أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

حرف الغين

٧٦١
٧٦٢

غورث بن الحارث

هو غورث ، وقيل : دعثور بن الحارث بن المحارب الغطفانيّ ، وقيل : المحاربيّ.

كان في الجاهليّة سيّد بني غطفان وأشجعهم ، وكان يعبد الأصنام. أسلم وصحب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام.

القرآن الكريم وغورث بن الحارث

في السنة الثالثة من الهجرة خرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة أنمار ، وعسكر على ماء يدعى «ذي أمر» فذهب صلى‌الله‌عليه‌وآله لقضاء حاجته فأصابه مطر فبلّ ثوبيه ، فأجفّهما على شجرة ، فقالت غطفان للمترجم له : انفرد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أصحابه وأنت لا تجده أخلى منه هذه الساعة ، فأخذ سيفا وانحدر إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مضطجع ينتظر جفوف ثوبيه ، فوقف على رأس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : من يمنعك منّي يا محمّد؟ فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الله عزوجل» فعند ذاك حضر جبرئيل ودفع المترجم له في صدره فوقع السيف من يده ، فأخذه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قام على رأسه وقال : «من يمنعك منّي؟» قال : لا أحد ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قم فاذهب لشأنك». فلمّا أراد أن ينصرف قال : والله لأنت خير منّي وأكرم ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا أحقّ بذلك منك».

يقال : بعد أن وقع السيف من يده ووقف عليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أسلم وقال الشهادتين.

ولمّا أتى قومه وبّخوه وقالوا : ما رأينا مثل ما صنعت ، وقفت على رأسه بالسيف ولم تقتله ، فذكر لهم ما جرى عليه ، ثمّ نزلت في حقّه الآية ١١ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَ

٧٦٣

أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ....)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٣٤٤ ؛ أسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٨٨ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٥٧ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ١٣١ و ١٣٢ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٤٧٤ و ٤٧٥ ؛ امتاع الأسماع ، ص ١٩٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ٣ و ٨٥ و ٨٦ ؛ تاج العروس ، ج ١ ، ص ٦٣٥ وج ٣ ، ص ٢٠٨ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ١٤٤ و ٢٤٩ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٤٣ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٤٦٤ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٤٤١ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ٢ ، ص ١١٥ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٢ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٤١٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ٣٧٢ وج ٦ ، ص ١١١ و ٢٤٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٣١١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٣ ، ص ٢١٦ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٢ ، ص ٣٤ و ٣٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٧١ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٣ و ٢٨٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٦ ، ص ٣٥٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ؛ المختصر ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٩٦ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ٥٥٤ و ٥٥٥ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ١٩٤ و ١٩٥ ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ، ص ٣٧٢ وج ٣ ، ص ٩١١ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٣٢٦ وج ٢ ، ص ٦٨٣.

٧٦٤

حرف الفاء

٧٦٥
٧٦٦

فاختة بنت الأسود

هي فاختة بنت الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى القرشيّة ، الأسديّة.

صحابيّة ، وإحدى النساء الأربع اللاتي فرّق الإسلام بينهنّ وبين أبناء بعولتهنّ.

القرآن العزيز وفاختة بنت الأسود

كانت زوجة أميّة بن خلف الجمحيّ ، فلمّا توفّي تزوّجها ابنه صفوان بن أميّة ، فنزلت الآية ٢٢ من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ....)(١)

فاختة (أمّ هانئ بنت أبي طالب عليها‌السلام)

هي أمّ هانئ فاختة ، وقيل : عاتكة ، وقيل : هند ، وقيل : فاطمة بنت أبي طالب ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّة ، الهاشميّة ، وأمّها فاطمة بنت أسد ، وأخوها الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وزوجها هبيرة بن عمرو المخزوميّ.

صحابيّة جليلة فاضلة ، وابنة عمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإحدى المهاجرات إلى المدينة المنوّرة.

أسلمت عام الفتح ، فلمّا أسلمت وفتح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة هرب زوجها هبيرة إلى

__________________

(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٢٣ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٥١٥ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٦٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ٤ ، ص ٢٦٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٤٣.

٧٦٧

نجران باليمن.

بعد رجوع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من الإسراء والمعراج نزل في بيتها ، وقصّ عليها ما شاهده في رحلته ، فقالت : بأبي أنت وأمّي لا تذكر هذا القريش فيكذّبوك.

وعند فتح مكّة أجارت حموين لها ، وهما : عبد الله بن أبي ربيعة والحارث بن هشام وكانا مشركين ، فأراد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام قتلهما ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ! قد أجرنا من أجارت أمّ هانئ». روت عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وحدّث عنها جماعة.

لشدّة إيمانها وعظمة شأنها شهد لها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنّة توفّيت في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : بعد وفاته ، وقيل في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وقيل : بعد سنة ٤٠ ه‍ ، وقيل : كانت على قيد الحياة عند ما خرج الإمام الحسين عليه‌السلام من المدينة إلى كربلاء سنة ٦٠ ه‍ ، وحضرت توديعه.

القرآن المجيد وأمّ هانئ بنت أبي طالب عليها‌السلام

بعد أن فرّق الإسلام بينها وبين زوجها خطبها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت معتذرة : إنّك أحبّ إليّ من سمعي وبصري ، ولكنّ حقّه عظيم ، وأنا مؤتمة ـ أي صاحبة أيتام ـ فإن قمت بحقّه خفت أن أضيّع أيتامي ، وإن قمت بأمرهم قصّرت عن حقّه. فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناها على ولد في صغره ، وأرعاها على بعل في ذات يده» فنزلت الآية ٥٠ من سورة الأحزاب : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ....)(١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ١٧٣ ؛ الاختصاص ، ص ١٥١ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ص ٦١٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ٥٠٣ و ٥٠٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٦ ، ص ٥١٥ و ٥٢٥ و ٦٢٤ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٥٠٣ ؛ الأعلام ، ج ٥ ، ص ١٢٦ ؛ أعلام النساء ، ج ٤ ، ص ١٤ ـ ١٦ ؛ أعلام النساء المؤمنات ، ص ٤٨٧ ـ ٤٨٩ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٣ ، ص ٤٨٨ ؛ أنساب الاشراف ، ج ١ ، ص ٣٦٢ و ٤٥٩ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بهجة الآمال ، ج ٧ ، ص ٥٧١ و ٥٧٢ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) راجع فهرسته ، و (المغازي) ، ص ٥٥٥ ، و (عهد معاوية بن أبى سفيان) ، ص ٣٤٥ و ٣٤٦ ؛

٧٦٨

__________________

تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣١٦ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٦٣ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٢٦ و ٥٩ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ و ٣١٠ و ٣٣٧ ؛ تذكرة الخواص ، ص ١٢ و ١٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ٢٤١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ١٠٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٢ ، ص ١٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٣٣٨ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٦ ، ص ١٦٢ وراجع فهرسته ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٤ ، ص ٤١٤ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٢٥ ؛ تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ٧٤ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٦٣٣ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٧ و ٥٠٨ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٦٤ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ١٦٩٠ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٤٤٠ ؛ جامع الرواة ، ج ٢ ، ص ٤٥٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٤ ، ص ٢٠٥ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٩ ، ص ٤٦٧ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٤ و ١٤١ ؛ الخصال ، ص ٤١٣ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٥٠٠ ؛ دائرة المعارف ، للبستاني ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٠٨ ؛ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ، ص ٣٥٦ و ٣٥٧ ؛ ذخائر العقبى ، ص ٢٢٣ و ٢٢٤ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٨٦٩ ؛ رجال البرقى ، ص ٦١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٣ ؛ الروض المعطار ، ص ١٩٤ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ـ ٤٥٢ ؛ ريحانة الأدب ، ج ٨ ، ص ٣٥٧ و ٣٥٨ ؛ زنان پيغمبر اسلام ، ص ٣٩٤ ؛ زوجات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأولاده ، ص ٣٠٤ ـ ٣٠٨ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٧٢٣ و ٧٢٤ ؛ السمط الثمين ، ص ٦٨ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٣١١ ـ ٣١٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ٥٣ و ٦٢ ؛ شرح الأخبار ، ج ٣ ، ص ٢١٦ و ٢١٧ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٣٣٠ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٨ ، ص ١٥١ ـ ١٥٣ ؛ العقد الفريد ، ج ٦ ، ص ٦٩ ؛ الفصول الفخرية ، ص ٨٣ ؛ الكامل في التاريخ راجع فهرسته ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥٥٠ ؛ كشف الأسرار ، ج ٨ ، ص ٦٧ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٨٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٨ ، ص ٢١٩ و ٢٢٠ وج ٣٧ ، ص ٥ ؛ مجمع الرجال ، ج ٧ ، ١٨٢ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٤٠ ؛ المحبر ، ص ٦٤ و ٩٧ و ٣٩٦ و ٤٠٦ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ و ٣٦٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٣ ، ص ١٨١ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ١١٠ ؛ منتهى المقال ، ص ٣٦٨ ؛ منهج المقال ، ص ٤٠٠ ؛ مواهب الجليل ، ص ٥٥٧ ؛ نسب قريش ، ص ٣٩ ؛ نقد الرجال ، ص ٤١٢ ؛ نمونه بينات ، ص ٦٤٢ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٢٢٤ وج ٢ ، ص ٣٩٤ و ٣٩٧ و ٤٩٧ و ٥٠٥ و ٥٩٩.

٧٦٩

فاطمة الزهراء عليها‌السلام

هي فاطمة بنت النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ المضريّ ، القرشيّ ، العدنانيّ ، وأمّها السيّدة خديجة بنت خويلد.

كانت تكنّى بأمّ الحسن ، وأمّ الحسين ، وأمّ الحسنين ، وأمّ المحسّن ، وأمّ الأئمّة ، وأمّ أبيها وغيرها.

لقّبت بألقاب عديدة منها : الزهراء والحوراء ، والمحدّثة ، والمحدّثة ، والبتول ، والصدّيقة ، وغيرها من الألقاب الفاضلة ، وأشهرها الزهراء.

هي بنت الرسول الأعظم والنبيّ الأكرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزوجة إمام المتّقين وسيّد الأوصياء وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأمّ سيّدي شباب أهل الجنّة الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهما‌السلام.

هي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، وسيّدة نساء أهل الجنّة ، وكانت معصومة طاهرة مطهّرة ، وعلى درجة فائقة من العلم والفضل والكمال والسؤدد.

ولدت عليها‌السلام بمكّة المكرّمة في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد المبعث النبويّ الشريف ، وقيل : ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أي بعد المبعث بسنة واحدة ـ فولادتها الميمونة على هذا الأساس تكون بعد الإسراء بثلاث سنين ، وهناك أقوال أخر في ولادتها لا يعوّل عليها.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتاني حبيبي جبرئيل عليه‌السلام بتفّاحة من تفّاح الجنّة فأكلتها وواقعت خديجة عليها‌السلام فحملت بابنتي فاطمة عليها‌السلام».

قالت السيّدة خديجة عليها‌السلام : إنّي حملت حملا خفيفا ، فإذا خرجت حدّثني الذي في بطني.

فلمّا أرادت السيّدة خديجة عليها‌السلام أن تضع حملها بعثت إلى نساء قريش ليأتينّها فيليّن منها ما يلي النساء ممّن تلد ، فأبين أن يأتينّها وقلن : لا نأتيك وقد تزوّجت من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فبينما هي تكابد آلام الوضع إذ دخل عليها أربع نسوة عليهنّ من الجمال

٧٧٠

والنور والوقار ما لا يوصف ، فقالت ، إحداهنّ : أنا أمّك حوّاء ، وقالت الثانية : أنا آسية بنت مزاحم ، وقالت الثالثة : أنا كلثم أخت موسى بن عمران عليه‌السلام ، وقالت الرابعة : أنا مريم بنت عمران أمّ عيسى عليه‌السلام ، جئنا بأمر ربّنا لنلي من أمرك ما يلي النساء.

قالت خديجة : فولدت فاطمة عليها‌السلام ، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.

كانت أحبّ الناس إلى أبيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فربّيت في أحضان النبوّة ، وترعرعت في حضيرة الوحي ، وشبّت في مروج الرسالة ، وتغذّت من ثدي الإيمان ، ونشأت في ربوع الفضيلة والكمال.

شهدت حوادث البعثة والهجرة ، ووقفت على دقائق أمورها ، فكانت مع أبيها بمكّة ثماني سنين ، ثمّ صحبته في هجرته إلى المدينة المنوّرة ، ولم تزل بها حتّى فارقت الحياة.

زوّجها أبوها صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر من السماء من عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في اليوم الأوّل من شهر ذي الحجّة في السنة الثانية من الهجرة.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتاني ملك فقال : يا محمّد! إنّ الله يقرئك السّلام ويقول : إنّي قد زوّجت فاطمة عليها‌السلام ابنتك من عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام في الملإ الأعلى فزوّجها في الأرض».

عن أنس بن مالك قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المسجد إذ قال لعليّ عليه‌السلام : «هذا جبريل يخبرني أنّ الله زوّجك فاطمة عليها‌السلام ، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك ، وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدرّ والياقوت ، فنثرت عليهم الدرّ والياقوت ، فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدرّ والياقوت ، فهم يتهادونه إلى يوم القيامة».

قال عبد الله بن عبّاس : في الليلة التي زفّت فيها فاطمة إلى عليّ عليه‌السلام كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أمامها ، وجبريل عليه‌السلام عن يمينها ، وميكائيل عليه‌السلام عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبّحون الله ويقدّسونه حتّى طلع الفجر.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «تزوّجت فاطمة عليها‌السلام وما لي ولها فراش غير جلد كبش

٧٧١

ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لي ولها خادم غيرها».

جهّزت عليها‌السلام إلى عليّ عليه‌السلام وما كان حشو فرشهما ووسائدهما إلّا ليفا.

في أيّام عرسها جئن نسوة المدينة إليها وقلن : يا بنت رسول الله خطبك فلان وفلان فردّهم أبوك ، وزوّجك عائلا ، ثمّ دخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليها فقالت عليها‌السلام : «زوّجتني عائلا» فهزّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده معصمها وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة عليها‌السلام! إنّه أخي في الدنيا والآخرة» فضحكت وقالت : «رضيت يا رسول الله».

وفي رواية أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أجابها قائلا : «لم أزوّجك حتّى أمرني جبرئيل عليه‌السلام».

وفي رواية أخرى قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «زوّجتك خيرهم».

وفي رواية عكرمة بأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أجابها قائلا : «أنكحتك أحبّ أهل بيتي».

كان مهرها أربعمائة وثمانين درهما ، وقيل : كان أربعمائة مثقال فضّة.

دخلت سيّدة نساء العالمين دار الزوجيّة التي لا تضمّ غير الخبز اليابس والملح والماء ، حيث لا حرير ولا استبرق ، ولا شيء من مظاهر البذخ والترف ، بل يسودها التقى والزهد والتهليل والتسبيح لربّ العزّة ، فشاركت زوجها خشونة العيش وبساطة الحياة ، فأنجبت له الحسن والحسين عليهما‌السلام وزينب وأمّ كلثوم ورقيّة التي ماتت صغيرة ، ومحسّنا الذى أسقطه الجناة بين الحائط والباب عند ما هجموا على دارها.

ولمّا بلغت الثامنة عشرة من عمرها الشريف فقدت أباها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبموته انتهز ولاة الأمور بعد أبيها إهانتها وظلمها ، فصبّوا عليها وعلى بعلها جام ظلمهم وتعسّفهم ، فهجموا على دارها ، وجاءوا بالحطب ليحرقوا الدار ومن فيه ، وكسروا ضلعها ، وأسقطوا جنينها ، ولطموا خدّها ، ثمّ تجاسروا ودخلوا الدار ، وألقوا القبض على بعلها الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأخرجوه إلى مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بصورة مشينة ، وذلك لأخذ البيعة منه لأبي بكر بن أبي قحافة ، ولم يكتفوا بما تقدّم ، بل قرّروا غصب حقّها ، ومنعها إرثها من أبيها ، ونسوا أو تناسوا وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيها وفي بعلها وأولادها.

ومع كلّ تلك الظروف القاسية وقفت عليها‌السلام أمام الظالمين لها متحدّية إيّاهم كالطود

٧٧٢

الشامخ ، تردعهم وتذكّرهم بمقولات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّها وحقّ زوجها ، ومن تلك التحدّيات خطبتها في مسجد أبيها بالمدينة المنوّرة أمام أبي بكر وعمر وجمع من المهاجرين والأنصار ، وذلك بعد أن منعت فدكا ، فمن جملة ما قالته في تلك الخطبة الغراء :

«يا ابن أبي قحافة! أترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئا فريّا ، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولكلّ نبإ مستقرّ ، وسوف تعلمون ...» إلى آخر الخطبة.

وبعد أن انتهت من خطبتها رجعت إلى بيتها وهي تجرّ أذيال الخيبة ممّا سمعته من أبي بكر من الأقوال والاستدلالات المغايرة لكتاب الله ، وسنّة أبيها رسول الله.

ولم تزل بعد أبيها ناحلة الجسم ، منهدّة الركن ، باكية العين ، محترقة القلب ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة.

ولمّا حضرتها الوفاة أوصت الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام أن لا يصلّي عليها الأوّل والثاني ، فعمل بوصيّتها.

وقال عبد الله بن عبّاس : أوصت فاطمة عليها‌السلام أن لا يعلم إذا ماتت أبا بكر وعمر ، ولا يصلّيا عليها ، فدفنها عليّ عليه‌السلام ليلا ، ولم يعلمهما بذلك.

وفي أيّام مرضها الذي توفّيت فيه دخل عليها أبو بكر وعمر ، فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط ، فسلّما عليها ، فلم تردّ عليهما‌السلام ، ثمّ تكلّم أبو بكر ، فقالت : «نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضى فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟» قالا : نعم ، سمعناه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قالت عليها‌السلام : «فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لأشكونّكما إليه ...» ثمّ استطردت حتّى قالت عليها‌السلام : «والله ، لأدعونّ الله عليك ـ يا أبا بكر ـ في كلّ صلاة أصلّيها».

ولم تزل الزهراء عليها‌السلام مريضة ، تكابد الآلام الجسميّة والروحيّة حتّى توفّيت بالمدينة

٧٧٣

المنوّرة بعد وفاة أبيها بخمسة وتسعين يوما ، وقيل : بعد أربعة أشهر ، وقيل : بعد خمسة وسبعين يوما ، وقيل : بعد ثلاثة أشهر ، وقيل : بعد ثمانية أشهر ، وقيل : بعد ستّة أشهر ، وقيل : بعد مائة يوم ، وقيل : بعد تسعين يوما ، وقيل : بعد أربعين يوما ، وقيل : كانت وفاتها في اليوم الثالث من جمادي الآخرة سنة ١١ ه‍ ، وقيل غير ذلك.

تولّى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام تغسيلها وتكفينها ، وصلّى عليها هو والحسن والحسين عليهم‌السلام وعمّار وسلمان والمقداد وعقيل والزبير وبريدة ونفر آخر من بني هاشم ، وذلك في جوف الليل.

دفنها الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام سرّا في البقيع ، وقيل : في إحدى دور المدينة المنوّرة ، وقيل : في الروضة عند أبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : دفنت في زاوية في دار عقيل بن أبي طالب عليه‌السلام ، فكانت عليها‌السلام أوّل أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لحوقا به.

روت أحاديث معتبرة عن أبيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى عنها جماعة من الصحابة.

وينسب إليها جملة من الأشعار منها ما قالته بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي واقفة على قبره ، قابضة على شيء من تراب ذلك القبر :

ما ذا على من شمّ تربة أحمد

ألّا يشمّ مدى الزمان غواليا

صبّت عليّ مصائب لو أنّها

صبّت على الأيّام صرن لياليا

القرآن المجيد وفاطمة الزهراء عليها‌السلام

نزلت فيها الآية ٣٨ من سورة الروم : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ....)

وقد شملتها الآيات التالية :

آل عمران ٦١ (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ.)

الأنفال ٤١ (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ....)

إبراهيم ٢٤ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ.)

٧٧٤

الإسراء ٢٦ (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ....)

الإسراء ٥٧ (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ....)

طه ١٣٢ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ....)

المؤمنون ١١١ (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ.)

النور ٣٦ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ.)

الفرقان ٧٤ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ....)

الأحزاب ٣٣ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)

الشورى ٢٣ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ....)

الرحمن ١٩ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ.)

الإنسان ٥ (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً.)

الإنسان ٦ (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً.)

الإنسان ٧ (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.)

الإنسان ٨ (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.)

الإنسان ٩ (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً.)

الإنسان ١٠ (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً.)

الإنسان ١١ (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً.)

الإنسان ١٢ (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً.)

الإنسان ١٣ (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً.)

الإنسان ١٤ (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً.)

الإنسان ١٥ (وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا.)

الإنسان ١٦ (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً.)

الإنسان ١٧ (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً.)

الإنسان ١٨ (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً.)

الإنسان ١٩ (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً.)

٧٧٥

الإنسان ٢٠ (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً.)

الإنسان ٢١ (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً.)

الإنسان ٢٢ (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً.)

عبس ٣٨ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ.)

عبس ٣٩ (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ.)

الأحاديث النبويّة الشريفة والزهراء عليها‌السلام

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة بضعة منّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ، فمن أبغضها فقد أبغضني».

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «سألت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت أيّنا أحبّ إليك أنا أو فاطمة؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها».

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها».

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام وفاطمة عليها‌السلام والحسن عليه‌السلام والحسين عليه‌السلام : «أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : يا أهل المحشر! غضّوا أبصاركم ، ونكّسوا رءوسكم ؛ لتجوز فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله على الصراط».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة بضعة منّي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد كفر».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة حوراء إنسيّة ، وكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة عليها‌السلام : «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد».

٧٧٦

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «رضى فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله قد فطمها وذرّيّتها من النار».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ ابنتي فاطمة حوراء آدميّة ، لم تحض ولم تطمث ، إنّما سمّيت فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبّيها عن النار».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، ويسرّني ما أسرّها».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة سيّدة نساء هذه الأمّة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أحبّ أهلي إليّ فاطمة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لفاطمة في الجنّة بيت من قصب ، لا أذى فيه ولا نصب ، بين مريم وآسية».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة : «من صلّى عليك غفر الله له ، وألحقه بي حيث كنت من الجنّة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : «أبشري يا فاطمة! إنّ المهديّ منك».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة لعليّ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها ، فحرّمها الله وذرّيّتها عن النار».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : «إنّي لم أزوّجك من عليّ من تلقاء نفسي ، بل أمرني الله تبارك وتعالى أن أزوّجك منه».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي إذا اشتقت إلى الجنّة قبّلت نحر فاطمة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو علم الله أنّ في الأرض عبادا أكرم من عليّ وفاطمة والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم ، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء ، وهم أفضل الخلق ، فغلبت بهم النصارى».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : «يا عليّ! إنّ الله تعالى أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خير نسائكم فاطمة بنت محمّد».

٧٧٧

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة ، كما كانت مريم بنت عمران سيّدة نساء بني إسرائيل».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «وإنّما سمّيت فاطمة البتول ؛ لأنّها تبتّلت من الحيض والنفاس ، لأنّ ذلك عيب أو نقص في بنات الأنبياء».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أوّل من يدخل الجنّة فاطمة بنت محمّد ، مثلها في هذه الأمّة مثل مريم بنت عمران في بني إسرائيل».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «تحشر ابنتي يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء ، تتعلّق بقائمة من قوام العرش ، تقول : يا حكم! احكم بيني وبين من قتل ولدي ، فيحكم الله لا بنتي وربّ الكعبة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ ملكا من السماء لم يكن زارني ، فاستأذن الله في زيارتي ، فبشّرني ، أو أخبرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أمّتي».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : «يا بنية! لك رقّة الولد ، وعليّ أعزّ عليّ منك».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : «إنّ الله غير معذّبك ولا ولدك بالنار».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّها : «اللهمّ إنّها منّي ، وإنّي منها ، اللهمّ كما أذهبت عنّي الرجس وطهّرتني فطهّرها».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام وفاطمه عليها‌السلام : «جمع الله شملكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما صالحا طيّبا ، وجعل نسلكما مفاتيح الرحمة ومعدن الحكمة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة بضعة منّي ، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها ، وإنّ الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها ، وان الله أدخلها بإحصان فرجها وذرّيّتها الجنّة».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا ميزان العلم ، وعليّ كفّتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، والأئمّة من

٧٧٨

أمّتي عموده ، وفاطمة علاقته ، توزن فيه أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مريم خير نساء عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «سيّدات أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة ، ثمّ بنت مزاحم».

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «دخلت يوما منزلي ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس والحسن عن يمينه ، والحسين عن يساره ، وفاطمة بين يديه وهو يقول : يا حسن ويا حسين! أنتما كفّتا الميزان ، وفاطمة لسانه ، ولا تعدل الكفّتان إلّا باللسان ، ولا يقوم اللسان إلّا على الكفّتين ، أنتما الإمامان ولأمّكما الشفاعة. ثمّ قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : ثمّ التفت إليّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا أبا الحسن! أنت توفي المؤمنين أجورهم ، وتقسم الجنّة بينهم وبين شيعتك».

بعض الأقوال في حقّ الزهراء عليها‌السلام

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «كانت فاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكرم أهله إليه ، وكانت زوجتي ، فجرّت بالرحى حتّى أثّرت في يدها ، واستقت بالقربة حتّى أثّرت في نحرها ، وقامت بالبيت حتّى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتّى أصابها من ذلك ضرّ ، ولقد كانت تعجن وأنّ قصّها ليضرب الجفنة ، أو يكاد يضربها».

سئل الإمام الصادق عليه‌السلام عن معنى حيّ على خير العمل فقال عليه‌السلام : «خير العمل الولاية» وفي خبر آخر : «خير العمل برّ فاطمة وولدها».

قالت عائشة : كانت فاطمة عليها‌السلام أحبّ الناس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقالت عائشة : ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من فاطمة عليها‌السلام.

وقال عبد الله بن عبّاس : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قدم من سفر قبّل ابنته فاطمة عليها‌السلام.

وقالت عائشة : ما رأيت أحدا قطّ أفضل من فاطمة عليها‌السلام غير أبيها.

وقال عبد الله بن عبّاس : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يكثر القبلة لفاطمة عليها‌السلام.

وقالت عائشة : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّل نحر فاطمة عليها‌السلام.

٧٧٩

وقال ثوبان : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سافر كان آخر عهده بالشأن فاطمة عليها‌السلام ، وأوّل من يدخل عليه فاطمة عليها‌السلام.

عن أبي ثعلبة قال : كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ أتى فاطمة عليها‌السلام ، ثم أتى أزواجه.

وقالت عائشة : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من فاطمة عليها‌السلام في قيامها وقعودها ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبّلها وأجلسها في مجلسه ، وكان يمصّ لسانها.

وقالت عائشة : ما رأيت أحدا أصدق من فاطمة عليها‌السلام غير أبيها.

وقالت عائشة أيضا : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من فاطمة عليها‌السلام وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبل يديها ورحّب بها وأجلسها في مجلسه ، كما كانت تصنع هي به. (١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ٤٥٥ و ٤٥٨ و ٤٥٩ و ٥٨٠ ؛ الاحتجاج ، ص ٩٧ ـ ١٠٩ ؛ الاختصاص ، راجع فهرسته ؛ أسباب النزول ، للحجتي ، ص ٣٣ ـ ٣٥ وراجع فهرسته ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ص ٦٠٧ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٩٠ و ٢٩٥ و ٤٠١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ـ ٣٨١ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٥١٩ ـ ٥٢٥ ؛ اسعاف الراغبين ، ـ هامش نور الأبصار ـ ص ١١٣ ـ ١٢٨ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٣٧٧ ـ ٣٨٠ ؛ الأعلام ، ج ٥ ، ص ١٣٢ ؛ أعلام النساء ، ج ٤ ، ص ١٠٨ ـ ١٣٢ ؛ أعلام النساء المؤمنات ، ص ٥٣٠ ـ ٥٧٥ ؛ أعلام الورى ، ص ١٤٧ ـ ١٥٢ ؛ أعيان الشيعة ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ـ ٣٢٣ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ أمالي الصدوق ، ص ٤٤٨ ـ ٤٥٠ و ٤٧٥ ـ ٤٧٨ و ٥٢٣ و ٥٢٤ ؛ أمالي المفيد ، ص ٢٠ و ٣٢ و ٣٣ و ٦٤ و ٨٤ و ١٧٢ و ١٧٣ ؛ الامامة والسياسة ، ص ١٩ ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٥٤٨ ؛ الأنوار البهية ، ص ٤٣ ـ ٥٥ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ٩٤ و ٩٥ و ٤٥٤ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٤ ، ص ٢٠ وج ٥ ، ص ٦١ و ٦٢ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بشارة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ص ١٧٨ ؛ بلاغات النساء ، ص ٢٣ ـ ٣٣ ؛ بهجة الآمال ، ج ٧ ، ص ٥٥٩ و ٥٦٠ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ و ٢٩٩ ؛ تاج العروس ، ج ١٣ ، ص ٩ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) راجع فهرسته ، (المغازي) راجع فهرسته ، و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٢١ و ٤٣ ـ ٤٨ ؛ تاريخ أهل البيت عليهم‌السلام ، ص ٧١ ـ ٧٣ ؛ تاريخ بغداد ، ج ٥ ، ص ٧ ؛ تاريخ بغداد ، ج ٥ ، ص ٧ ؛ تاريخ حبيب السير ،

٧٨٠