أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

ابن الأزعر

هو أبو حبيب ، وقيل : أبو حبيبة ، وقيل : أبو مليل بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو الأنصاري ، الأوسي ، الضبعي ، وأمّه عمرو بنت الأشرف بن العطاف.

صحابي منافق ، ومن رؤساء المنافقين الذين ابتلي بهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع نفاقه وتلوّن سلوكه شهد أحدا وبقيّة المشاهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : شهد بدرا.

القرآن المجيد وابن الأزعر

كان من المنافقين الاثني عشر الذين أسّسوا وبنوا مسجد الضرار ، فشملته الآية ١٠٧ من سورة التوبة : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ....)(١)

__________________

التفاسير ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، ص ٣٩٣ و ٣٩٥ ؛ مرآة الزمان ـ السفر الأول ـ ، ص ١٣٠ ـ ١٣٤ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٢٩ ـ ٣١ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٣٦٥ ـ ٣٧٣ ؛ المعارف ، ص ١٠ و ١١ ؛ معاني الأخبار ، ص ١٣٨ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٢٤ و ١١٠ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٥٨ و ١٦١ و ٢٦٧ و ٢٦٨ ؛ المعرب ، ص ١٢٢ و ١٢٣ ؛ المفصل فى تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ الملل والنحل ، ج ١ ، ص ١٦ ـ ٢٠ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ١٠١ ؛ المورد ، ج ٣ ، ص ١٨٤ و ١٨٥ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١١٠٦.

(١). اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢١٢ وفيه اسم أبيه الأرعد بدل الأزعر ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ١٧٧ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ١٦٨ و ٣٠٥ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٤١ و ١٨٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ و ٣٢٦ وج ٥ ، ص ٢٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ١٥٨ و ٢٠٦ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٩٨ وفيه اسمه أبو حنيفة الأزهر ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٦٢٥ وفيه اسم أبيه الأغرر ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٨٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٨ ، ص ٢٥٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٧٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦٩ و ٣٤٤ وج ٤ ، ص ١٧٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٤٦٤ ؛ المحبر ، ص ٤٦٨ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ١٥٩ وج ٣ ، ص ١٠٤٥ و ١٠٤٧ و ١٠٤٨.

٤١

ابن أمّ مكتوم

هو أبو عمرو وأبو الحكم عبد الله ، وقيل : عمر ، وقيل : عمرو بن قيس بن زائدة ، وقيل : زياد بن الأصمّ بن هرم بن رواحة القرشيّ ، العامريّ ، المعروف بابن أمّ مكتوم ، وهي أمّه ، وكانت تدعى عاتكة بنت عبد الله ، وتكنّى بأمّ مكتوم ، وهو ابن خالة السيّدة خديجه بنت خويلد عليها‌السلام ، وكان قبل أن يسلم يدعى حصينا ، فسمّاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عبد الله.

صحابيّ ، جليل ، شجاع.

أسلم بمكّة ، وصار من مؤذّني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة المنوّرة ، وأحد مشاهير قرّاء القرآن بها.

بعد معركة بدر الكبرى هاجر من مكّة إلى المدينة ، وفي أثنائها فقد بصره وعمي ، ونزل الصفّة في دار مخرمة بن نوفل.

استخلفه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على المدينة أكثر من مرّة عند ما كان يغادرها في غزواته ، كغزوة الكدر وغزوة بني سليم وغزوة أحد وغيرها ، ويعهد إليه إمامة الجماعة نيابة عنه.

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث كثيرة ، وروى عنه جماعة.

بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله استخلفه أبو بكر بن أبي قحافة على المدينة المنوّرة.

استشهد في واقعة القادسيّة سنة ١٥ ه‍ ، وقيل : سنة ١٦ ه‍ وهو أعمى ، وقيل : توفّي سنه ٢٣ ه‍ بالمدينة المنوّرة.

القرآن العزيز وابن أمّ مكتوم :

لكونه كان أعمى لا يبصر نزلت فيه الآية ٩٥ من سورة النساء : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ....)

خاطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما قائلا : يا رسول الله! إنّي أعمى وجسمي ضعيف هل تعفيني من الجهاد؟ فنزلت جوابا له الآية ٩١ من سورة التوبة : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)

وفي أحد الأيّام كان الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا وعنده جماعة من مشركي رجالات

٤٢

قريش ، وعنده رجل من بني أميّة اسمه عثكن ، وقيل : عثمان ، فدخل عليهم المترجم له وهو أعمى ، فرحّب به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقدّمه على عثكن ، فعبّس عثكن وجهه ، وتقذّر منه ، وأعرض عنه ، فأنزل الله سبحانه الآية ١ من سورة عبس : (عَبَسَ وَتَوَلَّى)

وكذلك ولنفس السبب الآية ٢ من نفس السورة : (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى)

وهناك أناس لم يقفوا على شخصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة ، فادّعوا أنّ الذي عبس وتولّى هو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المصطفى ، والعياذ بالله من فساد النيّة وقلّة الإدراك. وروي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «سورة عبس نزلت في رجل من بني أميّة كان عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاءه ابن أمّ مكتوم ، فلمّا رآه تقذّر منه ، وعبس ، وجمع نفسه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك في السورة وأنكره عليه». (١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للحجتي ، ص ٤٦ ـ ٥٢ و ٢٤٥ و ٢٤٨ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ، هامش تفسير الجلالين ، ص ٢٦٤ و ٦٣٢ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٢٤٢ و ٢٤٣ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٤٣ و ١٤٤ و ٣٧٩ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٢ ، ص ٣٧٠ و ٣٧١ و ٥٠١ و ٥٠٢ ؛ اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ١٢٧ ؛ الاشتقاق ، ج ١ ، ص ١١٤ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٥٢٣ وج ٣ ، ص ١١ ؛ الأعلام ، ج ٥ ، ص ٨٣ ؛ أعلام قرآن ص ٧٠١ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٣١١ و ٥٢٦ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ٣٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ٦٢ وراجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص ٥٦٥ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٢٤١ ؛ تاج العروس ، ج ٩ ، ص ٣٩ ؛ تاريخ الاسلام ، (السيرة النبوية) ، ص ٣٣٢ ؛ و (المغازي) ، ص ١٣٧ و ١٤٥ و ١٥٤ ؛ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ١٥٢ و ١٥٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٥٥ و ٣٨٦ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٦ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ١٤٧ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ص ٦٠ و ٦٣ و ٨٢ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣٤ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٤٢ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٣٠٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء أصحابه ، ج ١ ، ص ٤١٦ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٣٣٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٢٧ و ٤٢٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٣١ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٥٨٥ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبر ، ص ٥٤٨ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٤٥٠ وج ٥ ، ص ٢٨٤ و ٢٨٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ١٤٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٣٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ،

٤٣

__________________

ج ٣١ ، ص ٥٤ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ و ٤٠٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٥٤١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الماوردي ، ج ٦ ، ص ٢٠٢ و ٢٠٣ ؛ التفسير المبين ، ص ٧٩١ ؛ تفسير المراغي المجلد العاشر الجزء الثلاثون ، ص ٣٨ و ٣٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٦٨ وج ٢٠ ، ص ١٩٩ و ٢٠٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٠٨ و ٥٠٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٧٠ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٨١ وج ٣ ، (باب الكنى) ص ٤٢ ؛ تنوير المقباس ، ص ٧٧ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٨ ، ص ٣٠ و ٣١ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٣٩ و ٤٠ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٢١٤ و ٢١٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ٣٤٢ و ٥٣٠ وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٧١ ؛ جوامع الجامع ، ص ٥٣٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ حلية الأولياء ، ج ٢ ، ص ٤ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٢٨٩ ؛ دائرة المعارف بزرگ اسلامي ، ج ٣ ، ص ٣٩ و ٤٠ ؛ دائرة المعارف ، للبستاني ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ٢٩٥ و ٢٩٦ ؛ ريحانة الأدب ، ج ٧ ، ص ٣٩٢ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٤٧٠ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ـ ٣٦٥ ؛ السيرة الحلبية ، ج ٣ ، ص ٣٢٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن إسحاق ، ص ٢٣٠ و ٢٣١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٨٩ و ٣٩٠ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٢٨ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٥٨٢ ـ ٥٨٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٢٣٤ وج ٤ ، ص ١٥٣ وج ٨ ، ص ٣٦٤ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٥ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٧٠ وج ٤ ، ص ٨٣ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ١٦٩ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٣٩ و ١٤٢ و ١٥٠ و ١٧٤ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٧٠٠ و ٧٠١ ؛ كشف الأسرار ، ج ١٠ ، ص ٣٨٠ و ٣٨٣ وراجع فهرسته ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٥ ، ص ٣٤٥ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٩٦ وج ١٠ ، ص ٦٦٣ و ٦٦٤ ؛ المحبر ، ص ٢٩٧ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٧١ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ٦١ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ١٦ ؛ المعارف ، ص ١٦٥ و ٣٢٩ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٦٠ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٦٢ ؛ المنتظم ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ و ٣٤٩ ؛ مواهب الجليل ، ص ١١٨ ؛ المواهب اللدنية ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ؛ نسب قريش ، ص ٣٤٣ ؛ نكت الهميان ، ص ٢٢١ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٣٥ و ٤٣١ و ٨٥٢ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٣٠٢ ؛ هدية الأحباب ، ص ٤٨ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ٢ ، ص ٦٨٣ و ٦٨٥ و ٦٨٩ و ٦٩٥ و ٦٩٦ و ٦٩٧ و ٧٠٠ ؛ وقايع السنين والأعوام ، ص ٧٥.

٤٤

أبو بكر بن أبي قحافة

هو أبو بكر عبد الله ، وقيل : عبد الكعبة ، وقيل : عتيق بن أبي قحافة ، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم القرشي ، التّيميّ.

غلبت كنيته على اسمه فعرف بها ، وأمه سلمى ، وقيل : ليلى بنت صخر بن عامر ، والعامة يلقبونه بالصديق.

أحد صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأول الخلفاء الراشدين على زعم من ينكر حديث غدير خم.

ولد بمكّة سنة ٥١ قبل الهجرة ، ونشأ بها حتى أصبح من زعماء وأثرياء قريش في الجاهلية.

أسلم وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى غار حراء عند هجرته إلى المدينة المنورة ، وشهد بدرا وأحدا وبعض المشاهد الأخرى.

تزوّج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من ابنته عائشة ، وله روايات عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى عنه جماعة ، أمثال عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تصدّر لحكم المسلمين ، وبدأت الفتوحات الإسلامية ، فافتتحت في عهده بلاد الشام وأكثر العراق.

في أيام حكمه حدثت حوادث مؤلمة وفجائع رهيبة مذكورة في سجلّات التأريخ ، منها : اغتصابه الخلافة من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وانتزاع فدك من فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، وهجوم القوم على دارها ومعهم الحطب يريدون حرقه ، ثم دخولهم الدار وترويعهم الزهراء عليها‌السلام وضربها وإيلامها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها ، ثم إلقاء القبض على الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وأخذه إلى مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بصورة مهينة ؛ لأخذ البيعة منه للمترجم له ، وكلّ ذلك جرى على مرأى ومسمع من أبي بكر.

للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ولفاطمة الزهراء عليها‌السلام خطب وكلمات تضع النقاط على الحروف ، وتبيّن شخصية المترجم له من جميع جوانبها.

من المسلّم به لدى الفرق الإسلامية أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في حق ابنته

٤٥

فاطمة الزهراء عليها‌السلام : «إنّ الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها» ومن المؤكّد تأريخيا أن أبا بكر وعمرو بن الخطاب أغضباها فهجرتهما ولم تكلّمهما حتى ماتت.

ولد له عبد الله وعبد الرحمن ومحمد وبنت أخرى غير عائشة كانت تدعى : أسماء ؛ وتعرف بذات النطاقين ، تزوّجها الزبير بن العوام ، فأنجبت له عبد الله بن الزبير.

لما حضره الموت أوصى إلى عمر بن الخطاب ليقوم مقامه في الحكم ، وبعد أن بلغ من العمر ٦٣ سنة وحكم سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال مات بالمدينة المنوّرة في الثالث والعشرين من جمادى الثانية سنة ١٣ ه‍ ، وصلّى عليه عمر ، ودفن في المدينة.

القرآن الكريم وأبو بكر

نزلت فيه الآية ٢٢٤ من سورة البقرة : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.)

وشملته الآية ١٥٤ من سورة آل عمران : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ ....)

أقسم أن لا يورّث ابنه ، فلما أسلم ابنه نزلت الآية ٣٣ من سورة النساء تأمره بأن لا يمنعه من الإرث : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ....)

في أحد الأيام سبّه شخص في مكّة وقذفه بفاحش القول ، فأجابه أبو بكر على سبّه وقذفه ، فنزلت فيه الآية ١٤٨ من نفس السورة : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ....)

ونزلت فيه الآية ٥٤ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ ....)

وكذلك شملته الآية ٨٧ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.)

لمّا أسلم المترجم له وأصرّ أبو جهل على شركه وكفره نزلت فيهما الآية ٨ من سورة

٤٦

فاطر : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ ....)

في أحد الأيام تشاجر هو وعمر بن الخطاب في حضرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واشتدّ الجدال بينهما حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزلت فيهما الآية ٢ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ.)

ونزلت فيه الآية ١٠ من سورة الحديد : (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ....) (١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ٢٧٤ ؛ الاحتجاج ، راجع فهرسته ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٦١ و ٢٠٦ و ٢٠٧ و ٢٠٩ و ٢٢٣ و ٣٩٥ و ٦٠٥ و ٦٢٥ و ٦٢٧ و ٦٣٣ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٤٢ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ـ ٢٥٧ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٢٠٥ ـ ٢٢٤ وج ٥ ، ص ١٥٠ ؛ الاشتقاق ، راجع فهرسته ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٣٤١ ـ ٣٤٤ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ١٠٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٥ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ امالي الطوسي ، ج ٣ ، ص ٨١ ؛ الامامة والسياسة ، راجع فهرسته ؛ الأنباء في تاريخ الخلفاء ، ص ٧ و ٨ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ٦٦ و ٧٦ و ١٥١ ؛ البداية والنهاية ، ج ٦ ، ص ٣٠٥ ـ ٣٣٦ وج ٧ ، ص ٢ ـ ١٨ ؛ البيان والتبيين ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الادب العربي ، لعمر فروخ ، ج ١ ، ص ٢٦٣ ـ ٢٦٥ ؛ تاريخ الاسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٥ و ٢١ و ٨٧ و ١٠٥ ـ ١٢٢ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٨٥٢ و ٨٥٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٤٥ و ٤٦٢ ـ ٤٦٥ ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الخلفاء ، للسيوطي ، ص ٢٧ ـ ١٠٧ ؛ تاريخ الخميس ، ج ٢ ، ص ١٩٩ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الدول الاسلامية ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٤٤٥ ـ ٤٥٠ و ٤٥٦ و ٤٦٣ ـ ٦١٦ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ١٥٦ ـ ١٥٨ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٥ ، ص ١ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٦٧ ـ ١٧٤ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٩٨ و ٩٩ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ـ ١٩٢ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ـ ١٣٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٢٣ وج ٢ ، ص ١٥٢ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣٥٢ و ٥٠٤ و ٥١٥ و ٥٩٦ ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٠٤ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ١٦٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ١٦١ و ١٨٣ و ٣٤١ و ٤٢٠ و ٥٩١ و ٥٩٩ و ٦٠٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٩١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٢١٩ و ٢٢٠ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٢ ؛ التنبيه والاشراف ، ص ٢٤٧ ـ ٢٥٠ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ،

٤٧

__________________

ص ١٨١ ـ ١٩١ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٧٦ و ٢٧٧ ؛ الثقات ، ج ٢ ، ص ١٥١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ٧٩ و ٨٠ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٢٨ ـ ٣٨ ؛ حياة الصحابة ، راجع فهارسه ؛ الخصال ، راجع فهرسته ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٧٤ و ١٧٥ ؛ خلفاء الرسول ، ص ٢٩ ـ ١٠٩ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ١ ، ص ٣١١ ـ ٣١٥ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٢ ، ص ٣٧ ـ ٤١ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ـ ٣٢٤ ؛ دول الاسلام ، ص ٦ ؛ ذيل المذيل ، ص ٥٧ ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٢ ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ١٠ وج ٦ ، ص ٨٤ وج ٧ ، ص ٣٣٨ و ٥٥٠ وبعدها ؛ الروض المعطار ، راجع فهرسته ؛ الرياض النضرة ، ص ٤٤ ـ ١٨٧ ؛ السبعة من السلف ، ص ٩ ـ ص ٤٧ ؛ السيرة الحلبية ، ج ١ ، ص ١٨١ وج ٣ ، ص ١٧٩ و ١٨٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن إسحاق ، راجع فهرسته ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٣٢ ـ ٤٣٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، راجع فهرسته ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٢٤ ـ ٢٦ ؛ شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ١٠١ و ٢٣٢ و ٢٣٤ و ٢٣٧ و ٢٣٩ ـ ٢٤٣ و ٣٢٠ و ٣٢١ وغيرها ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ـ ٢٦٧ ؛ الصواعق المحرقة ، ص ٩ ـ ٥٢ و ٦٥ ـ ٨٧ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٧ و ١٨ ؛ طبقات سلاطين اسلام ، ص ٢ ؛ طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٤٣١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ١٦٩ ـ ٢١٣ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١١ و ١٣ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ٩٤ ؛ الغارات ، راجع فهرسته ؛ فتوح البلدان ، ص ١٠٣ وبعدها ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٩٢ ؛ فضائل الصحابة ، ج ١ ، ص ٦٥ ـ ٢٤٣ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٦٢ ـ ٦٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ـ ٤٢٥ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٦ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، راجع فهرسته ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٦٥ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ـ ٣١٢ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٣٤٩ ـ ٣٥١ ؛ مشاهير علماء الأعصار ، ص ٤ ؛ المعارف ، ص ٩٨ ـ ١٠٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٢٥١ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ منهاج السنة ، ج ٣ ، ص ١١٨ ؛ المورد ، ج ١ ، ص ٢٦ ؛ الموسوعة الاسلامية ، ج ٢ ، ص ٢٣٠ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٣١ ؛ نسب قريش ، راجع فهرسته ؛ نقد الرجال ، ص ٢٠٢ ؛ نمونه بينات ، ص ١٥٨ و ١٩٤ و ٢٥٧ و ٢٩٢ و ٢٧٣ و ٦٥٨ و ٧٢٨ و ٧٣٨ و ٧٦٦ و ٧٧٠ ؛ نهاية الارب ، ص ٢٥٩ و ٤١٦ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٧ ، ص ٣٠٥ ـ ٣١٤ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ وج ٢ ، راجع فهرسته ؛ وفيات الأعيان ، ج ٣ ، ص ٦٤ ـ ٧١.

٤٨

أبو طالب بن عبد المطلب عليه‌السلام

هو أبو طالب عليه‌السلام عبد مناف ، وقيل : عمران بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب العدنانيّ ، القرشي ، الهاشمي ، وقيل : اسمه كنيته ، وأمّه فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية.

عمّ النبي محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووالد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

أحد أشراف وسادات العرب في الجاهليّة والإسلام ، وكان سيّد قريش وشيخ البطحاء ورئيس مكّة وأحد تجّارها.

كان عالما فاضلا ، شاعرا فصيحا بليغا جيّد الكلام ، عرف بالحكمة والحلم وحسن التدبير ، وكان وسيما ، وعليه وقار الحكماء وبهاء الملوك. كان في الجاهلية من المؤمنين بالله والموحّدين له ، ولما بزغ نور الإسلام آمن بالنبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبرسالته الغرّاء.

ولد بمكّة قبل مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمس وثلاثين سنة.

بعد وفاة والد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عبد الله ـ تولّى جدّه ـ عبد المطلب ـ رعايته وتربيته ، فلما توفيّ عبد المطلب قام أبو طالب عليه‌السلام بأعباء كفالة ورعاية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله للرسالة تولّى نصرته والذبّ عنه وحمايته من الكفّار والمشركين ، فكان الدرع الواقي له من أعدائه ، والمحامي القويّ له من مناوئيه.

نصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بثّ الشريعة الإسلامية ، فلاقى من الكفّار صنوف العناء والبلاء حتّى حاصروه هو وأسرته في الشعب المنسوب إليه بشعب أبي طالب.

كان يحبّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حبّا شديدا ، ويقدّمه على أولاده ، ولا ينام إلّا وهو إلى جانبه ، وكان يقول للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّك لمبارك النقيبة ميمون الطلعة.

آمن بالنبيّ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأسلم ، وكان يكتم إيمانه به خوفا على بني هاشم. كان مستودعا للوصايا ؛ فنقلها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان قبل إسلامه يسير على نهج أبيه عبد المطلب في اتّباع ملّة إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

لمّا بلغ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله التاسعة من عمره وقيل : الثالثة عشرة أخرجه معه في تجارة إلى

٤٩

بلاد الشام.

ولم يزل يحمي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من أعدائه ، ويدفع شرورهم عنه ، حتّى توفّي بمكّة المكرّمة في النصف من شهر شوال ، وقيل : في السادس والعشرين من رجب أواخر السنة العاشرة من المبعث النبويّ الشريف ، ودفن بمكة إلى جانب أبيه في الحجون ، وبكى عليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بكاء شديدا ، فكان موته فقدا عظيما للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين.

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاة عمّه : ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتّى مات أبو طالب عليه‌السلام.

وبعد وفاته أوحى الله إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن أخرج من مكّة فقد مات ناصرك.

كان له من الأولاد : طالب وعقيل وجعفر والإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ومن البنات أم هاني وجمانة.

له أشعار كثيرة في مدح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والدفاع عنه ، منها :

وشقّ له من اسمه ليجلّه

فذو العرش محمود وهذا محمّد

ومن قصيدة له يمدح فيها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وما مثله في الناس سيّد معشر

إذ قايسوه عند وقت التحاصل

فأيّده ربّ العباد بنوره

وأظهر دينا حقّه غير زائل

بعض أقوال العظماء فيه

سئل حكيم العرب أكثم بن صيفي عمّن تعلمت الحكمة والرئاسة والحلم والسيادة؟ قال : من حليف الحلم والأدب ، سيّد العجم والعرب ، أبي طالب بن عبد المطلب.

كان الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب عليه‌السلام وأن يدوّن ، وقال عليه‌السلام : تعلّموه وعلّموه أولادكم ، فانّه كان على دين الله ، وفيه علم كثير.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام في حقّه : مثل أبي طالب عليه‌السلام مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك ، فآجرهم الله مرّتين.

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام ردا على الذين يدّعون أنّ أبا طالب عليه‌السلام في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار تغلى منها أمّ رأسه ، كذب أعداء الله ، إنّ أبا طالب عليه‌السلام

٥٠

من رفقاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وقال الإمام الباقر عليه‌السلام : مات أبو طالب بن عبد المطلب عليه‌السلام مسلما مؤمنا ، وشعره في ديوانه يدلّ على إيمانه ، ثم محبّته وتربيته ونصرته ومعاداة أعداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وموالاة أوليائه ، وتصديقه إياه بما جاء به من ربّه ، وأمره لولديه عليّ عليه‌السلام وجعفر بأن يسلما ويؤمنا بما يدعو إليه.

قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام في حقه : من شكّ في إيمان أبي طالب عليه‌السلام كان مصيره إلى النار.

وقال بعض العظماء في حقّه : لإيمان أبي طالب عليه‌السلام واعتقاده بالإسلام يمنحه الله يوم القيامة نورا يغطّي أنوار الخلائق إلّا أنوار أصحاب الكساء الخمسة.

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : لو وضع إيمان أبي طالب عليه‌السلام في كفة ميزان وإيمان الخلائق في الكفة الأخرى من الميزان لرجح إيمانه على إيمانهم.

القرآن المجيد وأبو طالب عليه‌السلام

يقول المخالفون لله ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولأئمة أهل البيت عليهم‌السلام : إنّ أبا طالب عليه‌السلام كان يدافع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يؤمن به ، فنزلت فيه الآية ٢٦ من سورة الأنعام : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ...) والحقّ والحقيقة لا يعترفان بذلك.

ولكن نزلت فيه الآية ١٥٧ من سورة الأعراف : (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.)

في أحد الأيّام كان جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ انحط نجم فامتلأ حوله نارا ، ففزع من ذلك ، وسأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قائلا : أيّ شيء هذا؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا نجم رمي به ، وهو آية من آيات الله ، فتعجّب أبو طالب عليه‌السلام ، فنزلت الآية ١ من سورة الطارق : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ.) والآية ٢ من نفس السورة : (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ.)

والآية ٣ من السورة نفسها : (النَّجْمُ الثَّاقِبُ.)

وشملته الآيات ٦ و ٧ و ٨ من سورة الضحى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى). (وَوَجَدَكَ

٥١

ضَالًّا فَهَدى. وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى.)

ومع الأسف الشديد يقول بعض أصحاب الأقلام المأجورة وضعاف النفوس والإيمان : إن أبا طالب عليه‌السلام مات كافرا ، مع علمهم بأنّ سيرته تدل على إيمانه الراسخ بالله ، ودخوله في الإسلام ، وحثّ الناس على اعتناق الإسلام ، وممّا يؤيد ذلك أقوال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة المعصومين عليهم‌السلام في حقّه ، بالإضافة إلى أشعاره الدالة على إيمانه وإسلامه ، ولكن لكونه والد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام يجب اتّهامه بالكفر ، ولو كان والدا لغير الإمام عليه‌السلام لما قالوا فيه ما قالوا ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.)(١)

__________________

(١). أحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ١٠٢٠ ؛ الاختصاص ، ص ٢٤١ ، ادباء العرب ، ج ١ ، ص ٢٥٨ ؛ اسباب النزول ، للحجتي ، ص ٢٠٨ ـ ٢١٣ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٤٠٥ و ٥٤٨ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٧٥ و ٣٨٣ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ١١٥ ـ ١١٩ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ وج ٨ ، ص ١١٤ ـ ١٢٥ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ٦ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص ٣٤ و ٤٦ و ٨٧ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ـ ٣٢٨ وج ٢ ، ص ٢٩٣ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٢١٦ وج ٣ ، ص ٣٠ ؛ تاج العروس ، ج ١ ، ص ٣٥٦ ؛ تاريخ الأدب العربي ، لبروكلمان ، ج ١ ، ص ١٧٥ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ٥٣ و ٥٥ و ١٦٢ وراجع فهرسته ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٧٧ ـ ٧٨٢ ؛ تاريخ التراث العربي ، المجلد الثاني ، الجزء الثاني ، ص ٢٨٥ ـ ٢٨٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٠٨ و ٤١٠ و ٤١٢ و ٤١٥ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٢٩٩ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٥٧ و ٥٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٣٤ و ١٣٥ و ١٣٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٢٥٠ وج ٢ ، ص ١٣ ـ ١٦ و ٢٦ ـ ٣٦ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١٠ ، ص ٣٦٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تذكرة الخواص ، ص ٦ ـ ٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٩٩ وج ٨ ، ص ٤٨٦ وراجع مفتاح التفاسير ، تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٩٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٢٠٥ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ١٢٢ وج ٩ ، ص ١٧٠ و ١٧١ ؛ تفسير شبّر ، ص ٥٦٠ ؛ تفسير الطبري ، ج ٧ ، ص ١١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ وج ٥ ، ص ٥٤٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٦ ، ص ٢٠٨ وراجع فهرسته ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٢٨ وج ٤ ، ص ٥٢٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ٢١ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٠٧ و ٥١٣ ؛ التوحيد ، ص ١٥٨ و ١٥٩ ؛ الثاقب فى المناقب ، ص ٤٥ و ٤٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢٠ ، ص ٩٦ ـ ٩٨ وراجع فهرسته ؛ جمهرة

٥٢

__________________

أنساب العرب ، ص ١٤ و ٣٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ٢٨ و ٣٠ ؛ خزانة الأدب ، ج ١ ، ص ٢٦١ وج ٤ ، ص ٣٨٧ ؛ الخصال ، ص ٦٤٠ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١ ، ص ٣٦١ و ٣٦٢ ؛ دائرةالمعارف بزرگ اسلامي ، ج ٥ ، ص ٦١٨ ـ ٦٢٠ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٢ ، ص ١٩٦ و ١٩٧ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٥ ، ص ٧٦٥ ـ ٧٦٩ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦٨٨ و ٦٨٩ و ٧٠٦ و ٧٠٨ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ٤١ ـ ٦٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٨ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الابرار ، راجع فهرسته ؛ الروض الانف ، ج ١ ، ص ٤٣٨ وج ٢ ، ص ١٩٦ و ٢١٦ ـ ٢١٩ وج ٣ ، ص ٤٦ و ٥٦ و ٦٣ و ٨٢ و ٨٩ و ٢٨٣ و ٢٩٩ وج ٤ ، ص ١٥ ـ ١٧ و ٢٦ ـ ٣١ ؛ ريحانة الأدب ، ج ٧ ، ص ١٦٧ و ١٦٨ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٨٧ ـ ٩٠ ؛ السيرة الحلبية ، ج ١ ، ص ١٣٨ ؛ سيرة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ص ٤٨ و ٢٠٢ و ٢٠٣ ـ ٢٢٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٧٣ و ٢٣٦ ـ ٢٤٠ وراجع فهرسته ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ١٩٤ و ٢٤١ ـ ٢٤٩ و ٤٦١ و ٤٦٣ و ٤٦٤ و ٤٧٣ ـ ٤٧٧ و ٤٨٦ وج ٢ ، ص ١٢٢ ـ ١٣١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ١٦١ و ١٨٩ ـ ١٩٤ و ٢٦٣ و ٢٦٤ و ٢٨٢ ـ ٢٨٧ و ٣٥٧ و ٣٧٦ وج ٢ ، ص ١٠ و ١١ و ١٦ و ٥٧ و ٦٠ ؛ شرح الأخبار ، ج ٣ ، ص ٢٢٠ ـ ٢٢٥ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٢١٣ و ٢٣٨ و ٣٥٧ ـ ٣٥٩ ؛ طبقات الشعراء ، لابن سلام ، ص ٦٠ و ٦١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ١١٩ ـ ١٢٥ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٧١ وج ٤ ، ص ٨٢ وج ٥ ، ص ٢٠٩ ؛ عمدة ابن البطريق ، ص ٤١٠ ـ ٤١٦ ؛ عمدة الطالب ، ص ٢٠ ـ ٢٣ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ٤٠ ؛ الغارات ، ج ٢ ، ص ٤٣٣ و ٤٣٤ و ٥٨٧ و ٥٨٨ و ٨٨٣ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٣ ، ص ٢٢٢٣ ؛ فضائل الصحابة ، ج ٢ ، ص ٦٧٥ ؛ الكامل في التاريخ ، راجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٤ ، ص ٤ ؛ كتاب أبو طالب مؤمن قريش ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٧٣٤ و ٧٦٧ و ٧٦٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ٢٢٢ وج ٥ ، ص ٦٠٩ وج ٧ ، ص ٣٣٨ وج ٨ ، ص ٤٨٠ وج ١٠ ، ص ١٤٣ و ٤٥٠ و ٥٢٥ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ١٠٤ ـ ١٠٦ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٤ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣ ، ص ٥٥٣ و ٥٥٤ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٣٨ و ٢٤٠ و ٢٥٢ و ٢٦١ و ٢٩٧ ؛ المحبر ، ص ٩ و ١١ و ١٣٢ و ١٦٥ و ١٧٤ و ٢٦٢ و ٣٠٤ وراجع فهرسته ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٦ ، ص ٥٤٢ ـ ٥٥٥ ؛ المعارف ، ص ٧١ و ٧٢ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٦٩ وج ٢ ، ص ٨٢٨ وج ٣ ، ص ١٠٧٤ ؛ المناقب ، لابن شهرآشوب ، ج ١ ، ص ٥٧ ـ ٦٧ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٧٦٣ ؛ مواهب الجليل ، ص ١٦٦ ؛ المورد ، ج ١ ، ص ٣٠ ؛ الموسوعة الإسلامية ، ج ٣ ، ص ٩٢ ـ ٩٤ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٣٦ ؛ نسب قريش ، ص ١٧ و ٣٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٨٥٨ ؛ هدية الأحباب ، ص ٢٤ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٨٠ و ١٣٨ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٢١١ و ٣٤٩.

٥٣

أبو لبابة الأنصاريّ

هو أبو لبابة بشير ، وقيل : رفاعة ، وقيل : مروان ، وقيل : يسير بن عبد المنذر بن الزبير بن زيد بن أميّة بن مالك بن عوف الأنصاريّ ، الأوسيّ ، المدنيّ ، وقيل في اسمه : أبو لبابة بن بشير بن عبد المنذر.

صحابيّ ، محدّث.

شهد مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله العقبة الأخيرة وبدر الكبرى ـ وقيل : لم يشهدها ـ وأحدا وما بعدها من المشاهد ، وكانت معه راية بني عمرو بن عوف يوم فتح مكّة ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد خلّفه على المدينة بعد واقعة بدر.

تزوّج زيد بن الخطّاب من ابنته لبابة.

توفّي أيّام خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقيل : كان على قيد الحياة حتّى سنة ٥٠ ه‍.

القرآن الكريم وأبو لبابة

لمّا حاصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله اليهود من بني قريظة طلبوا منه أن يرسل إليهم أبا لبابة ، وكان مناصحا لهم ؛ لأنّ عياله وماله وولده كانت عندهم ، فبعثه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إليهم ، فلمّا أتاهم قالوا : يا أبا لبابة! ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ ، وكان قد حاصرهم وشدّد الخناق عليهم؟ فأشار أبو لبابة إلى حلقه ـ إنّه الذبح ـ فلا تفعلوا ، فنزلت فيه الآية ٢٧ من سورة الأنفال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.)

فلمّا علم بنزول تلك الآية فيه ربط نفسه بسارية من سواري المسجد النبويّ بالمدينة المنوّرة وقال : والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتّى أموت أو يتوب الله عليّ ، فمكث سبعة أيّام ممسكا عن الطعام والشراب حتّى خرّ مغشيّا عليه ، ثمّ تاب الله عليه فقيل له : يا أبا لبابة! قد تاب الله عليك ، فقال : لا والله لا أحلّ نفسي حتّى يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي يحلّني ، فجاءه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فحلّه بيده.

٥٤

وأسطوانة التوبة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة المنوّرة هي نفس الأسطوانة التي ربط أبو لبابة نفسه إليها.

ولكونه كان من جملة الذين تخلّفوا عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك ثمّ ندموا نزلت فيهم الآية ١٠٢ من سورة التوبة : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ....)

وشملته الآية ١١٨ من سورة التوبة ولنفس السبب السابق : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٤٣٥ و ٥١٠ ؛ اسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ١١٠ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ، ص ٨٨ و ١٩٢ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ـ ١٧٠ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ١٩٥ و ١٩٦ وج ٢ ، ص ١٨٣ وج ٥ ، ص ٢٨٤ و ٢٨٥ ؛ الاشتقاق ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ١٥٨ وج ٤ ، ص ١٦٨ ؛ أعلام قرآن ، ص ٦٩٦ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٣ ، ص ٥٨٣ و ٥٨٤ ؛ الاكمال ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٢٤١ و ٢٩٤ ؛ ايام العرب فى الاسلام ، ص ٦٩ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بهجة الآمال ، ج ٧ ، ص ٤٦١ ـ ٤٦٣ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ٥١ و ٨٠ و ١٢٥ و ٣١٠ ـ ٣١٣ و ٦٥١ و ٦٥٢ و (عهد الخلفاء الراشدين) ص ٣٦١ و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ص ٣٤٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٤١ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٢٧ و ٤٣١ و ٤٣٢ و ٤٤٣ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٣ ، ص ٣٢٢ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢١٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٨ ؛ التبيان فى تفسير القرآن ، ج ٥ ، ص ١٠٦ و ٢٩٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٥٣ و ١٨٤ وج ٢ ، ص ١٩٨ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٤٨٦ وج ٥ وص ٩٤ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٧٢ و ١٥٥ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٣٨١ و ٤١٩ ؛ تفسير الجلالين ، ص ١٨٠ و ٢٠٣ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٤ ، ص ١٧ و ١٠٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ و ٣٧٠ ؛ تفسير الطبري ، ج ٩ ، ص ١٤٦ وج ١١ ، ص ١٠ ؛ تفسير العياشى ، ج ٢ ، ص ١١٦ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٥٢٥ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٥ ، ص ١٥١ وج ١٦ ، ص ١٧٥ ؛ تفسير القمى ، ج ١ ، ص ٣٠٣ و ٣٠٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٠١ و ٣٨٦ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٢ ، ص ٣١١ و ٣٩٧ و ٣٩٨ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثالث ، الجزء التاسع ، ص ١٩٢ ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٦٤ و ٣٨٤ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ١٤٣ ، ٢٥٨ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٤٦٧ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٧٥ وج ٣ (قسم الكنى) ، ص ٣٢ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٤٧ و ١٦٥ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ،

٥٥

أبو لهب

هو أبو عتبة عبد العزّى ، وقيل : عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب العدنانيّ ، القرشيّ ، وكان يعرف بأبي لهب لجماله أو لكثرة أمواله ، وأمّه لبنى بنت هاجر الخزاعيّة.

__________________

ص ٢٣٥ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ١٦٤١ و ١٦٤٢ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ٣١٤ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٣٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٧ ، ص ٣٩٤ ـ ٣٩٦ وج ٨ ، ص ٢٤٢ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ١٢٤ وج ٢ ، ص ٤١٢ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٣١٥ و ٣١٦ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٣ ، ص ٤٩١ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٣٤ ؛ جوامع الجامع ، ص ١٨٥ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٣٦٦ ؛ حياة الصحابة ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ و ٣٩٤ ؛ الخصال ، ص ٣١٥ و ٣١٦ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٤٥٨ ؛ دائرة المعارف ، للبستاني ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ١٧٨ و ٢٧٢ ؛ دلائل النبوة ، للبيهقى ، ج ٤ ، ص ١٥ و ١٦ ؛ رجال الحلي ، ص ٢٥ ؛ رجال ابن داود ، ص ٥٧ و ٢٢٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٩ و ١٩ ؛ روح المعاني ، ج ٩ ، ص ١٩٥ ؛ الروض الانف ، ج ٦ ، ص ٢٨٥ ـ ٢٨٧ ؛ ريحانة الأدب ، ج ٧ ، ص ٢٤٧ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ١٢٧ وج ٢ ، ص ٥٠٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٣ ، ص ٢٢٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٢٦٤ و ٣٤٥ وج ٣ ، ص ٤٨ و ٥٢ و ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٨٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٤٥٧ ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٤١ ؛ قاموس الرجال ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ـ ٣٥٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٣٧ و ١٣٨ و ١٨٥ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ؛ كشف الاسرار ، ج ٤ ، ص ٢٠٩ ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٥١ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ١٤٢ و ١٤٣ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٣٨ وج ٣ ، ص ١٧١ وج ٧ ، ص ١٥١ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣ ، ص ٧٨٨ وج ١١ ، ص ١١٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٨٢٣ وج ٥ ، ص ١٠٠ ؛ مجمع الرجال ، ج ٣ ، ص ١٧ وج ٧ ، ص ٨٧ ؛ المحبر ، راجع فهرسته ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ٢١٤ و ٢١٥ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ١٧ ؛ المعارف ، ص ١٨٣ و ١٨٤ ؛ معجم الثقات ، ص ٢٥٧ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٢٩ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ منهج المقال ، ص ٧٠ و ٣٩٣ ؛ مواهب الجليل ، ص ٢٣٠ و ٢٥٩ ؛ نقدر الرجال ، ص ٥٨ و ١٣٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٧٨ و ٣٧٩ و ٤٣٧ ؛ نهاية الارب ، ص ٩٥ ؛ هدية الأحباب ، ص ٣٨ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٠ ، ص ١٦٤ وج ١٤ ، ص ١٣٣ ـ ١٣٥ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ٢ ، ص ٦٨٢ و ٦٩٥ ؛ وفيات الأعيان ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، في ترجمة أبى العباس العسقلاني.

٥٦

أحد أعمام الرسول الأكرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أثرياء وقته.

كان كافرا يعبد الأصنام ، فعند ما بعث النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله برسالته أصبح من ألدّ أعداء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، فكان هو وزوجته من مبغضي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن الذين أعلنوا الحرب عليه ناوءوه وخالفوه وكذّبوا شريعته.

كان عليه اللعنة جارا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان يطرح العذرة والنتن على باب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقام بسرقة غزال الكعبة وكان من ذهب.

كانت زوجته أمّ جميل تلق الشوك في طريق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لإيذائه ، وكانت تنمّ على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتنقل أخباره وأحاديثه إلى الكفّار.

لم يشترك مع الكفّار في واقعة بدر الكبرى سنة ٢ ه‍ ، وهلك بعدها بأيّام بمكّة ، وهو يتحسّر على هزيمة قريش فيها.

مات على أثر إصابته بداء العدسة ، وبعد موته تنفّر عنه ولده وأبناء عشيرته خوفا من عدوى العدسة ، فلم يواروه في القبر ، بل أسندوه إلى حائط ، وقذفوا عليه الحجارة من خلف الحائط حتّى واروه ، وقيل : بقي بعد موته ثلاثة أيّام لا يقرب إلى جثّته أحد ، ثمّ حفروا له حفيرة ودفعوه بعود فيها ، ثمّ ألقوا الحجارة عليه حتّى توارى تحت الأحجار.

أنجب عتبة ومعتّبا ، أسلما في السنة الثامنة من الهجرة ، وخلّف بناتا.

كان أحول ضخم الجثّة سريع الغضب.

القرآن العظيم وأبو لهب

في بعض الأحيان كان يمتنع عن إيذاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويمنع الناس عن إيذائه ، وفي نفس الوقت كان يمنع الناس من الإيمان به واتّباعه ، فنزلت فيه الآية ٢٦ من سورة الأنعام : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ....)

ونزلت فيه الآية ٢٢ من سورة الزّمر : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.)

في أحد الأيّام جمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس فقال لهم : «قولوا لا إله إلّا الله ، وإنّي رسول الله»

٥٧

فقال أبو لهب : تبّا لك ، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت فيه الآيات التالية :

المسد ١ (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ....)

المسد ٢ (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ.)

المسد ٣ (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ.)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ص ٦٣٥ ؛ أسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٢٥١ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٠٧ و ٤٠٢ ؛ الاشتقاق ، ج ١ ، ص ٤٧ و ٦٨ و ١٢١ و ٢٣٤ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ١٢ ؛ أعلام قرآن ، ص ٧٣ ـ ٧٦ ؛ الأغاني ، ج ٣ ، ص ١٠٠ وج ٤ ، ص ١٩ و ٣٢ ؛ أقرب الموارد ، ج ٢ ، ص ١١٦٤ ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٢٢ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ١١ و ٢٧ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٣٩ و ٤٧ وراجع فهرسته ؛ البيان والتبيين ، ج ١ ، ص ٢٨٨ وج ٢ ، ص ٢٤٨ و ٣٢٦ ؛ تاج العروس ، ج ١ ، ص ٤٧٥ ؛ تاريخ الأدب العربي ، لعمر فروخ ، ج ١ ، ص ٢٤١ و ٤٤٣ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ، ص ١٤٥ و ١٤٦ و ١٥١ و ٢٨٥ ، و (المغازي) ، ص ٦٦ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٠٩ و ٣١٤ و ٣٢٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٩١ و ٤١٣ و ٤١٤ و ٤١٦ و ٤٢٧ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٦٢ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٦٥ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ١ ، ص ٢٥١ وج ٢ ، ص ٩ و ١١ و ٢٤ و ٤٥ ؛ التبيان فى تفسير القرآن ، ج ١٠ ، ص ٤٢٦ و ٤٢٧ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٥٢٥ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٥١٨ و ٥١٩ ؛ تفسير البيضاوى ، ج ٢ ، ص ٦٢٩ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣ و ٦٠٣ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٩ ، ص ٢١٠ و ٢١١ ؛ تفسير شبّر ، ص ٥٦٨ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ٣٨٨ و ٣٨٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣٠ ، ص ٢١٧ و ٢١٨ ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٢٠ و ٣٧٣ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٦٠٥ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٣٢ ، ص ١٦٦ ـ ١٧١ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ٤٠٤ و ٤٠٦ ؛ تفسير القمى ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٥٦٥ و ٥٦٦ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٦ ، ص ٣٦٣ ـ ٣٦٧ ؛ التفسير المبين ، ص ٨٢٥ ؛ تفسير المراغي ، المجلد العاشر ، الجزء الثلاثون ، ص ٢٦١ و ٢٦٢ ؛ تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٣٨٤ و ٣٨٦ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٦٩٧ ؛ تنوير المقباس ، ص ٥٢١ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ وج ٢٠ ، ص ٢٣٤ ـ ٢٣٨ ، وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٤ و ١٥ و ٧٢ ؛ جمهرة النسب ، ص ٢٥ و ٢٨ ؛ الخصال ، ص ٤٥٣ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ١ ، ص ٣٩٣ ؛ دائرة المعارف ، للبستانى ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ؛ دائرة المعارف ، لفريد وجدي ، ج ٨ ، ص ٣٧٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٤٠٨ و ٤٠٩ ؛ دلائل النبوة ، للبيهقي ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ؛ ذخائر العقبى ، ص ١٧١ و ١٧٢ ؛

٥٨

أبو ياسر النضريّ

هو أبو ياسر بن أخطب النضريّ ، نسبة إلى بني النضير اليهود ، ومن أسباط هارون ابن عمران.

أحد أحبار وعلماء اليهود ، ومن رؤسائهم المعروفين الذين عاصروا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عند بزوغ نور الإسلام.

كان من أكثر الناس إيذاء للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وللمسلمين ، وكان هو وأخوه حييّ بن أخطب من أشدّ اليهود حسدا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانا يبذلان قصارى جهودهما في ردّ الناس عن الإسلام.

__________________

ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ٣٨٥ وج ٣ ، ص ٥٣٣ و ٥٤٨ و ٥٨٥ ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ٣١٢ و ٣١٥ ؛ ريحانة الأدب ، ج ٧ ، ص ٢٤٩ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٥١٨ ؛ السيرة الحلبية ، ج ٣ ، ص ٣١٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٤٤ و ١٤٦ و ١٥٦ و ٢٣٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٦١ وج ٢ ، ص ٤٨ و ١٤٧ و ٤٧٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ١١٣ و ١١٥ و ٣٧٦ و ٣٨٠ ؛ شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ٤٢١ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ؛ العقد الفريد ، ج ٢ ، ص ٦٨ و ١٠٩ و ٢٠٠ و ٢٠٧ و ٢٢٧ وج ٤ ، ص ٨٢ وج ٦ ، ص ١٠٠ و ٢٩٣ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ؛ الغارات ، ج ١ ، ص ٤٦ وج ٢ ، ص ٥١٤ و ٥٥٣ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٩٩٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٢٩ ؛ قرب الاسناد ، ص ١٣٣ ؛ قصص القرآن ، للقطيفى ، ص ٢٣٨ ـ ٢٤١ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٤٧٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٧٠ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٨١٣ ـ ٨١٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٨٠٤ وج ٤ ، ص ١٧ وج ٧ ، ص ١٦٣ و ١٦٦ وج ١٠ ، ص ٦٥٦ و ٦٥٧ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ١٤٣ و ١٤٤ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٢٦ و ٣٢٢ و ٣٣٩ و ٧٤٥ وج ٦ ، ص ١٣٢ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣ ، ص ٧٩٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ١٦٨ ؛ مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٨٥١ و ٨٥٢ ؛ المحبر ، ص ٦٥ و ١٥٧ و ٣٠٣ ؛ المخلاة ، ص ٤٦٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ؛ المعارف ، ص ٧٥ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٢٥ و ٢٦ ؛ معجم مفردات الفاظ القرآن ، ص ٧٢ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٣٣ وج ٢ ، ص ٨٦٧ وج ٣ ، ص ٨٧٤ ؛ منتهى الارب ، ج ٤ ، ص ١١٦١ ؛ مواهب الجليل ، ص ٨٢٥ و ٨٢٦ ؛ المورد ، ج ١ ، ص ٢٩ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٣٩ ؛ نسب قريش ، ص ١٨ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٢٨ و ٨٨٨ ؛ نهاية الارب فى فنون الأدب ، ج ١٦ ، ص ٣٠٣ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ١٨٢ و ١٨٣ و ١٨٥ وراجع فهرسته.

٥٩

القرآن العظيم وأبو ياسر بن أخطب

لكونه كان هو وأخوه حييّ يجدّان في ردّ الناس عن الإسلام نزلت فيهما الآية ١٠٩ من سورة البقرة : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً ....)

كما شملته الآيات التالية :

البقرة ١٣٥ (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى ....)

البقرة ١٧٤ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ ....)

المائدة ٥٩ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ....)

وسببها أنّه قدم هو وجماعة من الكفّار على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه عن الرسل والأنبياء ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نؤمن بالرسل والأنبياء» فلمّا ذكر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عيسى بن مريم عليهما‌السلام جحدوا نبوّته وقالوا : لا نؤمن بعيسى بن مريم عليها‌السلام ، ولا بمن آمن به ، فنزلت تلك الآية. (١)

أبيّ بن خلف

هو أبي بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي ، الجمحي ، المعروف بالغطريف.

من شخصيات ورؤساء قريش في الجاهلية ، وأحد كفار ومشركي العرب في بدء

__________________

(١) أسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ص ٩٥ و ٣٧٤ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ١٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٤٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٨ و ٤٠٥ ؛ تفسير التبيان ، ج ١ ، ص ٤٠٥ وج ٣ ، ص ٥٧٠ ؛ تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٣٨٨ وج ٦ ، ص ١٨٩ ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٩٢ ؛ تفسير أبي الفتوح ، ج ١ ، ص ٢٦١ وج ٢ ، ص ١٨٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٥ ، ص ٢٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ١٥٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ٢٣٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦٠ و ١٦٦ و ١٩٤ و ١٩٥ و ١٩٧ و ٢١٣ و ٢١٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٢٧٣ وج ٣ ، ص ١٦٤ ؛ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٣٥٣ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٨ و ٥١.

٦٠