موسوعة الطب القديم

حسن نعمة

موسوعة الطب القديم

المؤلف:

حسن نعمة


الموضوع : الطّب
الناشر: رشاد برس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٩

المكوّنات الرئيسية للأطعمة

إنّ طعاما صحيا ومتوازنا ، يمنحنا الفرصة للتمتّع بحياة سعيدة وصحية ، إنّ أهم أسباب سوء صحة الإنسان إنّما تعود إلى سوء التغذية ، فالطعام الرديء ، يعطي دما رديئا ، وبالتالي صحة رديئة.

إنّ العادات الخاطئة في تناول الطعام تؤدّي بالإنسان إلى الإصابة بأمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم والسكّر وتصلب الشرايين ، إضافة إلى أشدّ الأمراض وهي السمنة ـ البدانة ـ.

ليس الطعام مسألة ذوق فقط ، إنّما هو الوقود والطاقة لأجسامنا ، يحفظها ويصلحها ، يمدّنا الطعام بستّة أنواع من العناصر المغذية وهي : (البروتين ، الفيتامينات ، الدهون ، المعادن ، الكربوهيدرات ، الماء) ولكلّ من هذه العناصر وظيفة.

* البروتينات :

تعتبر البروتينات من أهم العناصر الغذائية لجسم الإنسان ، من خلال كونها المادّة التي تتجدّد بها بنية الجسم ، ومنها تتشكّل الخمائر والهرمونات ومضادّات الجسم ، تساهم في بناء وترميم خلايا الجسم وأنسجته من عضلات وعظام وجلد وأعصاب وأوعية دموية ودم وشعر وأظافر ، إنّها عوامل بناء الجسم.

لا يخزن البروتين في الجسم ، وهو ضروري للنمو ولتكوين كريات الدم الحمراء (الهيموغلوبين) الذي يعمل على نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الخلايا عن طريق الأوعية الدموية ، كذلك الأجسام المضادة والحامية للجسم من الجراثيم والفيروسات إنّها من البروتين ، والهرمونات التي تتحكّم في نموّنا وتضبطه والتي تكيّف مستوى السكر في دمنا حسب الحاجة ، كلّها من مادة البروتين.

٤٢١

البروتين ضروري للنمو ولتكوين كريات الدم الحمراء والبيضاء وتكوين الجنين في رحم أمّه والحليب للأم المرضعة ، وضروري لمقاومة الأمراض وإكساب الجسم المناعة ، كما يدخل البروتين في تكوين عضلات القلب والكبد ، ولكن الإسراف في تناوله يؤدّي إلى المتاعب الصحية وإلى الأمراض.

يتكون البروتين من أحماض أمينية (ثلاثة وعشرون حمضا أمينيا) ، منها أربعة عشر تصنع في الجسم ، والتسعة الباقية يجب أن نحصل عليها من الأطعمة.

يمكن للإنسان الحصول على البروتينات من مصدرين : مصدر نباتي ومصدر حيواني.

ـ البروتينات النباتية :

وهي بروتينات درجة ثانية ، ذات أصل نباتي وهي أقل جودة ، ونجده في الجوز والفاصوليا واللوبيا ، الفول ، اللوز ، الفستق ، الشعير ، وفي فول الصويا بنسبة عالية ، البطاطا.

إنّ عدم تناول البروتين النباتي يعرّض الجسم للإصابة بفقر الدم وهبوط الضغط والوهن ، إنّ الإنسان الذي يمرّ بفترة صحّية سيّئة يحتاج إلى البروتين ، خاصّة إذا أصيب بحروق.

ـ البروتينات الحيوانية :

وهي بروتينات درجة أولى ، ذات قيمة غذائية عالية ، خاصّة الحليب ومشتقاته واللحوم بأنواعها والبيض ، وهي بروتينات كاملة ، ففيها كل الحوامض الأمينية الضرورية للجسم ، ويتمتّع الحليب والبيض بقيمة بيولوجية عالية.

إنّه من الحكمة أن يختار الإنسان طعاما محتويا على بروتين من مصدريه ، الحيواني والنباتي ، ومن العادات الغذائية المفيدة أن نتناول : اللبن مع الأرز ، العدس مع الأرز ، الحمص بالطحينة ، فاصوليا مع الأرز ، فول مع الأرز.

ويفضّل أن نجمع في الوجبة الواحدة أكثر الأحماض الأمينية الأساسية (أي الأحماض الأمينية التسعة).

٤٢٢

ما ذا يحصل للجسم البشري فيما إذا نقص البروتين؟

ـ نقص أو توقف عملية النمو عند من هم في سنّ النمو.

ـ يؤدي إلى النحافة وجعل الجسم رخوا لدى الكبار وإصابتهم ببعض التشوهات العضلية.

ـ لدى كبار السن ، يهدّدهم بالموت قبل الأوان وبالأمراض.

ـ اختلال توازن السوائل في الجسم واضطراب وصول المواد الغذائية إلى الخلايا ، وعدم طرح الفضلات منها بشكل جيد.

ـ ضعف عملية التبرّز والإصابة بعسر الهضم (الإمساك) ، حيث يتخلّف الماء والفضلات في الجسم فتحدث ورما في الأكعاب والأفخاذ وانتفاخا في الأيدي والأجفان.

ـ يحدث نقصان البروتين في الجسم ، تعبا وتوترا وشحوبا.

* الفيتامينات :

كلمة فيتامين تعني (نيتروجين الحياة) (أمينات الحياة) ، درجت العادة أن تطلق الحروف الأبجدية على الفيتامينات المختلفة ، كما يميل البعض إلى تسميتها بأسمائها. توجد في أطعمة عديدة ومتنوعة ، وهي ليست مصدرا للطاقة.

ـ ما هي الفيتامينات؟

هي مواد عضوية طبيعية ضرورية لكي يقوم الجسم بوظائفه الطبيعية على الوجه الأكمل ، عددها المكتشف حتى اليوم ١٣ فيتامينا ، وهي ضرورية للنمو ولحيوية الجسم ونشاطه ، ولبناء خلايا صحيحة ، ولا يمكن لأجسامنا من إنتاجها باستثناء فيتامين D وحامض النيكوتين ، لذلك يجب إمداد الجسم بها عن طريق الطعام ، أو في شكل مستخلصات ، ويتم الحصول على الفيتامينات من جميع الأطعمة النّيئة وعلى رأسها الخضار والفاكهة.

٤٢٣

ـ الفيتامينات نوعان :

النوع الأول ، يذوب في الماء وهي فيتامين B C ولذلك لا يخزنها الجسم بكميات كبيرة ، ويتم فقدانها عن طريق العرق أو تخرج مع البول أو عند الطبخ ، ويجب تناولها باستمرار.

النوع الثاني ، يذوب في الدهون ويخزنه الجسد مثل : K E D A.

والفيتامينات خلافا للمعروف والشائع لدى العامّة ، ليست بمغذّيات أو مقوّيات للجسد ، إنّما هي مركّبات تساعد في عمليات الإصلاح والبناء للجسد كما تساعد في الهضم وتحويل الطعام إلى طاقة وموادا لبناء خلايا جديدة.

ـ هل من خطورة في تناول الفيتامينات؟

تعتبر الفيتامينات مكوّنات أساسية وضرورية في الطعام ، وبالنسبة لمعظم الفيتامينات ، فإنّ زيادة الكميات الموصى بها للجرعة اليومية ، يمكن تناولها دون أي خطر ، غير أنّ الأطباء يوصون بعدم تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات لأغراض علاجية دون موافقة الطبيب المعالج.

ـ نقص الفيتامينات :

إذا التزم الإنسان بنظام غذائي متوازن وصحي ، فإن جميع الفيتامينات التي يحتاج إليها ، يمكن الحصول عليها من الوجبات اليومية ، أمّا إذا لم يتم الحفاظ على هذا التوازن أو انخفضت نسبة الفيتامينات المطلوبة بسبب ظروف خاصّة أو عادات غذائية خاصّة عن المعدل الطبيعي ، فسوف ينشأ عن ذلك خلل في نظام الفيتامينات ممّا يؤدّي إلى تأثيرها على النشاط الوظيفي الكيميائي الحيوي المنتظم للجسم ، وقد ينتج عن ذلك أعراض فيزيولوجية (وظيفية) مثل حدوث تغيرات في المزاج والسلوك ، أو قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض مرضية.

هل باستطاعة الإنسان معرفة نقص الفيتامينات في جسمه؟

هناك بعض العوارض التي تنتج عن نقص مستوى الفيتامينات وهي على سبيل المثال : (فقدان الشهية للأكل ، إمكانية الإصابة بالالتهابات ، الشعور

٤٢٤

بالإرهاق ، التهيج المفرط ، عدم القدرة على التركيز ، الأرق أو ما يسمّى خلل الحس المشترك).

إنّ هذه الأعراض قد تشير إلى وجود مشاكل صحيّة أخرى ناتجة عن أسباب أخرى ، لذا فهي تستحق الفحص في حالة حدوثها.

ـ متى يكون الإنسان بحاجة إلى كمية إضافية من الفيتامينات؟

ترتبط متعة الحياة بالتغذية السليمة المتوازنة ، التي توفّر للجسم كل العناصر الضرورية ، ونقص التغذية ، تجلب الأمراض والاضطرابات للبدن مثل (أمراض القلب ، السرطان ، السكري ، البدانة ، الأوعية الدموية ، أمراض الجهاز الهضمي ، أمراض الحساسية) كما يؤدّي نقص التغذية إلى نقص الفيتامينات.

لا تساهم الفيتامينات في وزن من يتناولها ، ولا تملك قيمة حرارية هناك فترات معيّنة في حياة الإنسان يكون فيها معرضا لخطر حدوث نقص حاد في الفيتامينات ، مثل :

ـ الحمل والرضاعة للأم ، بسبب اعتماد الجنين على جسد أمّه وخاصّة الفيتامينات B ٢١ B ٦ C A وحمض الفوليك.

ـ فترة المراهقة ، وهي فترة النمو المتسارع ، يحتاج خلالها الإنسان إلى الفيتامينات B C المركّب.

ـ مرحلة الشيخوخة ، حيث يؤثّر تقدّم السن على قدرة الجسد على امتصاص الفيتامينات ، كما قد تؤدي مشكلات الأسنان أو فقدان الرغبة في إعداد الوجبات الصحيّة إلى تكوين عادات غذائية غير متوازنة.

ـ في حالة الإسراف في التدخين حيث ينخفض مستوى الفيتامين C إلى دون معدله.

ـ حالات الزكام والرشح ، حيث يكون الجسم بحاجة إلى فيتامين C الذي يساعد في علاج هذه الحالة.

ـ ممارسة الرياضة ، وقد أثبتت التجارب والأبحاث بأنّ الرياضيين لا يبلغون

٤٢٥

القمّة في الأداء إلّا إذا حصلوا على نسبة جيدة من حاجتهم المتزايدة للفيتامينات B المركّب H C.

ـ في حالة الريجيم ، حيث تنخفض نسبة الفيتامينات مع تخفيض نوعية الطعام ممّا يلزم تناول فيتامينات B A المركّب وC.

ـ في حال تناول حبوب منع الحمل ، حيث يؤدّي الإستروجين إلى اضطراب توازن الفيتامينات في الجسم وخاصّة بالنسبة لفيتامين B ٦.

ـ في حالات المرض ، خاصّة الإلتهابات الحادّة ، العمليات الجراحية الكبرى ، حروق البشرة ، حيث تكون هناك حاجة إلى المزيد من الفيتامينات الضرورية لاستمرار عملية التمثيل الغذائي ويلزم تناول فيتامين B A المركّب وC.

ـ هل تناول الأدوية يؤثّر على الفيتامينات في الجسم؟

هناك أنواع معيّنة من الأدوية تؤثّر بصورة سلبية على مستوى الفيتامينات في الجسم.

إنّ أدوية الأنتبيوتيك (المضادات الحيوية) تؤثّر على الجراثيم المفيدة جدا في الأمعاء ، وهذه الأدوية تعيق امتصاص الأمعاء لأنواع عديدة من الفيتامينات ، وكذلك مشتقّات حمض الساليسيك (مثل الأسبرين) إضافة إلى المسكّنات والمهدّئات والمنوّمات وهذه تؤثّر على الفيتامين B ١.

كذلك إنّ التدخين يؤثّر على الفيتامين C في الدم ، والمشروبات الكحولية تؤثر على الفيتامين B وخاصّةB ١.

ـ فيتامينات مضادّة للأكسدة :

إنّ الفيتامينات المضادّة للأكسدة تحمي الجسم خاصّة الخلايا والأغشية من التدمير وهذه الفيتامينات هي : E C A.

وهي موجودة في الخضراوات والفواكه كالجزر والبرتقال ، في حين نجد الفيتامين E في المكسّرات وزيوت الخضراوات ، إنّ التدخين والدهون تبطل فعالية

٤٢٦

الفيتامينات المضادّة للأكسدة ، وهذه الفيتامينات أفضل علاج لمعالجة الأمراض النفسية والعصبية ، خاصّة أعراض الاكتئاب النفسي.

ـ فيتامينات مقوّية للذاكرة :

توصل العلماء إلى تأكيد أنّ فيتامين B يعالج من يعاني ضعف الذاكرة أو الكآبة والقلق وغيرها من الاضطرابات العاطفية ، ويعتبر نقصان B ١ مولدا للكآبة ، وB ٦ يتأثّر كثيرا بحبوب منع الحمل ممّا يؤدي نقصانه إلى كآبة وقلق.

ـ الوظائف المختلفة للفيتامينات :

* فيتامين A أو رتينول :

يعرف بفيتامين الجمال ، يمنح الجسم القوّة والنمو والشباب ، يساعد على تنشيط وتكوين خلايا الدم البيضاء ، يصون ويحمي خلايا الجلد ، يرتبط بعملية البصر ، ويؤخّر الشيخوخة ، ضروري لنمو الأطفال ووقايتهم من الأمراض.

نقصانه يؤدّي إلى تأخّر النمو ويؤثّر على الجنين في رحم أمّه.

جفاف وخشونة الجلد ، وتساقط شعر الرأس.

تلف أنسجة الجسم السطحية ويجعلها أكثر عرضة للتلوث.

خللا في النظر.

العمى الليلي.

ضعف الأغشية المخاطية المبطّنة للقناة التنفسية والهضمية ممّا يؤدي إلى نقص مناعة الجسم تجاه الأمراض المعدية.

شيخوخة مبكرة.

إنّ فيتامين A سريع التلف إذا تعرّض للهواء وللضوء ولدرجات حرارة عالية ، يوجد هذا الفيتامين في الأوراق الخضراء للنبات (أوراق العنب ، الجرجير ، النعناع ، الملوخية ، جزر ، سبانخ ، مشمش ، ملفوف ، خس ، لفت ،

٤٢٧

شمندر ، أوراق الفجل ، والفلفل الأخضر ، البطاطا ، الثوم ، البصل ، الحبوب ، الخبيزة.

يوجد في منتجات الألبان ، وأعضاء الحيوانات الداخلية مثل الكبد ، البيض ، زيت السمك وفي الكلى ، والقلب.

* فيتامين B :

وفيه ١٤ مركبا تذوب بالماء كلّيا ولا تخزن في الجسم ، مهم جدا وأساسي لحياة الجسد ، وهو موجود في كلّ شيء حي ، مهم للأعصاب وللشهية ولعمل الأمعاء ، ولنشاط كلّ خلية في الجسم ، مقاوم للالتهابات.

نقصان مجموعة فيتامين B المركّب تسبّب آلاما وأمراضا كثيرة في الجسم أي (خللا في الجهاز العصبي ، والهضمي ، إمساك ، فقر الدم ، خلل في العضلات ، أنواعا من القرحة ، جلد ذا قشور ، داء بري بري ، قصور في الكبد ، قصور في الأمعاء ، خلل في تأكسد هيدرات الكربون).

أهم مصادره : الحنطة الكاملة ، أجنّة القمح ، البازيلا ، فول الصويا ، الفاصوليا ، صفار البيض ، البندورة ، البطاطا ، إجّاص ، أناناس ، الكبد ، برتقال ، خميرة الشعير المجفّفة ، الذرة ، الملفوف ، العدس ، التفاح ، العسل ، وهذه هي أفراد مجموعة فيتامين B المركّب :

ـ B ١ أو ثيامين : يساعد على استخلاص الطاقة من الأطعمة عن طريق التمثيل الصحيح للسكريات ، نقصه يسبّب تساقط الشعر وتشقّق زوايا الفم وإحمرار العينين ، ويجدّد نشاط العضلات ، يمنع مرض السكري ، ونقصانه يؤدّي إلى الشلل وهبوطا في القلب وإلى إمساك وصداع وغازات ، وتجمّع الماء حول العيون. وإذا أصيب به الطفل يبدو منظره كمنظر الشيخ الهرم ، وكل ضرر نقصانه يقع على الجهاز العصبي ، يوجد في كلّ الأطعمة الطبيعية خاصّة الخضار والفواكه ، الحليب ، البيض ، اللحوم ، والمكسرات ، والخبز الكامل خاصّة في القشرة الخارجية للحبوب ، له رائحة مميّزة هي رائحة الخميرة.

٤٢٨

ـ B ٢ أو ريبوفلافين : يساهم في صحة وسلامة الخلايا وبناء هيموغلوبين الدم ، وتنشيط العصب البصري ، وضروري للنمو ولصحّة الجلد.

نقصانه في الجسم يسبّب ، التهاب واحمرار الشفاه ، تشقّق زوايا الفم والتهاب اللسان وتقشر جلد الأنف وحول العين ، وتراكم مواد دهنية على جوانب الأنف وفي الأذن ، ويفقد المصاب إتزانه أثناء المشي ، ونقصانه يولد تساقط الشعر ، ينقص وزن المصاب ويقلّ نشاطه ، وتصبح العين حسّاسة جدا للضوء.

يوجد هذا الفيتامين في العديد من الأغذية خاصّة منتجات الألبان ، الكبد ، الأسماك ، الكلى ، الخميرة ، البيض ، جنين القمح ، الخضار الطازجة.

ـ B ٥ ، ويعرف كذلك باسم حمض النيكوتين ، أو فيتامين PP : وهو فيتامين نمو الشعر ، يقي شرّ الإصابة من مرض البلّاغرا أو الحصاف (ومعناها الجلد الخشن) حيث يظهر طفح على اليدين والساعدين والركب والأقدام والرقبة ، ثم يتشقّق الجلد ويتقرّح) وإذا تقدّم المرض تصاب الجملة العصبية وتنتهي إلى الاختلال والشلل ، ويسبّب نقصانه كذلك التهاب الأغشية المخاطية المبطّنة للأنف والفم والمهبل والمستقيم ، يحمر اللسان وينتفخ ويحمر لونه ، ونقصه يؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية وتصلّبها ، وقصور في الكبد.

معظم ضحايا هذا المرض ممّن يتناولون الكحول ، ويوجد هذا الفيتامين في الحبوب ، الرشاد ، القرّة ، الفليفلة ، والخضار المجفّفة ، والفاصوليا ، البازلاء ، الفول ، الكبد ، الكلى ، الكوارع ، الألبان ، اللحوم ، أعداؤه الماء والحرارة.

ـ B ٦ أو بيريدوكسين : ضروري لعملية الاستفادة من البروتينات ، يساعد في تكوين كريات الدم الحمراء ، يصحّح أداء الجهاز العصبي ، يجدّد النشاط العضلي ، يمنع مرض السكري ، مفيد لنمو الأطفال ، يقوي جهاز المناعة في الجسم ، ضروري لنمو الجنين ، وهو فيتامين النوم ، إكثاره مضرّ ويتلف الأعصاب.

نقصانه يوقف النمو وينقص الشهية للطعام ، يسبّب التهابات جلدية خاصّة حول الفم والعينين والأذنين والأنف ، كما يؤدي نقصانه إلى أعراض عصبية ودوخة وتشنج وغثيان وقيء ، اضطرابات في الكلى وتشكيل حصى.

٤٢٩

مصادر وجوده ، القمح ، الخمائر ، الدبس ، السبانخ ، صفار البيض ، الكبد ، الحليب ، الملفوف ، البطاطا ، الخس ، الموز ، الحبوب الجافّة ، ومتوفّر في حليب الأم إنّ نقصانه صورة من أمراض الفقر.

ـ B ٩ فيتامين الحمل : يساعد الفيتامين B ٢١ على تكوين كريات الدم الحمراء والبيضاء ضروري للأم وللجنين أثناء الحمل ، أعداؤه النور ، مصادره الخضار ذات الأوراق (الجزر ، القنبيط ، الفاصوليا ، البازلاء ، البيض ، الكبد).

ـ B ٢١ (سيانوكو بالامين) : يمنع حدوث أنواع معيّنة من الأنيميا ، يساعد في تكوين كريات الدم الحمراء ، يساعد في الأداء السليم للجهاز العصبي ، هام لعملية تمثيل الكريات ، وفي آفات اللسان والفم ، يعالج فقر الدم الخبيث ، ونقصانه يسبّب ضعفا عاما ونقصا بالوزن.

نقصانه يولد ألما بشكل وخز في الأطراف ، فتور في الشعور ، فقر الدم الخبيث ، تتعطّل خلايا المعدة ، كما يسبّب نقصانه ضمور العصب البصري وإلى الذهان.

يوجد هذا الفيتامين بكميّات جيدة في الكبد ، واللبن ، اللحوم ، البيض ، وجميع المنتجات الحيوانية ، السمك.

* فيتامين C حامض الأسكوربيك :

مهم جدا لصحّة الجسم كله ، ووجوده يساعد على الأداء الصحيح لمنظومات الأعضاء المختلفة ، ويساعد على زيادة القابلية للطعام ، ويجنّب الجسم الهزال وضعف العضلات ، ضد التعب ، وهو يعالج تصلّب الشرايين ، يمنع ترسّب الكوليسترول على جدار الشرايين ، يذيب الترسّبات فيها ويعيد الحيويّة إليها ، إنه واق للصغار وللشباب من شيخوخة الشرايين ، علاج للكبار من تصلّب الشرايين.

تقول الدراسات العلمية أنّ الفيتامين C يطيل العمر ويقلّل الإصابة بأمراض القلب وأمراض السرطان ، يقوّي جهاز المناعة في الجسم ، كما له دور في تنشيط عمل المبيض لدى المرأة وعلاج حالات العقم ، وله فعالية في الوقاية من الزكام

٤٣٠

والرشح ، يحمي قناة الجهاز الهضمي من الأورام السرطانية إضافة إلى المستقيم وعنق الرحم والثدي والرئة ، ضروري للنمو ولتكوين العظام والأسنان ، ينشّط امتصاص الحديد.

أعداؤه الماء ، الحرارة ، الهواء ، والتدخين ، وهو ضروري لتكوين الكولاجين (وهذا البروتين يساعد على الحفاظ على بنية الجسم) ويحمي الجسم من الإلتهابات. وهو من أهم موانع الأكسدة الذي يمنع ترسب الكولسترول في الشرايين ، كما يمنع تحويل النترات إلى مواد سرطانية ، كما أنّه مهم لتحسين عمل فيتامين E.

نقصانه يؤدّي إلى اعتلال صحة الإنسان عموما ، دون وجود أعراض مميّزة لمرض معين ، غير أنّ النقص الشديد منه يؤدي إلى مرض الأسقربوط بأعراضه المميّزة وهي (أنيميا حادّة ، آلام في المفاصل وتضخمها) حدوث نزيف في الأنسجة المخاطية في الفم والقناة الهضمية والجلد والعضلات ، التهاب اللثة واحمرار لونها وتورمها وتقيّحها ، وقد تصاب بالغرغرينا ممّا يؤدي إلى سقوط الأسنان ، هزال المريض وضعفه وتعرض عظامه للكسر عند أقل صدمة ، تصدّع الأوعية الدموية ، السل ، التهاب في نسيج الخلايا. ولدى الأطفال يعرضهم لتأثير العدوى بالحصبة ، وضعف النظر ، وتأخر نمو الطفل وجفاف العيون ويصبح شفاء الجروح بطيئا ، وظهور بقع سوداء على الجلد عند حصول أصغر لكمة ، ونقصانه كذلك يؤدي لدى الأطفال إلى الخمول وقلّة النوم.

يوجد هذا الفيتامين في الليمون والبندورة والفليفلة والفريز ، التوت ، الجوافة ، اللفت ، الشمام ، الملفوف ، البازلاء ، البصل ، العنب ، القرّة.

تفقد الخضر هذا الفيتامين بالسلق ، كما أن الخضار والفواكه الناضجة جدا تفقد محتواها من هذا الفيتامين ، إنّ الجسم الفقير بفيتامين C يكون هدفا للجراثيم.

* فيتامين D :

يصنع جسم الإنسان هذا الفيتامين من خلال تعرّضه للشمس ، وذلك

٤٣١

بمساعدة بروتينات خاصّة ، وكلّما ازداد الإنسان تقدّما بالسن كلّما خفّت مقدرة جسمه على توليد هذا الفيتامين ، وخلال تولّد الفيتامين D في الجسم يمرّ بدورة حيوية تلعب فيها الأمعاء والكبد والكليتين دورا مميّزا.

لهذا الفيتامين أهمية خاصّة في تنظيم استغلال الكلس والفوسفور في الجسم ، ولتثبيت الكلسيوم في العظام ومن دونه لا نستفيد من الكلسيوم الذي نتناوله ، فهو ضروري للحوامل وللأطفال خاصّة خلال فترة النمو ، كما يساعد على تكوين العضلات وعملها وتكوين الأنسجة ، ولذلك فهو عامل مهم في تكوين العظام والأسنان ، يحافظ على ثبات الدماغ.

إنّ نقصانه من الجسم يؤدّي إلى نقص في كالسيوم الدم ، ممّا يثير نشاط الغدد (الجار درقية) والتي تفرز هرمونا يذيب كالسيوم العظام ويحوّله إلى الدم ، وهكذا يختلّ تكلّس العظام الطبيعي خاصّة في مناطق النمو الرئيسية ، ممّا يؤدي إلى ليونتها وهشاشتها وتشوّه أشكالها ، إضافة إلى الآثار الجانبية المترتّبة على نقص الكالسيوم في وظائف العضلات والقلب والجهاز التنفسي والدم.

وعادة ما يؤدي نقص فيتامين D إلى أعراض وظواهر مرضية من الممكن أن تصيب الأطفال في شهور عمرهم الأولى عند ما تكون الأمهات مصابات بنقص شديد في مخزونهن من هذا الفيتامين ، غير أنّ الإصابة عادة ما تظهر لدى هؤلاء الأطفال خلال الفترة بين (الأربعة والإثني عشر شهرا) وهي فترة النمو المتسارع للطفل ، وهي ما يعرف بمرض الكساح عند الأطفال (ومن أعراض الإصابة بهذا المرض هي عدم الاستقرار والتهيج وتصبّب العرق من الرأس وتضخّم عظام الصدر ويبدأ رأس الطفل يأخذ شكل المربع إلى حدّ ما ، ويبرز بطنه ويصاب بالإمساك) وعندها يصبح غير قابل للعلاج بشكل عام ، كما يمكن ملاحظة تقوّس الساقين واختلال ثبات الطفل وتأخره في المشي ، كما تظهر في بعض الحالات بروز لعظام الجبهة ويتأخر تكلّس اليافوخ وهشاشة الأسنان وتسوّسها ثم سقوطها مع بروز الفكّين ، وتضخّم مفاصل الركبة والقدم.

مصادره ، في مجموعة من المواد الغذائية الغنيّة بفيتامين D ، أهمها : كبد

٤٣٢

الأسماك ، والحيوانات ، وبكميات قليلة من الحليب والأجبان والزبدة ، البيض ، المكسّرات ، العسل.

إنّ تعريض الأطفال لأشعة الشمس ولفترة قصيرة يوميا (خاصّة الطفل الرضيع) ويفضّل خلال فترة الصباح ، يعتبر عملا مهما لأنّ ذلك يمنح الطفل فيتامين D.

أعداؤه الهواء والحرارة.

* فيتامين E :

يعرف بفيتامين الإخصاب والنمو الطبيعي وتجديد الشباب والنشاط وتقوية الدم ، يحدّ من الأورام ويحمي غشاء الخلايا ، ويشترك مع الفيتامين C كمانع للأكسدة ومبعد للسرطان.

وجوده في الجسم يحافظ على سلامة كريات الدم الحمراء ، ويعمل على تنشيط بعض الأنزيمات ، ويحافظ على صحّة شرايين القلب ويحارب الشيخوخة ويحافظ على الجمال ، ويحفظ الأنسجة العضلية والعصبية.

نقصانه في الجسم يسبّب انحلال الدم ، ونقص بروتينات الدم ، يسبّب تقرّحات المعدة ، كما يؤدّي نقصانه إلى ضعف الجهاز التناسلي في كلّ من الرجل والمرأة وضعف القوى الجنسية وما يرافق ذلك ، وإعطاؤه للحامل يمنع الإجهاض.

يصفه الأطباء لتقوية القلب والأوعية الدموية وللكثير من العلل العصبية ، لا يذوب في الماء ، ويذوب في الدهون وسريع التأكسد.

يوجد الفيتامين E في أجنة حبوب القمح ، زيت الفستق ، زيت الذرة ، زيت القطن ، زيت فول الصويا ، زيت الزيتون ، ويوجد في الملفوف والسبانخ والجوز والخس والبازلاء والكبد والسمسم والبندورة والنخيل ، والجرجير والسمك ، القرّة ، دوار الشمس واللبن والبيض.

٤٣٣

* فيتامين H بيوتين :

ضروري في عملية التناسل والرضاعة لدى الأطفال ، مثير للنشاط الجسدي والفكري ، نافع للمسنين ، يدخل في عملية تمثيل الكريات وإنتاج الطاقة الضرورية لنمو وأداء أنسجة الجلد ، يحمي القلب ويبعد السرطان ، ويعزّز النظام المناعي عند الكبار.

نقصانه في الجسم ، يؤدي إلى سقوط الشعر وإلى حدوث إلتهابات جلدية وظهور حب الشباب وشيب الشعر ، ونقصانه يفقد الجسم القدرة على مقاومة الأمراض.

يوجد هذا الفيتامين في الكبد والكلى وهي أغنى مصادر وجوده ، يليها القلب والعضلات والنخاع ، يوجد في خميرة البيرة والحليب والجزر ، صفار البيض ، السبانخ ، البندورة ، الفاصوليا ، الحمص.

كذلك للبكتيريا الموجودة في أمعاء الإنسان القدرة على بناء البيوتين.

* فيتامين K :

ويعرف بفيتامين (المضاد للنزف) ، وهو ضروري لتجميد الدم والتئام الجروح ، تنتج هذا الفيتامين خمائر جرثومية تتكوّن في المعي الغليظ الصاعد ، لكنها تنشط فقط عند ما توجد مادة الصفراء في الجهاز الهضمي.

نقصانه في الجسم يؤدّي إلى حدوث نزف عضوي ، وإدماء غزير بمجرّد جرح الجسم أو حتى إذا خدش.

يعطى هذا الفيتامين خلال العمليات الجراحية كما يعطى في الإلتهابات الكبدية واليرقان ، والنقص الخطر فيه أو غير الشائع هو ما يحدث لدى الأطفال حديثي الولادة ، أو الأشخاص المصابين باليرقان ، ونادرا ما يصاب به الكبار.

يتوفّر هذا الفيتامين في السبانخ ، زيت الصويا ، البندورة ، الكبد ، الحليب ، الملفوف ، الجزر ، زيت السمك ، البطاطا ، الفريز ، البيض ، الخضراوات الطازجة.

٤٣٤

* فيتامين F :

يقي الجسم من ظهور أعراض الإلتهابات الجلدية ، كما يعرف هذا الفيتامين باسم حمض اللينوليئيك.

* فيتامين PP :

وهو فيتامين حسن سير الخلايا من النمو والنشاط والتنفس ، مصادره ، الكبد واللحوم والدواجن والسمك ، الفاكهة المجففة ، اللوز ، المشمش ، الخضار المجفّفة.

* حمض الفوليك :

يعرف تحت عدّة أسماء ، وهو من جملة فيتامينات B المركبة ، من وظائفه تكوين كريات الدم الحمراء في مخ العظام وله دور فعّال في مكافحة فقر الدم ، كما أنّه يلعب دورا مهما في تكوين الأحماض النووية ، وكلّما ازداد طهي الطعام كلّما ازدادت درجة تدمير حامض الفوليك ، يساهم في العديد من الوظائف الجسدية ، يعزّز نمو الشعر.

يؤدّي نقصانه إلى أمراض القناة الهضمية ، وإلى فقر الدم خصوصا أثناء الحمل ، ويصيب الأطفال خاصّة بين الخمسة أشهر وإحدى عشر شهرا أي فترة النمو السريع.

إنّ الأطعمة الطازجة والطبيعية هي أفضل الأطعمة كمصدر له ، ويوجد بشكل جيّد في خميرة البيرة وبعض أنواع الخمائر التي تزيد في نكهة الطعام ولذّته ، كذلك يوجد في الكبد ، وفي النباتات الخضراء ، والبيض ، البرتقال ، الأجبان.

* حمض البانتوثينيك :

إنّه من عوامل التغذية والنمو ، يحتاج إليه الجسم في عملية تمثيل البروتينات والدهون والكربوهيدرات وتكوين بعض الهرمونات ، يعمل على إنتاج وتجديد الخلايا ، يذوب في الماء والكحول.

٤٣٥

مصادره : الكبد ، الكلاوي ، البيض ، الخضراوات الخضراء ، خميرة البيرة ، الحليب ، لحوم الدواجن ، الحبوب الكاملة من أكثر الأغذية وفرة بهذا الفيتامين ، كما يوجد في الجزر والأسماك.

يتسبّب نقصانه في حدوث اضطرابات عصبية تنتهي غالبا بالشلل ، التهابات الأغشية المخاطية للأمعاء ويصاب المريض بالقيء ، وأهم أعراض نقصانه هو انهيار قوة الإنسان نتيجة اضطراب عمل الغدّة فوق الكلية.

* البيوتين :

وهو من فيتامينات B المركبة ، وهو مادة بيضاء بلّورية ، يذوب في الماء والكحول ، مهم لصحّة الجلد.

نقصانه يحدث جفاف البشرة وتقشّر الجلد وتحوله إلى اللون الداكن ، خصوصا الأيدي والأذرع والأرجل والرقبة ، ويحدث تغيرات في اللسان ، كما يحدث نقصانه فقدان الشهية ، وكسل وتعب وكآبة وانحطاط شديد ، أرق ، آلام عضلية ، فقر دم ، وارتفاع بسيط في مستوى الكوليسترول في الدم.

يوجد هذا الفيتامين في الكبد والخميرة ، وجنين القمح وفول الصويا ، البيض ، الحليب ، الكلاوي ، اللحوم ، الخضر الورقية.

* الكولين :

من فيتامين B المركّبة ، يشارك العديد من الفيتامينات في هضم وتمثّل الأغذية ، ويحول دون تراكم الدهون في الكبد.

نقصانه يسبّب ترسّب الدهون في الكبد وتليّفه ، ويؤدي إلى حدوث نزيف في الكلى والعين وتضخّم الطحال ونقص في حجم الغدّة الدرقية.

يوجد في البيض واللحوم والحبوب والبقول ، البذور الزيتية ، الخضراوات ، الفواكه ، الحليب ، التفاح.

٤٣٦

* الفولاسين :

واحد من فيتامينات B المركبة ، نقصانه يؤدي إلى أحد أنواع فقر الدم حيث يصير اللسان أحمرا لامعا مع اضطرابات معوية وإسهالات.

مصادر هذا الفيتامين ، الخضار الورقية ، خميرة البيرة ، البيض ، الكبد ، البقول الزيتية كالسمسم والفول السوداني (الفستق) ، الحبوب ، الفواكه.

* انوسيتول :

أهمية هذا الفيتامين أنّه يعمل في تشجيع عمليات النمو ، ينتشر بكثرة في الطبيعة خاصّة في لحوم الحيوانات والأسماك والبيض والخضراوات والفواكه.

* حامض البارامينو بنزويك :

أهمية هذا الحامض بأنّ له قدرة على حماية الأحياء الدقيقة في الأمعاء التي تقوم ببناء حامض الفوليك في أمعاء الإنسان.

* لا يجوز للإنسان أن يتناول الفيتامينات زيادة عن حاجة جسمه لها ، لأنّ الإفراط في تناولها يعرّض الجسد للإصابة وللضعف ، إنّ زيادة في إحدى أنواع الفيتامينات قد يؤدّي إلى نقصان فيتامينات أخرى ، هذا ومن النادر وصف نوع واحد من الفيتامينات ، وقد جرت العادة على أن تعطى وتوصف مركبات فيتامينية متوازنة النسب ، وتعمل الفيتامينات سوية لإمداد الجسم بأفضل النتائج ، وأي نقص فيها يؤدي إلى ضعف وإلى أمراض عدّة مثل (البلاغرا ، بري بري ، نزيف ، عمى ليلي ، كساح الأطفال ، تورم اللثة).

رأينا أنّ الخضار والفواكه تحمل جميع ما نحتاج إليه من فيتامينات بحالتها الطبيعية العضوية ، ولكن علينا أن نحافظ على هذه الفيتامينات وعدم إتلافها وإيقاف مفعولها.

إنّ كل ما يسيء إلى الحياة يقتل الفيتامينات ، وكل دواء نتناوله ، خصوصا المضادّات الحيوية وحبوب تسكين الألم وحبوب منع الحمل ، والمهدّئات والدخان والشاي والقهوة والسكر والملح والمشروبات الغازية ، كلّها تتلف الفيتامينات وتوقف مفعولها.

٤٣٧

كذلك طبخ الطعام وتصنيعه (يسمّى الإجراء القاتل) يضر ويسيء إلى الفيتامينات ، فالحرارة والهواء والتقطيع والهرس والنار تقتل كل محتويات المأكولات.

* الدلائل المبكرة على فقدان الجسم للفيتامينات والأملاح المعدنية هي :

ـ ظهور قشرة الرأس.

ـ يصبح الجلد جافا.

ـ الجلد المتقشّر.

ـ اللثّة النازفة.

ـ الأسنان الضعيفة.

ـ الإرهاق الجسدي.

ـ العيون المحمرّة.

ـ شحاد العين.

ـ الأظافر المقصّفة.

* الفيتامينات المانعة للأكسدة ، تحمي الجسم من السرطان وأمراض القلب والشيخوخة ، توجد هذه الفيتامينات في : الجزر ، السبانخ ، البطاطا ، الملفوف ، القرع ، أفوكادو ، موز ، مانجا ، إجاص ، بوبّايا ، جريب فروت.

ـ المعادن ـ الأملاح المعدنية :

تعتبر الأملاح المعدنية على قدر كبير من الأهمية ، مثل الفيتامينات ، وهي إحدى المواد الست الأساسية التي يحتاجها الإنسان لصحته ، ولحياة أطول (الفيتامينات ، المعادن ، البروتين ، الكربوهيدرات ، الدهون ، الماء).

يحتاج جسم الإنسان إلى المعادن لبناء الأنسجة ولتنظيم الوظائف الحيوية التمثيلية ، ومن المعادن التي يحتاجها الإنسان (ستة عشر نوعا).

٤٣٨

يحتوي جسم الإنسان على كميات ضئيلة من المعادن ، إلّا أنّ هذه ، تلعب دورا كبيرا ورئيسيا في كافّة العمليات الحيوية التي تتمّ داخل الجسم ، كما أنّها ضرورية لبناء الهيكل العظمي والأسنان ، كما تدخل في تركيب العديد من المركّبات الهامّة في جسم الإنسان مثل هيموغلوبين الدم ، وإفرازات الغدد المختلفة ، إنّ أي تفاعل داخل جسم الإنسان يحتاج إلى هذه الأملاح المعدنية.

تحافظ المعادن على الشباب ، وتساعد على تقوية الجهاز العصبي ونمو الشعر ، وتعمل على انتظام ضربات القلب وإمداد الجسم بالطاقة والحيوية ، وحسن أداء التفكير والتغلب على التعب والإرهاق وتقوية الذاكرة.

إنّ أي تغيير أو عدم توازن في المعادن داخل جسم الإنسان ، يغيّر من حالته ، وينتج نقص المعادن عن سوء التغذية ومن قصور في التمثيل الغذائي ، كما ينتج عن إهمال في تناول الغذاء الصحيح المتوازن الذي يحوي القدر الكافي من الفيتامينات والمواد الأساسية الأخرى كالمعادن.

قد يتسبّب عن نقص المعادن عدّة أمراض (أمراض الجهاز الهضمي ، لين العظام ، الكبد ، الأسنان ، الكساح ، ...) ، كما يسبّب نقص الحديد أنيميا ـ فقر دم ـ قد ينقص الكالسيوم أو الفوسفور ، ونقص الكبريت يضر بالأعصاب ، والبوتاسيوم في عضلة القلب ، وتحتاج الرئتان إلى المغنيزيوم ، وكريات الدم الحمراء إلى الحديد ، كما قد تفتقر الشرايين والرئتين والعظام والأمعاء إلى معدن السليكا ، والزنك مهم للغدّة الدرقية والتناسلية.

إنّ مغاطس الملح تفيد أصحاب الأجسام الضعيفة ، وإذا كان نقص المعادن لدى إنسان وراثيا ، يوصى هنا بالبقدونس والبصل الأخضر وورق الغار وجوز الطيب لتحسين وضعه.

يجب الابتعاد عن الأغذية المعلّبة ، والابتعاد عن التدخين ، وعدم تناول المشروبات الكحولية ، والإكثار من أكل الفاكهة والخضار والحبوب على أنواعها والعسل ، وهذه غنية بالمعادن.

* هناك نوعان من المعادن :

٤٣٩

١ ـ معادن رئيسية ـ الحديد ، الكالسيوم ، الصوديوم ، البوتاسيوم ، الفوسفور ، الكبريت ، المنغنيزيوم ، الكلور.

٢ ـ معادن نادرة ـ نحاس ، يود ، منغنيز ، كوبالت ، فلور ، الفضّة ، توتيا ، زنك ، القصدير ، بروم ، زئبق. كل هذه تدخل في تركيب جسم الإنسان ، وكل إثنان منها يجتمعان معا ليؤلفان مادة جديدة.

* الحديد :

من أهم المعادن الضرورية لجسم الإنسان ، رغم قلّة الكمية التي تدخل في تركيب الجسم ، ويقدّر الحديد الكلّي الذي يحتويه جسم الإنسان بنحو ٥ ، ٤ غرام أي ما يكفي لصنع مسمار صغير ، وإنّ نحو ٦٠ خ من كمية الحديد التي توجد في جسم الإنسان تدخل في تركيب هيموغلوبين الدم الذي يحمل الأوكسجين إلى الأنسجة والذي بدونه تتوقّف الحياة ، والكمية الباقية موزّعة بين العضلات والكبد والطحال ونخاع العظام.

ليست كمية الحديد الموجودة في الطعام هي المهمة ، بل هو تمثّل هذه الكمية ، الفواكه ليست غنية بالحديد ، اللحم ليس غنيا بالحديد إنّما يمكن هضم الحديد الموجود في الكبد والقلب.

إنّ نقص مادة الحديد في الجسم يؤدي إلى فقر دم ومشاكل في النمو ، وضعف في المقاومة وإمساك ، وهي أكثر أنواع فقر الدم شيوعا.

إنّ مظاهر نقصان الحديد تبدو في صورة ضعف عام وسرعة تعب ، وتوتر ، وإحساس بخفّة الرأس وصداع ، وقصر النفس وشحوب الجلد والغشاء المخاطي وملتحمة العين.

أمّا مظاهر نقصان الحديد المتوسّط فتظهر بالتهاب اللسان وفقدان الشهية وحرقة فم المعدة ، وتطبّل البطن وغثيان ورغبة في أكل التراب.

وفي حالات فقر الدم الشديد (أنيميا شديدة) تتأثّر الأحشاء بصورة خطيرة ويحدث هبوط القلب الاحتقاني.

٤٤٠