أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

سعد مولى عتبة بن غزوان

هو سعد مولى عتبة بن غزوان بن جابر.

صحابيّ ، شهد واقعة بدر.

آخى النبيّ بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمّة.

القرآن الكريم وسعد مولى عتبة

شملته الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ....)(١)

سعد بن أبي وقّاص

هو أبو إسحاق سعد بن أبي وقّاص ، مالك بن وهيب ، وقيل : أهيب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب القرشي ، الزهري ، المكّي ، المدني ، وأمّه حمنة بنت سفيان بن أميّة بنت عمّ أبي سفيان بن حرب.

صحابيّ معروف ، ومن مشاهير القادة والولاة ، وأحد كتّاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن حذّاق الرماة في وقته ، ويعدّه العامّة من العشرة المبشّرة بالجنّة.

أسلم وعمره ١٧ سنة ، وكتب كتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يهود خيبر. آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين مصعب بن عمير ، وبينه وبين سعد بن معاذ.

ولّاه عمر بن الخطاب أيّام حكومته قيادة الجيوش التي سيّرها لمحاربة الفرس بالقادسية وجلولاء ، فافتتح المدائن ، وبنى مدينة الكوفة ، ثم ولّاه عمر عليها ، ثم عزله عنها ؛

__________________

ص ٢٩٧ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ١٤ و ٢٥٩ و ٤١٦ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ١٥٠ ـ ١٥٢ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ٢ ، ص ٦٨٤ و ٦٩٦ وراجع فهرسته.

(١). أسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤١ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢١٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ ؛ المحبر ، ص ٧٢ ؛ نمونه بينات ، ص ١٦٢.

٤٤١

لكثرة شكوى الناس منه.

لمّا حضرت عمر الوفاة عيّنه من جملة الستة الذين رشّحهم للخلافة من بعده.

ولمّا حكم عثمان بن عفان ولّاه الكوفة ، ثم عزله عنها.

سمع من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث كثيرة في فضائل ومناقب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فلما قتل عثمان لزم بيته وامتنع عن مبايعة ونصرة الإمام عليه‌السلام ، بل ألحّ على خذلانه والقعود عنه.

ولما تولّى الإمام عليه‌السلام الخلافة كتب إلى واليه على المدينة بأن لا يعطي المترجم له ولا عبد الله بن عمر من الفيء شيئا ؛ لانحرافهما عن جادّة الحق والصواب.

بنى دارا ضخمة بالعقيق قرب المدينة وسكنها.

كان يدّعي بأنّه أول من رمى سهما في سبيل الله ، وإليه تنسب الأبيات التالية :

ألا هل أتى رسول الله أنّي

حميت صحابتي بصدور نبلي

أذود بها عدوّهم ذيادا

بكلّ حزونة وبكلّ سهل

فما يعتدّ رام من معد

بسهم في سبيل الله قبلي

في أواخر أيّامه فقد بصره وعمي ، ولم يزل حتى مات بالعقيق سنة ٥٥ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٨ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٤ ه‍ ، وقيل : سنة ٥١ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٦ ه‍ ، وقيل : سنة ٥٧ ه‍ ، ودفن بالبقيع في المدينة المنوّرة.

ويقال : مات على أثر السّم الذي دسّه إليه معاوية بن أبي سفيان ، وذلك بعد أن حضر مجلسا له ، فأخذ معاوية يسبّ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فلما سمعه سعد أخذ يبكي ويذكر بعض الفضائل للإمام عليه‌السلام.

وكان عمره يوم مات قد جاوز الثمانين ، وقيل : عاش ٧٣ سنة.

حدّث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.

القرآن المجيد وسعد بن أبي وقاص

كان هو وجماعة من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يلقون أذى كثيرا من المشركين ، فكانوا يطلبون

٤٤٢

من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الانتقام منهم ومقاتلتهم ، فكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لهم : كفّوا أيديكم عنهم ، فإنّي لم أؤمر بقتالهم ، فلما هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة نزل الوحي إلى النبي من السماء بقتالهم ، فطلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من المسلمين قتال المشركين ، فكرهه بعضهم ، وشق عليهم ذلك ، ومن بينهم المترجم له ، فنزلت فيهم الآية ٧٧ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....)

في أحد الأيام شرب هو ورجل من الأنصار الخمر حتى سكرا ، فقام الأنصاريّ وضرب رأس المترجم له بقطعة من العظم فجرحه ، فنزلت الآية ٩١ من سورة المائدة : (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ....)

وشملته الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ....)

كان من جملة الذين أرادوا أن يغدروا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويدفعوه عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من تبوك ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)

ونزلت فيه الآية ٢٣ من سورة الإسراء : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً.)

كان من عائلة كلّهم كفّار ومشركون ، فلما أسلم قالت له أمّه ـ وهي كافرة ـ : يا سعد! ما هذا الدين الذي أحدثت ، لتدعنّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي ، فأجابها المترجم له : لا تفعلي يا أمّاه ، فإنّي لا أدع ديني ، فمكثت يوما وليلة وهي لا تأكل ولا تشرب ، فأصبحت وقد جهدت من الجوع والعطش ، فقال لها سعد : والله! لو كانت لك ألف نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني ، فلما رأت ذلك أكلت وشربت ، فأنزل الله تعالى الآية ٨ من سورة العنكبوت : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ....)

ولنفس السبب السابق نزلت فيه الآية ١٥ من سورة لقمان : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ....)(١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ١١٩ و ١٤١ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٤٠٦ و ٤٢٥ و ٦١٥ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٣٧ و ٢٨٣ و ٢٨٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ،

٤٤٣

__________________

ص ١٨ ـ ٢٧ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ـ ٢٩٣ ؛ أشهر مشاهير الإسلام ، ج ٣ ، ص ٥٢٥ ـ ٥٦٧ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٣٣ و ٣٤ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٨٧ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٩ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ٨٤ و ٨٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٨ ، ص ٧٢ ـ ٧٨ وراجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص ٣١٧ و ٣٢٢ ؛ البيان والتبيين ، ج ١ ، ص ٢٦١ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، راجع فهرسته و (المغازي) ، راجع فهرسته و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ص ٢١٢ ـ ٢٢١ ؛ تاريخ بغداد ، ج ١ ، ص ١٤٤ ـ ١٤٦ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ٢٠٥ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٤٩٩ ؛ تاريخ الدول الإسلامية ، ص ٧٩ ـ ٨١ و ٩٧ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٤ ، ص ٤٣ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٠٩ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ وج ٢ وراجع فهرسته ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٨ ، ص ١٨٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢١٨ ؛ تذكرة الحفاظ ، ج ١ ، ص ٢٢ و ٢٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ١٤٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٢٤٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ٣١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٢ ، ص ٨٥ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٢٢٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٤٠٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٩٠ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١١ و ١٢ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٣٢ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢١٣ و ٢١٤ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٦ ، ص ٩٥ ـ ١١٠ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٣ ، ص ٤١٩ و ٤٢٠ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ١٥ و ١٦ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٠ ، ص ٣٠٩ ـ ٣١٤ ؛ الثقات ، ج ٢ ، ص ٣٤٠ و ٣٤١ ؛ ثمار القلوب ، ص ٣٤٦ و ٤٤٩ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٣٥٣ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٨٤٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٣ ، ص ٣٢٨ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ٩٣ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ١٥٧ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٧٩ و ١٢٩ و ١٦٧ و ١٧٣ و ٣٦٥ ؛ جمهرة النسب ، ص ٧٧ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٩٢ ـ ٩٥ ؛ حياة الصحابة ، ج ١ ، ص ١٧٨ و ١٨٢ و ٢٦٤ و ٣٩٣ و ٤٩٦ وج ٢ ، ص ٥٠٥ و ٥٠٦ ؛ الحيوان ، ج ١ ، ص ١٧٨ وج ٤ ، ص ٢٨٧ و ٣٧٦ ؛ الخصال ، ص ٢١١ و ٤٩٩ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٣٥ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١١ ، ص ٤٠٠ ـ ٤٠٢ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٩ ، ص ٦١٢ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٥ ، ص ١٣٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ١٤١ و ١٤٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ دول الإسلام ، ص ٣٤ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٤ ، ص ٢٥٠ ؛ رجال ابن داود ، ص ١٠١ ؛ رجال الطوسى ،

٤٤٤

سعيدة زوجة الراهب

هي سعيدة الأنصاريّة زوجة أبي صيفي الراهب.

صحابية من الأنصار.

__________________

ص ٢٠ ؛ رجال الكشي ، ص ٣٩ ؛ الروض الأنف ، ج ٥ ، ص ٦١ ؛ الروض المعطار ، راجع فهرسته ؛ الرياض النضرة ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦١٩ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٩٢ ـ ١٢٤ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٤٧ و ٣٢٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٦٨ و ٢٨١ و ٢٨٢ وج ٢ ، ص ٣٣٦ وج ٤ ، ص ٧ وراجع فهرسته ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٦١ ؛ شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ٢٠ و ٢١ ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٣٥٦ ـ ٣٦١ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ١٥ و ١٢٦ ؛ طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٣٠٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ١٣٧ ـ ١٤٩ وج ٦ ، ص ١٢ و ١٣ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٤٣ و ٤٤ ؛ العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ٥٣٧ ـ ٥٤٧ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ الغارات ، ج ١ ، ص ٥٤ و ١٠٧ وج ٢ ، ص ٧٦٧ ؛ الفتوح ، ج ١ ، ص ١٥٦ ـ ١٦٤ ؛ فتوح البلدان ، ص ٢٥٥ و ٢٦٢ وغيرها ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ و ٧٦٠ ؛ فضائل الصحابة ، ج ٢ ، ص ٧٤٨ ـ ٧٥٤ ؛ الكامل في التاريخ ، راجع فهرسته ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٤٤٢ و ٤٤٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ٧ ، ص ٣٦٩ وراجع فهرسته ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٩٣ ؛ اللباب ، ج ٢ ، ص ٨٢ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٢٥ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٩ ، ص ٥١٧ ؛ مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٤٣٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ مجمع الرجال ، ج ٣ ، ص ١٠٠ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، ص ٧١ و ٧٢ و ٢٧٦ و ٤٧٤ وراجع فهرسته ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٢٨ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ و ٣٤٢ و ٣٦١ وج ٣ ، ص ٢٤ ؛ مشاهير علماء الأعصار ، ص ٨ ؛ المعارف ، ص ١٤٠ ـ ١٤٢ ؛ معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ٧٥ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٥٣ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٥٥٦ ؛ منهج المقال ، ص ١٥٨ ؛ مواهب الجليل ، ص ٥٢١ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٩٨١ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٤٧ ؛ نسب قريش ، ص ٢٦٣ و ٢٦٤ وراجع فهرسته ؛ نقد الرجال ، ص ١٤٧ ؛ نكت الهميان ، ص ١٥٥ و ١٥٦ ؛ نمونه بينات ، ص ٣١٥ و ٤٩٦ و ٦٠٥ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٢٥٤ و ٤٢١ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ١٤٤ ـ ١٤٧ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، راجع فهرسته ؛ وفيات الأعيان ، ج ١ ، ص ٢٠٧ وج ٢ ، ص ٣٧٥ وج ٦ ، ص ٣٦٢.

٤٤٥

كانت تعيش مع زوجها المشرك بمكّة ، فأسلمت وهاجرت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة المنورة ، وتزوّجها عمر بن الخطاب.

القرآن الكريم وسعيدة

كان من بنود صلح الحديبية الذي تم بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمشركين إرجاع كلّ من يأتي إلى المسلمين من أهل مكّة ، فلما جاءت سعيدة ـ وقد أسلمت ـ إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، جاء زوجها ـ أبو صيفي ـ إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وطلب منه إرجاع زوجته ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد سأل سعيدة عن سبب قدومها إلى المدينة ، فأقسمت بأنّ السبب الوحيد لمجيئها هو الإسلام فقط ، فعند ذاك أعطى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله زوجها مهرها وجميع ما انفق عليها ، فنزلت فيها الآية ١٠ من سورة الممتحنة. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ....)(١)

سلام بن ربيع (أبو رافع الأعور)

هو أبو رافع سلام بن الربيع بن أبي الحقيق النضويّ ، الخيبري ، وقيل في اسمه : سلام بن أبي الحقيق.

من يهود بني النضير المعاصرين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء الدعوة الإسلامية ، ومن علمائهم وأحبارهم ، والملمّين بالتوراة ومضامينها ، وكان أعور.

كان يسكن بخيبر ، ويعدّ من أثرياء أهل الحجاز وتجّارهم.

كان من الذين يخفون ويعلنون عداءهم للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، فكان يؤذي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويحزّب الأحزاب عليه ، ويحرّض الناس على حربه.

ومن أقواله ، أنّه قال : نحن اليهود نحسد محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله على النبوّة حيث خرجت من بني هارون ، وأنّه ـ أي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لمرسل ولكن اليهود لا يطاوعونني على ذلك ، ولنا

__________________

(١). أسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٤٧٥ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٣٢٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ ؛ نمونه بينات ، ص ٨٠٣.

٤٤٦

منه ذبحان : أحدهما بيثرب والآخر بخيبر ، ثم قال : قسما بالتوراة إنّه سوف يملك الأرض ، ولا أحبّ أن يعلم اليهود قولي هذا فيه.

شارك المشركين في واقعة خيبر ، فقتل فيها ؛ قتله جماعة من مسلمي الخزرج في شهر ذي الحجة ، وقيل : في شوال سنة ٤ ه‍ ، وقيل : سنة ٣ ه‍ ، وقيل : سنة ٥ ه‍.

القرآن العظيم وأبو رافع الأعور

لكونه كان من اليهود الذين كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة في شأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبدّلوها وكتبوا بأيديهم غيرها ، وحلفوا أنّه من عند الله ؛ زورا وبهتانا ، نزلت فيه وفي جماعته من اليهود الآية ٧٧ من سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ....)

جاء بصحبة جماعة من علماء اليهود وأحبارهم إلى قريش يحرّضونهم على حرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسألتهم قريش : هل دينهم ـ أي دين قريش ـ الذي يقوم على أساس الشرك وعبادة الأوثان خير أم دين النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال المترجم له وصحبه : بل دينكم خير من دين النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيهم الآية ٥١ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٣٢ و ٤٣٢ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٩٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ وج ٤ ، ص ٧٧ و ٩٦ و ١٣٩ ـ ١٤٢ و ٢١٢ ؛ تاريخ الإسلام (المغازى) ، ص ٢٨٤ و ٣٤١ ـ ٣٤٥ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٤٣ و ٣٥٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٣٣ و ٤٤٠ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ١٨٢ ـ ١٨٦ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٤٤ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥١ و ٧٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ٨٦ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٥١٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٤ ، ص ١٢٩ وج ١٨ ، ص ٨ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ؛ الروض المعطار ، ص ٢٢١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦٠ و ٢١٠ وج ٣ ، ص ٢٠١ و ٢٢٥ و ٢٨٦ ـ ٢٨٨ وج ٤ ، ص ٢٦٨ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٤٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ـ ١٤٨ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٤٨ ؛ المحبر ، ص ١١٧ و ٢٨٢ ؛ المغازي ، راجع فهرسته.

٤٤٧

سلام بن مشكم

هو أبو غنم سلام بن مشكم النضريّ.

من أحبار وعلماء اليهود المعاصرين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند انبثاق الدعوة الإسلامية ، وكان سيّد بني النضير ، وصاحب كنزهم.

كان من أعداء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، وزوجته زينب بنت الحارث اليهوديّة قدّمت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شاة مشوية مسمومة ؛ لتقتله وتقتل من يأكل معه منها من المسلمين.

كان له الدور المهم في تحريض الناس وتأليبهم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين يوم الخندق.

القرآن المجيد وسلام بن مشكم

أخذ المسلمون يحثّون اليهود على الدخول في الإسلام ، وقالوا لهم : يا معشر اليهود! اتّقوا الله وأسلموا ، قد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتخبروننا أنّه مبعوث ، وتصفونه لنا بصفته ، فقال المترجم له : ما هو بالذي كنّا نذكر لكم ، ما جئنا بشيء نعرفه ، فنزلت الآية ٨٩ من سورة البقرة : (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ....)

في أحد الأيّام جاء هو وجماعة من أمثاله من اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقالوا له : يا محمد! ألست تزعم أنّك على ملّة إبراهيم عليه‌السلام ودينه ، وتؤمن بما عندنا من التوراة ، وتشهد أنّها من الله حق ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بلى ، ولكنّكم أحدثتم وجحدتم بما فيها ؛ ممّا أخذ الله عليكم من الميثاق فيها ، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبيّنوه للناس ، فبرئت من أحداثكم ، فقالوا : فإنّا نأخذ بما في أيدينا ، فإنّا على الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا نتّبعك ، فأنزل الله فيه وفي صحبه الآية ٦٨ من سورة المائدة : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ....)

وجاء مع جماعة على شاكلته من اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : كيف نتّبعك وقد تركت قبلتنا؟ وأنت لا تزعم أنّ عزيرا ابن الله ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٣٠ من سورة

٤٤٨

التوبة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ....)

اجتمع هو وجماعة من اليهود بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا له : يا محمد! كنت تصلّي على قبلتنا ، والآن حوّلت قبلتك ، وأتيتنا بكتاب يختلف عن التوراة ، فأتنا بكتاب نستسيغه ، فنزلت فيهم الآية ٨٨ من سورة الإسراء : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ....)(١)

سلمان الفارسيّ

هو أبو عبد الله وأبو البيّنات وأبو المرشد سلمان بن بوذخشان بن مورسلان بن بهبوذان بن فيروز بن سهرك الأصبهانيّ ، الرامهرمزي ، وقيل : الشيرازيّ ، وقيل : الجنديسابوريّ.

كان قبل أن يسلم يدعى مابه ، وقيل : روزبه ، وقيل : ماهويه ، وبعد أن تشرّف بدين الإسلام وأسلم سمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سلمان.

هو من خيرة أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وذوي القرب منه ، وكان راسخ الإيمان ، عالما فاضلا ، زاهدا ، تقيّا ، ومن الموالين المخلصين للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وأهل بيت النبوّة ، وأوّل الأركان الأربعة.

كان فارسيّ الأصل من مدينة رامهرمز ، وقيل : من جي بأصبهان ، وقيل : من مدينة

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٤ و ٢٩٣ و ٤٧٦ و ٦٠٨ ؛ الأغاني ، ج ٦ ، ص ٩٩ ـ ١٠٩ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ و ٣٤٦ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ١٤٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٤٠ ؛ تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٨ ، ص ١١٧ وج ١٤ ، ص ١٢٩ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٨٨ ؛ الروض الانف ، ج ٥ ، ص ٤٠٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦٠ و ١٩٦ و ٢١٧ و ٢١٩ وج ٣ ، ص ٣٥٢ ؛ الكامل ، لابن الأثير ، ج ٢ ، ص ١٣٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٢٩٢ وفيه اسم أبيه مسلم بدل مشكم ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٠٠ ؛ المحبر ، ص ٩٠ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ نمونه بينات ، ص ٣٠٢ و ٤١٠ و ٥١١ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٤٤ وج ٢ ، ص ٧٦٨.

٤٤٩

جنديسابور ، وقيل : من شيراز ، وقيل : كان أبوه من دهاقين جي.

ولد برامهرمز ، ونشأ بها في عائلة ومحيط يدينون بالمجوسيّة ، ويعبدون النيران.

في أحد الأيّام مرّ بكنيسة للنصارى ، فرآهم يقيمون شعائرهم الدينيّة فأعجبته ، فصمّم على الهروب من أبيه وأسرته وبلده ، فانتقل إلى بلاد الشام ودخل إحدى كنائسها ، فأقام بها يخدم أسقفها ، وبعد مدّة انتقل إلى الموصل ، وأصبح بها خادما لكنيستها وكاهنها ، وبعد مدّة من إقامته في الموصل انتقل إلى مدينة عموريّة ببلاد الروم ، وبها قام بخدمة كنيستها والراهب فيها ، ولما حضرت الراهب الوفاة قال له : إنّ نبيّا سيبعث على دين إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، ويتواجد بأرض ذات نخل ، وله آيات وعلامات ، منها : خاتم النبوة بين منكبيه ، ويأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فأوصاه الراهب أن يلحق به ويؤمن برسالته.

فلما توفّي الراهب انتقل سلمان (ره) إلى وادي القرى من أعمال المدينة المنوّرة المليء بالنخيل ، فعلم بأنّه البلد الذي أشار إليه الراهب ، ثم انتقل إلى المدينة المنوّرة ، فلم يلبث بها طويلا حتى سمع ببعثة النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقدم عليه وهو بقباء ، فقدّم شيئا من الأكل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : بلغني أنّك رجل صالح ومعك رجال ذو حاجة ، فأردت أن أتصدّق بهذا الطعام عليكم ، فكفّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده ، وقال (ره) لأصحابه : كلوا ، فتيقّن من شخصية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي أشار إليه الراهب حيث امتنع عن أكل الصدقة.

ولمّا انتقل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من مكّة إلى المدينة قدم عليه وقدّم له طعاما بعنوان الهديّة ، فمدّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده وأكل.

وفي أحد الأيام تبع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يشيّع جنازة إلى بقيع الغرقد بالمدينة ومعه أصحابه ، فأخذ يراقب ظهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عسى أن يرى الخاتم بين منكبيه ، فعلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بنيّة سلمان (ره) ، فألقى رداءه فرأى سلمان (ره) خاتم النبوّة.

وبعد أن تأكّدت لديه الصفات والعلامات الفارقة للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتي أخبره بها الراهب ، فوقع على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقبّله ويبكي ، فأجلسه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بين يديه ، فأخذ سلمان (ره) يحدّث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن مراحل حياته في بلده وفي خارجه حتّى تشرّف بلقياه.

٤٥٠

فأسلم على يد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة ، وقيل : في مكّة ، وحسن إسلامه ، وصار من حواري النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وخلّص أصحابه ، وبدّل اسمه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسمّاه سلمان المحمديّ.

يقال : إنّه كان من بقايا أوصياء عيسى بن مريم عليهما‌السلام ، وقيل : إنّه لقي بعض حواريّ عيسى عليه‌السلام.

شهد مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله واقعة الخندق وما بعدها من المشاهد ، وأشار على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بحفر خندق في واقعة الخندق ، وبعمل منجنيق في حصار الطائف.

آخى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين أبي الدرداء.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جملة من الأحاديث المعتبرة ، وروى عنه جمهور من الصحابة والتابعين.

كان من جملة الأربعة الذين تلقّبوا بالشيعيّ على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهم : أبو ذر الغفاري ، وسلمان ـ المترجم له ـ والمقداد بن الأسود ، وعمّار بن ياسر.

بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله امتنع عن مبايعة أبي بكر ، وكان من النفر القليل الذين حضروا مراسم تشييع جنازة فاطمة الزهراء عليها‌السلام والصلاة عليها ودفنها.

يقال عنه بأنّه كان عارفا باسم الله الأعظم ، وكانت له أياد بيضاء في مجالات الحكمة والموعظة ، وكان عارفا بكتب الفرس والروم واليهود وملمّا بها.

كان عطاؤه خمسة آلاف ، فإذا خرج عطاؤه فرّقه وأكل من كسب يده ، وكان يسفّ الخوص.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله أوحى إليّ أن أحبّ أربعة : عليا عليه‌السلام ، وأبا ذر ، وسلمان ، والمقداد.

سئل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام عنه ، فقال : ما أقول في رجل خلق من طينتنا ، وروحه مقرونة بروحنا ، خصّه الله تبارك وتعالى من العلوم بأوّلها وآخرها وظاهرها وباطنها وسرّها وعلانيّتها ، ولقد حضرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمان بين يديه ، فدخل أعرابيّ فنحّاه عن مكانه وجلس فيه ، فغضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى درّ العرق بين عينيه واحمرّت عيناه ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أعرابي! أتنحّي رجلا يحبّه الله تبارك وتعالى في السماء ويحبّه

٤٥١

رسوله في الأرض؟! يا أعرابي! أتنحّي رجلا ما حضرني جبريل عليه‌السلام إلّا أمرني عن ربّي عزوجل أن أقرئه السّلام؟ يا أعرابي! إنّ سلمان (ره) منّي ؛ من جفاه فقد جفاني ؛ ومن آذاه فقد آذاني ؛ ومن باعده فقد باعدني ؛ ومن قرّبه فقد قرّبني.

يا أعرابي! لا تغلظنّ في سلمان (ره) ، فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب.

فقال الأعرابي : يا رسول الله! ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان (ره) ما ذكرت ، أليس كان مجوسيّا ثم أسلم؟

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أعرابي! أخاطبك عن ربّي وتقاولني؟ إنّ سلمان (ره) ما كان مجوسيّا ، ولكنه كان مظهرا للشرك مضمرا للإيمان ، ثم تلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله له الآية ٦٥ من سورة النساء ، والآية السابقة من سورة الحشر ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أعرابي! خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين ولا تجحد فتكون من المعذّبين ، وسلّم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله تكن من الآمنين».

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في حقّه : «علم العلم الأول والعلم الآخر ، وهو بحر لا ينزف ، وهو منّا أهل البيت عليهم‌السلام».

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : «سلمان الفارسي أفضل من لقمان الحكيم الذي ذكره الله سبحانه في القرآن».

وروي عن أنس بن مالك أنّه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «إنّ الجنّة لتشتاق إلى ثلاثة : عليّ عليه‌السلام وعمّار وسلمان».

كان من أوائل الذين صنّفوا في الآثار ، فصنّف كتاب «حديث الجاثليق الروميّ».

عمّر طويلا ، ويقال بأنه عاش ٣٥٠ سنة ، وقيل : ٢٥٠ سنة ، حتّى توفي بالمدائن سنة ٣٥ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٢ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٦ ه‍ ، وقيل : سنة ٣٤ ه‍ ، وتولّى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام غسله وتكفينه ودفنه ، وقبره في المدائن يزار.

كان له من الولد عبد الله ومحمد وثلاث بنات.

٤٥٢

القرآن الكريم وسلمان الفارسي (ره)

شملته الآية ١٣ من سورة البقرة : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ ....)

والآية ٦٢ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.)

والآية ٦٩ من سورة النساء : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)

والآية ١٠٠ من سورة التوبة : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ....)

ونزلت فيه الآية ٤٥ من سورة الحجر : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.)

وشملته الآية ٤٧ من نفس السورة : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ.)

قال المشركون والمعاندون : إن سلمان (ره) يعلّم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت الآية ١٠٣ من سورة النحل : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.)

وشملته الآية ٢٨ من سورة الكهف : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)

والآية ٢٣ من سورة الحجّ : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ....)

والآية ٣٥ من نفس السورة : (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ.)

والآية ١٠٩ من سورة المؤمنون : (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ.)

وبعد أن أسلم شملته الآيات ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٥ من سورة القصص.

٤٥٣

ونزلت فيه الآية ٩ من سورة الزمر : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً ....)

وشملته الآية ١٧ من نفس السورة : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ ....)

والآية ١٨ من نفس السورة : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ....)

والآية ٢ من سورة محمد : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ ....)(١)

__________________

(١). الآثار الباقية (الترجمة الفارسية) ، ص ٢٩١ ؛ الاحتجاج ، ص ١١٠ و ١١١ ؛ الأخبار الطوال ، ص ١٢٦ ؛ الاختصاص ، ص ٣ و ٥ و ٦ و ١١ و ١٣ و ٦١ و ١٨٦ و ٢٢١ و ٢٢٢ وغيرها ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٢٠ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٠٦ و ٣٤٣ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٥٦ ـ ٦١ ؛ أسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ـ ٣٣٢ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٦٢ و ٦٣ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ١١١ و ١١٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٧ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٧ ، ص ٢٧٩ ـ ٢٨٧ ؛ الأمالي ، للمفيد ، ص ٨١ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١١٠ ـ ١١٣ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بهجة الآمال ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ـ ٤٤١ ؛ البيان والتبيين ، ج ٣ ، ص ١٠٢ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، راجع فهرسته و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٥١٠ ـ ٥٢١ ؛ تاريخ بغداد ، ج ١ ، ص ١٦٣ ـ ١٧١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٢١٦ و ٤٢٤ و ٤٤١ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ١٨٧ ؛ تاريخ الطبري ، راجع فهرسته ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٤ ، ص ١٣٥ و ١٣٦ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٤٦ و ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٧٨٧ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٠ و ١١٥ و ١٢٤ و ١٥١ ؛ تأسيس الشيعة ، ص ٢٨٠ و ٤٠٥ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ؛ التحرير الطاوسي ، ص ١٤٦ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ٤٢١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٣٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٣ ، ص ١٣٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٤٨٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٤٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٥ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٤٥ ـ ٤٨ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢٢٦ ـ ٢٢٨ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٦ ، ص ١٩٠ ـ ٢١١ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٢١ و ١٢٢ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٤٦ ـ ٤٩ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١ ، ص ٥٢٠ و ٥٢١ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ١٧٥ و ١٧٦ ؛ الثقات ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ـ ٢٥٧ وج ٣ ، ص ١٥٧ و ١٥٨ ؛ ثمار القلوب ، ص ١٦٢ و ١٨١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ وراجع فهرسته ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٣٧١ ؛ جامع كرامات الأولياء ، ج ١ ، ص ١٤٣ ؛ الجرح

٤٥٤

__________________

والتعديل ، ج ٤ ، ص ٢٩٦ و ٢٩٧ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ١٨٥ ـ ٢٠٨ ؛ حيات القلوب ، ج ٢ ، الباب الثامن والثلاثون ؛ الخصال ، راجع فهرسته ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٤٧ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ـ ١١١ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٩ ، ص ٧٤٩ ـ ٧٥٠ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ١٩٨ ـ ٢٢٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٣٢٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ دول الإسلام ، ص ٢٣ ؛ الذريعة ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ؛ ذكر أخبار اصبهان ، ج ١ ، ص ٤٨ ـ ٥٧ ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ رجال بحر العلوم ، ج ٣ ، ص ١٦ ـ ٢١ ؛ رجال البرقي ، ص ١ و ٣ ؛ رجال الحلي ، ص ٨٤ ؛ رجال ابن داود ، ص ١٠٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٠ و ٤٣ ؛ رجال الكشي ، راجع فهرسته ؛ الروض الانف ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ـ ٣٤٢ وج ٦ ، ص ٢٧٢ و ٣١٦ ؛ الروض المعطار ، ص ٩ و ٩٤ و ١٠٥ و ٢٢٢ و ٥٠٢ و ٥٢٦ و ٥٢٨ و ٥٢٩ ؛ ريحانة الأدب ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ـ ٢٧٢ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦٤٦ ـ ٦٤٩ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٥٠٥ ـ ٥٥٧ ؛ سيرة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ص ٣٢٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٨٧ ـ ٩٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٧٢ و ٢٢٨ ـ ٢٣٦ وج ٢ ، ص ١٥٢ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٤٤ و ٦٢ ؛ شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ٧١ و ١٥٤ و ٢٥٥ و ٣١٧ و ٣٩٥ و ٣٩٧ وغيرها ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ١٦٦ وج ٤ ، ص ٣٤٢ وج ١٣ ، ص ٢٥٠ و ٢٥١ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٥٢٣ ـ ٥٥٦ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٧ و ١٤٠ و ١٨٩ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٤ ، ص ٧٥ ـ ٩٣ ؛ العقد الفريد ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٥٨ و ٣١٤ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، ج ٢ ، ص ٣٢ و ٥٢ و ٥٣ ؛ الغارات ، راجع فهرسته ؛ فتوح البلدان ، ص ٥٥٩ ؛ فرق الشيعة ، ص ١٨ ؛ الفهرست ، للطوسي ، ص ٨٠ ؛ قرب الاسناد ، ص ٥٦ و ٥٧ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٥٣ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٧٨ و ١٧٩ و ٢٦٦ و ٣١٢ و ٥١٤ وج ٣ ، ص ٢٨٧ وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ وج ٤ ، ص ٤ و ١٥ ؛ كشف الاسرار ، راجع فهرسته ؛ كمال الدين ، ج ١ ، ص ١٦١ ـ ١٦٦ ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٧٨ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٩ ، ص ٦٠٢ ؛ مجمع الرجال ، ج ٣ ، ص ١٤١ ـ ١٥١ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ محاسن اصفهان ، ص ٢٣ ؛ المحبر ، ص ٧٥ ؛ المخلاة ، ص ٧٠ و ٧١ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٠٠ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٥ ، ص ١٢٣ ـ ١٣٣ ؛ مستطرفات السرائر ، ص ١٦٤ و ١٦٥ ؛ مشاهير علماء الأمصار ، ص ٤٤ ؛ المعارف ، ص ١٥٤ ؛ معالم العلماء ، ص ٥٧ ؛ معجم الثقات ، ص ٦٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ١٨٦ ـ ١٩٩ ؛ المغازي ، ج ٢ ، ص ٤٤٥ و ٤٤٦ و ٤٤٧ و ٤٥٠ و ٤٦٥ وج ٣ ، ص ٩٢٧ ؛ المقالات

٤٥٥

سليمان بن داود عليهما‌السلام

هو سليمان ، وفي التوراة : سلومون بن يسّي ، وقيل : إيشا بن عوبيد ، وقيل : عويد بن عامر ، من سلالة إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما‌السلام ، وذكر بقيّة نسبه في ترجمة أبيه داود عليه‌السلام ، وأمّه بتشبع.

أعظم أنبياء وملوك بني إسرائيل ، وكان عالما ، عادلا ، رءوفا ، حكيما ، حسن السياسة والتدبير ، جوادا ، كريما.

ولد قبل ميلاد المسيح بحوالي ١٠٣٣ سنة ، وتولّى النبوّة والملك والحكم بعد وفاة والده ، وعمره يومئذ ١٣ سنة ، وقيل : بعث وعمره ٤٠ سنة.

كان يستوطن تدمر بأرض الشام ، وكان عمله حياكة السلال.

بعد أن أهلك الله أخويه : أبشالوم وأدونيا ، وقيل : أدوينا ، وكانا يخاصمانه على الملك والحكم ، استقرّت له الأمور وشاع الخير والسّلام في أرجاء مملكته ، وأذعنت له ملوك الأرض ، ودخلوا في دينه.

كانت مملكته تمتدّ ما بين بلاد الشام إلى إصطخر ، ووصلت أساطيله التجارية إلى الهند واليمن.

في السنة الرابعة من تسلّمه زمام النبوّة والملك أقدم على بناء مدينة بيت المقدس واستغرق بناؤها أحد عشر عاما ، وقيل : أكمل ما بدأ بناءه أبوه داود عليه‌السلام ، ثم بنى المسجد الأقصى فيها.

__________________

والفرق ، ص ١٥ و ١٥٥ و ١٥٦ ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٥٠ ؛ منتهى المقال ، ص ١٥٢ و ١٥٣ ؛ منهج المقال ، ص ١٦٧ ـ ١٧٠ ؛ المورد ، ج ٨ ، ص ١٩٤ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٩٩٨ ؛ نامه دانشوران ، ج ٧ ، ص ١ ـ ٣٧ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ٨٩ و ١٠٢ ؛ نقد الرجال ، ص ١٥٧ ؛ نمونه بينات ، ص ١٢ و ٤٧٣ و ٥١٩ و ٥٩٦ و ٦٧٥ و ٦٧٦ و ٧١٦ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ٣٠٩ و ٣١٠ ؛ الوجيزة ، ص ٢٤ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٣٠ ، ص ٣٨٤ و ٣٨٥ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ٥٥ وج ٢ ، ص ٥٨١ و ٦٠٩ و ٦٩٣.

٤٥٦

كان محبّا للبناء والعمران ، فأنشأ المدن والأسوار والقصور والعمارات والهياكل في فلسطين واليمن وسائر أنحاء مملكته ، منها : بيت الرب ، وبيت الملك ، وجازر ، وحاصور ، وبيت حورون العلى ، ومجدو ، وبعلة ، وسور بيت المقدس وغيرها ، ومن أشهر الهياكل التي أقامها : الهيكل الضخم الذي بناه في فلسطين ، وعرف بهيكل سليمان ، وجعل في داخله تابوت السكينة ، وبعد أن وضع التابوت في الهيكل وقف أمامه وجموع الإسرائيليين من حوله ، فأخذ يدعو الله ويسبّحه ويقدّسه ، ويذكر منن الباري ورحمته وفضله على قومه ، وطلب منهم أن يرسّخوا إيمانهم بالله ، وبدينه ودين آبائه.

وبعد أن كمل بناء بيت المقدس أقام عيدا ومهر جانا لبني إسرائيل ، وقرّب الذبائح وعمل الولائم ؛ ابتهاجا لإتمام بناء المدينة.

منحه الله كرامات ومعاجز كثيرة ، منها :

الذكاء المفرط ، والإصابة في الحكم ، ومعرفة منطق الطيور على اختلاف أصنافها ، وأعلى مراتب الحكمة ، وتسخير الرياح والسحاب ، فكان يتصرّف بها ما يشاء ، ويتحكم في توجيهها وسرعتها كما ينبغي له ، وأوجد الله له مرآة كان يستطيع رؤية كل ما يريد من خلالها ، وجعل الله سبحانه وتعالى إدارة ملكه في خاتمه ، فكان إذا لبسه حضرته الجنّ والإنس والشياطين والطيور والوحوش ، وصاروا تحت أمره ، فكان يجلس على كرسيّه ، فتأتيه الرياح وتحمله والكرسي وجميع ما عليه من الجنّ والانس والشياطين والدواب والطيور والخيل وغيرها في الهواء إلى المكان الذي يريده ، فكان ينطلق من القدس في الصباح ، ويتجوّل في الهواء ، فيمرّ بإصطخر ، ويقضي ليلته في خراسان ، ثم يعود إلى القدس.

ومن نعم الله عليه : انصهار وسيلان النحاس والحديد بين يديه ؛ لكي يستخدمه في الصناعات وتقوية البنايات والعمارات الضخمة والتماثيل وصنع القدور والجفان الفخمة.

وسخّر له الإنس والجنّ ، فكانوا تحت أمره وطاعته.

في أحد الأيّام قام بتفقّد الطيور فلم يجد الهدهد بينهم ، فلمّا حضر الهدهد سأله عن سبب غيبته ، فأخبره بأنّه مرّ أثناء طيرانه على قوم سبإ ببلاد اليمن ، وأخبره بأنّهم من

٤٥٧

الصابئة ويعبدون الشمس من دون الله سبحانه ، ولهم ملكة عظيمة يطيعونها تدعى بلقيس بنت شراحيل ، ولها عرش فخم مزيّن بأنواع الجواهر والأحجار الكريمة. فلمّا سمع سليمان عليه‌السلام كلام الهدهد زوّده بكتاب ليوصله إلى بلقيس ، وفيه : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ.)

فأخذ الهدهد الرسالة إلى اليمن ودخل بلاط بلقيس وألقاها على سريرها ، فلما قرأته ووقفت على تهديد سليمان عليه‌السلام لها ولدولتها قرّرت القدوم عليه ، فجاءت إلى بيت المقدس حاملة معها الهدايا العظيمة له ، ولمّا علم سليمان عليه‌السلام بمقدمها بنى لها صرحا عظيما وأحضر بقدرة الله عرشها من اليمن ووضعه في الصرح الشامخ الذي أعدّه لاستقبالها.

فلما دخلت بيت المقدس ورأت عرشها العظيم قد جيء به من اليمن ووضع في صرح الاستقبال اهتدت وتيقّنت بنبوّته وعظم شأنه ، فأسلمت على يديه وآمنت بالله وبرسالته ، وتركت عبادة الصابئة.

يقال : إن سليمان عليه‌السلام تزوّجها فأنجبت منه ، وأقرّها على ملكها في اليمن ، وكان يتردّد عليها ويزورها في كل شهر مرّة ، ويقيم عندها ثلاثة أيّام ثم يعود إلى القدس ، وأمر ببناء ثلاثة قصور لها في اليمن ، وسمّاها : غمدان ، وسالحين ، وبيتون.

ويقال : إنّه تزوّج بالإضافة إليها ألف امرأة أخرى ، ومن بينهنّ ابنة فرعون مصر ، وابنة ملك الشام.

استخدم عددا من الوزراء والمستشارين ، منهم : زابود بن ناتان ، وقادة ، مثل : بنايا ابن بويادع ، ووكلاء وخزنة كأبيشار وأدونيرام ، وكان له اثنا عشر وكيلا على نفقاته ومنحه.

حجّ إلى بيت الله الحرام ، وكسا الكعبة الشريفة ثوبا ، فكان أوّل من كساها.

يقال : إنّه اخترع الحروف العربية والسريانية ، وتنسب إليه مؤلّفات في الحكمة وعلم الحيوان والطيور والنباتات ، وينسب إليه سفر الحكمة.

قام برحلات عديدة ، منها : رحلته من بلاد الشام إلى العراق فمرو ، ثمّ بلخ ، ومنها توغل في بلاد الترك ، ودخل الصين ، وأتى إلى مدينة قندهار ، ثم جاء إلى كسكر في

٤٥٨

العراق ، ومنها عاد إلى الشام.

غزا بلاد المغرب ، ودخل الأندلس ، وبنى بها مدينة من نحاس ، وأودع فيها بعض خزائنه.

يقال : إنّ العالم المعروف «فيثاغورس» كان من جملة تلاميذه. ولم يزل يرقى سلالم العظمة الدينيّة والدنيويّة حتى جاء أجله ، فبينما هو يصلّي قائما متكئا على عصاه في محرابه ببيت المقدس اذ توفّي وفارقت روحه الدنيا ، ولم يعلم بوفاته أحد من الإنس والجان ، فبقي متّكئا على عصاه وهو ميّت مدّة طويلة ، والناس يتخيّلون أنّه حي ، حتى جاءت الأرضة وأكلت العصا فسقط على الأرض ، فعند ذاك علموا بوفاته ، فدفنوه إلى جانب والده داود عليه‌السلام في قبّة الصخرة ببيت المقدس ، وقيل : قبره بالقرب من بحيرة طبرية.

توفّي وله من العمر ٥٣ سنة ، وقيل : ٥٢ سنة ، وقيل غير ذلك ، وكانت وفاته قبل ميلاد المسيح بحوالي ٦٢٩ سنة ، وقيل : حدود سنة ٩٣٢ قبل الميلاد.

أوصى بوصاياه إلى آصف بن برخيا ، وملك من بعده ابنه رحبعام.

القرآن العظيم وسليمان بن داود عليهما‌السلام

(وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا ...) البقرة ١٠٢.

(وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ ...) النساء ١٦٣.

(وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ...) الأنعام ٨٤.

(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ ...) الأنبياء ٧٨.

(فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ ...) الأنبياء ٧٩.

(وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً ...) الأنبياء ٨١.

(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً ...) النمل ١٥.

(وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ ...) النمل ١٦.

(وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ...) النمل ١٧.

٤٥٩

(يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ ...) النمل ١٨.

(وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ...) النمل ١٩.

(إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ ...) النمل ٣٠.

(فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ ...) النمل ٣٦.

(وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ ...) النمل ٤٤.

(وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ ...) سبأ ١٢.

(يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ ...) سبأ ١٣.

(فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ ...) سبأ ١٤.

(وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ ...) ص ٣٠.

(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) ص ٣١.

(فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ...) ص ٣٢.

(رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً ...) ص ٣٣.

(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ ...) ص ٣٤.

(قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً ...) ص ٣٥.

(فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) ص ٣٦. (١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ١١٤ و ٢٧٩ و ٣٨٢ ؛ اثبات الوصية ، ص ٥٨ ـ ٦٢ ؛ الأخبار الطوال ، ص ٢٠ ـ ٢٢ ؛ الاختصاص ، راجع فهرسته ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٨ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٣٦٦ ـ ٣٧٩ ؛ الأنبياء ، ص ٤٢١ و ٤٤١ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ١١٧ ـ ١٤٥ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ١٠٣ ـ ١١٠ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ١٧ ـ ٣٠ وج ٦ ، ص ٢٩٢ ـ ٢٩٥ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٨٦ ـ ٨٨ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٣٠٧ ـ ٣٣٤ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٦٠٧ ـ ٦٤٢ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ـ ٢٦٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١١٩ ـ ١٢٧ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ١١٢ ـ ١١٤ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ـ ٣٥٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٤٨ و ٤٩ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٣١ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٥٧ ـ ٦٠ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ٣٧١ ـ ٣٧٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٣٢٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛

٤٦٠