أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

نبيّ الله صالح عليه‌السلام

هو صالح بن عبيد بن اسف بن ماشخ ، وقيل : ماسح ، وقيل : ماشج ، وقيل : كماشج بن عبيد بن حاذر ، وقيل : حادر ، وقيل : جابر بن ثمود بن عابر ، وقيل : عائر ابن إرم بن سام ابن نبيّ الله نوح عليه‌السلام.

وقيل : اسمه صالح بن عبيد بن جابر بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام ابن نبيّ الله نوح عليه‌السلام.

نبيّ من الأنبياء ، أرسله الله إلى قومه أو قبيلته ثمود ، وكانوا يسكنون بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى ، وكانوا يعرفون بأصحاب الحجر ، وكانوا من العرب العاربة يتكلمون العربية ، ويعمّرون طويلا.

كانوا من بقايا قوم عاد ، أو تحت نفوذهم ، وكانوا كفّارا يعبدون الأصنام من دون الله ، بلغت أصنامهم أكثر من سبعين صنما.

فبعث الله إليهم صالحا عليه‌السلام لإصلاحهم وهدايتهم إلى الله ، وكان يعرف بينهم بالأصالة والنجابة ، ويعترفون له بالعلم ورجاحة العقل وسلامة الفكر ، وكان من أفضلهم نسبا ، ويمتهن التجارة.

بعثه الله إلى قومه وهو في السادسة عشرة من عمره ، فأخذ يبيّن لهم بالأدلة والبراهين وحدانية الباري سبحانه وتعالى وسخافة عباداتهم ومعتقداتهم ، ويحذّرهم من غضب الله عليهم إن هم أصرّوا على كفرهم وشركهم وظلمهم لأبناء جلدتهم.

وبعد أن قضى بين ظهرانيّهم ١٢٠ سنة لم يلق منهم إلّا الكفر والعناد والسخرية واتّهامه بالسحر ، ولم يؤمن به إلّا الضعفاء منهم.

٥٠١

وبعد أن ألحّ على قومه باتّباع شريعته والإيمان بالله وحده طلبوا منه على لسان رئيسهم ـ جندع بن عمرو بن محلاة بن لبيد ـ أن يطلب من الله أن يشقّ جبلا كان بالقرب منهم ، ويخرج لهم منه ناقة حمراء كثيرة الوبر حاملا قضى على حملها عشرة أشهر ، ترضع فصيلها أمامهم ، فإن أنجز ذلك يكن مصداقا لنبوته ؛ فيؤمنوا به. فطلب صالح عليه‌السلام من الله أن ينفّذ ما أرادوا ، فلبّى الجليل عز اسمه طلبهم ، فأتاهم بالناقة بالمواصفات التي طلبوها وبصحبتها فصيلها.

ثم أوحى الله إلى صالح عليه‌السلام أن يحذّرهم من الإساءة إلى الناقة وفصيلها ، ومن التّعدي على أكلها وشربها المقسّم بينهم وبينها.

لمّا رأى قومه معجزته رموه بالسحر والدجل والكذب ، ولم يؤمن به إلّا القليل منهم ، بينهم رئيسهم جندع بن عمرو.

لما رأى رؤساؤهم وأكابرهم معجزة صالح عليه‌السلام ، ثقل عليهم الإذعان له وإطاعة أوامره ونواهيه ؛ لعنجهيّتهم وغرورهم ، فقرّروا عقر الناقة ، فتقدّم رجل منهم يدعى مصدعا ، وقيل : مصرع بن مهرج بن المحيا ، فرمى الناقة بسهم فعقرها ، ثم جاء رجل آخر يدعى قدار بن سالف بن جندع فنحرها ، وتتبّع جماعة فصيلها وقتلوه.

لمّا علم صالح عليه‌السلام بمقتل الناقة وفصيلها أنذرهم بنزول العذاب من الله عليهم ، فقابلوه بالسخرية والاستهزاء ، وقرّروا قتله.

وبعد إصرارهم على كفرهم وطغيانهم وتحدّيهم لأوامر السماء وتآمرهم على نبيّهم أنزل الله عليهم صاعقة من السماء مصحوبة بصيحة عظيمة وزلزال ورعد وبرق ، فقضت عليهم وعلى أكثر مساكنهم وممتلكاتهم ، ولم يسلم منهم إلّا صالح عليه‌السلام ومن آمن به ؛ ولم يتجاوزوا مائة وعشرين شخصا ، وقيل : أربعة آلاف شخص.

وبعد تلك المجزرة الرهيبة وهلاك قوم ثمود قرّر صالح عليه‌السلام وشيعته الرحيل إلى الرملة بفلسطين ، ويقال : رحلوا إلى مكّة وسكنوها ، ويقال : ذهبوا إلى حضرموت واستوطنوها.

وبعد أن عاش ١٥٠ سنة ، وقيل : ٢٠٨ سنوات ، وقيل : ٢٥٠ سنة ، وقيل :

٥٠٢

٢٥٨ سنة ، توفّي ودفن في وادي السّلام بالنجف الأشرف ، وبعد عشرات القرون دفن إلى جواره الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ويقال : قبره في حضرموت ، ويقال : دفن وشيعته في مكّة المكرّمة غرب الكعبة في المسجد الحرام ، ويقال : قبره بعكّا في فلسطين ، والله أعلم بحقائق الأمور.

القرآن العظيم ونبي الله صالح عليه‌السلام

تحدّث عنه القرآن المجيد ضمن آياته على النحو التالي :

(وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ...) الأعراف ٧٣.

(أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ...) الأعراف ٧٥.

(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ...) الأعراف ٧٧.

(وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ...) هود ٦١.

(قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا ...) هود ٦٢.

(فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ...) هود ٦٦.

(مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ ...) هود ٨٩.

(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ) الشعراء ١٤٢.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ...) النمل ٤٥. (١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ٧ ؛ الأنبياء ، ص ١٠٤ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ؛ أعلام قرآن ، ص ٣٩٦ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ٢٢ و ٢٣ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ٣٧ ـ ٤٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ١٢٣ وج ٦ ، ص ٢٧١ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٩٩ و ١٠٠ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ١٨٣ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٨١ ـ ٨٤ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ١ ، ص ٢٥١ ـ ٢٦٧ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ص ٨٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٦ ـ ٣٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٢٦ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ١٥٨ ـ ١٦٢ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٧ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٢٢ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٤ ، ص ٤٥٠ ـ ٤٥٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٣٢٧ ـ ٣٣٢ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٣٤٦ و ٣٤٧ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ٢٤١ ـ ٢٤٤ ؛ تفسير شبّر ، ص ١٥٩ و ٥٥٩ ؛ تفسير الصافى ، ج ٢ ،

٥٠٣

__________________

ص ٢١٢ ـ ٢١٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ٨ ، ص ١٥٧ ـ ١٦٤ ؛ تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ٢٠ ـ ٢٢ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٤١٧ ـ ٤٢٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٤ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٧ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ١٤٤ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٣٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثالث ، الجزء الثامن ، ص ١٩٨ ـ ٢٠٢ ؛ تفسير الميزان ، ج ٨ ، ص ١٨١ ـ ١٨٣ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٤٤ ـ ٤٩ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٣١ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢٤٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٧ ، ص ٢٣٨ ـ ٢٤٢ وراجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، ص ١٤٨ و ١٤٩ ؛ الحوار في القرآن ، ص ٢٤١ ـ ٢٤٤ ؛ حياة الحيوان ، ج ٢ ، ص ٣٣١ ؛ حيات القلوب ، ج ١ ، ص ٨٠ ـ ٨٥ ؛ الحيوان ، ج ٦ ، ص ١٥٦ وج ٧ ، ص ٢٠٤ ؛ الخصال ، ص ٣١٩ و ٥٢٤ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١٤ ، ص ١٠٦ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٦ ، ص ٣٣٢ و ٣٣٣ في ترجمة ثمود ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ١٢٤ ـ ١٣٦ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٤٣٥ ـ ٤٤١ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٩٧ ـ ٩٩ ؛ الروض المعطار ، ص ١٨٩ و ٢٦٨ و ٤١٠ ؛ روضة الكافي ، ص ١٨٥ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٤١ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣١٣ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٥٤ ؛ عرائس المجالس ، ص ٥٧ ـ ٦٣ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ١٢٤ و ١٢٧ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٩٧٥ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٣ ، ص ٢١٢٣ ؛ فصوص الحكم ، ج ١ ، ص ١١٥ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ١٠٤ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٥٣ ـ ٥٥ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٩٥ ـ ١٠٢ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ١٥٥ ـ ١٧٣ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ١٧١ ـ ١٨٧ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٥٨ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٣٨ ـ ٤٣ و ٣٨٥ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٦١ ـ ٦٤ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٧٨ ـ ٨٢ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٢٧ ـ ٣٣ ؛ قصه هاى قرآن ، ص ٥٦ ـ ٦٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٨٩ ـ ٩٣ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ١٢٠ ـ ١٢٤ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٦٦٠ ـ ٦٨٨ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٨٧ وج ٢ ، ص ٢٥٠ وج ٣ ، ص ١٠٥ وج ٤ ، ص ١٧٠ و ٢١٥ و ٣٦٦ و ٥١٢ وج ٥ ، ص ٨٠ و ٢٤٥ وج ١١ ، ص ٢٩١ وج ١٥ ، ص ٢١٦ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٢ ، ص ١٠٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٦٧٨ ـ ٦٨٣ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٨٩ ؛ المحبر ، ص ١٣١ و ١٣٢ و ٣٥٧ و ٣٨٥ ؛ المخلاة ، ص ٧٤ ؛ المدهش ، ص ٧٨ و ٧٩ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٤٢ وج ٢ ، ص ٤٣ ـ ٤٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٦ ، ص ٣٠٦ و ٣٠٧ ؛ المعارف ، ص ١٨ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٤٢ و ١٤٣ ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ،

٥٠٤

صبيح مولى حويطب

هو صبيح مولى حويطب بن عبد العزّى ، وقيل : مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص ، وقيل : مولى أبي العاص بن أمية بن عبد شمس. أحد صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من الموالي.

لم يشهد واقعة بدر لمرض ألمّ به ، وشهد بقيّة المشاهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقتل في واقعة خيبر.

القرآن الكريم وصبيح

سأل مولاه أن يكاتبه فأبى ، فنزلت الآية ٣٣ من سورة النّور : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ....)(١)

صخر بن حرب (أبو سفيان بن حرب)

هو أبو سفيان وأبو حنظلة صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة القرشيّ ، الأموي ، المكّي ، وأمّة صفيّة بنت حرب ، وقيل : حزن الهلاليّة ، وزوجته هند بنت عتبة.

أحد رجالات قريش وشخصيّاتهم المعروفين بالشرك والكفر وعبادة الأوثان ،

__________________

ص ٦٩٦ ؛ مواهب الجليل ، ص ٢٠٤ و ٢٠٥ ؛ الموسوعة العربية الميسرة (مادة ثمود) ، ص ٥٨٢ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ٢٤١ ـ ٢٤٦.

(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٧٠ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ١٩٧ ؛ أسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١١ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ١٧٦ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٣٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٢ ، ص ٢٤٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٤٥ ؛ سيرة ابن هشام ، ج ٢ ، ص ٣٣٥ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٤ ، ص ١١٨ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٢٣٩ ؛ المحبر ، ص ٢٨٨ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ١٥٤.

٥٠٥

وكانت إليه راية الرؤساء المسمّاة بالعقاب ، وإذا حميت لهم حرب اجتمعت قريش فوضعتها بين يديه ، وهو أصل الشجرة الأمويّة البغيضة الملعونة ، ووالد معاوية وجدّ يزيد.

كان شجاعا فاتكا ، شاعرا ، تاجرا ، ومن أثرياء قومه ، وكان يتجر في الزيت والأدم إلى بلاد الشام وبلاد العجم وغيرها ؛ ولد قبل عام الفيل بعشر سنين ، وأصبح من ألدّ خصوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والإسلام والمسلمين ، وحجر عثرة أمام انتشار الشريعة الغرّاء.

قام بتجميع الأحزاب والجيوش لمقارعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإيقاف دعوته ، وبذل أموالا طائلة وجهودا جبّارة ليصدّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن دعوته ، فكان بنفاقه وأمواله وكل ما لديه من حول وقوّة رأس كل فتنة ومؤامرة حاكتها قريش على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين.

لعنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مواطن عديدة ، منها : ما روي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب بأنه قال : «إنّ أبا سفيان ركب بعيرا له ليلة العقبة ، ومعاوية يقوده ، ويزيد يسوقه ، فرآهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اللهمّ العن الراكب والقائد والسائق».

ولعنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مناسبات أخر ، منها : يوم هجرته من مكّة إلى المدينة ، ويوم العير ، ويوم أحد حيث قاد أبو سفيان قريشا كلّها لحرب المسلمين ، ويوم الخندق ، ويوم الحديبية وغيرها.

ويوم مات عمر بن الخطاب وتسلّم الحكم عثمان بن عفّان قال لعثمان : بأبي أنت وأمّي تداولوها يا بني أميّة تداول الولدان للكرة ، فو الله! ما من جنّة ولا نار.

وقال الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام في محضر معاوية بن أبي سفيان وأصحابه : أنشدكم بالله أتعلمون أنّ أبا سفيان أخذ بيد الحسين بن علي عليهما‌السلام حين بويع عثمان بن عفّان وقال : يا بن أخي أخرج معي إلى بقيع الغرقد ـ مقبرة المدينة المنورة ـ فخرجا حتى توسّطا القبور ، فصاح أبو سفيان بأعلى صوته : يا أهل القبور ؛ الذي كنتم تقاتلونا عليه صار بأيدينا وأنتم رميم ، فقال الحسين عليه‌السلام : قبّح الله شيبتك ، وقبّح الله وجهك ، ثم نتر يده وتركه.

قال عبد الله بن العبّاس : والله ما كان أبو سفيان إلّا منافقا.

٥٠٦

يقال : إنّه أسلم ليلة فتح مكة سنة ٨ ه‍ ، خوفا من القتل ، واستعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على نجران ، وشهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حنينا والطائف ، وفي يوم الطائف فقئت إحدى عينيه ، واشترك في واقعة اليرموك ، وفيها فقئت عينه الأخرى.

وبعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجع إلى مكّة وأقام بها مدّة ثم رجع إلى المدينة ، ولم يزل بها حتى هلك ، وقيل : هلك بدمشق وهو أعمى سنة ٣١ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٢ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٤ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٣ ه‍ ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، ودفنوه في البقيع بالمدينة المنوّرة. وكان عمره يوم مات ٨٨ سنة ، وقيل : ٩٣ سنة.

القرآن العظيم وأبو سفيان

اتّفق هو وكافر آخر يدعى كعب بن الأشرف على محاربة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في معركة أحد ، فنزلت فيهما الآية ١٢ من سورة آل عمران : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ.)

ولكونه كان ومن على شاكلته من المشركين يبذلون أموالا طائلة يوم واقعة بدر للقضاء على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين نزلت فيهم الآية ١١٧ من نفس السورة : (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ....)

بعد معركة أحد أوقع الله الرعب في نفوس أتباعه وسائر المشركين ، فنزلت فيهم الآية ١٥١ من نفس السورة : (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ....)

ونزلت فيه وفي أتباعه الآية ١٧٢ من السورة نفسها : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ ....)

وشملته الآية ٢٥ من سورة الأنعام : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ....)

بعد أن انكسر الكفار في واقعة بدر وأصابهم الفشل والخسران اجتمع ابو سفيان بجماعة من الكفار وقرّروا جمع الأموال والعتاد لغزو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيهم الآية ٣٦

٥٠٧

من سورة الأنفال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ....)

كان يبذل الأموال الكثيرة لإطعام الكفّار والمشركين ، ويمتنع عن إطعام المسلمين أتباع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيه الآية ٩ من سورة التوبة : (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.)

كان هو وبعض المشركين يستمعون إلى قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتلو القرآن ثم يقولون باستهزاء للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قلوبنا في أكنّة لا نفقه ما تقول ، وفي آذاننا وقر لا نسمع ما تقول ، وبيننا وبينك حجاب قد حال بيننا وبينك ، فاعمل بما أنت عليه إنّنا عاملون بما نحن عليه ، إنّا لا نفقه منك شيئا ، فأنزل الله فيه وفي أصحابه الآية ٤٥ من سورة الإسراء : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً.)

ولنفس السبب نزلت فيهم الآية ٤٦ من نفس السورة : (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً.)

جاء هو وجماعة من المشركين إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وطلبوا منه أشياء إن نفّذها لهم آمنوا به وتبعوه ، فتحدّثت عن ذلك الآيات ٩٠ و ٩١ و ٩٢ و ٩٣ من سورة الإسراء.

كان هو وأبو جهل يكثران من الاستهزاء بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيهما الآية ٣٦ من سورة الأنبياء : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً ....)

قام المترجم له وأعوانه من المشركين بمنع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أداء عمرة الحديبية ، فنزلت فيهم الآية ٢٥ من سورة الحجّ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً ....)

بعد أن غضب الله على قريش لكفرهم وشركهم وبعد أن أصابتهم سنو الجدب والقحط جاء أبو سفيان إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : أنشدك الله والرّحم أنّك تزعم بعثت رحمة للعالمين ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بلى! فقال أبو سفيان : قد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع ، فنزلت فيه الآية ٧٦ من سورة المؤمنون : (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ.)

٥٠٨

بعد معركة أحد قدم هو وجماعة من المشركين إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : لا تذكر آلهتنا ـ اللات والعزّى ومناة ـ وقل : إنّ لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها ، وندعك وربّك ، فنزلت فيه وفيهم الآية ١ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً.)

جعله الله من جملة الكافرين في الآية ١١ من سورة محمّد : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ.)

ولكونه كان من الذين ساءت أعمالهم واتّبعوا أهواءهم في عبادة الأصنام شملته الآية ١٤ من نفس السورة : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ.)

كان من الذين يتفاخرون على غيرهم بأموالهم وأنسابهم ، فنزلت فيهم الآية ١٣ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)

عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : الأمر بعدك لمن؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى ، فنزلت في أبي سفيان الآية ١ من سورة النبإ : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ.)

والآية ٢ من نفس السورة : (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ.)

والآية ٣ من السورة نفسها : (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ.)

كان أبو سفيان في كل أسبوع ينحر جزورين ، وفي إحدى المرّات جاءه يتيم فسأله شيئا ، فنهره وطرده ، فنزلت فيه الآية ١ من سورة الماعون : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ.)

والآية ٢ من نفس السورة : (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ.)

والآية ٣ من السورة نفسها : (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ.)(١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ٢١٩ ؛ اسباب النزول ، للسيوطى ـ هامش الجلالين ـ ، ص ٢٠٥ و ٤١٦ و ٦٠٨

٥٠٩

__________________

و ٦١١ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٨٤ و ٢٦٠ و ٢٩٢ و ٣٣١ و ٣٩٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ١٩٠ و ١٩١ وج ٤ ، ص ٨٥ ـ ٨٨ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٢ و ١٣ وج ٥ ، ص ٢١٦ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ١٧٨ ـ ١٨٠ وج ٤ ، ص ٩١ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٢٠١ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، راجع فهرسته ؛ الأغاني ، ج ٦ ، ص ٩٢ ـ ١٠٠ وراجع فهرسته ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١٠٧ و ١٠٨ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص ٥٦٥ و ٥٦٦ ؛ البيان والتبيين ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الأدب العربي ، لعمر فروخ ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) و (المغازي) ، راجع فهرستهما و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٣٦٨ ـ ٣٧٠ ؛ تاريخ التراث العربي ، المجلد الثاني ، الجزء الثاني ، ص ٣٠٠ و ٣٠١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الطبري ، ج ٣ ، ص ٣٣ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٤ ، ص ٣١٠ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٤٥ ، وراجع فهرسته ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ وراجع فهرسته ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٦٣ وج ٢ ، ص ١٧٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٧٢ و ٨٦ و ١٨١ و ١٨٩ ؛ تفسير أبي السعود ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١٥ ، ص ١١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٣٨٧ و ٣٨٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٦٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٦٥ وج ٢ ، ص ٤٢٩ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ و ٢٤٠ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٦ ، ص ٣٩٠ ـ ٤٠٩ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٦١ و ٣٦٢ وج ١٢ ، ص ١٢٣ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٥٣ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٣ ، ص ١١٩ ـ ١٢٢ ؛ ثمار القلوب ، ص ١٢٠ و ٣٩٥ و ٥١٩ و ٦٧٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ ، ص ٣٢٨ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ٤٢٦ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١١١ ؛ جمهرة النسب ، ص ٤٩ ؛ الحيوان ، ج ١ ، ص ٣١٨ وج ٢ ، ص ٢٥٦ ؛ الخصال ، ص ١٩١ و ٣٦١ و ٣٩٧ و ٣٩٨ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٧٢ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ـ ٣٥٧ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٢ ، ص ١٧٩ ـ ١٨١ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٥ ، ص ١٧٨ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٠٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ دول الإسلام ، ص ١٧ ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ الروض الانف ، ج ٤ ، ص ٢٣٨ وج ٥ ، ص ٨١ و ٨٢ و ٢١٥ و ٤٢٨ وج ٦ ، ص ١٧ و ١٨ و ٢٢٨ و ٢٨٢ وج ٧ ، ص ٥٦ و ٦٢ و ١٣٥ وغيرها ؛ الروض المعطار ، ص ١٨٩ و ٤٥٥ و ٥٦١ و ٦١٨ ؛ ريحانة الأدب ، ج ٧ ، ص ١٣٧ و ١٣٨ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦٣٣ و ٦٣٤ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ١٠٥ ـ ١٠٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٤٤ و ١٨٩ و ١٩٧ و ٣٢٢ و ٣٣٢ ـ ٣٣٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ١٥٥

٥١٠

صخر بن سلمان

هو صخر بن سلمان ، وقيل : خنيس ، وقيل : خنساء ، وقيل : اسمه صخر ، أبو سلمان.

وقيل : اسمه سلمة ، وقيل : سلمان بن صخر بن سليمان ، وقيل : سلمان بن الصمّة بن حارثة بن الحارث الأنصاريّ ، البياضي ، وقيل : الزرقي ، الخزرجي ، المدني.

أحد صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من الأنصار ، وأحد البكّائين المعروفين ، وله شعر ، ويقال :

__________________

و ٢٨٣ و ٣١٥ و ٣٣٧ و ٣٣٨ وج ٢ ، ص ٥٨ و ١٢٥ وج ٣ ، ص ٤٧ و ٤٨ و ٥٣ و ٧٢ و ٩٩ و ١٨١ و ٢٢٠ و ٢٤٣ وج ٤ ، ص ٣٨ و ٤٤ و ٨٦ و ١٣٥ وغيرها ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٣٠ و ٣٧ ؛ شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ١٣٣ و ١٣٤ وج ٢ ، ص ١٧٤ و ١٧٥ و ٣١٨ ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٦٥٠ ـ ٦٥٥ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٠ ؛ طبقات الشعراء ، لابن سلام ، ص ٦٢ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، راجع فهرسته ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٢٣ ؛ العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ٣٢ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٨٣ وج ٤ ، ص ١٠١ ؛ الغارات ، راجع فهرسته ؛ فتوح البلدان ، في مواضع مختلفة ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٤٦ و ٢٤١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ وج ٣ وج ٤ وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ١ ، ص ٤٧ و ٣١٩ و ٣٣٦ وج ٤ ، ص ١٣ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥١٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٣٣ ؛ الكنى والألقاب ، ج ١ ، ص ٨٤ و ٨٥ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣ ، ص ٥١٧ و ٥١٨ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، ص ٢٤٦ وراجع فهرسته ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٨٤ و ٨٥ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٠٦ وراجع فهرسته ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٥ ، ص ٦٦ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٣٢ ؛ المعارف ، ص ١٩٢ و ٣٢٤ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المورد ، ج ١ ، ص ٣٠ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٣٤ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ٨٨ ؛ نسب قريش ، ص ١٢١ ـ ١٢٧ ؛ نكت الهميان ، ص ١٧٢ ـ ١٧٤ ؛ نمونه بينات ، ص ١٤٢ و ١٥٦ و ٣٢٧ و ٣٨٥ و ٤٠١ و ٥٣٤ و ٥٤١ و ٥٥٥ و ٦١٩ و ٨٨٤ ؛ نهاية الارب في فنون الأدب ، ج ١٩ ، ص ٤٤٩ ؛ هدية الأحباب ، ص ٢٢ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٦ ، ص ٢٨٤ ـ ٢٨٦ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ وج ٢ وراجع فهرستهما ؛ وفيات الأعيان ، ج ٦ ، ص ٣٥٨ ـ ٣٦١ وراجع فهرسته.

٥١١

إنّه ظاهر امرأته ثم جامعها ، فأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يكفّر.

القرآن الكريم وصخر بن سلمان

جاء وبقية البكّائين المشهورين إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانوا فقراء ، فسألوا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يزوّدهم بالرواحل ليخرجوا معه إلى غزوة تبوك ؛ ليجاهدوا في سبيل الله ، وقالوا له صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا نبيّ الله! إنّ الله عزوجل قد ندبنا للخروج معك ، فاحملنا على الخفاف المرقوعة والنعال المخصوفة نغزو معك ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لهم : لا أجد ما أحملكم عليه وردّهم ، فانصرفوا وهم يبكون ؛ لتخلّفهم عن الجهاد ، فنزلت في صخر وجماعته الآية ٩٢ من سورة التوبة : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ.)(١)

(صرمة) الراهب

اختلف العلماء والمؤرّخون في تسميته ، فمنهم من قال هو : أبو قيس صرمة بن أبي أنس ، قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاريّ ، الخزرجي ، النجاري ، الملقّب بالراهب ؛ لنسكه ، ومنهم من قال : هو صرمة بن مالك ، وقيل : هو صرمة بن أنس ، وقيل : هو صرمة بن قيس الأنصاريّ ، الأوسي ، الخطمي ،

__________________

(١). اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢١٠ ؛ الاستيعاب ـ ، حاشية الاصابة ـ ج ٢ ، ص ٨٩ و ٩٠ ؛ أسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٣ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٦٦ و ١٨٠ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٦٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٦٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٨٥ ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ١٥٠ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٤١٧ ، تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٠ ، ص ١٤٦ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٩٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٨ ، ص ٢٢٨ وج ١٧ ، ص ٢٧١ و ٢٧٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٥٦ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٦٨ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٢ ، ص ١٦٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٦٧٣ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ١٩٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤٤٢ ؛ المحبر ، ص ٢٨١ ؛ المغازي ، ج ٣ ، ص ٩٩٤ و ١٠٧١ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ٣١٩.

٥١٢

وقيل : هو قيس بن صرمة.

صحابيّ مرموق ، معظّم في قومه ، وكان شاعرا متكلّما.

ترهّب في الجاهلية ، ولبس المسوح وترك الأوثان ، واجتنب الحائض من النساء ، واغتسل من الجنابة.

أراد اعتناق النصرانية ، ولكنّه امتنع عن ذلك ، وأعلن عبادته لربّ إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، واتخذ له مسجدا لعبادته ، ومنع دخول الجنب والطامث فيه.

ولم يزل مؤمنا موحّدا لله حتى قدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة ، فأسلم على يديه ، وذلك في السنة الأولى من الهجرة ، وهو في سنّ الشيخوخة.

كان عبد الله بن العبّاس يأخذ عنه الشعر ، ومن شعره في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه عند هجرتهم إلى المدينة قصيدة طويلة ، منها :

ثوى في قريش بضع عشرة حجة

يذكر لو يلقى صديقا مواتيا

ويعرض في أهل المواسم نفسه

فلم يلق من يؤمن ولم ير داعيا

فلما أتانا واطمأنت به النوى

وأصبح مسرورا بطيبة راضيا

وقيل : تلك الأبيات لعمّه أنس.

وبعد أن عمّر ١٢٠ سنة توفّي حوالي السنة الخامسة من الهجرة.

القرآن الكريم والراهب

نزلت فيه وفي عمر بن الخطاب مطلع الآية ١٨٧ من سورة البقرة : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ....)

جاء يوما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أجهده الصوم ، فنزلت فيه نفس الآية : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٩ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٥١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ ـ ٢٠٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ١٧ ـ ١٩ وج ٥ ، ص ٢٧٧ و ٢٧٨ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ١٨٢ ـ ١٨٤ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٢٠٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ،

٥١٣

صفوان بن أميّة

هو أبو وهب ، وقيل : أبو أمية صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص القرشيّ ، الجمحي ، المكّي. أمّه صفيّة بنت معمّر الجمحية.

أحد المؤلّفة قلوبهم من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان من أشراف وأجواد قريش في الجاهليّة والإسلام ، وأحد المطعمين المشهورين والفصحاء المعروفين.

كان يسكن مكّة ، فعند ما فتح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة هرب صفوان إلى جدّة ، فجاء ابن عمّه عمير بن وهب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وطلب الأمان له ، فجيء به إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ولم يزل على كفره وشركه حتّى أيّام معركة حنين ، فسار مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إليها وشهدها معه ، ولمّا انهزم المسلمون لزم جانب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولمّا كتب الله النصر لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وللمسلمين في تلك الحرب أسلم وأقام بمكّة ، ثم هاجر إلى المدينة ، وبعد مدّة رجع إلى مكة ، ولم يزل بها حتى توفّي سنة ٤٢ ه‍ ، وقيل : سنة ٤١ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٦ ه‍ ، وقيل غير ذلك.

كان أبوه أميّة بن خلف من قتلى الكفّار في معركة بدر.

__________________

ص ١٥١ ـ ١٥٣ و ١٥٦ و ٢٠٢ و ٢٠٣ و ٢٠٦ ؛ بلوغ الارب ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ ؛ تاج العروس ، ج ٨ ، ص ٣٦٦ ؛ تاريخ التراث العربي ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٦٤ و ٢٦٥ وج ٢ ، ص ١٩٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ٤٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢ ، ص ٩٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٣٠١ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٥ ، ص ١١٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٢٢١ ؛ تفسير الميزان ، ج ٢ ، ص ٥٠ ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٦ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٣٤٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ٣١٤ و ٣١٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٥٠ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١٠ ، ص ٧٢١ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ١٩٧ ؛ الروض الانف ، ج ٤ ، ص ٣٨٩ ـ ٣٩٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٩٨ و ٢٩٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ـ ١٥٩ ؛ شعراء النصرانية بعد الإسلام ، ص ٧ ـ ١٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ١٣٩ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٥٠٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٥٠٣ ؛ المعارف ، ص ٣٦ و ٣٧ ؛ المعمرون ، ص ١٣٣.

٥١٤

في أيّام حكومة أبي بكر بن أبي قحافة شهد واقعة اليرموك ، وفي أيّام خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام كان لسوء حظّه من المخالفين للإمام عليه‌السلام والمحرّضين عليه ، وفي أيّام ، حرب الجمل في البصرة كان يشجّع الناس على الخروج لحرب الإمام عليه‌السلام.

روى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.

القرآن الكريم وصفوان بن أميّة

تزوّج من امرأة أبيه فاختة بنت الأسود بن المطلب ، فنزلت فيه وفي الجماعة الذين تزوّجوا من نساء آبائهم الآية ٢٢ من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ....)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ص ١٩٧ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٢٣ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الإصابة ـ ، ج ٢ ، ص ١٨٣ ـ ١٨٧ ؛ أسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٢٢ ـ ٢٣ ؛ الإصابة ، ج ٢ ، ص ١٨٧ و ١٨٨ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٢٠٥ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٣٢ وج ١٤ ، ص ١٢ وراجع فهرسته ؛ امتاع الأسماع ، ص ١٠٠ و ٣٣٩ و ٣٩٣ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٤٤٠ ؛ البداية والنهاية ، ج ٨ ، ص ٢٤ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، راجع فهرسته و (عهد الخلفاء الراشدين) ، راجع فهرسته و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ص ٨ و ٩ و ٦٦ و ٦٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٨٩ وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ و ٤٣٣ و ٤٦٠ و ٤٦٢ و ٤٦٣ و ٤٦٦ و ٥٤٤ وج ٣ ، ص ٣ و ٥٠ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٤ ، ص ٣٠٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٤٦ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٦ و ٦٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٦٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ٤ ، ص ٢٦٠ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٦٧ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٩٩ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٦ ، ص ٤٢٩ ـ ٤٣٤ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٧٢ و ٣٧٣ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٧٩ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٣ ، ص ١٨٠ ـ ١٨٣ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ١٩١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ١٠٤ وج ٨ ، ص ٩٩ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٤١٢ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ٤٢١ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٥٩ ؛ جمهرة النسب ، ص ٩٥ و ٩٦ ؛ الخصال ، ص ١٩٣ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٧٤ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١٠ ، ص ٧٣٦ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ؛ رجال الطوسى ، ص ٢٢ ؛ الروض

٥١٥

صفورا بنت شعيب عليه‌السلام

هي صفورا ، وقيل : صافورا ، وقيل : صفورة ، وقيل : صفراء بنت نبيّ الله شعيب بن نويت ، وقيل : نويل بن رعوايل بن مر بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام.

زوجة نبيّ الله موسى بن عمران.

لمّا هرب موسى بن عمران عليه‌السلام من فرعون مصر وجاء إلى مدين وجد عند عين ماء فيها امرأتين يريدان سقي غنمهما ، فساعدهما في السقي ، وكانتا ابنتي نبيّ الله شعيب عليه‌السلام.

لما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بمساعدة موسى عليه‌السلام لهما في سقي أغنامهما ، فطلب شعيب عليه‌السلام من صفورا أن تذهب إليه وتستدعيه ، فذهبت إليه وقالت : إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، فجاء معها وهي تمشي أمامه لتدلّه على الطريق ، فجاءت

__________________

الانف ، ج ٦ ، ص ٢٩ وج ٧ ، ص ١١٥ و ١١٦ ؛ الروض المعطار ، ص ١٨٩ و ٢٢٣ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٣٧ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٥٦٢ ـ ٥٦٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٢٢ و ٣٢٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٣ ، ص ٦٤ وج ٤ ، ص ٦٠ و ٨٣ و ١٣٦ و ١٣٨ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٤٤٨ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٥٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٥ ، ص ٤٤٩ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٣٦ ؛ العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ٤١ ؛ العقد الفريد ، ج ١ ، ص ١٥١ وج ٣ ، ص ٦٧ و ٧٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٤٢٤ وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٤٦٢ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٠٠ وج ٢ ، ص ١٧٩ وج ٤ ، ص ٦١٨ وج ٥ ، ص ١١٩ وج ٦ ، ص ١٢٠ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٢ ، ص ٢٥٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٤٣ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٤٦ و ٢٨٦ ؛ المحبر ، ص ١٠٤ و ١٣٣ و ١٤٠ و ١٤١ و ٣٠٧ و ٤٤٧ و ٤٧٣ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١١٩ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٣١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ١٢٠ ؛ المغازي راجع فهرسته ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٢١ ؛ نسب قريش ، ص ١٦٦ ؛ نقد الرجال ، ص ١٧٢ ؛ نمونه بينات ، ص ١٨٨ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٦ ، ص ٣١٣ و ٣١٤ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، راجع فهرسته.

٥١٦

ريح فرفعت ثوبها ، وظهرت عجيزتها ، فقال موسى عليه‌السلام لها : امشي خلفي ، ودلّيني على الطريق ، فإنّا أهل بيت لا ننظر في أعقاب النساء.

فلمّا دخل على شعيب عليه‌السلام قصّ عليه ما عاناه من فرعون وما لاقاه من التعب والجهد حتى وصل إلى ماء مدين.

بعد أن لمست فيه صفورا الخير والعفّة والشهامة اقترحت على أبيها بأن يستأجره لقوّته وأمانته ، فقال لها شعيب عليه‌السلام : أمّا القوّة فنعم ، وأمّا الأمانة فما يدريك بها؟! فذكرت له ما أمرها من المشي خلفه ، فلما سمع ما قالته صفورا تعلّق به وأحبّه وطلب منه البقاء عنده ، وبعد مدّة زوّجه من صفورا.

وبعد أن أقام موسى عليه‌السلام عند شعيب عليه‌السلام عشر سنين سار بأهله إلى مصر ، وفي الطريق وعند طور سيناء بعثه الله للنبوّة.

ولدت لموسى عليه‌السلام جرشون واليعازر.

بعد وفاة موسى عليه‌السلام خرجت على رأس مائة ألف رجل من منافقي اليهود لحرب يوشع بن نون وصيّ موسى عليه‌السلام ، وهي راكبة على زرافة وتسير في مقدّمة العساكر ، ولمّا انتصر يوشع في الحرب وقعت في الأسر ، فجيء بها إلى يوشع ، فأمر بإطلاق سراحها ، وقال : قد عفوت عنك في الدنيا إلى أن نلقى نبيّ الله موسى عليه‌السلام فأشكو ما لقيت منك ومن قومك. فقالت صفورا : وا ويلاه! والله لو أبيحت لي الجنّة لاستحييت أن أرى فيها رسول الله موسى عليه‌السلام ، وقد هتكت حجابه ، وخرجت على وصيّه بعده.

ولما جيء بها أسيرة إلى يوشع أشار عليه بعض أصحابه بما لا ينبغي فيها ، فقال : أبعد مضاجعة موسى عليه‌السلام لها؟! ولكن أحفظه فيها.

عن النبيّ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أصدق النساء فراسة امرأتان ، كلتاهما تفرّستا في موسى عليه‌السلام فأصابتا ، إحداهما : امرأة فرعون ، حين قالت : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ ...) والأخرى : بنت شعيب حين قالت : (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.)

وسنذكر إن شاء الله تفاصيل أكثر عن حياتها في ترجمة حياة موسى بن عمران عليه‌السلام.

٥١٧

القرآن الكريم وصفورا بنت شعيب عليه‌السلام

تحدّثت الآية ٧ من سورة النمل عن لسان موسى وهو يخاطب صفورا عند مسيرهم من مدين إلى مصر : (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ.)

وشملتها الآية ٢٣ من سورة القصص : (وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ.)

والآية ٢٤ من نفس السورة : (فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ....)

وتحدّثت الآية ٢٥ من نفس السورة عنها : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا ....)

وشملتها الآية ٢٦ من نفس السورة : (قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.)

والآية ٢٧ من نفس السورة : (قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ ....)

والآية ٢٩ من نفس السورة : (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ.)(١)

__________________

(١). اثبات الوصيّة ، ص ٥٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٣٨٩ و ٥٩٩ و ٦٩١ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، الجزء الثالث ، ص ٨٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٣٣٨ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ و ٥٠١ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٦٩ ـ ٧١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٨٤ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٩٣ و ٩٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٢٧١ و ٢٨٠ و ٢٨٢ و ٢٨٣ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ١٧ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ١٩٠ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣٨٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ٩ ـ ١٢ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٦٣ و ٣٧٢ ؛ تفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ؛ تفسير الطبري ، تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ١٩٨ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١٣٨ ـ ١٤٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٣٨٦ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٢٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١ ، ص ١٩٨ وج ١٣ ،

٥١٨

صفيّة بنت حيي

هي صفيّة بنت حيي بن أخطب بن شعبة ، وقيل : سعية ، وقيل : سعنة بن ثعلبة ، وقيل : عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج من بني النضير من ولد هارون بن عمران عليه‌السلام ، وأمّها برّة بنت السموأل.

إحدى زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عرفت بالفضل والعلم والحسن والجمال الفائق.

كانت قبل إسلامها من شريفات اليهود من بني قريظة وبني النضير في المدينة ، ومن عقلاء نساء وقتها.

سبيت في واقعة خيبر ، فأسلمت ، فاصطفاها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتزوّجها سنة ٧ ه‍ وجعل عتقها صداقها ، وعمرها يومئذ ١٧ سنة.

كانت قبل أن يتزوجها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري الذي قتل يوم خيبر.

كان زواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله منها سببا في دخول بني النضير في الإسلام.

__________________

ص ٢٧٠ و ٢٧٣ ؛ حيات القلوب ، ج ١ ، ص ١٦١ و ١٦٢ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ١٠ ، ص ٧٣٣ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٣٩٠ ـ ٣٩٣ و ٥١١ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٤٥٨ ـ ٤٦٨ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ١٢٥ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٥ ، ص ٢٩٤ ـ ٢٩٦ ؛ عرائس المجالس ، ص ١٥٤ و ١٥٥ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١٠٠٥ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٣ ، ص ٢١٥٥ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٥٤٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٧١ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٢٦٣ و ٢٦٥ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ١١٣ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ١٧٦ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٦ ـ ٢٤ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ١٦٥ ـ ١٧٢ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ١٢٩ و ١٣٠ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٢٤٣ و ٢٤٤ و ٣٠٢ و ٣٠٤ ؛ قصه هاى قرآن ، ص ١٢٩ و ١٣٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٦٩ و ١٧٥ ـ ١٧٨ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٣٤٩ و ٤٠٠ ـ ٤٠٥ و ٤٠٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٦ ، ص ١٢٥ وج ٧ ، ص ٢٩٥ و ٢٧٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٢ ، ص ٢٥٥ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٤٩ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٦ ، ص ٢٨٨ وج ١٠ ، ص ٣٢٠ ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ، ص ٦٩٠ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ١٨٤ ـ ١٨٦.

٥١٩

كانت قبل أن تتشرف بالإسلام وتسلم رأت في المنام قمرا وقع في حجرها ، فذكرت ذلك لأبيها حيي ، وكان من ألدّ خصوم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، فضرب وجهها ضربة أثّر فيه ، وقال : إنّك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب ، فلم يزل أثر الضربة في وجهها حتّى تزوّجها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسألها عنه ، فأخبرته به.

في أيّام مرض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه ، فقالت صفيّة : أما والله يا نبيّ الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزتها أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبصرهنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : مضمضن ، فقلن : من أيّ شيء يا نبي الله؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تغامزكنّ بصاحبتكنّ ، والله إنّها لصادقة. كانت عائشة وحفصة يحسدانها كثيرا ، ويغاران منها ، ويستهزءان بها.

كانت توالي عثمان بن عفّان وتعطف عليه.

روى عنها جماعة كالإمام زين العابدين عليه‌السلام.

في أحد الأيّام قالت عائشة وحفصة : نحن أكرم على رسول الله من صفيّة ، نحن أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبنات عمّه ، فلمّا بلغها ذلك ذكرته للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : ألا قلت وكيف تكونان خيرا منّي وزوجي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي هارون عليه‌السلام وعمّي موسى عليه‌السلام؟

وأتت يوما إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالت : إنّ عائشة وحفصة وغيرهنّ يعيّرنني ويقلن : يا يهودية ابنة يهوديين ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : هلا قلت : إنّ أبي هارون عليه‌السلام وإن عمّي موسى عليه‌السلام وإنّ زوجي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقيل : لما عيّرنها باليهودية شكت ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها : قولي لهنّ : أبي إسحاق عليه‌السلام وجدّي إبراهيم عليه‌السلام وعمّي إسماعيل عليه‌السلام وأخي يوسف عليه‌السلام.

عاشت بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مدّة حتّى توفّيت بالمدينة في شهر رمضان سنة ٥٠ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٢ ه‍ ، وقيل : سنة ٤٦ ه‍ ، ودفنت بالبقيع.

القرآن العزيز وصفيّة بنت حيي

لكثرة سخريّة وتعيير نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله منها ـ وخصوصا عائشة وحفصة ـ نزلت فيها

٥٢٠