موسوعة الطب القديم

حسن نعمة

موسوعة الطب القديم

المؤلف:

حسن نعمة


الموضوع : الطّب
الناشر: رشاد برس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٢٩

* الفصل الخامس

الإستشفاء بالقرآن

ـ الإيمان بالله

ـ في القرآن شفاء ووقاية

ـ الصلاة لتجنب الأمراض

ـ الدعاء

ـ الرقى ، العوذ ، الاستغفار

ـ أغذية فيها وقاية وشفاء

* إن الاعتماد على الله والتمسك بكتابه والالتجاء إلى الآيات الكريمة دعاء وتسبيحا فيها للنفس وللضمير راحة وشفاء.

١٢١
١٢٢

الإيمان بالله (تكررت لفظة الإيمان في القرآن ٨١١ مرة)

يأكل الإنسان ويملأ معدته بالغذاء والشراب ، الغذاء الجاف وغير الجاف ، الصلب والسائل ، الخضر واللحوم ، الفاكهة والحبوب والبقول ، والجسم لا يدري ولا يحسّ بها.

في المعدة أحماض تذيب اللحوم وبقية أنواع الغذاء الذي يدخلها ، فلما ذا لا يذيب جدار المعدة وأغشيتها؟

نعلم أنّ الدم ينطلق من القلب إلى كافة أجزاء الجسم حاملا المواد الغذائية إلى كافّة الخلايا ، ويعود منها حاملا ما قد يكون فيها من فساد ، وبذلك يوجد في الجسم دم نقي ودم فاسد ، فلا يختلط هذا بذاك ، ولا يتغيّر مسار كل مما هو مقرر له.

كيف؟

لا يعلم الإنسان ، ولن يعلم ، ولكن الله وحده يعلم ، لأنّه الخالق.

ينظر الإنسان بعينيه إلى كل شيء ، وسرعان ما تنتقل صورة الأشياء المرئية إلى نقطة ما في الدماغ ، وبسرعة رهيبة ومهما بعدت الأشياء (الشمس ، القمر ، النجوم ، ...) وخلال جزء من الثانية ندرك ما نشاهد ، إنّه أمر رهيب ، لا يعلمه الإنسان ، ولكن الله يعلمه ، فهو الخالق له والآمر به.

ليس هذا فقط ، بل تحتفظ الذاكرة ، بشكل الصورة وبلونها وحجمها ، وبالأسماء التابعة لها ، فإذا أراد الإنسان أن يتذكّر رسما ، أو شكلا أو اسما أو غير ذلك ... فكّر قليلا أو أطال التفكير أكثر ، فإذا بالمطلوب يتداعى له ، ويصل إليه. إنّ في دماغ الإنسان نقطة ما ، هي مخزن للذكريات ، مخزن لمئات الألوف من المعلومات التي يحصل عليها الإنسان في حياته بداية من اسمه .. تخزن كلّها في الدماغ.

١٢٣

إنّ الإنسان لا يعلم ، ولكن الله يعلم!

ينام الإنسان ، لا يعلم لماذا ينام! ولا كيف!

لقد أثبت العلم الحديث أنّ ساعات النوم تتغير بتغير مراحل حياة الإنسان المختلفة ، ومن يحرم من النوم يصاب بالأرق والإرهاق وبمتاعب جسديّة ، وربما بآلام أخرى جسدية قد تؤدي إلى موته.

من العجب أن يتثاءب الإنسان ، ولا يعلم لماذا يحصل ذلك؟ قيل بأن التثاؤب من علامات التعب ، وقيل بأنها من دلائل الإرهاق ، أو أنها دعوة للنوم ، وقد يصاب إنسان بتعب وإرهاق ولا يتثاءب ، وقد ينهض إنسان من النوم العميق ، يفيض حيوية ونشاطا ، ثم يتثاءب ويتكرّر ذلك معه؟

وهل التناؤب هو حاجة الإنسان إلى الهواء (الأوكسجين)؟ ونقول بأنّ بعض الناس قد يتعرّضون للاختناق ولا يتثاءبون! والأعجب من ذلك أنّ الإنسان قد يتثاءب إذا ما رأى أحدا غيره يتثاءب ، لا يعلم الإنسان سرّ ذلك!

ولكن الله يعلم.

وعود إلى البدء ، فإذا كان الإنسان لا يعلم كيف خلق! فإنّه لا يعلم كيف يموت ، ولا أين ومتى ، لا يعلم حقيقة بدء الحياة ونهايتها إلّا الله. فكم من إنسان قضى فترة كبيرة من حياته يعاني مرضا أو آلاما حتى كاد يحتضر ، فيموت طبيبه أثناء فترة العلاج ويشفى المريض ، وكم من عجوز عاش بصحة مع انحناء ظهره ، وبياض شعره ، وارتعاش أطرافه ، ووهن عظامه ، وثقل لسانه ، وقلّة كلامه ، وضعف حركته ، وإنعدام ذاكرته ، ويشهد موت أبنائه أو أحفاد وجيران ، ويمتد بالعجوز العمر. وقد نشهد أنّ مريضا يطول مرضه ، وآخر يموت فجأة وبلا سبب ـ صحيح الجسم وقويه ـ.

وصدق كلام ربنا العظيم ، إذ يقول :

(وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة لقمان ، الآية ٣٤].

١٢٤

يمرض الإنسان ، لا يعلم لماذا وكيف؟

ثم يشفى من مرضه ، ولا يدري كيف شفي ، ولا لماذا؟

لقد برّر العلماء أنّ المرض هو نتيجة إصابة الجسم بجرثومة (وهي كائن حي) أو بميكروب (وهي خليّة حيّة) ، ولكن لماذا تصيب البعض ولا تصيب آخرين؟ ولماذا تصيب البعض ولا تسبب لهم مرضا ، بينما تمرض آخرين وقد تميتهم!

قد يمرض البعض نتيجة فيروس ، يدخل الجسم وينخر فيه ، ويتكاثر ويسبّب ما يعرف بالمرض الفيروسي (الفيروس جزء بروتيني صغير جدا ، يتكاثر بالملايين إذا وجد بيئة صالحة له).

ليست كل الأمراض التي تصيب الإنسان هي نتيجة فيروس أو ميكروب أو جرثومة ، بل إن أخطرها وأشدّها فتكا ما يصيب الإنسان بلا سبب يعلمه ، مثل :

ـ السرطان على اختلاف أنواعه ، فهو إنقسام غير منتظم يحدث في خلايا عضو في الجسم ، أو في جهاز منه.

ـ الكوليسترول ، وما يحدثه من ترسبات على جدار الشرايين الدموية ، وعن طريقها تحدث الجلطات أو الذبحة أو توقف القلب ، إذا زاد الكولسترول في الدم يسبّب ما تقدّم ذكره ، وإذا نقص يسبّب السرطان ، من هنا نقول : هل السرطان هو الذي يسبّب انخفاض الكولسترول ، فيحمي القلب من أمراضه ، أم أنّ انخفاض الكولسترول هو الذي يحمي القلب ولكنّه يسبّب السرطان؟

الله وحده يعلم سرّ ذلك!

هناك إجماع لدى العلماء ، على أنّ جسم الإنسان يعالج نفسه بنفسه ، وإنّه من الأسرار معرفة ما ذا يتم داخل الجسم ، ومن غرائب الجسم ، وجود جهاز إنذار يقود كريات الدم البيضاء المقاومة للأمراض.

إنّ ما يصفه الأطباء من علاج ، إنّما محاولة منهم لزيادة عمل الجسم ، ورفع قوته ، إنّ الله وحده يعلم ما صنع وما خلق ، ويعلم ما يفيد الجسم وما يضرّه ، (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [سورة الملك ، الآية ١٤].

١٢٥

روي أنّ جماعة من الأعراب قدمت على النبي ، فقالوا :

ـ يا رسول الله ، أنتداوى؟ فقال :

ـ نعم يا عباد الله ، تداووا فإنّ الله عزوجل ، لم يضع داء إلّا وضع له شفاء ، غير داء واحد.

قالوا : ما هو؟

قال : الهرم.

إنّ الإيمان بالله ، هو سبيل الوقاية من الاضطراب والقلق واليأس ، وبالتالي فهو شفاء وعلاج للروح وللجسد ، ولقد أكّد الطب بأن علاقة متينة بين أمراض النفس وكافّة الأمراض الجسدية ، بل هي الأصل والسبب في أحداث العديد من الأمراض مثل قرحة المعدة وأمراض القلب والصداع وعسر الهضم وبعض أنواع الشلل ، كما تسهل الإصابة بمرض السرطان. لقد أكد الدكتور الكسيس كاريل صاحب كتاب (الإنسان ذلك المجهول) : «أنّ القلق والهموم تحدث تغيرات عضوية وأمراضا حقيقية ، وهي تضر بالبدن ضررا كبيرا».

«وبالإيمان تطمئن القلوب».

(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [سورة الرعد ، الآية ٢٨].

إنّ الإيمان بالله ينزل السكينة في النفس ، وهذه السكينة هي علامة الإيمان بالله ، وصدق الله في قوله :

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) [سورة الفتح ، الآية ٤].

في القرآن شفاء ووقاية

من القرآن نتعلّم الدواء ومنه نتعرّف إلى سبل الوقاية من الأمراض ، ومنه آيات للشفاء :

١٢٦

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة الإسراء ، الآية ٨٢].

إن مدلول الآية الكريمة واضح ، ويعني البرء من المرض ، وأي مرض ، كما ورد مع الشفاء كلمة رحمة أي عون الله للإنسان والأخذ بيده وتيسير أمره.

إنّ الشفاء بالقرآن هو أحد أسرار القرآن ، وفي تلاوة آيات ، أو قراءتها على مريض ، أو من قبل المريض نفسه ، تأثير كبير على المرض :

(لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) [سورة الحشر ، الآية ٢١].

في القرآن نصوص خاصّة بالشفاء وواضحة الدلالة ، مثل :

(أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ) [سورة فصلت ، الآية ٤٤].

(وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).

(وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ).

(فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ).

(وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).

(قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ).

من هذه الآيات وغيرها كثير ، طلب المسلمون المؤمنون شفاءهم ، واطمأنّت نفوسهم وتمسّكوا بكتابهم.

من أحاديث الرسول حول التداوي والشفاء نورد ما يلي :

«عليكم بالشفاء بين العسل والقرآن».

«خير الدواء القرآن».

جاء رجل إلى النبي ، فقال :

ـ إني أشتكي صدري ، فقال له النبي :

«إقرأ القرآن» ، يقول الله تعالى (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ).

١٢٧

إنّ في القرآن كل الكفاية ، وفيه الشفاء كل الشفاء ، والوقاية كل الوقاية ، فيه شفاء من أمراض الصدور وعلل الأجساد ،

فيه وقاية للنفس من القلق والاضطراب والملل والاكتئاب ، ووقاية الذهن والعقل من الارتياب والشك.

فيه اطمئنان لنفس القارىء المؤمن وارتياح ، لا يضاهيها أكثر الأدوية فعالية في الصيدليات ، إنّ أقسى العلل وأشدّ العذاب هي ما يصيب نفس الإنسان ، ليس الداء ما يؤلم الجسد فقط ، إنّما ما يصيب النفس والروح لأشدّ إيلاما وأصعب علاجا ، إنّ في القرآن الكريم الملاذ والوقاية والشفاء ، فيه الأمل والرجاء ، ومنه نهتدي إلى الدواء.

إنّ سور الشفاء والاطمئنان هي :

سورة الفاتحة

سورة الإخلاص

سورة قل هو الله أحد

سورة أيها الكافرون

القرآن ، كتاب الله ، كتاب خالق الكون اللامحدود وما فيه ، فيه كلام الله سبحانه وتعالى ، لا مجال للدخول في مناقشتها ، وإجراء مجادلات حولها ، كلام الله دستور حياة كاملة وتعاليم لمن آمن وعرف الله بعقله وقلبه ، (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ) [سورة فصلت ، آية ٤٤].

القرآن ملاذ المؤمن ، فيه الوقاية والشفاء والأمل والرجاء ، لقد خلق الله الإنسان ، وهو سبحانه أعلم بما خلق وما يفيده ويضرّه ، وشاء الله أن لا يترك الإنسان وشأنه.

ولذلك ، أنزل كتابا جامعا كل شيء ، فيه أحكام وشرائع ، ونظام حياة بكل نواحيها ، يحفظ حياة المؤمن وبه ينجو بعد الممات ، وكانت تعاليم الله للإنسان ، تتواصل عبر الأنبياء والرسل والنذر المرسلة ، وكان القرآن آخر رسائل الله إلى بني آدم.

١٢٨

إنّ من يلتزم بما أنزل الله ، يحقّق السعادة والهناء في حياته ، وينحسر عنه الداء والعناء ، وليس الدواء ما يتناوله المريض بيده ، إنما دواء النفس والروح هي الأولى والأجدر بالعلاج.

إنّ نصوص القرآن تحسم الموضوع :

(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس ، الآية ٥٧].

يهدينا الله عبر آيات إلى بعض ما هو عليه ، ويدلّنا إلى ما يمكن أن نستوعبه وما نستطيع معرفته بالتدبّر والتفكّر والتأمّل ، وذلك قدر استطاعتنا.

لننظر إلى قدرة الله الخالق سبحانه وتعالى ، في أبسط الأمور التي نصادفها كل يوم ، وهي ، هل صادف أن تطابق الشكل بين فردين من البشر على كثرة عددهم على وجه الأرض ، كذلك يخبرنا العلم بما هو أغرب من ذلك ، هو اختلاف بصمات أصابع إنسان عن غيره ، كما تختلف بصمة كل إصبع عن بقيّة الأصابع ، رغم صغر مساحة البصمة ، إذا أضيفت إليها عدد بصمات السابقين واللاحقين ، يصبح العدد رهيبا والأمر غريبا.

وحقيقة أخرى نعرفها عن قدرة الخالق في شؤون خلقه ، وهي اختلاف رنّة الصوت بين بني البشر ، وقد نعرف الآخر من خلال رنّة صوته المميّز والذي لا يشاركه فيها غيره.

إنّ الله وحده يعلم كيف ذلك والحكمة من ذلك ، لأنّه الخالق والمبدع.

يدعونا الله أن نلجأ إلى كتابه ، ونتمسّك به ، وندعو إليه ، وليكن لجوءنا إلى القرآن هو اللجوء لله ، والوقوف ببابه ، بأن يهدينا ويشفي قلوبنا ونفوسنا ، فالقرآن وقاية وشفاء ، إنّ كل ما في القرآن هو لخير الإنسان ، وذلك امتثالا لما أمر به ونهى عنه.

الصلاة

إنّ الصلاة التي أمرنا بها الله خمس مرات في اليوم ، ليست مجرّد ترديد لبعض العبارات والصيغ ، إنّما هي تسام روحي ، يستغرق فيه المصلي في تأمّل الخالق ، يقدّم نفسه إلى الله ، ويلتمس القبول.

١٢٩

عند ما يقف المسلم مصلّيا ، يشعر أنّه قريب من الله ، وأنّ الله معه ، يسمعه ويحدّثه ويناجيه ويستعين به ، إنّ الصلاة تتطلّب طهارة الجسد ونظافته ، وفي ذلك وقاية للإنسان من الأمراض وتنشيط للدورة الدموية.

يتوجّه المصلّي إلى ربه بعقله وقلبه ولسانه ، يذكر الله ويأمل أنّ يستجاب له ، يدعو بإخلاص.

يقول بعض الأطباء ، إنّ نورا يقذف في قلوبهم أحيانا عند فحص مريض ... فيرون به ، وإنّ إلهاما يلقى في عقولهم فيوحى لهم بما يعالجون.

وفي ذلك قيل بأنّ الشيخ الرئيس ابن سينا ، قال إذا استعصت عليه مسألة ، توجّه إلى المسجد فصلّى وتلا القرآن ، وكان عادة يبدأ فحص المريض بقوله : باسم الله.

تضفي الصلاة على الإنسان السعادة والطمأنينة ، ولقد أثبت العلم حديثا ، أنّ الإنسان إذا فقد الطمأنينة في معيشته والسعادة من أيّامه ، حصل عنده القلق والاضطراب ، وما ذلك سوى مرض يصيب الجسم بل سائر الأعضاء بالأذى.

ما ذا يسبّب القلق والاضطراب وعدم الاستقرار بالإنسان؟

يسبب ارتفاع في ضغط الدم ، يؤذي المعدة ، يرفع نسبة السكر في الدم ...

الصلاة ، تبعد الإنسان عن مفاسد الدنيا ، وتنهي عن الإثم ، تنير القلب ، تفرح النفس ، تجلب الرزق وتدفع الظلم وتنصر المظلوم ، تقمع الشهوات ، تحفظ النعمة ، وتنزل الرحمة.

الصلاة تصل الإنسان بالله ، والتنعم بذكره بالوقوف بين يديه.

الدعاء

لقد أمرنا الله بالدعاء ، وكرّر الدعوة إلى ذلك ، رحمة منه بعباده ، لأنّه سبحانه وتعالى (رحمن رحيم) وسميع للدعاء ومجيب حكيم ، أي أنّ الله يرحم عبده المؤمن ويسمع دعاءه ويستجيب دعوته ، ويقرّر النص القرآني صراحة

١٣٠

وبوضوح تام ، أنّ الدعاء إنّما هو عبادة (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [سورة البقرة ، الآية ١٨٦].

ولكن ، هل كلّ دعاء يستجاب؟ وهل كل من دعا ربّه ، تقبّل الله منه؟ إنّ الدعاء عبادة ، ولا بدّ للإنسان وهو يدعو ربّه (أي يتعبّد إلى ربّه) أن يكون في حالة تعبد ، فلا دين بلا عقيدة ، ولا دين بلا عبادة ، والعبادة هي في الصلاة والزكاة والصوم وحج بيت الله الحرام ، فمنها وفيها الدعاء ، لمن أخلص في دينه ، وفي عبادته وفي عقيدته ، وعلى المتعبد أن ينظّف داخله ، من كل حرام ، ويطهّر جسده من كل دنس أو سوء ، وأن يعبد الله كأنّه يراه ، فإنّ الله يراه.

لقد أمرنا القرآن بالدعاء ، علنا ـ تضرعا ـ وخفية ، والدعاء مخافة عذاب الله وطمعا برحمته وعفوه. (وفي ذلك جاءت الآية ٥٥ و ٥٦ من سورة الأعراف) (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).

قال الرسول محمد :

«وليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء».

تظهر حالة الإنسان داعيا ـ بشكل واضح وجلي إذا ما وقع له ضرّ أو سوء ، إذ يدعو ربّه دون وعي أو إدراك وبلا تفكير أو تدبير ـ وفي ذلك جاءت الآية ٨ من سورة الزمر.

(وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ).

وكذلك الآية ٤٩ من سورة الزّمر ، وسورة الروم الآية ٣٣.

من المعروف لدى المسلم المؤمن أنّ الله يفتح أبواب رحمته عند الدعاء إليه ، يستجيب لدعاء عبده إذا دعاه.

١٣١

إن آيات الدعاء في القرآن الكريم عديدة ، وتتوزّع في مختلف سور القرآن مثل : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) [سورة البقرة ، الآية ٢٨٦].

ـ دعاء :

سبحانك ربي ، ربّ العرش العظيم ، أنت أرحم الراحمين ، لا إله إلّا أنت ، سبحانك ربي ، اغفر لي ذنوبي يا أرحم الراحمين ، ونجّنا من عذاب يوم عظيم ، ربي إني أدعوك رغبا ورهبا.

لقد أوصانا الرسول محمد أنّ ندعو الله بالعفو والعافية ، وفي ذلك قال : «أفضل الدعاء أنّ تسأل ربّك العفو والعافية ، في الدنيا والآخرة ، فإنّك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت».

ذكر القرآن (وما جاء به القرآن هو الصدق والحق) ، بأنّ الأنبياء والمرسلين ، كانوا يلجأون إلى الدعاء ، إذا ما حلّ بأحدهم مرض أو أصابتهم مصيبة ما ، وهذا النبي أيوب ، أصيب بمرض خطير وفقد أهله ، لجأ إلى ربّه يدعوه وهو في أشدّ حالات الضيق ، استجاب له الله دعاءه ، وكشف عنه ضيقه وضرّه وأبرأه من مرضه :

(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).

(فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ).

دعا النبي زكريا ربّه عند ما أصيب بالشيخوخة وبعد ما بلغ من الكبر عتيّا ، وأصيبت زوجته بالعقم لتقدّمها بالسنّ ، دعا ربّه دعاء خالصا ، أن يصلح له زوجته ، ويمدّه بقوة ويرزقه بولد صالح ، استجاب الله لدعاء عبده زكريا :

(وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ)

١٣٢

(فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ).

وقصّة النبي يونس ، عند ما أصابه كرب شديد ، والتقمه الحوت وكان لا بدّ له أن ينتهي خنقا ، دعا ربّه من جوف الحوت ، واستجاب له الله الدعاء : (سورة الأنبياء ، آية ٨٧ و ٨٨).

دعا النبي موسى ربّه ، أن يشرح له صدره ... وأن يحلل عقدة لسانه ، ليستطيع الكلام بلسان فصيح واضح ومبين ، وأن ييسّر أمره ... واستجاب له الله في كل ما سأل. (سورة طه ، الآيات ٢٥ حتى ٣٦).

يجب أن تتوفر في الدعاء الأمور التالية :

ـ حضور قلب الداعي مع الله.

ـ الخشوع لله والحياء منه.

ـ أن يكون الداعي صادقا.

ـ أن يكون في خلوة مع الله.

القرآن دواء وفي تلاوته وقاية وفيه شفاء.

* دعاء للشفاء :

«اللهمّ أنت المحي وأنت المميت ، أنت الخالق وأنت البارىء ، أنت المعافي وأنت الشافي ، خلقتنا من ماء مهين وجعلتنا في قرار مكين إلى قدر معلوم ، اللهمّ إني أسألك بأسمائك الحسنى ، وصفاتك العليا وبسيّدنا ومولانا محمد رحمتك العظمى يا من بيده الابتلاء والعافية والشفاء والدواء .. أسألك بحقّ نبيّك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبركة خليلك إبراهيم عليه‌السلام ، وبحرمة كليمك موسى عليه‌السلام وبمعجزات عيسى ابن مريم عليه‌السلام إشفيني بشفائك وداويني بدوائك».

١٣٣

الرقى والعوذ

الرقى لغة هي ما يستعان به على أمر بقوى تفوق القوى الطبيعية ، أمّا العوذ (مفردها عوذة) وهي التي تكتب وتعلّق على الإنسان لتقيه من الإصابة بمرض ما أو من عين حاسدة.

إنّ هذه التسميات (رقى وعوذ) تسترعي الانتباه وتثير الفضول ، وعلينا أن نتوقّف عندها ، ونسأل ما هي؟ وأين هذه من طبّ الأبدان؟

كان الرسول محمد أعرف الناس بأسرار القرآن وبركته ، قال الرسول : «العين حقّ ، ولو كان شيء سابق القدر ـ لسبقته العين».

قيل : «إنّ العين لتدخل الرجل القبر ، والجمل القدر».

وقيل : بأنّ النبي محمد كان يتعوّذ من الجان ومن عين الإنسان.

والمسلم يتعوّذ بالله من الشيطان.

كثير من الأمم لا تنكر ما للعين من تأثير وأذى ، وبأنّ للأرواح تأثير في الأجسام ، إنّ الله خلق في الأجسام والأرواح قوىّ وطبائع مختلفة ، وجعل في كثير منها خواصّ وكيفيات مؤثرة ، ونحن نرى كيف يحمرّ وجه إنسان (في حال الاحتشام والاستحياء) حمرة شديدة ، أو يصفرّ في حال الخوف ، وكذلك نرى من يصيبه السقم وعلاماته ، وما ذلك إلّا بتأثير الأرواح ، فالروح الحاسدة ، مؤذية للمحسود ، ولهذا أمر الله سبحانه الرسول ، أن يستعيذ به من الشرّ.

إنّ النفس الخبيثة الحاسدة ، تتكيّف بكيفية خبيثة ، وما أشبهها بالأفعى ، فإنّ السمّ كامن فيها بقوّة ، حتى إنّها تستطيع إسقاط الجنين ، ومنها ما يؤثّر في طمس البصر ، ويكون تأثير النفس الخبيثة عن عدّة طرق منها : بالاتصال ، أو بالمقابلة ، بالرؤية أو بتوجّه الروح نحو من يؤثر فيه.

قال الله لنبيّه :

(وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) [سورة القلم ، الآية ٥١] (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ).

١٣٤

كلّ عائن حاسد ، وليس كل حاسد عائن ، إنّ سهاما تخرج من عين ونفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين ، تصيبه تارة ، وتخطئه تارة.

إنّ الاستعانة والاستعاذة بأسماء الله والتوسّل بها والدعاء إليه طلبا لخلاص الروح من متاعبها وحلّا لأزماتها وشفاء لآلامها. إنّ في الدعاء راحة للنفس واطمئنانا ، والإحساس بالارتياح النفسي تجعل طريق الشفاء حاضرا.

* رقية :

(يا حيّ يا قيّوم ، برحمتك أستغيث ، باسم الله أرقيك ، من كل داء يؤذيك ، من شرّ كلّ نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك ، (ثم قراءة الفاتحة ، والمعوذتين ، وآية الكرسي).

ثم نقرأ :

(أعوذ بوجه الله الكريم وبأسماء الله الحسنى ، وبكلمات ربي التامّات ، اللهمّ إني أعوذ بك من شرّ ما أنت آخذ بناصيته ، من كلّ شيطان وهامّة ، من كلّ عين لامّة ، ومن شرّ ما ينزل من السماء ومن شرّ ما يعرج فيها ، ومن شرّ ما ذرأ في الأرض ، ومن شرّ ما يخرج منها ، ومن شرّ فتن الليل والنهار.

(هو الله الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة ، هو الرحمن الرحيم ، هو الله الذي لا إله إلّا هو ، الملك القدوس السّلام المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون ، هو الله الخالق البارىء المصوّر له الأسماء الحسنى ، يسبّح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم).

* في الرقى والتعاويذ ، يكثر القارىء من تلاوة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي :

* تعويذة :

ـ أعوذ بكلمات الله التامّات ومن شرّ ما خلق.

ـ أعوذ بكلمات الله التامّة ، من كلّ شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة.

ـ أعوذ بكلمات الله التامّات ، التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر ، من شرّ ما

١٣٥

خلق وذرأ وبرأ ، ومن شرّ ما ينزل من السماء ومن شرّ ما يعرج فيها ، ومن شرّ ما ذرأ في الأرض ومن شرّ ما يخرج منها ، ومن شرّ فتن الليل والنهار ، ومن شرّ طوارق الليل والنهار ، إلّا طارقا يطرق بخير يا رحمان».

* لرفع ضرر العين يقول العائن أي من يصيب بالعين ، ما يلي :

ـ اللهمّ بارك عليه.

ـ ما شاء الله.

ـ لا قوّة إلّا بالله.

* رقية :

يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ، من شرّ كلّ نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك. (قراءة الفاتحة ، والمعوذتين ، آية الكرسي) ثم تقرأ :

أعوذ بوجه الله الكريم ، وبأسماء الله الحسنى ، وبكلمات ربي التامات ، اللهمّ إني أعوذ بك من شرّ ما أنت آخذ بناصيته ، من كلّ شيطان وهامّة ومن كلّ عين لامّة.

* لإبعاد السوء عن الإنسان (يقال في وجهه):

أعوذ بحول الله وقوّته ، من حول خلقه وقوّتهم ، وأعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق.

فأن تولّوا ، قل :

حسبي الله ، لا إله إلّا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.

* تعويذة للأوجاع :

بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه داء ، أعوذ بكلمات الله التي لا يضرّ معها شيء ، قدوسا قدوسا قدوسا ، باسمك يا ربّ الطاهر المقدّس المبارك ، الذي من سألك به أعطيته ، ومن دعاك به أجبته ،

١٣٦

أسألك يا الله يا الله يا الله ، أن تصلي على محمد النبي وأهل بيته ، وأن تعافيني ممّا أجد في فمي وفي رأسي ، وفي سمعي وفي بصري وفي بطني ، وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي ، وفي جميع جوارحي.

* تعويذة :

بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إني أسألك باسمك الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو السميع العليم ، اللهمّ إني أستجير بك ممّا استجار به محمد لنفسه.

* عن الإمام علي بن أبي طالب :

أعوذ بعزّة الله وقدرته على الأشياء ، أعيذ نفسي بجبّار السماء ، أعيذ نفسي بمن لا يضرّ مع اسمه داء ، أعيذ نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء.

* عن الإمام علي بن أبي طالب كذلك :

بسم الله وبالله ، وصلّى الله على رسول الله وآله ، أعوذ بعزّة الله وقدرته على ما يشاء من شرّ ما أجد.

* تعويذة لوجع الرأس ، عن الإمام الباقر :

أعوذ بالله الذي سكن له ما في البرّ والبحر ، وما في السموات والأرض ، وهو السميع العليم ، (تقال سبع مرّات).

* تعويذة لوجع الرأس عن الإمام موسى بن جعفر (إمسح يدك على رأسك وقل) :

أعوذ بالله وأعيذ نفسي من جميع ما اعتراني ، باسم الله العظيم ، وكلماته التامّات ، التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر ، أعيذ نفسي بالله عزوجل ، وبرسول الله وآله الطاهرين ، الأخيار ، اللهم بحقهنّ إليك ، ألا أجرتني من آلام رأسي هذه.

* تعويذة لبكاء الطفل ولفزع الليل وجلب الأمان ، وردت في كتاب المكارم للطبرسي ، اقرأ :

١٣٧

«أعوذ بكلمات الله من غضبه ومن عقابه ومن شرّ عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأن يحضرون» (تقرأ عشر مرات) ثم إقرأ :

المعوذتين ـ سورة (أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) و (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) وآية الكرسي وهي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).

وقل بعدها :

إذا يغشيكم النعاس أمنة.

وبعد : (جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً).

ـ الاستغفار :

الاستغفار من الأمور الفردية ، التي يتوجّه بها الإنسان بقلبه وعقله مستغفرا ربّه وطالبا الرحمة من العذاب ، والاستغفار أهم سبل الوقاية ، الوقاية من عذاب قد يناله.

يقول علماء الطبّ النفسي : إنّه عند ما يخطىء الإنسان (ولا بدّ أن يخطىء) تثور في نفسه أحاسيس مختلفة ، متضاربة ومتباينة ، أهمّها الإحساس بالذنب ، كما تحصل لديه متاعب نفسية ، فالاستغفار في هذه الحالات ، هو اعتراف مباشر من الإنسان بالذنب الذي ارتكبه بين يدي الله ، وبالاستغفار يعود الإنسان إلى الله عارضا أخطاءه (والله أعلم بما في الصدور) ، وتائبا وطالبا العفو ، وبذلك سيجد الراحة النفسية ، والسكينة والهدوء والصفاء الفكري ، الاستغفار عملية سلوكية نفسية تصالح الإنسان مع نفسه.

أغذية فيها وقاية وشفاء

لقد ورد في القرآن الكريم ذكر للعديد من نباتات وأغذية ، بهدف تعريف الإنسان المؤمن بها وبقيمتها الغذائية وفائدتها الطبية.

١٣٨

لقد حرص الخالق في كتابه المجيد على تقديم كلّ السبل لحماية الإنسان ووقايته من الأمراض ، عن طريق إهدائه إلى الغذاء السليم ، كما أمرنا بعدم الإسراف في الطعام ، (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا).

وهي قاعدة الطب الوقائي ، إنّ الإسراف في الأكل يؤدّي إلى البدانة ـ السمنة ـ وهذه بدورها تحمّل القلب أعباء إضافية ، كما تتعب كلا من الكبد والمرارة والمعدة خاصّة ، وكذلك البنكرياس ، وعن هذه ـ البدانة ـ ينتج ارتفاع في ضغط الدم وأمراضا في الشرايين ومن ثمّ في القلب.

حرص القرآن على تكرار تنبيه المؤمنين أن يأكلوا الطيّب من الغذاء ، (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [سورة البقرة ، الآية ١٦٨].

أي أن يأكل الإنسان ما حلّل الله أكله ، ويمتنع عمّا حرّم عليه تناوله حتى لا يتسبّب عنها أي مرض عضوي أو نفسي.

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ) [سورة المائدة ، الآية ٣].

ـ إن في لحم الميّت جراثيم.

ـ في الدّم سموم الجسم ، وإفرازات الجراثيم والميكروبات.

ـ في لحم الخنزير حويصلات ديدانية خطيرة ، لا يميتها الطهو ، إضافة إلى أنّ في دهن الخنزير مواد تساعد على تكوين الحصى في الكلى ، كما أنّها تسبّب الإصابة بالسرطان.

ـ إن الخمرة مفسدة للعقل ، وقد يصيب الخمر الكبد بالتليّف ، والمعدة والأمعاء بالقرحة والقلب والشرايين بالضعف ، ومن يدمن على تناول الخمر يصاب بالوهن ، وتضعف خلايا المخ عنده ، ويدبّ فيها العجز باكرا.

لقد ورد في القرآن ذكر لكلّ من : البصل ، التين ، الثوم ، الرطب ، الرمّان ، الزنجبيل ، الزيتون ، العدس ، العنب ، العسل.

١٣٩

ورد في الآية ٦١ من سورة البقرة ذكر لكل من البصل والثوم والعدس دلالة على ما في هذه الأطعمة من فوائد غذائية ومنافع طبية :

(وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ).

* التين : لقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة في القرآن أسماها باسم التين ، وبدأت السورة بالقسم به وبالزيتون ، التين شجرة مباركة ، ذات قيمة غذائية كبيرة ، تتميّز بارتفاع نسبة المواد الغذائية والفيتامينات فيه ، التين بقي ويعالج أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الفم واللثّة ، وهو مليّن للجهاز الهضمي ويعالج الإمساك والبواسير ، يفيد الحوامل والمرضعات ، إنّه غذاء فيه شفاء ووقاية.

* الرطب : جاء في سورة مريم الآية ٢٥ ما يلي :

(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا).

الرطب غذاء وشراب ومنه شفاء ، وهو بلح النخل الناضج ولم يجفّ بعد ، وقد ثبت علميا أنّ للبلح قيمة غذائية كبيرة ، فهو غذاء صحي ، ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى السيّدة مريم العذراء بأن تأكل من الرطب لأنّ فيه فعالية السكينة والهدوء على النفس القلقة والمضطربة ، كما يحد من نشاط الغدّة الدرقية ، ويساعد على تنشيط حركة الأمعاء ، يقوّي العظام ويرفع معدّلات الفكر لإحتوائه على نسبة عالية من الفوسفور ، وحديثا أثبت العلم أنّ في الرطب هرمونات تقوي عضلات الرحم ويزيد من الطلق لدى الحوامل عند الولادة ، إذا كان الطلق باردا ، فهو في هذه الحالة مساعد للوضع كما له خاصّية منع النزيف بعد الولادة والوقاية من حمى النفاس ، في الرطب الشفاء والوقاية.

* الرمّان : ورد ذكر الرمّان في سورة الرحمن الآية ٦٨ ، فاكهة غنية بعناصرها الغذائية ، وما يحويه من فيتامينات ، وله خواص دوائية ، فهو وقاية وعلاج ، مسكّن للآلام ، مخفّض للحرارة ، قابض للإسهال ، قاتل للديدان المعوية ، مانع للنزيف ، يقوّي اللثّة.

١٤٠