فتح البيان فيما روي عن عليٍّ من تفسير القرآن

السيّد مصطفى الحسيني

فتح البيان فيما روي عن عليٍّ من تفسير القرآن

المؤلف:

السيّد مصطفى الحسيني


المحقق: سعد رستم
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الجسور الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٠٨

الباب الرابع

اقتباسات الإمام علي عليه‌السلام من القرآن

الكريم

كان عليّ عليه‌السلام يأخذ عن آيات الذكر الحكيم شيئا كثيرا ويزين كلامه بها وإليك شطرا من اقتباساته :

١. قال عليه‌السلام : «إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهّالا ويموتون ضلالا ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه!» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (البقرة : ١٢١) وعن قوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) (المائدة : ١٣).

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ١٧.

١٨١

٢. وقال عليه‌السلام : «.. إن المال والبنين حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة ، قد يجمعها لأقوام ، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه» (١)

أقول : أخذ كلامه عن قوله عزوجل : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف : ٤٩) ، وعن قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) (الشورى : ٢٠) ، وعن قوله تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) (آل عمران : ٢٨).

٣. وقال عليه‌السلام للخوارج بعد ما طلبوا منه أن يشهد لنفسه بالكفر جاهلين بإيمانه العظيم : «أبعد إيماني بالله وجهادي مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) أشهد على نفسي بالكفر؟! لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين» (٢).

أقول : أخذ ذيل كلامه عن قوله تعالى : (قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (الأنعام : ٥٦).

٤. وقال عليه‌السلام : «أفّ لكم لقد سئمت عتابكم أرضيتم

__________________

(١) انظر : نهج البلاغة ، الخطبة ٢٣.

(٢) راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ٥٨.

١٨٢

بالحياة الدّنيا من الآخرة عوضا وبالذّلّ من العزّ خلفا إذا دعوتكم إلى جهاد عدوّكم دارت أعينكم كأنّكم من الموت في غمرة!» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ؟) (التوبة : ٣٨). وعن قوله عزوجل : (فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) (الأحزاب : ١٩).

٥. وقال عليه‌السلام : «إنّ الله سبحانه لم يخلقكم عبثا ولم يترككم سدى ..... ولم يدعكم في جهالة ولا عمى قد سمّى آثاركم وعلم أعمالكم وكتب آجالكم وأنزل عليكم الكتاب تبيانا لكلّ شيء وعمّر فيكم نبيّه أزمانا حتّى أكمل له وكم فيما أنزل من كتابه دينه الّذي رضي لنفسه» (٢).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) (المؤمنون : ١١٥) وعن قوله عزوجل : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً؟!) (القيامة : ٣٦) وعن قوله تعالى : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) (النحل : ٨٩) وعن

__________________

(١) انظر : نهج البلاغة ، الخطبة ٣٤.

(٢) انظر : نهج البلاغة ، الخطبة ٨٦.

١٨٣

قوله جل ذكره : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (المائدة : ٣).

٦. وقال عليه‌السلام : «بعثه والنّاس ضلال في حيرة ....... فبالغ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في النّصيحة ومضى على الطّريقة ، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة : ٢) وعن قوله تعالى ذكره : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (النحل : ١٢٥).

٧. وقال عليه‌السلام : «فإنّي أحذّركم الدّنيا .... غرور ما فيها فانية ، فان من عليها ، لا خير في شيء من أزوادها إلا التّقوى» (٢).

أقول : (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) (فاطر : ٥) وعن قوله جل وعلا : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) (الرحمن : ٢٦). وعن قوله عزوجل : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) (البقرة : ١٩٧).

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ٩٥.

(٢) راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ١١١.

١٨٤

٨. وقال عليه‌السلام : «اعملوا ليوم تذخر له الذّخائر ، وتبلى فيه السّرائر» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ. فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) (الطارق : ٩ و ١٠).

٩. وقال عليه‌السلام لأبي ذر رضي الله عنه : «... ولو أن السموات والأرضين كانتا على عبد رتقا ، ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا!» (٢)

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (الأنبياء : ٣٠) وعن قوله جل ذكره : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (الطلاق : ٢).

١٠. وقال عليه‌السلام : «اللهمّ لك الحمد على ما تأخذ وتعطي ... حمدا لا ينقطع عدده ولا يفنى مدده ، فلسنا نعلم كنه عظمتك إلا أنّا نعلم أنّك حيّ قيّوم لا تأخذك سنة ولا نوم لم ينته إليك نظر ولم يدركك بصر ، أدركت الأبصار وأحصيت

__________________

(١) انظر : نهج البلاغة ، الخطبة ١٢٠.

(٢) انظر : نهج البلاغة ، الخطبة ١٣٠.

١٨٥

الأعمال وأخذت بالنّواصي والأقدام» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) (البقرة : ٢٥٥) وعن قوله عزوجل : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) (الأنعام : ١٠٣) وعن قوله عزوجل : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المجادلة : ٦) ، وعن قوله جل وعلا : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) (الرحمن : ٤١).

١١. وقال عليه‌السلام : «أيّها المخلوق السّويّ والمنشأ المرعيّ في ظلمات الأرحام ، ومضاعفات الأستار ، بدئت من سلالة من طين ووضعت في قرار مكين إلى قدر معلوم وأجل مقسوم إلى آخر الخطبة» (٢).

أقول : أخذ أول كلامه من قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (الانفطار : ٧) ، ثم أخذ بقية كلامه من قول ربه حيث قال : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) (المؤمنون : ١٢ ـ ١٣). وعن قوله عزوجل : (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ. فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ. إِلى

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٦٠.

(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ١٦٣.

١٨٦

قَدَرٍ مَعْلُومٍ) (المرسلات : ٢٠ و ٢١ ـ ٢٢).

١٢. وقال عليه‌السلام : «أوصيكم عباد الله بتقوى الله فإنّها الزّمام والقوام فتمسّكوا بوثائقها واعتصموا بحقائقها تؤل بكم إلى أكنان الدّعة وأوطان السّعة ومعاقل الحرز ومنازل العزّ في يوم تشخص فيه الأبصار وتظلم له الأقطار وتعطّل فيه صروم العشار وينفخ في الصّور فتزهق كلّ مهجة وتبكم كلّ لهجة وذلّ الشّمّ الشّوامخ والصّمّ الرّواسخ فيصير صلدها سرابا رقرقا ومعهدها قاعا سملقا فلا شفيع يشفع ولا حميم ينفع ولا معذرة تدفع» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ) (إبراهيم : ٢٤). وعن قوله عزوجل : (وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) (التكوير : ٤) وعن قوله تعالى شأنه : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) (النبأ : ١٨) وعن قوله العزيز : (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) (النبأ : ٢٠) وعن قوله جل ذكره : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) (غافر : ١٨) وعن قوله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ) (غافر : ٥٢).

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ١٩٥.

١٨٧

١٣. وقال عليه‌السلام : «فكيف بكم لو تناهت بكم الأمور وبعثرت القبور؟ «هنالك تبلوا كلّ نفس ما أسلفت وردّوا إلى الله مولاهم الحقّ وضلّ عنهم ما كانوا يفترون» (١).

أقول : أخذ أوّل كلامه عن قوله تعالى : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (الانفطار : ٤) وبقيته من سورة يونس : الآية ٣٠.

١٤. وكتب عليه‌السلام إلى معاوية : «... إنّما الشّورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماما كان ذلك لله رضا فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولّى» (٢).

وأقول : أخذ ذيل كلامه عن قوله تعالى : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ..) الآية (النساء : ١١٥).

١٥. وقال عليه‌السلام في دعائه : «اللهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا وكثرة عدوّنا وتشتّت أهوائنا ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ

__________________

(١) انظر : نهج البلاغة : خطبة ٢٢٦.

(٢) راجع : نهج البلاغة ، الكتاب ٦.

١٨٨

وأنت خير الفاتحين» (١).

أقول : أخذ الجملة الأخيرة من هذا الدعاء عن آخر الآية ٨٩ من سورة الأعراف ، حيث قال سبحانه : (.. وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ).

١٦. وكتب عليه‌السلام إلى معاوية : .... «ثمّ ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه فأيّنا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفّه أم من استنصره فتراخى عنه وبثّ المنون إليه حتّى أتى قدره عليه كلا والله لقد يعلم الله المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا. وما كنت لأعتذر من أنّي كنت أنقم عليه أحداثا فإن كان الذّنب إليه إرشادي وهدايتي له فربّ ملوم لا ذنب له وقد يستفيد الظّنّة المتنصّح وما أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلت وإليه أنيب.» (٢)

أقول : أخذ جزءا من كلامه عن قوله تعالى : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ

__________________

(١) انظر : نهج البلاغة ، ١٥ (من دعاء له عليه‌السلام).

(٢) راجع : نهج البلاغة ، الكتاب ٢٨.

١٨٩

إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب : ١٨) ، وجزءا آخر عن قوله عزّ شأنه : (.. وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود : ٨٨).

١٧. وكتب عليه‌السلام في وصيته لابنه الحسين عليه‌السلام : «وجاهد في الله حقّ جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) (الحج : ٧٨) وعن قوله العزيز : (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) (المائدة : ٥٤).

١٨. وكتب عليه‌السلام في كتابه (٢) للأشتر النخعي حين ولاه مصر : «.. فإنّه جل اسمه قد تكفّل بنصر من نصره وإعزاز من أعزّه. أقول : أخذه عن قوله تعالى : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج : ٤٠) ثم كتب عليه‌السلام : وأمره أن يكسر نفسه من الشّهوات ويزعها عند الجمحات فإنّ النّفس أمّارة بالسّوء إلا ما رحم الله».

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة ، الكتاب ٣١.

(٢) انظر : نهج البلاغة ، الكتاب ٥٣.

١٩٠

أقول : أخذه عن قوله تعالى : (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي) (يوسف : ٥٣).

ثم كتب عليه‌السلام : «فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الّذي تحبّ وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه».

أقول : أخذه عن قوله تعالى : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ؟) (النور : ٢٣).

ثم كتب عليه‌السلام : «ولا تعصر خدك لهم». أقول : أخذه عن قوله تعالى : (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) (لقمان : ١٨) ،

ثم كتب عليه‌السلام : «وإياك والمن على رعيتك بإحسانك .... فإن المن يبطل الإحسان». أقول : أخذه عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) (البقرة : ٢٦٤).

١٩. وكتب عليه‌السلام : «... فإنّ الله سبحانه قد جعل الدّنيا لما بعدها وابتلى فيها أهلها ليعلم أيّهم أحسن عملا» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله عزوجل : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك : ٢).

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة : الكتاب ٥٥.

١٩١

٢٠. وكتب عليه‌السلام : «... من لجّ وتمادى فهو الرّاكس الّذي ران الله على قلبه وصارت دائرة السّوء على رأسه» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله عزوجل : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين : ١٤) وعن قوله تعالى : (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) (التوبة : ٩٨).

٢١. وكتب عليه‌السلام : «ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت وإلى أمصاركم قد افتتحت؟!» (٢).

أقول : أخذ أول كلامه عن قوله العزيز : (.. أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) (الأنبياء : ٤٤) ، وعن قوله عزوجل : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (الرعد : ٤١).

٢٢. وكتب عليه‌السلام إلى معاوية : «.. وإنّك والله ما علمت الأغلف القلب» (٣).

أقول : أخذه عن قوله تعالى : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) (البقرة : ٨٨) وقوله تعالى : (.. وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها

__________________

(١) انظر : نهج البلاغة ، الكتاب ٥٨.

(٢) راجع : نهج البلاغة : الكتاب ٦٢.

(٣) انظر : نهج البلاغة ، الكتاب ٦٤.

١٩٢

بِكُفْرِهِمْ ..) (النساء : ١٥٥).

٢٣. وكتب عليه‌السلام أيضا إلى معاوية : «فما ذا بعد الحقّ إلا الضّلال المبين وبعد البيان إلا اللّبس» (١)؟!

أقول : أخذه عن قول الله تعالى : (فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) (يونس : ٣٢).

٢٤. وكتب عليه‌السلام إلى معاوية أيضا : «...... إن أولى الناس بهذه الأمة قديما وحديثا أقربها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأعلمها بكتاب الله وأفقهها في دين الله وأولها إسلاما وأفضلها جهادا وأشدها بتحمل أمور الرعية اضطلاعا ، فاتقوا الله الذي إليه ترجعون (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)» (٢).

أقول : أخذ عليه‌السلام ذيل كلامه عن قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (المائدة : ٩٦) وقوله : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : ٤٢).

٢٥. وكتب عليه‌السلام إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : «.... واخفض لرعيتك جناحك ، وواس بينهم في مجلسك وليكن

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة ، الكتاب ٦٥.

(٢) انظر : مستدرك نهج البلاغة ، للشيخ هادي كاشف الغطاء ، ص ١١١.

١٩٣

القريب والبعيد عندك في الحق سواء ، ولا تخف في الله لومة لائم فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (الشعراء : ٢١٥) وعن قوله العزيز : (وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة : ٥٤) وعن قوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل : ١٢٨).

٢٦. وكتب عليه‌السلام إلى معاوية : «... فاتق الله ولا تكن ممن لا يرجو لله وقارا ، ومن حقت عليه كلمة العذاب ، فإن الله بالمرصاد» (٢).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) (نوح : ١٣) وعن قوله العزيز : (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) (الزمر : ٧١) وعن قوله عزوجل : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) (الفجر : ١٤).

٢٧. وكتب عليه‌السلام إلى الخارجين باليمن : «.... فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو الذي لا يعقب لحكمه ولا يرد له قضاء ، ولا

__________________

(١) راجع : مستدرك نهج البلاغة : ص ١١٧.

(٢) انظر : مستدرك نهج البلاغة ، ص ١٣٦.

١٩٤

يرد بأسه عن القوم المجرمين ... فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها. وما ربك بظلام للعبيد» (١).

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى : (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) (الرعد : ٤١) وعن قوله العزيز : (وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (الأنعام : ١٤٧) وعن قوله عزوجل : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت : ٤٦).

٢٨. وكتب عليه‌السلام إلى أهل الكوفة : «... فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فإن الله حكم عدل (لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ)» (٢)

أقول : أخذ كلامه عن قوله تعالى في سورة الرّعد : (.. إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ) (الرعد : ١١) ونحو ذلك ما في سورة الأنفال من قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأنفال : ٥٣).

__________________

(١) راجع : مستدرك نهج البلاغة ، ص ١٣٥ ـ ١٣٦.

(٢) انظر : مستدرك نهج البلاغة ، ص ١٣٤.

١٩٥

٢٩. وكتب عليه‌السلام إلى بعض من أرسله ليأخذ الصدقات .... «قد جاءتكم بيّنة من رّبّكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تفسدوا. بقيّة الله خير لّكم إن كنتم مّؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ» إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك حتى يأتي من يقبضه منك والسلام. (١)

أقول : أخذ كلامه من قوله تعالى في سورة الأعراف (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) الأعراف : ٨٥ ، ومن قوله تعالى في سورة هود : (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) هود : ٨٥ ـ ٨٦

٣٠. وكتب عليه‌السلام إلى ولده محمد رضي الله عنه «... واضمم آراء الرجال واختر أقربها إلى الصواب وأبعدها عن الارتياب» (٢).

أقول : أخذ كلامه عن معنى قوله تعالى : (.. فَبَشِّرْ عِبادِ. الَّذِينَ

__________________

(١) انظر : مستدرك نهج البلاغة ، ص ١٣٨.

(٢) راجع : مستدرك نهج البلاغة ، ص ١٥٢.

١٩٦

يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) (الزمر : ١٧ ـ ١٨).

٣١. وقال عليه‌السلام : «أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجالهم» (١).

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (آل عمران : ٣٠) ، وعن معنى قوله تعالى : (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى) (النازعات : ٣٥).

٣٢. وقال عليه‌السلام : «يا ابن آدم إذا رأيت ربّك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره» (٢).

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) (الأنعام : ٤٤)

٣٣. وقال عليه‌السلام : «ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه» (٣).

__________________

(١) نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٧.

(٢) انظر نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٢٥.

(٣) راجع : نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٢٦.

١٩٧

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران : ١١٨) ، وقوله تعالى : (.. وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ..) (محمد : ٣٠).

٣٤. وقال عليه‌السلام : «أفضل الزّهد إخفاء الزّهد» (١)

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ..) (البقرة : ٢٧١).

٣٥. وقال عليه‌السلام : «إذا كنت في إدبار والموت في إقبال فما أسرع الملتقى» (٢).

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ..) (الجمعة : ٨).

٣٦. وقال عليه‌السلام : «كن سمحا ولا تكن مبذّرا وكن مقدّرا ولا تكن مقتّرا» (٣)

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (الفرقان : ٦٧)

__________________

(١) انظر نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٢٨.

(٢) راجع : نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٢٩.

(٣) انظر : نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٣٣.

١٩٨

٣٧. وقال عليه‌السلام : «إذا حيّيت بتحيّة فحيّ بأحسن منها» (١)

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) (النساء : ٨٦)

٣٨. وقال عليه‌السلام : «الفقيه كلّ الفقيه : من لم يقنّط النّاس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله» (٢)

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر : ٥٣) ومعنى قوله تعالى : (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) (الأعراف : ٩٩).

٣٩. وقال عليه‌السلام : «لا يقلّ عمل مع التّقوى وكيف يقلّ ما يتقبّل؟» (٣)

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٦٢.

(٢) انظر : نهج البلاغة باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٩٠.

(٣) انظر : نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ٩٥. وانظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ، عند تفسيره للآية ٢٧ من سورة المائدة.

١٩٩

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (.. إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (المائدة : ٢٧)

٤٠. وقال عليه‌السلام : «كم من مستدرج بالإحسان إليه ، ومغرور بالسّتر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه وما ابتلى الله أحدا بمثل الإملاء له» (١)

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (.. سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ. وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (القلم : ٤٤ ـ ٤٥).

٤١. وقال عليه‌السلام : «عجبت لمن أنكر النّشأة الأخرى وهو يرى النّشأة الأولى» (٢)

أقول : أخذه عن معنى قوله تعالى : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت : ٢٠) ، ومن قوله تعالى : (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) (سورة ق : ١٥)

٤٢. وقال عليه‌السلام : «ما كان الله ليفتح على عبد باب الشّكر ويغلق عنه باب الزّيادة ولا ليفتح على عبد باب الدّعاء ويغلق

__________________

(١) انظر : نهج البلاغة ، الحكمة ١١٦.

(٢) انظر : نهج البلاغة ، باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الحكمة رقم ١٢٦.

٢٠٠