أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

__________________

تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٥ و ٨٤ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٣٠٦ ؛ تراجم سيدات بيت النبوة ، ص ٤١١ ـ ٤١٨ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ٢٤٣ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٣٣٠ و ٣٣١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ١٠٩ و ١١٠ و ١١١ ؛ تفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ١٩٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٢ ، ص ١٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٣٣٨ و ٣٣٩ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٥٠١ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٤ ، ص ٤١٤ و ٤١٦ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثامن ، الجزء الثاني والعشرون ، ص ٢٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٦ ، ص ٣٤٢ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦١٤ ، تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ٨٣ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٥٦ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٣٥٥ و ٣٥٦ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٤٨٠ و ٤٨١ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٥٧ و ٥٨ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ١٦٩٧ ؛ الثقات ، ج ٢ ، ص ٢٦ وج ٣ ، ص ٤٠٧ و ٤٠٨ ؛ جامع الرواة ، ج ٢ ، ص ٤٥٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٤ ، ص ٢١٥ و ٢١٦ وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٢٧٤ ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ٢٩ ؛ حياة الصحابة ، ج ٣ ، ص ١٥٣ ـ ١٥٧ ؛ الخصال ، ص ٣٦٣ و ٤١٩ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٤٩٦ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٢١٠ و ٢١١ ؛ دول الاسلام ، ص ٣٢ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ؛ رجال ابن داود ، ص ٢٢٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٢ ؛ الروض المعطار ، ص ٩٣ و ٣١٢ ؛ زنان پيغمبر اسلام ، ص ٣٦٠ ـ ٣٦٢ ؛ زوجات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأولاده ، ص ٢٥٦ ـ ٢٦٦ ؛ الزيارات ، ص ٩٣ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٧٣٧ ؛ السمط الثمين ، ص ١١٣ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ـ ٢٤٥ ؛ السيرة الحلبية ، ج ٣ ، ص ٣٢٣ ؛ السيرة النبوية ، ص ٢٦٦ و ٢٦٧ و ٢٦٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٣ ، ص ٤٣٩ ـ ٤٤١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢٩٦ و ٢٩٨ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ١٢ و ٤٨ و ٥٨ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٣٣٨ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٨ ، ص ١٣٢ ـ ١٤٠ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٤٠ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٩١ وج ٤ ، ص ٨٢ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ و ٣٠٩ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٣٣٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٢٢٧ و ٣٠٩ وج ٣ ، ص ٤٨٩ و ٤٩٠ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٥٧٥ وج ٦ ، ص ٥١٨ وج ٨ ، ص ٤١ و ٦٧ و ٦٩ و ٧٠ ؛ كنز العمال ، ج ١٣ ، ص ٧٠٨ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٤٦ ، ص ٣٢٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٥٧١ و ٥٧٤ ؛ مجمع الرجال ، ج ٧ ، ص ١٧٩ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٦٢ ؛ المحبر ، ص ٩١ و ٩٢ وراجع فهرسته ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٠٦ و ١٢٥ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ؛ مسالك الأبصار ، ج ١ ، ص ١٢١ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١٠ ، ص ٥٩٤ ؛ المعارف ، ص ٨٢ ؛ مع الأنبياء ، ص ٤٤٢ ؛ معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٢١٢ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٣ ، ص ٢٠٠ ؛

٩٦١

__________________

المغازي ، ج ٢ ، ص ٧٣٨ و ٨٦٦ ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ١٠٢ و ١٠٣ ؛ المنتظم ، ج ٤ ، ص ٢٥ وج ٦ ، ص ٤ ؛ منهج المقال ، ص ٤٠٠ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٤٢ ؛ نقد الرجال ، ص ٤١٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٦٣٠ ؛ نهاية الارب في فنون الأدب ، ج ١٨ ، ص ١٨٨ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٣٠٩ و ٣٩٢ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ج ٢ ، ص ٦٤٨ ؛ وقايع السنين والأعوام ، ص ٦٣ و ٨٩ و ١٠٣.

٩٦٢

حرف النون

٩٦٣
٩٦٤

نبتل بن الحارث

هو نبتل بن الحارث من بني لوذان بن عمرو بن عوف من بني ضبيعة ، وقيل : هو نبتل بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة. كان من المنافقين المعروفين الذين ابتلي بهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

كان مشوّه الخلقة ، جسيما ، أدلم ، ثائر شعر الرأس ، أحمر العينين ، أسفع الخدّين.

كان كثير الإيذاء للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، وينقل أخبارهم إلى أعدائهم من الكفّار والمشركين.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : «من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث» قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك بعد أن نزل عليه جبريل وأخبره بأنّه يجلس إليه رجل أدلم ، ثائر شعر الرأس ، أسفع الخدّين ، أحمر العينين كأنّهما قدران من صفر ، كبده أغلظ من كبد الحمار ، ينقل حديثه إلى المنافقين ، وطلب منه أن يحذّره ، وكانت تلك صفات المترجم له.

القرآن العظيم ونبتل بن الحارث

كان يسمع الكلام من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ ينقله إلى المنافقين ، فقيل له : لا تفعل ، فكان يقول : إنّما محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أذن ، من حدّثه شيئا صدّقه ، نقول ما شئنا ثمّ نأتيه فنحلف له فيصدّقنا ، فنزلت فيه الآية ٦١ من سورة التوبة : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ....)

وشملته الآية ٧٥ من نفس السورة : (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ.)

والآية ١٠٧ من السورة نفسها : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ...) لكونه كان من جملة الاثني عشر رجلا الذين أسّسوا مسجد الضرار

٩٦٥

ليضاهوا به مسجد قباء.

وشملته الآية ١٤ من سورة المجادلة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ...) وذلك لأنّه كان من الذين يصاحبون الكفّار واليهود وينقلون إليهم أخبار وأسرار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين. (١)

نبهان التمّار

هو أبو مقبل نبهان التمّار.

صحابيّ أذنب ، ثمّ ندم فاستغفر الله فغفر الله له.

القرآن العزيز ونبهان التمّار

في أحد الأيّام أتته امرأة حسناء تبتاع منه تمرا فضرب على عجيزتها ، وقيل : قبلها ، فقالت : والله! ما حفظت غيبة أخيك ، ولا نلت حاجتك ، فسقط ما في يده ، وندم على فعلته ، فجاء إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعلمه بما صدر منه ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله له : «إيّاك أن تكون امرأة غاز» فذهب يبكي ، فقام ثلاثة أيّام يصوم النهار ويقوم الليل ، فلمّا كان اليوم الرابع أنزل الله تعالى فيه الآية ١٣٥ من سورة آل عمران : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا

__________________

(١). أسباب النزول ، للحجّتي ، ص ٥٦ و ٢٥٥ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ، هامش تفسير الجلالين ، ص ٤٨٢ و ٦٢٧ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٠٤ و ٢١٢ ؛ الإكمال ، ج ٧ ، ص ٢٥٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ وج ٥ ، ص ٢٥ ؛ تاج العروس ، ج ٨ ، ص ١٢٦ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٥ ، ص ٢٤٨ ؛ تاريخ الاسلام ، (المغازى) ص ٣٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٦٢ ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ١٣٩ و ١٤٠ وفيه اسمه : عبد الله بن نفيل ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٠ ، ص ١١٦ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٦٠٥ ، وفيه اسمه : نفيل بدل نبتل ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٠٠ وفيه اسمه : عبد الله بن نفيل ؛ تفسير الماوردي ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ وفيه : نفيل بن الحارث ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٢٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٨ ، ص ١٩٢ و ٢١٠ ؛ جمهرة النسب ، ص ٦٢٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٥٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦٨ وج ٤ ، ص ١٧٤ و ١٩٥ ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ١٦٠ و ١٦١ ؛ مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٦٨ ؛ نمونه بينات ، ص ٤١٨ و ٧٨٧.

٩٦٦

أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ ...) فأرسل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إليه من أخبره بما نزل فيه ، فحمد الله وشكره ، فقال : يا رسول الله : هذه توبتي قبلها ، فكيف لي حتّى يقبل شكري؟ فأنزل الله تعالى الآية ١١٤ من سورة هود : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ....)(١)

نبوخت نصّر

هو نبوخت نصّر ، وقيل : بخت نصّر ، وقيل : بخت النصّر بن كامجار بن كيانبة بن كيقباذ ، وقيل : هو ابن سنحاريب بن كيحسرى ، ويسمّيه الفرس بختريشه ، أو بخت نرسي بن كيو بن كودرز ، وقيل : اسم أبيه فلسر ، أو نبوبول سر ، ويسمّيه العبريّون نبوكدنصّر ، واسمه بالسريانيّة نبوخذنصّر.

من أعظم وأشهر ملوك الدولة الكلدانيّة ببابل في العراق ، ومؤسّس الإمبراطوريّة الكلدانيّة.

كفر بالله واعتنق المجوسيّة ، ثمّ ادّعى الألوهيّة وأمر الناس بعبادته.

عرف بالظلم والجور وسفك الدماء ، وحبّه للعمران والبناء.

كان لقيطا مجهول الأب والأمّ ، عثروا عليه وهو طفل عند صنم يدعى نصّر ، فسمّوه بخت نصّر ، أي ابن الصنم نصّر.

قيل : إنّه كان من العجم من ولد كودرز ، وقيل : كان ابن عمّ لهراسب ملك بلاد فارس.

كان من نعومة أظفاره يعرف بالشجاعة والقوّة ، وكان أصلع أعرج.

عيّنه الملك لهراسب بن كشتاسب ملك الفرس أميرا وقائدا لجيوشه ، ثمّ اتّخذه وزيرا.

تصدّر للحكم من سنة ٦٠٤ قبل الميلاد إلى سنة ٥٦٢ قبل الميلاد ، وفي سنة ٦١٢

__________________

(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٠٥ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ١٣ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٥٥٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ٨٦ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٦٥٣ وفيه اسمه تيهان بدل نبهان ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٤ ، ص ٢٠٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٨٣٩.

٩٦٧

قبل الميلاد تزوّج من ابنة «هووخشتر» ملك الماديّين. بين سنتي ٥٩٧ قبل الميلاد و ٥٨٧ قبل الميلاد ، أمره لهراسب بأن يقود حملة على فلسطين ويحتلّها ، ويقال : إنّ الذي أمره باحتلال فلسطين هو الملك بهمن ملك بلاد فارس ، حيث ملّكه على بابل ، وأمره بالمسير إلى فلسطين والشام ، فتوجّه على رأس جيش ضخم يربو على الخمسين ألفا ، فاحتلّ أورشليم ، وأمر بتخريبها وإحراق التوراة ، وألقى بالجيف في المسجد الأقصى ، وقتل سبعين ألفا من الإسرائيليّين ، وسبى ذراريهم ، وصادر أموالهم ، وأسر خلقا كثيرا منهم بلغوا سبعين ألفا ، حملهم إلى بابل ، فبقوا في بابل ١٠٠ سنة تستعبدهم المجوس ، وكان بين الأسرى «يوياخين بن يوياقيم» ملك بني إسرائيل. بعد تلك المجازر هرب كثير من الإسرائيليّين إلى مصر ، وفلتوا من قبضته ، فكتب في سنة ٦٠٥ قبل الميلاد كتابا إلى فرعون مصر يقول فيه : إنّ عبيدا لي هربوا إلى مصر فأرسلهم إليّ وإلّا غزوتك ، فكتب إليه فرعون : ما هم بعبيدك ولكنّهم أحرار ، فغزاه نبوخت نصّر وتغلّب عليه في معركة «قرقميش» وقتل فرعون ، وسبى المصريّين ، ثمّ انطلق نحو بلاد المغرب في شمال إفريقية واحتلّها ، ثمّ عاد إلى بابل ومعه سبي كثير وأموال طائلة.

ظلّ بيت المقدس تحت سيطرته ٤٠ سنة ، ولم يزل يعذّب بني إسرائيل حتّى تزوّج امرأة منهم كانت تدعى ملحات بنت سلتائيل أخت زربابل ، فطلبت منه أن يردّ قومها إلى فلسطين ، فأرجعهم.

لمّا رجع الإسرائيليّون إلى فلسطين ملّكوا عليهم زربابل ، وفي أيّامه مسخ الله المترجم له بهيمة أنثى ، وطال شعره ، وصارت أظافيره كمخالب سباع الطيور.

ويقال في أواخر أيّامه أصابه الجنون ، وتصوّر نفسه بقرة ، فسكن البساتين والمزارع ، فكانت زوجته «نيتوكريس» تدير دفّة الحكم وشئونه.

ويقال : إنّ الله تاب عليه قبل موته فأحياه بشرا ، ثمّ مات بعد أن عمّر أكثر من ٥٥٠ سنة ، وقيل : ٣٠٠ سنة ، وبعد أن ملك ١٨٧ سنة ، وقيل : ٤٥ سنة.

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : ملك الأرض كلّها أربعة : مؤمنان وكافران ، فأمّا المؤمنان : سليمان بن داود عليهما‌السلام وذو القرنين ، وأمّا الكافران : نمرود وبخت نصّر.

٩٦٨

بني على مرتفعات بابل بساتين وحدائق وجنائن معلّقة كانت من عجائب الدنيا من حيث الهندسة والفنّ والبناء ، وحفر الأنهار والترع في بابل لسقي مزارعها وحدائقها.

وبعد هلاكه سنة ٥٥١ قبل الميلاد تولّى الحكم من بعده ابنه «أو لمرودخ».

القرآن العظيم ونبوخت نصّر

لمّا غزا المترجم له بلاد فلسطين ، وخرّب بيت المقدس ، وأعانه على ذلك الروم فقاموا بحرق التوراة ، وألقوا بالجيف في المسجد الأقصى ، ومنعوا الناس من أداء مراسم عباداتهم ، أنزل الله تعالى فيه ومن تبعه الآية ١١٤ من سورة البقرة : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها ....)

وبعد أن عاث بنو إسرائيل في الأرض الفساد وطغوا وقتلوا الأنبياء أرسل الله إليهم المترجم له ، فدمّرهم وأهلكهم وأراهم الذلّ والهول ، فأشارت الآية ٥ من سورة الإسراء إليه بقولها : (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً)(١)

__________________

(١). الآثار الباقية (الترجمة الفارسية) راجع فهرسته ؛ الأخبار الطوال ، ص ٢١ و ٢٢ و ٢٣ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ١٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٤٢ ؛ الاشتقاق ، ج ٢ ، ص ٥٢٧ ؛ أعلام قرآن ، راجع فهرسته ؛ اعلام النبوة ، ص ١٠١ و ٢٧٦ ؛ الاكمال ، ج ١ ، ص ٢١٥ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٤٩٦ ـ ٤٩٨ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ١٤٨ ، ١٥١ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ١١٤ ـ ١١٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٣٥ ـ ٣٧ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٢١٢ وج ٣ ، ص ٢٦٤ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٥٦٨ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٣٤٠ ـ ٣٤٨ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٠٢ ـ ٧٠٧ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ و ٢٨٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١٣١ ـ ١٣٥ ، وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ١٢٢ ـ ١٢٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٣٨٢ و ٣٨٣ و ٣٨٦ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ٤٣ و ٤٥ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٥٢ وحاشيه ، ص ٩١ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٤١ و ٤٣ ـ ٤٥ و ٥٠ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٦٥ و ٦٦ و ٨٢ ؛ تبصير المنتبه ، ج ١ ، ص ٦٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ٤١٦ وج ٦ ، ص ٤٤٨ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٣٥٧ وج ٦ ، ص ٩ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٥٦٤ ؛ تفسير الجلالين ، ص ١٧٢ و ٢٨٣ ؛ تفسير أبى السعود ، ج ٥ ، ص ١٥٦ ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٧٩ ؛

٩٦٩

نبيه بن الحجّاج

هو أبو الرزام نبيه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشيّ ، السهميّ ، وأمّه أروى بنت عميلة بن السبّاق.

__________________

تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٣٩٧ وج ١٥ ، ص ١٧ ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٤٤٨ و ٤٥١ و ٤٥٤ و ٤٥٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ١٨٧ وج ٣ ، ص ٣٢٥ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٤ ، ص ١٠ وج ٢٠ ، ص ١٥٥ و ١٥٦ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ١٥٧ وج ٣ ، ص ٢٦ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٣ ، ص ٢٢٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ١٤ ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٣٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ٧٧ وج ١٠ ، ص ٢١٥ ؛ وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٤٣٤ ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٥٢ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٣١٦ ـ ٣٢٤ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٣ ، ص ٤٢٩ و ٤٣٠ ؛ دائرة المعارف ، لفريد وجدي ، ج ٢ ، ص ٥٠ و ٥١ ؛ داستانهاى شگفت انگيز ، ص ٦٦٨ و ٦٧٤ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ١٠٨ وج ٤ ، ص ١٦٥ ؛ الروض المعطار ، راجع فهرسته ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ عرائس المجالس ، ص ٢٩٣ ـ ٣١١ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ١٠٢ ؛ عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٧٤ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٢٤٦ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ١ ، ص ٥٤١ ؛ فصوص الحكم ، ج ٢ ، ص ١٦٩ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٩٥٤ و ٩٥٥ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٢٠٧ ـ ٢١٢ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٢٢٣ ـ ٢٢٨ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣١٠ ـ ٣١٤ ؛ قصص أنبياء ، للموسوي والغفاري ، ص ٢٦٧ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١١٥ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٢٠٨ ـ ٢١٠ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ١٨٦ ـ ١٨٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٢٥٦ و ٢٥٧ و ٢٦١ ـ ٢٧٢ و ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٠٥ وراجع فهرسته ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٦٤٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ١١٦ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢١٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٠ ، ص ٦٩٧ و ٦٩٨ ؛ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٣٦٠ وج ٦ ، ص ٦١٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، ص ٢ و ٦ و ٣٩٤ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٢١٧ و ٢٢٨ و ٢٣١ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢٤٦ و ٢٤٧ ؛ المعارف ، ص ٣٦٢ ؛ معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ؛ المعرب ، ص ٢٠٦ ؛ المنتظم ، ج ١ ، ص ٢٣٨ و ٢٨٨ و ٤٠٦ ـ ٤٠٨ و ٤١٨ ـ ٤٢٠ وج ٢ ، ص ٨ و ١١ ـ ١٤ ؛ منتهى الارب ، ج ٤ ، ص ١٢٥٣ ؛ مواهب الجليل ، ص ٣٦٥ ؛ المورد ، ج ٧ ، ص ١١٠ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١٨٢١ ؛ نزهة القلوب ، ج ٣ ، ص ١٧ و ٣٧ و ٩١ ؛ وقايع السنين والأعوام ، ص ٢٣.

٩٧٠

من أشراف ووجوه قريش في الجاهليّة ، ومن أصحاب الرأي فيهم ، وأحد زنادقة عصره ، وكان شاعرا ونديما للنضر بن الحارث.

عاصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء الدعوة الإسلاميّة ، فكان شديد الإيذاء للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وللمسلمين ، ومن أخبث المعاندين والمشاكسين للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله. جاء مع جماعة من مشركي قريش إلى أبي طالب عليه‌السلام وقالوا له : إنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ابن أخيك قد سبّ آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفّه أحلامنا ، وضلّل آباءنا ، فإمّا أن تكفّه عنّا وإمّا أن تخلّي بيننا وبينه ، فأجابهم أبو طالب عليه‌السلام جوابا مقنعا فانصرفوا عنه.

كان من جملة المجتمعين في دار الندوة للتشاور على قتل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحضر مع مشركي قومه على باب بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لاغتياله ، فأخبره جبريل عليه‌السلام بمؤامرتهم ، وأمره بالهجرة من مكّة إلى المدينة ، وأن يجعل في فراشه الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فنجا من مكيدتهم.

كان إذا التقى بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : أما وجد الله من يبعثه غيرك؟ إنّ هاهنا من هو أسنّ منك وأيسر.

ومن أعماله القبيحة : يروى أنّ رجلا جثعميّا جاء إلى مكّة حاجّا أو معتمرا ومعه ابنة له تدعى «القتول» فاغتصبها المترجم له وغيّبها عنه ، فالتجأ الرجل إلى حلف الفضول ، فهدّدوه وأخذوا «القتول» منه.

ومن شعره :

قالت سليمى إذ طرقت أزورها

لا أبتغي إلّا امرأ ذا مال

لا أبتغي إلّا امرأ ذا ثروة

كيما يسدّ مفاقري وخلالي

في السنة الثانية من الهجرة حضر إلى جانب المشركين واقعة بدر الكبرى ، فقتله حمزة بن عبد المطّلب عليه‌السلام ، وبعد هلاكه أخذ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام سيفه الذي كان يقاتل به ، وكان يدعى ذا الفقار.

القرآن الكريم ونبيه بن الحجّاج

كان من المطعمين للكفّار في واقعة بدر ، فنزلت فيه وفي أمثاله من المطعمين الآية ٣٦

٩٧١

من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)

كان من جملة قريش الذين اقتسموا مداخل مكّة ، فكانوا إذا حضروا الموسم صدّوا الناس عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الحجر : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ.)

وشملته الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ....)(١)

النجاشيّ

هو النجاشيّ أصحمة ، وقيل : صحمة ، وقيل : صمحة بن أبحر ، والنجاشيّ لقب لملوك الحبشة ، أو تعني الملك بلغة الأحباش ، وأصحمة معناها : عطيّة.

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ص ٦٠٨ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٩٣ ؛ الاشتقاق ، ج ١ ، ص ١٢٤ ؛ الأعلام ، ج ٨ ، ص ٨ و ٩ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٢١ و ٣٢ وج ١٦ ، ص ٦٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧١ وج ٣ ، ص ٤٥ و ١٧٤ و ٢٥٩ و ٢٦٤ و ٣٠٤ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٢٦٣ ؛ تاج العروس ، ج ٩ ، ص ٤١٥ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ص ١٢٦ و ١٢٨ ؛ تاريخ التراث العربي ، المجلد الثاني ، الجزء الثاني ، ص ٢٨٢ و ٢٨٣ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٨ و ٤١٢ و ٤٢١ و ٤٢٩ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ١٤٢ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٤٥ ؛ تبصير المنتبه ، ج ٤ ، ص ١٤٠٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ ، ص ٥١٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٥ ، ص ١١٠ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٣٨٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٦٣ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ٢١٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ٢٢٣ وج ١٨ ، ص ٢٨٠ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٦٥ ؛ جمهرة النسب ، ص ١٠٢ ؛ خزانة الأدب ، ج ٣ ، ص ١٠١ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٠٢ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٤ ، ص ١٥٠ ؛ الروض الانف ، ج ٥ ، ص ٢٠٨ و ٣٠٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٤٨ و ١٩٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٨٣ و ٣١٥ وج ٢ ، ص ١٢٥ و ٢٢٤ و ٢٩٧ و ٣٠٠ و ٣٢١ و ٣٧١ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٧٠ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٦٣ و ٧٣ و ٧٤ و ١٠٢ و ١٢٠ و ١٣١ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ٦١٦ وج ٩ ، ص ١٧٧ ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٨٣٢ ؛ المحبر ، ص ١٦٠ و ١٦١ و ١٦٢ و ١٧٦ ؛ معجم ما استعجم ، ص ١٣٦ ؛ المغازي ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ المنتظم ، ج ٣ ، ص ٤٦ و ١٢٠ ؛ نسب قريش ، ص ٤٠٣ و ٤٠٤ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى عليه‌السلام ج ١ ، ص ٢٣١.

٩٧٢

من أعاظم ملوك الحبشة ، عرف بالتواضع والخشوع لله تعالى ، وكان متديّنا ، عادلا ، نصرانيّ الديانة.

لمّا اشتدّ الضغط والتعسّف من قبل قريش والمشركين على المسلمين إبّان الدعوة الإسلامية أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المسلمين بالهجرة إلى الحبشة ؛ ليخلصوا من كيد الكفّار ، وأرسل إليه كتابا حمله إليه جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام يدعوه إلى الإسلام ، فلمّا تسلّم الكتاب من جعفر عليه‌السلام وضعه على عينه ، ونزل من سريره ، وجلس على الأرض تواضعا ، ثمّ أسلم على يد جعفر عليه‌السلام ، وشهد الشهادتين ، وكتب رسالة إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعطاها إلى جعفر ، تتضمّن تصديقه بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وإسلامه على يد جعفر عليه‌السلام ، وإليك نصّ رسالة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إليه :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد النبيّ إلى النجاشيّ الأصحم عظيم الحبشة ، سلام على من اتّبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عبده ورسوله ، وأدعوك بدعاية الله ، فإنّي رسوله ، فأسلم تسلم (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) فإن أبيت فعليك إثم النصارى قومك».

وجاء نصّ رسالة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إليه على الوجه التالي :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله إلى النجاشيّ ملك الحبشة ، إنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن ، وأشهد أنّ عيسى بن مريم روح الله ، وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة فحملت بعيسى ، وإنّي أدعوك إلى الله وحده لا شريك له ، وأن تتّبعني وتؤمن بالذي جاءني ، فإنّي رسول الله ، وقد بعثت إليك ابن عمّي جعفرا ومعه نفر من المسلمين ، والسّلام على من اتّبع الهدى».

وبعد أن قرأ رسالة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أجاب عليها بالجواب التالي :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى محمّد رسول الله من النجاشيّ ، سلام عليك يا

٩٧٣

نبيّ الله ورحمة الله وبركاته ، الذي لا إله إلّا هو الذي هداني إلى الإسلام ، أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى ، فو ربّ السماء والأرض إنّ عيسى ما زاد على ما ذكرت ، وإنّه كما قلت ، وقد عرفنا ما بعثته إلينا ، وقدم ابن عمّك وأصحابه ، وأشهد أنّك رسول الله ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمّك ، وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين ، وقد بعثت إليك بابني ، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله ، فإنّي أشهد أنّ ما تقول حقّ ، والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته».

ولمّا استقرّ المسلمون بالحبشة ، وآمنوا من كيد قريش والمشركين ، وشملتهم رعاية النجاشيّ وإحسانه ، أرسلت قريش كلّا من عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي أميّة إلى النجاشيّ ، وحمّلاهما هدايا إليه وإلى أعيان دولته ، فلمّا دخلا على النجاشي وقدّما الهدايا قالا : إنّ جماعة من سفهاء قومنا فارقوا دين آبائهم وقومهم ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وطلبوا من النجاشيّ تسليمهم إليهما ، فلما سمع النجاشيّ مقالتهم غضب وقال : لا والله لا أسلّم قوما جاوروني ونزلوا بلادي ، واختاروني على من سواي ، انطلقا والله لا أسلّمهم إليكما أبدا.

عن طريقه تزوّج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من أمّ حبيبة بنت أبي سفيان عند ما كانت في الحبشة ، وذلك سنة ٦ ه‍ ، وقيل : سنة ٧ ه‍.

توفّي في الحبشة في شهر رجب سنة ٩ ه‍ ، فأخبر جبريل عليه‌السلام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بوفاته ، فبكى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بكاء شديدا ، وحزن عليه ، وقال لأصحابه : «قد مات اليوم عبد صالح يقال له : أصحمة ، فقوموا وصلّوا عليه» أو قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قوموا فصلّوا على أخيكم النجاشيّ».

القرآن العزيز والنجاشيّ

نزلت فيه الآية ٦٨ من سورة آل عمران : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ....)

لمّا أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه بالصلاة على النجاشيّ قال بعضهم : تأمرنا أن نصلّي على علج من الحبشة ، فنزلت الآية ١٩٩ من نفس السورة : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ

٩٧٤

يُؤْمِنُ بِاللهِ ....)

ونزلت فيه الآية ٦٦ من سورة المائدة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ....)

ونزلت فيه وفي أصحابه الآية ٨٢ من سورة المائدة : (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً ....)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للحجتي ، ص ١٨٦ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ص ١٠٢ و ٢١٣ و ٣٩٣ و ٣٩٤ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٦١ و ٩٦ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٤٣ و ٩١ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٩٩ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ الأغاني ، ج ٨ ، ص ٥٢ ؛ أنساب الاشراف ، ج ١ ، ص ٢٠٠ و ٤٣٨ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٤ ، ص ١٥١ و ١٥٢ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ؛ البيان والتبيين ، ج ١ ، ص ٣٨٤ ؛ تاج العروس ، ج ٤ ، ص ٣٥٤ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ص ٢٢٠ و ٢٢١ ؛ و (المغازي) ص ٦٢٤ و ٦٢٥ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤١٣ و ٤٥٠ و ٤٥١ و ٤٥٥ و ٤٥٦ و ٤٧١ وج ٦ ، ص ٢٦٥ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ص ٥٧ و ٦٢ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٧٣ وبعدها ، تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ، ص ١٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٤٩ و ١٥٤ و ١٦١ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٣٠ ؛ تبصير المنتبه ، ج ٤ ، ص ١٤١١ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٩٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ١٤٨ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١٩٧ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٧٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ١٣٦ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ١٤٦ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٧١٢ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٩ ، ص ١٥٤ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٢٩ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٤٤ ؛ تفسير الماوردي ، ج ١ ، ص ٤٤٤ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء الرابع ، ص ١٧١ ؛ تفسير الميزان ، ج ٤ ، ص ٩١ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٥٠ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٤٢ ـ ٤٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ وج ٢٠ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٤ وراجع فهرسته ؛ جمهرة النسب ، ص ٨٨ ؛ جوامع الجامع ، ص ٧٨ ؛ حياة القلوب ، ج ٢ ، الباب الخامس والعشرون ؛ الخصال ، ص ٣٦٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١١٣ ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ٢٢٢ و ٢٤٣ و ٢٤٦ و ٢٤٨ ـ ٢٦٣ ؛ الروض المعطار ، ص ٢٤٤ و ٤٦٧ و ٤٦٨ و ٤٩٩ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٥٧١ و ٥٧٢ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ـ ٤٤٣ ؛ السيرة الحلبية ، ج ١ ، ص ٣٣٨ وبعدها ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٦٩ و ٢١٤ و ٢١٩ و ٢٢٨ و ٢٥٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٤ ـ ٣١ ؛

٩٧٥

نسر

كان من الأصنام التي كانت تعبد أيّام نبيّ الله نوح عليه‌السلام ، وكان على هيئة نسر.

نقله إلى اليمن عمرو بن لحيّ الخزاعيّ ، ودعا الناس إلى عبادته فأجابته حمير ، فدفعه إلى معدي كرب من ذي رعين ، فعبدته حمير ومن والاها ، ومن ثمّ نقله مع أصنام أخرى إلى بقية أنحاء شبه الجزيرة العربيّة لعبادتها.

ويقال : إنّه كان مختصّا بقبيلة ذي الكلاع ، وقيل : كان لقبيلة بني ذخران بن وائل ، وقيل : كان لقبيلة حصين.

ولم يزل نسر معبود الحميريّين حتّى أشاع ذو نؤاس اليهوديّة في اليمن ، فنقل إلى الكعبة المشرّفة وعلّق على يسار بابها ، فكانت قريش تلطّخه وسائر الأصنام بالمسك والعنبر.

يقول المؤرّخون : إنّه كان أفراد مؤمنون صلحاء بين آدم عليه‌السلام ونوح عليه‌السلام فماتوا ، فحزن الناس عليهم ، فجاءهم إبليس ، وقيل : فجاءهم رجل من بني قابيل بن آدم ، واتّخذ لهم أصناما تماثل صورهم ليأنسوا بها ، فلمّا انقرض ذلك العصر وتلاه عصر آخر جاءهم

__________________

السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٥٦ ـ ٣٦٥ وج ٢ ، ص ٣٣ وج ٤ ، ص ٣ و ، راجع فهرسته ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ١٣ صبح الأعشى ، ج ٥ ، ص ٣٢٢ و ٤٨٣ وج ٦ ، ص ٤٦٦ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٨ ، ص ٩٧ ـ ٩٩ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٩ ؛ العقد الفريد ، ج ٢ ، ص ٧٣ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ١١٨ ـ ١٢٠ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٥ ، ص ٣٦٧٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٢٨٩ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٥١ و ٥٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٧٩ ـ ٨٢ و ٢١٠ و ٢١٣ و ٢٩٢ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٤٥٩ و ٦٦٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٢٠٧ وراجع فهرسته ؛ كنز العمال ، ج ١٤ ، ص ٣٣ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٥٢ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٤٧ ، ص ٣٥٢ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٩١٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٤٩ و ٢٥٣ و ٢٥٥ ؛ المحبر ، ص ٧٦ و ٨٩ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ٥٣٤ و ٥٣٥ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتظم ، ج ٢ ، ص ٣٨١ وراجع فهرسته ؛ منتهى الارب ، ج ٤ ، ص ١٢٢٩ ؛ مواهب الجليل ، ص ٩٦ ؛ نسب قريش ، ص ٨١ و ٣٢٢ ؛ وراجع فهرسته ؛ نمونه بينات ، ص ١٢٢ و ١٧٦ و ٢٩٩ و ٣٠٣ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ١٩٤ ـ ١٩٦ وج ٢ ، ص ٧٣٤ ـ ٧٣٦ ؛ وقايع السنين والأعوام ، ص ٦٢.

٩٧٦

إبليس وقال لهم : إنّ هذه الأصنام والصور هي آلهة كانوا آباؤكم يعبدونها فاعبدوها ، فعبدوها وضلّوا عن الحقّ ، وكان من جملتها نسر ، فدعا عليهم نوح عليه‌السلام فأهلكهم الله.

يقال : إنّ نسرا كان من أبناء آدم عليه‌السلام ، وقيل : كان من المؤمنين الذين ركبوا السفينة مع نوح عليه‌السلام ، ونجوا من الغرق والهلاك.

ولم يزل تعبده العرب وتقدّسه حتّى جاء الإسلام وقضى عليه وعلى بقيّة الأصنام التي كانت تعبد من دون الله.

القرآن العظيم ونسر

نزلت في المشركين الذين كانوا يعبدونه الآية ٧٣ من سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً ....)

وجاء ذكره ضمن الآية ٢٣ من سورة نوح : (وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً.)(١)

__________________

(١). الأصنام ، ص ١١ و ٥١ و ٥٧ ؛ أعلام قرآن ، ص ٦١٠ ؛ أقرب الموارد ، ج ٢ ، ص ١٢٩٥ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٨٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ١٧٧ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٥٦٣ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ١ ، ص ٤١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٢٦ و ٢٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١٠ ، ص ١٤١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٣٤١ و ٣٤٢ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ و ٣٨٩ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٥٣١ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٩ ، ص ٤٠ ؛ تفسير شبّر ، ص ٥٣٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ٢٣٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٩ ، ص ٦٢ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٤٠٥ و ٤٠٦ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٣ ، ص ١٤٢ ـ ١٤٤ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ و ٣٨٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٤٢٧ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٦ ، ص ١٠٤ ؛ تفسير المراغي ، المجلد العاشر ، الجزء التاسع والعشرون ، ص ٨٧ ؛ تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٣٤ و ٣٥ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٤٢٥ و ٤٢٦ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٨٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٨ ، ص ٣٠٧ ـ ٣١٠ ؛ حياة الحيوان ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ؛ الحيوان ، ج ٧ ، ص ٥٢ و ٥٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ و ٢٧٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٨٢ ؛ علل الشرائع ، ص ٣ و ٤ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٥ ، ص ٣٧٠٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤١ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٦٨ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ١١٤ و ١١٥ ؛

٩٧٧

نسيبة بنت كعب

هي أمّ عمارة نسيبة ، وقيل : سنينة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجّار الأنصاريّة ، المازنيّة ، النجّاريّة ، المدنيّة ، زوجة زيد بن عاصم.

صحابيّة جليلة ، مجاهدة شجاعة.

حضرت بيعة العقبة ، وبايعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهدت واقعة أحد ، وصلح الحديبية ، وواقعة حنين ، وبيعة الرضوان ، ويوم اليمامة.

قاتلت يوم أحد فأصيبت باثنتي عشرة جراحة ، وفي يوم اليمامة قطعت يدها.

كانت تقاتل في الوقائع التي حضرتها مقاتلة الأبطال ، وتداوي جرحى المسلمين ، وتسقيهم الماء.

حدّثت عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وروى عنها جماعة.

كانت على قيد الحياة أيّام حكومة أبي بكر ، وقيل : توفّيت حدود سنة ١٣ ه‍.

القرآن المجيد ونسيبة بنت كعب

في أحد الأيّام جاءت إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالت : يا رسول الله! أرى أنّ القرآن يذكر الرجال دون النساء ، فنزلت جوابا لها الآية ٣٥ من سورة الأحزاب : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ....)(١)

__________________

قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٣٣٥ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٦١٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ١٠ ، ص ٢٤١ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٤٧ ، ص ٤٧٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٩٢ ؛ مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٥٤٧ و ٥٤٨ ؛ المحبر ، ص ٣١٤ و ٣١٧ ؛ مرآة الزمان ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٢١٩ ؛ معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ٢٨٤ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٤٩٠ ؛ المنتظم ، ج ١ ، ص ٢٥١ و ٢٥٢ ؛ مواهب الجليل ، ص ٧٦٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٥٥١.

(١). أسباب النزول ، للسيوطى ـ آخر تفسير الجلالين ـ ص ٦١٧ ؛ أسباب النزول ، للقاضى ، ص ١٨٠ ؛

٩٧٨

النضر بن الحارث

هو أبو قائد ، وقيل : أبو قتيلة الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ، العبدريّ.

من شخصيّات قريش وشجعانها في الجاهليّة ، وابن خالة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله. لمّا جاء الإسلام استمرّ على كفره وشركه بالله ، وأصبح من ألدّ خصوم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، وأخذ يؤذي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويكذّبه.

كان مطّلعا على كتب الفرس وتواريخهم ، ويكثر مخالطة ومجالسة اليهود والنصارى ، وكان أوّل من غنّى على العود من العرب بألحان الفرس.

في السنة الثانية من الهجرة اشترك مع المشركين في واقعة بدر الكبرى ، وكان حاملا

__________________

الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٤ ، ص ٤١٧ و ٤٧٥ و ٤٧٨ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٥٥٥ و ٦٠٥ و ٦٠٦ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٤١٨ و ٤١٩ و ٤٧٩ ؛ الأعلام ، ج ٨ ، ص ١٩ ؛ أعلام النساء ، ج ٥ ، ص ١٧١ ـ ١٧٥ ؛ أعلام النساء المؤمنات ، ص ٦٢٥ ؛ الاكمال ، ج ٧ ، ص ٢٥٩ ؛ امتاع الاسماع ، ج ١ ، ص ١٤٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ١٥٨ و ١٦٦ وج ٤ ، ص ٣٥ ؛ تاج العروس ، ج ١ ، ص ٤٨٤ ؛ تاريخ الاسلام ، (السيرة النبوية) ، ص ٣٠٧ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٣٦ ؛ تبصير المنتبه ، ج ٣ ، ص ١١٨٦ وج ٤ ، ص ١٤١٥ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ و ٣٣٠ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٢٣ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٠ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٦٢ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٤٢٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٤ ، ص ١٨٥ ؛ حلية الأولياء ، ج ٢ ، ص ٦٤ و ٦٥ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٤٩٩ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٠٠ ؛ الروض الانف ، ج ٤ ، ص ٨٢ و ١١٨ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٥ ، ص ٨٠ ـ ٨٢ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ـ ٢٨٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٨٤ و ١٠٩ وج ٣ ، ص ٨٦ و ٨٧ ؛ صفوة الصفوة ، ج ٢ ، ص ٦٣ و ٦٤ ؛ طبقات خليفة ، ص ٣٣٩ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٨ ، ص ٤١٢ ـ ٤١٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٣١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٩٨ ؛ كنز العمال ، ج ١٣ ، ص ٦٢٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٤٧ ، ص ٤٧٩ ؛ المحبر ، ص ٤٢٨ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١٠ ، ص ٣٧ و ٣٨ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتظم ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ؛ منتهى الارب ، ج ٤ ، ص ١٢٤٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٦٣٧.

٩٧٩

لأحد ألويتهم ، فأسّره المسلمون ، وقدّموه بين يدي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام بقتله ، فقتله بالأثيل قرب المدينة المنوّرة.

كان من جملة المتآمرين على اغتيال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الليلة التي غادرها وهاجر إلى المدينة ، وجعل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في فراشه.

تولّى كتابة الصحيفة التي بموجبها قاطعت قريش بني هاشم ، فدعا عليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فشلّت أصابعه.

القرآن العظيم والنضر بن الحارث

قال المترجم له وجماعة من الكفّار للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لن نؤمن بك حتّى يأتينا كتاب مكتوب من الله ، ومع الكتاب أربعة من الملائكة يشهدون بأنّه من الله ، فنزلت الآية ٧ من سورة الأنعام : (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ.)

وجاء مع جماعة من المشركين إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا له : لو جعل معك يا محمّد ملك يحدّث عنك الناس ويرى معك ، فنزلت الآية ٨ من نفس السورة السابقة : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ.)

وفي أحد الأيّام جاء مع جماعة على شاكلته من المشركين إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقرأ القرآن ، فأخذوا يستمعون إليه ، ثمّ قالوا للمترجم له : ما يقول محمّد؟ قال : والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول ، إلّا أنّي أرى يحرّك شفتيه ويتكلّم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأوّلين ، مثل ما كنت أحدّثكم عن القرون الماضية ، فنزلت الآية ٢٥ من نفس السورة : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....)

كان يقول : إنّ اللات والعزّى سوف يشفعان لي ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من السورة السابقة : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ....)

وكان يقول : إن جاءنا نذير لنكوننّ من أهدى الأمم ، فنزلت فيه الآية ١٠٩ من نفس السورة السابقة : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ....)

٩٨٠