أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

الدعوة المحمّدية.

كان من ألدّ خصوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأكثرهم إيذاء له ، وأشدّهم استهزاء به واحتجاجا عليه.

كان يتوعّد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالقتل ، واشترك مع جماعة من المشركين في الهجوم على دار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومحاولة اغتياله في الليلة التي هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة وجعل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في فراشه.

في السنة الثالثة من الهجرة في معركة أحد ، وقيل : في معركة بدر تعقب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الشعب بمنطقة السرف على أميال من مكة وهو يقول : أي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا نجوت إن نجوت ، فلما دنا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تناول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحربة من الحارث بن الصمة وطعنه في عنقه وقتله.

القرآن المجيد وأبي بن خلف

لما أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو الناس إلى الإسلام تقدم أبي بن خلف وجماعة من المشركين إليه وقالوا : لو جعل معك يا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ملك يحدّث الناس ويرى معك ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٨ من سورة الأنعام : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ....)

في أحد الأيام جاء هو وفريق من المشركين إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتلو القرآن ، فقالوا لأحدهم : ما يقول محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : ما أدري ما يقول! ولكنّه ما يقول إلّا أساطير الأولين ، فنزلت فيهم وفيه الآية ٢٥ من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ....)

وجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعظم رميم وقال : يا محمد! أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم؟! فنزلت فيه الآية ٤ من سورة النحل : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)

وكذلك جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه عظام بالية يفتّها بيده وهو يقول : زعم لكم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّا نبعث بعد ما نموت ، فنزلت فيه الآية ٦٦ من سورة مريم : (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا.)

٦١

كان من جملة الذين اتهموا عائشة بنت أبي بكر ، وقيل : مارية القبطية بالفاحشة ، فشملته الآية ١١ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ....)

ونزلت فيه تتمة الآية ١١ من سورة النور : (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ.)

كان متحالفا مع عقبة بن أبي معيط ، وفي أحد الأيام عمل عقبة وليمة ، فدعا إليها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجماعة ، فلما جاء وقت الطعام قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعقبة : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد بأن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله ، فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رسول الله ، فأكل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك الطعام.

فلما علم أبي بإسلام عقبة طلب منه أن يرتد عمّا أقدم عليه ، وأن يهين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأجابه عقبة إلى ذلك ، فارتد وبزق في وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيه وفي عقبة الآية ٢٧ من سورة الفرقان : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً.)

وجاء يوما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعظم بال وقال : يا محمد! ترى الله يحيي هذا بعد ما أصبح رميما؟! فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، ويبعثك ويدخلك في النار ، فنزلت فيه الآية ٧٧ من سورة يس : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ.)

وكذلك نزلت فيه الآية ٧٨ من نفس السورة : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.)

وجوابا لسؤاله في الآية السابقة نزلت فيه الآية ٧٩ من نفس السورة : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ.)

وكذلك أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعظمة بالية وقال : يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله! هل تتصور بأنّ هذه العظمة البالية تحيا ثانية؟ فنزلت فيه الآية ٣ من سورة ق : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ.)

ولشدة غروره وتجبره نزلت فيه الآية ٦ من سورة الانفطار : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ.)

ونزلت فيه الآيات التالية من سورة الهمزة : الآية ١ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)

والآية ٢ (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ.)

٦٢

والآية ٣ (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ.)

والآية ٤ (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ.)

في أحد الأيام اعترض أبي وجماعة من المشركين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يطوف حول البيت الحرام ، فقالوا : يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله! هلمّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد ، فنزلت فيه وفي صحبه الآيات التالية من سورة الكافرون : الآية ١ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ.)

والآية ٢ : (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.)

والآية ٣ : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)

والآية ٤ ؛ (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ.)

والآية ٥ : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)

والآية ٦ : (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.)(١)

__________________

(١) أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٤٣١ و ٤٣٢ و ٦١٩ و ٦٣٢ ؛ اسباب النزول ، للقاضي ، ص ١٦٥ و ١٦٦ و ١٨٩ و ٢٤٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٧٥ و ٢٢٩ و ٢٤٨ و ٢٧٦ و ٢٧٧ و ٣٠٣ ؛ الاشتقاق ، ص ١٢٨ و ١٢٩ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٨ و ٦٩٩ و ٧٠٠ ؛ أمالي الطوسي ، ج ٢ ، ص ٧٩ ؛ تاريخ الإسلام ، للذهبي (السيرة النبوية) ، ص ٢١٦ و (المغازي) ، ص ١٧٩ و ١٨٣ و ١٩٥ و ٢٠٦ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ و ٤١٣ و ٤٣٦ و ٤٣٧ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ٢٤ وراجع فهرسته ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٢٢ و ٣٤٨ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٢٠٠ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣١٠ ؛ تفسير أبي السعود ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الصافي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، راجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ؛ تفسير ابن كثير ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المنار ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، راجع مفتاح التفاسير ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٦٠ و ١٦١ ؛ جمهرة النسب ، ص ٩٥ ؛ جوامع الجوامع ، راجع مفتاح التفاسير ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٢ ، ص ٤٢٧ ؛ الدر المنثور ، راجع مفتاح التفاسير ؛ الروض الالف ، ج ٦ ، ص ٧ ـ ٩ و ٣٢ ؛ الروض المعطار ، ص ٣١٢ ؛

٦٣

أبيّ بن شريق (الأخنس بن شريق)

هو أبو ثعلبة أبي ، المشهور بالأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي مسلمة بن عبد العزى الثقفي ، حليف بني زهرة ، أحد أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المؤلفة قلوبهم ، وكان حلوا المنطق ، منافقا ، شريرا ، خبيثا.

يوم واقعة بدر أشار على حلفائه من بني زهرة بالرجوع إلى مكة وعدم الاشتراك في تلك المعركة ، فرجعوا ولم يشهدوها ، فسلموا من القتل ، فخنس بهم ـ أي تأخر ـ فاشتهر بالأخنس.

أسلم يوم فتح مكة ، وشهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واقعة حنين.

توفّي سنة ١٣ ه‍ في أول خلافة عمر بن الخطاب.

القرآن العظيم والأخنس بن شريق

أقبل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة وأعلن إسلامه ، وقال : إنّما جئت أريد الإسلام والله يعلم أنّي لصادق ، ثم خرج من عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فمر بزرع وحمر لبعض المسلمين ، فأحرق

__________________

السيرة النبوية لابن اسحاق ، ص ١٤٤ و ٣٣١ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ـ ٤٤٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٨٧ وج ٢ ، ص ٣٦ وج ٣ ، ص ٨٩ و ١٣٥ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٤٣٠ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٧٠ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٣٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٥٩٣ وج ٣ ، ص ٢٧٦ وج ٤ ، ص ٣٠ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ وج ٤ ، ص ٤٣ وج ٥ ، ص ٣٥٥ و ٤١٩ و ٥٨٢ و ٧٠٥ وج ٧ ، ص ٢٨ و ٤٢٧ وج ٨ ، ص ٢٤٧ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٢٣ و ٤٥٣ وج ٤ ، ص ١٧٥ و ٢٦١ و ٤١٥ وج ٥ ، ص ٣٨٤ ، وج ٨ ، ص ٤٣٣ وج ١١ ، ص ١١٨ و ٣٠٢ و ٥٤٧ ؛ مجمع البيان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ١٠٨ و ١٤٠ و ١٦١ و ١٧٤ و ٢٧١ و ٢٧٢ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ١٤ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ نسب قريش ، ص ٣٨٧ ؛ نمونه بينات ، ص ٤٧٧ و ٥٢٥ و ٥٨٣ و ٦٦٥ و ٧٥٢ و ٨٧٩ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٢٣١ وج ٢ ، ص ٦٨٥ و ٦٨٧.

٦٤

الزرع ، وعقر الحمر ، فأنزل الله تعالى فيه الآية ٢٠٤ من سورة البقرة : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ.)

وكذلك نزلت فيه الآية ٢٠٥ من نفس السورة : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ.)

وفي أحد الأيام التقى بأبي جهل ، فسأله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أصادق هو أم كاذب؟ فقل أبو جهل : والله إنّ محمدا لصادق وما كذب قط ، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والندوة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فنزلت فيه وفي أبي جهل الآية ٣٣ من سورة الأنعام : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ.)

كان ينافق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويظهر له بما يحب ، ويضمر في قلبه ما يكره ، فكان يجالس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويظهر ما يسرّه ، ويخفي في قرارة نفسه خلاف ما يظهر ، فنزلت فيه الآية ٥ من سورة هود : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.)

ونزلت فيه وفي الوليد بن المغيرة الآية ٣١ من سورة الزخرف : (عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.)

ونزلت فيه الآيات التالية من سورة القلم : الآية ٨ (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ.)

والآية ٩ : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ.)

والآية ١٠ (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ.)

والآية ١١ (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ.)

والآية ١٢ (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.)

والآية ١٣ (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ.)

والآية ١٤ (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ.)

والآية ١٥ (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.)

والآية ١٦ (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ.)

٦٥

ونزلت فيه الآيات التالية من سورة الهمزة :

الآية ١ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)

والآية ٢ (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ.)

والآية ٣ (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ.)

والآية ٤ (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ.)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للحجتي ، ص ١٤٠ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ، ـ ص ١٤٩ و ١٥٠ و ٦٣٠ و ٦٣٤ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٣٣ و ١٢٧ و ٢٣٥ و ٢٤٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٥٩ و ١٧٦ و ٢١٧ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٤٧ و ٤٨ و ٥٦ ؛ الاشتقاق ، ص ٣٠٤ و ٣٠٥ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٥ و ٢٦ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٢٩٢ و ٢٩٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٦٢ و ٨٧ و ١٣٥ و ٢١٢ و ٢٦٥ وج ٧ ، ص ٢٠٥ وج ٨ ، ص ٢٥٠ ؛ تاج العروس ، ج ٤ ، ص ١٤٢ ؛ تاريخ الاسلام ، للذهبي (المغازي) ، ص ٥٣ و ١٠٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٣٧ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٦٨ و ٤٢٨ و ٤٤٩ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ١٧٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣ و ١١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١١٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣٢ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ٢١١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبرى ، ج ٢ ، ص ١٨١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبى الفتوح الرازى ، ج ١ ، ص ٣٣٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير فخر رازى ، ج ٥ ، ص ٢١٥ وراجع فهرسته ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٢٤٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ٢ ، ص ٩٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٠٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ١٤ وراجع فهرسته ؛ جمهرة اللغة ، ج ١ ، ص ٥٩٩ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٢٣٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ٣٢٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٨٩ و ١٩٠ و ٢٣٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٠١ و ٣٣٧ و ٣٨٦ وج ٢ ، ص ٢٧١ وغيرها ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٢٩٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٢١٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٦٠ و ١٢١ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ١٧٩ و ٢٥٠ و ٢٥١ وج ٤ ، ص ٥٨٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٥٤٧ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٥ ، ص ١٥٢٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٥٣٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ٢٨٨ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٤ ، ص ١٥٦ و ٣٨٨ و ٣١٧ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٦٩ و ٤٥٤ و ٢٨٢ و ٨٧٩ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٦ ، ص ١٨٩ و ١٩٠ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٢١٤.

٦٦

أبي بن كعب

هو أبو المنذر ، وأبو الطفيل ، وأبو يعقوب أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري ، الخزرجي ، النجاري ، المعاوي ، المدني ، وأمه صهيلة بنت الأسود الخزرجية.

من فضلاء وأجلّاء أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأحد المسلمين الأوائل ، وسيّد قرّاء القرآن وعلمهم ، راوية ثقة ، وصاحب قضاء وفتيا.

كان في الجاهلية حبرا من أحبار اليهود ، عارفا بالقراءة والكتابة ، ومطّلعا على الكتب القديمة.

أسلم ، وشهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واقعة بدر والعقبة الثانية وما بعدها من المشاهد.

كان أوّل من كتب الوحي للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وآخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.

كان من الموالين المخلصين والمتشيعين الأوائل للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : أقرأ أمّتي أبي بن كعب.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنكر على أبي بكر بن أبي قحافة تقدّمه على الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقال له : لا تجحد حقا جعله الله لغيرك ، ولا تكن أوّل من عصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيّه وصفيّه وصدّ عن أمره ، اردد الحق إلى أهله تسلم ، ولا تتماد في غيّك فتندم ، وبادر الإنابة يخفّ وزرك ، ولا تخصص هذا الأمر الذي لم يجعله الله لك نفسك ، فتلقى وبال عملك ، فمن قريب تفارق ما أنت فيه ، وتصير إلى ربّك بما جنيت ، وما ربّك بظلّام للعبيد.

وفي أيام عمر بن الخطاب شهد وقعة الجابية ، وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس.

توفّي بالمدينة المنوّرة سنة ٣٠ ه‍ ، وقيل : سنة ٢٢ ه‍ ، وقيل : سنة ١٩ ه‍ ، وقيل :

٦٧

سنة ٢٠ ه‍ ، وقيل : سنة ٢١ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٦ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٢ ه‍ ، ودفن فيها.

القرآن الكريم وأبي بن كعب

في أحد الأيّام كان يصطحب بعض المؤمنين فمرّ بهم بعض اليهود ، فأخذ اليهود يفتخرون عليه وعلى صحبه بقولهم : إنّ ديننا خير مما تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فنزلت فيه وفي المؤمنين الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ....) (١)

__________________

(١). الاتقان ، ج ٤ ، ص ٢٣٣ و ٢٤٠ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٠١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٤٧ ـ ٥٢ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٤٩ ـ ٥١ ؛ الاشتقاق ، ص ٤٤٩ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ١٩ و ٢٠ ؛ الأعلام ، ج ١ ، ص ٨٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، راجع فهرسته ؛ أعيان الشيعة ، ج ٢ ، ص ٤٥٥ ـ ٤٥٨ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ١١٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ٩٩ ؛ تاريخ الاسلام ، للذهبي (السيرة النبوية) ، ص ٤١٠ و (المغازي) ، ص ١٢٥ و ٢١٠ و ٦٦٢ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٣٧ و ٤٨٦ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ١٤٣ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٢ ، ص ٣٩ و ٤٠ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٦٤ و ٢١٤ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ؛ تاريخ اليعقوبي ، راجع فهرسته ؛ تأسيس الشيعة ، ص ٣٢٣ و ٣٢٤ و ٣٤١ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٥٥٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٢٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٧١ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ٢٩ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٦٢٧ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٤٤ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٠٨ ـ ١١٠ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ـ ٣٣٤ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١ ، ص ١٦٤ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٤١ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ـ ٢٧٢ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٨٤ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٣٩ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٣٩ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٢٥٠ و ٢٥٦ ؛ حياة الصحابة ، ج ١ ، ص ٤٤٧ و ٤٤٨ وج ٢ ، ص ٧٥ و ٧٦ و ٩٦ وج ٣ ، ص ٤٨٦ وج ٤ ، ص ٢٨ و ٥٢ و ٢٩٢ ؛ الخصال ، ص ٤٦١ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢١ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٢ ، ص ٤٢٧ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ٣٢٣ ـ ٣٢٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٦٣ ؛ دول الاسلام ، ص ٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٢ و ٦٦ ؛ رجال الحلي ، ص ٢٢ ؛ رجال ابن داود ، ص ٣٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٤ ؛ الروض المعطار ، ص ١٥٨ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٣٨٩ ؛ السيرة

٦٨

نبي الله إدريس عليه‌السلام

هو إدريس بن يارد ، وقيل : لود بن مهلائيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه‌السلام.

جاء اسمه في التوراة : خنوخ أو أخنوخ ، ويسمّيه اليونانيون : أرميس أو طرميس ، ويعرف بهرمس الحكيم.

هو ثالث الأنبياء بعد آدم عليه‌السلام وشيث عليه‌السلام ، أرسله الله لهداية البشر وإرشادهم ، وكان صلب الإيمان ، صالحا ، زاهدا ، تقيّا ، يصوم نهاره ، ويسبّح الله فيه ، ويقدّسه ، ويبيت حيثما جنّه الليل.

ولد بمصر في مدينة منوف ، ثم تجوّل في أرجاء الأرض ، ثم عاد إلى مصر ، ويقال : ولد ببابل في العراق ، وبها نشأ وترعرع ، ثم رحل إلى مصر.

__________________

النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٥١ و ١٥٢ و ٣٦١ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٢٠ و ٣١ و ٣٢ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٩٢ و ٤٢٢ و ٤٥٣ وج ٣ ، ص ١١ وج ٦ ، ص ١٨٩ و ٣٨٠ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٤٧٤ ـ ٤٧٧ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٨٨ و ٨٩ ؛ طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٣١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٤٩٨ ـ ٥٠٢ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٧ و ٢٠ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٧٨ وج ٤ ، ص ٩ و ٨٧ ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ١٦ ؛ الفهرست ، للنديم ، ص ٢٩ و ٣٠ ؛ قاموس الرجال ، ج ١ ، ص ٣٥٢ ـ ٣٥٧ ؛ الكامل في التاريخ ، راجع فهرسته ، الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٥٦ ؛ الكواكب الدرية ، ج ١ ، ص ٤٥ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣ ، ص ٩٥٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٨١٠ ؛ مجمع الرجال ، ج ١ ، ص ٨٣ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٦٢ ؛ المحبر ، ص ٧٣ و ٢٨٦ ؛ المختصر ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣١١ ؛ المخلاة ، ص ٦٠٠ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٧٥ و ٧٧ ؛ مشاهير علماء الاعصار ، ص ١٢ ؛ المعارف ، ص ١٤٩ و ١٥٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٣٦٤ و ٣٦٥ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ١٥٥ ؛ منتهى المقال ، ص ٢٧ ؛ منهج المقال ، ص ٢٩ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ٧٧ ؛ نقد ، الرجال ص ١٦ ؛ نمونه بينات ، ص ١٣٩ ؛ نهاية الارب ، ص ٢١٣ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٦ ، ص ١٩٠ و ١٩١ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٣٠ ، ص ٣٠٣ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، راجع فهرسته.

٦٩

كان من السريان ، وكان خيّاطا ، ويعدّ أوّل من خاط الثياب ولبسها ، وكان الناس من قبله يلبسون الجلود.

أدرك من حياة آدم عليه‌السلام ٣٦٨ سنة ، وقيل : ٣٠٨ سنوات.

تعلّم علوم شيث بن آدم عليه‌السلام ، وتولّى سدانة بعض المعابد ، ولما طعن في السن بعثه الله للنبوّة ، فقام بإرشاد الناس في بابل ، وأمرهم بعبادة الله وتوحيده ، ونهاهم عن مخالفة شرائع آدم عليه‌السلام وشيث ، فلم يؤمن به إلّا القليل من أهل بابل ، فرحل وشيعته إلى مصر واستوطنوها ، فقام بها بنشر دعوته وهدايتهم عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وهبه الله معرفة لغات أهل زمانه ، فكان يكلّم جميع الناس بألسنتهم ، وعلّمه الباري شتّى فنون العلم والمعرفة ، كالفلك والنجوم والحكمة والحساب والطب والأدب والشعر وعلم الهيئة ، بالإضافة إلى القراءة والكتابة ، فكان أوّل من كتب بالقلم.

قام بتخطيط المدن ، وشجّع الناس على بنائها حتى بلغت الّتي شيّدت في زمانه ١٨٨ مدينة.

قسّم الأرض إلى أربعة أقسام ، وعيّن لكل قسم معمور منها ملكا يحكمهم بموجب شرائع وقوانين تناسب سكانها ، والملوك هم : ايلدوس ، وزوس ، واسقلبيوس ، وزوس أمون.

قام ولأول مرة ببناء الهياكل لتمجيد الله سبحانه وتعالى ، وأمر ببناء الأهرام بصعيد مصر ، وصوّر فيها مختلف العلوم والصناعات وآلاتها ومميزاتها ؛ حرصا منه على بقائها للأجيال من بعده.

عاصر جماعة من الملوك الطغاة العصاة المفسدين في الأرض والظالمين ، فدعا عليهم وطلب من الله خلاص الناس منهم ، فلبّى الله طلبه ، فسلبهم ملكهم وسلطانهم ، وأهلكهم ، وخرّب ديارهم.

كان يحث الناس على الأعمال الصالحة كالصلاة والصيام والجهاد في سبيل الله ، ومساعدة الفقراء عن طريق الزكاة ، وحرّم عليهم المسكرات ، وأكل لحم الخنزير والكلاب ، وكان يحثهم على الطهارة من الجنابة ، وكان يعاقب من يخالف أوامره ونواهيه.

٧٠

لما كان في بابل كان يكثر القدوم إلى مسجد السهلة بالكوفة ؛ للعبادة ، وفيه كان يخيط الثياب.

كانت أوامر وتشريعات السماء تنزل عليه على هيئة صحف عرفت بصحف إدريس ، وكان عددها ٤٢ صحيفة ، وقيل : ٣٠ ، وقيل : ٢٩ ، فكانت مملوّة بالآداب والمواعظ المفيدة والإرشادات النافعة ، والحكم والنصائح القيّمة ، ويقول المحققون : إنّ جميعها ألقيت في البحر وتلفت.

كان يحفظ على ظهر الغيب صحف آدم عليه‌السلام وصحف شيث عليه‌السلام وصحفه الخاصة به ، وكان يدرّسها للناس.

تزوّج من هدانة ، وقيل : اذانة بنت باويل بن محويل بن خنوخ ، فأنجبت له ولدا سمّي متوشالخ ، وكان عمر إدريس عليه‌السلام يومئذ ٣٠٠ سنة.

لشدّة إيمانه بالله وصلاحه حسده إبليس ، فرفعه الله مكانا عليّا ، وأدخله الجنة وهو حيّ ، وقيل : قبض ملك الموت روحه في طبقات السماء.

اختلفت الروايات في مدة حياته ، فمنهم من قال : إنّه عاش ٣٦٥ سنة ، وقيل :

٣٠٠ سنة ، وقيل : ١٦٥ سنة ، وقيل : ٨٢ سنة ، والله أعلم بحقائق الأمور.

استخلفه وقام مقامه في النبوّة ابنه متوشالخ.

هناك قصص وخرافات تدور حول شخصيّة إدريس عليه‌السلام يذكرها اليهود في كتبهم أعرضنا عنها.

القرآن المجيد وإدريس عليه‌السلام

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) مريم ٥٦.

(وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) مريم ٥٧.

(وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) الأنبياء ٨٥. (١)

__________________

(١). اثبات الوصية ، ص ١٧ ـ ١٩ ؛ الأخبار الطوال ، ص ١ ؛ أخبار العلماء باخبار الحكماء ، ص ٢ ؛ الاختصاص ، ص ٤٨ و ٢٦٤ ؛ الأصنام ، ص ٥٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلى ، ص ٨٢ ـ ٩٢ ؛ امالى الطوسى،

٧١

__________________

ص ٢٤٠ ، ٥٧ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٦٥ ـ ٧٠ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ١١ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٩٢ ، وج ٦ ، ص ٢٨٧ ـ ٢٩٠ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٥١ و ٥٢ ؛ تاج العروس ، ج ٤ ، ص ١٤٩ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٥٠ ـ ٥٣ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ١ ، ص ١٨٥ ـ ١٩٤ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ١ ، ص ٣٤ و ٤٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٢٤ ـ ٢٦ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٦٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ١١٥ ـ ١١٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٧ و ٨ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ١٠ و ١١ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ١١ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ١٣٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٢٧٠ و ٢٧١ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ١٧ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٣٤ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٥٩٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ١٩٩ و ٢٠٠ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٠٣ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٢٨٥ و ٢٨٦ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٦ ، ص ٧٢ و ٧٣ وج ١٧ ، ص ٥٨ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٤٧٨ و ٤٧٩ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢١ ، ص ٢٣٣ و ٢٣٤ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٥١ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٢٧ ؛ تفسير المراغي ، مجلد ٦ ، جزء ١٦ ، ص ٦٣ و ٦٤ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٤ ، ص ٦٤ و ٦٥ ـ ٧٣ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٣٤٣ ـ ٣٥٠ ؛ التوراة ـ سفر التكوين ـ ، ص ٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ، ص ١١٧ ـ ١١٩ ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٧٦ ؛ حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٣٠ و ٣١ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٥٩ ـ ٦٣ ؛ الخصال ، ص ٥٢٤ ؛ خلاصة الأخبار ، ص ٥٧ و ٥٨ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ١ ، ص ٥٤١ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٢ ، ص ٦٣٩ و ٦٧١ و ٦٧٢ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ١ ، ص ١١٩ و ١٢٠ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦٢ ـ ٧٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ ـ ٢٧٧ ؛ الروض الأنف ، ج ١ ، ص ٧٨ ـ ٨٠ وج ٣ ، ص ٤٦٥ ؛ الروض المعطار ، ص ١٥٠ و ٥٠٢ ؛ سعد السعود ، ص ٣٩ و ١٢٤ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٤٤٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٤٠ و ٥٤ ؛ عرائس المجالس ، ص ٤٢ و ٤٣ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ١٠١ وج ٤ ، ص ٦ ؛ علل الشرائع ، ص ٢٧ ؛ عيون الأنباء ، ص ٣١ و ٣٢ و ٣٠٤ وغيرها ؛ فتح الباري ، ج ٦ ، ص ٢٨٨ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١٠٩ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ١ ، ص ١٤٤ ؛ فصوص الحكم ، ج ١ ، ص ٤٥ و ٧٥ و ٢٥٧ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٣٢ و ٣٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٧١ ـ ٧٨ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٣٦ ـ ٣٨ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٧٣ ـ ٨١ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٩٧ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ١٠١ ـ ١٠٣ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٢٤ ـ ٢٩ ؛ قصص قرآن ، للسورآبادي ، ص ٢٣٤ ـ ٢٣٦ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفى ، ص ٣٦ ـ ٣٩ ؛ الكامل فى التاريخ ، ج ١ ، ص ٦٢ و ٦٣ ؛ الكشاف ، ج ٣ ،

٧٢

أربد العامري

هو أربد بن قيس ، وقيل : مقيس ، وقيل : ربيعة بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب العامري ، الكلابي.

من رؤساء وشياطين وطغاة بني عامر ، ومن وجوه العرب في الجاهلية. أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشاهده ولم يسلم ، ثم أصبح من أشدّ المعاندين له والمستهزئين به ، وكان يتحيّن الفرص لقتل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

هلك على أثر صاعقة أصابته من السماء.

القرآن المجيد وأربد العامري

في السنة التاسعة من الهجرة وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة مع جماعة من الكفّار بينهم عامر بن الطفيل يريدون الغدر بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واغتياله ، فقال عامر لأربد : سأشغل عنك وجه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاذا فعلت ذلك اضربه بالسيف ، فدخلا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ عامر يناقش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويجادله ، منتظرا من أربد أن يقتل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن أربد لم يفعل ذلك ، فلما خرجوا من عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سأل عامر أربد عن سبب امتناعه عن تنفيذ ما اتّفقا عليه ، فقال أربد : ما هممت بالذي اتّفقنا عليه إلّا وجدتك بيني وبين

__________________

ص ٢٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ٦ ، ص ٥٥ ـ ٥٨ ؛ كمال الدين ، ص ١٢٧ ـ ١٣٣ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٧٩ و ٢١٣ وج ١١ ، ص ٧١٦ وج ١٥ ، ص ٣٩٧ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٥ ، ص ١٥٢٩ و ١٥٥٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٧٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٨٠١ و ٨٠٢ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٨٤ و ٤٣٢ ؛ المحبر ، ص ٣ و ١٣١ ؛ المخلاة ، ص ٧٥ و ٤٠٢ و ٦١٢ ؛ مرآة الزمان ـ السفر الأول ـ ، ص ٢٢٦ ـ ٢٢٩ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٩ و ٤٠ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٣ ، ص ٢٥٩ ـ ٢٦١ ؛ المعارف ، ص ١٣ ؛ معاني الأخبار ، ص ٤٨ ؛ معجم اعلام القرآن ، ص ٣٠ ؛ المعرب ، ص ١٠٢ و ١٠٣ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ١ ، ص ٤١ و ٤٨٨ ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ، ص ٣٦٧ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٩٩ ؛ النبوة والأنبياء ، للصابوني ، ص ٢٣٥ و ٢٣٦.

٧٣

محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى ما أرى غيرك فخشيت أن أضربك بالسيف ، فنزلت فيهما الآية ٨ من سورة الرعد : (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ....)

ونزلت فيه الآية ١١ من نفس السورة : (وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ.)

سأله قومه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأجابهم : لا شيء والله ، لقد دعانا إلى عبادة شيء ، لوددت أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتّى أقتله ، وبعد يومين من حديثه خرج ليبيع جملا له ، فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما ، فنزلت فيه الآية ١٣ من نفس السورة : (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ....)

وجاء يوما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بصحبة عامر بن الطفيل فسألا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الشيء الذي يدعوهم إليه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أدعوكم إلى الله وحده ، فقالا : هل الله من ذهب أو فضة أو حديد أو خشب؟ فنزلت فيهما سورة الإخلاص. (١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٦٠٥ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٢٣ ؛ الأغاني ، ج ١٥ ، ص ١٣٧ و ١٣٨ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٢٨٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٥١ و ٥٢ و ٥٤ ؛ بلوغ الارب ، ج ٢ ، ص ١٢٩ و ١٣٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٧٨ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٧٩ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ ، ص ٢٣١ و ٢٣٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٣٧٥ ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٢٨٥ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٥٠٣ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ١٠ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٦٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٣ ، ص ٨٤ و ٨٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ١٧٩ ـ ١٨١ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٩ ، ص ٢٧ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٥٠٧ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الخامس ، الجزء الثالث عشر ، ص ٨١ ؛ الجامع لاحكام القرآن ، ج ٩ ، ص ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٢٩٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٢٨٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٥٢ ؛ الروض الانف ، ج ٧ ، ص ٣٩١ ـ ٣٩٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢١٣ ـ ٢١٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٦٣٤ وج ٢ ، ص ٢٩٨ و ٢٩٩ ؛ الكامل للمبرد ، ج ٤ ، ص ٣١ و ٣٢ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ١٧٤ و ١٧٥ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٧٢ وج ٥ ، ص ٢٢٨ و ٣٣٦ وج ١٠ ، ص ١٩٨ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٤٣٥ ؛ المخلاة ، ص ٥٤٩ ؛ المفصل فى تاريخ العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥٥ و ٥٢١ وج ٩ ، ص ٥٥١ ـ ٥٥٣

٧٤

نبيّ الله أرميا عليه‌السلام

هو أرميا ، وقيل : أرمياء ، وقيل : يرميا ، وقيل : يرمية ، وقيل : رميا بن حلقيا ، وقيل : حزقيا من سبط لاوي ابن نبيّ الله يعقوب عليه‌السلام ، وقيل من سبط هارون بن عمران أخي موسى بن عمران عليه‌السلام.

أحد أنبياء بني إسرائيل بعد شعيا عليه‌السلام ، وهناك من وحّده مع نبيّ الله عزير عليه‌السلام ونبيّ الله الخضر عليه‌السلام ، وقيل : إنّ الخضر لقب من ألقابه. كان مؤمنا ، صالحا ، ورعا ، زاهدا ، قدّيسا ، كثير البكاء من خشية الله ، فعرف بالبكّاء.

بعثه الله إلى بني إسرائيل بعد أن عصوا الله ، وأظهروا المعاصي ، وقتلوا الأنبياء والصلحاء ؛ ليهديهم ويرشدهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحذّرهم غضب الجبّار ، فوقف بكلّ حزم أمام شركهم ومظالمهم الاجتماعيّة ، فكانت مدّة خدمته ٤١ سنة. قابلوه بالعصيان والتمرّد والتكذيب ، ثمّ ألقوا القبض عليه وسجنوه ، وذلك في عهد ملكهم صدقيا ، وبعد أن مكث في السجن عشر سنين أرسل الله عليهم نبوخذنصّر وجحافل عساكره ، فنزل في أراضيهم ، وبطش بهم ، وقتل منهم جمعا غفيرا ، وخرّب ديارهم ، وسبى الآلاف منهم ، ثمّ أمر بهدم بيت المقدس ، وأسر صدقيا الملك ، وأصدر أمرا بإلقاء القاذورات والجيف في معابدهم.

ولمّا علم نبوخذنصّر بتواجد المترجم له في أحد سجون بني إسرائيل ، وكونه من الأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم ليرشدهم ويهديهم طريق الحقّ والصواب ، ولكنّهم كذّبوه وعذّبوه ثمّ حبسوه ، فأمر بإطلاق سراحه من السجن ، وأحضره لديه وقال له : أكنت تحذّر قومك ما أصابهم؟ فقال أرميا عليه‌السلام : نعم ، فإنّ الله أرسلني إليهم فكذّبوني ، قال نبوخذنصّر : كذّبوك وضربوك وسجنوك؟ قال عليه‌السلام : نعم ، قال نبوخذنصّر : بئس

__________________

و ٥٥٥ و ٥٥٦ ؛ نمونه بينات ، ص ٤٦٢ و ٤٦٣ و ٤٦٤ و ٨٩٠ ؛ نهاية الارب ، ج ١٨ ، ص ٥١ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٨ ، ص ٣٣٢ ـ ٣٣٤ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ٢ ، ص ٧٥٥ و ٧٥٦.

٧٥

القوم قوم كذّبوا نبيّهم ، وكذّبوا رسالة ربّهم ، ثمّ خيّره بين المجيء معه أو البقاء في فلسطين ، ففضّل أرميا عليه‌السلام البقاء في بلاده ، فتركه بعد أن أحسن إليه.

وبعد رحيل نبوخذنصّر عن بيت المقدس اجتمع إلى المترجم له من بقي من ضعفاء بني إسرائيل فقالوا : نحن قد أسأنا وظلمنا ، ونحن نتوب إلى الله ممّا صنعنا ، فادع الله أن يقبل توبتنا ، فدعا أرميا عليه‌السلام ربّه ، فأوحى الله إليه أنّه غير قابل توبتهم ، فإن كانوا صادقين في أقوالهم فليقيموا معك في بيت المقدس ، فأخبر قومه بما أمره الله به ، فقالوا : لا نقم بهذه البلدة المخرّبة التي غضب الله على أهلها.

أمر الله المترجم له بأن يأتي إلى مكّة ويخرج منها معد بن عدنان لكيلا تصيبه النقمة ، فأخرجه وهو شابّ ، وأتى به إلى حرّان ، فلمّا انصرف نبوخذنصّر عن العرب ردّه إلى مكّة المكرّمة.

وكان قد تنبّأ لبني إسرائيل بسقوط أورشليم وخرابها وتدمير هيكل سليمان عليه‌السلام ، فدعاهم للخضوع والإذعان لنبوخذنصّر فكذّبوه واضطهدوه.

ويقال : إنّه خاف في أوّل الأمر من نبوخذنصّر عند ما هجم على بيت المقدس ، فأخذ تابوت السكينة وخبّأه في مغارة ؛ خوفا من أن يقضي عليه نبوخذنصّر وجنوده.

عاصر من ملوك بني إسرائيل كلّا من يوشيا ، ويواحاز ، ويهوياقيم ، وصدقيا ، وعاصر الملك الفارسيّ لهراسب.

كان أكثر الناس تصديقا له وإخلاصا إليه تلميذه اليمنيّ باروخ بن نريا الكاتب ، وتتلمذ عليه زرادشت ، ثمّ قام زرادشت بعمل أغضب فيه المترجم له ، فدعا عليه فبرص ، فعند ذاك فارق أستاذه واخترع دين المجوسيّة أو الديانة الزرادشتيّة.

ويقال : إنّ أرميا عليه‌السلام انتقل إلى مصر فألقى اليهود القبض عليه وسجنوه في بئر ، ثمّ أخرجوه ورجموه حتّى استشهد ، فدفنوه في مصر ، وفي عهد الإسكندر نقل تابوته إلى الإسكندريّة ودفنوه بها ، ويقال : إنّه رجع من مصر إلى بيت المقدس وعاش فيها ٣٠٠ سنة ثمّ توفّي.

ينسب إليه سفر يدعى «سفر أرميا» وله رسالة مطوّلة ضدّ عبادة الأوثان في بابل ، وينسب

٧٦

إليه المزمور الثاني والعشرون المنسوب لنبيّ الله داود عليه‌السلام ، وينسبون إليه ثلاثين مزمورا.

وله مراثي في خراب ودمار أورشليم تعرف ب «مراثي أرميا» أو «سفر المراثي».

توفّي حدود سنة ٥٨٦ قبل الميلاد ، وقيل : حوالي سنة ٥٧٠ قبل الميلاد ، وكانت ولادته بمدينة عثاتوث حدود سنة ٦٢٦ قبل الميلاد ، وقيل : حدود سنة ٦٥٠ قبل الميلاد ، وقيل : حدود سنة ٦٤٠ قبل الميلاد.

القرآن الكريم وأرميا عليه‌السلام

أوحى الله إليه ، أن اخرج إلى بيت المقدس إنّي عامرها ، فخرج إليها فرآها خرابا ، فقال : متى يعمّرها الله ومتى يحييها بعد أن خربت ومات أهلها فوضع رأسه ونام ، فمكث في نومه سبعين عاما ثمّ استيقظ ـ وكان نبوخذنصّر قد مات ـ فرأى المدينة قد عمّرت ، وسكنها الناس ، ثمّ أنامه الله حتّى مكث في نومه مائة عام ، ثمّ بعثه الله وهو يظنّ أنّه ما نام أكثر من ساعة ، فقال : أعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير ، فنزلت فيه ، وقيل في غيره الآية ٢٥٩ من سورة البقرة : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها ...)(١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، ص ٦٨٣ وراجع فهرسته ؛ أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ٤٣٦ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٥٠٢ ـ ٥٠٥ ؛ الأنس الجليل ، ج ١ ، ص ١٥٣ و ١٥٤ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ٧٧ و ١١٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٣٠٤ وج ٢ ، ص ٣١ ـ ٣٦ و ٣٩ و ١٨٠ وج ٦ ، ص ١٨٩ ؛ برهان قاطع ، ص ٧٧ و ٧٨ ؛ تاج العروس ، ج ١٠ ، ص ١٥٧ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٣٤٠ ـ ٣٤٨ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٦٩٦ و ٦٩٧ ؛ تاريخ أنبياء ، للموسوي والغفاري ، ص ٢٦٣ ـ ٢٦٩ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١٣٢ و ١٣٣ و ١٣٦ و ١٩٩ و ٢٠٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٨٢ و ٨٧ و ١٢٢ و ١٢٤ و ١٨٩ وج ٦ ، ص ١٢٧ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ٤٣ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٥١ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٤١ و ٤٢ و ٤٩ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٦٥ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ـ ٢٤٩ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ؛ تفسير شبّر ، ص ٧٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣ ، ص ١٩ و ٢٠ ؛ تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٤٠ ؛ تفسير أبي الفتوح ، ج ١ ، ص ٤٥١ ؛

٧٧

أسامة بن زيد

هو أبو محمّد ، وقيل : أبو زيد ، وقيل : أبو يزيد وقيل : أبو خارجة أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس الكلبيّ ، التنوخيّ ، المعروف بحبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وابن حبّه ، والملقّب بذي البطين ، وأمّه أمّ أيمن الحبشية حاضنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

أحد أصحاب وموالي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان محاربا شجاعا ، وأحد أغنياء وأثرياء وقته.

كان أبيض شديد البياض ، وأبوه أسود ، وكان أفطس.

ولد بمكّة ، ثم أسلم وصار من موالي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهاجر معه إلى المدينة ، واشترك

__________________

تفسير الفخر الرازي ، ج ٧ ، ص ٣٠ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٨٦ ـ ٩١ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣١٥ ؛ تفسير الماوردي ، ج ١ ، ص ٣٣١ ؛ تفسير الميزان ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٢٦٨ ـ ٢٧٥ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ ـ ٣٩٣ ؛ التوراة ، ص ٩٢٢ ـ ١٠٠٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ٢٨٩ و ٢٩٠ وج ١٠ ، ص ٢٢٠ وج ١١ ، ص ٢٧٤ ؛ جوامع الجامع ، ص ٤٧ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٣١٥ و ٣١٦ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ١ ، ص ٦٣٥ ـ ٦٣٧ ؛ دائرة المعارف للبستاني ، ج ٣ ، ص ٢٢٢ ـ ٢٣٠ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن ، ص ٦٦٧ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٧٠ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٣٣٣ ؛ سعد السعود ، ص ١١٧ ؛ صبح الأعشى ، ج ١٣ ، ص ٢٦٠ و ٢٦٥ ؛ عرائس المجالس ، ص ٢٩٨ ؛ عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٦١ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ١ ، ص ١٨٣ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٥٢ ـ ٥٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ٣٣٧ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٤٧٦ ـ ٤٨٤ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٢٠٧ ـ ٢٠٩ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٢٢٢ ـ ٢٢٥ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ـ ٣١٤ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٢١ و ٢٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٦٠ و ١٦٣ و ٢٥٨ و ٢٦٣ ـ ٢٦٦ و ٢٦٩ و ٢٧٢ وج ٢ ، ص ٣٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٣٨ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٥ ، ص ١٩٠٥ و ١٩٠٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٦٣٩ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٤٠ و ٢١٣ و ٢١٤ و ٤٢٦ و ٤٣٥ و ٤٣٦ ؛ المحبر ، ص ٦ و ٧ ؛ العرب ، ص ١١٨ ؛ ملحق المنجد ، ص ٣٦ ؛ المنتظم ، ج ١ ، ص ٤٠١ ـ ٤١٤ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ٤٧٨ ؛ المورد ، ج ٦ ، ص ١١.

٧٨

في واقعة حنين ، وحارب فيها ببسالة وشجاعة.

في السنة الحادية عشرة من الهجرة استعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على الجيش الذي سيّره إلى الشام ، والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ في مرضه الذي توفّي فيه ، وكان عمر أسامة يومئذ أقلّ من عشرين سنة.

تثاقل جماعة من المهاجرين والأنصار عن تنفيذ أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والالتحاق بجيش أسامة مع تأكيد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على تنفيذ ذلك البعث ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ويردّد : لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة ، ومع ذلك تخلّف الكثيرون ولم يشتركوا في جيشه ورجعوا إلى المدينة ، وكان ذلك بمشورة أسامة ورضاه.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سكن وادي القرى مدّة ، ثم انتقل إلى المدينة ، ومنها رحل إلى الشام ، فأقام بها مدّة ، ثم رجع إلى المدينة.

ولمّا تولّى أبو بكر بن أبي قحافة سدّة الحكم سنة ١١ ه‍ سيّره على رأس جيش إلى البلقاء في بلاد الشام ، فأغار على قرية ابنى وانتصر. وفي نفس السنة ولّاه أبو بكر إمرة المدينة المنوّرة.

وبعد مقتل عمر بن الخطاب مال إلى عثمان بن عفّان وناصره ، فمنحه عثمان قطعة من الأرض جزاء لموالاته له.

بعد مقتل عثمان لم يبايع الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ولم يشهد معه شيئا من حروبه ووقائعه لعناده وبغضه للإمام عليه‌السلام.

ولم يلبث طويلا حتى استيقظ ضميره ، فرجع إلى الإمام عليه‌السلام ووالاه ودعا له ، وتبرّأ من أعدائه ، وشهد بأنّه على الحق ، ومن خالفه ملعون وعلى باطل.

قال الإمام الباقر عليه‌السلام فيه : «إنّه قد رجع ، فلا تقولوا فيه إلّا خيرا».

توفّي بالجرف قرب المدينة ، وقيل : بالمدينة ، وقيل : بوادي القرى سنة ٥٨ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٩ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٤ ه‍ ، وقيل : سنة ٤٠ ه‍ ، وقيل : توفّي بعد مقتل عثمان بالجرف ، وحمل إلى المدينة فدفن فيها.

٧٩

القرآن العظيم وأسامة بن زيد

بعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في خيل إلى بعض قرى اليهود ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان من بين اليهود رجل يدعى المرداس بن نهيك وكان قد أسلم ، فلما أحسّ بخيل المسلمين جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل ، فلما قرب منه أسامة أخذ مرداس ينادي : أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رسول الله ، فعلاه أسامة بالسيف وقتله. فلمّا رجع إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : قتلت رجلا يشهد الشهادتين؟ فقال أسامة : يا رسول الله! قالها اتّقاء القتل ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلا شققت الغطاء عن قلبه ، ولا ما قال بلسانه قبلت ، ولا ما كان في نفسه علمت ، فنزلت في أسامة الآية ٩٤ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ....)

ومن بعد أن أسمعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الآية المذكورة أقسم أن لا يقاتل رجلا يشهد الشهادتين. (١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ١٤٣ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٥٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٤٢ و ١٤٣ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٥٧ ـ ٥٩ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٦٤ ـ ٦٦ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٣١ ؛ الأعلام ، ج ١ ، ص ٢٩١ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٤ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٣ ، ص ٢٤٧ ـ ٢٥٠ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ١٥٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٨ ، ص ٦٩ و ٧٠ وراجع فهرسته ؛ بهجة الآمال ، ج ٢ ، ص ١٨٢ ـ ١٨٩ ؛ تاج العروس ، ج ٩ ، ص ١٤٢ ؛ تاريخ الاسلام ، للذهبي (السيرة النبوية) ، ص ٨١ و ٨٧ و ١٢٩ و ١٧٧ و ٤١٤ وبعدها و (المغازي) ، ص ٦٤ و ١٠١ و ١١٣ و ٢٠٩ وبعدها ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٨٤٥ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ٢٠٥ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٦٥ و ٢١٦ ؛ تاريخ الخميس ، ج ٢ ، ص ١٥٤ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٢ ، ص ٢٠ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢١٤ وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ١٨٠ و ١٨٤ ؛ تاريخ اليعقوبي ، راجع فهرسته ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٢٩٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٣ ؛ التحرير الطاوسي ، ص ٥٠ و ٥١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٣٢٨ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤٠٦ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٣١ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٤٤٩ ؛ تفسير الطبري ،

٨٠