أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

العزّى

اسم عربي لصنم مشهور لدى عرب الجاهليّة كقريش وطي وخزاعة وغطفان ، وكانوا يسمّونه بأسماء أخر ، كعوذى وناتي وغيرها.

كانوا يعبدونه ويقدّسونه ويتبرّكون به ، ويسمّون أولادهم بعبد العزّى ، ويقسمون به ، ويزورونه ويحجّون إليه ، ويقيمون له المراسم والمناسك ، ويقدّمون له القرابين.

كانوا يعتقدون بأنّه مصدر لشفاء أمراضهم وحلّال لمشاكلهم.

اختلف المؤرّخون والمحقّقون في هيئته ، فمنهم من قال : إنّه كان على هيئة امرأة من حجر ، تمثّل بنتا من بنات الله ، وقال آخرون : كان على هيئة شجرة.

أوّل من عبده وألّهه كان ظالم بن أسعد ، وأوّل من بنى عليه بيتا وعيّن له سدنة وحرّاسا قبيلة غطفان ، فكان سدنته من بني شيبان بن جابر من بني سليم.

كان المعبد الذي يضمّه يقع في وادي نخلة الشامية ، فوق وادي العرق في شعب يدعى سقاما بوادي حراض بين مكّة والطائف ، واختاروا ذلك المكان لتواجده ؛ ليكون حرما له ، مقابل حرم الكعبة.

كان له عبدة مريدون خارج شبه جزيرة العرب كالشام والحيرة وغيرهما ، وكان بعض ملوك اللخميّين والمناذرة يؤلّهونه ويعبدونه ، وهناك من المؤرّخين من وحّد بينه وبين عشتار ملكة النار عند البابليّين.

ولم يزل يعبد من قبل جماهير غفيرة من العرب حتى جاء الدين الإسلامي الحنيف وأخذ يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد ، ويحارب كلّ معبود سواه ، ويقف في وجه

__________________

وجدي ، ج ٦ ، ص ٤١٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ١٧٢ ـ ١٧٤ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٥٤٨ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٧٤ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٣٤٧ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٣٧ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٢٢٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٥١٤ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ٤٢٨ و ٤٣٣ ـ ٤٣٦ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١٢١١.

٦٦١

التقاليد والعادات الجاهليّة السخيفة ، فعند ذاك أمر النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله خالد بن الوليد بأن يكسر العزّى ويحطّمه ، ويهدم المعبد الذي هو فيه ، فنفّذ خالد أوامر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقضى عليه ؛ وأرسله إلى مزبلة التأريخ ، وسادنه يومئذ كان دبيّة بن حرمس السلميّ.

القرآن العظيم والعزّى

جاء ذكره ضمن الآية ١٩ من سورة النجم : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ....)(١)

عزير بن شرحيا

هو عزير ، أو عزرا بن شرحيا ، وقيل : سروخا ، وقيل : سروحا ، وقيل : جروة ، وقيل : سوريق بن عديا من سلالة هارون أخي موسى بن عمران عليه‌السلام ، وكان يلقّب

__________________

(١). الأصنام ، ص ١٧ ـ ٢٧ ؛ أعلام قرآن ، ص ٤٣١ ـ ٤٣٤ ؛ الأغاني ، ج ١٤ ، ص ٢١ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ١٧٨ ؛ بلوغ الارب ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ١٧٤ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣١١ و ٣٩٠ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٩ ، ص ٤٢٧ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ١٦١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٤٤٠ ؛ تفسير الجلالين ، ص ١٧٤ و ٥٢٧ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٨ ، ص ١٥٨ ؛ تفسر شبّر ، ص ٥٢٦ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ٩٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٧ ، ص ٣٤ و ٣٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ١٧٨ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٨ ، ص ٢٩٦ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ١٣٤ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٣٣٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٢٥٤ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٩ ، ص ٣٨ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٥٩ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٤٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٧ ، ص ٩٩ و ١٠٠ ؛ الحيوان ، ج ٤ ، ص ٤٨٤ وج ٦ ، ص ٢٠١ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ١٢٦ ؛ الروض المعطار ، ص ٥٧٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٨٦ و ٣٤٠ وغيرها ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٧٤ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٣٤٩ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٤٢٢ و ٤٢٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ٩ ، ص ٣٦٢ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٢٣٢ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٢٦٤ و ٢٦٦ ؛ المحبر ، ص ١٢٤ و ٣١١ و ٣١٥ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٥٤ و ١٥٥ ؛ معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ١١٦ ـ ١١٨ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٣٤٥ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٨٢٨ ؛ مواهب الجليل ، ص ٧٠١ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١٢١١.

٦٦٢

بالسوفر ، ومعناه : الكاتب ، وعزير اسم أعجميّ.

أحد أنبياء وأحبار وكهان وقادة بني إسرائيل ، عرف بالصلاح والعبادة والزهد واستجابة الدعاء ، وكان أعلم الناس بالتوراة ، وأحفظهم لها ، وكان اليهود يقدّسونه ويجلّونه.

كان يعيش في بابل سنة ٤٥٧ قبل الميلاد ، وقيل : كان عصره بعد هلاك نبوخذنصّر ، وقيل : كان معاصرا للملك أردشير الساساني ذي الأكتاف ملك بلاد فارس ، وقيل : كان عهده فيما بين سليمان عليه‌السلام وعيسى عليه‌السلام ، وقيل : كان متواجدا في عصر موسى بن عمران عليه‌السلام.

قيل : إنّه كان من الإسرائيليّين الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل وهو صبيّ ولمّا بلغ الأربعين من عمره آتاه الله الحكمة وبعثه للنبوّة.

أماته الله مائة عام ثم بعثه إلى بني إسرائيل ، بعد أن رجعوا من أسر بابل إلى فلسطين بعد هلاك نبوخذنصّر ، وقيل : كان قائد الإسرائيليّين عند عودتهم إلى ديارهم.

قبض الله روحه وهو ابن ٤٠ سنة ، وبعد أن مرّت على وفاته مائة عام أحياه الله من جديد كهيئته يوم وفاته ، فأتى إلى منزله ببيت المقدس ، وكان كل شيء قد تغيّر في مدينته ، ولمّا وصل إلى المنزل طرق الباب ، فخرجت إليه عجوز عمياء عمرها ١٢٠ سنة ، وكانت أمّه في بيته ، وكان عمرها حين فارقها ٢٠ سنة.

عرّف نفسه لها ، وقال : أنا عزير ، أماتني الله ١٠٠ سنة ثم بعثني ، وأنا الآن حيّ أرزق ، فأنكرت ذلك في بادئ الأمر ، ثمّ قالت : كان عزير مستجاب الدعوة ، فإن كنت حقّا هو بنفسه فادع الله أن يردّ عليّ عيني حتّى أراك.

فدعا عزير ربّه وطلب إعادة البصر إليها ، فاستجاب الله دعاءه فأبصرت ، فنظرت إليه وقالت : أشهد أنّك عزير ، ثم أسرعت إلى مجالس وأندية الإسرائيليّين ، وأخذت تنادي : هذا عزير قد رجع إليكم ، وكان بينهم ابن لعزير ، وهو شيخ وعمره ١١٨ سنة ، فكذّبوها في البداية ثم انطلقوا إلى دار عزير ، فلمّا شاهدوه لم يعرفوه ، ثم تقدّم ابنه وقال : كان لأبي شامة سوداء بين كتفيه ، فلما كشف عن كتفيه صدّقه ابنه.

أما بقية الإسرائيليّين الذين جاءوا لرؤيته قالوا : حدّثنا شيوخنا بأنّ أحفظ الناس

٦٦٣

للتوراة كان عزير ، وقد أحرقت التوراة من قبل نبوخذ نصر ولم يبق فينا من يحفظها ، فإن كان هذا حقّا هو عزير فليقرأ لنا التوراة ويكتبها ، فألهمه الله ذلك ، وتذكّر التوراة ، فأخذ يقرؤها لهم من أوّلها إلى آخرها ، بدون أيّ زيادة أو نقصان ، فلمّا سمعوا وشاهدوا ذلك منه ـ وهم مجتمعون حوله بدير حزقيل ـ قالوا : عزير ابن الله ، وأوّل من قال ذلك هو قورس ، ويقال : إنّ بعض يهود المدينة المنوّرة لقّبوه بلقب ابن الله.

كان يجلس مع أولاده ـ وهم شيوخ ـ وهو ابن الأربعين ، وهناك رواية تقول : إنّ عزيرا انتابه الفزع والحزن لفقدان التوراة بعد أن أحرقها نبوخذنصّر ، فأرسل الله ملكا على هيئة شيخ فأعطاه حبّة فحم فبلعها ، وقيل : شربة من الماء فشربها ، وبمجرّد أن دخلت الحبّة أو دخل الماء في جوفه تذكّر التوراة بحذافيرها ، فقام بتلاوتها وكتابتها وتدوينها ، فصدّقه وآمن به أكثر الإسرائيليّين.

قام بخدمات جليلة ، منها : إصلاح الديانة اليهوديّة من الأخطاء والانحرافات ، ودوّن الوقائع التأريخية بصورة صحيحة ومتقنة ، وأسّس كنيسة لعبادة اليهود ، وجمع أسفار التوراة ودوّنها ، وأدخل الأحرف الكلدانية عوضا من العبرانية القديمة.

ينسب إليه بعض الأسفار ، كسفر عزرا ، وسفر الأيام ، وسفر نحميا.

ولم يزل يعيش بين الإسرائيليّين معزّزا مكرّما حتّى توفّي بدمشق ، ودفن فيها.

وهناك من المؤرخين والمحققين من قال : إنّ الذي أماته الله مائة عام هو نبي الله أرميا عليه‌السلام أو غيره ، وليس بعزير ، وأمّا الرواية التي ذكرناها سابقا حول وفاته ومقابلته لأمّه غير منسجمة. والله أعلم.

القرآن الكريم وعزير

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ ...) البقرة ٢٥٩.

(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ...) التوبة ٣٠. (١)

__________________

(١). الاحتجاج ، ص ٢٣ ؛ الاختصاص ، ص ٣٤٤ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٤٣ ؛ أعلام قرآن ، ص ٤٣٥ ـ ٤٣٩ ؛ أقرب الموارد ، ج ٢ ، ص ٧٧٦ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٥٠٢ ـ ٥٠٥ ؛ البدء والتاريخ،

٦٦٤

__________________

ج ٣ ، ص ١١٥ و ١١٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠ ـ ٤٣ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٨١ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٣٩٦ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٤٦ ـ ٧٥١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١٣٢ و ١٣٦ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ١٣٥ و ١٣٦ و ١٤٤ و ١٩٦ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٥٤٧ و ٥٥٦ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ٤٥ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٥١ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٦٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ وج ٥ ، ص ٢٠٤ و ٢٠٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ وج ٥ ، ص ٣١ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٢٤٩ وج ٢ ، ص ١١٦ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١٣٦ و ٤٠٢ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٤٣ و ٦٠ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ٢٥٢ وج ٤ ، ص ٥٩ ؛ تفسير شبّر ، ص ١٩١ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٩ وج ٢ ، ص ٣٣٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣ ، ص ١٩ و ٢٠ وج ١٠ ، ص ٧٨ ؛ تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٤١ وج ٢ ، ص ٨٦ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٤٥١ وج ٢ ، ص ٥٧٧ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٧ ، ص ٣٠ وج ١٦ ، ص ٣٣ ـ ٣٥ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٩٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣١٥ وج ٢ ، ص ٣٤٩ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الأول ، ج ٣ ، ص ٢٤ والمجلد الرابع ، ج ١٠ ، ص ٩٨ ؛ تفسير الميزان ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ وج ٩ ، ص ٢٤٣ و ٢٤٤ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٧ ؛ التوحيد ، ص ٣٧٧ ؛ التوراة ، ص ٦٢٣ ـ ٦٣٧ و ٦٤٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ٢٨٩ وج ٨ ، ص ١١٦ و ١١٧ وراجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، ص ٤٧ و ١٧٧ ؛ حيات القلوب ، ج ١ ، ص ٣١٦ ـ ٣١٩ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٦ ، ص ٤١٧ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦٧٣ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٣٣١ وج ٣ ، ص ٢٢٩ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٧٩ وج ٤ ، ص ٤٠١ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٨٤ ؛ عرائس المجالس ، ص ٣٠٩ و ٣١٠ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٧٤ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٣٤٩ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٦٢١ و ٦٢٢ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٤٨٢ ـ ٤٨٤ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٢٤٠ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ـ ٣٣٠ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ١٩٨ ـ ٢٠٢ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٦ ـ ٨ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ١٨٨ ـ ١٩١ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٢١ و ٢٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٢٧٠ و ٣١٥ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٢٦٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٧٠٦ ـ ٧٠٩ وج ٤ ، ص ١١٧ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٦٣ وج ٥ ، ص ١٤٥ وج ١٤ ، ص ٤٨٧ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٢٢٤ و ٢٣٣ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٠٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٦٣٩ ـ ٦٤١ وج ٥ ، ص ٣٦ ؛

٦٦٥

عزيز مصر

كان المصريّون القدامى يمنحون لقب العزيز ملوكهم ورجالات دولتهم ، فشمل ذلك اللقب زوج زليخا صاحبة نبيّ الله يوسف عليه‌السلام.

فهو فوطيفار بن رويحب ، وقيل : رجيب ، وقيل : روحيب العماليقيّ القبطيّ ، وقيل : اسمه كان بوتيغار ، وقيل : اظفير ، وقيل : اطفين ، وقيل : اظفير ، وقيل : اظيفر ، وقيل : قوطفير ، وقيل قطفير ، وفوطيفار اسم مصريّ معناه : عطيّة الله الشمس.

كان رئيسا لوزراء مصر في عهد الملك الريّان بن الوليد العماليقيّ ، وعيّنه الملك ـ بالإضافة إلى رئاسة الوزارة ـ نائبا عنه ومشرفا على خزائن مصر ، وقائدا للشرطة ، ومتصدّيا لأمور السجون ، ورئيسا لأركان الجيش.

كان عاقلا مدبّرا محبّا للعمران ، أديبا عادلا عرف بالفراسة والشجاعة.

كان عنّينا لا يأتي النساء ، وكان ذلك من الأسباب التي دعت زوجته زليخا مراودة نبيّ الله يوسف عليه‌السلام ، وذكرنا قصّتها مع يوسف عليه‌السلام في ترجمة زليخا ونبيّ الله يوسف عليه‌السلام.

كان ينصب له سرير من فضّة في قصر الملك الريّان ويجلس عليه ، فيخرج الوزراء والكتّاب ويجلسون بين يديه.

اشترى نبيّ الله يوسف عليه‌السلام من مالك بن ذعر ، فربّاه في بيته حتّى شبّ ، فكان من شأنه مع يوسف عليه‌السلام وزليخا ما فصّلناه في ترجمة زليخا ونبيّ الله يوسف عليه‌السلام والذي انتهى بزجّ يوسف عليه‌السلام في السجن ، وبعد أن تعرّف الملك الريّان على يوسف عليه‌السلام وذكائه

__________________

مجمل التواريخ والقصص ، ص ٩٢ و ٢١٤ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٦٢ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ١٩٩ و ٢٠٠ ؛ المعارف ، ص ٢٩ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٥٥ و ١٥٦ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٣٣٣ ؛ المعرب ، ص ٤٥٢ و ٤٥٣ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٨٢٧ ؛ مواهب الجليل ، ص ٥٤ و ٢٤٥ ؛ المورد ، ج ٤ ، ص ٩٤.

٦٦٦

وحسن سريرته وبراءته من التهم التي ألصقها المترجم له به وسجنه أصدر أمرا بإطلاق سراحه ، وإناطة جميع أمور الدولة إليه ، وأمر بعزل المترجم له من مناصبه ، وجعلها بعهدة يوسف عليه‌السلام.

ولم يزل المترجم له مطرودا من البلاط الملكيّ حتّى مات ، وبعد موته تزوّج يوسف عليه‌السلام من زليخا فأنجبت له أولادا.

القرآن الكريم وعزيز مصر

أما الآيات التي تحدّثت عنه فهي :

يوسف ٢١ (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ ....)

يوسف ٢٨ (فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ....)

يوسف ٢٩ (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ....)

أمّا الآيات التي ذكرته فهي :

يوسف ٢٥ (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ ....)

يوسف ٣٠ (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ ....)

يوسف ٥١ (قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ....)(١)

__________________

(١). الأنبياء ، للعاملي ، ص ١٨٣ ـ ١٨٥ و ١٨٨ وبعدها ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ٦٧ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ٦٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ١٦٩ و ١٨٨ و ١٨٩ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ١٣٠ و ١٣١ و ١٣٧ ـ ١٣٩ وبعدها ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ص ٤٠١ و ٤١٥ ـ ٤١٧ ؛ تاريخ أنبياء ، للموسوي والغفاري ، ص ١٠٨ ـ ١١٤ و ١١٩ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٦٤ و ٦٦ وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٣٤ و ٣٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ ؛ تفسير البيضاوى ، ج ١ ، ص ٤٧٩ و ٤٨٠ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٢٣٧ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٤ ، ص ٢٦٢ ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٤١ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ١٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٢ ، ص ١٠٤ ؛ تفسير أبي الفتوح ، ج ٣ ، ص ١١٨ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٨ ، ص ١٠٨ ؛ تفسير القمى ، ج ١ ، ص ٣٤٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٤٧٤ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٣ ، ص ١٩ ؛

٦٦٧

عطارد بن حاجب

هو أبو عكرمة عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك التميميّ. سيّد بني تميم في الجاهليّة ، ومن أشراف ورؤساء قومه ، ومن خطبائهم وشعرائهم.

وفي الجاهليّة وفد على كسرى ملك فارس ، وطلب منه قوس أبيه الذي كان عنده ، فردّها إليه وكساه حلّة ديباج.

أسلم في السنة التاسعة من الهجرة ، فاستعمله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على صدقات بني تميم.

وبعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله صدّق وآمن بسجاح التميميّة التي ادّعت النبوّة ، ثمّ رجع عن

__________________

التفسير المبين ، ص ٣٠٥ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الرابع ، الجزء الثاني عشر ، ص ١٢٥ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٩٥ ؛ التوراة ، سفر التكوين ـ الاصحاح ، ص ٣٩ و ٥٤ و ٥٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٩ ، ص ١٥٨ ـ ١٦٠ ؛ جوامع الجامع ، ص ٢١٥ ؛ الخطط المقريزية ، ج ١ ، ص ٢٤٧ ؛ دائرة المعارف ، للبستاني ، ج ٣ ، ص ٧٥٩ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن ، ص ٢٥٣ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٢٢٥ ـ ٢٢٨ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ١١ و ١٢ ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ عرائس المجالس ، ص ١٠٣ و ١٠٦ و ١١٢ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٣٥٦ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٦٩٩ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ١٨٥ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٨٣ و ٨٤ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ١٢٧ و ١٢٨ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٣٥٣ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٢٨ و ٣٤٤ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ١٢٢ وبعدها ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٣٨٦ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ١٥٠ ـ ١٥٢ وراجع فهرسته ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٨٥ و ٨٨ و ٩٣ وبعدها ؛ قصص قرآن ، للمحلاتي ، ج ١ ، ص ٢٥٢ و ٢٥٣ و ٢٦٣ وبعدها ؛ قصه هاى قرآن ، ص ٩٤ و ٩٦ و ٩٩ و ١٠١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٤١ و ١٤٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ٣٤ ـ ٣٦ و ٧٥ و ٨٧ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ وج ٦ ، ص ١٧٥ وج ٧ ، ص ١٦ وج ١٢ ، ص ٤٠٤ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٣ ، ص ٥٠٠ وج ٣٤ ، ص ٢٣٥ ؛ مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٣٣٨ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٩٥ ؛ المدهش ، ص ٨٧ ؛ مع الأنبياء ، ص ١٦١ و ١٦٥ ؛ المنتظم ، ج ١ ، ص ٣١١ ـ ٣١٤ ؛ مواهب الجليل ، ص ٣٠٥ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ٢٦٥.

٦٦٨

ارتداده إلى الإسلام ، وقال في سجاح :

أضحت نبيّتنا أنثى نطيف بها

وأضحت أنبياء الناس ذكرانا

فلعنة الله ربّ الناس كلّهم

على سجاح ومن بالكفر أغوانا

حضر واقعة القادسيّة سنة ١٥ ه‍ ، وقيل : سنة ١٦ ه‍ ، ولم يزل حتّى توفّي بعد سنة ٢١ ه‍ ، وقيل : حدود سنة ٢٠ ه‍.

القرآن المجيد وعطارد بن حاجب

في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة جاء هو مع أشراف قومه إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في إحدى حجرات أزواجه ، فأخذ عطارد وبعض قومه ينادون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من وراء حجرات أزواجه ، فخرج صلى‌الله‌عليه‌وآله إليهم ، فطلبوا المفاخرة معه ، فسمع لهم ، فوقف المترجم له وألقى خطبة غرّاء فصيحة ، فلمّا أتمّ كلامه أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثاد بن قيس أن يردّ عليه ففعل ، ثمّ وقف شاعر بني تميم الزبرقان بن بدر وألقى أبياتا يفتخر فيها على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، فأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حسّان بن ثابت أن يردّ عليه ففعل ، وبعد نقاش طويل بين النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه وبين عطارد وأعيان قومه أسلم المترجم له ومن معه من بني تميم ، وأهدى إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثوبا من الديباج كان كسرى قد أهداه إليه.

وبعد مناداة عطارد وقومه للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من وراء حجرات أزواجه وقبل أن يسلموا نزلت فيهم الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)

وكذلك نزلت فيهم الآية ٥ من نفس السورة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.)(١)

__________________

(١). الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١٦٥ و ١٦٦ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٤١١ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٨٣ و ٤٨٤ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٣٦ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٨ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ٢٤٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٣٨ و ٤٢ وج ٦ ، ص ٣٢٤ وج ٧ ، ص ٣٩ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ؛

٦٦٩

عقبة بن أبي معيط

هو أبو الوليد عقبة بن أبي معيط أبان بن ذكوان بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصيّ القرشيّ ، وأمّه سالمة بنت أميّة السلميّة ، من رؤساء ومقدّمي قريش في الجاهليّة.

عاصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عند بزوغ الدعوة الإسلاميّة ، فوقف في وجه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين وقابلهم بأشدّ الأذى والعدوان.

كان من أشدّ عباد الله كفرا وعنادا ، وأكثرهم بغيا وحسدا وهجاء للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والإسلام والمسلمين ، متجاهرا في ذلك.

تزوّج عثمان بن عفّان ابنته أمّ كلثوم.

شارك الكفّار في واقعة بدر الكبرى سنة ٢ ه‍ ، ولم يزل يحارب حتّى قتله خبيب وبلال ، وقيل : قتله رفاعة بن رافع ، وقيل : عاصم بن ثابت بالصفراء ، وقيل : بعرق الظبية ، وهناك من جزم بأنّ قاتله كان الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وبعد مقتله صلبوه ، فكان أوّل من صلب في الإسلام.

__________________

تاج العروس ، ج ٢ ، ص ٤٢٦ ؛ تاريخ الأدب العربى ، لعمر فروخ ، ج ١ ، ص ٣٢٩ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ٦٧٥ و ٦٧٦ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٩٦ و ٤٥٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٧٠ و ٤٩٩ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٧٩ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٢٣٢ ؛ جمهرة النسب ، ص ١٩٨ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٨٧ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٤ ، ص ٣٤٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ و ٢٠٧ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣٧٢ و ٣٧٣ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٢٩٤ وج ٢ ، ص ١٦١ ؛ العقد الفريد ، ج ١ ، ص ١٨٥ ؛ الغارات ، ج ١ ، ص ١١٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ؛ الكامل فى التاريخ ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ و ٣٥٦ و ٤٥٦ و ٤٨٣ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٣١٢ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٦٦ ؛ المغازي ، ج ٣ ، ص ٩٧٥ و ٩٧٦ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٨٤٧ ؛ نمونه بينات ، ص ٧٣٩ و ٧٤٠.

٦٧٠

القرآن المجيد وعقبة بن أبي معيط

في أحد الأيام جاء المترجم له وجماعة من رؤساء قريش إلى أبي طالب عليه‌السلام وقالوا له : أنت كبيرنا وسيّدنا ، وإنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحبّ أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ، ولندعه وإلهه ، فدعاه أبو طالب عليه‌السلام فجاء صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له أبو طالب عليه‌السلام : هؤلاء قومك وبنو عمّك ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما ذا يريدون؟» فقالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطيّ كلمة إن تكلّمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم؟» فقال أبو جهل : نعم وأبيك لنعطينّكها وعشر أمثالها فما هي؟ قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قولوا لا إله إلّا الله» فأبوا واشمأزّوا وقالوا : لتكفّنّ عن شتمك آلهتنا أو لنشتمنّك ونشتم من يأمرك ؛ فأنزل الله سبحانه الآية ١٠٨ من سورة الأنعام : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ....)

وشملته الآية ١٨٧ من سورة الأعراف : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ....)

وشملته الآية ٦ من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....)

مرّة صنع المترجم له طعاما ودعا إليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا أحضره حتى تشهد أن لا إله إلّا الله» ففعل عقبة ، فقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله معه ، فقال له أميّة بن خلف : أقلت كذا وكذا؟ فقال : نعم ، إنّما قلت ذلك لطعامنا ، فنزلت فيه الآية ٢٧ من سورة الفرقان : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً.)

وللمقارنة بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام نزلت الآية ١٨ من سورة السجدة : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.)

وشملته الآية ١ من سورة محمّد : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)

قال يوما : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أبتر وليس له ولد ، فنزلت فيه الآية ٣ من سورة الكوثر :

٦٧١

(إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للحجتي ، ص ٦٣ ؛ اسباب النزول ، للسيوطى ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٤٣٩ و ٦٠٩ و ٦١٤ و ٦١٦ و ٦٣٥ ؛ اسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٢٥٠ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٨١ و ٢٧٦ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٤٠ ؛ أعلام قرآن ، ص ٦٩٩ ؛ الأغاني ، ج ١ ، ص ١٠ وراجع فهرسته ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٦ ؛ بلوغ الارب ، ج ٣ ، ص ٣٣٥ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ١٤٢ و ٢١٢ و ٢١٥ ـ ٢١٧ و (المغازي) ، ص ٥١ و ٦٤ ـ ٦٦ و ١٢٥ و ١٢٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣١٣ و ٣٢٢ و ٣٤٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٩٠ و ٤١١ و ٤١٣ و ٤٣٠ و ٤٣٢ وج ٣ ، ص ٤ ؛ تاريخ گزيده (فارسى) ، ص ١٤٣ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٢٤ و ٤٦ ؛ التبيان فى تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ٤٨٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٤٩٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ١٣٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ٢١٣ و ٢١٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١٩ ، ص ٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبى الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٧٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٤ ، ص ٧٥ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٣١٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، المجلد السابع ، ج ١٩ ، ص ٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ١٥ ، ص ٢٠٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٠٢ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٣٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٣ ، ص ٢٥ و ٢٦ وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١١٤ ؛ جمهرة النسب ، ص ٥١ و ١٢٩ ؛ الحيوان ، ج ٤ ، ص ١٦١ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٦٨ و ٦٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ١٧٨ ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ٢٩٣ وج ٥ ، ص ٨٥ و ١٨٤ و ١٨٥ ؛ الروض المعطار ، ص ٣٦٣ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ و ٢١٠ ؛ سيرة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ص ٣٦١ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٤٤ و ٢٠٢ و ٢١١ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٤٧٣ و ٤٧٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٢٢ و ٣٨٧ وج ٢ ، ص ٥٧ و ٢٩٧ و ٢٩٨ و ٣٦٦ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٣٩ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٥ ؛ الغارات ، ج ٢ ، ص ٥١٨ و ٥٥٣ و ٦٠٢ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٣٢ ؛ الكامل فى التاريخ ، ج ٢ ، ص ٧٢ و ٧٤ و ١٣٠ و ١٣١ وج ٣ ، ص ٧٢ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٢٧٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار (فارسى) ، ج ٧ ، ص ٢٨ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٠٩ و ١٩٨ وج ١١ ، ص ٧٢٣ وج ١٣ ، ص ٣٢٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣ ، ص ٣٥٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٢٦٠ و ٢٦١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ١٥٣ و ١٥٧ و ١٦١ و ١٧٤ و ٤٧٨ ؛ معجم ما استعجم ، ج ٣ ، ص ٩٠٣ ؛ المغازي ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ مواهب الجليل ، ص ٤٧٣ ؛ نسب قريش ، ص ١٣٨

٦٧٢

عقيل بن أبي طالب

هو أبو يزيد وأبو عيسى عقيل بن أبي طالب عبد مناف ، وقيل : عمران بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ، الهاشميّ ، المكّيّ ، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم.

صحابيّ جليل ، ومن أشراف ووجوه بني هاشم في الجاهليّة والإسلام ، وابن عمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأحد إخوة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ولد قبل ولادة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعشر سنين.

عرف بفصاحة اللسان وسرعة الجواب المسكت للخصم ، وكان من أعلم الناس بالنسب وأيّام العرب ، وكان يكثر من ذكر مثالب قريش ، فعادوه ونسبوا إليه تهما كثيرة.

كان من جملة حكّام وقضاة قريش في الجاهليّة ، وكان حسن المحاورة لطيف الطبع ، كاتبا.

أسلم قبل صلح الحديبية ، وهاجر في السنة الثامنة من الهجرة إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة ، وشهد غزوة مؤتة وحنين وثبت فيهما.

اشترك في واقعة بدر مع المشركين مكرها ، فأسره عبيد المقرن ، وأسر عمّه العبّاس بن عبد المطّلب ، فافتدى العبّاس نفسه وعقيل فأطلق سراحهما.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : «إنّي أحبّك يا عقيل حبّين : حبّا لك وحبّا لحبّ أبي طالب عليه‌السلام لك ، وإنّ ولدك لمقتول في محبّة ابني الحسين عليه‌السلام ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون ... إلى آخر الحديث ، وفي هذه الرواية يشير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ولده مسلم عليه‌السلام الذي أرسله الإمام الحسين بن عليّ عليهما‌السلام إلى الكوفة في سفارة إلى أهلها الذين طلبوا من الإمام عليه‌السلام التوجّه إليهم ؛ لإنقاذهم من شرور

__________________

و ١٤٧ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٦١ و ٥٨٣ و ٥٨٤ و ٧١٦ و ٨٨٦. الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، راجع فهرسته.

٦٧٣

يزيد بن معاوية وعمّاله ، فقتله عبيد الله بن زياد في الكوفة.

وفي أيّام حكومة عمر بن الخطّاب كان من جملة الذين كتبوا ديوانا باسم ديوان العساكر الإسلاميّة على ترتيب الأنساب.

وفي عهد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يتوقّع من الإمام بأن يغدق عليه الأموال والمنح ، ولكنّ الإمام عليه‌السلام كان يعامله معاملة سائر المسلمين في العطاء والمنح ، ولمّا كان يلحّ على الإمام عليه‌السلام فى ذلك فكان يجيبه قائلا : «أتأمرني أن أدفع إليك أموال المسلمين وقد ائتمنوني عليها؟» وقصّة الحديدة المكواة التي قرّبها الإمام عليه‌السلام إليه أشهر من أن تذكر.

فلما رأى التزام الإمام عليه‌السلام بالحقّ والمساواة بين الرعيّة تخلّف عنه ، وقصد معاوية بن أبي سفيان طمعا في عطائه وبرّه ، فلمّا دخل على معاوية قال له : لو لا علمك بأنّي خير لك من أخيك عليّ عليه‌السلام لما أقمت عندنا ، فقال عقيل : أخي خير لي في ديني ، وأنت خير لي في دنياي ، وقد آثرت دنياي.

وفي أحد الأيّام قال له معاوية : يا أبا يزيد كيف تركت عليّا وأصحابه؟ فقال عقيل :

كأنّهم أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا أنّي لم أر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم ، وكأنّك وأصحابك أبو سفيان وأصحابه إلّا أنّي لم أر أبا سفيان فيكم.

طلب منه معاوية أن يلعن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام على المنبر ، فصعد عقيل المنبر وقال : أيّها الناس إنّ أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فالعنوه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ثمّ نزل عن المنبر.

فقال له معاوية : يا أبا يزيد من لعنت؟ قال عقيل : والله ما ازددت حرفا ولا نقصت آخر ، والكلام إلى نيّة المتكلّم.

ودخل يوما على معاوية وقد كفّ بصره ، فأجلسه معاوية على سريره وقال : أنتم معشر بني هاشم تصابون في أبصاركم ، فقال عقيل : وأنتم معشر بني أميّة تصابون في بصائركم.

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.

٦٧٤

ولم يزل حتى كفّ بصره ، فتوفّي بالمدينة ، وقيل : بالشام في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وقيل : عاش إلى سنة ٥٠ ه‍ ، وقيل : توفّي سنة ٦٠ ه‍ ، وقيل : كانت وفاته في أوّل خلافة يزيد بن معاوية وقبل واقعة الحرّة ، ودفن في البقيع.

القرآن الكريم وعقيل بن أبي طالب

يوم واقعة بدر الكبرى أصدر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرا بعدم قتل أحد من بني هاشم المتواجدين في عسكر الكفر ، وبعدم إلقاء القبض عليهم وأسرهم ، فكان المترجم له من جملة من أسروه ، فشملته الآية ٧٠ من سورة الأنفال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً ....)(١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ٤٥١ ؛ الاختصاص ، ص ١٥١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١٥٧ و ١٥٨ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٤٢٢ ـ ٤٢٤ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٩٤ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٤٢ ؛ أعيان الشيعة ، ج ١ ، ص ٥١٩ ـ ٥٢١ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٣٣ وج ١٥ ، ص ٤٥ و ٤٦ ؛ أمالي الصدوق ، ص ١١١ ؛ أنساب الأشراف ، ص ٣٠١ و ٣٥٦ و ٣٦٥ ؛ البداية والنهاية راجع فهرسته ؛ بلوغ الارب ، ج ٣ ، ص ٢٧٥ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧ ؛ تاج العروس ، ج ٨ ، ص ٣٠ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ص ١٢٨ و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ص ٨٣ ـ ٨٥ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ؛ تاريخ الدول الاسلامية ، ص ٧١ و ٨٥ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٧ ، ص ٥٠ و ٥١ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٤٦ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٨٦ ؛ تذكرة الخواص ، ص ١١ ـ ١٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٥٢٠ ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٩٤ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٤ ، ص ٣٧ ؛ تفسير الصافى ، ج ٢ ، ص ٣١٤ و ٣١٥ ؛ تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ٦٨ و ٦٩ ؛ تفسير أبى الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٥٤٩ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٥ ، ص ٢٠٤ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ و ٣٢٩ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الرابع ، ج ١٠ ، ص ٤٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ١٣٩ و ١٤٠ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ١٦٨ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٢٥٥ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٣٧ ؛ تهذيب الانساب ، ص ٣١ و ٣٥٧ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٦ و ٢٢٧ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢٥ و ٢٦ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٩٤٩ ؛ توضيح

٦٧٥

__________________

الاشتباه ، ص ٢٢٢ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٥٤٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٨ ، ص ٥٢ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٦ ، ص ٢١٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٦٩ ؛ جمهرة النسب ، ص ٣٠ ؛ جوامع الجامع ، ص ١٧٢ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٦٩ ، ٢٧٠ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ١٥٤ ـ ١٦٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٤ ؛ ذخائر العقبى ، ص ٢٢١ ـ ٢٢٣ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ١٩٢ و ٦٧٥ و ٧٣٤ وج ٢ ، ص ٥٢٧ ؛ رجال ابن داود ، ص ١٣٤ ؛ رجال الطوسي ، ص ٤٨ ؛ الروض المعطار ، ص ٢٢٩ ؛ الزيارات ، ص ٩٣ و ٩٤ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٢١٥ و ٢١٦ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢١٨ و ٢١٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٥٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٦٣ و ٤٣٤ وج ٣ ، ص ٣ وج ٤ ، ص ١٣٥ ؛ شرح الأخبار ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ ـ ٢٤٤ ؛ صبح الأعشى ، ج ١٣ ، ص ١٠٧ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٢٦ و ١٨٩ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٤ ، ص ٤٢ ـ ٤٤ ؛ طرائف المقال ، ج ٢ ، ص ١٠٠ ؛ العقد الثمين ، ج ٦ ، ص ١١٣ ـ ١١٥ ؛ العقد الفريد ، ج ٢ ، ص ٧٣ وج ٣ ، ص ٢٠٠ و ٢١٥ و ٢١٦ وج ٦ ، ص ٧٧ ؛ عمدة الطالب ، ص ٣١ و ٣٢ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ؛ الغارات ، ج ٢ ، راجع فهرسته ؛ فتوح البلدان ، ص ٥٨ و ٥٤٩ ؛ الفخري في أنساب الطالبيين ، ص ١٩٣ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٨٥ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٣٨٨ ؛ الفصول الفخرية ، ص ٩٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ٢٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٤ ، ص ١٢٠ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ٧٩ و ٨١ و ٢٠٣ وج ٥ ، ص ٥٠٠ وج ٩ ، ص ٢٩٠ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ١٥٦ ؛ لباب الأنساب ، ج ١ ، ص ١٩٦ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٩٠ وج ٨ ، ص ١٠٢ وج ١١ ، ص ٤٦٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٣٨٤ و ٣٨٥ ؛ المجدي في أنساب الطالبيين ، ص ٧ و ٨ ، ٣٠٧ ؛ مجمع الرجال ، ج ٤ ، ص ١٤٥ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٤٦ و ٢٩٧ و ٤٥٥ و ٤٥٧ ؛ المحبرى ، ص ٤٥٧ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٩ ؛ المعارف ، ص ١١٧ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ١٥٨ و ١٥٩ ؛ معراج أهل الكمال ، ص ٣٧٨ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ١٣٨ وج ٢ ، ص ٦٩٤ و ٨٢٨ و ٨٣٠ وج ٣ ، ص ٩١٨ ؛ مقاتل الطالبيين ، ص ٧ و ٢٦ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٨٦٢ و ٨٦٣ ؛ منهج المقال ، ص ٢٢١ ؛ نسب قريش ، ص ٣٩ و ٨٤ ؛ نقد الرجال ، ص ٢٢٢ ؛ نكت الهميان ، ص ٢٠٠ و ٢٠١ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٩٦ و ٣٩٧ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٣٣٠ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٩٠ وج ٢ ، ص ٧٩٩.

٦٧٦

عكرمة بن أبي جهل

هو أبو عثمان ابن ـ عدوّ الله ورسوله ـ أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشيّ ، المخزوميّ ، المكّيّ ، وأمّه أم مجالد بنت يربوع الهلاليّة ، وقيل : هي أمّ خالد بنت مجالد الهلاليّة.

من شخصيّات قريش المشهورين في الجاهليّة والإسلام ، وأحد فرسانهم وشجعانهم المعروفين.

كان هو وأبوه من ألدّ أعداء وخصوم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أشدّ الناس محاربة للإسلام والمسلمين.

كان يعبد اللات والعزّى ، وبعد فتح مكّة ـ سنة ٨ ه‍ ـ بقليل أسلم وأقام بها.

بعد فتح مكّة هرب إلى اليمن ، وكانت زوجته أمّ حكيم بنت الحارث قد أسلمت ، فسارت إليه إلى اليمن بأمان من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجاءت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأسلم ، وكان أحد الستّة الذين أباح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله دماءهم ، وأمر الناس بقتلهم أينما وجدوهم ولو كانوا متعلّقين بأستار الكعبة.

بعد أن أسلم استعمله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على صدقات هوازن عام حجّة الوداع.

وبعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ارتدّ أهل عمان على أبي بكر ، فجهّز إليهم جيشا بقيادة المترجم له لإخضاعهم ، ولنفس الغرض وجّهه أبو بكر إلى اليمن ، ثمّ توجّه مع عساكر المسلمين إلى الشام لمحاربة الكفّار من الروم ، فقتل في الشام في واقعة اليرموك سنة ١٥ ه‍ ، وقيل في واقعة أجنادين سنة ١٣ ه‍.

وقيل : استشهد في واقعة مرج الصفر ، وعمره يومئذ ٦٢ سنة. روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الأحاديث.

القرآن الكريم وعكرمة بن أبي جهل

أمّا الآيات التي شملته فهي :

٦٧٧

الأنفال ٣٦ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ.)

والأحزاب ١ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ.)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٩٤ و ٢٩٢ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١٤٨ ـ ١٥١ ؛ اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٤ ـ ٦ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٩٦ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٤٤ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٣٠ وج ١٤ ، ص ١٢ و ١٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ٣٥ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ؛ تاج العروس ، ج ٨ ، ص ٤٠٥ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) راجع فهرسته و (تاريخ الخلفاء الراشدين) ، ص ٨٤ و ٩٨ ـ ١٠٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٨٩ و ٤٥٥ و ٤٦٩ وغيرها ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ج ٤ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٥٩٣ و ٥٩٦ و ٥٩٧ وغيرها ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٧ ، ص ٤٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٣٩ و ٢٣٨ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٥٠ و ٦٠ و ٦٩ و ١٣٢ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٨٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ٩ ، ص ١٦٠ ؛ تفسير أبى الفتوح الرازى ، ج ٢ ، ص ٥٣٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٨٦ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٣٨ ـ ٣٤٠ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٧ و ٢٥٨ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٣٥ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٩٥٠ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٣١٠ ؛ ثمار القلوب ، ص ٢١ و ٧٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٧ ، ص ٦ و ٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ٨٦ ؛ خلاصة تذهيب ، ص ٢٧٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ١٨٤ ؛ ذيل المذيل ، ص ٨ و ٩ و ٥٩ و ٦٠ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٢٤١ وج ٢ ، ص ٩١ وج ٣ ، ص ٤٦٩ ؛ الروض الانف ، ج ٧ ، ص ١١٦ ؛ الروض المعطار ، ص ١٢٩ و ٢٢٣ و ٢٣٢ و ٦١٧ ؛ الزيارات ، ص ٣٤ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٣٢٣ و ٣٢٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٢٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٣ ، ص ٦٤ و ١٨٨ و ٢٣٥ و ٢٣٧ وغيرها ، ج ٤ ، ص ٤٩ و ٥٣ و ٦٠ وغيرها ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٢٧ و ٢٨ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ١٦٦ وج ٥ ، ص ٢٦ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٢٠ و ٢٩٩ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٥ ، ص ٤٤٤ وج ٧ ، ص ٤٠٤ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٥ ؛ العقد الثمين ، ج ٦ ، ص ١١٩ ـ ١٢٣ ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٣٩ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٨٦ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٤٦ ؛ الكامل فى التاريخ ، ج ٢ ، راجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ٢٤ وج ٣ ، ص ٢٢٢ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥١٩ ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٤ ، ص ٣٩٢ ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٨٣٢ ؛ المحبر ، ص ٩٥ و ١١٦ و ٣٠٥ ؛ المخلاة ، ص ١٦٩ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٧٠ و ٧١ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٣٣ ؛ المعارف ، ص ١٨٨ ؛

٦٧٨

علي بن أبي طالب عليه‌السلام (أمير المؤمنين)

هو الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عبد مناف ، وقيل : عمران بن عبد المطّلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ، العدنانيّ ، الهاشميّ ، ويصل نسبه الشريف إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما‌السلام.

له عدّة كنى منها : أبو الحسن ، وأبو الحسين ، وأبو الحسنين ، وأبو تراب وغيرها.

أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيّة.

ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصهره ووصيّه وخليفته ، وأوّل القوم إسلاما وأقدمهم إيمانا بالله ، وأوّل الأئمّة الاثني عشر من أهل بيت النبوّة المعصومين ، وأسّ التشيّع ، وباني ركيزته الأولى.

اجتمعت فيه جميع الصفات الخيّرة والمؤهلات الفائقة ، كالإيمان بالله ورسوخها فيه ، والزهد ، والتقى ، وطاعة الله حقّ طاعته ، وتمعّنه في عبادته ، ودفاعه المستميت عن الإسلام والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، وتبحّره في شتى مجالات العلوم والمعارف ، وتميّزه عن الغير بالشجاعة الخارقة والبطولة الفائقة ، بالإضافة إلى فصاحته وبلاغته وغير ذلك من عناصر المجد والكمال والسؤدد.

ولد عليه‌السلام بمكّة المكرّمة ، وفي الكعبة المشرّفة بالذات في السنة الثالثة والعشرين قبل الهجرة ، وقيل : ولد قبل البعثة النبويّة الشريفة بعشر سنين.

تولّى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله تربيته ، فترعرع تحت كنفه حتّى شبّ ، فكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يغذّيه بعلومه ومعارفه حتّى أصبح أكمل إنسان على وجه البسيطة وعلى مرّ الأجيال بعد النبيّ الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٠٣ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٨٦٦ ؛ نسب قريش ، ص ٣١٠ و ٣١١ ؛ نمونه بينات ، ص ٦١٩ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ٢ ، ص ٧٠٠ ؛ وفيات الأعيان ، ج ٥ ، ص ٣٥١ وج ٧ ، ص ٦٨.

٦٧٩

كان ملازما للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل البعثة وبعدها لم ينفصل عنه ، وشهد معه مشاهده كلّها إلّا غزوة تبوك ، فكان صاحب رايته في حروبه وغزواته.

وكان في جميع الحروب والوقائع التي خاضها منتصرا ، فلم يبارزه أحد إلّا وقتله ، فكان سيفه وبالا على الكفّار والمشركين ، ولم يحدّثنا التأريخ بأنّه اندحر في معركة ، أو فرّ من ملحمة خاضها في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أو بعد وفاته.

زوّجه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر من السماء من ابنته فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

ولم يزل يحامي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في نشر دعوته ، ويقضي على مناوئيه من الكفّار والمشركين والمنافقين حتّى توفّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانقلب الناس عليه إلّا العدد القليل من المؤمنين الصادقين.

وما مرّت سويعات على وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى اجتمعت شرذمة من الناس في سقيفة بني ساعدة بالمدينة المنوّرة من الذين نسوا أو تناسوا أقوال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بحقّه في حجّة الوداع وفي يوم الغدير بالذات : «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» وبمساعدة من الشيطان وبتحريض منه قرّروا غصب الخلافة منه وإعطاءها لغيره ، ولم يكتف المتآمرون في سقيفة بني ساعدة بغصب الخلافة بل هجموا على داره ، واعتدوا على زوجته فاطمة بنت النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك الاعتداء الشنيع الذي يندى له جبين التأريخ ، ثمّ أخذوا الإمام عليه‌السلام بصورة بشعة ووقحة إلى المسجد النبويّ لأخذ البيعة منه لمن اغتصبه حقّه.

وبعد تلك الحوادث الرهيبة حكم باسم الخلافة أبو بكر بن أبي قحافة مدّة ، ثمّ استخلفه عمر بن الخطّاب ، ومن بعده جاء دور عثمان بن عفّان الذي تسلّط على رقاب المسلمين ، وحكم مدّة ثمّ قتلوه ، وبعد مقتله ولّوا الإمام عليه‌السلام الخلافة يوم الثلاثاء لسبع ليال بقين من ذى الحجّة ، أو يوم السبت الثامن عشر منه ، أو الخامس والعشرين منه سنة ٣٥ ه‍ ، فبايعه المهاجرون والأنصار وسائر الناس ، ولم يتخلّف عن بيعته إلّا بعض شذّاذ الآفاق كمروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص ، والوليد بن عقبة.

لمّا كان الإمام عليه‌السلام أنموذجا حيّا للحقّ والتقى والمساواة في جميع تصرّفاته بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم ، وكان أكثر الناس يومئذ يميلون إلى جهة الباطل ،

٦٨٠