أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

عبد الرحمن بن عوف

هو أبو محمد عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشيّ ، الزهري ، المدني ، وأمّه الشفاء بنت عوف.

أحد صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عرف بالشجاعة والكرم.

__________________

واللغات ، ج ١ ، ص ٢٩٤ و ٢٩٥ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٣ و ١٣٤ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٧٤ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٧٧٨ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٢٤٥ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ١٩٧ و ١٩٨ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٥ ، ص ٢٤٧ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٣٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ٨٠ ؛ حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٩١ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٢٤ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٥٦٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٤١ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ١٩٣ وج ٣ ، ص ١٣٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٣ ؛ الروض المعطار ، ص ٩٢ و ١٣٨ و ١٣٩ ؛ الزيارات ، ص ٨ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١١٦ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٤٧١ ـ ٤٧٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٢٩١ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٥٩ ؛ صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٢٥٦ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٢٣٨ و ٢٣٩ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٨ و ١٨٩ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٤١ ؛ العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ٣٧٠ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ عيون الأخبار ، ج ٤ ، ص ١١٤ و ١١٥ ؛ فتوح البلدان ، ص ٤٤٣ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٣ ، ص ٥٠٦ ـ ٥٠٨ وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ٤٤ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٣٠٣ و ٣٠٤ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٣٩٥ وج ٤ ، ص ١٢٢ وج ٨ ، ص ٢٠ وج ٩ ، ص ١٥٢ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٧ و ٣٤٥ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٥٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ١٣٢ ؛ مجمع الرجال ، ج ٤ ، ص ٧١ ؛ المحبر ، ص ١٠٢ و ٤٤٩ ؛ مختار الأغاني ، ج ٥ ، ص ٢٧١ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٢٦ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٠٦ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ١٥ ؛ المعارف ، ص ١٠١ و ١٠٢ ؛ معالم الإيمان ، ج ١ ، ص ١٠٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٢٩٣ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٢٥٧ وج ٢ ، ص ٦٩٥ ؛ منهج المقال ، ص ١٩٠ ؛ مواهب الجليل ، ص ٦٦٨ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٤٤ ؛ نسب قريش ، ص ٢٧٦ ؛ نقد الرجال ، ص ١٨٣ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٤٠ و ٧١٣ و ٧١٤ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ١١٩ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٨ ، ص ١٦٠ ـ ١٦٢ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٢٧٩ وج ٢ ، ص ٧٨٢ ؛ وفيات الأعيان ، ج ٣ ، ص ٦٩ و ٧٠.

٥٨١

ولد قبل الهجرة بأربعة وأربعين سنة ، وكان يدعى عبد الكعبة ، ولمّا أسلم سمي بعبد الرحمن ، وكان أبرص.

كان في الجاهليّة مختصا بأبي بكر بن أبي قحافة.

أسلم وشهد بدرا وأحدا وبقيّة المشاهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهاجر إلى الحبشة والمدينة المنورة.

آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري.

كان من تجار وأثرياء زمانه ، ترك ثروة طائلة بعد موته.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صار من أركان سقيفة بني ساعدة في بيعة أبي بكر. وفي عهد عمر بن الخطاب كان على ميمنة الجيوش الإسلامية التي افتتحت القدس ، وكان أحد الستة الذين رشّحهم عمر للخلافة من بعده.

وبعد موت عمر قام بأخذ البيعة لعثمان ابن عفان ، وكان من أوائل المبايعين له ، فأخذ عثمان يغدق عليه الأموال الكثيرة.

توفّي بالمدينة المنورة سنة ٣٢ ه‍ ، وقيل : سنة ٣١ ه‍ ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، وقيل : الزبير بن العوّام ، ودفن في البقيع.

القرآن الكريم وعبد الرحمن بن عوف

دعا عبد الرحمن جماعة من الصحابة إلى وليمة أقامها لهم ، وبعد أن أكلوا وشربوا الخمر حتّى سكروا ، فلما جاء وقت صلاة المغرب تقدّم أحدهم وصلّى بهم المغرب وهم سكارى! فنزلت فيهم الآية ٤٣ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ....)

عند ما كان يسكن مكّة طلب من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الجهاد ، ولمّا دعاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجهاد في المدينة اعتذر عن ذلك واستصعب الأمر! فنزلت فيه وفي أمثاله الآية ٧٧ من نفس السورة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....)

٥٨٢

ونزلت فيه الآية ١٠٢ من نفس السورة ؛ لكونه كان مجروحا : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ....)

لكونه كان من جملة الأشخاص الذين أرادوا دفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من تبوك ليقتلوه نزلت فيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)

أخذ يعيب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام عند ما جاء ليدفع بعض الصدقات إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فنزلت فيه الآية ٧٩ من نفس السورة : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ....)

ومن ثم نزلت فيه الآية ٨٠ من نفس السورة : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ....)

وشملته الآية ٤٧ من سورة الحجر : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ....)

يقال : إن الآية ٩٦ من سورة مريم نزلت فيه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا.) بينما الآية المذكورة نزلت في الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وفاطمة الزهراء عليها‌السلام والحسنين عليهما‌السلام لا غير. (١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٧٥ و ٢٢٦ و ٢٤٨ و ٢٧٨ و ٦٠٩ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٢٧ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ ـ ٣٩٨ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣١٣ ـ ٣١٧ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤١٦ و ٤١٧ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٣٢١ ؛ الأغاني ، ج ٢ ، ص ٥٧ وج ٤ ، ص ٢٨ و ٢٩ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ٨٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ١٧٠ و ١٧١ وراجع فهرسته ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ١٠٠ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، راجع فهرسته و (المغازي) ، راجع فهرسته و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٣٩٠ ـ ٣٩٦ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الخميس ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ، ص ٣٥٣ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٥ ، ص ٢٤٠ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٠٩ و ٢١٠ وراجع فهرسته ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ١٢٣ وراجع فهرسته ؛ التبيان فى تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٢٦١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٥٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٢٩٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٣٧٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢١٦

٥٨٣

__________________

وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ٦١ و ١٠٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٥٠١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ٤٦ و ٤٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ١٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٩٤ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٤٦ و ١٤٧ ؛ تنوير المقباس ، ص ٧٤ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ـ ٣٠٢ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢١ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ١٥ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٨١٠ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ١٩٧ ؛ الثقات ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ و ٢٥٤ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٤٥٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ٤١٧ ـ ٤٢٠ وج ٥ ، ص ٢٨١ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٥ ، ص ٢٤٧ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ص ٢٨١ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٣١ و ١٣٢ ؛ جمهرة النسب ، ج ٧٨ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٩٨ ـ ١٠٠ ؛ حياة الصحابة ، ج ١ ، ص ٩٣ و ٣٢٦ و ٣٨٤ وج ٢ ، ص ١١ و ٢٥ و ١٧٥ و ٢٥١ و ٢٧٣ ؛ الخصال ، ص ٤٩٩ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٣٢ و ٢٣٣ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٥٧٠ و ٥٧١ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٦ ، ص ٣٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٨٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ دول الإسلام ، ص ١٧ و ١٨ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٨٣٢ وج ٢ ، ص ٨٤ و ٣٠٩ و ٣٤١ وج ٣ ، ص ٣٨٦ و ٥٩٥ وج ٤ ، ص ٣٩ و ٣٠٣ و ٣٨١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٢ ؛ الروض الانف ، ج ٥ ، ص ٤٤٦ ؛ الروض المعطار ، ص ٥٠ و ١١٦ و ١٦٧ و ٢٤٥ و ٤٣٠ ؛ الرياض النضرة ، ج ٢ ، ص ٢٨١ ؛ الزيارات ، ص ٣٧ و ٩٣ و ٩٤ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١١٧ و ١١٨ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٦٨ ـ ٩٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٧٦ و ٢٢٢ و ٢٢٣ وراجع فهرسته ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٥٠١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٦٨ و ٣٤٤ و ٣٤٨ وج ٢ ، ص ٥ و ٣٣٦ وج ٣ ، ص ٨٨ وج ٤ ، ص ٧٣ و ٧٤ و ٣٠٧ وراجع فهارسه ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛ شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ١١٤ و ٣١٢ و ٣١٣ و ٣٢١ وج ٢ ، ص ١٨٣ و ١٨٤ ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٣٤٩ ـ ٣٥٥ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٥ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ١٢٤ ـ ١٣٧ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٢٤ ؛ العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ٣٩٦ ـ ٣٩٨ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٢ و ٢٥٧ ؛ الغارات ، ج ٢ ، ص ٥٧١ و ٦١٤ و ٧٥١ و ٩٤٧ و ٩٤٨ ؛ فتوح البلدان ، ص ٨ و ١٨ و ٣٢٧ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٣٨ ؛ فضائل الصحابة ، ج ٢ ، ص ٧٢٨ ـ ٧٣٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ وج ٣ وج ٤ وج ٥ وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ١ ، ص ٦ وج ٢ ، ص ٥٠ و ١٦٨ وج ٣ ، ص ١٦٦ و ٣٥٦ ؛ الكشاف ،

٥٨٤

عبد عمرو (أبو عامر الراهب)

أبو عامر عبد عمرو بن صيفي ، وقيل : صفي بن النعمان بن مالك بن أميّة بن ضبيعة الخزرجي ، الضبيعي ، المشهور بالراهب ، والد حنظلة غسيل الملائكة.

كان من رؤساء وأشراف قومه في الجاهليّة ، وكان نصرانيا ، وقد ترهّب ولبس المسوح فعرف بالراهب.

كان عالما بالتوراة والإنجيل ، وكان يحدّث الناس عن صفات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومميزاته كما ذكرت في الكتب المقدّسة.

لما بزغ نور الإسلام وبعث النبيّ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعاه إلى الإسلام ، ولكنّه أبى واستكبر ، وأصبح عنصرا شريرا ، منافقا ، كافرا ، فسمّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الفاسق بدل الراهب.

اجتمع بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة ، وقال له : ما هذا الدين الذي جئت به؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : جئت بالحنيفيّة ، دين إبراهيم ، فقال : أنا عليها ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّك لست عليها ، قال : بلى ، ثم قال : إنّك أدخلت يا محمد في الحنيفيّة ما ليس فيها ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما فعلت ، ولكنّي جئت بها بيضاء نقيّة ، قال أبو عامر : الكاذب

__________________

ج ١ ، ص ٥١٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٥٨٨ وراجع فهرسته ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ١٠ و ٥٢ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٥٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١١٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ مجمع الرجال ، ج ٤ ، ص ٨٢ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، ص ٧٢ و ٤٧٤ وراجع فهرسته ؛ المخلاة ، ص ١٤٣ و ٢٣٠ و ٤١٣ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٨٦ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٤٢ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٣٤١ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٨ ؛ المعارف ، ص ١٣٧ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ منهج المقال ، ص ١٩٢ ؛ مواهب الجليل ، ص ١٠٧ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ٨٩ ؛ نسب قريش ، ص ٢٦٥ و ٤٤٨ ؛ نقد الرجال ، ص ١٨٦ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٢٠ و ٢٣٩ و ٤٢٧ و ٥٢٩ ؛ نهاية الارب في فنون الأدب ، ج ١٩ ، ص ٤٤٩ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٢٥٤ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١٨ ، ص ٢١٠ ـ ٢١٣.

٥٨٥

أماته الله طريدا غريبا وحيدا ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجل ، فمن كذب فعل الله تعالى ذلك به.

فتحقّق ذلك عند ما خرج إلى مكّة وأقام بها ، ولمّا افتتح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة هرب إلى الطائف ، فلمّا أسلم أهل الطائف هرب إلى بلاد الشام ، ولم يزل بها حتّى هلك ؛ طريدا غريبا وحيدا.

كان من المحرّضين على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في واقعتي بدر وأحد ، وكان يقول لقريش : إنّكم على الحقّ ، وما جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله باطل.

أصدر أوامره ـ وهو بالشام ـ إلى جماعته من المنافقين بأن يبنوا مسجدا مناوئا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، فبنوا مسجد الضرار.

ولم يزل مشرّدا طريدا حتّى هلك بالشام ، وقيل : بالحبشة في السنة التاسعة من الهجرة.

القرآن العزيز وأبو عامر

شملته الآية ١٠١ من سورة التوبة : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ ....)

ونزلت فيه الآية ١٠٧ من نفس السورة : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للحجتي ، ص ٥٧ و ٥٨ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٥٤٧ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢١١ و ٢١٢ ؛ الأغاني ، ج ١٤ ، ص ١٧ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ٧٠٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٠٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ و ٤٣٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ، ص ١٤٠ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٥ ، ص ٢٩٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٩٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ١٦١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٤٢٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٢٠٤ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٤ ، ص ١٠٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١١ ، ص ١٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٤٨١ و ٤٨٢ ؛

٥٨٦

عبد الله بن أبي

هو أبو الحبّاب عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم الأنصاري ، الخزرجي ، المعروف بابن سلول ، وسلول جدّته لأبيه.

كان في الجاهليّة من سادات الخزرج ، وكان عملاقا طويل القامة.

عاصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء الدعوة الإسلامية ، وأصبح من أكثر المشركين إيذاء للنّبي والمسلمين ، وأكثرهم حسدا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى صار رأس النفاق في المدينة المنورة.

أظهر الإسلام بعد واقعة بدر الكبرى تقيّة ونفاقا وبغيا ، فأخذ يخذل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين في واقعة أحد وغزوة تبوك وغيرهما.

كان أوّل الشامتين بالمسلمين إذا حلّت بهم نازلة ، وينشر كل سيئة يسمعها عنهم.

ولم يزل على كفره وشركه ونفاقه وإيذائه للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين حتى أصيب بمرض أودى بحياته ، فدخل عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهو على فراش الموت ـ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أهلكك حبّ اليهود.

__________________

تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٦٣٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٦ ، ص ١٩٣ و ١٩٤ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٠٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٨٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٩٠ و ٣٩٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٢٦٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنوير المقباس ، ص ١٦٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٤ ، ص ١٨٧ وج ٧ ، ص ٣٢٠ وج ٨ ، ص ٢٥٣ و ٢٥٧ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٣٣ ؛ جوامع الجامع ، ص ١٨٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٧٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٢٦ و ٣٢٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ و ٢٣٥ وج ٣ ، ص ٧١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٤٩ و ١٥٠ و ٢٩٢ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٣١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ و ٢١٠ و ٢١٢ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٨ وج ٣ ، ص ١٨٨ ؛ مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ٤٧ ؛ المعارف ، ص ١٩٣ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ و ٢٠٦ و ٢٢٣ وج ٢ ، ص ٤٤١ وج ٣ ، ص ١٠٤٦ ؛ مواهب الجليل ، ص ٢٦٠ ؛ نمونه بينات ، ص ٤٤١.

٥٨٧

لمّا هلك في أواخر شوال أو أوائل شهر ذي القعدة في السنة التاسعة من الهجرة جاء ابنه ـ عبد الله ـ إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وكان مؤمنا ـ فطلب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يلبس أباه قميصه ، فألبسه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قميصه ، وذلك مكافأة لصنيع كان أسداه إلى العباس بن عبد المطلب عمّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم واقعة بدر ، وهو لمّا ألقي القبض على العباس وأسره المسلمون كان عريانا ، فكساه المترجم له قميصه.

القرآن العظيم وعبد الله بن أبي

شملته الآية ١٤ من سورة البقرة : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ.)

ونزلت فيه الآية ٢١٤ من سورة البقرة : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ....)

وشملته الآية ٨٨ من سورة النساء : (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا ....)

ونزلت فيه الآية ١١٢ من نفس السورة : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً.)

لم يشترك هو وجماعته من المنافقين في حرب أحد ، وكانوا يترصّدون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين فإن كانت نتيجة الحرب لصالح المسلمين ، كانوا يقولون : نحن كنا معكم ، وإن كانت لصالح الكفّار والمشركين كانوا يقولون : كنّا معكم ونقلنا إليكم أسرار المسلمين ، فأنزل الله فيه وفي أمثاله من المنافقين والأشرار الآية ١٤١ من نفس السورة : (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ....)

ونزلت فيه الآية ١٤٥ من نفس السورة : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً.)

كان يصاحب اليهود ويودّهم ويتّخذهم مأمنا له ، فنزلت فيه الآية ٥١ من سورة

٥٨٨

المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ....)

لمّا أعلن عن إسلامه تقيّة ونفاقا نزلت فيه الآية ٦١ من نفس السورة السابقة : (وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ....)

كان يأتي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول له : إنّي مستعد لمساعدتك بأموالي بشرط أن لا أشترك في الحروب والغزوات فنزلت فيه الآية ٥٣ من سورة التوبة : (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ.)

ولنفاقه وكذبه نزلت فيه الآية ٧٤ من نفس السورة : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)

ولما هلك ومات جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليصلّي على جنازته ، أو صلّى عليها نزلت الآية ٨٤ من نفس السورة : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ.)

كان قد أقسم أن لا يخالف أوامر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخالفها ، ثم جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله معتذرا طالبا الصفح عنه ، فنزلت فيه الآية ٩٤ من نفس السورة : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ ....)

كان من المغالين في اتهام عائشة بنت أبي بكر بالفاحشة في قصة الإفك ، فشملته الآية ١١ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) ... (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ.)

كانت عنده جارية مسلمة تدعى معاذة ، فكان يجبرها على البغاء ، فنزلت فيه الآية ٣٣ من نفس السورة : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ....)

ولاشتراكه بالإفك على عائشة وقذفها واتهامها بالفاحشة شملته الآية ٥٧ من سورة الأحزاب : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ....)

جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما ومعه عظمة بالية ، فقال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تستطيع أن تعيد الحياة إلى هذه العظمة؟ فنزلت فيه الآية ٧٨ من سورة يس : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.)

٥٨٩

كان هو وجماعة من المنافقين قد صادقوا وصاحبوا الكفّار والمشركين ، وكانوا ينقلون إليهم أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين وأسرارهم ، فنزلت فيهم الآية ١٤ من سورة المجادلة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ ....)

في أحد الأيّام كان ابنه عبد الله ـ وكان مؤمنا ـ جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فشرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ماء ، فطلب عبد الله من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبقي شيئا من ذلك الماء لكي يشربه لأبيه عسى أن ينظّف ذلك الماء الذي لامس شفتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قلب أبيه من الأدران ، فوافق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك ، فجاء بالماء إلى أبيه وقال له : هذا الماء من بقايا ماء شربه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، جئت به إليك لتشربه عسى أن يؤثّر على قلبك وضميرك وتصحو ممّا أنت فيه ، فقال المترجم له : لو كنت جئتني ببول أمّك لكان أحسن من ذلك ، فنقل عبد الله كلام أبيه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت في المترجم له الآية ٢٢ من السورة السابقة : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ ....)

وفيه وفي بقية المنافقين نزلت الآية ١١ من سورة الحشر : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ....)

ونزلت فيه الآية ١ من سورة المنافقون : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ.)

ولشدّة نفاقه ووقوفه ضدّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين نزلت فيه الآية ٢ من نفس السورة : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.)

ولنفس السبب السابق نزلت فيه الآية ٥ من السورة نفسها : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ.)

ونزلت فيه الآية ٦ من نفس السورة : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ.)

والآية ٧ من السورة نفسها : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا ....)

والآية ٨ من نفس السورة : (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ

٥٩٠

مِنْهَا الْأَذَلَّ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للحجتي ، ص ١١٢ و ٢٥١ و ٢٥٥ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ، ص ١٢ و ١٤ و ٤٨٤ و ٤٩٤ و ٦١٢ و ٦١٣ و ٦١٩ و ٦٢٨ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣١ و ٢٠٩ و ٢١٠ و ٢٧٠ و ٣٦١ و ٣٦٢ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٣٣٦ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٦٥ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ وراجع فهرسته ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٣١ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ٣٣٤ و ٣٣٥ و (المغازي) ، ص ٣٩ و ١٤٧ و ١٤٩ و ٢٢٧ و ٢٦٤ ـ ٢٦٦ و ٢٧٤ و ٦٣١ و ٦٥٩ و ٦٦٠ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٨٢٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٤٤ و ٣٥٨ و ٤٠٢ و ٤٩٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ و ٣٤٧ و ٤١٩ و ٤٢٤ و ٤٣٢ و ٤٣٤ و ٤٣٩ و ٤٤٥ و ٤٦٨ و ٤٧١ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ١٤٠ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٢٧ و ٢٤٧ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٤٩ و ٥٣ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١٠ ، ص ١٢ و ١٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٢٧١ ـ ٢٧٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٣٣٧ و ٣٣٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٤٩٥ و ٤٩٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٦٦ و ٧٢ و ٨٩ و ١١٧ و ٢٠٠ و ٣٥١ و ٣٥٤ و ٣٧٢ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٨ ، ص ٢٥٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٠٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ١٧٨ ـ ١٨٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٨ ، ص ٧٠ ـ ٧٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ١٨ و ٨٧ و ١١١ و ١٩٠ و ١٩٥ و ١٩٦ و ٣٥٤ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٣٣٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٣٠ ، ص ١٢ ـ ١٧ وراجع فهرسته ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ٤٨٥ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٠٢ وج ٢ ، ص ٣٦٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٣٧٠ و ٣٧١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ١٩ ، ص ٢٨٣ ـ ٢٨٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ و ٢٤٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٧٢ و ٤٧٣ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢٦٠ و ٢٧٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٢ ، ص ١٩٨ ـ ٢٠٢ وج ١٨ ، ص ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٤ ـ ١٢٩ وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٥٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٢٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ الروض المعطار ، ص ٤١٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٢٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٠٣ و ٢٩٩ ـ ٣٠١ و ٣٠٧ وج ٤ ، ص ١٦٤ و ١٦٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٨٩ و ١٧٣ و ٢٣٤ و ٢٣٦ و ٢٣٧ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ١٣ ؛ صبح الأعشى ، ج ٥ ، ص ٤٣٢ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٥٤٠ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٠ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ١٠٨ ؛ قصص القرآن ، للقطيفى ، ص ١٤٧ و ٢٠١ ـ ٢٠٤ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٣١٧ ؛ الكامل فى

٥٩١

عبد الله بن أبي أميّة

هو عبد الله ابن أبي أميّة ، حذيفة ، وقيل : سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو ابن مخزوم القرشي ، المخزومي ، وأمّه عاتكة بنت عبد المطلب.

ابن عمّة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخو أمّ سلمة ؛ زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبيها.

صحابيّ ، شاعر.

أسلم عام فتح مكّة في السنة الثامنة للهجرة بعد أن دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بثنية العقاب ـ موضع بين مكّة والمدينة ـ وقيل : أسلم قبل عام الفتح ؛ شهد مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فتح مكّة وحنينا والطائف ، وفي يوم الطائف في السنة الثامنة للهجرة أصابه سهم فقتله.

كان قبل أن يسلم من أكثر المعاندين والمخالفين للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، وفي تلك الأيام أرسله المشركون مع عمرو بن العاص إلى النجاشي ـ ملك الحبشة ـ يؤلّبونه ويحرّضونه ضد المسلمين الذين هاجروا إليه ، فأحسن إليهم.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحدّث عنه جماعة.

القرآن الكريم وعبد الله بن أبي أميّة

طلب يوما من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأتيه بكتاب من السماء مكتوب فيه : من رب العالمين

__________________

التاريخ ، ج ١ ، راجع فهرسته وج ٢ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٤ و ٢٧٨ و ٢٩١ و ٢٩٢ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ و ٢٩٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ١٠ ، ص ١١٣ ـ ١١٥ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٠٦ وج ٢ ، ص ١٧٩ وج ٣ ، ص ٣٤٥ وج ٤ ، ص ٤٤ و ٤٥ و ٥٤٨ وج ١٠ ، ص ٣٧٠ وج ١١ ، ص ١٤١ و ٢٠٤ و ٣٤٣ وج ١٢ ، ص ٢٧٣ ؛ مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٤٢ ـ ٤٤٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ١١٢ و ٢٣٣ و ٤٧٠ ؛ المعارف ، ص ١٩٢ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٢٠٠ و ٢٠١ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ مواهب الجليل ، ص ٧٤٣ و ٧٤٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٥ ، و ٧٤ و ١٤٤ و ٢١٩ و ٢٢٤ و ٢٤٥ و ٢٩٨ و ٤١٤ و ٤٢٣ و ٤٢٧ و ٤٣٠ و ٤٣٣ و ٥٦٩ و ٦٤٨ و ٦٦٤ و ٧٨٩ و ٧٩٨ و ٨١٠ و ٨١١ و ٨١٢ ـ ٨١٥ ؛ نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ، ص ٥٩ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٧ ، ص ١١ و ١٢ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ٢ ، ص ٤١٨ و ٤١٩ و ٦٨٥ و ٦٨٩ و ٧٠٨.

٥٩٢

إلى ابن أبي أميّة ، اعلم أني قد أرسلت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الناس ، فنزلت فيه الآية ١٠٨ من سورة البقرة : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ.)

قال هو وجماعة من مشركي مكّة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللّات والعزّى ، فنزلت فيهم الآية ١٥ من سورة يونس : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ ....)

اجتمع المترجم له وجماعة من رؤساء مشركي مكّة بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا له : ائتنا بكتاب لا يعيب آلهتنا وأصنامنا ، وبدّل لنا جبال مكّة ذهبا ، وائتنا بالملائكة يشهدون لك بأنّك رسول الله ، فنزلت فيهم الآية ١٢ من سورة هود : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ....)

طلب هو وجماعة من المشركين من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مطالب إن نفّذها لهم اعتنقوا الإسلام منها أن يبعد عنهم جبال مكة ، ويفجر لهم عيونا ليزرعوا بواسطتها ، فنزلت جوابا لهم الآية ٣١ من سورة الرعد : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ....)

وكذلك طلب المترجم له والمشركون من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يجري لهم أنهارا كأنهار الشام والعراق ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)

وقال يوما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أؤمن بك حتى تتّخذ إلى السماء سلّما وترقى فيه وأنا انظر حتى تأتيها وتأتي بنسخة منشورة معك ، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنّك كما تقول ، فأنزل الله تعالى فيه الآية ٩٣ من نفس السورة : (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً.)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٠٨ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٤٠ و ٢١٦ و ٢٤٠ و ٢٤٢ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٢ ، ص ٢٦٢ ـ ٢٦٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١١٨ و ١١٩ ؛

٥٩٣

عبد الله بن أبي ربيعة

هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي ربيعة ، عمرو ، وقيل : حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشيّ ، المخزومي ، المكي ، وأمّه أسماء بنت مخرمة المخزوميّة ، وقيل : النهشليّة ، وهو والد عمر بن أبي ربيعة الشاعر المعروف.

كان في الجاهلية من أشراف ونبلاء وقته ، وكان تاجرا مثريا ، تجارته إلى اليمن ، وكان معروفا بالجمال وحسن الصورة.

__________________

الاصابة ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ و ٢٧٨ ؛ الأغاني ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ٣٥٠ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ٥٣٦ و ٥٩٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٨٦ و ٣٩٤ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٥٨ و ٤٦٥ و ٤٨١ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ ، ص ٥١٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٩٧ و ٢٩٨ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٨٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٤٤٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ١٩٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٢١٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١٥ ، ص ١١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٥٠١ ـ ٥٠٥ و ٥٠٩ ـ ٥١٢ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٣٨٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢١ ، ص ٥٦ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٦ و ٢٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٦٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ٢١٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٦١ ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٤١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ ، ص ٣٢٨ و ٣٢٩ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٥ ، ص ١٠ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٤٦ ؛ جمهرة النسب ، ص ٨٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٠٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٦١٠ ؛ الروض المعطار ، ص ٢١٢ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٩٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣١٥ و ٣١٨ و ٣٣١ وج ٤ ، ص ٤٢ و ٤٣ و ١٢٩ ؛ العقد الفريد ، ج ٦ ، ص ٨١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٧٦ و ٧٩ و ٢٦٧ و ٢٦٨ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٦٩٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٣٠٣ وج ٤ ، ص ٢٦٢ وج ٥ ، ص ٢٠٤ و ٦١٦ و ٦١٩ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٩٥ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٦٧٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ٢٧٤ و ٤٠٦ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ نسب قريش ، ص ٢٧٠ ؛ نمونه بينات ، ص ٤٥٢ و ٤٥٦ و ٤٦٧ و ٥١٣.

٥٩٤

كانوا يلقّبونه بالعدل ؛ لأن قريشا بأجمعها كانت تكسو الكعبة في الجاهليّة من أموالها ؛ سنة ، وكان عبد الله يكسوها من أمواله الخاصة سنة.

لمّا دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة فاتحا لها في السنة الثامنة من الهجرة كان المترجم له على كفره وشركه ، وخوفا على حياته من المسلمين استجار بأمّ هاني بنت أبي طالب عليه‌السلام ، فأراد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام قتله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ! قد أجرنا من أجارت أمّ هاني ، ثم أسلم وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتزوّج من خديجة بنت الزبير بن العوام.

وبعد أن أسلم ولّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على الجند في اليمن ، ولم يزل على ولايته حتى زمان عمر بن الخطاب ، فأضاف إليه ولاية صنعاء ، وفي عهد عثمان بن عفان بقي عليها.

لمّا حوصر عثمان جاء من اليمن لينصره ، فسقط من دابته قرب مكّة فمات في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى عنه جماعة.

كان اسمه في الجاهليّة بحيرا ، فلما أسلم سمّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عبد الله.

القرآن الكريم وعبد الله بن أبي ربيعة

قتل أبوه يوم بدر كافرا ، فتوجّه هو وجماعة من المشركين الذين هلك آباؤهم في ذلك اليوم إلى أبي سفيان ليحرّضوه على حرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويعينهم بأمواله على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٣٦ من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٩٤ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ و ٢٩٩ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٥٥ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ؛ الأغاني ، ج ١ ، ص ٣١ و ٣٢ وج ٨ ، ص ٥٣ وج ١٤ ، ص ١٢ وج ٢٠ ، ص ٣ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ـ ٢٣٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٧٠ وج ٤ ، ص ١١ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ١٩١ ـ ١٩٣ و (المغازي) ، ص ١٢٩ ـ ١٣١ و ١٦٨ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٤٦٥ ـ ٤٦٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣١١ و ٣٤٤ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٩٠ و ٤١٣ و ٦٠٢ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٥ ، ص ٩ و ١٠ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٥٩

٥٩٥

عبد الله بن جبير

هو عبد الله بن جبير بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة الأنصاريّ ، الأوسيّ.

صحابيّ شجاع.

شهد مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله العقبة وواقعة بدر الكبرى ، وفي السنة الثالثة من الهجرة اشترك في واقعة أحد ، وولّاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيها قيادة رماة المسلمين من الرجّالة ، وكانوا خمسين رجلا ، فحارب محاربة الأبطال ، ولم يزل يدافع عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين حتّى قتله عكرمة بن أبي جهل.

القرآن المجيد وعبد الله بن جبير

شملته الآية ١٥٢ من سورة آل عمران : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ ....)(١)

__________________

و ١٦١ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣١٠ ؛ تفسير الطبري ، ج ٩ ، ص ١٦٠ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٥٣٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٤ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٦٢ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٣ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٦٨٠ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٢١٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ٢٥٥ وج ١١ ، ص ٧٢ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٥ ، ص ٥١ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٤٦ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٩٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ١٨٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٥٩ و ١٦٩ و ٢١٣ و ٣٢٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٥٦ و ٣٦٦ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٤٠ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٢١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٥ ، ص ٤٤٤ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٢٦ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٣ ، ص ٧٧ و ٢٠٠ ؛ المحبر ، ص ٦٦ و ٦٧ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٨٩ و ٩٠ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٥٩ ؛ نسب قريش ، ص ٣١٧ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١٧ ، ص ١٦٤.

(١). الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٢ ، ص ٢٧٨ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٣٠ و ١٣١ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٧٦ ؛ امتاع الأسماء ، ج ١ ، ص ١٠١ و ١٢٠ و ١٢٨ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ٣٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٤ و ٣٠١ و ٣٢١ وج ٤ ، ص ١٦ و ٢٦ ؛ تاريخ الاسلام ، (السيرة النبوية) ص ٣٠٦ و (المغازي) ص ١٧٠ و ١٧٣ و ٢٠١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ،

٥٩٦

عبد الله بن جحش

هو أبو محمد عبد الله بن جحش بن رئاب ، وقيل : رباب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كثير بن غنم بن دودان الأسدي ، وأمه أميمة بنت عبد المطلب عمّة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخته زينب بنت جحش زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

صحابيّ جليل القدر عظيم الشأن ، ومن المسلمين الأوائل ، وأحد المهاجرين إلى بلاد الحبشة والمدينة المنورة.

واشترك في واقعة بدر ، وبعد رجوعه من بدر ، وقيل : قبل واقعة بدر أمّره النبيّ

__________________

ص ٣٤٤ و ٣٤٥ و ٣٥٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٣٤ ؛ تاريخ خليفة ، ص ٣٨ و ٤٠ ؛ التاريخ الكبير ، ج ٥ ، ص ٣٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣٥ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٤٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٠١ و ٣٠٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٧٩ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٣٢١ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٦٩ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٩٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٣٦١ و ٣٦٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ٨١ و ٨٢ ؛ تفسير أبي الفتوح ، ج ١ ، ص ٦٦٧ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٩ ، ص ٣٦ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٢٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٤١٤ ؛ تفسير الميزان ، ج ٤ ، ص ٤٣ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٤٠٢ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٧٣ ؛ تنوير المقباس ، ص ٥٨ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٦٦ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٢٢٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ و ٢٣٧ و ٢٤٠ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٥ ، ص ٢٧ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٣٦ ؛ جمهرة النسب ، ص ٦٣٠ و ٦٣١ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٨٥ ؛ الروض الانف ، ج ٦ ، ص ٧٤ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٣٣١ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٢٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٣ ، ص ٢٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٩٩ و ٣٤٦ وج ٣ ، ص ٧٠ و ١٢٠ و ١٣٠ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٢٨١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٤٧٥ و ٤٧٦ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٥٢ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٤٢٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ و ٣٠٩ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٧٨ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٧٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٨٥٨ و ٨٥٩ ؛ المحبر ، ص ٢٧٨ ؛ المعارف ، ص ١٨٤ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتظم ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ؛ نهاية الارب ، ص ١٨٥ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ٢ ، ص ٦٨٧.

٥٩٧

على سرية ، فكان أوّل أمير أمّره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقتل من قريش جماعة وغنم أموالا ، فكانت أوّل غنيمة غنمها المسلمون.

وبعد تلك الحادثة قالت قريش : قد استحلّ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا الرجال ، فقال المترجم له أبياتا من الشعر ردّ فيها على مزاعمهم ، وهي :

تعدون قتلا في الحرام عظيمة

وأعظم منه لو يرى الرشد راشد

صدودكم عمّا يقول محمد

وكفر به والله راء وشاهد

وإخراجكم من مسجد الله أهله

لئلا يرى لله في البيت ساجد

آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين عاصم بن ثابت بن قيس.

في السنة الثالثة من الهجرة اشترك في معركة أحد وحارب محاربة الأبطال ، ثم استشهد على يد أبي الحكم بن الأخنس الثقفي ، وعمره يومئذ نيّف وأربعون سنة.

القرآن الكريم وعبد الله بن جحش

شملته الآية ٢١٧ من سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)

والآية ٢١٨ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ ....)

والآية ١٦٩ من سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ ....)

والآية ٩٥ من سورة النساء : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٥٥ و ٢٦٤ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٦١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٧٥ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٣١ و ١٣٢ ؛

٥٩٨

__________________

الاصابة ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ و ٢٨٧ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٧٦ ؛ الأغاني ، ج ١٧ ، ص ١١٨ و ١١٩ وراجع فهرسته ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٥٥ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ١٣٩ و ٣١٣ و (المغازي) ، ص ٤٨ و ٤٩ و ٥٠ و ١٨٦ و ٢٠٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٢٥ و ٤٣٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٤٢ و ٢١٢ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٦٩ و ٧٠ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٠٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٢١١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١١٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣٤ و ٤٢٣ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ٢١٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٢٢٦ و ٢٢٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٣٥٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٦ ، ص ٣١ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٧١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٢٥٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، المجلد الأول ، الجزء الثاني ، ص ١٣٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ـ ١٩١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٧٣ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٠ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢٦٢ و ٢٦٣ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ٤٠ ـ ٤٣ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٥ ، ص ٢٢ و ٢٣ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١١١ ؛ جوامع الجامع ، ص ٣٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ حسن الصحابة ، ص ٣٠٠ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ١٠٨ و ١٠٩ ؛ الحيوان ، ج ٢ ، ص ٢٨٨ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٤٩٩ و ٥٠٠ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٢٥٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، ج ٣ ، ص ٣٢٤ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ١١٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١١٥ و ١٤٣ و ١٧٦ و ٢٢٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٧٤ و ٣٤٦ وج ٢ ، ص ٤ و ١١٤ و ٢٥٢ ـ ٢٥٦ و ٣٣٥ وج ٣ ، ص ١٠٣ و ١٢٩ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٣٨٥ و ٣٨٦ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٨٩ ـ ٩١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٠١ و ١١٣ و ١١٤ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٢٥٨ و ٢٥٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٢٦٩ و ٢٨٧ و ٣٤٥ و ٦٤٥ وج ٣ ، ص ٢٦٦ وج ٦ ، ص ٣٩٦ وج ٨ ، ص ٤٧ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٨٢ وج ٤ ، ص ٤٧ وج ١٥ ، ص ١١ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٧٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٥٥١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٤٦ ؛ المحبر ، ص ٧٢ و ٨٦ و ٨٨ و ١١٦ و ١٧٣ و ٢٧٨ وراجع فهرسته ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ مواهب الجليل ، ص ٤٣ ؛ نمونه بينات ، ص ٧٧ و ١٦٢ و ٢٣٥.

٥٩٩

عبد الله بن حذافة

هو أبو حذافة ، وقيل : ابو حذيفة عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي ، السهمي ، وأمه بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة.

صحابي ، مهاجر ، شاعر ، فيه دعابة.

يقال : إنّه شهد واقعة بدر ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية.

حمّله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رسالة إلى كسرى ـ ملك بلاد فارس ـ يدعوه إلى الإسلام ، فمزّق كسرى الرسالة.

في السنة التاسعة عشرة من الهجرة أسرته الروم في إحدى غزواته على قيساريّة ، فطلب منه ملك الروم أن يعتنق النصرانية فأبى ، ثم طلب منه أن يقبّل رأسه ، فقبّل رأس الملك ، فأطلقه وثمانين من أسرى المسلمين.

شهد فتح مصر ، وتوفّي بها أيّام عثمان بن عفان في السنة الثانية والثلاثين للهجرة. حدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروي عنه.

القرآن العزيز وعبد الله بن حذافة

نزلت فيه الآية ٥٩ من سورة النساء : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ....)

كان إذا تخاصم وتنازع مع الناس دعوه لغير أبيه ، وطعنوا في نسبه ، فجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسأله عن أبيه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبوك حذافة بن قيس ، فنزلت الآية ١٠١ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٣٨ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٣١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ـ ٢٨٥ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٤٢ ـ ١٤٤ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ و ٢٩٧ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٧٨ ؛ الأغانى ، ج ٦ ، ص ٩٦ ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٣٠٨

٦٠٠