أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

حرف السين

٤٢١
٤٢٢

سارة

هي سارة ، وقيل : ساراي بنت لاحج ، وقيل : خاران ، وقيل : حاران بن ناحور ، وقيل : باحور ، وقيل : اسم أبيها لابن بن بثويل.

زوجة إبراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام ، وابنة خالته ، وقيل : ابنة عمّته ، وأمّ ولده إسحاق عليه‌السلام.

كانت مؤمنة بالله موحّدة له ، وكانت من سيّدات وخيرة نساء زمانها ، وأوّل من آمنت بشريعة إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

تزوّجها إبراهيم عليه‌السلام وهي ابنة ٢٧ سنة ، فلم تنجب له أولادا ؛ لأنّها كانت عاقرا ، وفي شيخوختها ولدت إسحاق عليه‌السلام.

عصمها الله من ملك جائر كافر كان يدعى سنان بن علوان ، وقيل : عمرو بن امرئ القيس ؛ أراد بها سوءا ، وذلك عند ما وصفوها له أرسل إلى إبراهيم عليه‌السلام وقال له : ما هذه المرأة التي معك؟ قال عليه‌السلام : هي أختي ، قال عليه‌السلام ذلك تخوّفا منه إن قال : هي زوجتي قتله ، فقال لإبراهيم عليه‌السلام : زيّنها ثم أرسلها إليّ حتى انظر إليها ، فدخلت عليه ، فلما رآها تناولها بيده فيبست إلى صدره ، فلمّا رأى ذلك أعظم أمرها ، وطلب منها أن تدعو الله أن يرفع عنه ما أصابه ، وأوعدها بأن لا يريبها ثانية ويحسن إليها ، فقالت سارة : اللهم! إن كان صادقا فأطلق يده ، فأطلق الله يده ، فردّها إلى إبراهيم عليه‌السلام ووهب لها هاجر القبطية ؛ وكانت من جواريه ؛ وكان من فراعنة مصر.

وهبت سارة هاجر إلى إبراهيم عليه‌السلام ليتزوّجها ، فتزوّجها فولدت له إسماعيل عليه‌السلام.

وما مرّت الأيّام والليالي على سارة حتى أخذت تحسد ضرّتها هاجر ، وتكدّر الصفو

٤٢٣

بينهما ، فأمرت الخليل عليه‌السلام بأن يبعدها وولدها عنها ، فنقلهما إلى مكّة المكرّمة ، وفصّلنا ذلك في ترجمة إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

كان إبراهيم عليه‌السلام يكنّ لسارة حبّا جمّا ؛ لقرابتها منه ولدينها وجمالها الفائق ، وبعد مرور ١٣ سنة على ولادة إسماعيل عليه‌السلام ، تدخّلت القدرة الربانية والمعجزة الإلهية ، فحملت سارة العجوز العقيم ، التي جاوزت التاسعة والتسعين من عمرها بإسحاق عليه‌السلام.

روي عن النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمة أهل البيت عليهم‌السلام أنّ سارة من نساء الجنّة ، وكانت ضمن النساء اللواتي بعثهنّ الله من الجنّة إلى خديجة بنت خويلد عند ولادتها لفاطمة الزهراء عليها‌السلام ؛ لمساعدتها في وضعها.

كانت من النساء اللواتي رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ ، ولم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أشرف وأفضل منها.

توفّيت بفلسطين في مدينة حبرون ، ودفنت بها في مغارة المكفيلة ، وقيل : توفّيت بالشام ، وعمرها يومئذ ١٢٢ سنة ، وقيل : ١٢٧ سنة.

القرآن المجيد وسارة

تحدّث عنها القرآن الكريم ضمن آيات من سورة هود ، وهي :

الآية ٧١ (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ....)

والآية ٧٢ (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ ....)

والآية ٧٣ (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ ....)

وكذلك أشارت إليها الآية ٢٩ من سورة الذاريات : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ.)(١)

__________________

(١). أخبار الزمان ، ص ١٠٣ ؛ الأخبار الطوال ، ص ٨ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٨٩ ؛ الأنبياء ، ص ١٣٨ ؛ الأنس الجليل ، ج ١ ، ص ٣٤ و ٣٦ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، ج ٣ ، ص ٥٢ و ٥٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ١٤٣ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٦٤ و ١٦٥ وغيرها ؛ تاريخ انبياء ، للمحلاتي ، ج ١ ، ص ١٩٣ و ١٩٦ و ١٩٨ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٨ ـ ٥٠ و ٥٤ و ٥٧ و ٤٣٢ وغيرها ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ،

٤٢٤

__________________

ص ٣٩ و ٤٠ و ٤٢ و ٤٣ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ١٧١ ـ ١٧٥ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٩ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ١٣ و ١٤ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٢٤ ـ ٢٦ و ٢٨ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ ، ص ٣١ ـ ٣٤ وج ٩ ، ص ٣٨٨ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٢٤٢ و ٢٤٣ وج ٨ ، ص ١٣٩ و ١٤٠ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٢٣٥ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٥٢٢ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٤ ، ص ٢٢٥ و ٢٢٦ وج ٨ ، ص ١٤٠ ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٣٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٤٥٩ وص ٤٦٠ وج ٥ ، ص ٧١ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٢ ، ص ٤٣ ـ ٤٧ وج ٢٦ ، ص ١٢٩ ؛ تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ١٥٤ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٨٥ و ٨٦ وج ٥ ، ص ١٥٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٨ ، ص ٢٥ ـ ٢٨ وج ٢٨ ، ص ٢١٤ و ٢١٥ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٣٢ و ٣٣٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٤٥٣ وج ٤ ، ص ٢٣٧ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الرابع ، الجزء الثاني عشر ، ص ٥٩ و ٦٠ والمجلد السابع ، الجزء السادس والعشرون ، ص ١٨٤ و ١٨٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٠ ، ص ٣٢٣ ـ ٣٢٥ و ٣٣١ وج ١٨ ، ص ٣٧٨ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ و ٣٨٣ و ٣٨٦ وغيرها ؛ تنوير المقباس ، ص ١٨٨ و ٤٤٢ ؛ التوراة (سفر التكوين) ، ص ١٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٩ ، ص ٦٧ و ٦٨ و ٧٠ و ٧١ وج ١٧ ، ص ٤٦ و ٤٧ وراجع فهرسته ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١ ، ص ٢٧ ، في ترجمة إبراهيم الخليل عليه‌السلام ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٩ ، ص ٣٧٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٣٤٠ وج ٦ ، ص ١١٤ ؛ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ، ص ٢٣٧ و ٢٣٨ ؛ الروض المعطار ، ص ١٨٦ و ١٩٢ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٥ ، ص ١١٦ ـ ١١٩ ؛ عرائس المجالس ، ص ٨٥ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ١٢٧ وج ٦ ، ص ٨٢ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٦٩٨ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٤٤٣ و ٤٤٤ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ١٣٩ و ١٤٢ و ١٤٧ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٥٩ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٢٢٥ ـ ٢٣٠ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ـ ٢٣٩ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٨٣ ـ ص ٨٨ و ٩٢ و ٩٥ و ٩٨ و ١٠٠ و ١١٠ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ١٨٦ ـ ١٨٩ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٨ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٥٠ و ٥١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٠٠ و ١٠٤ و ١١٩ و ١٢٣ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٤١٠ و ٤١١ ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ٤١٥ و ٤١٦ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٧ وج ٥ ، ص ٢٥٧ وج ١٣ ، ص ٣٧٢ وج ١٥ ، ص ٢٨٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٨ ، ص ٧٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ و ٢٧٤ وج ٩ ، ص ٢٣٨ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٩٠ ـ ١٩٤ وص ٤٠٨ و ٤٨٢ ؛ المحبر ، ص ٣٩٤ ؛ المخلاة ، ص ٥٤ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٤٦ ؛ المعارف ، ص ١٩ و ٢٠ و ٢١ ؛

٤٢٥

سالم بن عمير

هو سالم بن عمير ، وقيل : عمرو ، وقيل : عبد الله بن ثابت بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري ، العوفي ، العمري ، الأوسي.

وقيل في اسمه : سالم بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.

أحد صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد معه العقبة ، وواقعتي بدر وأحد وباقي المشاهد.

كان من فقراء الصحابة ، وأحد البكّائين المشهورين.

توفّي في أيّام حكومة معاوية بن أبي سفيان ، وقيل : سنة ٤٦ ه‍ ، وقيل : حدود سنة ٥٠ ه‍.

القرآن الكريم وسالم بن عمير

ولفقره وضعف حالته الماديّة شملته الآية ٩١ من سورة التوبة : (وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ....)

جاء وجماعة من فقراء الصحابة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهم يريدون الخروج إلى حرب تبوك ، فقالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحملنا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أجد ما أحملكم عليه ، فرجعوا وهم يبكون ، فنزلت فيهم الآية ٩٢ من نفس السورة : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ.)(١)

__________________

معجم أعلام القرآن ، ص ١٢٧ و ١٢٨ ؛ مواهب الجليل ، ص ٢٩٥ و ٦٩٤ ؛ المورد ، ج ٨ ، ص ٢١١ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ١٦٦ ؛ نزهة القلوب ، ص ٣ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٧ ؛ اليهود فى القرآن ، ص ١٢٠.

(١). اسباب النزول ، للحجتي ، ص ٢٤٩ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢١٠ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٦٩ و ٧٠ ؛ أسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ و ٢٤٩ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٥ ؛ البداية

٤٢٦

سالم مولى أبي حذيفة

هو أبو عبد الله سالم بن معقل ، وقيل : عبيد بن ربيعة ـ مولى أبي حذيفة ـ ابن عتبة ابن ربيعة القرشي.

صحابي فارسي ، من أهل إصطخر ، ومن أوائل قرّاء القرآن وحفّاظه ، وأحد المهاجرين السابقين إلى المدينة المنوّرة.

كان في أوّل أمره مولى لبثينة الأنصارية ـ زوجة أبي حذيفة ـ فلما أعتقته ، تولّاه أبو حذيفة وتبنّاه.

آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين معاذ بن ماعص ، وقيل : بينه وبين أبي بكر.

شهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقائع بدر وأحد والخندق وما بعدها من الوقائع.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان من جملة الذين أرسلهم أبو بكر وعمر إلى دار فاطمة الزهراء عليها‌السلام لإخراج الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليأخذوا البيعة منه لأبي بكر ، فآذوا الزهراء عليها‌السلام وأرعبوها وأخرجوا الإمام عليه‌السلام بصورة مزرية.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الأحاديث ، وحدّث عنه جماعة.

قتل يوم اليمامة سنة ١٢ ه‍.

__________________

والنهاية ، ج ٣ ، ص ٣١٩ وج ٥ ، ص ٦ وج ٨ ، ص ٣٢ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ١٣٨ و ٦٣٠ و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ٦٠ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٦٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٨٥ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ١٥٠ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٤ ، ص ٩٢ ؛ تفسير الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٠ ، ص ١٤٦ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٩٣ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٨٢ ؛ تفسير الميزان ، ج ٩ ، ص ٣٦٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٨ ، ص ٢٢٨ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٣٧١ و ٣٧٢ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٦٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ١٦١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٤٨٠ ؛ كشف الأسرار ، ج ٤ ، ص ١٩٢ ؛ كشف المحجوب ، ص ٩٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٨ ، ص ١٨٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٩١ ؛ المحبر ، ص ٢٨١ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ٨٩.

٤٢٧

القرآن العزيز وسالم مولى أبي حذيفة

يقال : إنّ مالك بن الضيف اليهودي ويهوديّ آخر قالا للمترجم له ولبعض المسلمين : إنّ ديننا خير ممّا تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فنزلت الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....)

اجتمع هو وجماعة من المسلمين في دار عثمان بن مظعون ، وقرّروا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ويترهّبوا ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجمعهم ووعظهم وقال لهم : إنّ لأنفسكم عليكم حقّا ، فصوموا وافطروا وقوموا وناموا ، فإنّي أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم ، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ، فنزلت فيهم الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)

وشملته الآية ٥١ من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)

كان من جملة المجرمين الذين أرادوا أن يدفعوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من واقعة تبوك ، فنزلت فيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)

ويقال : شملته الآية ٩ من سورة الزمر : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ....)

وفي حجة الوداع ، عند ما خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس عند غدير خم ، فلمّا رآه المترجم له رافعا يديه ـ وهو يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ـ قال وبعض المنافقين الآخرين : انظروا إلى عينيه ـ أي عيني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ تدوران كأنّهما عينا مجنون ، فنزلت فيه وفي أصحابه الآية ٥١ من سورة القلم : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ.)(١)

__________________

(١). الاختصاص ، ص ١٨٦ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٣٩٥ و ٦٢٠ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٠١ و ١٦٧ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٧٠ ـ ٧٢ ؛ اسد الغابة ،

٤٢٨

السامريّ

اختلف العلماء والمحققون في السامريّ أو الشامريّ ، وعلى الشخص الذي أطلق عليه ، والسبب في ذلك ، فمنهم من قال : هو لقب لرجل اسمه موسى أو هارون أو ميخا بن ظفر ، وقيل : طلف ، وقيل : هو لقب رعويل بن قاهث.

وقيل : الشامريّ نسبة إلى شمرون بن يشاكر من ذراري نبيّ الله يعقوب عليه‌السلام.

وقيل : إنّ السامريّ كلّ من ينسب إلى مدينة السامرة بفلسطين ، وقيل : نسبة إلى

__________________

ج ٢ ، ص ٢٤٥ ـ ٢٤٧ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٦ ـ ٨ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٧٣ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٥٤ ـ ٥٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٥٣ و ٤٥٤ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ١ ، ص ٢٤٣ وج ٢ ، ص ٤٢٠ و ٥٠٢ وج ٤ ، ص ٢٠٦ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٤ ، ص ١٠٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٢٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ؛ تفسير الطبري ، ج ٧ ، ص ٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٢١٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٨٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ٦ و ٧ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢٠٦ و ٢٠٧ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ وراجع فهرسته ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٨٣٧ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١١ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ١٧٦ ـ ١٧٨ ؛ الخصال ، ص ٤٩٩ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ٩٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٠ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦٤١ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ١٦٧ ـ ١٧٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٢٣ و ٣٣٥ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٣٨٣ و ٣٨٤ ؛ طبقات القراء ، ج ١ ، ص ٣٠١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٨٥ ـ ٨٨ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٢ ؛ قاموس الرجال ، ج ٤ ، ص ٦١٥ ـ ٦١٧ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٣٦٢ و ٣٦٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ و ٤٦٤ و ٦١٩ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٦٨ وج ٣ ، ص ١٣٢ وج ٩ ، ص ١٠٥ وج ١٠ ، ص ١٧٨ وج ١١ ، ص ٥٢٦ وج ١٤ ، ص ٩١ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٨ ، ص ١٨٠ و ١٨١ ؛ مجمع الرجال ، ج ٣ ، ص ٩٥ ؛ المحبر ، ص ٧١ و ٧٢ و ٢٨٨ و ٤١٨ ؛ المختصر ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣١١ ؛ مشاهير علماء الأعصار ، ص ١٠١ ؛ المعارف ، ص ١٥٥ و ١٥٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٣١ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ نمونه بينات ، ص ١٣٩ و ٣٣٤ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ٩١.

٤٢٩

قبيلة سامر الإسرائيليّة ، وقيل : نسبة إلى السامريّين ، وهم فرع من الآشوريّين اعتنقوا اليهودية ، وكانت لديهم نسخة من التوراة بلغتهم تختلف مضامينها عن بقيّة نسخ التوراة ، وقيل : كلمة السامريّ تطلق على كلّ مرتدّ عن دين موسى بن عمران عليه‌السلام ، وقيل : السامريّ أو الشامري نسبة إلى سامر أو شامر أو شامرة أو شومير أو شاميرون ، ومعناه : الحارس.

وعلى أيّ تقدير ، فأنّ السامريّ إسرائيليّ ومن أصحاب موسى بن عمران عليه‌السلام ، وكان على مقدّمة رجال يوم عبور البحر ، عرف بالسخاء والكرم ، وكان عالما بالنجوم والصياغة ، وملمّا بالكهانة.

يقال : إنّه من أهل كرمان من بلاد فارس ، وقيل : كان من أهل باجرمى قرب الرقة بأرض الجزيرة ، وكان من قوم يعبدون البقر.

وهناك قول بأنّه لم يكن مؤمنا بشريعة موسى عليه‌السلام ، بل كان مشركا منافقا ، يظهر الإيمان لموسى عليه‌السلام ولبني إسرائيل ويبطن الكفر ، ويقال : إنّه ولد من سفاح.

والسامريّ هو صاحب العجل الذي عبده بنو إسرائيل ، وقصة السامريّ وعجله هي:

بعد أن قرّر موسى بن عمران عليه‌السلام الذهاب إلى ميقات الله ولاستلام التوراة خلّف أخاه هارون عليه‌السلام على بني إسرائيل ، وحدّد مدّة غيابه عنهم ثلاثين يوما ، وبعد أن أخّره الباري إلى تمام الأربعين استبطأه الإسرائيليّون ، فانتهز السامريّ غيبته عن قومه ، فأخذ الحليّ الذهبيّة من نساء بني إسرائيل وصهرها في النار وعمل منها عجلا ذهبيا ، وأجرى عليه عملية فنيّة دقيقة ، بحيث إذا دخلت الريح من دبر العجل وخرجت من فمه صدر منه صوت كخوار العجل الطبيعي ، فلما سمع اليهود صوت العجل فرحوا بذلك ورقصوا له ، فكان السامريّ يقول لهم : هذا إلهكم وإله موسى عليه‌السلام ، فعكفوا على عبادة العجل وأقاموا الاحتفالات لذلك.

ويقال : إنّ السامريّ عند ما عبر البحر وهو على مقدمة جماعة موسى رأى جبرئيل عليه‌السلام وهو على ظهر برذون ، فكان ذلك البرذون كلّما وضع حافره على مكان من الأرض تحرّك ذلك الموضع ، فأخذ السامريّ مقدارا من تراب وقع عليه حافر البرذون للاستشفاء

٤٣٠

والتبرّك ، فلمّا ساءت عاقبته وصنع العجل قال له إبليس : ضع مقدارا من ذلك التراب في جوف العجل ، ففعل السامريّ ذلك ، فأخذ العجل يتحرّك ويخور كما يخور العجل الحقيقيّ ، فلما رأى الإسرائيليّون حركة العجل وخواره سجدوا له وعبدوه.

فلمّا علم هارون عليه‌السلام ـ أخو موسى عليه‌السلام ـ بخبر قومه مع السامريّ وعجله سعى إليهم وزجرهم ونهاهم عن عبادة عجل لا ينفعهم ولا يضرّهم ، وقدّم لهم البراهين والحجج بأنّهم فتنوا وغلبوا على أمرهم ، وأنّ الشيطان والسامريّ أضلّوهم وغشّوهم ، فقابلوه بالعناد والإهانة وهمّوا بقتله ، فهرب منهم.

وبعد أن رجع موسى عليه‌السلام من الميقات ومعه التوراة إلى قومه وعلم بخبرهم غضب لذلك ، وأخذ العجل وحطّمه وألقى بحطامه في البحر ، وألقى القبض على السامريّ وهمّ بقتله ، ولكنّ الله سبحانه وتعالى نهاه عن ذلك ، فنفاه عن فلسطين ، وأمر الإسرائيليين بمقاطعته وعدم مخالطته ومجالسته.

هام السامريّ بعد تلك المضايقات على وجهه في البراري والقفار مع الوحوش والسباع.

جعله الله منبوذا بين الناس ، يتوقّاه كلّ أحد كما يتوقّى السالم المجذوم ، فكان يتألّم ألما شديدا إذا مسّه أحد من الناس ، فكان إذا رأى الناس يرجوهم أن لا يمسّوه ، ويقول لهم : لا مساس ، لا تمسّوني ، ولا تقربوا منّي ، ولم يزل على تلك الحالة التعسة حتى هلك.

أمّا عبدة العجل من أتباعه فندموا على فعلهم ، وقرّروا أن يتوبوا إلى الله ، فصدرت الأوامر من السماء بأنّ توبتهم لا تقبل إلّا أن يقتل بعضهم بعضا ، فجاءوا إلى بيت المقدس ومعهم سكاكين وسيوف وآلات جارحة ، فتقاتلوا فيما بينهم حتى هلك منهم ما يربوا على عشرة آلاف أو سبعين ألفا ، وجرح الكثيرون.

وبعد تلك الملحمة الدمويّة أخبر الله موسى عليه‌السلام بأنه تاب عليهم ، وعليه أن يوقف القتال بينهم ، فأمرهم موسى عليه‌السلام بالكفّ عن ذلك.

وهناك أقوال وروايات أخر تدور حول قصة السامريّ وعجله تركناها لعدم الإطالة.

٤٣١

القرآن العظيم والسامري

تحدّثت بعض الآيات من سورة طه عن السامريّ وعجله ، وهي :

الآية ٨٥ (قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ.)

والآية ٨٧ (فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ.)

والآية ٨٨ (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ ....)

والآية ٩٥ (قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ.)

والآية ٩٦ (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ....)

والآية ٩٧ (قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ ....)(١)

__________________

(١). اثبات الوصية ، ص ٤٨ ؛ اسباب النزول ، للحجتي ، ص ١٥٩ ؛ اعلام قرآن ؛ للخزائلي ، ص ٣٣٨ ـ ٣٤٢ ؛ الأنبياء ، ص ٣٣٩ ـ ٣٤٤ ؛ انجيل لوقا ، ص ١٠١ ؛ انجيل يوحنا ، ص ١٣٧ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ٩٠ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، الجزء الثالث ، ص ٩١ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٢٦٧ ـ ٢٧٠ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٧٤ و ٧٥ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٢٧٩ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٢١٠ ـ ٢١٥ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٤٩٩ وج ٢ ، ص ٥٤٢ ـ ٥٤٧ و ٥٥٠ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ١٣١ ـ ١٤١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٩٢ و ٩٣ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٩٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٢٩٦ ـ ٣٠١ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٤١ ؛ البيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ١٩٨ ـ ٢٠٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٢٦٧ ـ ٢٧٧ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٤١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٥٦ و ٥٧ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٨ و ١٦٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ٣٤ ـ ٤٠ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣١١ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٣١٦ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٦ ، ص ١٤٦ ـ ١٥٣ ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٢٥٠ و ٢٥١ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٥١٩ ـ ٥٢٢ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٢ ، ص ١٠٠ ـ ١١٢ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٦١ ـ ٦٣ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٦٢ و ١٦٣ و ١٦٤ و ١٦٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٤ ، ص ٢٠١ ـ ٢٠٦ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٣٨٨ ـ ٣٩٣ ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٦٥ ؛ التوحيد ، ص ٦٣ و ٦٤ ؛ التوراة (سفر الخروج) ، ص ١١٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ، ص ٢٣٣ ـ ٢٤١ وراجع فهرسته ؛ حياة الحيوان ، ج ٢ ، ص ١٦ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ١٨٥ ـ ١٨٨ ؛ الخصال ، ص ٤٥٨ و ٤٨٥ ؛

٤٣٢

سبيعة بنت الحارث

هي سبيعة بنت الحارث الأسلميّة ، زوجة سعد بن خولة.

صحابيّة ، محدّثة.

روت أحاديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى عنها جماعة من فقهاء المدينة والكوفة من التابعين.

توفّي زوجها سعد في حجة الوداع ، فتزوّجت من مسافر بن مخزوم ، وكان كافرا ولم يسلم.

القرآن الكريم وسبيعة بنت الحارث

جاءت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد صلح الحديبية وهي مسلمة تاركة وراءها زوجها الكافر

__________________

دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١١ ، ص ١٣٨ ـ ١٤٠ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٩ ، ص ٤٠٧ ـ ٤٠٩ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٤٤١ ـ ٤٤٥ و ٤٤٨ ـ ٤٥٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٣٠٤ ـ ٣٠٧ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٣ ، ص ٦٦٠ ؛ الروض المعطار ، ص ٤٩٢ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦٥٥ ؛ عرائس المجالس ، ص ١٨٤ ؛ علل الشرائع ، ص ٦٨ و ٦٩ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٧١٩ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٣ ، ص ١٨٢٣ ؛ فصوص الحكم ، ج ١ ، ص ١٣٨ و ١٩٢ وج ٢ ، ص ١٨٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٥٢ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٣١٢ ـ ٣١٦ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ١٧١ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٤٥٣ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ١١١ ـ ١١٧ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٢١٨ ـ ٢٢٦ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٣٧٥ ـ ٣٧٧ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٨ و ٩ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ١٤٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٨٩ ـ ١٩١ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٨١ ـ ٨٥ ؛ كشف الأسرار ، ج ٦ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٨ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٠٠ وج ٤ ، ص ٣٨٠ وج ٦ ، ص ٢١٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٨ ، ص ١٩٤ و ١٩٥ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٣٣٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٣٩ و ٤٧ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٠٠ ؛ المحبر ، ص ٣٨٧ و ٣٩١ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٤٩ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٥ ، ص ١٤٠ و ١٤١ ؛ المعارف ، ص ٢٦ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٢٨ و ١٢٩ ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ، ص ٥٨٢ ؛ مواهب الجليل ، ص ٤١٤ و ٤١٥ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٩٤٨ ؛ نهاية الارب فى فنون الأدب ، ج ١٣ ، ص ٢٢٣ ؛ اليهود فى القرآن ، ص ٢٢٤.

٤٣٣

مسافر بن مخزوم ، فجاء زوجها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا محمد! ردّ عليّ زوجتي ، فإنّك قد شرطت لنا أن تردّ علينا من أتاك منّا ، فأعطاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مهرها وما أنفق عليها ؛ ولم يردّها عليه ، فنزلت فيها الآية ١٠ من سورة الممتحنة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ....)(١)

سراقة بن مالك

هو أبو سفيان سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيمّم بن مدلج بن مرّة الكناني ، المدلجي ، الحجازي.

أحد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أشراف قومه وشعرائهم. عند ما هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من مكّة إلى المدينة تعقّبه جماعة من المشركين ليغتالوه ، فلم يلحق به إلّا المترجم له ، وكان فارسا ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا عليه قائلا : اللهم! اكفناه بما شئت ، فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في الأرض ، فقال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد! قد علمت أنّ

__________________

(١). اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٥٧ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ٣٢٩ و ٣٣٠ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٤٧٢ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٣٢٤ ؛ أعلام النساء ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ؛ أعلام النساء المؤمنات ، ص ٤١٨ و ٤١٩ ؛ بهجة الآمال ، ج ٧ ، ص ٥٨٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٧٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٢٥٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٨ ، ص ٢٣٩ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٦٠١ ؛ تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ٨٠ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٣٤٧ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٤٥٣ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٥ ، ص ١٩٣ و ١٩٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ١٧٥ وج ٤ ، ص ٦٥ ؛ جامع الرواة ، ج ٢ ، ص ٤٥٧ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٢٦ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٤٩٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٣ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٣٤٢ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٨ ، ص ٢٨٧ و ٢٨٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ١٠ ، ص ٧٣ و ٧٤ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٢٦ وج ٥ ، ص ٩٥ و ٣٦٦ وج ٧ ، ص ٢٨٥ وج ٨ ، ص ١١٠ وج ٩ ، ص ١٨٦ وج ١٥ ، ص ٩٤ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٨ ، ص ٢٦١ ؛ مجمع الرجال ، ج ٧ ، ص ١٧٥ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٣ ، ص ١٩٢ ؛ منهج المقال ، ص ٤٠٠ ؛ نقد الرجال ، ص ٤١٣ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ١١٤.

٤٣٤

هذا عملك ، فادع الله أن ينجّيني ممّا أنا فيه ، فدعا له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأطلق ورجع إلى أصحابه ، وأخذ يخاطب أبا جهل مرتجزا :

أبا حكم والله لو كنت شاهدا

لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه

علمت ولم تشكك بأنّ محمّدا

رسول ببرهان فمن ذا يقاومه

كان ينزل القديد بين مكّة والمدينة.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحدّث عنه جماعة.

كان قد أسلم بعد واقعة الطائف بالجعرانة في السنة الثامنة من الهجرة ، تولّى البصرة في أيام حكومة عمر بن الخطاب.

كان في الجاهلية يعرف باقتفاء الأثر. توفّي في السنة الرابعة والعشرين من الهجرة ، وقيل : بعد ذلك.

القرآن المجيد وسراقة

بعد معركة أحد جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعطاه عهدا بعدم محاربته وأن يدخل في الإسلام إذا أسلمت قريش ، فنزلت فيه الآية ٩٠ من سورة النساء : (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٥٦ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ١١٩ ـ ١٢١ ؛ أسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ و ٢٦٦ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ١٩ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٨٠ ؛ امتاع الأسماع ، ص ٤٢ و ٨٦ و ٤٢١ ؛ الأنساب ، ص ٥١٦ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٢٦٣ و ٢٩٥ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص ١٢٢ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ١٨٥ ؛ تاج العروس ، ج ٦ ، ص ٣٨٠ ؛ تاريخ الإسلام (المغازي) ، ص ٩٤ و ٧٠٢ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٢٩٥ و ٣٠٨ و ٣٠٩ و ٦٦١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٢٥ و ٤٩٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ و ٤٢٢ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ١٦٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٤٣١ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٤ ، ص ٢٠٨ و ٢٠٩ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٢٦٧ وج ٢ ، ص ٤٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢١٠ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٣١٥ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ١٢٤ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٤ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ (باب السين) ،

٤٣٥

سعد بن الربيع

هو سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة الأنصاري ، الخزرجي ، وأمّه هزيلة بنت عنبة الخزرجيّة.

أحد صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن نقباء الأنصار.

كان في الجاهلية يحسن القراءة والكتابة ، ومن جملة كتّابها.

أسلم وشهد العقبة الأولى والثانية ، وشهد واقعة بدر.

آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ، وقام بتكسير أصنام الخزرج مع عبد الله بن رواحة.

في السنة الثالثة من الهجرة اشترك في واقعة أحد فاستشهد فيها ، فترحم عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

ص ٩ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢٠٩ و ٢١٠ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٩٦ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١ ، ص ٤٦٦ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ١٦٧ ؛ ثمار القلوب ، ص ٩٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ٣٠٩ وراجع فهرسته ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٨٤٠ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ٣٠٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٨٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ١٥٨ ؛ الحيوان ، ج ٦ ، ص ٢٢١ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٦١ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ٨١ ؛ الروض المعطار ، ص ١٦٧ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦١٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٣٣ ـ ١٣٥ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٣٥ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٣٤ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٢٠ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٨٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٣ ، ص ٢٤٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٠٥ و ١١٨ وج ٣ ، ص ١٨ و ٨٠ ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٣ ، ص ١٢٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٤٠٧ وج ٤ ، ص ٧ و ٥٨ و ٥٩ و ١٣٨ و ١٣٩ وج ١٠ ، ص ٥٠٦ ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٧١ و ٧٣ ؛ اللباب ، ج ٣ ، ص ١٨٣ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٧ و ٥٨ و ٦٨ و ١٢٦ و ١٧٣ وج ١٠ ، ص ١٥٧ وج ١٤ ، ص ٧٥ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٩ ، ص ٤٠٦ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٨٢ ؛ مشاهير علماء الأعصار ، ص ٣٢ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ، ص ٥٥٤ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ٧٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٢٦ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ١٣٠ و ١٣١ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٢٤٠ و ٢٤١.

٤٣٦

القرآن الكريم وسعد بن الربيع

في أحد الأيّام لطم زوجته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير ، فجاء أبوها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشكاه إليه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلنقتص منه ، فنزلت الآية ٣٤ من سورة النساء : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ....)(١)

سعد بن عبادة

هو أبو ثابت ، وقيل : أبو قيس سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حزام بن حزيمة ابن ثعلبة الخزرجيّ ، الساعدي ، المدني الأنصاري ، وأمّه عمرة بنت مسعود.

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢١٧ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٣٤ و ٣٥ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ و ٢٧٨ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٦ و ٢٧ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٨٥ ؛ الأغاني ، ج ١٤ ، ص ٢٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ١٥٩ و ١٦٥ و ٢٢٥ و ٢٢٧ و ٣١٩ وج ٤ ، ص ٤٠ ؛ البيان والتبيين ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ٣٠٣ و (المغازي) ، ١٨٦ و ٢٠٢ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ٣٩٢ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٥١ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤١٨ و ٤٢٣ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٤٩٥ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٢٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢١٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٢٣٨ و ٢٣٩ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢١٣ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ١٧٤ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٧٦٠ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٠ ، ص ٨٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٣ ؛ تنوير المقباس ، ص ٧٠ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢١٠ و ٢١١ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٣٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ٥٧ و ٥٨ و ١٦٨ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ٨٢ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٦٣ و ٣٦٤ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦١٩ و ٦٢٠ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٣١٨ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٣٤ و ٣٣٥ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٨٦ و ١٠١ و ١٥١ و ٣٤٨ وج ٣ ، ص ١٠٠ و ١٣٢ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٤٨٠ و ٤٨١ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٥٢٢ ـ ٥٢٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٦١ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٥٠٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٤٣٤ و ٤٩٢ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤١٩ وج ٦ ، ص ٣٥٧ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٦٨ ؛ المحبر ، ص ٧٢ و ٢٦٩ و ٢٧١ و ٢٧٧ و ٤٢١ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ نمونه بينات ، ص ١٩٥ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١٥ ، ص ١٥٨ و ١٥٩.

٤٣٧

من كبار أصحاب رسول الله وفضلائهم ، ومن مشاهير الأنصار ووجهائهم.

كان سيّد الخزرج ورئيسهم بالمدينة في الجاهليّة والإسلام ، ونقيب بني ساعدة ، ومن أشراف ووجهاء قومه في الجاهليّة والإسلام.

كان هو وآباؤه في الجاهليّة يعرفون بالجود والكرم ، وكان لهم حصن يدعى أطما ، فكانوا ينادون عليه : من أحبّ الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة ، وفي الإسلام كان صاحب ضيافة وكرم ، وكان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كل يوم من سعد جفنة طعام يدور بها حيث دار.

كان في الجاهليّة يحسن الكتابة بالعربية ، ويحسن العوم ويجيد الرمي ، وكانت العرب تسمّي من اجتمعت فيه تلك الخصال الثلاث بالكامل.

أسلم وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشهد معه واقعة بدر ، وقيل : لم يشهدها ، وشهد ما بعدها من الوقائع والمشاهد ، وكان في جميعها حاملا راية الأنصار فيها.

كان من النقباء الاثني عشر الذين اختارهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يستخلفه في بعض الأحايين مكانه عند ما يذهب للغزو.

في يوم فتح مكّة كانت راية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده ، فدخلها وهو يقول : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحلّ الحرمة. فسمعها رجل من المهاجرين فأعلم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : أدركه وخذ الراية منه ، وكن أنت الذي تدخل بها ، فدخل الإمام عليه‌السلام مكّة حاملا الراية وهو يقول : اليوم يوم المرحمة ، اليوم تصان الحرمة.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقه : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عباده.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اجتمع عليه الأنصار وأرادوا مبايعته بالخلافة ، فمنعهم أبو بكر من ذلك ، فرجع الناس إلى أبي بكر.

وبعد مبايعة الناس لأبي بكر ، قال بعضهم لسعد : أما تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال : إليك عنّي ، فو الله! لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا أنا متّ تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم ، فالحقّ يومئذ مع عليّ عليه‌السلام ، وكتاب الله بيده ، لا نبايع لأحد غيره.

٤٣٨

ونقل عنه أنّه قال : لو بايعوا عليا عليه‌السلام لكنت أول من بايع.

ولما آل الأمر إلى عمر بعد أبي بكر عاتبه عمر لعدم مبايعته له ، فقال سعد : والله! أصبحت كارها لجوارك.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : إنّ أوّل من جرّأ الناس علينا هو سعد بن عبادة ، فتح بابا ولجه غيره ، وأضرم نارا كان لهبها عليه وضوؤها لأعدائه.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.

وبعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يبايع أبا بكر ولا عمر وانصرف إلى الشام ، وسكن مدينة حوران ، ولم يزل بها حتى توفّي ، وقيل : توفّي ببصرى الشام سنة ١٥ ه‍ ، وقيل : سنة ١٤ ه‍ ، وقيل : سنة ١٦ ه‍ ، وقيل : سنة ١١ ه‍ ، وقيل : قبره بإحدى قرى دمشق تدعى المنيحة ، وقيل : المزة.

وقيل في موته بأنّ عمر بن الخطاب بعث إليه محمد بن مسلمة الأنصاري وخالد بن الوليد ليقتلاه ، فقتلاه وأشاعا بأنّ الجنّ قتلته.

القرآن الكريم وسعد بن عبادة

من الكلمات المتداولة عند العرب هي كلمة «راعنا» وكانت العرب تقولها للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتلك الكلمة في لغة اليهود تعني السبّ والشتم القبيح ، فكان اليهود يقولون : كنا نسب محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله سرا ، والآن نسبّه علنا ، فكانوا يأتون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولون : يا محمد «راعنا» ويضحكون ، ففطن بها سعد ، وكان عارفا بلغتهم ، فقال : يا أعداء الله! عليكم لعنة الله ، والذي نفس محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربنّ عنقه ، فقالوا : ألستم تقولونها ، فنزلت الآية ١٠٤ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا ....)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٤٠ و ٢٦٦ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٣٥ ـ ٤١ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ـ ٢٨٥ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٣٠ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٨٥ ؛ الأغانى ، ج ٤ ، ص ١٣ ؛

٤٣٩

__________________

البدء والتاريخ ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ١١٥ و ١٢٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ٣٣ و ٣٤ و ٥٠ و ٦٣ وراجع فهرسته ؛ البيان والتبيين ، ج ٤ ، ص ٧٧ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ٣٠٣ و (المغازي) ٥٣٢ و (عهد الخلفاء الراشدين) ص ٩٢ و ٩٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٤٤ و ٤٤٦ وراجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ١٤٧ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٤٤٦ وما بعدها ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٤ ، ص ٤٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٢٧ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢١٥ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ١٤١ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ٢ ، ص ١٦ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ٢١٢ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٦ ، ص ٨٦ ـ ٩٣ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٣ ، ص ٤٧٥ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٥٨ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١ ، ص ٤٧٤ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ١٦٩ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ١٤٨ و ١٤٩ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٨٥٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ٥٧ وراجع فهرسته ؛ الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ٨٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٦٥ ؛ الخصال ، ص ٤٩٢ و ٥٤٩ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ١٣٤ ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج ١١ ، ص ٤٠٧ و ٤٠٨ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٩ ، ص ٦١٢ و ٦١٣ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ٣٢٥ ـ ٣٣٤ ؛ دول الإسلام ، ص ٧ و ٨ ؛ ربيع الأبرار ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ؛ الروض المعطار ، ص ٢٤٥ و ٤١٨ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦٢٠ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ـ ٢٧٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٦٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٨٧ و ٩١ و ٩٢ و ١٠٩ و ٢٤٠ وج ٣ ، ص ٢٣٢ وغيرها ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٢٨ ؛ صبح الأعشى راجع فهرسته ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٥٠٣ ـ ٥٠٥ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٩٧ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٦١٣ ـ ٦١٧ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٥ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ الغارات ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٧٦٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١١٣ و ٢٤٦ و ٣٢٥ و ٣٢٨ و ٣٣١ و ٣٤٩ ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ١١٦ وج ٣ ، ص ٢١٨ وج ٤ ، ص ٣٢ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ١٧٥ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٣٠ و ٢٢٩ وج ٨ ، ص ١٩ ؛ لسان العرب راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٩ ، ص ٥١٧ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٤٦٠ ؛ المحبر ، ص ٢٣٣ و ٢٦٩ و ٢٧١ و ٢٧٧ ؛ المخلاة ، ص ١٤٣ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٧١ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ و ٣٠٨ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٥ ، ص ٤٢ ؛ مشاهير علماء الأعصار ، ص ١٠ ؛ المعارف ، ص ١٤٨ و ١٤٩ ؛ معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ٢١٧ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ نسب قريش ، ص ٢٠٠ ؛ نهاية الارب فى فنون الادب ، ج ١٨ ،

٤٤٠