أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

القرآن الكريم وعثمان بن شماس

نزلت فيه وفي بقيّة شهداء يوم أحد الآية ١٦٩ من سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.)(١)

عثمان بن طلحة

هو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ، عبد الله بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشيّ ، العبدري ، الحجبي ، وأمّه أمّ سعيد من بني عمرو بن عوف ، وقيل : أمّه السلافة الصغرى.

صحابيّ ، مهاجر.

كان في الجاهليّة صاحب لواء الكعبة وسدانتها وحجابتها.

اشترك أبوه يوم أحد ـ وهو مشرك ـ إلى جانب جيوش الكفّار ، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

أسلم عثمان بالمدينة المنورة أيّام صلح الحديبية في السنة الثامنة من الهجرة ، وشهد فتح مكّة.

__________________

(١). الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ـ ١٥٨ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣٧١ و ٣٧٢ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ١٥٥ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٦٦ و ٨٩ و ٣٢٠ وج ٤ ، ص ٤٧ و ٥٣ و ٦٢ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ٣١٣ و (المغازي) ، ص ٢٠٠ و ٢٠١ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٨٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٨ ، ص ٧٠ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٤٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٩٤ و ٩٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٢٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٥ و ٦ و ٣٣٩ وج ٣ ، ص ١٢٩ و ١٧٧ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٢٤٥ و ٢٤٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ و ٣٤٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣١ ، ص ٥٦٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٨٨٠ ؛ المحبر ، ص ٧٣ و ٤٣٣ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ١٥٥ و ٢٥٧ و ٣٠٠ و ٣١٢ ؛ نسب قريش ، ص ٣٤٢ ؛ نمونه بينات ، ص ١٦٢.

٦٤١

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.

كان يسكن المدينة المنوّرة ، فلما توفّي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انتقل إلى مكّة ، ولم يزل بها حتّى توفّي سنة ٤٢ ه‍ ، وقيل : سنة ٤١ ه‍ ، وقيل : توفّي بالمدينة المنوّرة ، ويقال : إنّه استشهد يوم أجنادين ببلاد الشام في السنة الثالثة عشرة للهجرة.

القرآن العزيز وعثمان بن طلحة

كان سادنا للكعبة ، فلمّا دخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة المكرّمة يوم فتحها أغلق المترجم له باب الكعبة ، وصعد إلى سطحها ، فطلب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله منه مفتاحها فأبى وقال : لو علمت أنّه رسول الله لم أمنعه المفتاح ، فلوى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام يده وأخذ منه المفتاح وفتح باب الكعبة فدخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الكعبة وصلّى فيها ركعتين ، فلمّا خرج الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من الكعبة سأله العبّاس بن عبد المطلب أن يعطيه مفتاح الكعبة ، فنزلت في عثمان الآية ٥٨ من سورة النساء : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ....)

فردّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المفتاح إليه ، ثم أخبره الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام بأنّ الآية المذكورة نزلت في حقّه ، فعند ذاك أسلم ، فجاء جبريل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : ما دام هذا البيت فانّ المفتاح والسدانة في أولاد عثمان ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله له : خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة ، لا يأخذها منكم إلّا ظالم.

في أحد الأيّام قال المترجم له وبنو شيبة وهم يتفاخرون على الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : نحن أفضل من عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فنزلت الآية ١٩ من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٣٦ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٣٠ و ١٣١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ٩٢ و ٩٣ ؛ أسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣٧٢ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ؛ الأغاني ، ج ١٥ ، ص ١١ ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٣٨٥ و ٣٨٧ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٥٣ و ٥٤ و ٢٥٨ و ٣٦١ و ٣٨٠ ؛ أيّام العرب فى الإسلام ، ص ١٠٢ و ١٠٣ ؛

٦٤٢

__________________

البداية والنهاية ، ج ٨ ، ص ٢٤ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ٥٥١ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٩٧ و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ص ٨١ ـ ٨٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٨٢ و ٣٨٨ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٩ و ٤٥٥ و ٤٦١ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ٢٠٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ، ص ٢٩ و ٣١ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٦ ، ص ٢٢٩ و ٢٣٠ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٦٠ و ٦١ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٢٣٤ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٢٧٦ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٨٧ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ٩٢ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٧٨٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٠ ، ص ١٣٨ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ١٦٧ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٥١٦ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٠ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ و ٢٤٧ ؛ تنوير المقباس ، ص ٧٢ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٢٠ و ٣٢١ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٢٤ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٨٢ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٩١٢ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٢٦٠ و ٢٦١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ١١٥ وج ٥ ، ص ٢٥٦ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٦ ، ص ١٥٥ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٣٥٢ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٢٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ٦٤ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٢٠ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٧٠٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٧٤ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ١٤٤ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٣ ، ص ١٠ ـ ١٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١١٣ وج ٣ ، ص ٢٩١ وج ٤ ، ص ٥٤ و ٥٥ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٥٣ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣٥٦ وج ٤ ، ص ٢٦٤ و ٢٦٥ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٤ و ٢٧٧ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٢ ، ص ١٣٦ و ١٣٧ وج ٥ ، ص ٤٤٨ ؛ العقد الثمين ، ج ٦ ، ص ٢١ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٦٦ و ٦٩ ؛ فتوح البلدان ، ص ٩٣ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٢٣٠ و ٢٣١ وج ٣ ، ص ٤٢٤ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٥٢٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٥٥٢ و ٥٥٣ وج ٤ ، ص ١١٣ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ١٠٥ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٩٩ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١١٩ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٢٧ ؛ المغازي ، ج ٢ ، ص ٦٦١ و ٧٤٤ و ٧٤٨ و ٨٣٣ ـ ٨٣٥ و ٨٣٧ وج ٣ ، ص ١١٠٠ ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٥٤ ؛ مواهب الجليل ، ص ١١٠ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٢٢ ؛ نسب قريش ، ص ٢٥١ و ٤٠٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٢١١ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٣٠٦ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ٢ ، ص ٧٠١.

٦٤٣

عثمان بن عفان

هو أبو عبد الله ، وقيل : أبو عمرو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي ، الأموي ، وأمّه أروى بنت كريز.

أحد صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وثالث الخلفاء الراشدين عند العامّة ، ويعدّونه من العشرة المبشّرة بالجنّة.

ولد بمكّة قبل ولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بست سنوات.

كان تاجرا يبيع القماش ، ومن أثرياء زمانه ، وصاحب ثروة طائلة وعمارات شامخة وحدائق باسقة وعيون جارية بالمدينة ، واقتنى مجموعات من الخيل والإبل. كان يغدق على أقربائه وشيعته ومؤيّديه أموالا كثيرة بدون حساب.

أسلم وتزوّج من رقيّة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهاجر معها إلى الحبشة ، وبعد رجوعه من الحبشة هاجر إلى المدينة المنورة ، ومن بعد رقيّة تزوج من أختها أمّ كلثوم بنت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

بعد مقتل عمر بن الخطاب بويع له بالخلافة في شهر محرم سنة ٢٤ ه‍ ، وقيل : سنة ٢٣ ه‍ ، ولم يزل يحكم الناس حتى قتل بالمدينة المنورة في الثاني عشر ، وقيل : في الثامن عشر ، وقيل : في السابع عشر ، وقيل : في الثامن من ذي الحجة سنة ٣٥ ه‍ ، ودفن بالبقيع ، وعمره يومئذ ٨٢ سنة ، وقيل : ٨٦ سنة ، وقيل : ٩٠ سنة.

قبل مقتله حاصره الناس في بيته تسعة وأربعين يوما ، ثم دخلوا عليه وقتلوه ، وينقل أنّ الذين تولّوا قتله هم : كنانة بن بشر التجيبي ، وسعد بن حمران المرادي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وعمير بن ضابي التميمي.

آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين أوس بن ثابت.

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث وروى عنه جماعة.

كان من جملة العصابة التي هجمت على دار أمير المؤمنين عليه‌السلام وأخرجوه ملببا ليبايع أبا بكر بن أبي قحافة.

٦٤٤

في أيّام حكومته قسّم الولايات المهمّة والمناصب الحسّاسة بين أقاربه وذويه ، أمثال : الحكم بن أبي العاص وابنه مروان بن الحكم ـ طريد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ والوليد بن عقبة ومن على شاكلتهم من الرموز التي لم يكن لها من الإسلام أيّ نصيب ، فجعلهم يتحكمون برقاب وأموال ومقدّرات المسلمين ، ممّا دعا الناس الطعن فيه والانصراف عنه.

أمّا تصرّفاته المشينة مع الصلحاء من صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمثال : عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وغيرهما أشهر من أن تذكر.

ينسب إليه جمع القرآن الكريم ، واتخذ دارا للقضاء بين الناس بدل المسجد ، واستخدم الشرطة.

في أيّامه تمكّنت الجيوش الإسلاميّة من فتح الريّ وبعض حصون الروم وجزيرة قبرص وشمال إفريقية وإصطخر وفسا وبلاد متعدّدة من خراسان وكرمان وسجستان وغيرها من الأمصار والمدن.

القرآن المجيد وعثمان بن عفان

نزلت فيه الآية ٢٦٤ من سورة البقرة : (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ....)

كان هو والعباس بن عبد المطلب يتعاطيان الربا ، وكانا قد أسلفا في التمر ، فلما حضر الجداد قال صاحب التمر : لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أخذتما حظّكما كلّه ، فهل لكما أن تأخذا النصف وأضف لكما؟ ففعلا ، فلما حلّ الأجل طلبا الزيادة ، فبلغ ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فنهاهما ، فنزلت فيهما الآية ٢٧٨ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.) ويقال : إنّهما بعد أن سمعا تلك الآية أطاعا وأخذا رءوس أموالهما.

كان له عبد يمنعه من اعتناق الإسلام ، فنزلت فيه الآية ٧٦ من سورة النحل : (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.)

بعد انتصار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على بني النضير قام بتقسيم أراضيهم على المسلمين ، فجاء عثمان إلى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وطلب منه أن يكلّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في قطعة أرض

٦٤٥

لكليهما ، فرفض الإمام عليه‌السلام وقال : أنت كلّم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ، فإن قبل فإنّي شريك معك في الأرض ، فجاء عثمان إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وطلب أرضا منه فأعطاه ، فطالبه الإمام عليه‌السلام بما اتّفقا عليه ، فرفض عثمان الاتّفاقية ، فطلب الإمام عليه‌السلام منه أن يترافعا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرفض عثمان ، وقال : إنّه سيعطي الحقّ لابن عمّه ، فنزلت فيه الآية ٤٩ من سورة النور : (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ.)

ولنفس السبب نزلت فيه الآية ٥٠ من نفس السورة : (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.)

فلمّا سمع بتلك الآيتين رضي بمشاركة الإمام عليه‌السلام له في الأرض.

وكذلك جرى نزاع بينه وبين الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام على أرض ، فطلب منه الإمام عليه‌السلام رفع القضيّة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليقضي بينهما ، فرفض المترجم له قائلا : هو ابن عمّك ويحكم لصالحك ، فنزلت فيه الآية ٥١ من السورة نفسها : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ....)

ونزلت فيه الآية ٥٢ من نفس السورة : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ.)

ويقال : شملته الآية ٢٩ من سورة الفتح : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ....)

في واقعة الخندق كان المسلمون منهمكين في حفر الخندق ، فطلبوا منه أن يشترك معهم في الحفر ، فقال وعلامات الانزعاج والتأثّر بادية على وجهه : إتيان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالإسلام لم يكفه ، بل يتعبنا بحفر الخندق وغيره من المتاعب ، فنزلت فيه الآية ١٧ من سورة الحجرات : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)

ويقال في سبب نزول الآية المذكورة سابقا هو : إنّ عثمان مرّ على عمّار بن ياسر وهو منهمك مع المسلمين في حفر الخندق ، فوضع عثمان كمّه على أنفه ؛ ليتّقي الغبار المتصاعد من حفر الخندق ، فقال عمّار : لا يستوي من يبني المساجد فيصلّي فيها راكعا

٦٤٦

وساجدا كمن يمرّ بالغبار حائدا ، يعرض عنها جاحدا معاندا ، فالتفت إليه عثمان وقال : يا ابن السوداء إيّاي تعني؟ ثم جاء إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : لم ندخل معك لتسبّ أعراضنا ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أقلتك إسلامك ، فاذهب إن كنت نادما على دخولك في الإسلام.

ويقال : لمّا وضع عثمان كمّه على أنفه خاطبه عمّار ببيتين من الشعر ، هما :

لا يستوي من يبني المساجدا

يظل فيها راكعا وساجدا

كمن يمرّ بالغبار حائدا

يعرض عنها جاحدا معاندا

ونزلت فيه الآية ٣٣ من سورة النجم : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى.)

والآية ٣٤ من نفس السورة : (وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى.)

وفي أحد الأيّام مرّ عليه ابن أمّ مكتوم الصحابيّ الأعمى ، فلما رآه قطّب وجهه ، فنزلت فيه الآية ١ من سورة عبس : (عَبَسَ وَتَوَلَّى.)

والآية ٢ من نفس السورة : (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى.)(١)

__________________

(١). الاحتجاج ، ص ١٥٧ ؛ الأخبار الطوال ، ص ١٣٩ و ١٤٠ ؛ الاختصاص ، ص ١٣٠ و ١٧٨ و ١٨٦ وراجع فهرسته ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٠٦ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٧٩ و ٢٣٠ و ٣٣٥ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ٦٩ ـ ٨٥ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣٧٦ ـ ٣٨٤ ؛ أشهر مشاهير الإسلام ، ج ٤ ، ص ٦٦٨ ـ ٨٥١ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٦٢ و ٤٦٣ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢١٠ ؛ أعلام قرآن ، ص ٦٩٧ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ الامامة والسياسة ، ج ١ ، ص ٣٠ ـ ٤٦ ؛ الأبناء ، ص ٨ ؛ أيام العرب في الإسلام ، راجع فهرسته ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ٧٩ و ١٩٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ١٥٠ و ١٧٧ ـ ٢٣٠ وراجع فهرسته ؛ البيان والتبيين ، راجع فهرسته ؛ تاج العروس ، ج ٨ ، ص ٣٨٩ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، راجع فهرسته و (المغازي) ، راجع فهرسته و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٤٦٧ ـ ٤٨٢ وراجع فهرسته ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٩٤ ـ ٥١٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٥٦٨ ـ ٦٠٢ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ١٤٧ ـ ١٦٥ ؛ تاريخ الخميس ، ج ٢ ، ص ٢٥٤ ؛ تاريخ الدول الإسلامية ، ص ٩٧ ـ ٩٩ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ـ ٤٤٩ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ، ص ٧٦ ـ ٨١ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٦ ، ص ٢٠٨ و ٢٠٩ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٨٦ ـ ١٩٢ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ١٠٣ ـ ١٠٥ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ١٦٢ ـ ١٧٧ ؛ تجارب السلف ، ص ٢٩ ـ ٣٢ ؛

٦٤٧

__________________

تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ؛ تذكرة الحفاظ ، ج ١ ، ص ٨ ـ ١٠ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ، ص ٣٣٧ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٢٧ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٥٤٠ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ٢٨٤ ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٥٦٢ و ٥٦٣ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٤٨٥ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢ و ٤٠٥ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٢ ؛ التنبيه والاشراف ، ص ٢٥٣ ـ ٢٥٥ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٢١ ـ ٣٢٥ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٢٧ ـ ١٢٩ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٩ ، ص ٤٤٥ ـ ٤٦٠ ؛ الثقات ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ـ ٢٦٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١ ، ص ٤٤ ـ ٥٩ و ٨٠ ـ ٨٤ وراجع فهرسته ؛ جامع كرامات الأولياء ، ج ١ ، ص ١٥٠ و ١٥١ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٦ ، ص ١٦٠ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٨٣ وراجع فهرسته ؛ جمهرة النسب ، ص ١٩ و ٤٢ و ٨٣ و ١١١ و ١٤٨ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٥٥ ـ ٦١ ؛ حياة الصحابة ، ج ١ ، ص ٤٩ و ٢٤٠ و ٢٩٥ وج ٢ ، ص ٢٥ و ١٢٩ و ١٨٨ و ١٩٣ و ٤٢٥ وج ٤ ، ص ٢٢٠ و ٢٢١ و ٤٥٧ ؛ الحيوان ، راجع فهرسته ؛ الخصال ، ص ٤٠٤ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٦١ ؛ خلفاء الرسول ، ص ٢٢٣ ـ ٣٤٣ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٧٠٥ ـ ٧١٠ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٦ ، ص ١٥٠ ـ ١٩٥ ؛ دائرة المعارف فارسي ، ص ١٦٧٩ ؛ دول الإسلام ، ص ١٣ ـ ١٧ ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٢ ؛ الروض الانف ، ج ٦ ، ص ٤٥٩ ؛ الروض المعطار ، راجع فهرسته ؛ الرياض النضرة ، ج ٢ ، ص ٨٢ ؛ السبعة من السلف ، ص ١١٥ ـ ١٣٣ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٥٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، راجع فهرسته ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٤ و ٥ و ٥٠١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، راجع فهرسته ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ١٠ و ٢٥ و ٣٠ و ٣٣ ـ ٤٣ و ٤٥ و ٥٠ و ٥١ و ٥٤ و ٥٧ و ٦٢ و ٦٣ ؛ شذور العقود ، ص ٥ ؛ شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ٣٢٠ وج ٢ ، ص ١٨١ و ١٩٧ و ٣٥١ وغيرها ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٢٩٤ ـ ٣٠٧ ؛ الصواعق المحرقة ، ص ١٠٤ ـ ١١٥ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٠ ، طبقات الفقهاء ، للشيرازي ، ص ٢١ و ٢٢ ؛ طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٥٠٧ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٣١ و ٥٣ ـ ٨٤ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٢٦ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٣٧٠ ؛ الغارات ، راجع فهرسته ؛ الفتوح ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ـ ٣٣٩ و ٣٩٥ ـ ٤٣١ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٦٠ و ١١٦١ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٣١٠ ؛ فضائل الصحابة ، ج ١ ، ص ٤٤٨ ـ ٥٢٧ ؛ قرب الاسناد ، ص ٩ و ١٠٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٣ ، ص ١٥٤ ـ ١٩٠ ؛ الكامل ، للمبرد ، راجع فهرسته ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٨ ؛ الكنى والألقاب ، راجع فهرسته ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ، لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ١٠٥ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ،

٦٤٨

عثمان بن مظعون

هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشيّ ، الجمحي ، وأمّه سخيلة بنت العنبس الجمحيّة.

صحابيّ جليل صالح ، كثير العبادة والتهجّد والصيام ، عرف بالزهد ، وله شعر.

كان في الجاهليّة من حكماء العرب ، وحرّم على نفسه الخمر ، وكان يقول : لا أشرب شرابا يذهب عقلي. ويضحك من هو أدنى منّي ، ويحملني على أن أنكح من لا أحبّ.

كان من أوائل من أسلم ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة ، واشترك في واقعة بدر الكبرى.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبّه حبّا شديدا ، وآخى بينه وبين أبي الهيثم بن التيّهان الأنصاري.

توفّي بالمدينة المنورة في ذي الحجة ، وقيل : في شعبان في السنة الثانية من الهجرة ، فكان أوّل مهاجر مات بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، فكان أوّل من دفن فيه ، وحزن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لموته حزنا شديدا.

__________________

ص ٣٧٣ و ٣٧٧ وراجع فهرسته ؛ المخلاة ، ص ٥٠ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٩٠ ـ ٩٥ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٤٠ ـ ٣٤٤ و ٣٤٧ و ٣٤٨ ـ ٣٥٧ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ٨٢ ؛ المعارف ، ص ١١٠ ـ ١١٤ و ١١٦ و ١١٧ ؛ معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ١١٥ ؛ معجم زامباور ، ص ١ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المقالات والفرق ، ص ١٢٣ و ١٢٤ ؛ منتخب التواريخ ، ص ١٧٣ ـ ١٧٦ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٧٩٧ و ٧٩٨ ؛ منهاج السنة ، ج ٢ ، ص ١٨٦ وج ٣ ، ص ١٦٥ ؛ المورد ، ج ٧ ، ص ١٨١ ؛ الموسوعة الإسلامية ، ج ٦ ، ص ٨٦ و ٨٧ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١١٨٧ و ١١٨٨ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ٩٢ و ٩٣ ؛ نسب قريش ، راجع فهرسته ؛ نفحات الانس ، ص ٦٥٢ ؛ نمونه بينات ، ص ٩٨ و ٤٨٢ و ٥٧١ و ٥٧٢ و ٥٧٣ و ٧٥١ و ٧٥٩ و ٨٥٣ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ١٤٠ و ١٤١ و ٤١٦ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، راجع فهرسته ؛ وفيات الأعيان ، راجع فهرسته.

٦٤٩

القرآن العظيم وعثمان بن مظعون

اجتمع هو وجماعة من المسلمين في داره وقرّروا الصّيام والقيام وعدم النوم على الفرش وأن لا يأكلوا اللّحم ولا يقربوا النساء والطيب إلى غير ذلك ممّا حلّله الله ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فزجرهم ونهاهم عن ترك الدنيا وطيباتها التي حلّلها الله ، فنزلت فيه وفي جماعته الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)

ويقال : إنّ سبب نزول تلك الآية فيه كان مجيء زوجته حولاء بنت أبي أميّة إلى عائشة بنت أبي بكر ، وكانت شابّة جميلة ، فقالت لها عائشة : ما لي أراك معطّلة؟ فقالت : ولمن أتزيّن؟ فو الله! ما قاربني زوجي منذ كذا وكذا ، فإنّه قد ترهّب ، ولبس المسوح ، وزهد في الدنيا.

فأخبرت عائشة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بخبر زوجة المترجم له ، فنزلت تلك الآية فيه.

ونزلت فيه الآية ٩٣ من نفس السورة : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للحجتي ، ص ٨٦ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ، ص ٣٩٥ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٦٦ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ٨٥ ـ ٨٩ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣٨٥ ـ ٣٨٧ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢١٤ ؛ الأغاني ، ج ١٤ ، ص ٩٩ و ١٠٠ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١٠٣ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) راجع فهرسته و (المغازي) ، ص ٩٢ و ١٢٦ و ١٢٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٠٨ و ٣١١ و ٣٤٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ و ٤١٥ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٤١١ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٦ ، ص ٢١٠ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢١٢ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٤ ، ص ٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤٩٤ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ٧٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٧٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ٧ ، ص ٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٢ ، ص ٧٠ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ١٣٢ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٧٩ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٨٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ٦ ، ص ١١٢ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٦٦٤ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٠٠ ؛

٦٥٠

عدي بن حاتم الطائي

هو أبو طريف ، وقيل : أبو ظريف ، وقيل : أبو وهب عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي ، أخزم الطائي ، الكوفي.

من فضلاء صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان شجاعا ، شاعرا.

كان قبل أن يسلم من أشراف قومه وساداتهم ومن أجواد زمانه.

وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في شهر شعبان سنة ٩ ه‍ ، وقيل : ١٠ ه‍ ، وقيل : ٧ ه‍ ، فأسلم ، وكان نصرانيا ، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالجود والكرم.

__________________

تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٢٥ و ٣٢٦ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢٠ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٢٦٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ ـ ٢٦٢ وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٦١ ؛ جمهرة النسب ، ص ٩٧ ؛ جوامع الجامع ، ص ١١٦ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ١٠٢ ـ ١٠٦ ؛ حياة الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٥٢ و ٤٨٥ وج ٢ ، ص ٣١١ وج ٣ ، ص ٦٥ و ١٨٤ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٧١٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ و ٨٦٠ وج ٤ ، ص ١٨٧ ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٣٣٣ وج ٥ ، ص ٢٦٢ ؛ الروض المعطار ، ص ١١٣ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ١٥٣ ـ ١٦٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٧٧ ـ ١٧٩ و ٢٢٣ و ٢٢٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٧٠ و ٣٥٠ وج ٢ ، ص ٦ و ٨ و ٩ و ٣٤١ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٩ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٤٤٩ ـ ٤٥٤ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٢٥ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٣٩٣ ـ ٤٠٠ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٦ ؛ العقد الثمين ، ج ٦ ، ص ٤٩ و ٥٠ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٥٣ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٤١ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٦٧١ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ١٣٢ وج ٣ ، ص ١٩٩ و ٢٠٨ ـ ٢١٠ و ٣٦٥ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٣ وج ١٣ ، ص ٢٧٢ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ١٠٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٣٦٤ ؛ المحبر ، ص ٧٤ و ٤٠٧ و ٤٧٤ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٥ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ١٢٧ و ١٢٨ ؛ معجم شعراء المرزبانى ، ص ٢٥٤ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ نسب قريش ، ص ٣٩٣ ؛ نقد الرجال ، ص ٢٢٠ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٠٩ و ٣١٠ و ٣١٦ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ١٧٠ و ١٧١ وج ٢ ، ص ٥٤١.

٦٥١

لمّا أسلم أكرمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وألقى له وسادة ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.

قبل أن يعتنق الإسلام بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سرية إلى طي ؛ ليدعوهم إلى الإسلام ، فانتقل عدي بأهله إلى الجزيرة ، وقيل : إلى الشام ، وترك أخته سفانة بنت حاتم ، فأخذها المسلمون فأسلمت ، ثم جاءت إلى عدي وشجّعته على القدوم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والقبول بما جاء به ، فجاء معها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاسلم وحسن إسلامه.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شهد فتوح العراق وواقعة القادسية والجسر وغيرها ، وشهد مع خالد بن الوليد بعض فتوح الشام.

سكن الكوفة ، وبنى بها دارا ، وكان من خيار أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، معرضا عن عثمان بن عفان.

شهد مع الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام حرب الجمل في البصرة ، ففقئت عينه ، وقتل ابنه محمد ، وقتل له ابن آخر وهو يدافع عن الإمام عليه‌السلام في حرب الخوارج.

شهد مع الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام واقعتي صفّين والنهروان ، وأبلى فيهما بلاء حسنا.

دخل يوما على معاوية بن أبي سفيان بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له معاوية : ما فعلت الطرفات؟ يعني : أولاده ، فقال : قتلوا مع علي عليه‌السلام ، فقال معاوية : ما أنصفك علي قتل أولادك وبقى أولاده ، فقال عدي : ما أنصفك علي إذ قتل وبقيت بعده ، فقال معاوية : أما إنّه قد بقيت قطرة من دم عثمان ما يمحوها إلّا دم شريف من أشراف اليمن ، فقال عدي : والله! إنّ قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، وإنّ أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فترا لندنين إليك من الشرّ شبرا ، وإنّ حزّ الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في عليّ عليه‌السلام ، فسلّم السيف يا معاوية لصاحب السيف ، فقال معاوية : هذه كلمات حكم فاكتبوها ، وأقبل على عدي محادثا له كأنّه ما خاطبه بشيء.

ومن جلالة قدره وثباته على نصرة الحقّ والدين يوم خطب الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ، ودعا الناس إلى الخروج على معاوية والجهاد عليه ما تكلّم أحد قط ولا أجابوه ، فعند ذاك نهض المترجم له وقال : سبحان الله ما أقبح هذا المقام ، ألا تجيبون إمامكم

٦٥٢

وابن بنت نبيّكم ... إلى آخر مقالته ، فخرج إلى النخيلة ثم تبعه الناس.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وغيرهما أحاديث معتبرة ، وروى عنه جماعة.

ولم يزل مواليا للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وأهل بيته معاديا لأعدائهم حتّى توفّي بالكوفة ، وقيل : بقرقيسيا أيام نهضة الثائر المختار الثقفي (ره) سنة ٦٧ ه‍ ، وقيل : سنة ٦٦ ه‍ ، وقيل : سنة ٦٨ ه‍ ، وقيل : سنة ٦٩ ه‍ ، وعمره يومئذ ١٢٠ سنة ، وقيل : ١٨٠ سنة.

القرآن المجيد وعدي بن حاتم

جاء يوما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هو وزيد الخير الطائيّ وقالا : يا رسول الله! إنّا قوم نصيد بالكلاب والبزاة ، وإنّ كلاب آل درع وآل حويريّة تأخذ البقر والحمر والظباء والضب ، فمنه ما يدرك ذكاته ، ومنه ما يقتل فلا يدرك ذكاته ، وقد حرّم الله الميتة ، فما ذا يحل لنا منها؟ فنزلت جوابا لهما الآية ٤ من سورة المائدة : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ....)(١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، راجع فهرسته ؛ الاختصاص ، ص ٦٤ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٣٣٤ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٥٦ و ١٥٧ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١٤١ ـ ١٤٣ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣٩٢ ـ ٣٩٤ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٦٨ و ٤٦٩ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٨ ، ص ١٤٢ ـ ١٤٤ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٥٠٩ ؛ أيام العرب في الإسلام ، ص ١٤٣ و ١٤٩ ـ ١٥١ وراجع فهرسته ؛ أيام العرب في الجاهلية ، ص ٦١ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١٠٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٨ ، ص ٢٩٨ ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص ٥٦٧ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٧٢ و ٧٥ و ٢٨٤ ؛ بهجة الآمال ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ـ ٣٤٢ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ١٥ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ٦٨٧ و ٦٨٨ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٥٤١ و ٥٤٥ و (حوادث ووفيات سنة ٦١ ـ ٨٠ ه‍) ، ص ١٨١ ـ ١٨٥ ؛ تاريخ بغداد ، ج ١ ، ص ١٨٩ ـ ١٩١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ وج ٣ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ٢١٤ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ، ص ١١٢ ـ ١١٥ وبعدها ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٧ ، ص ٤٣ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٥٣ و ٢٣٨ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، راجع فهرسته ؛ تجريد أسماء الصحابة ،

٦٥٣

__________________

ج ١ ، ص ٣٧٦ ؛ التحرير الطاوسي ، ص ٢١٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٤٢٧ و ٤٢٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ٦ ، ص ٥٨ و ٥٩ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١١ ، ص ١٤٤ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٦٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٦ ؛ تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٢١٠ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٦ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ؛ تنوير المقباس ، ص ٨٨ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٢٧ و ٣٢٨ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٥٠ و ١٥١ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٩١ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٩٢٥ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ٢٢٠ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٣١٦ و ٣١٧ ؛ ثمار القلوب ، ص ٩٨ و ٣٧٩ ؛ جامع الاصول ، ج ٩ ، ص ١١١ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٥٣٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ٦٥ ـ ٦٧ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٧ ، ص ٢ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٤٠٢ ؛ حسن الصحابة ، ص ٣٨ ؛ خزانة الأدب ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٢٣ ؛ دائرة المعارف فارسي ، ص ١٧٥١ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ٣٥٢ ـ ٣٦٢ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ؛ دول الإسلام ، ص ٤٢ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ١١٦ وج ٤ ، ص ٣٤٢ و ٣٩٧ ؛ رجال الحلي ، ص ١٣٠ ؛ رجال ابن داود ، ص ١٣٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٣ و ٤٩ ؛ رجال الكشي ، ص ٣٨ ؛ رغبة الآمل ، ج ٦ ، ص ١٣٥ ؛ الروض الانف ، ج ٧ ، ص ٤٠٢ ـ ٤٠٥ ؛ الروض المعطار ، ص ١١٦ و ٥٧٢ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٩ و ١٧٠ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٣ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٨٧ و ٢٨٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٤ ، ص ١٢٣ ـ ١٣٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢٢٥ ـ ٢٢٧ و ٢٤٧ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٧٤ ؛ شعراء النصرانية بعد الإسلام ، ص ٣٧ ـ ٤١ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٤٤٧ و ٤٤٩ وج ١٤ ، ص ١٧٠ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٤٦٣ و ٩٠٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٦ ، ص ٢٢ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٥٥ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٢٥ و ٣٣٥ و ٣٣٧ ؛ الغارات ، ج ٢ ، ص ٤٥٣ ـ ٤٥٥ و ٥٥٣ و ٨١٠ ؛ فتوح البلدان ، ص ٣٣٦ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٤ ، ص ٢٩٦ وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ١١٧ وج ٣ ، ص ٢٧ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٦٠٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٣٢ و ٣٣ وراجع فهرسته ؛ كمال الدين ، ص ٥٥٧ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ١٢ و ٨١ وج ٢ ، ص ١٠٣ وج ٣ ، ص ١٤٥ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٠ وج ٣ ، ص ٤٥٩ و ٥١٣ وج ٤ ، ص ٥١٧ وج ٥ ، ص ٥١ و ١٨٧ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ١٣١ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٢٤٨ ؛ مجمع الرجال ، ج ٣ ، ص ٨٨ وج ٤ ، ص ١٣٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٥٥ ؛ المحبر ، ص ١٢٦ و ١٥٦ و ٢٣٣ و ٢٦١ و ٣٠٢ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٤٢ ؛ مروج

٦٥٤

عدي بن زيد الجذامي

هو عدي بن زيد ، وقيل : يزيد ، وقيل : بيدي ، وقيل : بداء ، وقيل : بندى الجذاميّ ، الحجازي ، المدني.

أحد صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حدّث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى عنه جماعة ، كان يسكن المدينة المنوّرة ، وكان قبل إسلامه نصرانيّا يتاجر الشام ، وقيل : كان يهوديا.

القرآن الكريم وعدي الجذامي

شملته الآية ٧١ من سورة آل عمران : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ ....)

كان قبل أن يعتنق الإسلام يقول : نحن نعلم بأنّ الله لم يجعل آيات ومعاجز لأيّ شخص بعد نبيّه موسى عليه‌السلام ، فللردّ عليه وتكذيبه نزلت فيه الآية ١٦٣ من سورة النساء : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ....)

خرج بديل بن أبي مريم ـ مولى عمرو بن العاص ـ مع عدي وتميم بن أوس الداري في تجارة إلى الشام ، فمرض بديل وكتب كتابا ذكر فيه ما معه وطرحه في متاعه ولم يخبر به صاحبيه ، وطلب منهما أن يدفعا متاعه إلى أهله ، فمات بديل ففتشا متاعه فأخذا إناء من فضّة يزن ثلاثمائة مثقال منقوشا بالذهب ؛ فغيّباه ، فلما سلّما متاعه إلى أهله اطّلعوا على الكتاب الذي في المتاع ، فطالبوهما بالإناء الفضّي ، فأنكرا علمهما به ، فرفعوهما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدعاهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستحلفهما فحلفا. وبعد

__________________

الذهب ، ج ٣ ، ص ١٣ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٤٤ ؛ المعارف ، ص ١٧٧ ؛ معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ ؛ معجم الثقات ، ص ٣١٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ١٣٤ ؛ المغازي ، ج ٣ ، ص ٩٨٧ ـ ٩٨٩ ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٤٤ ؛ منتهى المقال ، ص ٢٠٥ ؛ منهج المقال ، ص ٢٢٠ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٨٠ ؛ نقد الرجال ، ص ٢٢٠ ؛ الوجيزة ، ص ٣٢ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٣٠ ، ص ٤٢٠ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٣١٠ و ٣١١ ؛ وفيات الأعيان ، ج ٦ ، ص ١٠٥ ؛ وقعة صفين ، راجع فهرسته.

٦٥٥

مدّة وجد الإناء بمكّة عند جماعة ، قالوا : إنّا اشتريناه من عدي وتميم ، فلما ظهرت خيانتهما وكذبهما حلف رجلان من ورثة بديل بأنّ الإناء لصاحبهما وأنّ شهادتهما أحقّ من شهادة عدي وتميم ، فنزلت الآية ١٠٦ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ ....)(١)

عروة بن مسعود

هو أبو مسعود ، وقيل : أبو يعفور عروة ابن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف بن منبه الثقفيّ ، وأمّه سبيعة بنت عبد شمس القرشيّة.

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٨٨ و ٢٩٢ و ٤٠١ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٧٢ و ١٧٣ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١٤٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣٩١ و ٣٩٤ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٧٠ و ٤٧٢ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٧ ، ص ٤٤ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٤ ، ص ٤٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٧٦ و ٣٧٧ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٣٧ و ٣٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٥٠٧ و ٥٠٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٨٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ١٢٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ٩١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٩٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٧ ، ص ٧٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٨٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ١١٣ و ١١٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ٦ ، ص ٢١٣ و ٢١٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٦٨٤ و ٦٨٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٧ وفيه الحزامي بدل الجذامي ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٢٥٠ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٠٣ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٥٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ٣٤٦ و ٣٤٧ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٧ ، ص ٢ ؛ جوامع الجامع ، ص ١١٩ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٦٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٣٤١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ و ٢١١ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٦٨٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٢٤٤ وج ٣ ، ص ٧٩٠ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٤٠ وج ٣ ، ص ١٣١ وج ٨ ، ص ٢٥٦ وج ١٤ ، ص ٣٣٨ وج ١٥ ، ص ١٠٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٣٩٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ مواهب الجليل ، ص ١٥٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٦٠ و ٣٨٨ و ٥١٧.

٦٥٦

صحابيّ جليل ، عرف بالكياسة والتدبير.

كان في الجاهلية من دهاة العرب ومن سادات قومه بالطائف ، وكان فيهم محبوبا مطاعا.

أسلم على يد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أيام صلح الحديبية ، ثم طلب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يرجع إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّهم قاتلوك ، فقال : أنا أحبّ إليهم من أبصارهم.

رجع إلى قومه وأخذ يدعوهم إلى اعتناق الإسلام ، ونبذ عبادة الأصنام ، فأخذوا يشاكسونه ويعاندونه ، ثم احتدم الخصام والجدال بينه وبينهم ، فأخذوا يرمونه بالنبال من كل جانب ، فأصابه سهم وقتله ، وذلك في السنة التاسعة من الهجرة.

سمعوه ـ وهو في الرمق الأخير من حياته ـ يقول : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إليّ ، فليس فيّ إلّا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فادفنوني معهم ، فدفنوه معهم.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : إنّ مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه. وشبّهه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعيسى بن مريم عليهما‌السلام.

القرآن العظيم وعروة بن مسعود

نزلت فيه وفي الوليد بن المغيرة الآية ٣١ من سورة الزخرف : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.) والمراد من الآية عظيم من أهل مكّة ، وهو الوليد بن المغيرة أو غيره ، وعظيم من أهل الطائف ، وهو المترجم له.

ونزلت فيهما الآية ٣٢ من نفس السورة : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ....)(١)

__________________

(١). الاحتجاج ، ص ٣٠ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١١٢ و ١١٣ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٤٠٥ و ٤٠٦ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٧٧ و ٤٧٨ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٢٧ ؛ أعلام قرآن ، ص ٦٨٠ و ٦٨١ ؛ الأغانى ، ج ١٤ ، ص ١٤٠ وج ١٩ ، ص ٧٩ ؛ أيام العرب فى الإسلام ، ص ٨١ و ٨٢ ؛ البداية والنهاية ،

٦٥٧

عزرائيل

من ألقاب ملك الموت عزرائيل ، وقيل : عزرائل ، وقيل : عزريل.

وهو أحد الملائكة الأربعة المقرّبين إلى الله عزّ اسمه ، وله ألقاب أخر منها : مفرّق

__________________

راجع فهرسته ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ١٣٣ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ٦٦٠ و ٦٦١ و ٦٦٧ ـ ٦٦٩ وراجع فهرسته ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٧٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٦٩ و ٤٦٩ و ٤٧٠ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ، ص ٩٧ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ، ص ٥٣ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٤ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٩ ، ص ١٩٥ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ١٣ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ١٤٠ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٣٧٢ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٤٩١ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٨ ، ص ٤٥ ؛ تفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ و ٣٨٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٥ ، ص ٤٠ ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٥٠٦ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ١١ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٧ ، ص ٢٠٩ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ١٢٨ ؛ تفسير المراغي ، المجلد التاسع ، الجزء الخامس والعشرون ، ص ٨٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٩٨ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٥٩٧ و ٥٩٨ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤١٣ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٣١٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٣ ، ص ٣٠٥ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٢٦٦ و ٢٧٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ١٦ ؛ رغبة الآمل ، ج ٥ ، ص ٣٠ ؛ الروض الانف ، ج ٧ ، ص ٣٣١ و ٣٣٢ و ٣٧١ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٨٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٩٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٤١ وج ٣ ، ص ٣٢٧ و ٣٢٨ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ١٣ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٥ ، ص ٥٠٣ و ٥٠٤ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٠ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٩١ ؛ الغارات ، ص ٣٥٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٢٠١ ـ ٢٠٣ و ٢٨٣ ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ١٠٥ و ١٠٦ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٢٤٧ و ٢٤٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٧٨٤ وج ٣ ، ص ٤٨٠ وج ٩ ، ص ٥٨ و ٢٢٤ و ٢٢٥ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٠٥ و ٤٠٠ و ٤٩٤ و ٧٩٧ وج ٣ ، ص ١٦٣ و ٢٤٩ وج ٥ ، ص ٨ وج ١٠ ، ص ٢٩٧ وج ١٣ ، ص ٥١٤ وج ١٥ ، ص ٥٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٢٠٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٧١ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، حاشية ، ص ٤٥٥ ؛ المحبر ، ص ١٠٥ و ١٠٦ و ٣٥٧ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٥ ؛ مواهب الجليل ، ص ٦٥٠ ؛ نمونه بينات ، ص ٦٩٨ و ٦٩٩ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٢٦٤ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ٢ ، ص ٦٩٨.

٦٥٨

الجماعات ، وهادم اللذّات ، وقابض الأرواح ، ومسكّن الحركات وغيرها.

كلمة عزرائيل عبريّة ، ومعناها : نصرة الله.

يتّصف بصفات خاصّة به منها : يملك جسدا ضخما وواسعا جدّا ، وكلّ جسده عين ولسان ، وله أربعة آلاف جناح ، وسبعون ألف رجل. مقرّه في السماء السابعة ، وقيل في السماء الثانية ، ويجلس على سرير تحته شجرة الحياة ، وأمامه سجّل بأسماء جميع ذوات الأرواح ، فعند ما تصدر الأوامر إليه بقبض روح من الأرواح تسقط ورقة من تلك الشجرة ، وعليها اسم من يراد قبض روحه.

يدّعي اليهود أنّ عزرائيل بنفسه موكّل بقبض أرواح الأنبياء ، وهناك ملائكة آخرون تحت سيطرته ، يتولّون قبض أرواح سائر الناس.

وهناك من يقول : إنّ لكلّ إنسان ملك يتولّى قبض روحه ، وهذا مستبعد.

يتصوّر بصور مختلفة عند أداء مهمّته ، ولا يخشى الملوك والسلاطين ، ولا تمنعه الحواجز والقلاع ، ولا يرأف بالشيخ الكبير ، ولا بالطفل الرضيع ، ولا يميّز بين الفقير والغنيّ والعالم والجاهل والعاقل والمجنون والمؤمن والكافر والصالح والطالح ، فكلّهم عنده سواء في قبض أرواحهم.

عند ما أوجد البارئ سبحانه الموت وصوّر ذلك للملائكة استوحشوا منه وذعروا إلّا عزرائيل ، فقابل عمليّة قبض الأرواح بكلّ برود وطمأنينة ، فأناط الله إليه عمليّة الموت وقبض الأرواح.

تتمّ عمليّة قبض الروح بالدخول بإرادة الله في جسد من يريد قبض روحه ، ثمّ يسلّم تلك الروح إن كان صاحبها مؤمنا صالحا إلى الملائكة لكي يحملوها إلى السماء السابعة ، ثمّ يعيدونها إلى قبر المتوفّى.

ويقال : ينتزع روح من يريد قبض روحه بواسطة رمح مسموم يحمله معه لذلك ، وهناك أشخاص لم يتسنّى له قبض أرواحهم لحدّ الآن وهم : نبيّ الله إدريس عليه‌السلام ، وقد تراءى له عزرائيل شخصيّا ، ونبيّ الله إلياس عليه‌السلام ، ونبيّ الله الخضر عليه‌السلام ، ونبيّ الله عيسى بن مريم عليهما‌السلام.

٦٥٩

وعن النبيّ الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لمّا أسري بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور ، لا يلتفت يمينا ولا شمالا ، مقبلا عليه كهيئة الحزين ، فقلت : من هذا يا جبرئيل؟ فقال : هذا ملك الموت ، مشغول في قبض الأرواح ، فقلت : أدنني منه يا جبرئيل لأكلّمه ، فأدناني منه ، فقلت له : يا ملك الموت ، أكلّ من مات أو هو ميّت فيما بعد أنت تقبض روحه؟ قال : نعم ، قلت : وتحضرهم بنفسك؟ قال : نعم ، وما الدنيا عندي فيما سخّرها الله لي ومكّنني منها إلّا كالدراهم في كفّ الرجل يقلّبها كيف يشاء ، وما من دار في الدنيا إلّا وأدخلها في كلّ يوم خمس مرّات ، وأقول إذا بكى أهل البيت على ميّتهم : لا تبكوا عليه ، فإنّ لي عودة وعودة حتّى لا يبقى منكم أحد. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كفى بالموت طامّة يا جبرئيل ، فقال جبرئيل : إنّما بعد الموت أطمّ وأعظم من الموت».

وسئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كيف يتوفّى ملك الموت المؤمن؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من الموتى».

القرآن العظيم وملك الموت

نزلت فيه الآية ١١ من سورة السجدة : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ....)

وشملته الآية ٥ من سورة النازعات : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً.)(١)

__________________

(١). الاختصاص ، ص ٣٤٥ و ٣٥٩ ؛ أعلام قرآن ، ص ٥٩٠ ـ ٥٩٣ ؛ أقرب الموارد ، ج ٢ ، ص ٧٧٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٤٢ ؛ البرهان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٢٨٢ و ٢٨٣ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٣٩٦ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٠ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٨ ، ص ٢٩٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ٢٠٠ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ٨٢ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٦٩ و ٣٩٥ ؛ تفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ١٥٤ و ١٥٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢١ ، ص ٦١ و ٦٢ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٢٨٣ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ٥٥٣ و ٥٥٤ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١٦٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٤٥٩ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٤ ، ص ٣٥٧ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٦ ، ص ٢٥٤ و ٢٥٥ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ـ ٢٢٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٨ وج ١٤ ، ص ٩٣ و ٩٤ وج ١٩ ، ص ١٩٤ وج ٢٠ ، ص ١٣٠ ؛ حياة الحيوان ذيل الصفحة ٤٣ من الجزء الثانى ، دائرة المعارف ، لفريد

٦٦٠