فهو عضو محلّل للدم ومنتجا له في نفس الوقت ، ورغم ذلك فهو ليس عضوا أساسيا للحياة.

* الجهاز العصبي :

هناك صلة وثيقة بين الجسم والنفس تتجلّى في حالتي الصحّة والمرض ، ولكل مرض أو ألم تصيب الجسم سبب ، وإذا عرفنا السبب أمكن التوصّل إلى العلاج ، هناك أمراض لا تعرف أسبابها ، ولذلك لا علاج لها ، ولكن يوجد إمكانية التخفيف من أعراضها ، أي تطبيب الأعراض وليس الأسباب.

٦٢٠