القرآن والطبّ الحديث

الدكتور صادق عبدالرضا علي

القرآن والطبّ الحديث

المؤلف:

الدكتور صادق عبدالرضا علي


الموضوع : الطّب
الناشر: دار المؤرّخ العربي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٤

الموضوع الأول

«الإسكان الصّحي»

(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (١).

في هذه الآية الشريفة يوصي الله سبحانه نبيّه موسى وأخاه بأن يتخذ قومهما بيوتا تكون قبلة ، يدخلها الهواء بشكل تيار لطيف دائم ، أي ذات تهوية صحّية جيدة ، لا تؤثر فيها حرارة الشمس العالية والمؤذية ، ممّا يجعلها في وضع مناخي وبيئي لطيف ، وبذلك تؤمن سكنا صحّيا للانسان يقيه تأثيرات الحر والبرد وتقلبات الجو.

ومن تأمل هذه الآية يلاحظ أنها لفتت نظر الانسان إلى كبريات المشاكل البيئية التي يواجهها الانسان المعاصر ، ألا وهي مشكلة السكن وتخطيط المدن ، وهي بلا شك مشكلة قائمة بذاتها.

والقرآن الكريم جعل من الآية الشريفة حجر الزاوية في مسألة التخطيط للمستقبل من خلال طرحه لمضمونها ، فوجه أنظار الخبراء والمخططين نحو مشكلة بيئية مهمة ، خصوصا في المناطق القريبة من البحار.

وموضوع السكن قديمه أو حديثه يتطلب منّا توفير الشروط البيئية الأساسية عند الشروع ببناء المدن والدور السكنية ، وهذه الشروط ما وضعت إلّا من أجل الإنسان كي يعيش وسط بيئة صحّية مريحة وملائمة لمتطلبات حياته الأساسية.

الشروط التي يجب توفرها في المساكن : ـ

١ ـ المتطلبات الفسيولوجية الأساسية :

أ ـ صيانة الحرارة التي تجنب فقدان حرارة جسم الانسان.

__________________

(١) سورة يونس : الآية ٨٧.

١٦١

ب ـ صيانة الحرارة التي تساعد على فقدان الحرارة المناسبة من جسم الانسان.

ج ـ توفر الهواء النقي الذي يخلو من الشوائب الكيمياوية.

د ـ توفر الانارة الكافية مع ضوء النهار الطبيعي.

ه ـ الحماية من الأصوات المرتفعة والمزعجة.

و ـ إيجاد مساحات تتناسب ولعب الأطفال.

٢ ـ المتطلبات النفسية الأساسية : ـ

أ ـ توفر الستر اللازم وخصوصيات حياة الأفراد.

ب ـ توفر الفرص اللازمة للحياة العائلية كما ينبغي.

ج ـ توفر التسهيلات اللازمة لانجاز الأعمال البيتية دون التعرض للمتاعب الجسمية والفكرية.

د ـ توفر الفرص اللازمة للحياة الأجتماعية في المناسبات.

ه ـ توفر الامكانيات اللازمة لصيانة نظافة المسكن وساكنيه.

٣ ـ الحماية من التلوث : ـ

أ ـ توفر مياه الشرب الصالحة لساكني البيت.

ب ـ وقاية مياه الشرب من تلوث الجراثيم.

ج ـ تجنب الشروط غير الصحية جوار المسكن.

د ـ توفير المرافق الصحية النظيفة.

ه ـ الحماية من تلوث القاذورات مع توفر النظافة اللازمة في المسكن وخارجه.

و ـ إبادة الحشرات وإبعاد الحيوانات عن البيت.

ز ـ توفر الامكانيات لحفظ الأطعمة وسلامتها.

ح ـ توفر المساحة الكافية لغرف النوم منعا لأخطار العدوى المباشرة.

١٦٢

٤ ـ الحماية من الحوادث : ـ

أ ـ يكون تشييد المسكن علميا ومن مواد إنشائية واقية.

ب ـ السيطرة على العوامل التي تسبب الحريق وانتشاره.

ج ـ توفر التسهيلات اللازمة التي تمكن الخروج عند الحريق.

د ـ الحماية من خطر التيارات الكهربائية والحروق.

ه ـ الحماية من خطر السقوط والأضرار.

و ـ الحماية من مخاطر حوادث الطرق المجاورة للبيت (١).

* * *

__________________

(١) اسس الصحة والحياة : للدكتور عبد الرزاق الشهرستاني.

١٦٣

الموضوع الثاني

«الضوضاء وأثرها على البيئة»

(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (١).

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ... إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٢).

«كان النبي (ص) يعجبه أن يكون الرجل خفيف الصوت ، ويكره أن يكون الرجل جهير الصوت» (٣).

الضوضاء : عبارة عن الأصوات غير الاعتيادية التي تحدث نتيجة عمل الانسان وحركته ، أو الآلة.

وظاهرة الضوضاء ظاهرة غير طبيعية بالنسبة للانسان ، لأنها تؤثر على جوانب حياته فتجعلها ذات طابع قلق ومضطرب ، وتعد شذوذا لما اعتاد عليه من هدوء وراحة تتلاءم مع التركيب الفسيولوجي لحواس الانسان.

فالاذن مصممة بحيث لا تسمع الموجات الصوتية التي هي أقل من (١٦) موجه صوتية واكثر من (١٦٠٠٠) موجة صوتية ، وعكس ذلك تصبح حياة الانسان من الصعوبة والانزعاج بحيث يستحيل عليه العيش بسهولة ، كما وأن مدة التعرض للصوت والضوضاء يجب أن تكون قصيرة ومعقولة غير مرهقة لأعصاب الاذن ومركز

__________________

(١) سورة لقمان : الآية ١٩.

(٢) سورة الحجرات : الآيات ٢ و ٤.

(٣) مسند الإمام موسى بن جعفر (ع).

١٦٤

السمع في الدماغ.

ففي بعض الحالات تؤدي الموجات الصوتية العالية والسريعة إلى تمزق طبلة الاذن. وأثبتت الدراسات والاحصاءات الحديثة التي أجراها علماء الطب والبيئة أن الأصوات العالية والضوضاء لها تأثير مباشر على أعصاب الانسان وسلوكه النفسي ، وهي السبب الرئيسي في زيادة الأمراض النفسية والعصبية في الأماكن المكتظة بالسكان وذات المصانع الكثيرة

ولهذا وضعت الهيئات العالمية والمحلية المسؤولة عن شؤون البيئة والصحة الكثير من التعليمات والشروط التي تحد من ظاهرة الصوت والضوضاء ، لضمان بعض المستلزمات البيئية التي تهم راحة الانسان ، من قبيل استعمال المواد العازلة في السقوف عند بناء العمارات السكنية لامتصاص الصوت ، وتوزيع الأجهزة الواقية للاذن في المعامل ومراكز التجارب التي تحدث فيها أصوات عالية ، وقيامها بطبع الكثير من الكتب والمجلات والنشرات التي تعالج هذه الظاهرة وتوزيعها على الدول والجمعيات ، وخصوصا الدول النامية للاستفادة منها حاضرا ومستقبلا.

وهذا الاشعاع القرآني الذي جاءت به الآية الكريمة أنار الطريق لعلماء المسلمين وأطبائهم حاضرا ومستقبلا ، فما عليهم إلّا أن يأخذوا خطاب لقمان الحكيم لابنه بعين الاعتبار ، لأنه في الواقع خطاب عام موجه لكل المسلمين حتى يدركوا تأثير الصوت على صحة الانسان وبيئته.

وهنا يتجلى الاعجاز القرآني باعتباره السبّاق في وضع هذا القانون البيئي ، حين لفت أنظار المسلمين خاصة وسائر الناس عامة ، ونبهنا إلى علم الله تعالى بهذه المشكلة ، وما سيحدث عنها مستقبلا ، إذا تركت دون تخطيط أو حلول ، وهو ما حدث فعلا في الوقت الحاضر.

فيجدر بعلماء المسلمين ومفكريهم أن يولوا هذا الخطاب الرباني كل اهتمامهم ، وأن يشكروا الله ولقمان الحكيم على هذا الأرشاد البيئي والانساني العظيم.

١٦٥

١٦٦

مصادر الضوضاء :

١ ـ المطارات والطائرات.

٢ ـ السيارات بأنواعها.

٣ ـ معامل الحدادة والنجارة.

٤ ـ معامل الحجر والجص.

٥ ـ الموتور سيكلات.

٦ ـ المعامل الصناعية المختلفة.

٧ ـ الأصوات المنبعثة من سيارات الاسعاف والحريق والاطفاء والشرطة.

٨ ـ أصوات الراديو والتلفزيون المنبعثة من المحلات والمقاهي.

٩ ـ أصوات الناس في المناسبات المختلفة كالسباق بأنواعه والأعراس والاحتفالات والمظاهرات المختلفة الأسباب ، وما يرافقها من عنف بعض الأحيان.

١٠ ـ معامل تصليح السيارات وإدامتها.

١١ ـ معامل الخياطة.

١٢ ـ الأسواق الشعبية المزدحمة والمزادات.

١٣ ـ الملاعب الكبيرة والصغيرة التي تستخدم للسباق ، كالمسابقات الرياضية ، وسباق السيارات والموتور سيكلات والخيل.

١٤ ـ محطات القطارات.

١٥ ـ مدارس رياض الأطفال والمدارس الابتدائية.

١٦ ـ الأصوات المنبعثة نتيجة الاعمار والبناء داخل المدن ، كشق الطرق وبناء المساكن والعمارات والمعامل.

١٧ ـ وسائل الدعاية المختلفة الصادرة عن المؤسسات والناس ، خصوصا تلك التي تستخدم فيها مكبرات الصوت.

١٨ ـ الأصوات الصادرة عن الملاهي والسينمات ونوادي الرياضة.

١٦٧

١٩ ـ الضوضاء الناجمة عن الأماكن المزدحمة بالسكان.

٢٠ ـ أصوات الانفجارات والقنابل أثناء الحروب.

٢١ ـ أصوات الكوارث الطبيعية كالعواصف والرعد والبراكين.

الحلول التي تقلل من ظاهرة الضوضاء :

١ ـ إنشاء المطارات في مناطق بعيدة عن المدن.

٢ ـ تخطيط المدن وفق الاسس العصرية ، بحيث تكون طرق مرور السيارات خارج المناطق السكنية وبعيدة عن مراكز المدن.

٣ ـ الايعاز إلى سائقي السيارات بعدم استعمال البوق أو المنبهات ، وتخصيص ساحات وأماكن لوقوفها.

٤ ـ إنشاء الأحياء الصناعية في أماكن بعيدة عن المدن ، ونقل المعامل الموجودة في الداخل إليها.

٥ ـ عدم السماح بإنشاء المعامل والمراكز الباعثة للصوت داخل المدن.

٦ ـ إبعاد الملاعب الرياضية ومدارس رياض الأطفال والمدارس الأبتدائية عن المناطق المكتظة بالسكان.

٧ ـ الارشاد البيئي والصحي المستمر ليتجنب الناس إثارة الضوضاء ، ويلتزموا بالتعليمات الصادرة عن مجالس البيئة.

٨ ـ تنظيم المناطق والأسواق الشعبية بحيث تكون الأصوات الصادرة عنها قليلة وغير مؤثرة.

٩ ـ عدم السماح للسيارات القديمة بالعمل داخل المدن وفي المناطق المزدحمة بالسكان.

١٠ ـ بناء محطات السكك الحديدية خارج المدن.

١١ ـ تنظيم وسائل الدعاية بشكل عصري غير مزعج للناس.

١٦٨

١٢ ـ يجب أن تكون أماكن الملاهي والسينمات بعيدة عن المناطق السكنية المزدحمة.

١٣ ـ استعمال واقيات الصوت الخاصة في المعامل التي يصدر عنها أصوات عالية أو ضوضاء.

١٤ ـ التقليل من كثافة السكان في بعض الأحياء ، وخصوصا الشعبية منها ، للحد من تأثير الضوضاء وفاعليتها.

الأمراض التي تسببها الضوضاء :

١ ـ اضطرابات عصبية ونفسية.

٢ ـ قلق نفسي خفيف.

٣ ـ الأرق أو النوم القليل.

٤ ـ كثرة المشاكل العائلية.

٥ ـ الاعياء وضعف السيطرة على الأفعال.

٦ ـ تمزق الطبلة في بعض الأحيان.

٧ ـ الصدمات النفسية التي تحصل للكبار والصغار ، وخصوصا أثناء فترة النوم

٨ ـ اضطرابات هضمية مختلفة بسبب الارهاق الفكري والعصبي.

٩ ـ ازدياد الاصابة بأمراض السكر وضغط الدم والسكتة القلبية.

١٠ ـ ارتباك الأعمال الحساسة ـ الفكرية والحسابية ـ.

١١ ـ التأثير الملموس على الانتاج الصناعي.

١٢ ـ ازدياد حوادث الاصطدام والتشوهات ، والموت بسبب الجهد الفكري والجسمي المضاعف الذي يحصل نتيجة الضوضاء.

١٣ ـ هجر العوائل والامهات للمساكن وما ينتج عنه من تأثير سيء على تربية الأطفال.

١٦٩

١٤ ـ تعتبر الضوضاء العامل المساعد في ظهور الأمراض النفسية الكامنة عند بعض الأشخاص.

١٥ ـ للضوضاء تأثير نفسي على المرضى الراقدين في البيوت والمستشفيات.

١٦ ـ تؤثر الضوضاء بشكل مباشر أو غير مباشر على سلامة ساكني الدور القريبة من مركزها ، وما يرافق ذلك من حوادث ، بسبب الأمواج الصوتية العالية المنبعثة منها.

١٧ ـ وجود رابطة قوية بين الضوضاء ومرض السرطان عند الانسان ، كما أكدته أبحاث العلماء الفرنسيين ونشرتها مجلة (PARYMACH) الفرنسية ، والتي نقلتها عنها وكالة الخليج للأنباء في باريس ، ومفادها أنّ الضوضاء والأصوات الشديدة المستمرة تسبّب ضعفا عاما في مناعة جسم الانسان ، ممّا يؤدي بالنتيجة إلى عدم مقاومته للأمراض الخطيرة والمزمنة. وأشارت تلك الدراسات إلى تأثير الضوضاء على تكوين هرمونات الجسم ، والاخلال بعملها ممّا يجعل الإنسان عرضة للاصابة بالسرطان.

كما أكدت تلك الأبحاث على أن الضوضاء تقلل من ميزان المغنسيوم في جسم الانسان ، مما يؤدي إلى الاصابة بالسرطان ، ويترك أثرا سلبيا على قوة الجسم في البناء وطول العمر.

* * *

١٧٠

الفصل السادس

علم الإرشاد الصحي

اسس الصحة العامة : تقوم الصحة العامة على ثلاثة اسس هي : ـ

١ ـ الوقاية الصحّية.

٢ ـ الارشاد الصحّي.

٣ ـ العلاج.

والارشاد الصحي يعتبر الرابطة القوية بين الوقاية الصحية والعلاج ، وبواسطته يتم الحصول على أفضل النتائج الصحية وأنجحها ، والتي تضمن سلامة المجتمع وتكفل صحته.

وعلى هذا الأساس حظي الارشاد الصحي بمكانة خاصة ، وأصبح دوره متميزا في رفع المستوى الصحي للفرد والمجتمع. وبدونه فلا وقاية صحية مثمرة وناجحة ، ولا علاج طبي إيجابي يستفيد منه الناس استفادة كاملة.

وهذا ما نادى به الاسلام كما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة. ولا يزال الحديث الشريف (الوقاية خير من العلاج) يدوّي في المجتمع الطبي ويضع أمامه الأساس السليم والتوجيه الصحيح ، من أجل خلق مجتمع إسلامي حديث تنعدم فيه الأمراض.

وشهد العصر الحديث تطورا كبيرا في مجال الارشاد الصحي ، فأصبحت له اصوله واسسه ومدارسه ورواده ، فأخذ يخاطب الفرد بصورة مباشرة تارة ، كما يخاطب المجتمع تارة اخرى ، وحسب المستوى العقلي والثقافي وبأساليب مختلفة ، وتوجيهه الوجهة الصحيحة التي تكفل له الصحة بكل أبعادها ، والرفاه الأجتماعي بكل معانيه.

١٧١

قنوات الأساليب الارشادية :

١ ـ الأذاعة والتلفزيون.

٢ ـ الصحف والمجلات.

٣ ـ الكتب والنشرات والبوسترات.

٤ ـ الاجتماعات والندوات الصحية العامة.

٥ ـ الاجتماعات الفردية من خلال مراجعة المرضى للعيادات والمستشفيات.

٦ ـ المدارس بمراحلها المختلفة.

٧ ـ المساجد والمناسبات الدينية.

شروط الإرشاد الصحي :

١ ـ يجب أن تكون عملية الارشاد الصحي وفق تخطيط مدروس الجوانب ، تخاطب الناس حسب مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والمالية ، بحيث تجذبهم نحو الهدف المطلوب طواعية ودون إكراه وجبر ، حتى يظهر نجاحها ويبرز أثرها من خلال إقبال الناس عليها بكل رغبة وشوق ، والتزامهم العادات الصحية السليمة ، وابتعادهم عن مصادر الأمراض ، فعند ذلك تكون قد أدت عملها المطلوب.

٢ ـ مراعاة الوقت المناسب لعملية الارشاد الصحي واستغلاله : إذ من غير المعقول الحديث عن أمراض الشتاء في الصيف وبالعكس.

٣ ـ بما أنّ عملية الارشاد الصحي هي توجيه ونصح لا مواجهة وتقريع ، فيجب اتباع أساليب جيدة عند مخاطبة الفرد والمجتمع لا تتعارض مع التقاليد والعادات التي ورثوها ، ولا تؤذي معتقداتهم أو تجرح كراماتهم.

٤ ـ يجب أن يكون الارشاد ملائما يتناسب وعمر المخاطب وجنسه.

٥ ـ يجب أن يكون الارشاد ذا علاقة مباشرة مع عمل الانسان.

والقرآن الكريم هداية وإرشاد ، وقد حوت الكثير من آياته الارشادات

١٧٢

الدينية والتربوية والصحية.

(هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (١).

(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (٢).

وقد أقر علماء الطب والنفس والارشاد بفضل القرآن الكريم وأنه من أحسن الوسائل التثقيفية والإرشادية وأنجحها للأسباب التالية : ـ

١ ـ إنّ كتاب الله الكريم هو النور الالهي ، والهدى الرباني ، والقانون السماوي ، والمعجزة الكبرى ، والحجة الدامغة ، والحكمة البالغة ، والموعظة الحسنة ، والرحمة المهداة ، والنعمة المسداة.

وإنّه الكتاب الجامع لأسمى المبادئ وأقوم المناهج وخير النظم ، والحافل بكل ما يحتاج إليه البشر ، فهو يشرح للناس العقيدة الحقة ، ويبين ما لله من صفات الكمال ، ونعوت الجلال ، ومظاهر عظمته ، وأدلة قدسه ، وشمول علمه ، ونفوذ قدرته ، وتفرده بالخلق والابداع.

ويعرض الطبيعة أمام العقل والفكر والنظر ، ليهتدي الانسان بالتأمل فيها إلى الله ، خالق الكون ومبدعه.

وإذا كان العقل والقلب هما الوسيلتان للمعرفة بالمصدر الذي صدر عنه الكون ، فهما كذلك الوسيلتان لمعرفة المصير الذي ينتهي إليه الانسان ، وأنه لم يخلق عبثا ، ولن يترك سدى. وكل ما يجري في الطبيعة ، بل مراحل تطور الانسان في الخلق ، يهدي إلى هذه الحقيقة.

وكما يوضح كتاب الله العقيدة ويبسطها بهذه السهولة وبهذا المنطق الذي تأبى العقول إلّا أن تخضع له وتنزل على حكمه ، فهو يرسم للناس طريق العبادة : من

__________________

(١) سورة آل عمران : الآية ١٣٨.

(٢) سورة النحل : الآية ٨٩.

١٧٣

الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والذّكر ، والفكر ، والدعاء ، والجهاد ، والاخلاص ، والتوكل ، والرجاء ، والخشية ، والحب ، والتوبة ، والانابة ، ليربطهم بالله فتتهذب نفوسهم وتقوى إرادتهم وتسمو أرواحهم إلى مدارج العز والكرامة. ولتتجرد من ماديات هذه الحياة وتتجه إلى خالقها وبارئها لتستمد منه النور والهدى ، وتستعين به على الاضطلاع بأمانة الحياة.

وأفاض القرآن في النواحي الأخلاقية والآداب العامة والخاصة ، والفضائل التي تنهض بالفرد وترقى بالجماعة.

وألح في الدعوة إليها والحث عليها ، ليكتمل المجتمع الانساني ، ويصل إلى المنزلة التي يكون بها أهلا لخلافة الله في الأرض.

وبالاضافة إلى هذا يضع النظام الذي يربط الانسان بأخيه الانسان ، ويحدد الصلاة بين الأفراد بعضهم ببعض في التعاون وسائر المعاملات ، لدرء الخصومة ورفع النزاع.

ويشرع الشرائع الاجتماعية التي تنظم التشريع الاسري : كالزواج ، والطلاق ، والوصية ، والمواريث.

والتشريع المدني المتعلق بمعاملات الناس كالبيع والشراء والرهن والاجارة.

والتشريع الجنائي المتعلق بالحدود والقصاص كالسرقة والقتل.

والتشريع الحربي المتعلق بالقتال وعهود الحرب والسلم وعلاقة الدولة الاسلامية بغيرها.

والتشريع السياسي المتعلق بنظام الحكم والسياسة العادلة.

ويبين الآداب الاجتماعية من الاستئذان والتحية والاحتشام.

وغاية القرآن من ذلك كله أن يخلق المؤمن الكامل والاسرة المسلمة والمجتمع الفاضل والحكومة الصالحة ، ليتألف من هؤلاء جميعا كيان إسلامي قوي يقيم الحق والعدل ، ويرفع الظلم ، ويدفع العدوان ، لتكون لهم وراثة الأرض. وهذه هي غاية الأديان والرسالات جميعا.

١٧٤

هذه هي التعاليم التي زخر بها القرآن الكريم ، وهي المنهج الصحيح الذي رسمه الله لحياة إنسانية رفيعة ، لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، فمثلها كمثل الشمس والهواء والغذاء لا غنى لأحد عنها ، ولا حياة لأحد بدونها.

فنجد المسلم الذي يقرأ القرآن أو يستمع إليه ينجذب اليه تلقائيا ، لأنّ اسلوبه يدخل إلى أعماق قلبه ، وهو مطمئن تماما بأنه جاء لأرشاده ومصلحته.

٢ ـ والله سبحانه يريد لكلمته أن تذاع وتصل إلى العقول والأسماع ، وتتحول إلى واقع عملي ، ولا يتم ذلك إلّا كانت ميسّرة للذكر والحفظ والفهم ، ولهذا جاء القرآن سهلا ليس فيه ما يشق على الناس فهمه ، أو يصعب عليهم العمل به.

(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (١).

ومن تيسيره أن حفظه الرجال والنساء والصغار والكبار والأغنياء والفقراء ، وردّدوه في البيوت والمساجد ، ولا تزال أصوات القراء تدوي في كل ناحية ، ولا نعلم أنّ كتابا من الكتب غير القرآن نال من هذه الميزة بعض ما اختص به القرآن الكريم.

جعلوه غذاء أرواحهم ، وقوت قلوبهم ، وقرة أعينهم.

نفّذوا أحكامه ، وأقاموا حدوده ، وطبقوا شرائعه.

طهرت به نفوسهم ، وصلحت به سرائرهم ، فإذا هم يسبقون كل من عداهم في مضمار الترقي والتقدم ، بلغ هؤلاء ما بلغوا بما أصلح القرآن من نفوسهم ، والنفس إذا صلحت أصلحت كل شيء وأوصلته إلى غاية كماله. وبذلك اعتبر القرآن المساهم الأكبر في عملية التوعية الصحية الحديثة.

٣ ـ ما ثبت ثبوتا قاطعا شهدته الحياة ، وشهد به اعداء هذا الكتاب من إعجازه اعجازا مطلقا ، لأصحاب اللسان الذي نزل به القرآن .. وهم أرباب الفصاحة والبيان ، وأقدر الناس وأقواهم في هذا الميدان ، ميدان التحدي ، فلم يجرؤ أحد منهم ، من شاعر أو خطيب أن يقوم لهذا التحدي ، وأن ينازع القرآن سلطانه القاهر ، الذي

__________________

(١) سورة القمر : الآية ١٧.

١٧٥

أذل كبرياءهم ، ومرغ انوفهم في الرغام ، وهم أصحاب الأنفة والحمية ، وإيثار الموت على إعطاء الدنية ، والفرار من المعركة مهما تكن قوة الخصم وكثرة رجاله ، وقوة سلاحه. إنّ ذلك حكم سماوي قاهر ، وقدر إلهي غالب محيط بالناس جميعا ..

لقد كانت آيات التحدي تقرع أسماع العرب ، وهم يشغبون على القرآن ، ويتصدون لدعوته ، فيولون بين يديه مدبرين مذعورين ، يصيحون صيحات المجانين ، ويهذون هذيان المحمومين ..

فإذا جاءهم القرآن الكريم قائلا : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١) .. لم يكن لهم من عزاء إزاء خزيهم المفضوح ، إلّا ترداد مثل هذه المقولات التي أخذها القرآن من أفواههم : (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) (٢).

(لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (٣).

(إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) (٤).

(أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٥).

ولقد وقف الرسول الكريم أكثر من عشر سنين بمكة ينتظر من المشركين أن يقوم منهم مدع يدعي أنه أتى بالسورة التي يتحدى بها دعوى القرآن ، فلم يقم منهم أحد ، حتى ولو كان على سبيل المكابرة والمداراة لهذه الكبرياء الجريحة .. فلما أوشكت الدعوة أن تتحول برسولها من مكة إلى المدينة ، نزل هذا الاعلان العام ، يحمل التحدي المطلق ، لا للناس وحدهم بل ولعالم الجن معهم ، فقال تعالى : (قُلْ لَئِنِ

__________________

(١) سورة البقرة : الآية ٢٣.

(٢) سورة المدثر : الآية ٢٤.

(٣) سورة الأنفال : الآية ٣١.

(٤) سورة النحل : الآية ١٠٣.

(٥) سورة الفرقان : الآية ٥.

١٧٦

اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (١).

وهنا يقوم مع إعجاز القرآن شاهد منه على صدقه ، وأنه من عند الله ، إذ ما زال هذا التحدي قائما على الناس جميعا ، مع ما لبسوا في الحياة من ألوان العلوم والمعارف ، ومع ما حصلوا من علم ومعرفة ، ومع ما دخل على اللغة العربية من مختلف الثقافات. وما أثمرت العقول العربية من ثمرات ، في الأدب والفن والعلم ، والفلسفة ، وما أخرج العلماء من موسوعات الكتب في مختلف العلوم والفنون .. فإن كل هذا الحصاد الذي تحويه المكتبة العربية ، قديما وحديثا ، مخطوطا ومطبوعا ، ليقف بين يدي القرآن الكريم ، موقف الحصا الملقى تحت سفح جبل شامخ يطاول السماء!

فخاطب القرآن ببلاغته الانسان المسلم بأسلوب موجه مراعيا بذلك الجانب النفسي والروحي ، وملفتا نظره إلى أثر الارشاد الكبير على حياته الخاصة والعامة حاضرا ومستقبلا.

٤ ـ مع إيماننا بأن القرآن الكريم ، لم يكن كتابا علميا يحمل بين يديه مقررات في قضايا العلم ، يكشف بها عن أسرار الطبيعة للناس ، ويضع بين أيديهم حلول كل مشكلة في هذا الصراع القائم بينهم وبين ما خبأت الطبيعة في صدرها من كنوز ، فذلك أمر لم يكن من تدبير هذا الدين ولا من شرعه الحكيم أن يفعله ..

إذ أنه لو فعله لكان مما يترتب عليه ، أن تعطل وظيفة العقل ، وأن تقتل فيه نوازع حب الاستطلاع ، والكشف عن المجهول ، والبحث الدائب بمجهوده الذاتي وراء أسرار الطبيعة ، وقهرها ، والتسلط عليها ، ولفقد الانسان بهذا وجوده الكريم الذي استحق به أن يكون أهلا لخلافة الله على هذا الكوكب الأرضي ، ولأصبح شيئا من أشياء هذه الأرض ، الساكنة أو المتحركة فيها ..

ثم من جهة اخرى يصبح هذا الكتاب مجمدا ، لا يستطيع التحرك وراء

__________________

(١) سورة الاسراء : الآية ٨٨.

١٧٧

الحقائق العلمية التي ضم عليها ، شأنه في هذا شأن كل كتاب علمي ، يمتص الناس الذين يستقبلونه لأول مرة كل عصارة فيه ، ثم يطرحونه وراءهم ، لا يكادون يلتفتون إليه ، ولا يكاد من بعدهم ينظر فيه ، وهو مشغول بالعلم الجديد الذي ولد بعد هذا العلم ..

وليس هذا شأن كتاب أراده الله تعالى ليكون مبعث هدى ونور ، ومائدة غذاء دائم للعقول والقلوب ، على امتداد الحياة الانسانية ..

ولهذا كانت آيات هذا الكتاب محملة بهذا الاشعاع الرباني الذي لا يخبو أبدا ، والذي كلما ورد عليه الانسان وجد خيرا جديدا ، وزادا عتيدا لمدركاته ومشاعره.

نقول مع إيماننا بأن القرآن الكريم لم يكن كتابا علميا ، فإنه قد تحدث كثيرا عن الطبيعة ، ومظاهر الكون ، في الأرض وفي السماء لتوجيه الأنظار إليها ، ولفت العقول نحوها ، ليشهد الانسان في هذا الوجود عظمة خالقه وقدرته ، وليرى في عوالم الكون آيات من علم الله وقدرته.

وذلك لا يكون إلّا إذا وقف الانسان إزاء هذا الكون وقفة الباحث الدارس المتأمل ، حيث تؤدي به هذه الوقفة إلى كشف أسرار تغريه بمتابعة السير في هذا الطريق المليء بالعجائب والغرائب ، وفي هذا يقول الله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (١).

وهذا القرآن الذي أراد الله له الخلود ، لا يتصور أن يأتي يوم يصل فيه العلم إلى حقيقة تتعارض مع أي حقيقة من حقائقه. فالقرآن كلام الله ، والكون عمل الله ، وكلام الله وعمله لا يتناقضان أبدا ، بل يصدّق أحدهما الآخر ، ولهذا جاءت الحقائق العلمية مصدقة لما سبق به الكتاب تحقيقا لقول الله سبحانه : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٢).

__________________

(١) سورة الحجر : الآية ٧٥.

(٢) سورة فصلت : الآية ٥٣.

١٧٨

وقد أثبتت التجارب الخاصة والعامة ـ إضافة للعقل ـ بأنّ الارشاد القرآني القويم كان الأفضل ، وأنّ جميع الآراء والنظريات التي وضعها بعض العلماء والمفكرين لم تكن بمستوى ما جاء به القرآن من حيث الصحة والصواب ولهذا تعرضت للخطأ والنقد دائما.

* * *

١٧٩

الموضوع الاول

«التربية العائلية»

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.) (١)

كل ما شرعه الأسلام من ضوابط في مجتمعه يدور حول غاية جوهرية : هي أن يحول بين الغريزة وإفساد المجتمع وإشاعة الفتنة فيه ، وهذه مسألة يختلف الأسلام مع المجتمعات الاخرى حولها.

فيرى الاسلام أنّ غريزة النوع من القوة والأصالة بحيث يجب ألا تثار ، وهي من الخطر بحيث تقضي على أمن المجتمع وتعصف بأخلاقه ومثله ، حين تطغى وتتجاوز حدودها ، ولهذا يرى أن يقضي على الأسباب التي تغري الناس بالتدنّي وتدفعهم الى الهبوط إزاء تلك الغريزة. ومن هنا كان اهتمامه بسد المنافذ التي تطل منها فتنة المرأة وتهب منها رياح الفساد حتى يضمن لمجتمعه قيمه ومثله.

والذي ينظر إلى حصاد الاختلاط الشائع في المجتمع المعاصر بلا قيد ولا شرط ، يرى من شروره ومآثمه ما يحزن ويخجل .. حتى ساحات العلم لم تنج من تلك المآثم والشرور ، فهذه الجامعات في الدول المتقدمة تعترف بما يقترفه الطلبة والطالبات ،

__________________

(١) سورة النور : الآيتان ٥٨ ـ ٥٩.

١٨٠