موسوعة الطب القديم

حسن نعمة

موسوعة الطب القديم

المؤلف:

حسن نعمة


الموضوع : الطّب
الناشر: رشاد برس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٩

غير أنّ إفراز هرمون التستستيرون يبدأ بالتناقض بعد سن الخمسين ، ليس هذا فقط ، إنّما هناك مجموعة هرمونات هامّة تفرزها مجموعة غدد في جسم الرجل (الغدّة النخامية ، الغدد الجار كلوية ، غدّة تحت المهاد بالمخ) ومنها هرمون الأنوثة ـ الأستروجين ـ وهناك توازن دقيق بين هرمون الرجولة التستستيرون وهرمون الأنوثة الأستروجين في جسم الرجل ، وبعد سن الخمسين ومع تناقص إفراز هرمون الرجولة يختل هذا التوازن مما قد يؤدي إلى أعراض :

* ضعف العضلات

* تدني قوة الذاكرة والقدرات الذهنية.

* نقص كتلة العظام (وهن العظام).

* ضعف الرغبة الجنسية.

* تضخم غدّة البروستاتا.

* تساقط الشعر.

* الضعف الجنسي.

* زيادة اختزان الدهون تحت الجلد (السمنة أو البدانة).

إنّ معنى وصولك إلى سن الخمسين ، يعني أنّه أمامك سنوات طويلة لتستمتع فيها بالحياة بمشيئة الله ، وأمامك محطّة مناسبة لإعادة تنظيم حياتك ، مارس الرياضة ، ابتعد عن الأخطار ، خاصّة التدخين والسمنة.

ـ العجز الجنسي :

تعود أسباب العجز الجنسي إلى عوامل جسدية أو نفسية ، ففي الحالة الأولى يكون السبب نقص في الأملاح المعدنية التي تغذّي الجسم وتقويه مثل الكالسيوم على سبيل المثال.

إنّ العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته تحفظ صحّة الإنسان ، إذا كانت باعتدال ، وفي هذا الباب أرشد الرسول وهدى المؤمنين وكذلك فعل الأئمة من

٤٦١

بعده ، والحكماء والأطباء ، إنّها من سنن الحياة ، ولا حياء في ذلك ، إنّها لذّة للنفس وحفظ للنسل ودوام النوع الإنساني ، وعدم الجماع ، يوقع الإنسان في الأمراض مثل الدوار ، ظلمة البصر ، ثقل البدن ، ورم الخصية أو الحالب.

أمّا الاعتدال ، فيه صحّة للجسد ، وتهدئة الأعصاب ، وتخفّف من الوساوس لدى الإنسان.

أمّا الإفراط في ممارسة الجنس (الجماع) ، يضعف القوة ، ويضرّ بالأعصاب ويوقع الإنسان في الرعشة ، ويصيبه بالتشنج ويضعف البصر.

في باب الجماع ، قيل عن رسول الله محمد أنّه قال :

ـ «يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد إحتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى ، فإن فعل ذلك فخرج الولد مجنونا ، فلا يلومنّ إلّا نفسه».

كذلك قيل عن الرسول أنّه قال :

ـ «من جامع إمرأته وهي حائض فخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومنّ إلّا نفسه».

من وصايا الرسول في ذلك أنّه قال :

* لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره ، فإنّ الخبل والجنون والجذام يسرع إليها وإلى ولدها.

* لا تجامع امرأتك بعد الظهر ، فإنّه إنّ قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول.

* لا تتكلم عند الجماع ، ولا ينظر أحد في فرج إمرأته.

* لا تجامع امرأتك بشهوة إمرأة غيرك.

* لا تجامع امرأتك إلّا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ، ولا تمسحا بخرقة واحدة.

* لا تجامع امرأتك من قيام ، فإن ذلك من فعل الحمير ، قد يولد ولد يبول في الفراش.

٤٦٢

* لا تجامع إمرأتك في ليلة الفطر.

* لا تجامع امرأتك في ليلة الأضحى.

* لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة.

* لا تجامع امرأتك في وجه الشمس.

* لا تجامع امرأتك في ليلة النصف من شعبان.

سئل الإمام علي عن الجماع ، فقال :

«حياء يرتفع ، وعورات تجتمع ، أشبه شيء بالجنون ، الإصرار عليه هرم ، والإفاقة منه ندم ، ثمرة حلاله الولد ، إن عاش فتن وإن مات حزن».

عن الإمام الصادق أنّه قال :

«إياك أن تجامع امرأتك في الليلة التي يهلّ فيها الهلال ، فإنّك إن فعلت ثم رزقت ولدا كان مخبوطا».

عن الإمام الحسين أنّه قال :

«اجتنبوا الغشيان في الليلة التي تريدون فيها السفر ، فإنّ من فعل ذلك ثم رزق ولدا يكون أحولا».

عن الإمام الباقر أنّه قال :

«إيّاك والجماع حيث يراك صبي يحسن أن يصف حالك».

«لا تجامع الحرّة بين يدي الحرّة».

عن الإمام علي أنّه قال :

«من أراد البقاء ولا بقاء ، فليخفّف الرداء ، وليباكر الغذاء ، وليقلّ مجامعة النساء».

لقد ورد في الرسالة الذهبية للإمام علي الرضا ، حول آداب الجماع ما يلي :

٤٦٣

«لا تقرب النساء من أوّل الليل ، لأنّ المعدة والعروق تكون ممتلئة وهو غير محمود ، يتولّد منه القولنج والفالج واللقوة والنقرس والحصاة والتقطير والفتق وضعف البصر ورقته ، فإذا أردت ذلك فليكن في آخر الليل ، فإنّه أصلح للبدن وأرجى للولد ، وأزكى للعقل في الولد الذي يقضي الله بينهما.

لا تجامع امرأة حتى تلاعبها وتكثر ملاعبتها ... فإنك إن فعلت ذلك غلبت شهوتها واجتمع ماؤها ... واشتهت منك مثل ما اشتهيت منها ، ولا تجامع النساء إلّا طاهرة فإذا فعلت ذلك فلا تقم قائما ولا تجلس جالسا ...

ثم انهض مسرعا إلى البول من ساعتك ، فإنّك تأمن الحصاة بإذن الله تعالى ، ثم اغتسل واشرب من ساعتك شيئا من العسل ، فإنّه يردّ من الماء مثل الذي خرج منك».

قال الأطباء :

الجماع من أفضل أسباب حفظ الصحّة ، لا يجوز على شبع ولا على جوع ولا على تعب ولا إثر حمّام ، ولا إنفعال نفساني ، وشدّة الفرح ، وليحذر الرياضة بعده ، فإنّها مضرّة جدا.

ـ أوقات مكروهة لممارسة الجماع :

ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس.

ما بين مغيب الشمس وسقوط الشفق.

في يوم كسوف الشمس.

في يوم حدوث زلزلة.

ـ أوقات محمودة لممارسة الجماع :

ليلة الثلاثاء ، يكون ولده طيب النكهة ، رحيم القلب ، سخي اليد ، طاهر اللسان وليلة الجمعة.

٤٦٤

ـ أطعمة مفيدة للجماع :

صفار البيض.

بزر البصل ، يدقّ ويلتّ بالعسل ويلعق على الريق.

البصل مشويا أو مطبوخا.

بزر الكرفس ، يدق وينخل ويخلط بسكر نباتي ويلتّ بسمن البقر ويؤكل منه لثلاثة أيّام.

يخلط كمية من السمن مع العسل ويغلى على النار ، ويؤكل عند النوم.

زنجبيل ، يدق ويشرب بلبن البقر على الريق.

الزعفران مفيد.

دهن العاقر قرحا يدهن به القضيب يحرّك شهوة الجماع.

الخولجان ، يسحق ويخلط مع لبن البقر ويشرب على الريق.

العنب ، مفيد.

اللوز مفيد.

الخس مفيد.

فستق العبيد مفيد.

التمر مفيد جدا مع الحليب والقرفة.

الجرجير ، مع الجزر مع عصير الليمون الحامض (سلطة) يهيج الشهوة ، محرّك للباه.

السمك يزيد الباه.

القرفة (الدارصيني) شربها مفيد ومنشّط.

الكراوية ، تفتح الشهوة.

الشومر ، ينبّه الغدد الجنسية.

البقدونس مفيد في حالات الضعف الجنسي.

٤٦٥

ـ لكل رجل :

من أجل صحّة وحياة أفضل ، على كل رجل الانتباه إلى :

* الأمراض التي تؤدي إلى حدوث الضعف الجنسي عند الرجال :

السكري

سرطان البروستات

إصابات الحبل الشوكي

أمراض الكلى

ارتفاع نسبة الدهون

ارتفاع ضغط الدم

أمراض الشرايين التاجية

أمراض الجهاز العصبي

الإكتئاب

* الأدوية التي قد يؤدي استخدامها إلى حدوث الضعف الجنسي عند الرجال :

بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

بعض أدوية قرحة المعدة.

بعض أدوية علاج مرض السكري.

مضادات هرمون الذكورة.

بعض أدوية علاج مرض الاكتئاب.

* عادات قد تؤدي إلى حدوث الضعف الجنسي عند الرجال :

التدخين.

شرب الكحول.

الضغوط النفسية والعصبية.

٤٦٦

ـ الوقاية من سرطان البروستات :

البروستات عند الرجال هي جزء من الجهاز التناسلي الذكري ، وتوجد في أسفل المثانة البولية ، تحيط بقناة البول والتي تصبّ فيها قناة الحويصلة المنوية.

البروستات مسؤولة عن إفراز سائل ضروري لحياة وانتقال الحيوانات المنوية خلال عمليات القذف ، ومع النقص في معدل هرمون الذكورة (التستستيرون) تزداد البروستات تضخما ، بدءا من سن الأربعين يبدأ الرجل يعاني من تضخّم هذه الغدّة ، ويتسبّب عن ذلك أعراض مختلفة تزداد سوءا مع تقدم السن ، وقد تتعرّض البروستات إلى إحدى الحالات المرضية التالية :

* التهاب البروستات ، وقد يكون الالتهاب حادا أو مزمنا.

* تضخم البروستات.

* سرطان البروستات ، فهو ثاني أخطر أنواع السرطان الذي يصيب الرجال ، والذي تظهر أعراضه تدريجيا ويزداد احتمال الإصابة به نتيجة عدّة عوامل :

ـ التدخين.

ـ الأطعمة الدهنية.

٤٦٧

ـ ممارسات جنسية غير سوية.

ـ عوامل وراثية.

ـ عمليات تحديد النسل عن طريق قطع مجرى المني.

ـ ممارسة العادة السريّة منذ الصغر.

ومن الملاحظ أنّه وفي السنوات الأخيرة من القرن العشرين ، ازدادت إصابة الرجال بسرطان البروستات ، وأصبحت نسبة الإصابة تعادل الإصابة بسرطان الرئة ، مهدّدة بذلك صحّة وحياة الرجل.

إنّ أكثر من ٥٠ خ من حالات إصابة البروستات بمرض سرطاني يتم تشخيصها بعد انتشار المرض إلى أعضاء أخرى في الجسم ، وبالأخص إلى العظام ، وبنسبة من ٣٠ إلى ٤٠ خ يكون الورم ، قد خرج عن حدود غشاء غدّة البروستات ، وفي أكثر الأحيان تكون العقد اللمفاوية المجاورة قد أصيبت.

في هذه الحالة تصبح إمكانية العلاج محدودة وفعاليته قليلة ، وغالبا ما يقتصر على علاج العوارض الجانبية للمرض ، ولكن إذا تمّ التشخيص في المراحل المبكرة من المرض ، عندها يستطيع الطبيب الإخصائي إسعاف المريض وشفائه بواسطة الجراحة و... وتدل الإحصائيات أنّ سرطان البروستات يصيب رجلا من كل عشرة رجال ، لذلك يعتبر الكشف المبكر ، العامل الرئيسي لنجاح علاج هذا المرض والشفاء منه.

لذلك ولسلامة الرجل ولحفظ صحّته على كلّ رجل أن ينتبه لما يلي :

* لمن تجاوز الأربعين من عمره أن يخضع لفحص لمس البروستات لدى الطبيب مرّة كل سنة.

* وبعد الخمسين من العمر على كل رجل أن يخضع عيّنة من الدم للكشف عن نسبة ارتفاع (SPA) ولهذا الفحص أهمية كبيرة للتشخيص المبكّر لسرطان البروستات.

* كما يفضل إجراء صورة صوتية للبروستات.

٤٦٨

ومن مظاهر المرض ، اضطراب في البول ، التبوّل الليلي ، ضعف تيّار البول ، نزول قطرات من البول بعد الانتهاء من التبول أو العجز عن إفراغ المثانة ، نزول المني أثناء التبرز ، كل ذلك يدل عن وجود تضخم أو التهاب أو ورم البروستات ، إنّ فحص (SPA) قد ينقذ حياة الرجل من سرطان البروستات.

٤٦٩

من أجل صحة وحياة أفضل للمرأة

* الدورة الشهرية أو (الطمث ـ الميعاد ـ الحيض):

يبدأ الميعاد الأوّل عند معظم الفتيات بين سن ١١ و ١٦ سنة ، وهذا يعني أنه أصبح بإمكانهن الحمل أي الحبل.

يحدث الميعاد الطبيعي مرّة كل ٢٨ يوما أو ما يقارب ذلك ، ويستمر لثلاثة أو ستّة أيّام ، وتتفاوت هذه المدة بين امرأة وأخرى.

إنّ الميعاد غير المنتظم أو المؤلم ، شائع في سن المراهقة ولكنّه لا يعني وجود مشكلة صحية ، وإذا كان الطمث مؤلم ، لا حاجة لملازمة الفراش ، قد يكون السكون والهدوء مزيدا من الألم ، إنّ مزاولة بعض الأعمال البسيطة تخفّف الألم ، كما يخفّفه تناول شراب ساخن ، أو وضع القدمين في ماء ساخن ، أو وضع كيس ماء ساخن على البطن يفيد ويخفّف الألم ، وينصح كذلك بغلي مقدار ملعقة صغيرة من ورق اكليل الجبل (حصى البان) ويؤخذ نصفها صباحا ونصفها مساء قبل الطعام ، ويداوم على هذا العلاج مدة الحيض فإنّه نافع جدا ويخفّف الألم.

يجب على المرأة أن تحافظ على نظافتها في فترة الميعاد كأي وقت آخر ، وأن تحصل على قدر كاف من النوم ، وتتناول وجبات كاملة من الطعام.

إن لم يبدأ الميعاد في وقته المحدّد فقد يدل على الحبل ، أمّا لدى الفتيات دون العشرين والنساء فوق الأربعين ، فغالبا ما يكون ذلك طبيعيا ، كما قد تتسبّب الاضطرابات العاطفية والفكرية في تأخير أو انقطاع الدورة الشهرية.

٤٧٠

* اضطرابات الدورة الشهرية :

إنّ عدم انتظام مواقيت الدورة الشهرية عادي بالنسبة لبعض النساء ، ولكنّه قد يكون دلالة على مرض مزمن أو فقر دم أو سوء تغذية أو التهاب أو ورم في الرحم مثل أورام ليفية أو وذمات بطانة الرحم ، أوضاع الرحم الشاذة ، علل نفسية.

يزول اضطراب الحيض بعد الولادة أحيانا ، يفضّل تناول أغذية غنية بالفيتامينات والمحافظة على الحالة النفسية الهادئة ، تناول أوراق النعناع والبابونج وأزهار المريمية يوميا ، وينصح بزيارة الطبيب للتأكد من عدم وجود علّة جسدية.

* انقطاع الدورة الشهرية :

يوما ما في حياة المرأة تبدأ الهرمونات الجنسية بالتناقض ، وسوف تلاحظ المرأة ذلك ، وهذا يعني أنّ مرحلة انتهت وأخرى قد بدأت ، وتصبح مواعيد الدورة الشهرية غير منتظمة ، وعند ما تمر سنة على انقطاعها ، عندها يقال بأن المرأة قد وصلت بالتأكيد إلى سن العطاء (والبعض يطلقون عليه اسم سن اليأس) ، حيث تكون المبايض قد أتمّت عملها ولم تعد تنتج أية هرمونات جنسية.

إنّ سن اليأس ، أو سن العطاء ، أو مرحلة انقطاع الطمث ، هو الزمن في حياة المرأة حين ينقطع الطمث ولا تقدر المرأة بعد ذلك على إنجاب الأطفال وهذا التغيّر لدى المرأة يحدث عادة بين سن ٤٠ ـ ٥١ عاما ، وغالبا ما يصبح الميعاد غير منتظم لعدّة أشهر قبل انقطاع الطمث.

تشعر المرأة خلال فترة انقطاع الطمث بعدم الراحة وتحسّ بانقباض وقلق وهبات ساخنة أي شعور بالحرارة المفاجئة والمزعجة مع تصبّب العرق ، وبأوجاع الجسم والحزن ... ولكن هذا الشعور يزول بعد تجاوز فترة انقطاع الطمث.

ومع توقف الدورة الشهرية يتراجع إنتاج الإستروجين الذي يسبّب بنقصانه أو بتوقفه إلى إحداث تغيرات صامتة وأعراض مثل :

٤٧١

* أمراض مهبلية وجفاف المهبل ورغبة في حكّ الجلد.

* دوخة ، عصبية ، رغبة في التقيؤ.

* تسارع دقّات القلب أو تباعد بينها.

* الشعور بالإرهاق والرغبة للنوم المتقطّع.

* تغيرات نفسية مثل الشعور بالتوتر ، الاكتئاب وتراخي النشاط.

* يصغر حجم الثدي ويصبح أكثر ارتخاء.

* آلام في مجرى البول ، ورغبة في التبوّل بمعدّل أكثر من الماضي.

* آلام في الظهر.

* إمساك أو إسهال.

* ألم في المفاصل.

* تغيرات في نسبة الدهن في الدم ، ممّا يجعل احتمال الإصابة بتصلّب الشرايين.

* ما بعد انقطاع الدورة الشهرية :

تستطيع معظم النساء أن تتأقلم مع الوضع الجديد ، إنّ سن الأمل ـ سن العطاء ، هو طور خطير في حياة المرأة ، ولذلك يجب على المرأة أن تتجنّب كل ما يثيرها وتتبع نظاما غذائيا جيدا مع الاهتمام بالحركة والنشاط الجسماني ، وأن تحافظ على وزن معتدل والقيام بفحص دوري.

كما تحدث بضعة تغيرات في العظام ربّما تظهر أعراض ترقّق العظام أي تصبح العظام أضعف ممّا كانت عليه وتصبح سهلة الكسر ، كما تفقد المرأة بعضا من طولها مع تقدّم السن وتستدير الأكتاف.

وثمّة خطر آخر يزداد حصوله بعد سن الأمل ومع تقدّم السن وهو السرطان ، خاصّة سرطان الثدي وسرطان الرحم.

٤٧٢

يزداد خطر الإصابة بنوبة قلبية لمن تمّ عندها استئصال المبيض أو إذا كان أحد أفراد عائلتها قد أصيب بنوبة قلبية قبل سن الستين ، وإنّ النساء المصابات بمرض السكري هم الأكثر تعرضا للإضطرابات القلبية.

إنّ التدخين عنصر أساسي خطير على القلب ، ويمكن للمرأة تجنّبه ، كذلك تعتبر تناول الكحول خطرة جدا على القلب في هذه المرحلة ، كما يعتبر قلّة النشاط الجسدي عامل خطر لأمراض القلب ، وعلى السيّدة في هذه المرحلة أن لا تترك السمنة (البدانة) تغزو جسدها.

خفّفي من تناول الملح.

خفّفي وزنك.

تجنبي التدخين والكحول.

راقبي ضغطك.

إنّ النساء اللواتي يصبن بنزف حاد أو بألم شديد في البطن أثناء فترة انقطاع الطمث ، أو اللواتي يعود النزف معهن بعد انقطاعه مدّة أشهر أو سنوات ، عليهنّ طلب المساعدة الطبية وإجراء الفحوصات للتأكد من عدم إصابتهن بالسرطان أو بغيره.

ـ الحمل :

لمعرفة المرأة الحامل (تجمع المرأة بولها في كبّاية وتبقيه لمدّة ثلاثة أيّام ، وإن ظهر شيء في قعر الكباية شبيه بالدود الصغير الناعم ، معنى ذلك أنّها حامل.

* دلائل الحبل ـ الحمل :

ـ أول الدلائل هو انقطاع الدورة الشهرية.

ـ غثيان عند الصباح والرغبة بالتقيّؤ ، يكون ذلك خلال الشهر الثاني والثالث من الحمل.

ـ كثرة التبوّل.

٤٧٣

ـ انتفاخ البطن.

ـ تضخم الثديان.

ـ ظهور الكلف على الوجه (قناع الحبل) أي ظهور مساحات داكنة على الوجه وعلى الصدر والبطن.

ـ في الشهر الخامس يبدأ الطفل بالحركة.

* على الحامل أن تتناول طعاما جيدا متوازنا ، استعمال الملح الممزوج باليود ، المحافظة على نظافة الجسم ، تجنّب الأدوية قدر الإمكان ، لا تدخين ولا مشروبات كحولية ، لأنّها تضر بالصحة وبالجنين معا ، الابتعاد عن الأطفال المصابين بالحصبة ، ممارسة رياضة خفيفة وبصورة خاصّة المشي.

* مشاكل تعترض الحامل :

ـ غثيان وتقيؤ.

ـ حرقة أو ألم في باب المعدة أو الصدر.

ـ انتفاخ القدمين.

ـ ألم في أسفل الظهر.

ـ فقر دم وسوء تغذية.

ـ الدوالي (انتفاخ الأوردة).

ـ البواسير.

ـ الإمساك.

* علامات خطرة أثناء الحمل :

النزف ، وهذا يدل على بداية الإجهاض وغالبا ما يحدث هذا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويكون الجنين في أغلب الأحيان غير متكامل.

فقر دم شديد ، حيث تكون الحامل ضعيفة ومتعبة ومصفرّة البشرة.

٤٧٤

انتفاخ الأقدام والأيدي ، وانتفاخ الوجه.

صداع ، دوخة وغشاوة.

زيادة وزن ، ارتفاع ضغط الدم.

على المرأة الحامل في شهورها الأولى وإذا أحسّت بإحدى العلامات الخطرة المار ذكرها ، عليها الاستراحة في الفراش ، وتجنّب الملح ، والامتناع عن أكل البصل لما فيه من زيوت طيّارة لأنّها تسبّب لها إسهالا قد يؤدي إكثاره إلى الإجهاض.

* بعد الولادة :

بعد تسعة أشهر من الحمل ، وبعد مجيء المولود الجديد ، على الأم أن تأخذ أعلى درجات العناية بطفلها ، وتقدّم له أفضل نظام غذائي.

إنّ حليب الأم هو أفضل غذاء لطفلها ، والأطفال الذين يتغذّون بحليب أمهاتهم يكونون أقوى جسما وأكثر صحّة وأقل تعرضا للموت ، والسبب في ذلك :

ـ احتواء حليب الأم على حاجيات الطفل بشكل متوازن.

ـ إنّ حليب الأم نظيف.

ـ إنّ درجة حرارة حليب الأم مناسبة للطفل دوما.

ـ يحتوي حليب الأم على مضادات تحمي الطفل من بعض الأمراض كالحصبة وشلل الأطفال. وعلى الأم أن تطعم وليدها من صدرها أوّل أربعة أو ستة أشهر فقط من حليبها ، وبعدها تبدأ بالإضافة إلى حليبها بعض الأطعمة المغذية (تفاح ، ليمون ، عسل ، ...) يمكن للأم أن تزيد من كمية حليب ثدييها إذا فعلت ما يأتي :

* البدء في إرضاع الطفل من أوّل أيّام عمره مهما كانت قليلة.

* شرب السوائل بكثرة.

٤٧٥

* تناول أطعمة مغذّية وخاصّة الحليب ومشتقاته.

* خذي قسطا جيدا من النوم ، وتجنبي التعب الشديد أو الاضطراب النفسي.

* امتنعي عن المأكولات المرّة لأنّها تنتقل إلى الرضيع عن طريق الحليب وتفسد على الطفل طعامه.

* ارضعي طفلك عدّة مرات في اليوم.

إنّ الأطفال الذين يتغذّون على حليب الأم يتميزون عمّن يتغذّى على حليب القارورة ، فلدى هؤلاء (الذين يتغذون على حليب القارورة ـ القنينة) تكثر احتمالات إصابتهم بالأمراض والموت ، إنّ العديد من الأدوية خطرة على الوليد ، ويزداد الخطر إذا أعطي لطفل خديج أي ولد قبل أوانه ، أو لطفل وزنه دون المعدّل (أقل من ٥ ، ٢ كلغ).

* صحة الأم بعد الولادة :

بعد ما تضع الأم مولودها ، عليها أنّ تتناول كلّ أنواع الأطعمة المغذّية ، خاصّة الحليب والجبن والدجاج والبيض واللحوم والأسماك والفواكه والخضار والحبوب والفاصوليا بشكل خاص.

على الأم أن تعتني بنظافة جسدها بعد الولادة ، ولكن يستحسن في الأسبوع الأوّل أن لا تنزل إلى الماء ، وبعد ذلك تستحم بانتظام.

قد تصاب الأم النفساء بالحمّى بعد الولادة ، وعوارض النفاس هي :

ـ قشعريرة أو حمّى.

ـ صداع أو ألم في أسفل الظهر.

ـ ألم في البطن أحيانا وإفرازات من المهبل كريهة الرائحة.

قد تكون حمّى النفاس خطرة (وقديما كانت ولادة الطفل تكلّف الأم حياتها).

٤٧٦

يجب على الأم بعد الولادة الاعتناء جيدا بنظافة ثدييها ، وأن لا تستعمل الصابون في غسل الحلمة ، لأن ذلك قد يسبب احتقان الحلمة والتهابها.

إنّ الالتهابات التي قد تحصل في الثدي ، هي نتيجة دخول الجراثيم بسبب تشقّق الحلمة ، وهذا شائع خلال الأسابيع الأولى من إرضاع الطفل ، في هذه الحالة يجب المحافظة على نظافة الثدي مع وضع بعض الزيت النباتي على الحلمة بعد إرضاع الطفل.

إنّ التدرن المؤلم والحار في ثدي المرأة التي ترضع طفلها ، غالبا ما ينتج عن التهاب الثدي ، أمّا التدرن غير المؤلم في الثدي فقد يكون ورما سرطانيا ، ومعالجة حالة سرطان الثدي الناجحة تعتمد على الاكتشاف المبكر لذلك ، وغالبا ما تكون الجراحة ضرورية.

* دلائل سرطان الثدي :

ـ ظهور تدرن أو نتوء في جلدة الثدي أو ما يشبه قشرة البرتقالة.

ـ وجود غدد لمفاوية كبيرة تحت الإبط.

على كل امرأة أن تتعلّم كيف تفحص نفسها مرة كلّ شهر.

* البرودة الجنسية لدى المرأة :

إذا حصل لدى المرأة برودا جنسيا قد يؤدّي إلى حصول اضطرابات في أعضاء التناسل لدى المرأة أو إلى العنّة لدى الرجل ، وتعود أسباب البرودة الجنسية إلى :

ـ مشكلات نفسية.

ـ تصورات طفولية مخطئة أو مخاوف حول الجنس.

وقد يفيد في هذه الحالة شرب مغلي إكليل الجبل ، المريمية ، الزنجبيل ، كرفس والحلبة.

٤٧٧

ـ ترقق العظام :

ترقق العظام ، مرض يجعل عظام الإنسان هشّة قابلة للتفتّت والكسر السريع ، يتسلل هذا المرض إلى الإنسان بصمت وبدون ألم ، ودون عوارض ، ويتسارع لدى المرأة خلال فترة انقطاع الطمث (سن الأمل) ، أي عند ما يتوقّف إفراز مادة الإستروجين ، أو بعد الخضوع لعملية استئصال المبيضين.

لا تعرف السيدة أنّها أصيبت بمرض تفتّت العظام أو ترقق العظام ، إلّا بعد ظهور عوارض مثل كسور في المعصم أو في الورك ، ألم في أسفل الظهر أو التواء فيه ، نقص في الطول بسبب انهيار في بعض فقرات العمود الفقري.

لذا يتوجب على كل امرأة معرفة هذا المرض والخطر الذي يعرّض عظامها للترقق.

* ما هي المسبّبات التي تزيد فرص الإصابة بتفتّت العظم؟

هناك عدّة عوامل ، منها :

ـ بلوغ سن اليأس.

ـ جراحة استئصال المبيضين قبل انقطاع الميعاد.

ـ قلّة تناول الكلسيوم في الطعام.

ـ عدم ممارسة الرياضة.

ـ التدخين.

ـ عامل وراثي ، وجود مرض تفتّت العظام في العائلة.

ـ كثرة تناول الكحول.

ـ البنية النحيلة.

ـ البشرة الفاتحة.

ـ كثرة إفراز الغدّة الدرقية.

٤٧٨

ـ تناول أدوية الكورتيزون ومشتقاته.

* نعدّ فيما يلي لائحة من السيرة الذاتية للمرأة طبيا ، كيف تحدّد إذا كانت معرّضة لخطر المرض واللجوء إلى الطبيب للعلاج ، أو لإرشادك إلى طريق الوقاية.

تحققي بنفسك عن صحّة عظامك ، حدّدي فيما يلي المخاطر التي تنطبق عليك :

ـ هل توقفت العادة الشهرية قبل سن الخامسة والأربعين؟

ـ هل توقفت العادة الشهرية لمدة سنة أو أكثر (عدا فترات الحمل).

ـ هل توقفت العادة الشهرية بسبب انتزاع الرحم أو المبيض؟

ـ هل كانت عادتك الشهرية غير منتظمة ، أو توقفت نهائيا لفترة تفوق الستة أشهر قبل سن اليأس (سن الأمل)؟

ـ هل تشربين الكحول بكثرة؟

ـ هل تناولت في صغرك أو تتناولين الآن كمية قليلة من الحليب ، الألبان ، والخضر الطازجة؟

ـ هل تعرضت سابقا أو تتعرّضين اليوم للقليل من أشعة الشمس؟

ـ هل أصيب أحد أفراد عائلتك بمرض ترقق العظام؟

ـ هل تعرّض أحد والديك لكسر في الورك بعد سقطة بسيطة؟

ـ هل لديك أحد الأمراض التالية (الغدة الدرقية ، مرض الكبد ، مرض الجهاز الهضمي)؟

ـ هل أنت نحيلة؟

ـ هل تعرضت لكسر في المعصم أو في العمود الفقري أو الورك من جراء سقطة بسيطة أو نتيجة أي حادث بسيط؟

ـ هل لاحظت أنك فقدت بضعة سنتيمترات من طولك؟

٤٧٩

ـ هل لديك انحناء أو حدبة في الظهر؟

ـ هل تعانين من أوجاع في الظهر؟

إذا كانت الإجابة بنعم على إحدى هذه الأسئلة ، يمكن أن تكوني معرّضة للإصابة بخطر مرض ترقق العظام ، وبإمكانك تشخيص هذا المرض ومعالجته باكرا.

* نصائح للمحافظة على عظام قوية :

ـ مزاولة الرياضة خاصّة رياضة المشي يوميا.

ـ تناول وجبات غذائية طبيعية متوازنة.

ـ عدم الانحناء لالتقاط أشياء على الأرض ، إنّما بالإمكان ثني الركبتين والحرص على استقامة الظهر.

ـ الامتناع عن التدخين ، لأنّ التدخين يزيد تفتّت العظام سوءا.

ـ الشعر والجمال :

إنّ حلم كل امرأة أن تكون شخصيتها جذّابة ، ولكي تكون كذلك ، عليها أن تتقن فن التجميل دون اللجوء إلى الأدوية الكيماوية ، ويكفي تناول ما تزخر به الطبيعة من نباتات وأعشاب وخضار.

إنّ جمال الوجه والجسد هي عناوين الصحة والحيوية ، وبالعودة إلى الطبيعة نحافظ على جمال الوجه والجسد معا. وليس الأمر بالصعب أبدا ، إنّما يلزم وعي وإدراك لمن ترغب الاستفادة منها ، ففي بلادنا ، سهلا وجبلا ، حقولا وبساتين ومراعي وغابات ، أراضي رطبة وجافّة ، حواشي طرق وأنهار ، فيها كل ما أبدع الرب من نبات وأعشاب وأشجار ، ومن هذه جميعا بالإمكان الإفادة من :

ـ الجذور ، البصلة ، الدرنيات ، الجذمور.

ـ الأوراق ، البراعم ، الساق ، القشرة ، الزهرة ، الثمار ، البذور ، البتلات.

يمكن الإفادة من النبات جافا وطازجا ، وعلينا حفظ المواد المجفّفة في

٤٨٠