أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

نبيّ الله داود عليه‌السلام

هو داود بن يسى ، وقيل : إيشا بن عوبيد بن بوعز ، وقيل : عامر ، وقيل : يا عز بن سلمون بن أحشون ، وقيل : نحشون بن عميناداب ، وقيل : عويناداب ، من سلالة إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، ومعنى داود بالعبريّة : الحبيب.

من عظماء أنبياء وملوك بني إسرائيل ، عرف بكثرة العبادة والتهجّد لله عزوجل.

ولد في بيت لحم بفلسطين حوالي عام ١٠٣٣ قبل ميلاد المسيح عليه‌السلام ، وقيل : قبل الميلاد ب ١٠٧١ سنة ، وقيل : ١٠٨٦ سنة قبل الميلاد.

كان في حداثته يرعى الغنم ، وكان معروفا بنقاوة القلب ، وطهارة السريرة ، وكثرة العبادة ، فكان يقوم الليل ويصوم أكثر أيّامه ويأكل من كسب يده.

كان معاصرا للنبي إشموئيل عليه‌السلام أحد أنبياء بني إسرائيل ، وللملك طالوت من ملوكهم.

اشترك في حداثته في الحرب الّتي دارت بين الملك طالوت وزعيم الفلسطينيّين جالوت عند قصر أمّ حكيم قرب مرج الصغر ، فتمكّن من إصابة جبهة جالوت بحجر ، ثم احتزّ رأسه ، ممّا أدّى إلى فرار الفلسطينيين وانتصار طالوت.

وبعد ذلك الانتصار حسنت منزلته عند طالوت ، وأصبح من المقرّبين لديه ، وزوّجه من ابنته (ميكال) ثم عيّنه قائدا عاما على جيوشه.

وبمرور الزمان أخذ الإسرائيليّون يزدادون له حبّا وولاء ؛ لصدقه وأمانته وشجاعته ، وبعد أن وصل إلى ما وصل إليه من شعبية فائقة ونفوذ واسع بين حاشية الملك وبطانته حسده طالوت ، وخاف على ملكه منه ، فأخذ يتربّص به الدوائر ؛ ليقضى عليه.

٣٦١

وبعد أن أحسّ داود عليه‌السلام بنوايا طالوت الشريرة تجاهه اضطر أن يلجأ إلى أخيش ـ ملك جت ـ الّذي كان من ألدّ أعداء طالوت.

ولأمور يطول شرحها طرد من جت ، فرحل إلى مغارة عدلام ، وبها التقى بوالديه وإخوته وأهل بيت أبيه ، ثم انتقل إلى مصفاة موآب ، وأرسل أبويه إلى ملك موآب ليكفّهما ، وانتقل هو ومن معه إلى أرض يهوذا.

ولم يزل طالوت يلاحق داود عليه‌السلام ليقتله ، وكان داود عليه‌السلام يتحيّن الفرص للقضاء على طالوت ، ولكنّه لم يقدم على ذلك ؛ لوفائه وحسن أخلاقه.

فلمّا علم طالوت بنبل داود عليه‌السلام وأخلاقه الفاضلة ندم على ملاحقته ؛ فتركه وشأنه ، فانتقل داود عليه‌السلام إلى قرية صغلغ أو سقلاغ من قرى فلسطين وسكنها.

ولم تزل الخطوب والحوادث تتعاقب على طالوت حتى قتله الفلسطينيون ، وقتلوا ثلاثة من بنيه ، بينهم يوناثان بن طالوت الصديق الحميم لداود عليه‌السلام.

ولمّا علم داود عليه‌السلام بمقتل طالوت وولده يوناثان تأثّر كثيرا ، وعمل فيهما مرثية عظيمة وأقام لهما مأتما ضخما.

وبعد مقتل طالوت انتقل داود عليه‌السلام إلى مدينة حبرون (الخليل) فالتف حوله الإسرائيليون ونصبوه ملكا عليهم ، وأعطوه خزائن طالوت ، وفي تلك الفترة أقام بعض الإسرائيليّين المنشقّين عن داود عليه‌السلام أحد أولاد طالوت وكان يدعى ايشبوشث ملكا عليهم ، ممّا أدّى إلى نشوب الحرب بين داود عليه‌السلام وبينه.

وبعد أن حكم إيشبوشث سنتين هلك ، وبعد موته اتّفقت كلمة الإسرائيليين على ملوكية داود عليه‌السلام بدون منازع ، فاتّخذ من مدينة حبرون عاصمة لملكه ، وبعد سبع سنوات انتقل إلى حصن صهيون ، وسمّاه مدينة داود.

شنّ حروبا كثيرة ضد أعدائه ومناوئيه ، وكان النصر دائما حليفه ، فحارب الأقوام الساكنين على ضفاف نهر الفرات وأخضعهم لحكمه ، واستولى على دمشق عاصمة الآراميين ، وانتزع شرق الأردن من بني عمون ، فاتّسع ملكه من أيلة إلى شواطئ نهر الفرات ، وقيل : كانت مملكته تمتد ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر.

٣٦٢

لاستقامته في طاعة الله وعبادته بعثه الله إلى بني إسرائيل ليهديهم إلى الصراط المستقيم ، ويأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، ومنحه الله نعما جليلة ومعاجز فريدة منها : إلانة الحديد له ، فكان في يده كالشمع يعمل به كيف يشاء ، يلويه بيده بدون نار ولا مطرقة ، وعلّمه صنعة الدروع الحديدية بيده.

وعلّمه الباري جل وعزّ منطق الطير ، فكانت الطيور تسبّح لله معه بكرة وعشيا ، وكانت طوع إرادته.

وسخر الله تعالى له الجبال ، فكانت تسبّح معه لله سبحانه وتعالى ، وكانت تحت اختياره.

ومنحه الله حسن الصوت وجودة الإنشاد ، وزوّده قوة في الملك والغلبة والنصر على أعدائه.

ووهبه الله الحكمة البالغة ، وملكة الشعر ، والقضاء بين الناس.

من معاجزه : الزبور ، وهو كتاب يتضمّن المواعظ والحكم والأناشيد والقصائد في تسبيح الله وتمجيده والتضرّع والالتجاء إليه ، ويحتوي على مائة وخمسين مزمورا ، ثلاثة وسبعون منها تنسب إليه والباقي تنسب إلى آخرين.

ومنحه الله سليمان عليه‌السلام ، وجعله وارثا له في النبوّة والعلم والحكمة والحكم.

كان شجاعا شديد البأس ، ذا قوة فائقة ، وصاحب غيرة شديدة.

تزوّج مائة امرأة ، أنجبن له تسعة عشر ولدا ، ولم يرث النبوّة منهم إلّا ولده سليمان من زوجته امرأة أورياء بن حيان.

انشق عليه قسم من الإسرائيليّين وكفروا به واتهموه ببعض التهم ، فغضب الله عليهم وسلّط عليهم الموت والهلاك ، فهلك في ساعة واحدة سبعون ألف شخص جزاء أفعالهم وأقوالهم عليه.

بالإضافة إلى سليمان عليه‌السلام أنجب جملة من الأولاد ، منهم : سمون وسوباب ونوتان ويابار واليشوس ونافاق ويافيا والسناتا واليشماس واليفلات وغيرهم.

ولم يزل متصدّرا للنبوة والملوكية في بني إسرائيل ٤٠ سنة حتى توفّي فجأة في

٣٦٣

أورشليم يوم السبت ، وقيل : يوم الأربعاء ، حدود عام ٩٦٢ ، وقيل : عام ١٠١٥ قبل ميلاد المسيح عليه‌السلام ، بعد أن عمّر ١٠٠ سنة ، وقيل : ٧٧ سنة ، وقيل : ٧١ سنة ، وقيل : ٨٠ سنة ، وقيل : ١٢٠ سنة ، فدفنوه في مدينة داود على جبل صهيون بفلسطين.

كان بينه وبين موسى بن عمران عليه‌السلام ٥٠٠ سنة ، وبينه وبين عيسى بن مريم عليهما‌السلام ١١٠٠ سنة.

اشترك في تشييع جنازته أربعون ألف راهب وآلاف من سائر الناس.

القرآن العظيم ونبي الله داود عليه‌السلام

(وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ ...) البقرة ٢٥١.

(وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) النساء ١٦٣.

(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ ...) المائدة ٧٨.

(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ ...) الأنعام ٨٤.

(وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) الإسراء ٥٥.

(وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ ...) الأنبياء ٧٨.

(وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ ...) الأنبياء ٧٩.

(وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ...) الأنبياء ٨٠.

(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً ...) النمل ١٥.

(وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ ...) النمل ١٦.

(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) سبأ ١٠.

(أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ...) سبأ ١١.

(وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ١٧.

(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) ص ١٨.

(وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) ص ١٩.

(وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) ص ٢٠.

٣٦٤

(إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ...) ص ٢٢.

(وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ...) ص ٢٤.

(فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) ص ٢٥.

(يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ...) ص ٢٦.

(وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ٣٠. (١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، راجع فهرسته ؛ اثبات الوصية ، ص ٥٥ ـ ٥٨ ؛ الأخبار الطوال ، ص ١٧ ؛ الاختصاص ، ص ٤٧ و ٢٦٤ و ٢٦٥ و ٣٣٠ وغيرها ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٢٨٣ ؛ الاكليل ، ص ٢٠١ ـ ٢٢١ ؛ الأمالي ، للصدوق ، ص ٨٦ ؛ امالي الطوسي ، ج ١ ، ص ١٠٥ وج ٢ ، ص ٥٨ و ١٢٩ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٤٠٠ ـ ٤٢٠ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ١٠٣ ـ ١١٧ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، ج ٣ ، ص ١٠٠ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٥ ـ ١٥ وج ٦ ، ص ٢٩٠ ـ ٢٩٢ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٨٣ ـ ٨٥ ؛ البيان والتبيين ، راجع فهرسته ؛ تاريخ انبياء ، للسعيدي ، ص ٢٨٤ ـ ٣٠٦ ؛ تاريخ انبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٥٩٢ ـ ٦٠٥ ؛ تاريخ انبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ١٩٨ ـ ٢٢٥ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١١٦ ـ ١٢١ ؛ تاريخ الحكماء ، ص ١٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ١٠٩ وراجع فهرسته ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ـ ٣٤٥ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ٢٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٤٧ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٣٠ و ٣١ وراجع فهرسته ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٥١ ـ ٥٦ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ٤١ ؛ تفسير الصافي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ٣١٧ و ٣٦٥ وج ١٧ ، ص ٤١ وج ٢٢ ، وص ٦٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، راجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٨٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٢٥٢ و ٥٧٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنزيه الأنبياء ، ص ٨٧ ـ ٩٢ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٧٩ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٥ ، ص ١٩٠ ـ ١٩٨ ؛ التوحيد ، ص ٣٣٧ و ٣٢٨ ؛ التوراة ـ سفر أخبار الأيام الأول ـ ، ص ٥٤٩ ـ ٥٧٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، راجع مفتاح التفاسير ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ـ ٢٥٠ ؛ الخصال ، ص ٢٢٥ و ٢٤٨ و ٣٨٥ و ٣٨٦ و ٣٩٠ و ٥٨٣ و ٥٩٨ وغيرها ؛ خلاصة الأخبار ، ص ١٤٨ ـ ١٦١ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٩ ، ص ١٢١ ـ ١٢٥ ؛ دائرة

٣٦٥

__________________

معارف البستاني ، ج ٧ ، ص ٥٧٤ و ٥٧٥ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٤ ، ص ٧٣ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٥٣٧ ـ ٥٥١ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٥٦٢ ـ ٥٧٤ ؛ الدر المنثور ، راجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ الروض المعطار ، ص ٢١ و ٦٨ و ٥٥٦ وغيرها ؛ سعد السعود ، ص ٤٧ و ٤٨ و ٥٣ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٤٦٨ ؛ شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ٧٦ ؛ صبح الأعشى ، راجع فهرسته ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٥٥ ؛ عرائس المجالس ، ص ٢٣٩ ـ ٢٦٠ ؛ عصمة الأنبياء ، ص ٧٢ ـ ٨٠ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ علل الشرائع ، ص ٧٢ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، ج ١ ، ص ١٩٣ ؛ فتح الباري ، ج ٦ ، ص ٣٥٢ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٥١٧ ؛ فصوص الحكم ، ج ١ ، ص ١٣ و ١٦٠ وج ٢ ، ص ٢١٥ ـ ٢١٧ و ٣٢١ و ٣٢٢ و ٣٢٦ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٣٦١ ـ ٣٦٦ ؛ قرب الاسناد ، ص ٣٦٤ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٣٧٨ ـ ٤٠٠ ؛ قصص الأنبياء للراوندي ، ص ١٩٨ ـ ٢٠٧ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٥٢٧ ـ ٥٦٠ و ٥٨٥ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ـ ٢٦٦ ؛ قصص الأنبياء ، للكسائي ، ص ٣٥٨ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٣٠٣ ـ ٣١٦ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ١٧٨ ـ ١٨١ و ٣٥٨ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٢٧٧ ـ ٢٨٢ و ٣٤٣ ـ ٣٤٩ و ٣٦٣ ـ ٣٦٧ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٢٢ و ٢٣ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ١٦٩ ـ ١٧٢ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ١٥٩ ـ ١٧٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٢١٩ ـ ٢٢٨ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٢٩٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ كشف المحجوب ، راجع فهرسته ؛ كمال الدين ، ص ١٥٤ ـ ١٥٥ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٦١ وج ٢ ، ص ٢٠٠ وج ٣ ، ص ٢٣٢ وج ٤ ، ص ٣١٥ وج ١٥ ، ص ٢٩٤ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٢ ، ص ٢١٧ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٥ ؛ مجمع البيان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٠٨ و ٢٠٩ و ٤٢٦ ؛ المحبر ، ص ١ و ٥ ؛ المدهش ، ص ١٠٤ ـ ١٠٦ ؛ مرآة الزمان ـ السفر الأول ـ ، ص ٤٧٥ ـ ٤٩٢ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٥٥ و ٥٦ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٣ ، ص ٣٦٢ ـ ٣٦٤ ؛ المعارف ، ص ٢٧ ؛ معاني الأخبار ، ص ٥٠ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١١١ ـ ١١٤ ؛ المعرب ، للجواليقي ، ص ٣٠٩ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٧٧٩ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ٢٨٥ ـ ٢٩٣ ؛ نهاية الارب ، ج ١٤ ، ص ٤٥.

٣٦٦

حرف الذال

٣٦٧
٣٦٨

ذو القرنين

بطل من أبطال التأريخ ، وعظيم من عظماء البشرية ، اختلف المحقّقون والمؤرّخون في اسمه ونسبه والفترة الزمنية الّتي عاش فيها.

قيل : هو عيّاش ، أو عبد الله بن الضحاك بن معبد ، وقيل : هو أبو كرب شمر بن عمير بن افريقش الحميري ، وقيل : هو صعب بن ذي مراثد بن الحارث الرائش الحميري ، وقيل : هو لقب داريوش أو كورش أحد ملوك الدولة الهخامنشية بفارس.

وهناك من جعله لقبا للإسكندر بن فيلقوس أو فيليب الثاني بن مضريم بن هرمس بن هيدودس اليوناني ، وكان وثنيّا يعبد الأصنام.

أمّا المذكور في القرآن الكريم ـ ونحن بصدده ـ كان عبدا مؤمنا صالحا عادلا فاضلا ، أحبّ الله فأحبّه ، ونصح لله فنصح له.

جعله الله من أعظم ملوك الأرض ، فملك ما بين المشرق والمغرب ، ومكّنه الله في الأرض ، وبسط يده عليها ، وسخّر له السحاب ، فحمله حيث يشاء ، وبسط له النور ، فكان الليل والنهار عليه سواء ، ومنحه العلم والهيبة والحكمة والسداد.

كان منذ نعومة أظفاره يتّصف بالآداب الفاضلة والأخلاق الحسنة والعفّة والرزانة.

كان في فتوحاته إذا مرّ بمدينة زأر فيها كما يزأر الأسد الغضبان ، فتنبعث فيها ظلمات ورعد وبرق وصواعق تهلك من يقف في وجهه ويناوئه.

في أوائل أيّامه رأى في المنام أنّه قرب من الشمس وأخذ بقرينها ، شرقها وغربها ، فأخبر قومه برؤياه ، فسمّوه بذي القرنين ، ثم آمن بالله وأسلم له ، ودعا قومه إلى ذلك فأطاعوه ، ثم بنى لهم مسجدا ليتّخذوه معبدا يعبدون الله فيه.

٣٦٩

وبعد أن منحه الله البسطة في الأرض زوّده بمزايا خاصة ، فجعله يسمع كل صوت قريب أو بعيد ، ويفقه كل شيء ، وسخّر له النور والظلمة.

أخذ يجوب أقطار العالم داعيا الناس إلى الإيمان بالله وتوحيده ، فإن أطاعوه ولبّوا دعوته تركهم وشأنهم ، وإن عصوه وخالفوه أغشاهم بالظلام ، فكانت تظلم مدنهم وقلاعهم وبيوتهم وتغشى أبصارهم ، ويستمرون على تلك الحالة حتى يؤمنوا.

عاش بعد عصر نبيّ الله نوح عليه‌السلام ، وعاصر إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، فاستقبله الخليل عليه‌السلام وصافحه ، فكانا أوّل متصافحين على سطح الأرض ، وقيل : كان موجودا قبل الخليل عليه‌السلام ، ويقال : إنه صحب الخضر عليه‌السلام.

في أيام ابتلي الناس بقومي يأجوج ومأجوج ـ الّذين اتصفوا بصفات خاصّة تفردهم عن سائر الناس ، وكانوا يفسدون في الأرض ويبيدون كل شيء لهمجيتهم وخباثة فطرتهم ـ استغاث الناس به واستنصروه ليخلّصهم منهم ، فاستجاب لهم ، وأمر ببناء سدّ ضخم أمام جحافلهم وحشودهم ، فحبسهم في بلادهم ، ومنعهم من الزحف والنفوذ إلى سائر الأقطار والأمصار ، فتخلّص الناس من شرورهم.

اختلف المؤرخون في مكان السد ، فقيل : كان وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر المحيط ، وقيل : كان وراء دربند وخزر من ناحية بلاد أرمينية وآذربيجان ، وقيل : كان في جبال القوقاز.

ذكرت أسباب لتسميته بذي القرنين منها :

بلوغه غرب الأرض وشرقها.

بلوغه قرني الشمس ، مغربها ومشرقها.

كان على رأسه ما يشبه القرنين.

كان يلبس تاجا له قرنان.

طاف قرني الدنيا ، شرقها وغربها.

دعا قومه إلى الله فضربوه على قرن رأسه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام ، ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك ، فضربوه على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام أخرى ، ثمّ

٣٧٠

بعثه الله إليهم ، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها ، فسمّي بذي القرنين.

وهناك أسباب أخرى لتسميته بذي القرنين تركتها للاختصار.

عمّر ٥٠٠ عام ، وكان له خليل من الملائكة يدعى رفائيل ، فكان ينزل إليه ويحدّثه ويناجيه.

أما الإسكندر اليوناني الّذي كان يعرف بذي القرنين أيضا ، فإنّه لمّا مات أبوه فيلقوس تمكّن من أن يجمع الروم في مملكة واحدة بعد أن كانوا طوائف متفرقة ، وحشّد جيشا عرمرما ضخما توجّه به نحو بلاد المغرب وأخضعها لحكومته ، ثم واصل زحفه حتى وصل البحر الأخضر ، ومنه توجه إلى بلاد الشام وافتتحها ، وأخضع لحكمه ملوك بني إسرائيل ، ثم غزا بلاد ما بين النهرين ـ العراق ـ واحتلّها ، ثمّ استولى على بلاد فارس وقتل ملكها ـ دارا ـ ثمّ واصل زحفه نحو الهند والصين ، وأخضعهما لحكومته.

وبعد تلك الفتوحات عاد إلى العراق عن طريق خراسان ، فلمّا وصل إلى مدينة شهر زور مرض بها لمدة قصيرة ، ثم هلك بها سنة ٣٢٣ قبل ميلاد المسيح عليه‌السلام ، وكان عمره يومئذ ، ٣٦ سنة ، وقيل : لم يبلغ ٣٣ سنة ، وقيل : توفّي ببيت المقدس ، ونقل رفاته إلى الإسكندرية فدفن فيها.

وهناك أقوال أخر تدور حول شخصية ذي القرنين تركتها لعدم الإطالة.

القرآن العظيم وذو القرنين

(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ...) الكهف ٨٣.

(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) الكهف ٨٤.

(فَأَتْبَعَ سَبَباً) الكهف ٨٥.

(قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) الكهف ٨٦.

(قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ...) الكهف ٨٧.

(حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ ...) الكهف ٩٠.

٣٧١

(كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) الكهف ٩١.

(حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً ...) الكهف ٩٣.

(قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ...) الكهف ٩٤.

(قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ...) الكهف ٩٥.

(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ...) الكهف ٩٦.

(قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ...) الكهف ٩٨. (١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ٥٩ و ٦٠ و ٦٤ و ٦٥ و ٦٧ ؛ الأخبار الطوال ، ص ٢٩ و ٣٧ و ٣٩ ؛ الاختصاص ، ص ١٩٩ و ٢٦٥ و ٣٠٩ و ٣٢٣ و ٣٢٦ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٤٥ ؛ أعلام القرآن ، للخزائلي ، ص ٢٩٤ ـ ٣١١ ؛ أمالي الطوسي ، ج ١ ، ص ٢١٩ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ٥٤ و ٥٥ و ٥٦ ـ ٥٨ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، ج ٣ ، ص ١١٤ و ١١٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٩٥ ـ ١٠٠ ؛ بستان السياحة ، ص ٧٨ ؛ بصائر الدرجات ، ص ٣٦٥ و ٤٠٩ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٨٩ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٢٣٥ وج ٣ ، ص ٣٥١ ؛ تاريخ انبياء ، للسعيدي ، ص ٣٦٨ ـ ٣٧٧ ؛ تاريخ انبياء ، لعمادزاده ، ج ١ ، ص ٣٢٨ ـ ٣٤١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤١ و ٢٠٩ و ٢١٤ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ـ ٢٢٣ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ١٠٠ ـ ١٠٣ و ١٠٦ و ١٤٥ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٤٠٨ ـ ٤١٣ ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ٤٥ و ٦٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٥٨ و ٩٦ و ٩٧ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٥٧ ـ ٥٩ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٨٣ و ٨٧ و ١٤٣ و ١٤٤ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ٨٦ ـ ٩٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ١٥٧ ـ ١٦٥ ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٤٧٩ ـ ٤٨٨ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢١ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣٠٣ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ٢٣٩ ـ ٢٤٧ ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٩٧ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٢٥٨ ـ ٢٦٣ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٦ ، ص ٧ ـ ٢٣ ؛ تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ٣٣٩ ـ ٣٥٠ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٤٤٥ ـ ٤٥٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢١ ، ص ١٦٣ ـ ١٧٣ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٤٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٠١ ـ ١٠٥ ؛ تفسير المراغي ، المجلد السادس ، الجزء السادس عشر ، ص ١٦ ـ ٢٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ٣٦٩ ـ ٣٩٥ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٢٩٣ ـ ٣١٠ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٢٤ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٥ ، ص ٢٥٤ ـ ٢٦٢ ؛ التوراة ـ سفر عذرا ـ ، ص ٦٢٣ وسفر أشعيا ، ص ٨٩٩ وسفر دانيال ، ص ١٠٨٨ و ١٠٩٣ ؛ التيجان ، ص ٤٤٦ ـ ٤٩٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ،

٣٧٢

__________________

ص ٤٥ ـ ٥٥ وراجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٧٠ ؛ حسن المحاضرة ، ج ١ ، ص ٥٥ و ٥٦ ؛ الحيوان ، ج ١ ، ص ١٨٨ وج ٤ ، ص ٦٩ وج ٦ ، ص ٥٠٥ وج ٧ ، ص ٢٤٥ ؛ الخصال ، ص ٦٠ ؛ خطط المقريزي ، ج ١ ، ص ١٥٠ ـ ١٥٤ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ـ ١٢٩ وج ٩ ، ص ٤٠٣ و ٤٠٤ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٣ ، ص ٥٤٥ ـ ٥٥٣ وج ٨ ، ص ٤١١ و ٤١٢ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ١ ، ص ٣١١ ـ ٣٢٥ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٩٣ ـ ١١٢ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٢٨٨ ـ ٣٠٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٤٠ ـ ٢٤٩ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٣١٨ و ٣٢٧ و ٣٩٧ وج ٢ ، ص ١٧٦ وج ٤ ، ص ٤١ ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ـ ١٨٠ ؛ الروض المعطار ، راجع فهرسته ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٤٢٥ ـ ٤٢٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٢٨ و ٣٢٩ ؛ صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٩٢ و ٣٩٤ وج ٥ ، ص ٢٣٨ وج ١٣ ، ص ٢٩٦ ؛ عرائس المجالس ، ص ٣٢٢ ـ ٣٣٢ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ علل الشرائع ، ص ٣٩ ؛ فتح الباري ، ج ٦ ، ص ٢٩٤ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٥٦٣ و ٥٦٤ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ١ ، ص ٢٤٨ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ١٠١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ٢٥٨ ، قرب الاسناد ، ص ٣٢٢ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ١٦٢ ـ ١٨١ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ١٢٠ ـ ١٢٥ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٢٧٠ ـ ٢٧٣ و ٣٥٩ ـ ٣٧٢ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٢٢٠ ـ ٢٢٤ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٢٢ ؛ قصص القرآن لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٢٨٢ ـ ٢٩١ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٧٤٣ و ٧٤٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ٧٣٥ ـ ٧٤٧ ؛ كمال الدين ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ ـ ٤٠٦ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ وج ٧ ، ص ٢٦٦ وج ٨ ، ص ٢٧ وج ١١ ، ص ٢٥٧ وج ١٢ ، ص ٢٣٢ و ٤٥٣ وج ١٣ ، ص ٣٣٢ و ٣٣٣ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٦ وج ٢٤ ، ص ٩٢ ـ ١٠٧ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٨ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٧٥٦ ـ ٧٦٤ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٣١ و ٩٣ و ١٥٨ و ٢٠٤ و ٤٤٨ ؛ المحبر ، ص ٣٦٥ وراجع فهرسته ؛ المدهش ، ص ٨١ و ٨٢ ؛ مرآة الزمان ـ السفر الأول ـ ، ص ٣٢١ ـ ٣٣٨ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٦٥ وفيه كان بعد المسيح عليه‌السلام وص ٢٨٨ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٨ ، ص ٥٠٨ ـ ٥١٣ ؛ معاني الأخبار ، ص ٤٨ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١١٤ و ١١٥ ؛ معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ؛ المعرب ، ص ٧٧ و ١٥٠ و ١٥١ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ الملل والنحل ، ج ٢ ، ص ١٣٧ ـ ١٤١ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ١٠١٨ ؛ مواهب الجليل ، ص ٣٩٣ ؛ المورد ، ج ١ ، ص ٧٣ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١٥١ و ٨٤٧ ؛ نهاية الارب ، ج ١٤ ، ص ٢٩٨.

٣٧٣

ذو الكفل

اختلف العلماء والمحققون في الشخص الذي لقّب بذي الكفل والسبب في ذلك ، فمنهم من قال : هو لقب عويديا ، وقيل : عوبيديا بن أديم ، وقيل : أدريم ، من أهل حضرموت ومن ذراري إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، وقيل : هو لقب نبيّ الله إلياس عليه‌السلام ، وقيل : يوشع بن نون ، وقيل : حزقيل ، وقيل : زكريّا عليه‌السلام.

وعلى أيّ تقدير فهو لقب أحد أنبياء بني إسرائيل ، أرسل إلى الناس بعد سليمان بن داود عليهما‌السلام ، وقبل عيسى بن مريم عليهما‌السلام.

كان مؤمنا بالله ، عابدا صالحا ، يقضي بين الناس بالحسنى ، وهناك من يقول : إنّه لم يكن نبيّا.

هناك رواية تقول : إنّ نبي الله اليسع عليه‌السلام لما كبر وطعن في السن طلب من قومه أن يستخلفه رجل يصوم النهار ، ويقوم الليل للعبادة ، ولا يغضب إلّا لله ، ويعمل للحق وبالحق ، فلم يتقدم لذلك إلّا عويديا ، فتكفّل بذلك ، ووفّى به ، فعرف بذي الكفل.

ويقال : إنّ ذا الكفل هو لقب بشر أو شبر ابن نبيّ الله أيّوب عليه‌السلام ، بعثه الله إلى أهل الروم بعد وفاة أبيه ، فآمنوا به ، ثمّ أوحى الله إليه أن يطلب منهم الجهاد في سبيل الله ، فامتنعوا عن ذلك ؛ لحبهم للحياة وكراهتهم للموت ، وطلبوا منه أن يدعو الله أن يطيل أعمارهم ؛ ليكثروا من عبادة الله ، والجهاد في سبيله ، فأعطاهم الله ما أرادوا ، وجعلهم لا يموتون إلّا إذا شاءوا ، وجعل بشرا كفيلا لذلك ، فعرف بذي الكفل.

ولمّا طالت أعمارهم وارتفع الموت منهم وكثروا ونموا حتى ضاقت بهم البلاد وتنغّصت عليهم معيشتهم سألوا بشرا أن يطلب من الله أن يردّهم إلى آجالهم ، فردّهم الله إلى ما كانوا عليه من أعمارهم ، وأخذوا يموتون بآجالهم.

ويقال : سمّي بذي الكفل ؛ لأنّه تكفّل لأحد أنبياء زمانه بأن لا يغضب ، فحاول إبليس بشتّى المحاولات أن يغضبه فلن يقدر ، فعرف بذي الكفل ؛ لوفائه لذلك النبي.

ويقال : هو لقب نبيّ كفل سبعين نبيّا ونجّاهم من العذاب ، وقيل : هو لقب لنبيّ

٣٧٤

تكفّل للملك الوثني ـ كنعان العماليقي ـ وتعهّد له كتابة بدخول الجنّة إذا هو ترك عبادة الأوثان واهتدى إلى الله.

كان يستوطن الشام ، وبها توفّي ، ودفن في جبل قاسيون ، وعمره يومئذ ٩٥ سنة ، وقيل : ٧٥ سنة.

وقيل : قبره بتتليس ، وقيل : بقرية كفل حارس قرب نابلس ، وهناك قبر في العراق بين الكوفة وبابل يقال : إنّه قبر ذي الكفل يزوره الناس.

القرآن الكريم وذو الكفل

(وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ...) الأنبياء ٨٥.

(وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ...) ص ٤٨. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٣١٢ ـ ٣١٥ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٣٨٩ ـ ٣٩١ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ٧٢ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ٩٩ و ١٠٠ ؛ بدائع الزهور ، ص ٩٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٢١٠ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٨٠ ؛ تاج العروس ، ج ٨ ، ص ٩٩ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ١٩٤ ـ ١٩٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١١٠ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٠ و ٤٥ و ٥٤ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ٢٧٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٣٣٤ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٧٧ و ٣١٤ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٤٠ و ٣٢٩ و ٤٥٧ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ٨٢ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٢٠ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٣٥١ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٧ ، ص ٥٨ و ٥٩ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٣٦٤ ـ ٣٦٦ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٢١٢ و ٢١٣ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٥٢٣ وص ٥٢٤ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ـ ٣٧٩ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٣٦ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ١٣١ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٦٥٠ وج ٦ ، ص ٢٩١ وج ٨ ، ص ٣٤٥ و ٣٥٦ ؛ لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠٧ وج ١١ ، ص ٥٩٠ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٤ ، ص ١٢٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٦٢ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٩٤ و ٩٥ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٠٥ و ٤٣٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ١٣٥ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١١٥ ؛ معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ٢٨٠ و ٢٨١ ؛ نزهة القلوب ، ج ٣ ، ص ١٩٠.

٣٧٥
٣٧٦

حرف الراء

٣٧٧
٣٧٨

رافع بن حريملة

هو رافع بن حريملة ، وقيل : حرملة ، وقيل : خزيمة ، من بني قينقاع.

أحد أحبار ورؤساء اليهود الذين عاصروا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند بزوغ فجر الإسلام. كان شرّيرا بغيّا كثير النفاق والشقاق ، ومن ألدّ خصوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، وكان يحسد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على نبوّته.

ادّعى كذبا ونفاقا بأنّه أسلم ، فكان يحضر مع جمع من المنافقين في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيستمعون أحاديث المسلمين ، فيسخرون منهم ويستهزءون بهم.

لمّا هلك قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين.

القرآن العظيم ورافع بن حريملة

في أحد الأيّام قال هو ومنافق آخر للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد! ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه ، وفجّر لنا أنهارا ؛ نتّبعك ونصدّقك ، فأنزل الله سبحانه فيه وفي صاحبه الآية ١٠٨ من سورة البقرة : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ....)

وشملته الآية ١١٣ من نفس السورة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ ....)

جاء مرّة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا محمّد! إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله يكلّمنا حتّى نسمع كلامه ، فأنزل الله فيه الآية ١١٨ من السورة نفسها : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ....)

وشملته الآية ١٧٠ من نفس السورة : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ

٣٧٩

ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا ....)

دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اليهود إلى الإسلام ، وحذّرهم غضب الجبّار ، فأبوا عليه وكفروا بما جاءهم به ، فقال لهم بعض المسلمين : يا معشر اليهود! اتّقوا الله ، فو الله! إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله ، ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه ، وتصفونه لنا بصفته ، فقال المترجم له ويهوديّ آخر : ما قلنا لكم هذا قط ، وما أنزل الله من كتاب بعد موسى ، ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده ، فنزلت فيهما الآية ١٩ من سورة المائدة : (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ ....)

وشملته الآية ٦٨ من سورة المائدة أيضا : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ....)(١)

رافع بن خديج

هو أبو عبد الله ، وقيل : أبو خديج رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ، الخزرجي ، الحارثي ، المدني ، وأمّه حليمة بنت عروة بن مسعود.

أحد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعريف قومه في المدينة.

كان مزارعا ملمّا بأمور الزراعة والمساقاة.

__________________

(١). البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ و ٢٣٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٢٤ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ٤٠٢ و ٤١٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٦ و ٣٦٦ وج ٣ ، ص ٥٣٠ و ٥٣١ ؛ تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٣٨٥ و ٣٩٤ و ٤٠٧ وج ٢ ، ص ٤٧ وج ٦ ، ص ١٠٧ و ٢٠٠ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ١٨٦ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ١٥٣ و ١٥٦ و ١٦٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ٧٠ وج ٦ ، ص ١٢٠ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ١٠٧ و ١٠٨ و ١١٠ و ١٦٧ وج ٢ ، ص ٢٩٦ و ٢٩٩ ؛ الروض الأنف ، ج ٤ ، ص ٣٠٦ و ٣٢٢ و ٣٤٨ و ٣٥٠ و ٣٦٩ وغيرها ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦١ و ١٧٤ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٢١٢ و ٢١٧ ؛ لباب النقول ، ص ٩٤ و ٩٥ و ٩٧ و ١٠٣ و ١١٦ و ٣٥٨ و ٣٩٣ ؛ المحبر ، ص ٤٧٠ ؛ المغازي ، ج ٣ ، ص ١٠٥٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٧ و ٢٩ و ٣٣ و ٥٠ و ٢٨٠ و ٣٠٢.

٣٨٠