موسوعة الطب القديم

حسن نعمة

موسوعة الطب القديم

المؤلف:

حسن نعمة


الموضوع : الطّب
الناشر: رشاد برس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٩

أوان زجاجية محكمة الإغلاق أو في أكياس من القماش النظيف ، يجب عدم تعريض النباتات لأشعة الشمس مباشرة بعد قطفها لكي لا تفقد المواد الطيّارة منها.

تحتل مستحضرات التجميل المركز الأول في حياة المرأة ، والشعر الجميل يسرّ العين ، ويضفي على الأنثى جمالا ، لذلك يجب حمايته من المواد الكيماوية التي قد تحرقه أو تضعفه ومن ثم يتساقط.

للحفاظ على قوة الشعر وجماله ، يجب عدم تجفيفه بالهواء الساخن ، أو بآلات كهربائية ، إنّما الأفضل تعريضه لأشعة الشمس والهواء لبضعة دقائق.

لإعطاء الشعر نعومة ولمعانا ، يفضّل تنظيفه بالماء البارد مع القليل من الخل أو عصير الليمون الحامض.

ـ لتنمية الشعر وتغذيته : يفضل العودة إلى الطبيعة واستخلاص منها إحدى الوصفات التالية وفرك فروة الرأس بلطف :

(عصير القرّة ، مستحلب الهندباء البرية ، عشبة القرّاص ، نبتة القصعين ، زهر الزيزفون).

ـ لمنع سقوط الشعر : يفضّل اللجوء إلى عصير القرّة ، أو بمنقوع ورق القرّاص وزهر القصعين وورق الغار ، مغلي الخبّاز.

ـ لإزالة الشعر من مكان ما في الجسم : ينتف الشعر ، ويمسح مكانه بمزيج من مرارة الماعز مع النشادر.

لمعالجة قشرة الرأس : نستعمل إحدى الوصفات التالية : نغمس المشط بمزيج من خلّ التفاح والماء ويمشّط الشعر ، أو فرك فروة الرأس بعصير القرّاص أو بعصير القرّة ، أو فرك فروة الرأس بزيت الزيتون.

ـ لصنع عطر من الطبيعة ، ننقع في ليتر من الخل الأبيض ٢٠ غراما من الصعتر ومثلها من النعناع أو البنفسج لمدّة شهر وبعدها يصفّى المنقوع ويستعمل.

ـ إذا كان الشعر دهنيا ، يفرك بمغلي ورق الأرقطيون.

٤٨١

ـ إذا كان ناشفا ، يفرك بمستحلب إكليل الجبل.

ـ إذا كان طبيعيا ، يفرك بمستحلب زهر البابونج وبضعة أوراق القرّاص.

ـ إذا كان جافا ومتقصفا ، نأخذ صفار ٣ بيضات مع ملعقة كبيرة من زيت الزيتون ويغسل بها الشعر.

ـ لعلاج داء الثعلبة : نستعمل إحدى الوصفتين التاليتين :

* نأخذ مقدار من دهن الغار وزيت الزيتون وبزر رشاد مسحوق وبزر جرجير مسحوق ، يخلط الجميع ويوضع على مكان العلّة.

* يؤخذ نرجس مع ثوم وبصل عنصليّ ، يدق الجميع وتوضع على مكان العلّة.

ـ لجعل الشعر أسود اللون : يؤخذ من حب الآس والكرفس وورق السلق وقليل من أطراف العلّيق وقشور الجوز ، يمزج الجميع ويطبخ على نار هادئة ثم يضاف إليه دهن الورد ويطبخ حتى يذهب عنه الماء ويصبح الجميع على شكل عجينة وعند ذلك يطلى به الشعر.

٤٨٢

من أجل صحّة وحياة أفضل للطفل

إنّ الحياة تبدأ عند الولادة ، عبارة شائعة ، ولكن يجب أن لا نتجاهل أنّ أحداث ما قبل الولادة هي الأكثر أهمية من تلك التي تليها.

إنّ سجل الطفل الوراثي يكون قد تقرّر وقت الحمل ، بما في ذلك لون شعره ، وفئة دمه ، ومهاراته الذهنية ولون عينيه والعديد من الخصائص الأخرى.

لقد أثبت العلم اليوم أنّ تشوّهات عديدة تسبّبها الظروف المحيطة بالجنين خلال الأشهر التسعة التي يقضيها في أحشاء أمّه ، وقد كشف الطب أنّ العديد من الأطفال يصابون بتشوّهات نتيجة إصابة الأم بمرض الحصبة الألمانية خلال أشهر الحمل الثلاثة الأولى ، كما لبعض العقاقير علاقة بولادة أطفال مشوّهين (مثل عقارThalidomide) بالأذرع والسيقان.

إنّ ولادة طفل من أبوين تربطهما علاقة قرابة ، أي أنّ أحدهما ابن عم أو ابن عمّة أو ابن خال أو خالة ، فإنّ احتمال تضافر جيناتهما المسؤولة عن التشويه يزداد ازديادا كبيرا.

كما أنّ التعرّض لأشعة أكس ، قد يكون له أثر ضار على الخلايا التناسلية عند الإنسان ، ذكرا كان أم أنثى ، وأنّ هذا الأثر قد يكون مسؤولا عن تشويه طفل

٤٨٣

قد تعرّض أحد أبويه لهذه الأشعة ، ولذلك يجب عدم تعريض الأعضاء التناسلية للأشعّة إلّا عند الضرورة القصوى.

إنّ سوء التغذية أو نقصها يعيق نمو الخلايا لدى الجنين وتطورها. وكذلك يسيء للجنين تناول أمّه الحامل به أدوية مسكّنة (مخدّرة).

يرى الأطباء أهمية كبيرة لرياضة المشي أثناء الحمل ، إضافة إلى العناية بالصحّة النفسية للأم.

بعد الولادة ، تحتاج الأم في الفترة الأولى إلى التعرّف بطفلها ، كما يحتاج الطفل إلى التعرّف بأمه ، وقد تبين أنّ الطفل يتأثّر بنبرة صوت أمّه إذا كانت هادئة أو قلقة ، كما يتأثّر بطريقة مداعبتها إيّاه.

كثيرا ما تكون الأمّ الشابّة كثيرة القلق والخوف على طفلها ، وتتوهّم أنّ الخطر محدق به دائما ، في حين أنّه يجب عليها أن تفكّر بطريقة إيجابية ، شاكرة الله على إعطائه طفلا سليما في صحّة وعافية ، ما دام يأكل بشهية ويزداد وزنه ، ويجب على الأم أن تتحدّث مع طفلها بطريقة هادئة ، وتتجنّب كل إزعاج أو حركة مباغتة ...

كذلك على الأم أن تحمل طفلها برفق وعناية وأن تسند رأسه وظهره كما يجب ، وأن لا ترفعه من ذراعيه.

إنّ إرضاع الطفل من صدر أمّه ، أمر مهم وضروري للأسباب التالية :

* أعدّ الله سبحانه وتعالى حليب الأم خصيصا لتلبية الحاجات الغذائية للطفل المولود.

* إنّ حليب الأم طازج باستمرار وخال من الجراثيم.

* يحتوي على أجسام مضادّة ، تساعد على وقاية الطفل من الأمراض التي قد تصيبه في الأسابيع الأولى بعد الولادة.

* إنّ التصاق الطفل بأمّه أثناء الرضاعة ، يوفّر له الطمأنينة النفسية ، ويساعد على نحو شخصيته نحوا صحيحا.

٤٨٤

يفضّل أن يعطى الطفل طعامه من صدر أمّه كل ساعتين ، ثم يمكن أن تمتدّ الفترة بين الوجبات إلى ثلاث ساعات أو أربع ، وعادة يحتاج الطفل إلى التجشّؤ مرتين أو ثلاث مرات خلال الرضاعة ، وذلك لطرد الهواء الذي يتجمّع في المعدة ، ويتجشّأ الطفل بسهولة عند ما تحمله أمّه على صدرها وهي تربت برفق على ظهره.

ـ مشكلات تولد مع الطفل ، وهي :

* انفصال الورك أي انفكاك مفصل الفخذ.

* فتق السرّة أي بروز السرّة إلى الخارج.

* الخصية المنتفخة.

* الخصية المتحجّرة.

* إعاقة عقلية ، أو إعاقة في السمع ، أو تشوّه جسدي.

لمنع التخلف العقلي أو لإبعاد المشاكل التي يتعرّض لها الطفل عند الولادة ، يجب على المرأة أن تتّبع الأمور التالية :

* أن لا تتزوّج من أبناء أقربائها المباشرين.

* أن تتناول خلال فترة الحمل الكثير من اللحم والبيض والفواكه والخضار.

* استعملي الملح الممزوج باليود.

* لا تدخين ولا كحول.

* تحاشي تناول الأدوية أثناء الحمل.

* ابتعدي عن المصابين بالحصبة الإلمانية خلال فترة الحمل.

* لا تنجبي أطفالا إذا تجاوز عمرك الخامسة والثلاثين.

٤٨٥

ـ مشاكل الطفل في شهوره الأولى :

يجب الانتباه جيدا لأي مشكلة صحية أو أيّة حالة مرضية قد يتعرّض لها الوليد ، ويجب عندها الإسراع بمعالجته رأفة بسنّه وطراوة ونعومة جسده وأعضائه.

تولد أحيانا مع الوليد مشكلات ناتجة عن خلل حدث للجنين وهو في رحم أمّه ، وهذه الدلائل هي :

* إن لم يتنفّس بعد ولادته.

* إن كان لون وجهه أبيضا أو أزرقا أو أصفر.

* إن كانت يداه ورجلاه رخوة ، لا يحرّكها الطفل بنفسه بعض هذه المشكلات ناتجة عن خلل في الدماغ.

* وإذا لم يبوّل أو يخرج برازا ، خلال يومين ، اطلب المساعدة الطبية.

في الأيام الأولى أو الأسابيع الأولى ، يظهر تقيّح أو رائحة كريهة من السرّة ، وهذه دلالة خطرة.

إذا انخفضت الحرارة دون ٣٥ مئوية أو ارتفعت أكثر من ٣٩ مئوية ، دلالة على حدوث التهاب خطر عند الرضيع.

إذا حصلت نوبات ، تحصل نتيجة (الإصابة بمرض الكزاز أو التهاب السحايا ، أو لدى الخديج إذا كان ينقصه السكر أو الكلسيوم بالدم).

عدم زيادة وزن الوليد.

التقيّؤ ، ربّتي على ظهر الطفل برفق بعد تناوله الطعام ، أمّا إذا كان التقيؤ بكثرة ولعدّة مرّات ، يعني أنّ الطفل مريض ، وهذا يحدث عادة خلال الأشهر الأربعة الأولى أو الستة الأولى من عمر الرضيع ، ويمكن معالجته بحمل الطفل بهدوء وإمكان جعله يتجشّأ عند الرضاعة وخلالها ، إذا كان التقيؤ أصفر أو أخضر اللون فقد يكون السبب إنسدادا بالأمعاء ، خاصة إذا كان البطن منتفخا.

٤٨٦

إذا عانى الطفل الرضيع الإسهال ، فقد يكون السبب واحدا مما يلي :

الإكثار من إطعام الطفل ، حساسيّة تجاه الطعام ، أحد الأمراض مثل التهاب في الأمعاء.

إذا توقّف الرضيع عن إمتصاص الحليب وزادت المدّة عن أربع ساعات ، كان ذلك دلالة خطرة خصوصا إذا بدا في حالة نعاس أو حالة إرهاق وتعب ، وكان يصرخ ويتقلّب بشكل غير طبيعي ، معنى ذلك أنّ هذه أعراض لعدة أمراض ، أكثرها شيوعا وخطرا هي (التهاب بكتيري في الدم ومرض الكزاز).

إنّ الطفل الذي يمتنع عن الرضاعة بين اليوم الخامس والخامس عشر بعد ولادته معنى ذلك أنّه مصاب بالكزاز.

والطفل الذي يمتنع عن الرضاعة بين اليوم الثاني والخامس قد يكون مصابا بالتهابات بكتيرية في الدم.

إذا توقف الطفل عن الرضاعة أو بدا مريضا عليك بعمل الآتي :

* إفحصيه جيدا.

* راقبي إن كان يتنفّس بصعوبة ، إذا كان أنفه مليئا بالمادة المخاطية ، اسحبي تلك المادة بواسطة محقنة.

* إنّ التنفس السريع وازرقاق اللون والعينين وتقعّر البشرة بين الضلوع أثناء التنفس من دلائل النزلة الصدرية.

* انتبهي إلى لون البشرة ، إن كانت الشفتان والوجه زرقاء اللون ، دلّ ذلك على الإصابة بالنزلة الصدرية ، أو على مشاكل في القلب ، أو غيرها ...

* إن بدأ بياض العينين والوجه بالإصفرار (اليرقان) في اليوم الأوّل من ولادة الطفل ، أو بعد يومه الخامس ، كان ذلك دلالة خطرة ، أمّا الإصفرار الحاصل بين اليوم الثاني والخامس من الولادة ليس خطرا ، إلّا إذا ازداد الإصفرار بسرعة ، أعط الطفل الكثير من السوائل.

* تحسّسي يأفوخ الطفل (البقعة الرخوة في أعلى الرأس) ، إن كان مقعّرا

٤٨٧

إلى الداخل ، دلّ ذلك على احتمال إصابته بالاجتفاف ، وإن كان منتفخا دلّ ذلك على إمكانية إصابته بمرض التهاب السحايا.

* إذا كان الوليد مصابا بالتهاب السحايا والاجتفاف معا ، يكون نافوخه عاديا ، ولذا وجب التأكد من الدلائل الأخرى لهذين المرضين :

** راقبي حركات الطفل وانفعالاته :

إن تصلب الجسم والحركات الغريبة التي يبديها الوليد ، تدلّ على مرض الكزاز أو التهاب السحايا أو تلف في الدماغ خلال الولادة ، أو ارتفاع الحرارة ، فإذا انقلبت عينا الطفل إلى الخلف أو تأرجحتا حين يقوم بحركات فجائية دلّ ذلك على التهاب السحايا دون الكزاز مع حصول رجفات في الجسم.

* قد يحصل لدى الطفل بعد يومه الثاني من الولادة ، تسمّم بكتيري في الدم ، والدلائل على ذلك هي :

ـ عدم المقدرة على امتصاص الحليب بصورة جيّدة.

ـ النعاس.

ـ الشحوب.

ـ التقيؤ أو الإسهال.

٤٨٨

ـ حمّى أو انخفاض الحرارة.

ـ انتفاخ البطن.

ـ إصفرار البشرة.

ـ نوبات.

ـ إزرقاق اللون في بعض الأحيان.

ـ رجفان مع قلّة الحركة.

ومع مرور الأيام وخلال الأشهر الأولى من حياة الطفل قد يحصل :

* المغص : حيث يعاني الطفل من آلام في البطن وكثيرا ما يعبّر الطفل عن ذلك بالبكاء بصوت عال مع ثني فخذيه على بطنه ، ويتكوّن ذلك بسبب الهواء الذي يدخل إلى المعدة خلال الرضاعة ، ويمكن للأم أن تخفّف من ذلك عن طريق التجشؤ خلال الرضاعة ، وقد يكون المغص نتيجة حالة آلام العصبية.

* الإمساك : يمكن علاجه بإعطاء الطفل عصير الخوخ إذا تعدّى عمره الثلاثة أشهر.

* كثرة البكاء : من الطبيعي للطفل أن يبكي يوميا ، خاصّة خلال فترة التسنّن (أي ظهور أسنانه) أمّا الإكثار من البكاء فإنّه يدل عادة على المرض أو الألم أو الجوع أو حاجته إلى مزيد من الحنان والحب.

* الطفح الجلدي : ينتج من الحفاضات ، ويعالج بزيادة عدد تغيير الحفّاضة وبتغيير الصابون المستعمل لنظافة جلد الطفل.

* طفح ناتج عن الحمّى : والعلاج يكون بوضع الطفل في غرفة أكثر تهوية وبرودة وبتخفيف ثيابه.

* مص الإبهام : وهنا يجب التأكد من كفاية الغذاء الذي يتناوله الطفل ، مع إظهار العطف والمحبّة له.

ينمو الطفل بما تقدّمه وتكتسبه حواسه من خبرات وتجارب تساعده على

٤٨٩

النمو الذهني ، إنّ وضع الطفل في غرفة هادئة دون إزعاج من أحد ، أو عزله في مكان يقيه الأذى أو غير ذلك ، إنّ هذا يحرمه من فرص الرؤية والسمع والإحساس والتذوّق والشم ، وهذه كلها عوامل تساعد على نمو المخ ، ويجب أن يكون الطفل جزءا لا يتجزّأ من العائلة.

ـ طفلان يعانيان سوء التغذية :

لننظر إلى غذاء الطفل ، ومن ذلك أقول لكم كيف ستكون صحّته عند ما يكبر ، ومن آثار سوء التغذية :

ـ كثيرا ما تلاحظ دلائل سوء التغذية بعد مرض حاد ، مثل الحصبة أو الإسهال.

ـ أشد خطر يتعرّض له الطفل المصاب بالإسهال ، هو خطر الاجتفاف ، أو نقص الماء في جسمه.

ـ تسبّب ارتفاع الحرارة عند الأطفال هزّات أو تشنجات أو عطلا في الدماغ ، كي نخفف الحرارة بسرعة ، يجب نزع ثياب الطفل ووضع كمّادات ماء بارد على جسمه (إن ارتفاع حرارة الطفل تسبّب له نوبات وتشنّجات).

ـ ينتج إلتهاب السحايا عن الإصابة بالحصبة أو التهاب شديد آخر.

ـ فقر الدم (الأنيميا).

ـ ظهور ديدان وطفيليات في الأمعاء.

ـ ظهور مشاكل في الجلد (جرب ، قروح ، إلتهابات عفنة).

ـ التهاب العيون.

ـ الزكام والرشوحات.

ـ ألم والتهاب في الأذن ، التهاب قناة الأذن.

ـ آلام الحلق والتهاب اللوزتين ، وخطر حدوث ريح المفاصل.

ـ جدري الماء.

٤٩٠

ـ الحصبة.

ـ الحصبة الإلمانية.

ـ النكاف ، أو ما يعرف باسم أبو كعب ، أو أبو ضغيم.

ـ السعال الديكي (الشاهوق).

ـ الدفتيريا أو الخانوق.

ـ شلل الأطفال.

ـ أمراض الطفل :

وراء كل طفل مريض ، أمّ مهملة.

الأم الواعية والحكيمة هي التي ترعى طفلها رعاية كاملة ، صحيا ونفسيا وتربويا ، إذا ارتفعت حرارة الطفل لا يكفيه أن نعطيه الدواء .. إنّما حاجته أكثر إلى حنان أمّه ورعايتها وضمّها له ، والأم مسؤولة عن إعطاء الدواء لطفلها في مواعيد محدّدة وبدقّة كما أنّها مسؤولة عن غذاء طفلها ، فهي الوحيدة القادرة على معرفة رغبة طفلها إلى الطعام ، ومدى شهيته ، وحليبها هو الأكثر ملاءمة لحاجاته ، لأن الحليب يحتوي على كل المواد الغذائية ، ويكسبه المناعة والقوة لمحاربة الأمراض.

والأمراض التي قد تصيب الطفل هي :

(جدري الماء ، الحصبة ، الحصبة الألمانية ، الخانوق ، التهاب الغدة النكفية ، شلل الأطفال ، الإسهال ، الاجتفاف ، التهاب السحايا ، الكزاز ، الرشح ، الزكام ، النزلة الصدرية ، التهابات الأمعاء).

* جدري الماء :

مرض فيروسي معد ، مميت في بعض الأحيان ، خاصّة في الشهور الأولى للرضيع ، وهو أكثر الأمراض المعدية انتشارا ، يبدأ المرض بصداع وقشعريرة ، آلام في الظهر والأطراف ، قيء وارتفاع حرارة وفقدان الشهية للأكل ، وبعد ثلاثة

٤٩١

أيّام يظهر الطفح على شكل حليمات صغيرة حمراء على الوجه والذراعين والرسغين واليدين والساقين ، سرعان ما تتحوّل إلى فقاعات منخفضة الوسط ، وبعد يومين تتحوّل الحليمات إلى نقاط بها سائل ، ثم يتحوّل السائل إلى صديد ، ثم تجفّ وتكوّن قشرة ، تسقط القشرة تاركة في الجلد آثارا دائمة على الوجه بشكل خاص.

العلاج لدى الطبيب.

الوقاية أفضل ما يفعله الإنسان.

* الحصبة :

أكثر الأمراض المعدية انتشارا بين الأطفال ، وأشدّ ما تكون عدواها في الأيام الأولى قبل ظهور الطفح ، ينتقل المرض عبر السعال والعطس ، وهي شديدة الوطأة لدى الأطفال سيئي التغذية.

تبدأ أعراض الحصبة بما يشبه نزلات البرد العادية من سعال وعطس ، مصحوبين برشح في الأنف وسعال جاف والتهاب الجفون ، ولا تعد تقوى العينان على احتمال الضوء.

يظهر الطفح الجلدي بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من بدء المرض ، ويظهر بشكل بقع صغيرة حمراء خلف الأذنين وعلى الرقبة وعند منبت الشعر في أعلى الجبهة ، ثم تنتشر البقع بعد ذلك على الجذع والأطراف ، وإذا تكاثرت يلتصق بعضها ببعض ، وعند ما يبدأ الطفح بالزوال يختفي من الرأس والوجه أوّلا ويخلف مكانه قشورا دقيقة فضّية اللون.

٤٩٢

تختلف الإصابة في شدّتها بين خفيفة وشديدة حادّة مصحوبة بارتفاع الحرارة وجفاف باللسان وتسارع النبض.

يجب عدم إهمال الطفل المصاب خوفا من المضاعفات ، وهذه المضاعفات هي : (التهاب رئوي ، التهاب الأذن الوسطى ، التهاب قرنية العين ، نزلات معوية حادّة ، إصابة القلب).

* الحصبة الإلمانية :

مرض معد ، ولكنه خفيف نسبيا ، غير أنه إذا أصيبت الأم الحامل بهذا المرض خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملها ، ينشأ خطر كبير على جنينها ، وتصبح إمكانية ولادته بشكل غير طبيعي وتصيبه تشوهات خلقية.

* التهاب الغدة النكفية (أبو كعب):

يعتبر هذا المرض غير مؤذ نسبيا للأولاد ، إلّا أنّ مضاعفات خطرة تنتج عنه في سن البلوغ ، وقد تشمل هذه المضاعفات تلفا في الأعضاء التناسلية ، أي الخصيتين في الرجال والمبيضين في النساء ، وقد يؤدّي ذلك إلى العقم ، ومن المضاعفات الأخرى لهذا المرض هو التهاب البنكرياس والتهاب أغشية المخ.

* شلل الأطفال :

كان هذا المرض مرعبا لكل العائلة ، والأكثر تعرّضا للإصابة به هم الأطفال ، يسبّب هذا المرض شللا في بعض عضلات المريض ، وفي أكثر الحالات الحادّة ، تصاب عضلات التنفس بالشلل ، وعند ما يتسبّب المرض بشلّ عضلات الذراعين أو الساقين أو الظهر يصاب المريض بتشوّهات بالغة.

إنّ الطريقة الصحيحة للقضاء على هذا المرض وحماية الأطفال منه هي التطعيم المستمر ابتداءا من سن الشهرين ، ويتكرر ذلك حتى سن السادسة.

* حمى الدفتيريا (الخانوق):

مرض معد ، شديد العدوى يصيب الأطفال ، يصيب أنسجة البلعوم والحنجرة ، والقصبة الرئوية ، يبدأ تدريجيا ، ويصحبه تورّم في الغدّة تحت الفك

٤٩٣

الأسفل ، كما تصيب العدوى كلا من الأنف والفم ، وقد يكون مميتا إذا لم يعالج بسرعة ، وقد يؤثّر على القلب بسبب السموم التي تنتجها الجراثيم التي تسبّب الخانوق.

يصيب مرض الخانوق الرضّع في سنتهم الأولى ، ويقل تدريجيا بعد العاشرة من العمر ، وبشكل عام يعتبر كل إنسان معرضا للإصابة به.

تنتقل العدوى عن طريق الملابس الملوّثة ، أو عن طريق الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب أو الطعام الملوّث ، ولذلك يجب تطهير كل ما يلمسه المريض ، وكذلك تنتشر العدوى عن طريق الرذاذ المتناثر من الفم أو الأنف.

تتفاوت ظهور الأعراض ما بين اليومين والخمسة أيام ، ويبقى المريض ناقلا للعدوى لمدّة تصل إلى خمسة أسابيع بعد أن يكون قد شفي من آثارها.

خلال المرض ، يكون لون الفم أبيض رمادي ، أو أصفر متّسخ ، مع تورّم الحلق وصعوبة في التنفس.

العلاج لدى الطبيب :

يجب إعطاء السوائل بكثرة خصوصا الماء.

ملازمة الفراش حتى الشفاء.

عزل المريض.

وضع لبخات باردة على الرأس والرقبة في حال حصول صداع.

تطهير ملابس وأوعية المريض.

* الاجتفاف :

هو فقدان الماء من جسم الطفل بكمية تفوق ما يتناوله ، ويحصل الاجتفاف نتيجة الإسهال أو التقيؤ ، أو كليهما ، جميع الناس معرّضون للاجتفاف إلّا أنّ هذا المرض يكون أكثر انتشارا وخطرا عند الأطفال ، ويسبّب الاجتفاف لدى الطفل تقعّر يأفوخه.

٤٩٤

العلاج يكون بإعطاء المصاب الكثير من السوائل ، (حليب الأم ، الماء بعد غليه ...) ويجب معالجة أسباب الاجتفاف.

لا حاجة للأدوية في معظم الحالات.

ـ برنامج مقترح لتطعيم الأطفال :

* في عمر الشهرين : لقاح الخانوق ، الكزاز ، السعال الديكي ، لقاح ثلاثي ضد شلل الأطفال بواسطة الفم.

* في عمر الأربعة أشهر : اللقاحات أعلاه (تكرّر).

* في عمر الستة أشهر : اللقاحات أعلاه (تكرّر).

* في عمر السنة : لقاح الحصبة ، الحصبة الإلمانية ، أبو كعب.

* في عمر السنة والنصف : لقاح الخانوق ، الكزاز ، السعال الديكي.

* في عمر ٤ ـ ٦ سنوات : اللقاحات أعلاه (تكرّر).

* في عمر ١٤ ـ ١٦ سنة : لقاح الكزاز ، الخانوق.

إنّه من الأهمية بمكان تلقيح الأطفال في بدء حياتهم كي يكتسبوا مناعة ضد الأمراض المعدية الشائعة.

٤٩٥

٤٩٦

مشكلات صحية تصيب المسنين

إنّ المشاكل الصحية التي تحدث للإنسان في مرحلة الشيخوخة من حياته هي :

* ارتفاع ضغط الدم

* تصلب الشرايين

* أمراض القلب

* الجلطة الدماغية

هذه المشاكل غالبا ما تكون نتيجة لطريقة وأسلوب حياة الإنسان وطعامه وشرابه وتدخينه أثناء سنّ الشباب ومرحلة الطفولة ، إضافة إلى :

* الصمم

* رنين الأذن والدوخة

* الأرق

* تشمع الكبد

* مشاكل المرارة

هذه أمراض تحدث نتيجة التقدّم في السن.

ـ أما مشاكل المسنين عامّة فهي :

* صعوبة الرؤية

* الضعف والتعب وعادات الأكل

* انتفاخ القدمين

٤٩٧

* القروح المزمنة في الساق والقدم

* صعوبة في التبويل أو السلس البولي

* السعال المزمن

* الروماتيزم في المفاصل

* اضطرابات القلب

* السمنة :

هناك عدّة عوامل تؤدي إلى السمنة ، أهمها :

الإفراط في الأكل

الكسل والخمول

الوراثة

أمراض الغدد الصمّاء

ترتبط السمنة بارتفاع معدل الدهون الضارّة والكولسترول بالدم ، ارتفاع معدل السكر في الدم ، ارتفاع ضغط الدم ، ارتفاع معدل حمض البول في الدم ، إضافة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب ، وزيادة احتمال الإصابة بسرطان البروستات ، واحتمال الإصابة بسرطانات الأمعاء الغليظة.

بعد سن الخمسين أنت ، أنت بحاجة إلى فحص دوري طبي كل سنة مرة ، يتضمّن تحديدا للوزن ، فحص وظائف القلب ، قياس ضغط الدم ، قياس معدل الدهون والكوليسترول بالدم ، قياس معدل السكر بالدم وبالبول.

إنّ الخصر السمين يعني احتمال الإصابة بمرض السكري ، ومرض القلب ومشاكل صحية أخرى ، إذا زاد قياس الخصر لدى المرأة عن ٨٠ سم ، معنى ذلك وجود خطورة على الصحة ، أمّا إذا زاد قياس الخصر عن ٨٨ سم معنى ذلك أنّ الخطورة شديدة على الجسم.

أفضل علاج للسمنة (البدانة) هي الرياضة ، وأفضل أنواع الرياضة هو

٤٩٨

المشي الرياضي وخلّ التفاح (ملعقتان من الخل في كوب ماء بعد الأكل يوميا). ليس هذا فقط ، بل علينا أن نعرف أسباب السمنة ، هل ناتجة عن الغدد أم الإسراف في الطعام (إنّ الله عزوجل نهانا عن الإسراف في الطعام) ، أم هو نوع المآكل التي يلتهمها الشخص السمين؟

ـ يجب تجنّب السكر الأبيض قدر الإمكان.

ـ تناول الخيار إنّه طارد لسموم الجسم.

ـ تناول عصير الحامض محلّى بسكر نبات.

* للمساعدة في تخفيف الوزن وإزالة السمنة ، نورد النصيحة التالية :

نغلي قبضة من قشر الليمون الحامض في ليتر ماء لمدة عشر دقائق ، ونتناول منه قدح ساخن بدون تحلية بعد كل وجبة طعام.

* الشيخوخة :

ما هي الشيخوخة؟

إنّ مرحلة ما بعد الخامسة والستين من العمر هي بداية مرحلة الشيخوخة لدى الإنسان ، وغالبا ما يعيش الإنسان فترة ثلاث عشر سنة بعد الخامسة والستين من عمره ، والمرأة خمسة عشر عاما (هذا رقم تقريبي) وربّما أكثر.

قد يكون في مقدور الإنسان ، رجلا كان أم امرأة ، أن يقضي سنوات الشيخوخة في هناء وصحّة وبهجة ، إذا عمد إلى تنظيم حياته تنظيما صحيحا وصحيا ، وبذلك يتخطّى حدود الشيخوخة ويزيل آثارها ومظاهرها ، ويخلد للراحة.

لماذا يتقدّم بعض المسنّين بالعمر ، في حين تبطىء عوامل الشيخوخة بالظهور على من هم في مثل سنهم؟

لم يتوصل العلماء بعد لمعرفة أسباب الشيخوخة ، وتجنّبها ، وجعل حياة الإنسان شبابا وحيوية وعافية مستمرّة حتى آخر لحظة من عمره!!

٤٩٩

إنّ ما يسارع في مظاهر الشيخوخة ، هي أحوال الشخص من مرض وضغط عاطفي وضجر وفقر ، وما يتبع ذلك من إنهاك وسوء تغذية ، ومع تقدّم العمر ، يبدأ الدماغ بفقدان بعض أنسجته (يكون الدماغ في أوج عطائه عند ما يصل المرء إلى سن العشرين) وفي التسعين من العمر يصبح وزن الدماغ أقل بنسبة من ٥ إلى ١٠ خ ويطاول الضرر مركز الذاكرة.

إنّ الابتعاد عن الفساد والعادات السيئة في المأكل والمشرب ، عمل جيد لإبعاد مظاهر الشيخوخة ، ومع التقدم في السن تخفّ المقدرة على التذوّق والشمّ ، كما تضمر الخلايا المغذّية لبصيلات الشعر مما يؤدي إلى ضعفه ، أمّا الصلع وبياض الشعر فمنوطان بعوامل وراثية ، كما تبدأ الأذن تفقد من فاعليتها في الثلاثين من العمر (والنسبة للرجل أكثر منها لدى المرأة) ، وتأخذ البشرة تجفّ وتظهر عليها بقعا قاتمة مع تجاعيد ، ويستحسن الوقاية من الشمس قدر المستطاع للحفاظ على نضارة البشرة.

ومع تقدّم السن من الطبيعي أن يخفّ نظر الإنسان ، ولا تعود العضلات قادرة على جعل النظر يركّز على الأشياء ، يصاب معظم الشيوخ بالماء الزرقاء ... المسبّبة للغشاوة.

مع التقدّم في السن ، يتأخّر كل من الدماغ والأنف واللسان والعين ، الأذن ، الشعر ، والجلد.

إنّ تأخّر الدماغ قد يؤدّي إلى فقدان الذاكرة والخرف ، وهذه بدورها تؤدّي إلى مرض (الزهايمر) الذي لا أمل في الشفاء منه ، غير أنه يمكن تلافيه والوقاية منه ، عبر أخذ حبّة إسبرين كل يومين.

منذ القديم اهتم الإنسان بموضوع الشيخوخة! وجهد لمعرفة أسبابها ، وتجنّب عوارضها ، ورد في التوراة بأنّ البعض أسدى نصيحة للملك داوود الطاعن في السن باتخاذ عذراء شابّة تجعل مخدعه أكثر دفئا وحميمية.

في سنوات الشيخوخة ، يخفّ عمل الأعضاء مثل القلب والكلى والرئة والكبد ، ويفقد الجلد الكثير من ليونته ، وتأخذ العضلات بالضمور تدريجيا

٥٠٠