أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

حرف العين

٥٤١
٥٤٢

عائذ بن عمرو

هو أبو هبيرة عائذ بن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد بن رواحة بن زنيبة بن عدي بن عامر ، المزني من مزينة مضر ، البصري. من صلحاء صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الشجرة بيعة الرضوان ، وشهد صلح الحديبية.

سكن البصرة ، وتوفّي بها أيّام حكومة يزيد بن معاوية حدود سنة ٦٤ ه‍ ، وقيل : سنة ٦١ ه‍ ، وقيل : حوالي سنة ٧٠ ه‍.

لقي الكثير من العناء والأذى من عبيد الله بن زياد ؛ لمحبته لأهل بيت النبوّة صلى‌الله‌عليه‌وآله.

في أحد الأيّام دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال له : أي بني! سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّ شرّ الرعاء الحطمة ، فايّاك أن تكون منهم.

فقال ابن زياد : اجلس ، أنت من نخالة أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال عائذ : وهل كان فيهم نخالة؟! إنّما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.

القرآن الكريم وعائذ بن عمرو

نزلت فيه وفي أصحابه الآية ٩١ من سورة التوبة : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للحجتي ، ص ٢٤٩ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١٥٢ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٩٨ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٤٨٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٨ ، ص ٢٨٨ ؛ تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات ٦١ ـ ٨٠ ه‍) ، ص ١٤٣ و ١٤٤ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٧ ، ص ٥٨

٥٤٣

عائشة بنت أبي بكر

هي أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر ، عبد الله بن أبي قحافة ، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشيّة ، التيميّة ، المكّية ، وأمّها أمّ رومان بنت عامر الكنانيّة.

إحدى زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عرفت بالدهاء ، وكثرة السخرية والاستهزاء من باقي نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، شديدة الحسد والغيرة منهنّ.

اشتهرت بالفصاحة والبلاغة والذكاء ، وكانت على جانب من الحسن والجمال ، أديبة شاعرة.

ولدت بمكّة حدود السنة الثامنة قبل الهجرة.

أسلمت في صغر سنّها ، وتزوّجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكّة بعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد عليها‌السلام ، وذلك قبل الهجرة بسنتين ، وقيل : بثلاث سنوات ، وعمرها يومئذ ستّ سنوات ، وقيل : سبع ، ودخل بها بالمدينة في شهر شوّال في السنة الأولى من الهجرة ،

__________________

و ٥٩ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٩٠ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٨٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٠ ، ص ١٤٥ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٨٢ ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٦٨ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٩٠ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٢٠ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٥ ، ص ٧٧ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٣١٣ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٤٢٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ٤٣٥ وج ٨ ، ص ٢٢٨ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٧ ، ص ١٦ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٤٠٤ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٨٦ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٦٧ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٣ وفيه اسمه عامد بدل عائذ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٨٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٧ ، ص ٣١ ؛ قاموس الرجال ، ج ٥ ، ص ٦٤١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٤ ، ص ١٧٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٩١ ؛ مجمع الرجال ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٩٩ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٤١ ؛ المعارف ، ص ١٦٩ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٢٠٩ ؛ منهج المقال ، ص ١٨٧ وفيه اسمه عامد بدل عائذ ؛ نقد الرجال ، ص ١٧٨ ؛ نمونه بينات ، ص ٤٣١ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٦ ، ص ٥٩٥.

٥٤٤

وهي بنت تسع سنوات.

كانت كأبيها منحرفة عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، معادية له ولأولاده وأهل بيته ، لا سيّما فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، فكانت تعاديها وتحسدها وتنتقص من أمّها السيّدة خديجة عليها‌السلام.

في أحد الأيّام دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ابنته الزهراء عليها‌السلام فرآها تبكي وعندها عائشة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : ما يبكيك؟ فقالت عليها‌السلام : إنّ عائشة ذكرت أمّي فتنقّصتها فبكيت ، فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : مه يا حميرا! فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود ، وإنّ خديجة ـ رحمها الله ـ ولدت منّي طاهرا ، وهو عبد الله وهو المطهر ، وولدت منّي القاسم وفاطمة عليها‌السلام ورقيّة وأمّ كلثوم وزينب ، وأنت ممّن أعقم الله رحمها ، فلم تلدي شيئا.

وفي أحد الأيّام دخلت عليها امرأة مسكينة ومعها شيء تريد أن تهديه إليها ، فكرهت قبوله ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هلّا قبلتيه وكافأتيها ، فارى أنّك حقّرتيها ، فتواضعي يا عائشة ، فإنّ الله يحبّ المتواضعين ويبغض المستكبرين.

في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قذفت بصفوان بن المعطل السلميّ ، وتناقلتها الألسن ، ولكن الله برّأها في قرآنه.

ولاغتصاب حقوق فاطمة الزهراء عليها‌السلام بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شهدت هي وعمر ابن الخطاب عند أبيها ـ أبي بكر ـ بأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ، فقالت الزهراء عليها‌السلام : هذا أوّل شهادة زور شهدا بها في الإسلام.

كانت تترأس عصابة تضمّ في عضويّتها حفصة بنت عمر وطلحة والزبير وأمثالهم ؛ لمناهضة باقي نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والرّعيل الأول من صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المخلصين ، كالإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

لمّا علمت بوفاة عثمان بن عفان وتولّي الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام زمام أمور المسلمين قالت : لوددت أنّ السماء انطبقت على الأرض إن تمّ هذا ؛ وذلك لبغضها وعدائها للإمام عليه‌السلام.

٥٤٥

ولم تلبث طويلا حتى خرجت على خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإمام زمانها وحجة الله على خلقه الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقادت جيشا إلى البصرة ، ومعها طلحة والزبير ومروان بن الحكم ومن على شاكلتهم ، وأعلنت الحرب على الإمام عليه‌السلام.

انتهت تلك الحرب الظالمة التي عرفت بحرب الجمل أو حرب البصرة بانتصار جيش الإمام عليه‌السلام وهزيمة انصارها ، ومقتل جمع غفير من المسلمين ، فرجعت إلى المدينة وهي تجرّ أذيال الخيبة والهزيمة والخسران.

رحم الله السيّد الحميري حيث قال :

جاءت مع الأشقين في هودج

تزجي إلى البصرة أجنادها

كأنّها في فعلها هرّة

تريد أن تأكل أولادها

ولما نزل بها الموت جزعت ، فقيل لها : أتجزعين يا أمّ المؤمنين وأنت زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمّ المؤمنين وابنة أبي بكر الصديق؟! فقالت : إنّ يوم الجمل معترض في حلقي ، ليتني متّ قبله وكنت نسيا منسيا.

ولما توفّيت فاطمة الزهراء عليها‌السلام جاءت نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بني هاشم للاشتراك في مراسم تأبينها أمّا هي فلم تأت وأظهرت مرضا.

ويوم سمعت باستشهاد الإمام الحسن عليه‌السلام أبدت فرحا وسرورا شديدين.

ولما علمت باستشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام طارت من الفرح والسرور ، وتمثلت بقول القائل :

فألقت عصاها واستقرّ بها النوى

كما قرّ عينا بالإياب المسافر

وكان لها غلام أسود سمّته عبد الرحمن ؛ حبا لعبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام خير البشر ، من أبى فقد كفر ، فقيل لها : فلم حاربتيه؟! فقالت : والله! ما حاربته من ذات نفسي ، وما حملني عليه إلّا طلحة والزبير.

كانت إذا قرأت الآية : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) بكت حتى تبلّ خمارها.

٥٤٦

روت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وروى عنها جماعة.

توفّيت بالمدينة في السابع عشر من شهر رمضان سنة ٥٧ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٩ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٨ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٦ ه‍ ، ودفنت في البقيع ، بعد أن عمّرت ٦٥ سنة.

القرآن العظيم وعائشة

نزلت فيها الآية ١٢٩ من سورة النساء : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها ....)

والآية ٤ من سورة النور : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ....)

والآية ١١ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ....)

والآية ٢٣ من السورة نفسها : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ ....)

ولتبرئة ساحتها ممّا قذفت به من الإفك نزلت فيها الآية ٢٦ من نفس السورة : (الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ....)

وشملتها الآية ٢٨ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا ....)

ونزلت فيها الآية ٣٠ من نفس السورة : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ...) وهنا الفاحشة تعني الخروج بالسيف.

ولما سخرت هي وحفصة من أمّ سلمة وصفية بنت حيي نزلت فيها وفي حفصة الآية ١١ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ....)

ونزلت فيها وفي حفصة الآية ٤ من سورة التحريم : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ....)(١)

__________________

(١). الاحتجاج ، ص ١٦٥ ؛ الأخبار الطوال ، ص ١٤١ و ١٤٤ ـ ١٥١ ؛ أخبار النساء ، ص ١٠٥ ؛ الاختصاص ، ص ١١٦ ـ ١٢٠ و ١٨٣ و ٣٦٦ ؛ اسباب النزول ، للحجتي ، ص ١٢٢ ـ ١٢٩ و ١٣٢ ـ ١٣٩ ؛ اسباب النزول ، للسيوطى ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٣٣٧ و ٦١٢ و ٦١٧ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٢٧ و ١٢٨

٥٤٧

__________________

و ٢٦٤ ـ ٢٦٨ و ٣٣٠ و ٣٦٧ ـ ٣٦٩ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ٣٥٦ ـ ٣٦١ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٥٠١ ـ ٥٠٤ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٣٥٩ ـ ٣٦١ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٢٤٠ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٨ و ٦٩٩ و ٧٠٠ ؛ أعلام النساء ، ج ٣ ، ص ٩ ـ ١٣١ ؛ اعلام الورى ، ص ١٤١ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ أمالي المرتضى ، ج ٢ ، ص ٢٠١ ؛ الامامة والسياسة ، ج ١ ، ص ٥١ و ٥٧ و ٦١ و ٦٤ و ٦٦ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١١ و ١٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٨ ، ص ٩١ وراجع فهرسته ؛ بلاغات النساء ، ص ٧ ـ ٢٢ ؛ البيان والتبيين ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ٢٧٩ ـ ٢٨١ وراجع فهرسته و (المغازي) ، راجع فهرسته و (عهد الخلفاء الراشدين) ، راجع فهرسته و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ص ٢٤٤ ـ ٢٥٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٦٠٦ ـ ٦٢٢ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ٢٠٥ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٤٧٥ ؛ تاريخ الدول الإسلامية ، ص ٨٥ ـ ٨٩ و ١٠٢ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٢٦٤ ـ ٢٧٠ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ، ص ٢٨ و ٤١ و ٨٣ ؛ تاريخ گزيده ، راجع فهرسته ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٣ و ٨٤ و ١٨٠ ـ ١٨٣ و ٢١٠ و ٢٢٥ و ٢٣٨ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ٤١٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجارب السلف ، ص ٦ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ؛ تذكرة الحفاظ ، ج ١ ، ص ٢٧ ـ ٢٩ ؛ تذكرة الخواص ، ص ٦١ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ١٢٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ١١٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣٥١ و ٥٥٩ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ١٦٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٣٨ و ٥٢٣ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٤٢٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١٨ ، ص ٦٩ ـ ٧٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٣٥٤ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٢٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٣ ، ص ١٧٢ ـ ١٧٦ وراجع فهرسته ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ٨٠ و ١١١ و ١٤٠ و ٤٩١ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٩٩ و ٣٢١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، المجلد السادس ، الجزء الثامن عشر ، ص ٧٩ ـ ٨٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ١٥ ، ص ٩٦ ـ ١٠٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٠٦ ؛ تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ٨١ ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٩٢ و ٢٩٣ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٣٥٠ ـ ٣٥٢ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٤٦١ ـ ٤٦٣ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٥٤ و ٥٥ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ١٦٨٩ ؛ الثاقب في المناقب ، ص ١٢٣ و ٢٩٣ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٣٢٣ ؛ ثمار القلوب ، ص ٢٥٦ و ٢٩٤ و ٢٩٧ و ٣٤٩ ؛ جامع الرواة ،

٥٤٨

__________________

ج ٢ ، ص ٤٥٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٢ ، ص ١٩٧ ـ ٢١٢ وراجع فهرسته ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ٢ ، ص ٦٠٩ ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ٢٦ و ٢٧ ؛ حلية الأولياء ، ج ٢ ، ص ٤٣ ـ ٥٠ ؛ حياة الحيوان ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ـ ٢٨٢ ؛ حياة الصحابة ، ج ١ ، ص ٥٣٠ ـ ٥٣٥ وج ٢ ، ص ٢٧ و ٢٧٢ و ٤٤٩ وج ٣ ، ص ١٢٤ و ١٤٠ ـ ١٤٣ و ١٧١ ـ ١٧٩ ؛ الخصال ، ص ٤٠٥ و ٤١٩ و ٥٥٦ وغيرها ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٤١٣ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١٥ ، ص ٤٣١ ـ ٤٣٥ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٤٦٦ ـ ٤٦٨ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٦ ، ص ٧٩٢ و ٧٩٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٤ ـ ٣٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ، ص ٢٨٠ ـ ٢٨٣ ؛ دول الإسلام ، ص ٣٥ ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ رجال البرقي ، ص ٦١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٢ ؛ الروض الانف ، ج ٢ ، ص ٤٣٠ وج ٦ ، ص ٤٠٩ ـ ٤١٧ و ٤٣٣ وج ٧ ، ص ٤٥٨ و ٥٣٤ ؛ الروض المعطار ، راجع فهرسته ؛ روضة الصفا ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ـ ٣٧٩ ؛ زنان پيغمبر اسلام ، ص ٣٤٨ ـ ٣٥٤ ؛ زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأولاده ، ص ٧٦ ـ ١٨١ ؛ السبعة من السلف ، ص ١٣٥ ـ ١٨٢ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ـ ٣٠١ ؛ السمط الثمين ، ص ٢٩ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ١٣٥ ـ ٢٠١ ؛ السيرة الحلبية ، ج ٣ ، ص ٣١٣ و ٣١٤ ؛ سيرة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ص ٤٨٢ ـ ٤٩٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٤٣ و ٢٤٤ و ٢٥٥ و ٢٥٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٣٩ ـ ١٤٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٧١ وج ٣ ، ص ٣١٤ و ٣١٥ و ٣١٦ وج ٤ ، ص ٢٩٣ و ٢٩٧ و ٣٠٥ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٩ و ٤٢ و ٦١ ـ ٦٣ ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج ٢ ، ص ١٥ ـ ٣٨ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٨٩ و ٣٣٣ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٨ ، ص ٥٨ ـ ٨١ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٤٥ و ٤٦ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ـ ٣٠٢ ؛ الغارات ، راجع فهرسته ؛ فرق الشيعة ، ص ٥ و ٦ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٢٧ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٢٩٦ ؛ فصوص الحكم ، ج ١ ، ص ٩٩ و ٢٢١ ؛ فضائل الصحابة ، ج ١ ، ص ٨٦٨ ـ ٨٨١ ؛ قرب الاسناد ، ص ٩٩ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٢٨ ـ ١٣٠ و ١٨٤ و ٢٠٥ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٢٦٩ ـ ٢٧٢ و ٣٣٢ و ٣٣٤ ـ ٣٣٦ و ٣٣٨ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٣١٠ ـ ٣١٥ ؛ الكامل في التاريخ ، راجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ١ ، ص ٢٦٧ وج ٢ ، ص ٦٣ و ٧٢ و ١٦٤ وج ٣ ، ص ٢٨١ وج ٤ ، ص ١٣ و ٣٠ و ٣٤ و ١٠٢ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٢١٧ و ٥٣٤ وج ٤ ، ص ٣٧٠ و ٥٦٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ٦ ، ص ٤٩٩ ـ ٥٠٩ وراجع فهرسته ؛ كفاية الأثر ، ص ١٨٧ ـ ١٩١ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١٢٥ و ١٣١ وراجع فهرسته ؛

٥٤٩

عائشة بنت عبد الرحمن

هي عائشة ، وقيل : تميمة ، وقيل : سهيمة ، وقيل : أميمة ، وقيل : الرميصاء أو الغميصاء بنت عبد الرحمن بن عتيك القرظي ، وقيل : النضيري.

كانت يهودية ثم أسلمت وعاصرت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعاشت حتى عهد عمر بن الخطاب.

القرآن الكريم وعائشة بنت عبد الرحمن

كانت تحت ابن عمّها رفاعة بن وهب بن عتيك القرظي ، وقيل : النضيري ، فلمّا طلّقها طلاقا بائنا تزوّجت من عبد الرحمن بن الزبير القرظي ، ثم طلّقها ، فأتت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : يا رسول الله! إنّ زوجي طلّقني قبل أن يمسني ، فهل لي أن أرجع إلى ابن عمّي وزوجي الأول رفاعة؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا حتّى يكون مسّ ، فلبثت مدّة ثم أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : يا نبيّ الله! إنّ زوجي الثاني قد مسّني ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : كذبت بقولك الأول ، فلن أصدّقك في الآخر ، فنزلت فيها الآية ٢٣٠ من سورة البقرة : (فَإِنْ

__________________

لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٢ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ١٣٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ مجمع الرجال ، ج ٧ ، ص ١٧٧ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، ص ٨٠ و ٨١ وراجع فهرسته ؛ المخلاة ، ص ٤٣٩ و ٤٤٠ و ٥٣١ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٢٩ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ و ٣٧٧ و ٣٧٩ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ٥٠٤ ـ ٥١٥ ؛ المعارف ، ص ٨٠ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٤٣٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٣ ، ص ١٢٤ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ مقاتل الطالبين ، ص ٤٢ و ٤٣ و ٧٥ و ٨١ ؛ المقالات والفرق ، ص ٥ و ١٢٧ ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٩٣ ـ ٩٥ ؛ منهاج السنة ، ج ٢ ، ص ١٨٢ و ١٩٢ ؛ منهج المقال ، ص ٤٠٠ ؛ مواهب الجليل ، ص ٤٥٨ ؛ المورد ، ج ١ ، ص ٦٣ ؛ الموسوعة الإسلامية ، ج ٦ ، ص ٢٣ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١١٧٤ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٥٠ ؛ نسب قريش ، ص ٢٧٦ و ٢٧٨ و ٢٩٥ ؛ نقد الرجال ، ص ٤١٣ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٥٢ و ٥٥٨ و ٥٥٩ ـ ٥٦٢ و ٥٦٣ و ٥٦٦ و ٧٤٤ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٦ ، ص ٥٩٦ ـ ٥٩٩ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، راجع فهرسته ؛ وفيات الأعيان ، ج ٣ ، ص ١٦ ـ ١٩.

٥٥٠

طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ....)(١)

عاد

كان في غابر الأزمنة قوم ينسبون إلى عاد بن إرم بن أوس بن سام ابن نبيّ الله نوح عليه‌السلام.

وقيل في عاد : هو ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه‌السلام.

كانوا من القبائل العربيّة العاربة ، جاءوا بعد قوم نوح عليه‌السلام ، وكانوا ثلاث عشرة قبيلة ، وتعدادهم أربعة آلاف ، وقيل : ثلاثة آلاف نسمة ، وكان أبوهم عاد أوّل من ملك من العرب ، وعمّر طويلا ، وتزوّج ألف امرأة ، وولد له أربعة آلاف ولد ، وعاش ١٢٠٠ سنة.

كانوا يسكنون الأحقاف وهي جبال الرمل في اليمن ـ بين عمان وشمال حضرموت ـ في منطقة على البحر تدعى الشحر ، وقيل : كانوا يسكنون في الجنوب الغربي من جزيرة العرب. كانوا أشدّاء أقوياء معمّرين ، يسكنون في قصور وبيوت ضخمة ، وقيل : أكثرهم كان يسكن خياما لها أعمدة ضخمة ، وكان لهم زرع ونخل كثير.

كانوا على دين الصابئة ، وقيل : كانوا يعبدون الأصنام من دون الله ، ومن جملة أصنامهم صمود والهتار وصدا.

كانوا طغاة مفسدين ، فبعث الله إليهم نبيّه هودا عليه‌السلام لإصلاحهم وإرشادهم ، فدعاهم إلى عبادة الله الواحد ، وترك عبادة الأصنام ، والكفّ عن شرورهم وفسادهم وظلمهم.

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٦٣ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٥٠٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ١٨٥ و ١٨٦ وج ٥ ، ص ٥٠٥ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٥١٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢ ، ص ٢٩١ ؛ تفسير أبي الفتوح ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٢٧٩ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٢٨٣ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٦١٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٥٨٠ ؛ نمونه بينات ، ص ٨٧.

٥٥١

وبعد أن مكث بينهم ٧٦٠ عاما يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، ويحذّرهم من غضب الله ، فلم يؤمن به إلّا القليل منهم ، وأصر أكثرهم على كفرهم وشركهم وشرورهم ومخالفته واتّهامه بالجنون والكذب ، وقابلوه بالسّخرية والاستهزاء.

وبعد أن تمادوا في كفرهم وضلالهم سلّط الله عليهم ريحا صرصرا أهلكتهم بأجمعهم ، ولم ينج من العذاب إلّا نبيّ الله هود عليه‌السلام والنخبة الصالحة القليلة التي آمنت به.

ويقال : إن الله منع عنهم المطر والخيرات ٧ سنين وقيل : ٣ سنوات ، فأجدبت أراضيهم ، ويبست مزارعهم ، وأصابهم القحط والجوع ، ثم أرسل الله إليهم الطوفان فأبادهم عن بكرة أبيهم.

القرآن العظيم وعاد

(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ...) الأعراف ٦٥.

(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ ...) الأعراف ٧٤.

(نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ ...) التوبة ٧٠.

(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ...) هود ٥٠.

(وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ ...) هود ٥٩.

(أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ ...) هود ٦٠.

(أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ) هود ٦٠.

(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ ...) إبراهيم ٩.

(فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ ...) الحجّ ٤٢.

(وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ ...) الفرقان ٣٨.

(كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ١٢٣.

(وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ ...) العنكبوت ٣٨.

(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ ...) ص ١٢.

٥٥٢

(مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ ...) غافر ٣١.

(أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ ...) فصّلت ١٣.

(فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ ...) فصّلت ١٥.

(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ ...) الأحقاف ٢١.

(وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ) ق ١٣.

(وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ ...) الذاريات ٤١.

(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى) النجم ٥٠.

(كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) القمر ١٨.

(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ ...) الحاقة ٤.

(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ ...) الحاقة ٦.

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ) الفجر ٦. (١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ١٢٤ و ٣٤١ و ٥٨٤ ؛ الاحتجاج ، ص ٣٨٩ ؛ أخبار الزمان ، ص ١٠٤ ؛ الأخبار الطوال ، ص ٧ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٤٠٦ ـ ٤٠٩ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ الأنبياء ، ص ٩٣ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ٣١ ـ ٣٧ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ١١٣ ـ ١٢٣ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٩٨ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ٤٣٧ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ١ ، ص ٢٣٨ ـ ٢٤٦ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ١ ، ص ٧١ ـ ٨٢ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٣ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٢٢ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ١٥٠ ـ ١٥٨ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ٢١ و ٢٢ و ١٢٢ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٦ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٩٣ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٢٢ و ٢٠٣ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٤ ، ص ٤٤١ ـ ٤٤٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٣٢٣ ـ ٣٢٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ـ ٣٤٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ ـ ٢٤٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ١٥٨ ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ـ ٢١٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٨ ، ص ١٥٢ ـ ١٥٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٤١٢ و ٤١٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٢٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ و ٢٢٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ٨ ، ص ١٧٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٤٣ و ٣٧٢ و ٣٧٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنوير

٥٥٣

العاص بن هشام

هو أبو البختري العاص ، وقيل : العاصي بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي القرشيّ ، الأسدي ، وأمّه : أروى بنت الحارث.

من زعماء ورؤساء قريش في الجاهليّة ، وأحد مشركي قريش الذين عاصروا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء الدعوة الإسلامية.

كان في أوّل أمره ينهى قومه والمشركين الآخرين من إيذاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونقض اتفاقيّة

__________________

المقباس ، ص ١٣٠ و ١٣١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٧ ، ص ٢٣٥ ـ ٢٣٩ وج ١٨ ، ص ٢٥٨ ـ ٢٦٠ وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٤٦٢ ؛ الحوار في القرآن ، ص ٢٣٥ ـ ٢٤٠ ؛ حيات القلوب ، ج ١ ، ص ٧٤ ـ ٨٠ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١٥ ، ص ٤٥٢ ـ ٤٥٤ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٤٢٧ ـ ٤٢٩ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ١١٢ ـ ١٢٢ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٩٥ و ٩٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ الروض المعطار ، ص ٣٣٨ و ٤٥٣ ؛ صبح الأعشى ، ج ٢ ، ص ١٧٦ و ١٧٧ و ٣٦٧ وج ٥ ، ص ١٨ ؛ صفة جزيرة العرب ، ص ٨٠ ؛ عرائس المجالس ، ص ١٢٦ ـ ١٣١ ؛ علل الشرائع ، ص ٣٣ ؛ عيون الأخبار ، ص ١١٤ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٢٢ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٢٨٧ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٩٦ ـ ١٠٣ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٥١ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ١٤٨ ـ ١٦٩ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٥١ ـ ٥٣ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٢١٧ ـ ٢١٩ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٨٥ ـ ٨٨ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ١١٨ وج ٤ ، ص ٣٠٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ وج ٩ ، ص ٢٧٨ وج ١٠ ، ص ٤٨١ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١١٨ وج ٩ ، ص ٢١ وج ١٢ ، ص ١٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٥ ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٦٧٣ ـ ٦٧٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٤٧ و ١٤٨ ؛ المحبر ، ص ٣٨٤ و ٣٨٥ و ٣٩٥ ؛ المدهش ، ص ٧٧ و ٧٨ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٤١ ؛ المعارف ، ص ١٨ ؛ معاني الأخبار ، ص ٤٨ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٥١ ـ ١٥٣ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١١٥ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ١ ، ص ٢٩٩ ؛ مواهب الجليل ، ص ٢٠٣ و ٢٠٤ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ٢٣٧ ـ ٢٤٠ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٢٩٩.

٥٥٤

كان قد وقّع عليها على مقاطعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبني هاشم ، وقام مع جماعة بتمزيق صحيفة تلك الاتفاقيّة.

جاء مع جماعة من المشركين إلى أبي طالب عليه‌السلام وشكوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إليه ، وقالوا : إنّ ابن أخيك سبّ آلهتنا وعاب ديننا وسفّه أحلامنا وضلّل آباءنا ، فأمّا أن تكفّه عنا ، وأمّا أن تخلّي بيننا وبينه.

كان من جملة المشركين الذين اجتمعوا حول دار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليغتالوه ، ولكنّ الله أوحى إلى نبيّه بذلك ، وأمره بأن يجعل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في فراشه ويغادر إلى الغار ، ومن ثمّ إلى المدينة المنوّرة.

ويقال : كان يدافع عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويمنع أبا جهل ومن على شاكلته من ايذاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى وصلت به الحال ب : أن ضرب أبا جهل ، وطئه وطأ شديدا ؛ دفاعا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اجتمع وجماعة من رؤساء المشركين في دار الندوة للتشاور حول القضاء على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأبدى كلّ واحد منهم رأيه ، ثم قال العاص : الحلّ الوجيه ، هو : طرده من مكّة ، لكي يتمكّن من يريد ؛ الفتك به أو إيذائه.

اشترك في واقعة بدر في السنة الثانية من الهجرة إلى جانب المشركين ، ونهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المسلمين من قتله ، ولكن قتله المجذر بن ذياد البلوي ، وهو لا يعرفه ، ويقال : قتله شخص آخر غير المجذر.

القرآن الكريم والعاص بن هشام

على أثر اجتماعه وجماعة من المشركين في دار الندوة بمكّة للبحث حول القضاء على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، نزلت فيه وفي جماعته الآية ٣٠ من سورة الأنفال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ.)

ولكونه كان من مطعمي قريش يوم بدر ، شملته الآية ٣٦ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ....)

٥٥٥

وجاء يوما مع جماعة من الكفار إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وطلبوا منه أن يفجّر لهم عيونا وأنهارا ، كدجلة والفرات ، حتّى يؤمنوا به ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)

وشملته الآية ٦ من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.)

وشملته الآية ١ من سورة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)

وفي أحد الأيّام طلب هو وجماعة من المشركين من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يشقّ لهم القمر نصفين ، فطلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك من الله جلّت قدرته ، فانشقّ إلى نصفين ، فنزلت الآية ١ من سورة القمر : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.)(١)

العاص بن وائل

هو العاص بن وائل بن هشام ، وقيل : هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو القرشيّ ، السهمي ، وأمّه سلمى من بني بلي ، وهو أبو عمرو بن العاص المعروف.

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٠٨ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٩٣ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٢٤٧ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٢٨ ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٢٣ و ٢٦ و ٦٩ و ٨٩ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥ و ١١٧ و ١١٨ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٣٣ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ١٢٥ و ١٢٨ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣١٥ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ـ ٤١٤ و ٤٢٩ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٤٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٢ ، ص ٩٣ وج ١٣ ، ص ٣٢٦ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١١٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ٧٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٤٨ و ١٦١ و ١٦٦ و ١٩٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ١١٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٨٣ و ٣١٥ و ٣٧٩ وج ٢ ، ص ١٥ و ١٦ و ١٢٥ و ٢٨١ ـ ٢٨٣ و ٣٢٠ و ٣٦٦ و ٣٦٧ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣٥٥ و ٤٤٨ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٦٩ و ١٠٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٦٣ و ٨٨ و ١٠٢ و ١٢٨ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ١٣ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٣٧ و ٤٢ و ٨٠ و ١٢٨ و ١٤٩ ؛ المحبر ، ص ١٦٢ ؛ نسب قريش ، ص ٢١٣ و ٤٣١ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٨٠ و ٥١٧ و ٧٦١ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٥٥٦

من زعماء وشخصيّات قريش في الجاهليّة ، وأحد حكام العرب فيها ، وقائد بني سهم في حرب الفجار ، وكان كافرا مشركا بالله وثنيّا ، بيطارا يعالج الخيل.

أدرك الإسلام ورأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصار من أشدّ خصوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، ومن أكثر المشركين استهزاء بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وبالعقيدة الإسلاميّة.

كان من الذين يغمزون الناس ، ويستحقرون الفقراء ، ويستخفّون بهم ، وعلى رأس الذين يؤذون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويعذّبون المسلمين ، ووقف في وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ ليمنعه من أداء رسالته.

ولم يزل يقف حجر عثرة أمام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى هلك بالأبواء ـ بين مكّة والمدينة ـ على أثر سقوطه من ظهر حماره في أحد شعاب مكّة ، وذلك في السنة الأولى من هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : هلك غير مأسوف عليه قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وهو ابن ٨٥ سنة.

القرآن العزيز والعاص بن وائل

جاء مع جماعة على شاكلته من الكفّار والمستهزئين إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقالوا : يا محمد! لو جعل معك ملك يحدّث الناس ويرى معك؟ فنزلت فيه وفيهم الآية ٨ من سورة الأنعام : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ....)

وجاء يوما مع جماعة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسألوه عن قيام الساعة ، فنزلت فيهم الآية ١٨٧ من سورة الأعراف : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ....)

كان المستهزءون بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين أربعة اشخاص والعاص خامسهم ، نزلت فيهم الآية ٩٥ من سورة الحجر : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ.)

وطلب هو وجماعة من المشركين من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يفجر لهم أنهارا وعيونا لكي يؤمنوا برسالته ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)

وشملته الآية ٦ من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....)

٥٥٧

استأجر رجلا ليعمل عنده ، وبعد أن أتمّ العمل امتنع عن دفع أجوره قائلا : نحن أحق بالجنّة من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسوف أعطيك أجورك في الجنّة ، فنزلت فيه الآية ٦٣ من سورة مريم : (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا.)

كان للخبّاب بن الأرت عليه دين فتقاضاه ، فقال العاص : لا والله لا أسدد لك حتّى تكفر بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال الخبّاب : لا والله لا أكفر بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله حيّا ولا ميّتا ولا حين تبعث ، قال العاص مستهزئا : فإنّي اذا متّ بعثت؟ قال الخبّاب : نعم ، قال العاص : إذا بعثت جئتني وسيكون لي مال وولد فأعطيك ، وقال : إنّكم تزعمون أنّكم تبعثون ، وأنّ في الجنّة ذهبا وفضّة وحريرا فأنا أقضيك ، فنزلت فيه الآيات التالية من سورة مريم :

الآية ٧٧ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً.)

والآية ٧٨ (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً.)

والآية ٧٩ (كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا.)

والآية ٨٠ (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً.)

ونزلت فيه الآية ٧٧ من سورة يس : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ.)

وجاء يوما إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه عظمة بالية ، فقال : أرجع الحياة إلى هذه العظمة ، فنزلت فيه الآية ٧٨ من سورة يس : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.)

ونزلت فيه وقيل : في أميّة بن خلف الآية ١ من سورة الهمزة : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ.)

ولكثرة كفره وتكبّره على الناس ـ لا سيما الضعفاء والأيتام منهم ـ نزلت فيه الآيات التالية من سورة الماعون :

الآية ١ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ.)

والآية ٢ (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ.)

والآية ٣ (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ.)

لما توفّي القاسم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال المترجم له :إنّ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أبتر،لا يعيش له

٥٥٨

ولد ذكر. وكان يقول : دعوا محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّه رجل أبتر ، لا عقب له ، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه.

وكان إذا التقى بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول له : إنّي لأشنؤك وإنّك لأبتر في الرجال ، فنزلت فيه الآية ٣ من سورة الكوثر : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.)

في أحد الأيّام اعترض جماعة من المشركين ـ بينهم المترجم له ـ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يطوف حول الكعبة ، وقالوا له : يا محمد! هلمّ فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ، فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيرا ممّا نعبد كنّا قد أخذنا بحظّنا منه ، وإن كان ما نعبد خيرا ممّا تعبد كنت قد أخذت بحظّك منه ، فأنزل الله سبحانه وتعالى جوابا لهم سورة كاملة ، وهي سورة الكافرون وآياتها كالآتي :

الآية ١ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ.)

الآية ٢ (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.)

الآية ٣ (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)

والآية ٤ (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ.)

والآية ٥ (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.)

والآية ٦ (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٠٨ و ٦٠٩ و ٦١٩ و ٦٣٥ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٣٩٨ و ٣٩٩ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٢٤٧ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٧ و ٧٠١ ؛ الأغاني ، ج ٨ ، ص ٥٢ وج ١٦ ، ص ٦٨ وج ١٩ ، ص ٧٧ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٣ و ٢٦٧ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ١٧٥ و ١٧٦ و ٢٢٤ و ٣٢١ و ٥١١ و (المغازي) ، ص ٤٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣١٣ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٦ و ٤١٢ و ٤١٣ و ٤٢١ و ٤٢٣ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٢٤ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ ، ص ٥١٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٤٤٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣١١ و ٤٤٥ و ٦٠٢ و ٦٠٣ وغيرها ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٠٥ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٢١٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١٥ ، ص ١١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٥٠١ ،

٥٥٩

عاصم بن عدي

هو أبو عبد الله ، وقيل : أبو بكر ، وقيل : أبو عمر ، وقيل : أبو عمرو عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن عجل الأنصاريّ ، البلوي ، الأوسي ، القضاعي ، العجلاني ، المدني ، حليف بني عمرو بن عوف.

أحد صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الأنصار ، وسيّد بني العجلان في عصره.

خلّفه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على العالية من المدينة والقباء قبل غزوة بدر.

شهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بدرا ، وقيل : لم يشهدها ، وأحدا وبقيّة المشاهد. قام هو ومالك بن الدخشم بحرق وهدم مسجد الضرار ؛ تنفيذا لأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لهما بذلك.

توفّى في المدينة المنوّرة سنة ٤٥ ه‍ ، وقيل : سنة ٤٠ ه‍ ، بعد أن عمّر ١١٥ سنة ،

__________________

تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٣٨٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، راجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ و ٣٧٨ وج ٢ ، ص ٥٤ و ٥٥ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٦٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ٢١٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٣٥٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ، ص ١٤٥ و ١٤٦ وراجع فهرسته ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١١ ، ص ٤٤٦ و ٤٤٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٠٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ٣٦٢ وج ٣ ، ص ٥٥٠ وج ٤ ، ص ٣٤٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٤٤ و ١٤٨ و ١٩٧ و ٢٧٢ و ٢٧٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٨٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٨٣ و ٣١٥ و ٣٨٣ و ٣٨٨ وج ٢ ، ص ١٣ و ٣٤ و ٣٦ و ٥٢ ؛ العقد الفريد ، ج ١ ، ص ٤٣ و ٢٢٥ وج ٣ ، ص ٢٢٦ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ١١١ و ١١٣ ؛ الغارات ، ج ٢ ، حاشية ، ص ٥١٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٦٣ و ٧٢ و ٧٣ و ١١٠ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٣٩ و ٤٠ وج ٤ ، ص ٨٠٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٤٧٨ و ٤٧٩ و ٦١٨ و ٦٩٢ وج ١٠ ، ص ٦٣٠ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ٥٣ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٨ وج ١٠ ، ص ١٧٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ١٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٦٧٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ١٣٣ و ١٥٨ و ١٦١ و ١٧٠ و ١٧٦ و ١٩٠ و ١٩٥ و ٤٥١ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٣٧ ؛ نسب قريش ، ص ٤٠٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٦١ و ٤٧٥ و ٥١٧ و ٥٢٤ و ٥٢٦ و ٦٦٤ و ٦٦٥ و ٨٨٣ و ٨٨٦ و ٨٨٧ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٥٨ و ٣٣٠ وج ٢ ، ص ٦٥٥.

٥٦٠